سلسلة محبة الله....

[عطاء دائم]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328466

سلسلة محبة_الله

الدرس (1)

عمل عظيم ومقام كبير من أعمال القلوب فهو أساسها وهو محبة الله تعالى (المحبة هي الرأس) (الخوف والرجاء) هما الجناحان والعبد يسير إلى الله بالمحبة والخوف والرجاء.

قال أحد السلف: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما لقوا أطيب ما فيها قيل وما ذاك قال محبة الله ومعرفة الله.

ودرجة المحبة ترفع المنازل وترفع الدرجات فهي النور الذي ندخله في الظلمات وهي الشفاء من الأمراض فهي روح الإيمان لأنهم في معية الله.

فقد قال رسول الله صلَ الله عليه وسلم (إن المرء مع من أحب) [البخاري].

يقول ابن القيم:

المحبة هي الحياة التي من حرمها يدخل في جملة الأموات
وهي النور الذي من فقده يدخل في بحار الظلمات
وهي الشفاء الذي من عدمه حل بقلبه جميع الأسقام
فهي روح الإيمان لأن المحبين في معية من (الله).

(تعريف المحبة):

إن المحبة من الحب والمحبة أصلها الصفاء
لأن العرب تقول لصفاء بياض الأسنان ونضارتها (حبب الأسنان)
وقيل المحبة هي فيحان وغليان القلب عند الاهتياج إلى لقاء المحبوب
وقيل مأخوذ من (الحب) جمع حبه وهو لباب الشيء وخالصه وأصله
لآن الحب أصل النبات والشجر

وقيل هو الحِب: وهو إناء واسع يوضع فيه الشيء فيمتلئ فيه ولا يسع لغيره
وكذلك قلب المحب ليس فيه سعة لغير محبوبه وهو الله سبحانه وتعالى
والقلب كما علمنا* النبي صلَ الله عليه وسلم هو محل نظر الله إلينا قال رسول الله صلَ الله عليه وسلم : (إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم) [مسلم].

لكن نحن محل نظرنا (الشعر، اللبس .. ولكن محل نظر الله القلب
فالقلب وظيفته أن يعرف ويحب الله....

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328467

[عطاء دائم]

الدرس (2)

علامات محبة الله تعالى للعبد:

أي إنها علامات إذا وجدت في العبد أو شعر بها تدل على أن الله يحبه.
قال تعالى { فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } [سورة المائدة آية: 54].
قدم الله تعالى حبه لعباده على حب عباده له .

حسن التدبير له
يربيه في طفولته على أحسن نظام
ويكتب الإيمان في قلبه ويستخلصه لعبادته
ينشغل لسانه بذكره وجوارحه بطاعته

يجعل همه هما واحدا بحيث تشغله محبته عن كل شيء).
الرفق بالعبد ويجعله يختار الأسهل والأيسر في حياته
ويتميز باللين والعطف

القبول في الأرض: قال رسول الله النبي صلَ الله عليه وسلم :
(إن الله إذا أحب عبدا نادى جبريل فقال أني أحب فلانا فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول أن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض وإذا أبغض عبدا دعا جبريل أني أبغض فلانا فأبغضه فيبغضه جبريل ثم ينادي في أهل السماء أن الله يبغض فلانا فيبغضوه ثم توضع له البغضاء في الأرض) [رواه البخاري ومسلم].

الابتلاء:

عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله النبي صلَ الله عليه وسلم أن عظم الجزاء مع عظم البلاء وأن الله إذا أحب قوما ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط [الترمذي – حسن].

أن الله يبتلي عباده بالبلاء حتى يغسلهم من الذنوب ويفرغ قلوبهم من الانشغال بالدنيا فالله يغار على قلب عبده المؤمن أن ينشغل بغيره.

وقال تعالى { وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ } [محمد: 31].
هذا الابتلاء على قدر الإيمان ومحبة الله للعبد

كما قال سعد بن أبي وقاص يارسول الله أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلي العبد على حسب دينه فإن كان في دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان في دينه رقة ابتلى على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. [الترمذي – حسن صحيح]

وعن أبي سعيد الخدري عن الرسول النبي صلَ الله عليه وسلم(:
لما وجده يوعك وكان شديد الحرارة قال رسول الله النبي صلَ الله عليه وسلم : أنا كذلك يضّعف لنا البلاء ويضّعف لنا الأجر

الموت على عمل صالح: قال رسول الله النبي صلَ الله عليه وسلم إذا أحب الله عبدا عسّله قالو وما عسّله قال يوفق له عملا صالحا بين يدي أجله حتى يرضى عنه من حوله رواه الحاكم .

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328467

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (3)

ما دلائل حب الله لعباده:

1-عدم تعجيل العقوبة لعلك تتوب:

يقول العلماء ملك الشمال إذا هم العبد بسيئة أخرها لعلك تتوب وإذا همت بحسنة يكتبها في الحال.

سيدنا عمر أقام الحد على شارب خمر وقبل أن يقيم عليه الحد بعث إليه هذا الشخص هذه الآية {وَرَبُّكَ الغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ العَذَابَ}* [الكهف: 58] فسامحه عمر.

ويقول الشاعر من كان في سخطه محسنا* فيكف يكون إذا كان راضيا

2- قبول التوبة:

{ غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ }[ غافر: 3]{وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّه}[آل عمران: 135].
وصدق رسول الله صلّ الله عليه وسلم حينما قال (الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بواحدة فمن هم بحسنة ولم يعملها كتبت له حسنة ومن هم بسيئة ولم يعملها لا تكتب له)
وهذا دليل حب الله لنا
قال علي ابن أبي طالب رضي الله عنه
لو قيل لي يوم القيامة سنجعل حسابك لأبيك وأمك لرفضت (لأن الله أرحم بي من أبي وأمي).

والدليل على أنه تواب عظيم يتوب علينا مثل:
صيام يوم عرفة يكفر سنة ماضية وسنة قادمة لأنه يحبنا ولا يريد دخولنا النار.
صيام يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية.
فكيف نسئ إلى الله بعد إحسانه الشديد معنا
الصلوات الخمس مكفرات لما بينهم.
رمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهم.
الجمعة إلى الجمعة مكفرات لما بينهم.
العمرة إلى العمرة مكفرات لما بينهم.

سبحان الله يقولا الفرد مائة* مرة في اليوم الواحد يأخذ عليها ألف حسنه.
من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر.
الحمد لله تملئ الميزان.

أيضاً يعطيك أشياء عظيمة على أشياء صغيرة. فقد قال النبي صلّ الله عليه وسلم :
"من قال حين أصبح رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبحمد نبيا ورسولا وجب على الله أن يرضيه ذلك اليوم".

من قال بسم الله الذي لا يضر مع أسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم 3 مرات لا يضره شيء في ذلك اليوم.
من قال أعوذ بكلمات الله التامات 3 مرات يأمن من لدغ الحيات والعقارب في ذلك اليوم.

من صلى على النبي صلّ الله عليه وسلم عشر مرات صلى عليه الله أي رحمه الله عشر مرات.
سيد الاستغفار من قاله ومات في يومه دخل الجنة أو من أهل الجنة ومن قاله في ليلته ومات دخل الجنة.


لنا عودة ان شاء الله

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328467

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (4)

نتابع دلائل حب الله لعباده :

3- يطلب منا الدعاء لكي يقضي حوائجنا:
{ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } [غافر: 60].
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم(من لم يسأل الله يغضب عليه) [صحيح الترمذي].
كثير من الناس يتضايق عندما تطلب منه شيء أكثر من مرة لكن الله تعالى يحب الملحين في الدعاء.
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم :
(إن الله حي كريم ويستحي أن إذ رفع العبد إليه يديه بدعوة أن يردها صفرا خائبتين) [صحيح الترميذي].
4- أن الله يطمئن عباده وهذا من دليل المحبة:
قال تعالى
• { كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ } [الأنعام: 54].
• { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ } [البقرة: 185].
• { وَاللَّهُ يُرِيدُ أَن يَتُوبَ عَلَيْكُمْ } [لنساء: 27].
• { يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ } [النساء: 28].


كان سيدنا عمر يقول أنا لا أحمل هم الإجابة بل أحمل هم الدعاء


بعد غزوة أحد واستشهاد سبعين من صحابة الرسول رضي الله عنهم من بينهم سيدنا حمزة نزلت الآية لتهدئة المسلمين { وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ القَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ } [سورة آل عمران آية: 139-140].


5- إعطائه لنا الجنة:
قال الله تعالى في الحديث القدسي (أعددت الجنة لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا يخطر على بال بشر).


6- حبه لأوليائه:


في الحديث القدسي (من عادى لي وليا فقد أذنته بالحرب).
والآية الشريفة { لاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }
7- تسهيل الطاعة عليك:
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم في الحديث القدسي:

ما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب مما افترضته عليه ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه (صدقة – صيام – ابتسامة في وجه أخيك – غض البصر) فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به (لا تسمع إلا الحلال ولا تأخذ بالك من سمع الحرام) وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ولأن سألني لأعطيته).


العلماء يقولون ليس من العجب أن يتودد العبد إلى ربه ولكن العجب أن يتودد الملك لعبده.
وفي الحديث القدسي قال تعالى من تقرب لي شبرا تقربت إليه ذراعا ومن تقرب إلي ذراعا تقربت له باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولا.

وقد أخبرنا رسول الله صلّ الله عليه وسلم أن الله تعالى:
ينزل تنزيلا يليق بجلاله وكماله في الثلث الأخير من الليل (في الوقت الذي) ينادي هل من تائب فأتوب عليه – هل من مستغفر فأغفر له – هل من طالب حاجة فأقضيها له وذلك كل ليلة أي لن يتوقف الله عن النزول.

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (5)

ومن العلامات الخاصة لعبده كدليل على محبة الله:
ألا يجعل الدنيا تسيطر عليه



وحديث رواه الحاكم:
أن الله ليحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما تحمون مريضكم الطعام والشراب) لأن الله إذا أعطى العبد وهو عاصي فهو استدراج

يجعله متدين يقبل على التدين يقول الرسول صلّ الله عليه وسلم إن الله أعطى الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولا يعطي الدين إلا لمن يحب) [عمدة التفاسير، إسناد صحيح].


قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) [صحيح البخاري]
أي تحب قراءة القرآن – تحب مجالس العلم – تحب ذكر الله كثيرا .. كل ذلك من علامات الحب.

أن يعلمك الرفق.
قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم : ( إذا أحب الله أهل بيت أدخل عليهم الرفق) [صحيح أخرجه أحمد]
الشخصية العصبية التي تخانق على كل صغيرة وكبيرة هي على خطر ..
تيسير الطاعة و تعسير المعصية (تريد ان تعمل معصية ربنا يغلق عنك أبواب المعصية)

... يتبـــــــــطڈ.....

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (6)

نماذج لمحبة الله لعباده (نماذج لمن أحبهم الله ):

1- الرسول صلّ الله عليه وسلم :
لما انقطع الوحي عن رسول الله صلّ الله عليه وسلم قيل لمدة 6 أشهر وقيل أكثر بدون سابق إنذار حزن الرسول صلّ الله عليه وسلم حزنا شديدا لما حدث وبدأت قريش تعرف وبدأ يقولون ودعك ربك يا محمد انظر حب الله له نزلت الآية:

{ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدَى } [الضحى: 1-7]

وتنزل سورة أخرى { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ * وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ * فَإِنَّ مَعَ العُسْرِ يُسْراً } [الشرح: 1-5]

2- السيدة خديجة:

عند احتضارها نزل سيدنا جبريل وقال يا محمد إن الله يقرء خديجة السلام ويقول لك يا محمد بشر خديجة بقصر من قصب في الجنة لا صخب فيها ولا نصب.
(قصب: أي لؤلؤ)

أراد الله تعالى أن يعرفنا مقدارها عنده ومقامها الكبير وحبه لها قبل موتها.

3- عبد الله بن حرام:

مات شهيدا يوم أحد وجاء ابنه جابر وقد مثل الكفار بأبيه وطلب من أصحابه أن ينظر إلى أبيه ورفض الصحابة وقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم دعوه ينظر إلى أبيه وقال لاتزال الملائكة تظله بأجنحتها ثم قال له الله النبي في اليوم التالي أبشر يا جابر ما كلم الله أحد إلا من وراء حجاب وكلم الله أباك من دون حجاب

وقال الله يا عبدي تمنى عليّ قال يارب أتمنى أن أعود إلى الدنيا أقاتل وأقتل في سبيلك قال الله يا عبدي أني كتبت عليهم أنهم إليها لا يرجعون ولكن تمن عليّ قال يارب بلغ عني أصحابي وأهل الدنيا ما أنا فيه من النعيم فأنزل الله

{ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ } [آل عمران: 196-170].

الله تعالى يقول لنا في الآخرة عبدي أني راضي عنك فهل أنت راضي عني قيلت هذه الكلمة لأبي بكر، ويقول الله لك تمنى يا عبدي واشتهي أو اذهب يا عبدي إلى الجنة

أن لله ملائكة يطوفون في الطرقات يلتمسون حلق الذكر ويقولون هلموا إلى حاجتكم ويظلونهم بأجنحتهم من الأرض إلى السماء ويسألهم الله وهو أعلم بحالنا (كيف وجدتم عبادي) وجدناهم يحمدونك ويسبحونك ..

أشهدكم يا ملائكتي أني غفرت لهم كل ذلك محبة من الله عز وجل .

أياك أن تيأس من الوقوف على بابه ولا تقطع الاعتذار له فإن فتح الباب للمقبولين فأدخل دخول المتطفلين وأبسط إليه يديك وقل له مسكين تصدق عليه.

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328557

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (7)

العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

لما كانت المحبة خفية في القلب سهل أن يدعيها كل واحد منا .

{ وَقَالَتِ اليَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ } [سورة المائدة آية: 18]

فهناك علامات يجب أن يمتحن الإنسان نفسه بحبه لله ولا يغتر بتلبيس الشيطان بادعائه أنه يحب الله بل يطالب نفسه بالبراهين والأدلة علي صدق هذا الحب.
فالمحبة شجرة تظهر ثمارها في القلب والجوارح كدلالة الثمار على الأشجار
مثال دليل الشجرة الحية عن الميتة (هل أثمرت أم لا) والدخان على النار ..
ومن هذه العلامات:

1- حب لقاء الله:

لا يتصور أن يحب القلب محبوبا إلا ويحب لقاءه ومشاهدته
فقد قال النبي صلّ الله عليه وسلم (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) [رواه البخاري ومسلم].
فهناك موعدان للقاء الله 1- الموت، 2- يوم القيامة واللقاء في الجنة والنظر لوجه الله وليس معنى ذلك أن يتمنى الموت كما أمرنا الرسول بأن يدعو الإنسان على نفسه
لكن جاءت هذه الآية تطمين لمن يشتاق* إلى لقاء الله قال تعالى { مَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ } [العنكبوت: 5]

عثمان بن مظعون:

عندما أشيع إسلام أهل مكة رجع من هاجر إلى الحبشة ولما قربوا من دخول مكة علموا أن أهل مكة لم يدخلوا في الإسلام فرجع منهم من رجع إلى الحبشة ودخل البعض الآخر مستخفيا والبعض دخل في جوار ناس مشركين ودخل عثمان بن مظعون في جوار الوليد بن المغيرة. ولما رأى عثمان بن مظعون ما فيه أصحاب رسول الله صلّ الله عليه وسلم من البلاء وهو يروح ويغدو في جوار الوليد فاشتهى الشهادة في سبيل الله فمشى إلى الوليد بن المغيرة وقال لقدر رددت جوارك فقال يا بني أوجدت جوارا خيرا مني قال نعم جوار الله فانطلق إلى المسجد وذهب إلى مجلس شعراء وكان من عاداتهم ألا يقاطع أحد من الناس الشعراء

وكان يقول الشاعر لبيد:
ألا كل شيء ما خلا الله باطل
قال صدقت قال لبيد وكل نعيم لامحالة زائل
قال كذبت نعيم الجنة لا ينفذ

قال الشاعر فمتى* يا عرب يهان الشعراء عندكم* فقالو له* دعه أنه في جوار الوليد بن المغيرة قال عثمان لا رددت عليه جواره فقاموا يضربوه حتى فقأت عينيه بالدم فضحك الوليد وقال يا بني لقد كنت في جوار عزيز قال لا والله جوار الله أعز وأن عيني السليمة تشتاق لما أصاب أختها في الله فجاء الرسول صلّ الله عليه وسلم فجاء بعينه المصابة ووضع يده الشريفة عليها حتى رد الله بصره.


https://www.arabsharing.com/do.php?img=328557

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (8)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

2- أن يكون أنسه بمناجاة الله تعالى والخلوة بذكره وتلاوة كتابه

فيواظب على التهجد ويغتنم هدوء الليل ويناجي حبيبه فمن كان النوم والكلام مع الناس ألذ عنده من مناجاة الله بالليل فيكف تصح وتصدق محبته.
كان الرسول صلّ الله عليه وسلم يناجي الله في دعاءه (اللهم أني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك).
(اللهم ما رزقتني مما أحب فاجعله قوة لي فيما تحب)
(اللهم أني أسألك الشوق إلى لقاءك)
انظر إلى حب سيدنا موسى { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } [طه: 84]

انظر إلى حب سيدنا إبراهيم { إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ } [الصافات: 99].

قصة عبد الله بن جحش
رفع يديه إلى السماء وقال يارب أسألك أن ترزقني غدا (يقصد في غزوة أحد ) رجل من الكفار شديدا فأقتله ثم أسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد فأقتله ثم أسألك أن ترزقني رجل من الكفار أقاتله ويقتلني ويبقر بطني ويجدع أنفى وتقطع أذني فآتيك يوم القيامة فأقول من أجلك يارب قاتلت وقوتلت وتقول صدقت
وقال سعد والله يارسول الله لقد رأيته بعد الحرب وقد جدع أنفه وبقر بطنه

قالوا الله أكبر صدق مع الله فصدقه الله.

عبد الله إذا فرح الناس بالدنيا* فافرح أنت بالله
إذا استغنى الناس بالناس** فاستغنى أنت بالله
إذا تودد الناس إلى الناس** فتودد أنت إلى الودود الرحيم

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328627

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (9)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:*

3- أن تكون الصلاة قرة عيني:

قال رسول الله صلّ الله عليه وسلم (وجعلت قرة عيني في الصلاة) [صحيح النسائي].
لذلك كان رسول الله صلّ الله عليه وسلم يقول وهو راكع (خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظمي) ما هذه الدرجة من الخشوع حتى المخ خاشعا لله
يقول الصحابة كنا نسمع من صدره صلّ الله عليه وسلم وهو يصلي أزيز المرجل من البكاء

صوت غليان الماء في الإناء.

أنس بن مالك رضي الله عنه* يقول دخلت* في مرة في المسجد فوجدت في ظلام الليل نخلة في وسط المسجد فلما اقتربت فإذا هو رسول الله ﷺ قائم يصلي (ثابت) فدخلت فوقفت بحواره فافتتح الرسول بسورة البقرة فقلت سيركع عند المائة فأكمل سورة البقرة فافتتح آل عمران ثم دخل في سورة النساء فقلت سيركع عند المائة ..

وكلما مر بآية تطلب الجنة يسأل الله ويقول اللهم أني أسألك الجنة ثم ركع فكان ركوعه قريبا من قيامه والرفع من الركوع كان قيامه قريبا من ركوعه.

ابن القيم: (يقول قرة العين فوق المحبة)

وهي التي يطمئن القلب بالوصول إليها ومحض لذته وسروره فالصلاة صلة من الله وحضور بين يديه ومناجاته واقتراب من الله، ومن قرت عينه بصلاته في الدنيا قرت عينه بقربه من ربه في الآخرة ومن لم تقر عينه بالله تقطعت نفسه على الدنيا حسرات وتصبح طاعته ثقيلة ويرى هذا العبد لولا ذلّ القهر ما أطاع فهو يتحمل الطاعة كالمكره فيظهر ذلك في الكلام مثل (أخطف صلاة العصر – أضرب ركعتين)
لكن المحبة تكون الطاعة بشوق ولذة وسرور وتتم تلقائيا بكل يسر وسهولة، هناك فرق بين

1- الذي يعمل لك لأنه يحبك،
2- الذي يعمل لك رغما عنه

وإذا أحب العبد ربه عمل له بيسر وسهولة طائعا مستلذا.
والسؤال هنا هل الذي يرغم نفسه على الطاعة غير محب لله؟

الجواب (هناك تدرجات في العبادة في المحبة حتى تصير العبادة كالماء الذي
يجري في المنحدرات بسهولة لا يتم من أول الأمر بل يصل إليها بعد مشقة ومجاهدة واللذة تحصل بعد الصبر على التعب.

لذلك قال بعض السلف (كابدت نفسي في قيام الليل عشرون عاماً وتلذذت به بقية عمري) فالسالك إلى الله عرضة للفتور والآفات فهو يجد مشقة حتى يصل إلى اللذة بالطاعة فالعبادة مراتب ودرجات يجب أن نعرف ونتعلم ذلك.

أما الذي لا يعرف فعبادته كلها عبادة أداء وتقليد يصوم مع الناس ويحج مع الناس يدخل المسجد وليس في تصوره شيء عن البدء والاستقرار فلو عرف ذلك أن هذا الطريق بدايته مشقة وأنه سوف يجد اللذة والمتعة بعد ذلك سيهون عليه المشقة.

لذلك نجد بعض العابدين إذا مرض انزعج جدا لا لأجل المرض أو الآلام بل لأنه قطع عن العبادة التي كان متعودا عليها فيصبح القواطع عن العمل أكره شيء له لذلك عوضه الله بالأجر

كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام :

(إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما) [صحيح البخاري].

علامة الحب هنا:

كمال الأنس بمناجاة المحبوب وكمال التنعم بالخلوة مع الله وكمال الاستيحاش من كل ما ينغص عليه الخلوة مع الله.

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328670

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (10)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

4- أن يكون صابرا على المكاره:

فالصبر دليل المحبة فبقوه صبرك على المكاره يعلم صحة المحبة من كذبها ومن هنا كانت محبة أكثر الناس كاذبة لأنهم كلهم ادعوا محبة الله لكن حين امتحنهم بالمكاره ظهرت حقيقتهم ولم يثبت إلا الصابرون لذلك وصف الله أولياءه وخاصة المحبين منهم بأنهم أكثر صبرا.

وقال الله عن سيدنا أيوب { إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِّعْمَ العَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ } [ص : 44]
وأمر الرسول عليه الصلاة والسلام بالصبر { وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ } [النحل: 127]
سأل أبو سعيد الخدري الرسول صلّ الله عليه وسلم أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء قلت يارسول الله ثم من قال الصالحون إن كان أحدهم ليبتلي بالفقر حتى يجد أحدهم إلا العبادة وإن كان أحدهم ليفرح بالبلاء كما يفرح أحدهم بالرخاء.(قصة ذا الكفل )

5- ألا يؤثر على الله شيء:

قال الرسول صلّ الله عليه وسلم :(أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما) [صحيح البخاري]

السؤال هنا هل حب الله فرض عين على كل مسلم أم هو فضل؟
ومن أحب إليك أسأل نفسك مالك أكثر أم الله – ابنك أم الله – أمك أم الله – أخوتك .. أزواجك

الإجابة قال تعالى { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ} [سورة التوبة آية: 24]

هنا تشبيه الله للذي يحب أي شيء على الله إنه من القوم الفاسقين (فاسق)

الإنسان يجب إلا يؤثر أي شيء على الله حتى الوالدين أو الزوجة أو السكن .. كله مرفوض والآية ليست دعوة لترك حب هذه الأشياء ولكن الله يسألك ليكشف مدى صدقك من كذبك وأسأل نفسك من أحب الله أم أبيك؟

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328670

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (11)

حب الله فرض عين على كل مسلم


قصة أبو الدحداح:

عنده بستان في المدينة من أضخم البساتين فيه ستمائة نخلة سمع آية من القرآن {مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ} [الحديد: 11] فسأل الرسول وقال أيريد منا ربنا قرضا حسنا ويضاعف له أضعاف كثيرة قال نعم قال يارسول أبسط يديك البستان الذي أملكه قرض لله فذهب إلى أمرأته وابنه ليطلعهم (ليخرجهم من البستان)ونادي من بعيد يا أم الدحداح أخرجي والصبي من البستان فهو قرضا لله.

قالت لبيك يا أبا الدحداح وتخرج التمرة من فم الصبي وتقول له كخ كخ وتقول هو لله هو لله.

قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه* قال لرسول الله صلّ الله عليه وسلم أني أحبك أكثر من ولدي ومالي فسأله الرسول ومن نفسك فقال عمر أنت أحب إليّ من كل شيء إلا من نفسي فقال الرسول صلّ الله عليه وسلم

لا يكتمل الإيمان حتى أكون أحب إليك من نفسك.
فذهب عمر ورجع قال يارسول الله الآن أنت أحب إليّ من نفسي فقال الرسول
الآن ياعمر أي الآن اكتمل إيمانك.

ولما رجع سأله الناس ماذا فعلت لكي تقول ذلك قال عمر سألت نفسي أنت تحتاجين إلى نفسك أكثر أم إلى رسول الله فوجدت أن حاجتي إلى رسول الله أكثر من نفسي، وسألت نفسي من يشفع لي نفسي أم رسول الله يقوم القيامة فوجدت أن نفسي لن تشفع لي بل يشفع لي رسول الله.

ولن يضعني في المنازل العالية نفسي بل يضعني حبي لرسول الله ولم يخرجني من الظلمات إلى النور نفسي بل أخرجني رسول الله فوجدت حاجتي لرسول الله أكثر من نفسي.

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328712

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (12)

سؤال هل العاصي لا يحب الله؟

لا لكن لا يكتمل حبه لله فلو أن أحد شرب الخمر هل تستطيع أن تقول أنك لا تحب الله أبدا لا.

فالمحبة لها أصل – ولها كمال (درجات) فحب المعاصي ينقص الكمال
ولكن إذا دخل المرء في مرحلة الشك في الله – ذهب أصل المحبة
فالذي ليس في قلبه محبة لله كافر منافق مرتد هنا ذهب أصل المحبة

أما العصاة – لا يقال لهم أنه ليس عندهم محبة لله بل يقال أن محبتهم لله ناقصة
والدليل على ذلك حديث الرسول صلّ الله عليه وسلم : أن رجل أسمه نعمان أوتى به عند النبي صلّ الله عليه وسلم وهو سكران فحده في شرب الخمر فلعنه رجل فقال رسول الله صلّ الله عليه وسلم (لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله) [رواه البخاري].

أي عنده أصل المحبة ولكن تنقص بقدر ما عصى


تعصى الإله وأنت تزعم حبه*
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته*
إن المحب لمن يحب مطيع

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328712

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (13)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

6- أن يكون مولعا بذكر الله تعالى:

لا يفتر لسانه عن الذكر ولا يخلو عنه قلبه فإن من أحب شيئا أكثر ذكره فالله أمرنا حتى بذكره حتى في أشد المواقف (لقاء العدو)
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [الأنفال: 45]

أي تحت ظلال السيوف لا تشغلكم عن ذكر الله والعرب قديما كانوا يفتخرون ويمدحون محبوبهم في الحرب وتحت وقع السلاح لكن أهل الإيمان أولى بذلك بحبهم للرحمن أكثر مما يفعله هؤلاء العاشقون المضلين.

والرسول عليه الصلاة والسلام يعلمنا أن نذكر الله عند القيام من النوم – وقبل النوم فننام على ذكره ونستيقظ على ذكره مثل (عند القيام من النوم نقول: الحمد لله الذي أماتنا ورد روحي علي وأذن لي بذكره)

وقبل النوم (باسم ربي وضعت جنبي وبك أرفعه فإن أمسكت نفسي فارحمها وأن أرسلتها فاحفظها في عبادك الصالحين)
لذلك ذكرك لله يقوي علاقتك بالله

7- المحب الصادق إذا ذكر الله خاليا وجل قلبه وفاضت عيناه من خشية الله

{ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2]

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328818

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (14)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

8- المؤمنين أشد حبا لله:

يقول الله تعالى { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُباًّ لِّلَّهِ } [سورة البقرة آية: 165]

أن يكون حبك لله قوي شديد أكثر من حب الأنداد (الند هو الشريك في المحبة)
والندية هنا ليست ندية عبادة بل ندية محبة

مثل من يقول أحب الله وأولادي ويصلي ويأخذ أموال حرام علشان أولادي يكونوا في مستوى أحسن ويقول أنا بحبك يارب وأحب أولادي.
أنا بحبك يارب وأحب زوجتي وأفعل أشياء لإرضائها تغضبك يارب.
أنا بحبك يارب وبحب الصلاة وفي نفس الوقت صديقتي عندما تتكلم أصلي أم أتكلم معها

لكن (المؤمنين أشد حبا لله).
دخل النبي صلّ الله عليه وسلم وأول كلمة قالها وهو داخل إلى المدينة (يا أيها الناس أحبوا الله من كل قلوبكم) أن لا تترك قلبك شيء إلا فيها حب الله تعالى.
(أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم) الترمذي] أي أحبوا الله لنعمه – لكماله – لرحمته عليك – لإرساله لك رسول يعلمك – لستره عليكم.

قصة عبد الله ابن حذافة
وجه عمر جيشا إلى الروم وفيهم عبد الله بن حذافة فأسروه وكان مع 200 أسير فقال له ملك الروم اترك دينك وتأخذ نصف ملكي قال لا، فأمر به فصلب وأمر برميه بالسهام فلم يجزع فاغتاظ الملك فأمر بإناء كبير فيه ماء مغلي والقوا فيه أول أسير فإذا عظامه تظهر فأمر الملك أن يلقي بعبد الله فبكى ففرح الملك وظن أنه رجع عن دينه ولما سأله لماذا تبكي قال لأن لي نفسا واحدة وكنت أتمنى بعدد شعر رأسي أنفس تموت واحدة بعد الواحدة في سبيل الله.

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328818

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (15)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

9- محبة كلام الله:

إذا أردت أن تعرف محبتك فانظر محبة القرآن من قلبك فمن أحب محبوبا كان كلامه وحديثه أحب شيء إليه فلا شيء أحب للمحبين من قراءة كتاب الله وتدبره وتفسيره لذلك نجدهم يكثرون من القراءة والحفظ والتلاوة لأنه كلام متعلق بالمحبوب قال عثمان بن عفان رضي الله عنه (لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم).

10- أن يغار لله:

قال* رسول الله صلّ الله عليه وسلم (أن الله يغار وغيرة الله أن يؤتى ما حرمه الله) [صحيح البخاري]

يغضب لمحارمه إذا انتهكها المنتهكون فهذه غيرة المحب فعندما تفكر في الله كثيرا وتقضي الليل تقرأ القرآن وتفكر في خلق الله ويزداد الحب وتحب حضور المجالس حتى يصير القلب هواه تبعاً لمرضاة الله – يجب أن يرضى الله حيث لا يكون له شغل ولا هم ولا فرحة في القلب إلا إرضاء الله فسوف يزداد حبك لله وتتحول إلى داعي إلى الله بقولك وفعلك وسوف تكلم من حولك بلطف ورحمة.

{ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ } [يونس: 58]

وورد في الحديث قدسي عن الرجل الذي كان يعبد الله في قرية كلها عصاه قال الله تعالى لجبريل أخسف بهم الأرض قال جبريل يارب أن فيهم رجل مصلي ولا يزال يصلي فيهم.

قال الله عز وجل أبدأ به أنه لم يتمعر وجهه فيّ قط (أي مطلقا لم يغضب لله* قط) فدليل الحب أنك تريد أن الناس كلها تحب الله.

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328987

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (16)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

11- أن يتأسف على ما يفوته من طاعة الله وذكره:

فإذا فاته ورده بالليل أو النهار يتألم كمن ضاع منه ماله أو سرق منه ويبادر إلى قضاء ورده الفائت لذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام (إذا عمل عملا أثبته) [صحيح مسلم]
(قصة سليمان عليه السلام والخيل )

12- أن يستصغر نفسه في حق محبوبه

ولا يرى لنفسه أنه بذل شيء لله وأن ينظر إلى عمله بنقص وازدراء:

كان أبي بكر يقول لو أن رجلا لي في الجنة ورجلا خارجها لظننت أني أخرج منا وأن يتهم نفسه دائما بالتقصير لذلك كان الرسول صلّ الله عليه وسلم بعد الصلاة يقول استغفر الله ثلاثا

{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ }
[المؤمنون 60]

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328987

[عطاء دائم]

سلسلة محبة_الله

الدرس (17)

نتابع العلامات الدالة على محبة العبد لربه:

13- حب نبيه عليه الصلاة والسلام :

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ } [آل عمران: 31]
طاعته { فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ }[النساء65]

الاقتداء والتأسي به { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ }[الأحزاب]
فرسول الله أسوة حسنة حيا أو ميتا وفعلا وقولا.

تعظيم النبي وتوقيره { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ} [الحجرات: 2]

كان القاضي بن عياض يقول عن محمد بن المنكدر إذا ذكر الرسول ﷺ بكى حتى يرحمه الجالسون.

وكان ابن مهدي إذا قرأ حديث النبي أمر الحاضرين بالسكوت.
ويقول محمد بن المنكدر كان يأتي عامر بن عبد الله بن الزبير فإذا ذكر عنده النبي بكى حتى لا يبقى في عينه دموع.

وكان صفوان بن مسلم كان من المتعبدين المجتهدين إذا ذكر النبي عليه الصلاة والسلام بكى فلا يزال يبكي حتى يقوم الناس عنه ويتركوه.

(قال ابن عبد السلام ليست صلاتنا على النبي شفاعة له فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله أمرنا مكافأة من أحسن إلينا فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء فأرشدنا الله لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه).

كثرة تذكره وتمنينه والشوق إلى لقاءه وسؤال الله للحاق به على الإيمان وأن يجمعنا على حوضه

ولقد قال بلال عند موته طربا (غداً تلقى الأحبة محمد وصحبه)


محبة سنته صلّ الله عليه وسلم :
كان ابن عمر يمشي بناقته ويقول لعل خفا يقع على خف (يعني خف ناقته تقع علي خف راحلة الرسول).

قال الإمام أحمد (إن استطعت إلا أن تحك شعرك بسنة فأفعل)
وقال الزهري الاعتصام بالسنة نجاة

... انتهـــــــﯽ.....أسأل الله ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال

https://www.arabsharing.com/do.php?img=328987