الخيال التغلبي
09-29-15, 04:59 PM
(منتهى البخل)!!!
قال دعبل :
أقمنا يوماً عند سهل بن هارون ، فاطلنا الحديث حتى اضطرّه الجوع الى أن دعا بغدائه ، فأُتي بصحفة عُدمُلية أي (قديمة) فيها مرق لحم ديك عاس هرم ليس قبلها ولا بعدها غيرها ، لا تحُزّ فيه السكين ، ولا تؤثّر فيه الاضراس ، فاطّلع في القصعة وقلّب بصره فيها ، فأخذ قطعة خبز يابس فقلّب بها جميع ما في الصحفة ففقد الرأس ، فبقي مُطرقاً ساعةً ، ثم رفع رأسه إلى الغُلام وقال : أين الرأس؟!!! ، قال : رميتُ به ، قال : ولم؟ قال : ما ظننت أنك تأكله ولا تسأل عنه ! قال : ولأي شيء ظننت ذلك ؟ فوالله إني لأمقت من يرمي برجله فكيف من يرمي برأسه؟ والرأس رئيس ، وفيه الحواس الخمس ، ومنه يصيح الديك ، ولولا صوتُه ما أُريد ، وفيه عُرفه الذي يُتبرك به ، وفيه عينه التي يُضرب بها المثل فيقال : (راب كعين الديك) ، ودماغه عجبٌ لوجع الكُلية ، ولن ترى عظماً قطُّ أهشّ من عظم رأسه ، فإن كان من نُبل أنك لا تأكله فإن عندنا من يأكله . أو ما علمت أنه خير من طرف الجناح ومن الساق ومن العنق؟ انظر أين هو . قال لا والله لا أدري أين هو ، رميتُ به . قال : لكني أدري أنك رميت به في بطنك ، والله حسبك .
قال دعبل :
أقمنا يوماً عند سهل بن هارون ، فاطلنا الحديث حتى اضطرّه الجوع الى أن دعا بغدائه ، فأُتي بصحفة عُدمُلية أي (قديمة) فيها مرق لحم ديك عاس هرم ليس قبلها ولا بعدها غيرها ، لا تحُزّ فيه السكين ، ولا تؤثّر فيه الاضراس ، فاطّلع في القصعة وقلّب بصره فيها ، فأخذ قطعة خبز يابس فقلّب بها جميع ما في الصحفة ففقد الرأس ، فبقي مُطرقاً ساعةً ، ثم رفع رأسه إلى الغُلام وقال : أين الرأس؟!!! ، قال : رميتُ به ، قال : ولم؟ قال : ما ظننت أنك تأكله ولا تسأل عنه ! قال : ولأي شيء ظننت ذلك ؟ فوالله إني لأمقت من يرمي برجله فكيف من يرمي برأسه؟ والرأس رئيس ، وفيه الحواس الخمس ، ومنه يصيح الديك ، ولولا صوتُه ما أُريد ، وفيه عُرفه الذي يُتبرك به ، وفيه عينه التي يُضرب بها المثل فيقال : (راب كعين الديك) ، ودماغه عجبٌ لوجع الكُلية ، ولن ترى عظماً قطُّ أهشّ من عظم رأسه ، فإن كان من نُبل أنك لا تأكله فإن عندنا من يأكله . أو ما علمت أنه خير من طرف الجناح ومن الساق ومن العنق؟ انظر أين هو . قال لا والله لا أدري أين هو ، رميتُ به . قال : لكني أدري أنك رميت به في بطنك ، والله حسبك .