المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رواية بقلمي بعنوان "استفهام" .


الصفحات : 1 [2] 3

مرجانة
10-09-15, 07:13 AM
مرجاااااانه

اللحين ما ارتحنا من المعجب
يجينا ريكس

هالحين اماندا الحبابه يصير لها كذا
يا اني حزينه عليها

ريكس لايكون هو المعجب ومسوي ثقيل ومزق الرساله
لجل ماتشك به وبيرسل لها بالطاوله
وكذا يعني حركات :19632-:

اباااااااااو تقول شتان بين الاثنان هالحين اماندا من جدها
يومها تقول هاكا
والله ريكس ولا وهم

ابووك ي الثقه تستاهل بالله عذبيها زياده هاكا لانها قهرتني
لاتخليه يراسلها لست اجزاء قدام

ننتظر الثامن ليتك تحددي لنا النهائي رقم كم
لجل اكون ع بينه متا بيطلع الغامض في الموضوع

تقبلي ردي وعبق وردي
آسيرة حرف

ههههههه ، حاذري على أعصابكِ يا أسيرة
شكراً لروعتكِ و حماسكِ و تفاعلك

شكراً لروعة المتابعة
ولا يزال التعذيب النفسي مستمر هههههههههههههه

تجنن ويارب الحماس ما ينقطع ويستمر للنهايه

يعطيكي الف عافيه

عافاكِ الله من كل شر

إن شاء الله
شكراً لحسن المتابعة و لتفاعلك

دمتِ بخير

شدني الحماس والتشويق والابداع
اماندا قصه الاستفهام
احداث وتشويق يتعب ويشوق
اعدت قراءتها كم مره
من هو هذا الشاب الذي تبحث عنه
مرجانه
ما فعلتي فينا بهذه القصة
نتابع كل التفاصيل
انتظر الجزء القادم
لك كل الشكر والتقدير
اماندا ؟




اخوك //بابا عــــــــــــــــود





https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:and9gcrr3tqr4f2lze2-qf6qb7p1ggczh9ilv7rycdcaj4pbpwpxxbyy


اهلاً بابا عود ، شاكرة لحضورك المشرف
و لتفاعلك مع الرواية
سعيدة جداً و ممتنة

شكراً
كن بالقرب دائماً

سعيد جداً لقراءتك

وسعيدة لمرورك
شكراً لك

مرجانة
:23:

انا جاء في بالي اريكس هو المعجب
الحين حيرتين

:105:


انتظارك

هههههههه ، كل شيء سيكون واضحاً فيما بعد

شكري لروعة حضورك و متابعتك غاليتي

المرأة أكثر المخلوقات عاطفة و سيكولوجية المرأة كعاطفة تجعلها تقع في فخ الحب سريعا فهي تحب أن تسمع
الإطراء دائما فما بالك في كلمات غرامية تنهال عليها كالمطر وأن لم تقتنع بذات الشخص فتعتقد
لا خيار متاح أمامها سواه وهي في حقيقتها ترفض مبدأ العلاقة الغير واضحة فتظل تلك الكلمات
تحوم في فلك (عقلها ) البحث عما يرضي غرور المرأة مجازفة ممن لا يستخدمن عقولهن
فـ اماندا شخصية قليلة الثقة في ذاته ونجد حيرتها مابين رفض عقلها و قلبها المليء بالعاطفة
آماندا تمثل شريحة كبيرة من النساء وخير دليل مجازفة الكثيرات في العالم الافتراضي بمسمى الحب

الحب في هكذا عالم خفي هلاك في حقيقته
فكثير من القصص البوليسية الواقعية الغربية
كانت البداية كلمات إعجاب من عاشق وانتهت بقصص مأسوية لذا قالوا لا تثق ولا تتحدث مع الغرباء ..
كما قلت سابقا
البعض دخل بوابة الحب على سجيته ليعيش الحكاية فقط
ما بعد الحكاية أمره معلق حتى إشعار آخر ..
بغض النظر عن تحليل الشخصية المرأة العاطفية أبدعت
رسمتي لنا واقع بعض النساء من خلال روايتك الشيقة بمفهوم غربي
واعلم بداخلها الكثير من المفاجئات المحزنة والسارة
.. متعت القراءة حتما ستكون برفقة قلمك يا عزيزتي.. :ah11:

يا جميلتي الساحرة
ما كتبتيهِ موضوعاً مستقلاً لأنه ثمينٌ و قيم


بارعةٌ أنتِ
شاكرة لكِ حسن المتابعة يا رائعة

ريكس هو المعجب

وتمزيقه لرسالة اماندا هو ردة فعل لما مزقة رسالته ( في الجزء السابق)

روووووووعه بجد
بنتظار الجزء التالي

يعطيك العافيه

جميلة نظرتكِ للامور

شكراً لروعة الحضور و لحسن المتابعة
nice
جميل + روعة + ابداع + نايس:61:

شكراً لتشجيعك اخي
انرت

اهلا بك


خير لها ان يبقى معجبا ... ستتحطم في نهاية الأمر ككل قصص الحب التي سبقتها !
تسلسل و سرد مثير عزيزتي مرجانة ... و لكن ألا تجدين أن علامة الاستفهام استنزفت مشاعرها بشكل مبالغ به !


شاكرة لثناءك غاليتي سريالية
ربما معكِ حق

و ربما هكذا ترينه و يراه البعض مختلفاً

في الناية ماهي الا رواية خيالية ، و لأجل الاحداث المقبلة
تطلب الأمر أن تكون هكذا

شكراً لكِ غاليتي

تحملي و كوني بالقرب هههه

اماندا متمسكة بسراب معمي قلبها عن الواقع
وريكس الغيرة رح تخليه بالاجزاء الجاية تكشف شخصيته يا بحب اماندا او هو مين بالزبط
المعجب السري واحد وريكس واحد تاني هيك برايي
لكن لو كان ريكس هو المعجب السري
هي معمي قلبها عن حبه الظاهر وكمان هو بغار عليها من نفسه !!

بانتظااار الجزء الجاي

شذى غاليتي سعيدة لروعة المرور
و لمتابعتك و تفاعلكِ

شاكرة و ممتنة
روعة كثير غاليتي...
رـآق لي مآتصفحت هُنآـا
سلمت يدـآك

اهلاً بكِ اختي

ذلكَ شرفٌ لي

ممتنة
كأنو جآلسه انتظر البارت الجآي وطول: (

بعد قليل يا عزيزتي وعذراً لتأخري ، فالتعذريني

مرجانة
10-09-15, 07:24 AM
،،،، الجزء الثامن ،،،،





ما حصل أثر بي كثيراً ، قضيتُ معظم وقتي عند طاولتي في غرفتي أقلب رسائل المعجب ، أقرأ بعضها .. ابتسم لكلماته تارةً و أحزن تارة ، أشعر بتعاسةٍ شديدة .. كلما تذكرت أن الفرصةَ قد ضاعت مني ، كيف سأصل إليه الآن؟!

لا أريد الإعتماد على "ريكس" ثانيةً ، غاضبةٌ منه كثيراً .. و كلما تذكرتُ غباءه عند قولهِ لي (( أحبكِ ))
شعرتُ بالغضب و القهر أكثر .

تنهدتُ و أمسكت بورقةٍ بيضاء و قلم ، سأكتبُ رسالةً أخرى و سأبحث عن طريقةٍ ما لأوصلها إلى المعجب ، حاولتُ الكتابة .. ولكن الكلمات استعصت معي! ، لم استطع التعبير .. لم أستطع أن أرتب كلماتي جملاً مترابطة ، بدت الأفكار مشوشة .. آه

تنهدتُ و تركت القلم يتدحرج على الطاولة ، ثم نهضت من الكرسي و اتجهت نحو النافذة ، نظرت إلى البدر في وسط الدجى ، حائرة ماذا أفعل .. أخرجت زفرةً طويلة ملتهبة ، أشعر بغصةٍ شديدة ، همست بهدوء

- ليتكَ تكتبُ إليَّ ، تخبرني فيها عن طريقٍ يوصلني إليك .. لأني تعبتُ كثيراً ، تعبت!

و مضت تلك الليلة ثقيلة ، مجهدةٌ لنفسي ، لم أشعر بالسكينةِ إلا في نومي .
و بعد أن أشرقت الشمس ، صحوت .. استعددت للذهاب إلى المعهد ، و قبل أن أغادر غرفتي .. نظرت إلى الأوراق المبعثرة على طاولتي أثر محاولاتي في الكتابة البارحة .. لم أفلح بكتابة شيء
و لكن ما نفعُ الكتابةِ طالما أنها لن تصلَ إليه؟!

غادرت الغرفة و خرجت إلى المعهد فوراً دون أن أتناول شيئاً ، سرت بهدوءٍ إلى المعهد ، وبعد وصولي صعدت إلى الأعلى متجهةً إلى القاعة .. و تفاجأتُ ، و تضايقتُ عندما و جدتُ "ريكس" يقف بالقرب من باب القاعة ينظر إلي .

تنهدت بانزعاجٍ و أشحتُ بوجهي عنه ، رؤيته تعيد إلي لحظة تمزيقه الرسالة! ، تشعل غضبي و تجعلني أكرهه بشدة .
أستدرت لأعود من حيث جئت ، فسمعت صوته من خلفي

- "آماندا"! ، انتظري .

استدرتُ إليه لأجدهُ واقفاً أمامي ، قلت بانفعال

- لا أريدُ رؤيتكَ "ريكس"! ، غاضبةٌ منكَ حتى قمةَ رأسي .
- "آماندا" ، أرجوكِ اسمعيني ..

قاطعته

- لا أريدُ سماعك .. ابتعد و حسب .

فمشيت لأتجاوزه ، لكنه وقف بوجهي و قال بحزن

- أنا أعتذر ، و اعتذاري نابعٌ من ندمي ، نابعٌ من قلبي .. صدقيني!

قلت و أنا أشدد على الحروف

- لا تريني ، وجهك!

و دفعته بيدي و مشيت إلى القاعة محاولة السيطرة على غضبي ، دخلت القاعة و ألقيت التحية على الجميع .. و اتخذت مقعدي قائلة و أنا أنظر لـ "سارة" بعصبية

- ما الذي يفعله ذاك المعتوه هنا؟!

اتسعت عينا "سارة" وقالت

- بهدوء يا عزيزتي! ، قولي صباح الخير أولاً ، كيف الحال! ، لما أنتِ غاضبة كل هذا الغضب؟!
- ذاك "ريكس"! ، ألا يفهم؟! .. لا أريد رؤيته و هو يصر على مطاردتي!
- بل يصر على الإعتذار .
- أياً كان ، لا أرغب برؤيته .. و لن أغفر له فعلته أبداً .

قالت "سارة" بنبرةٍ كسيرة محاولةً استدرار عطفي

- "آماندا"، "ريكس" مسكين .. لا يجب أن تلوميه! ، الفتى يحبكِ .. كل ما في الأمر أن الغيرة اشتعلت في قلبه و جعلته يتصرف بشكلٍ خاطئ!

اتسعت عيناي و قلت مندهشة

- متى أحبني!؟ ، لم نتعرف إلا منذ أيام! ، هو يكذب و أنتِ كالبلهاء .. تصدقينه في كل شيء!
- أصدقُ عينيه ، أصدق أسفهُ و حزنه يا "آماندا" .. أصدقُ تلكَ الدموع التي ظهرت في مقلتيه!

تنهدت و صددتُ عنها ، و رميت نفسي على مسند الكرسي دون أن أقول شيءً ، فقالت

- يجب أن تسامحيه .
- ليسَ الآن ، ما زلتُ ناقمةً عليه .
- حسناً ، عندما تنسين ما حدث ، سامحيه .

لزمتُ الصمت .. و عدتُ بأفكاري إلى المعجب ، فتذكرت فجأةً أني لم أنظر إلى درج طاولتي! .. لعله كتبَ إليَّ اليوم ، فانحنيت بشكلٍ مفاجئ و نظرت إلى الدرج .. و لكني لم أجد شيئاً .

اعتدلت بخيبة ، و تأففت بضجر ، قالت "سارة"

- لن تري رسالةً منه يا عزيزتي بعد الآن ، فالتنسي الأمر .

نظرت إليها بقهر ، أيعقل فعلاً أنه فضل الصمت!؟ ، نسى و تخلّى عن "آماندا" ؟!
تذكرتُ ما كتبه في رسالتهِ الأخيرة

(( ثقي بحبي ، ثقي بأني لستُ عابثاً يروق له العبث بطهرٍ كطهرِ قلبك ، سأمنحكِ وقتاً وراحةً ، إن كان ذلكَ يريحكِ ، و أكرر مؤكداً ، إني أعشقكِ صادقاً ، فثقي بعشقي ))

همستُ في نفسي بألمٍ يمزق قلبي

- متى سينتهي هذا الوقت؟! ، لو تعلم أنه أكثر الأوقاتِ عبءً و ثقلاً ، لن أرتاح أبداً طالما لا تصلني رسائلك ، سأثقُ بكَ كما طلبت مني ، سأنتظرك ، لكن رجاءً .. لا تطل الصمت!

==============

في المساء و قبل أن أخلد إلى فراشي ، أستطعتُ أن أكتبَ رسالةً أخرى بدلا من تلك الرسالة التي مزقها "ريكس" ، ابتسمت لنفسي برضى و أنا أنظر للرسالة بعد أن أدخلتها في الظرف .

- بقي علي فقط أن أجد طريقةً لإصالها إليه .

تركتها على الطاولة حتى يحين الوقت المناسب لإرسالها ، و خلدت إلى نومي بعدها .

و بعد يومان ، و في المعهد في الصباح .. دخلت إلى القاعة و ألقيتُ التحية على الجميع ، و عندما كنت متجهةً إلى مقعدي ، توقفت!

كان "ريكس" يجلس مكاني يحدق بي .. أخذت شهيقاً و أصدرت زفيراً ، أحاول السيطرة على هدوئي .. ثم اقتربت منه و قلتُ و أنا أنظر إليه

- ما الذي تفعله هنا؟! ، هيا ابتعد عن مقعدي .

نهض عن المقعد و قال بهدوء

- كيف حالكِ يا "آماندا"؟
- طالما أنكَ تصر على إزعاجي فلن أكون بخير!

علا السكون محاياه ، ثم قال بهدوء

- إلى متى سيستمر غضبكِ مني؟ ، أعتذر باستمرارٍ إليك! ، متى ستنسين الأمر؟!

ابعدت بصري عنه ، فأضاف

- كيف أرضيكِ يا "آماندا"؟ ، ما الذي يشفع لي؟

عندما قال هذه الكلمات ، لمعت فكرة في رأسي ، فعلت الإبتسامة شفتي ، نظرت إليه و قلت

- أستطيع أن أغفر لكَ لو عالجت خطأك فقط!

قال متحمساً

- أنا تحتَ أمرك ، أطلبي ما تشائين .

اتسعت ابتسامتي أكثر ، ثم قلت له

- تعال معي و أخبرك .

غادرنا القاعة و صرنا نسير بهدوءٍ في الممر ، قال لي

- هيا "آماندا" أخبريني ما تريدين .

نظرت إليه و قد اسعدني حماسه

- أريد منكَ أن توصل رسالتي إلى المعجب .

توقفت قدماه عن السير فجأة ، التفت إليه .. كان ينظر إلي و قد بدا لي أن في عينيه شرراً
قلت متسائلة

- لم يعجبكَ الأمر على ما يبدو؟!

تنهد بعمق ثم قال

- لا أستطيع .

عقدتُ حاجباي و قلت

- لماذا؟ ، الأمر ليس صعباً أبداً!

قال بانفعال

- بل صعب! ، تريدين مني أن أكون مرسال الغرام!؟ ، أوصل رسائلكِ إليه!؟ ، لن أفعل .

قلتُ بانفعالٍ أنا أيضاً

- تكلم معي بتهذيبٍ يا "ريكس"! ، ثم أني لا أطلب المستحيل ، رسالة واحدة فقط أرسلها إليه و حسب .
- لن أفعل ، لأني لا أريد لذاك أن يعود إليكِ .

قلت بعصبية

- إذاً ، لا تظهر قبالتي ثانيةً أيها المعتوه .

قلتُ هذا و استدرت لأذهب من حيث جئنا ، لكنه استوقفني بقوله

- لن أظهرَ قبالتكِ ، بل سأكون خلفكِ دائماً لو لزم الأمر .. أنظر إليكِ ، أعبث بشعركِ ، استمعُ لصوتك ، ذلكَ كافٍ بالنسبة لي .

كلماته أشعلت الغضب في جوفي ، استدرت إليه و أنا أنظر إليه بغضب ، بينما ابتسم
قلت بغيظ

- أنتَ وقح .

و استدرت من جديد أمضي في طريقي ، دخلتُ القاعة و جلست في مقعدي ، أصابني التوتر من شدة غيظي ، كيف يجروء على رفض طلبي؟ ، من يظن نفسه؟ .. ماذا أفعل الآن؟!

==========

عندما عدتُ إلى المنزل ، و دخلتُ إلى غرفتي .. و ضعت حقيبتي على طاولتي و جلستُ على الكرسي ، التقطتُ الرسالة التي كتبتها منذ يومين .. و أنا أفكر ، كيفَ أرسلها إليه؟

مهما فكرت ، ومهما حاولت أن أجد طريقةً أخرى لإجاد المعجب ، لا أجد إلا "ريكس"! ، و "ريكس" المعتوه يرفض أخذها إليه!
أنزعجت و عبثت بشعري و أنا أحدث نفسي

- هل أحاول مع "ريكس"؟ ، يجب أن أحاول ، هو الوحيد من يستطيع إيصالها لذاك المعجب ، سأجد طريقةً لأقنعه بها.

فتحت حقيبتي و وضعت الرسالة فيها ، بعد أن اتخذت القرار .
ليس أمامي سوى "ريكس" ، و يجب أن أقنعه .

و حينما حان اليوم التالي ، و في المعهد في وقت الإستراحة ، ذهبت إلى المقصف أبحث عن "ريكس" ، فوجدته جالساً يتناول طعامه مع أحدِ الفتيان .

كانت الرسالةُ بيدي ، مترددة كثيراً في الذهاب لـ "ريكس" و الحديث معه ، كان قلبي يدق بسرعةٍ من شدة ارتباكي ، أخذتُ نفساً و قلت في نفسي

- لا تضيعي وقتاً يا "آماندا" ، تشجعي و اذهبي إليه .. هيا .

سرت بحذرٍ إليه ، فانتبه لي و أنا أقترب منه ، نظر إليَّ متفاجئً و هو يرفع حاجبيه
وقفت بالقرب منه و أنا أخبئ الرسالة خلفي و ألقيتُ التحية

- مرحباً .

ابتسم وهو ينظر إلي و قال

- مرحباً "آماندا"! ، أكاد لا أصدق وقوفكِ أمامي!

جلتُ ببصري بعيداً عنه بخجل ، ثم استقر بصري أخيراً عليه و قلت بصوتٍ منخفض

- أريدُ أن أتحدث معك .

أنتصبَ من مقعده و قال

- لنتحدث ، لما لا؟

ابتسمت إليه

- هيا ، تعال معي .

سرتُ و سار بجانبي ، غادرنا المقصف و وقفتُ بصمت .. لم أعرف كيف أبدأ الحديث معه ، كنتُ مرتبكة جداً ، فقال

- ما الأمر ، لما كل هذه الحيرة؟

نظرتُ إلى وجهه و قلت بهدوء

- أريدُ أن أقول ، أني عفوتُ عنكَ يا "ريكس" .

بانت السعادة على وجهه و كشفت ابتسامته عن أسنانه ، فقال غير مصدقاً

- حقاً عفوتِ عني؟! ، يمكنني المجيء إليكِ في أي وقتٍ و التحدث معكِ؟!

ابتسمتُ و قلت

- نعم يا "ريكس" ، سنكون صديقين .. و على كلانا أن يحترمَ الآخر .
- لا أكن لكِ إلا الإحترام و الحب يا "آماندا" ، صدقيني .

قلتُ بعد تردد

- إذاً ستلبي لي طلبي ، و ستنفذ لي خدمة !

سكنت تقاسيم وجهه للحظة ، ثم نطق

- الرسالة ثانيةً ؟!

أمسكتُ بذراعه و قلتُ بحزنٍ و ألم

- "ريكس" أرجوك .. لا تخيب ظني ثانيةً!

أصدر ضحكةً خفيفة غير متوقعة ، و نظر إليَّ و قال

- أنتِ ماكرة يا "آماندا" .

ابتسمتُ و قلت

- إنه الإتفاق .
- هذا ليس ضمن الإتفاق .

اتسعت عيناي و قلت

- ولما هو مستثنى ؟!

أشار بإصبعه على قلبه و قال

- هذا يمنعني ، لا أستطيع .

عقدت حاجبيّ و أنا أنظر إليه بغضب ، ثم قلت

- ألا تخجل من نفسك؟! ، أنا لا أحبك ، أحب شخصاً آخر ، أين عزة نفسك؟!
- من تحبينه وهبني الفرصة و اختفى ، تنحى عن طريقي .. لما أرجع الفرصة له؟!

قلتُ بنفاذ صبر

- لن توصل إليه الرسالة إذاً؟!

قال مؤكداً

- نعم .

تأففتُ بغضبٍ و ركلته في ساقه ، تألم و تأوه ، و نظر إليَّ متفاجئً و هو يقطب جبينه قائلاً

- آه ، ما الذي تفعلينه !؟

قلت بانفعال

- لقد ألغي الإتفاق ، لم نعد أصدقاء .
- هل نحنُ أطفال! ، هل تعبثين معي؟
- أنتَ لستَ متعاوناً معي! ، أكره من يتصرفون مثلك .

تنهد و قال

- سأقرأها أولاً إذاً .

رفعت حاجباي في استهجان ، و قلت

- تمزح أ ليسَ كذلك؟!
- لا طبعاً ، لا أمزح .

قلت بغضب

- أنصرف ، عد و أكمل طعامك أيها العنيد .

قلتُ هذا و استدرت مبتعدةً عنه ، فقال من خلفي

- أحبكِ يا صديقتي .

هززت رأسي يمنةً و يسرى ، كم هو مزعج و غبي ، لكني لن أستسلم و سأحاول معه من جديد حتى يخضع .

و توقفت عن المشي ، أنظر إلى الرسالة بيديّ
أعتراني حزنٌ شديد .

ما الذي فعلتهُ بي ؟! .. ظهرت بطريقةٍ غريبة في حياتي ، و اختفيت فجأة .. لم تخبرني باسمك ، لم ترشدني إليك ، أتراني أراك ؟! .. أتراني عبرتُ بجانبك ؟ ، لكني لا أعرف من أنت ، فلا أكلمك ولا أبالي بك ، هل هذا عدل؟

==============

في اليوم التالي كنت برفقة "سارة" نسير معاً نحو المعهد ، عندما و صلنا دخلنا إلا الداخل و اتجهنا نحو القاعة ، اتخذنا مقعدينا ، وبينما كنا نتبادل الحديث ، وقعت عيني على ظرفٍ أبيض في درج طاولتي!

اتسعت عيناي و أنا أنظر غير مصدقةٍ نحو الظرف ، قفز قلبي بين أضلعي .. فأسرعت و خطفت الرسالة و أنا أقول لـ"سارة"

- لا أصدق! ، رسالة يا "سارة"!

نظرت إليّ في دهشة ، بينما علت الإبتسامة العريضة فمي ، أحسستُ بحماسٍ شديد ، قلبت الظرف لأقرأ ما كتب ، و لكني لم أجد شيئاً كتبَ عليه .. قلت في نفسي

- غريب!

و لكني تجاهلت الأمر ، لأن ما يهم هو تلك الورقة التي بداخل الظرف ، تلك الورقة التي تحتوي كلماته العذبة ، و حروفه الأنيقه و سطوره الرقيقة .
فتحتُ الظرف و الإبتسامة لم تفارق ثغري ، و السعادة رفعت بي إلى السحاب! ، نعم شعرت أن قلبي يعلو و يطير من مكانه ، يا لسعادتي!

فتحتُ الورقة باستعجال ، و إذا بي أقرأ

(( أحبكِ يا "آماندا" ))

فقط!
تفاجأتُ كثيراً ، و نظرت إلى "سارة" باستغراب .. فقالت

- ما بكِ؟ ، دعيني أرى .

اقتربت مني و وجهت إليها وجه الورقة وأنا أقول بهدوء

- هذا ما كتبه فقط! ، أليس غريباً؟!

رفعت "سارة" حاجباً و قالت

- بلى ، ليس من عادته أن يكتبَ جملةً واحدة فقط ، و بعد كل هذه القطيعة!

تأملتُ العبارة من جديد ، و لفتَ انتباهي خطه ، فقلت

- "سارة"! ، حتى خطه يبدو مختلفاً .. ألا تلاحظين؟!

في هذه اللحظة وبينما كنا ننكس رأسينا على الورقة ، فاجأنا "ريكس" قائلاً بمرح

- مفاجأة أ ليس كذلك؟

رفعنا بصرنا نحوه ، فقالت "سارة"

- مفاجأة!

بينما قلت و قد انتابني الشك

- ماذا تعني يا "ريكس"؟!

جلس على طاولتي وقال مبتسماً

- ما رأيكِ برسالتي؟ ، قلتُ بما أنهُ تروق لكِ الرسائل لما لا أفاجئك بواحدة؟

أصدرت "سارة" ضحكةً عالية و قالت

- يا إلهي! .. "ريكس" أنت من وضعها؟

بينما الغضب اشتعل بداخلي و الحمم البركانية بدأت تغلي بجوفي ، لا ينقصني سوى سخرية "ريكس" مني!
مزقتُ الورقة في وجهه بعصبية شديدة .
نظرَ إليَّ في دهشة و قال

- هوني عليكِ! ، لما أنتِ غاضبة ؟!

رميتُ القصاصات في وجهه لتتبعثر عليه ، وقلت بحدة

- سخيف!

نظر إلي في دهشةٍ و صمت ، بينما قالت "سارة" بغضبٍ وهي تشد على ذراعي

- لما تفعلين ذلك ؟!

همس "ريكس" وقد لمحتُ الألم في وجهه

- لماذا يا "آماندا"؟!

وقفتُ قبالته و قلت و أنا أنظر بغضبٍ في عينيه

- غبيٌ أم تتغابى؟! .. لا تكرر ما فعلت .. أغرب عن وجهي الآن .

صمت وهو يحدق في عيني ، ثم نظر إلى خلفي ، حيثُ الزملاء .. فانتبهتُ متأخرةً أننا في القاعة!
نظرتُ إلى حيثُ كان ينظر .. كان الجميعُ ينظر إليه و إلي!

عدتُ بنظري من جديد إلى "ريكس" و قد سآءني جداً أني أحرجته أمام التلاميذ .
نهض من مكانه بخجلٍ و هو ينفض القصاصات من عليه ، و مشى مغادراً بخطى سريعه و غادر القاعة .

جلستُ و الألم يعتصر قلبي ، أحسستُ بالذنب كثيراً ، لقد أحرجته و جرحتُ مشاعره!

نظرت إليَّ "سارة" و قالت بعصبية

- لقد أحرجتيه كثيراً يا "آماندا"! ، يكفي لهذا الحد ، لما أنتِ قاسيةٌ معه لهذه الدرجة؟!

نظرت إليها و قلتُ بعصبية

- من يظنُ نفسه ليكتبَ لي؟! ، لقد بدا ذلكَ لي مقلباً! ، هوى قلبي حينما قالَ أنها منه! ، كنتُ أتمنى أن تكون من ...

و صمتت بقهرٍ شديد ، أحسستُ بدموعي تخذلني .. فأخرجتُ زفرة ساخنه من جوفي المحترق ، حاولت تمالك نفسي و مقاومة دموعي .

قالت "سارة"

- سوف تذهبين إليه وتعتذرين له ، ما فعلتيه حقاً لا يغتفر ، أهنتيه أمام الجميع .
- حسناً حسناً معكِ حق ، سأعتذر إليه في وقت الإستراحة .
- جيد .

صفوق
10-09-15, 08:00 AM
روعه وابداع في انتظار الجزء التالي ...

غياهيب
10-09-15, 08:23 AM
هففف يقهر :(
من جد ابدعتي > دخلت جو معهم
نفس الأطفال مو اول ناخذ الشخصيه البطله ..
انا أماندآ :57:
:رحيق:

روح مبعثره
10-09-15, 08:37 AM
متاااابعة .......

جَســـــوُرْ..،
10-09-15, 08:44 AM
بدأت الرواية بالتشعب.. و ظهر حبيب اخر من الجزء السادس..

في لحظه شكيت ان المجهول ريكس. ولكن بعد اختلاف خط اليد تبين لي .

ليس هو ذلك المجهول..

منتظر الجزء الثامن بشوق

آسيرة حرف
10-09-15, 09:12 AM
يرجك يا ريكس
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
حلوه بما انك تحبين الرسائل ارسل لك
لا جد قووويه
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

واه مرجانه الله يسعدك قسم ضحكت حتا دمعت

اول مره اضحك من بدت روايتك
يا انها تحرق الاعصاب اويلي منك

المهم عادي يمكن هو المعجب
انا لي خطين
يعني استغل الموقف بما اني املك خطين اكيد الاخرين كذلك


واااه ي مرجانه آماندا متى بتستقر ع ريكس
لاني انا حبيتو خلاص
خليهم يحبون بعض
احذفي المجهول هذاك من الروايه يستاهل يومه تخبى :MonTaseR_54:

تقبلي ردي وعبق وردي
آسيرة حرف

ابوبشار
10-09-15, 10:28 AM
في قمة الروعه يعطيك العافيه

:ساندي:
10-09-15, 12:30 PM
روووووووعه....

بنتظار الجزء التالي


عساك ع القوه :733449542:

ســـارا
10-09-15, 02:52 PM
جميل البارت
مرجانة
ورى ماتطولين البارت
يعني قصير نبي اطول ي حلوة !

ربي يسعدك :رحيق:

مطر الفجر
10-09-15, 05:02 PM
اجزاء مشوقه جدا
لا اعلم لماذا ولكني سلطت اهتمامي على فرانك
صديق ساره اللذي استعار منها كتاب !!!
^_^

ننتظر الاجزاء الباقيه

سارق القلوب
10-09-15, 09:33 PM
تعقدت الامور جذا
ريكس ماصرت اظن انه الخفي
او هو ؟؟؟؟؟
عقلي تشتت الحين
يالله مرجانه ارحمينا بسرعه وعجلي بلييز
ترا ودي اذبحج يااماندا
خليج مع ريكس وريحي بالج .
.
متابع

مرجانة
10-10-15, 06:15 AM
روعه وابداع في انتظار الجزء التالي ...

شكراً أخي لتشجيعك و متابعتك
سلمت

هففف يقهر :(
من جد ابدعتي > دخلت جو معهم
نفس الأطفال مو اول ناخذ الشخصيه البطله ..
انا أماندآ :57:
:رحيق:

ههههه ، ما أجملَ الطفولة
سعيدة بمتابعتكِ غاليتي

متاااابعة .......

ذلكَ يسعدني ، شكراً

بدأت الرواية بالتشعب.. و ظهر حبيب اخر من الجزء السادس..

في لحظه شكيت ان المجهول ريكس. ولكن بعد اختلاف خط اليد تبين لي .

ليس هو ذلك المجهول..

منتظر الجزء الثامن بشوق

نعم هي كذلك .. لمن سأل عن عدد الأجزاء
ربما عددها 20 أو أقل
شكراً اخي لحسن المتابعة

يرجك يا ريكس
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
حلوه بما انك تحبين الرسائل ارسل لك
لا جد قووويه
ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه

واه مرجانه الله يسعدك قسم ضحكت حتا دمعت

اول مره اضحك من بدت روايتك
يا انها تحرق الاعصاب اويلي منك

المهم عادي يمكن هو المعجب
انا لي خطين
يعني استغل الموقف بما اني املك خطين اكيد الاخرين كذلك


واااه ي مرجانه آماندا متى بتستقر ع ريكس
لاني انا حبيتو خلاص
خليهم يحبون بعض
احذفي المجهول هذاك من الروايه يستاهل يومه تخبى :MonTaseR_54:

تقبلي ردي وعبق وردي
آسيرة حرف

ههههه من الجيدِ أنكِ ضحكتِ غاليتي ، اسعدني ذلك حقاً
اممم معكِ حق بشأن خط اليد هههه

روووووووعه....

بنتظار الجزء التالي


عساك ع القوه :733449542:

الأروع تواجدكِ ساندي
ممتنة

جميل البارت
مرجانة
ورى ماتطولين البارت
يعني قصير نبي اطول ي حلوة !

ربي يسعدك :رحيق:

أخشى أن يمل البعض من القراءة
سأجرب

شكراً لحسن المتابعة سارا

اجزاء مشوقه جدا
لا اعلم لماذا ولكني سلطت اهتمامي على فرانك
صديق ساره اللذي استعار منها كتاب !!!
^_^

ننتظر الاجزاء الباقيه

اهلاً مطر
ههههههه ، اذاً تابعي لتعرفي

سعيدة بمتابعتكِ غاليتي

تعقدت الامور جذا
ريكس ماصرت اظن انه الخفي
او هو ؟؟؟؟؟
عقلي تشتت الحين
يالله مرجانه ارحمينا بسرعه وعجلي بلييز
ترا ودي اذبحج يااماندا
خليج مع ريكس وريحي بالج .
.
متابع

ههههه ، عذراً لتشتيتك
و شكراً لتفاعلكَ أخي

ممتنة


و شكراً لكل من عبرَ و قيمَ و شجع

دمتم بسعادة دائمة

بعد قليل الجزء التاسع:MonTaseR_205:

مرجانة
10-10-15, 06:59 AM
،،،، الجزء التاسع ،،،،



مرت المحاضرات مرور الكرام ، و عقلي مشوش ، و الألم يغتال مشاعري كلما فكرت في الأذى الذي سببته لـ "ريكس" .. كم أنا متهورة في غضبي ، لا أستطيع تمالك نفسي .
و أخيراً حان وقت الإستراحة ، عندما بدأ التلاميذ بمغادرة القاعة .. شدتني "سارة" من ذراعي و هي تقف قائلة

- هيا بسرعة ، لنبحث عن "ريكس" لتعتذري منه .

نظرتُ إليها و أنا أعقدُ حاجبي

- لما كل هذا الحماس؟! ، لا تستعجليني هكذا .. فأنا متوترةٌ بما يكفي!
- يجبُ أن تتحملي نتيجةَ تصرفك .

تنهدت و قلتُ بهدوء

- أعرف ، أنا محرجة جداً منه .. لا أعرف كيف فعلتُ به ذلك ، إن لم يقبل اعتذاري فلن ألومه .

جلست "سارة" بجانبي و قالت

- كان سعيداً برسالته ، لكنكِ كنتِ فظةً جداً بتمزيقكِ الرسالة و رميها عليه!
- لا تذكريني بفعلي المشين يا "سارة"! ، هيا لنذهب إليه .. لن اسامح نفسي حتى يسامحني .

و غادرنا القاعةَ باحثتين عنه ، ذهبنا إلى المقصف و لم نجده ، بعدها اتجهنا إلى الفناء ، بحثنا عنه حتى وجدناه جالساً عند أحواض الأزهار يمسك بقهوته ، و قد بدا شارداً .

قالت "سارة" بحماس

- هذا هو! ، هيا لنذهب إليه .

تشبثتُ بذراعها و قد أحسست بيداي ترتجفان من شدة توتري

- انتظري "سارة"! ، أشعر بالإرتباك .. لا أعرف كيف اعتذر .
- تعالي معي ، و اتركي الأمر لي .

فمشت "سارة" تتقدمني و أنا أمسك بكفها أسير من خلفها بقلق و خجل .
توقفت "سارة" قبالة "ريكس" الذي رفعَ رأسه نحوها بصمت ، فقالت له

- أهلاً "ريكس" ، كيف أنت الآن؟

صد بوجهه عنها و احتسى من كوبه دون أن ينطق بكلمة ، تشجعتُ أخيراً و اقتربتُ منه و قلت بخجل

- "ريكس" ، في الواقع .. جئتُ لأعتذر منك .

نظر إلي بعينينٍ حزينتين ملؤهما العتب ، فقلت بأسفٍ شديدٍ و أنا أجلسُ أمامه أنظر إلى وجهه

- ما فعلته مخزٍ ، أدرك ذلك .. كنتُ سيئة و وقحة أعترفُ بخطئي .. أرجو أن تسامحني .

تكلم بنبرةٍ هادئة معاتبة

- لم أتوقع أنكِ تكرهيني لهذا الحد يا "آماندا" ، و أنا الذي تعلقتُ بكِ .. صارحتكِ بحبي ، كان يجبُ عليكِ أن تراعي مشاعري على الأقل ، لا أن تمزقي قلبي دون رحمة!

أنكستُ رأسي بخجلٍ و استحياء .. وقلت بهمس

- أنا نادمةٌ حقاً على ما فعلت .. أرجوكَ سامحني .. و لو تطلبَ الأمر أن أعتذرَ منكَ أمام زملائي ، سأعتذر.

أحسست بيده تمتد نحوي ، أزاح غرتي عن وجهي خلف أذني ، رفعت بصري متفاجئةً أنظر في عينيه .. كانتا تلمعان ، كان يبتسم بحنانٍ شديد ، يده الدافئة تمسح على شعري بلطفٍ بالغ .. أحسستُ و أنا أنظر إليه بالدم يصعد إلى وجهي ، فوقفت و أنا أبعدُ بصري عنه .. و لم أعرف ماذا يجبُ عليَّ أن أقولَ بعد!

وقفَ هو الآخر و قال بلطف

- إن لم أسامحكِ يا "آماندا" ، فإني سأعاني الشقاء طيلة عمري .

نظرتُ إليه ، فابتسم ابتسامته الجميلة ، و التي أدركتُ اليوم فقط عمق جمالها و جمال قلبِ "ريكس"!
فأضاف قائلاً

- أحبكِ يا "آماندا" ، أحبُ كلَّ ما فيكِ .. عيناكِ العسليتين تأسراني ، و شعركِ المتبعثر فوق ظهركِ يعبث بي! .. لا أستطيعُ إلا أن أنظرَ إليكِ! ، و قلبكِ .. برغم ما تظهرينه من فطاظةٍ بالغة أحياناً ، إلا أنكِ تحملينَ قلباً أبيض كالثلج .

أحسستُ حينها أن قلبي من شدةِ خفقانه سيقف ، أحسستُ بخجلٍ شديد لم أحس به من قبل .
أنفاسي .. لا أعرف مالذي أصابها! .. حبست نفسها في صدري تأبى الخروج!

بصعوبةٍ أخذت نفساً ، و مازلتُ ألزم الصمت .

قالت "سارة" بمكرٍ وهي ترمق "ريكس"

- كم أنت مغرم أيها المشاكس .. إذاً فأنتَ سامحتها و لم تعد متضايقاً منها ؟
- بالتأكيد .

حينها أمسكت بذراع "سارة" و قلت بهدوء

- لنذهب إذاً .
- حسناً ، إلى اللقاء "ريكس" .

أجابها

- إلى اللقاء ، و اعتني بـ "آماندا" .

استدرنا ، دون أن أنظر إليه ، تجنبتُ النظر إلى عينيه و وجهه ، كنتُ محرجة .. أشعر أن وجهي يتوهج احمراراً و حرارة!

ابتعدنا فتنفست الصعداء ، قالت "سارة" بسرورٍ واضح

- كم هو رائع! ، لطيفٌ جداً و شاعري! .. مغرمٌ بكِ يا مجنونة ، لو كنتُ مكانكِ لارتميت في أحضانه .

نظرتُ إليها بغضبٍ و قلت بانفعال

- ألا تخجلين!؟ ، ما الذي تقولينه يا "سارة"؟ .. يبدو أنكِ لستِ في وعيك!

ضحكت و قالت

- أنا أمزح بالتأكيد .. لكن يجبُ أن تعترفي أن "ريكس" أولى بقلبكِ من ذاك المختبيء .

صمتتُ حينها ، و قلت في نفسي

- ذلكَ مستحيل ، كيف أنساه و أتجاهله بعد كل تلك الرسائل؟ ، كيف أتخلى عنه و هو يقسم أنه يحبني و لن يتخلى عني؟! .. ثم أني أحبه .. أعشقه ، لا أستطيعُ أن أكف عن التفكير فيه ، لا يقبلُ عقلي و قلبي سواه ، فكيفَ أنساه؟ .. ذلك مستحيل ، مستحيل!

============

مضى أسبوعاً آخر ، خالياً من رسائل المعجب ، و رسالتي المنهكة التي أتعبها الإنتظار .. ما زالت مرميةً على طاولة غرفتي .
وضعتها في درج طاولتي في المعهد ليومين متتالين ، علَّ ذاك المعجب يعبر على طاولتي و يلقي نظرةً عليها ، فيرى رسالتي تنتظره .. و لكن ذلك لم يحدث ، فتتوالى الخيبات .. و أحبط .

لا أنكر أنه في بعض الأوقات اجتاحني يأسٌ شديد .. و غضبٌ أشد!
إلى متى يريد مني أن أنتظره؟! .. بت أسأم ، و رغم غضبي و انزعاجي إلا أن شوقي و حنيني يعيدُ لي لهفتي إليه و إلى رسائله ، فيعود إلي الأمل ينتشلني من بؤسي .

في يومِ الأحد و عند مدخل المعهد ، جاءني "ريكس" مبتسماً و مرحباً بي

- صباح الخير ، أهلاً بالجميلة "آماندا" .

بادلته الإبتسامة و قلت

- صباح الخير "ريكس" ، كيف حالك؟
- بخير ، طالما أنَّ عيناي تبصرانك .

ضحكت و مشيتُ ، فمشى بجانبي قائلاً

- جاءت "سارة" منذ قليل ، سبقتكِ هذه المرة .
- بل هي تسبقني في أغلب الأحيان .

ثم نظرتُ إليه و قلت

- منذ أسبوعٍ كاملٍ و أنتَ ترافقني و "سارة" ، أ ليس لديكَ أصدقاء ؟!

أصدرَ ضحكةً خفيفة و أجاب

- بلى ، لكني مستغنٍ عنهم بوجودك .

رفعتُ حاجباي و قلتُ غير مصدقة

- أنتَ تبالغُ كثيراً! ، هل تحبني لهذا الحد؟!
- ستثبتُ الأيام لكِ مدى حبي .

أشحتُ وجهي عنه و قلت بتذمر

- لستَ كذلك ، أنتَ كاذب .

قال مندهشاً

- لماذا تعتقدين ذلك ؟!

توقفت عند السلم و نظرتُ إليه قائلة بعصبية مصطنعه

- لو كنتَ كذلكَ لفعلتَ المستحيل من أجلي .
- أفعل المستحيل ، لكن لا أتخلى عنكِ و أهبكِ غيري!

صمتتُ و أنا أحدقُ في عينيه ، لقد فهمَ ما أرمي إليه و يبدو أنه لا يريد مساعدتي على إيصال الرسالة للمعجب .
فقال بهدوء

- عزيزتي إنسي أمره ، لو كان متمسكاً بكِ لأرسلَ لكِ ، ما كان ليطيق كل هذا الصمت!

تنهدت و قد ظهر الألم على تقاسيم وجهي ، فقلت بحزن

- لا أستطيعُ يا "ريكس"! ، لا أستطيعُ منعَ نفسي عن محاولة الوصول إليه .. أشتاقه كثيراً ، إن كنتَ مغرماً بي حقاً فستدركُ ما أعنيه!

أقتربَ مني وقال بلطفٍ بالغ

- عزيزتي ، أدركُ ذلك و أفهمكِ جيداً .

قلتُ بنبرةٍ حادة

- بل لا تفهم ، أنتَ لا تهتم بي .. بل تفكر بنفسك فقط .
- أنتِ أيضاً لا تهتمين لمشاعري و تفكرين بنفسكِ فقط!

قلت بانفعال

- أنتَ من يزعم أنه يحبني ، أ ليس كذلك؟! ، أذاً أنتَ من يجب عليه أن يضحي .

قال ساخراً

- هه ، مستحيل .. أ أجعلكِ تطيرين من بين يدي إلى يدي شخصٍ آخر! ، لم أفقد عقلي بعد .. إنها فرصتي لأن أكسبَ قلبكِ و لن أفرط بها .

استدرتُ عنه بغضبٍ و صعدت الدرجات دون أن أنطق بكلمة ، ذلكَ الغبي يظن أنه قادرٌ على أن ينسيني عشقي بسهوله .
تابعت سيري حتى وصلتُ إلى القاعة .. جلستُ في مقعدي و ألقيتُ التحيةَ على "سارة" باغتضاب

- صباح الخير .

عقدت حاجبيها و قالت

- صباح الخير! ، خيراً ؟ .. مابكِ منزعجه ؟

أصدرتُ تنهيدةً طويلة ، ثم التفتُ إليها قائلة بحزن

- تعبتُ يا "سارة" .. تعبت! ، أريد أن أصلَ لذاك المعجب .

تأففت "سارة" و قالت بانفعال

- أ لم ننتهي بعدُ منه؟! .. قلتُ لكِ انسي أمره كما نسيكِ .
- لا أستطيع! ، كلما مضى الوقت بصمته ازددتُ لهفةً و شوقاً إليه! ، متألمة جداً يا "سارة" .. أريد أن أصغي إليه من جديد .
- لا أعرف كيفَ أنسيكِ ذاك الأحمق!
- و "ريكس" اللئيم ، إنه لا يريد مساعدتي!

قالت "سارة" بغضب

- أنتِ لا تخجلين؟! ، كيف تريدين منهُ مساعدتكِ و أنتِ تعرفين جيداً أنه متعلقٌ بكِ!؟
- لأنه يحبني يجب عليه مساعدتي .
- أنتِ مجنونة! ، أبقي في حيرتكٍ مع ذلك الوهم الذي تعشش في عقلك .

سمعتُ هذه اللحظة صوتَ "ريكس" يناديني

- "آماندا" .

ألتفت نحوه ، كان واقفاً عند الباب .. تقدم نحوي و جلسَ على طاولتي وهو ينظر في وجهي قائلاً

- أشفقتُ عليكِ .. أنتِ محقه ، من يحب يضحي لأجل محبوبه .

لم أصدق ما سمعت! ، أحسستُ بقلبي ينتفض في صدري ، فقلتُ و الإبتسامة ارتسمت على ثغري

- هل تعني .. أنكَ ستساعدني!؟

قالت "سارة" بعصبية و هي تنظر إلى "ريكس"

- "ريكس" لا تكن مجنوناً و تقدمُ على أمرٍ قد تندمُ عليه!

التفتُ إليها و الغضب يشتط من عيني ، قلت بعصبية

- "سارة" ألزمي الصمت! ، لا تتدخلي رجاءً .

و عدتُ بنظري لـ "ريكس" الذي اتسعت ابتسامته وهو ينظر إلي ، و قلت له بخجل

- ستوصل رسالتي إليه ، صحيح؟!
- نعم يا "آماندا" ، سأدهسُ على قلبي هذه المرة ، لأجل جميلتي "آماندا" ، لكن الويلُ لكِ إن تخليتِ عني و نسيتِ هذا المعروف!

أصدرتُ ضحكةً عالية ، مليئة بالسعادة و الراحة ، أساريري فرجت و البهجة ظهرت جليةً على وجهي .. قلت بسعادة

- أبداً يا "ريكس" ، لن أنسى معروفكَ هذا ما حييت .

ابتسم باطمئنانٍ و قال

- جيدٌ إذاً ، هاتي الرسالة .

قلتُ بحزن

- إنها في المنزل ، لم احضرها .. لكن غداً سأحضرها و أعطيكَ إياها .

قالت "سارة" و الضيق بادٍ على وجهها

- اتمنى أن تضيع .

وكزتها بغضبٍ في ذراعها ، فتأوهت متألمة .
ضحكَ "ريكس" و قال وهو ينهض

- سعادتكِ يا "آماندا" تعني لي الكثير .. كوني بخير ، إلى اللقاء .

أجبته بسعادة

- شكراً لك ، إلى اللقاء .

تحركَ من مكانه و ابتعد مغادراً ، فنظرتُ لـ "سارة" بسعادة و قلت

- أ تعرفين؟ ، بدأتُ أحبُ "ريكس" ، يحملُ قلباً طيباً متفانياً في حبه .

أجابتني بانزعاج

- أما أنتِ فسيئة . تدركين ذلك و تستغلينه .

قلتُ أبريءُ نفسي

- أبداً يا "سارة"! ، ثم أنه مستعدٌ لمساعدتي ، جاء إلي من تلقاء نفسه و عرضَ المساعدة!
- من يدري ، لعلكِ أثرتِ على عاطفته ببعض القول قبل مجيئك .

صددتُ عنها بانزعاج ، ولزمت الصمت ، فقالت بانفعال

- أنا محقة أ ليسَ كذلك؟!

أجبتها بانفعال

- نعم محقة ، و الآن لا تعكري سعادتي و كفي عن مضايقتي .

صَمتَتْ ، و صَمِتْت .. و عادت إليَّ ابتسامتي و سعادتي
ممتنة جداً من "ريكس" ، لم أكن أتخيل أنه سيوافقُ على طلبي في الواقع ، لقد فاجأني!

=============

عندما عدتُ إلى منزلي ، كانت الحماسة مستبدةً بي .. ذهبتُ إلى غرفتي و الإبتسامة على فمي ، اتجهتُ فوراً إلى طاولتي و التقطتُ الرسالة أحدق فيها بسرور .. قلت بفرح

- أخيراً سوف تذهبين إليه ، غداً ستكونين بين يديه .. اسمعيه نبضي و افصحي له عن حبي .. ياه لا أصدق!

و رميت بنفسي على السرير بقوة ، و بكل سعادةٍ و اشتياق ، رفعتها أمام ناظري .. و همست في داخلي
.. إشتقتُ إليك .

عندما حل الغد ، غادرت المنزل على عجلةٍ و سرتُ مهرولةً في الشارع أجتاز الطريق إلى المعهد بكل نشاط .
عندما و صلت .. دخلت وقد أبطأت خطواتي قليلاً و أنفاسي تتلاحق ، ففاجأني "ريكس" كالعادة!

رأيته واقفاً ينتظرني ، نظرتُ إليه مبتسمة ، فبادلني ابتسامته العذبة .. مشيتُ إليه قائلة بحيوية

- صباح الخير .

نظر إليَّ بعينيه اللامعتين مبتسماً

- صباح الخير ، أنتِ مشرقة اليوم بشكلٍ مثير!

ابتسمتُ بخجلٍ و قلت

- طالما أنكَ ستكون طيباً ، و تساعدني .. فستجدني مشرقةً دائماً .

ثم اقتربت منه أكثر و قلت بهدوء

- لم تنسى وعدكَ لي ، أ ليسَ كذلك؟
- لا لم أنسى .

عاودت البسمة شفتي ، فأخرجت الرسالة من حقيبتي و أعطيتها "ريكس" و أنا أقول محذرة .

- لن تقرأ الرسالة! .. مفهوم؟ ، أنا أحذرك!

أصدر ضحكةً خفيفة ثم قال

- في الواقع يتملكني فضولٌ شديد لما في داخلها ، أرجو أن لا تكون كسابقتها!

قلت و قد احتدت نبرتي

- أنا أحذركَ يا "ريكس"!
- حسناً فهمت ، فهمت .. لن أقرأها أبداً ، سأسلمها إليه و حسب .

رفعتُ يدي إلى وجهه و ربتت على وجنته قائلة بغنجٍ و أنا اغمز بعيني

- ممتازٌ يا صغيري .

ثم استدرت بكل راحةٍ و اطمئنان .. و السعادة قد تسللت إلى جسدي كله ، هذا ما أحس به .. أشعر بخفة عجيبة تجعلني أهوى القفز و الركض!
لكني لزمت هدوئي و سرتُ بخطى متأنية حتى وصلت إلى القاعة .
دخلت و ألقيت التحية على التلاميذ ، ثم جلستُ على مقعدي بكل راحةٍ و سكينة .. و أنا أفكر فقط ، بصاحب الرسالة .. و الرسالة التي في طريقها إليه.

يبدو أن الإبتسامة على ثغري تتسع دون أن أشعر! .. فلقد فاجأتني "إليزا" قائلة و هي مقبلة نحوي

- "آماندا"! ، أخبرينا ما سر هذه الإبتسامات! ، أخيراً أشرقَ وجهكِ من جديد .
رفعت بصري إلى السقف و تأففت ، ثم نظرت إليها قائلة

- لم أقابل شخصاً فضولياً مثلكِ في حياتي يا "إليزا"! .. لكن بما أني سعيدة ، فلن أعكر مزاجي بسببك .

قالت وهي تدعي الحزن

- لا تسيئي فهمي يا "آماندا"! ، أنتِ تجرحيني .. أنا سعيدةٌ لأجلكِ فقط ، كلما تذكرتُ وضعكِ الكئيب و ما حدث منذ أسابيع ، تقطع قلبي عليكِ .
- شكراً "إليزا" ، لكن لا تكترثي لي رجاءً!

صدت عني وهي ترفع أنفها كالعادة ، و تابعت سيرها إلى مقعدها ، فقلت في نفسي

- المخادعة تحاول أن تفضحني فقط !

في هذه اللحظة دخلت "سارة" و هي تلقي التحية ، ثم اقتربت مني و استقرت في مقعدها قائلة

- كيفَ الحال يا "آماندا"؟

أجبتها بنظرةٍ و ابتسامة

- وكيفَ عساه يكون!؟ .. حاليِ عالٍ عالٍ عند السحاب!

اتسعت عيني "سارة" دهشةً و هي ترفع حاجبيها وترمقني مبتسمة

- جميل! ، ترى ما السبب؟!

قربتُ وجهي من وجهها و قلت بصوتٍ أقربَ إلى الهمس

- لقد أعطيتُ "ريكس" الرسالة ، و سيوصلها اليوم إلى المعجب!

هزت "سارة" رأسها يمنةً و يسرة ، وقالت

- الغبي "ريكس"!
- لما تنعتينهُ بالغباء؟! .. ها ؟! ، لأنه أراد أن يقدمَ لي خدمة !؟
- لأنه أبلهَ مثلكِ .. غبيٌ من يلبي طلبكِ الغبي!

قلتُ بانفعال

- لا تعكري مزاجي يا "سارة"! ، من الأفضل أن تلزمي الصمت إن لم تجدي قولاً جيداً تقوليه .

رفعت حاجبيها و اتسعت عينيها دهشةً ، ثم قالت بحدة

- بئسَ الصديقة أنتِ!

قالت هذا و أخرجت روايةً كانت قد استعارتها من "فرانك" و وقفت قائلة

- ابتعدي عني ، ذاهبة لـ "فرانك" فهو أوفى منكِ .

ضحكت و قلت وأنا أنظر إليها و هي تسير مغادرة

- عزيزتي ، أحبكِ .

لم تجبني بل تابعت سيرها حتى غادرت القاعة ، فالقيت بظهري على الكرسي و أخذتُ شهيقاً عميقاً لأتنفس الصعداء ، أشعر براحة كبيرة و سعادة لا تسعني ، لقد قلبت موازيني أيها المعجب ، كم أحبك .

=============


عند نهاية دوام المعهد ، ركضت مغادرةً القاعة إلى الفناء باحثةً عن "ريكس" .. لم أكن أستطيع تمالك نفسي حتى الغد ، يجب أن أعرف إن استطاع "ريكس" توصيل رسالتي إلى المعجب .. كنت أبحث عنه دونما توقف .. حتى عثرتُ عليه و هو يحمل حقيبته على كتفه ، ركضتُ إليه منادية

- "ريكس" .

ألتفتَ نحوي و توقف ينظر إليّ مبتسماً ، توقفت أمامه قائلة بارتباك

- هل استطعت أن تعطيها إليه؟!

ابعد عينيه عني و هو يزم شفتيه ، فخفق قلبي و قلت بشيءٍ من الإحباط

- لا تقل أنكَ لم تعثر عليه؟!

نظر إليَّ من جديد و قال

- إن لم أجده اليوم ، أجده غداً .

على الحزن و جهي ، أحسستُ بخيبةٍ كبيرة ، فأنكستُ رأسي بصمت .. ثم قلت

- حسناً ، أرجو أن تعثر عليه غداً .

و ضع سبابته عند ذقني و رفع رأسي إليه قائلاً

- لقد خدعتكِ .

اتسعت عيناي دهشة ، و قلت غير مصدقة

- هل أعطيتها له حقاً ؟!

اتسعت ابتسامته وقال

- نعم ، هي بين يديه .

ضحكت بسعادةٍ شديدة و قفزت في مكاني قائلة

- رائع .. شكراً ! ، شكراً "ريكس" !

ثم ضربته على كتفه و قلت بامتعاض

- لقد صدقتكَ حقاً أيها الكريه !

ضحكَ و قال ساخراً

- تمنيتُ لو معي مرآةً لؤريكِ وجهكِ كيف كان!

قلتُ بانزعاج

- كفَّ عن السخريةِ مني .

قال بهدوء و هو يحملق في وجهي

- كنتِ جميلة ، جميلةٌ أنتِ حتى عندما تحزنين .

أحسستُ بالخجل من نظراته و قوله ، فأبعدتُ بصري عنه و رفعت يدي لشعري أعبثُ به و أنا أعض على شفتي
ثم نظرتُ إليه قائلة

- أعرف ذلك ، أنا جميلةٌ بكل حالاتي!

فاقتربَ مني و همس وهو ينحني برأسه عند رأسي

- و جميلةٌ أكثرَ عندما تخجلين !

صعد الدم في وجهي حينها ، أحسستُ باستحياءٍ شديد ، فقلت له بانفعالٍ و أنا أدفعه بيدي

- لا تقترب مني هكذا ، و لا تتمادى أكثر معي .

قال وهو يرفعُ حاجبيه

- أنتِ تدركين حقيقة مشاعري نحوكِ!
- ومع هذا لا أقبل بأن تتمادى معي ، عن إذنك .

قلتُ هذا و استدرت لأنصرفَ عنه ، كم هو معتوه حتى يتملقني لهذا الحد! ، يعتقدُ أنه سيؤثر علي بحماقاته!؟
ذلكَ مستحيل!
و توقفتُ عند السلم ، و أخذتُ نفساً .. أشعر بنبضاتي تدق بقوةٍ بين أضلعي .. أغمضتُ عيناي و قلت أخاطبُ نفسي في داخلي

- سحقاً لكَ "ريكس" ، ذلكَ كان بسببِ خجلي فقط ، نعم مجرد خجلٍ لا أكثر .

و صعدتُ السلم مسرعةً محاولةً تجاهل هذا النبض السقيم الذي تسبب به "ريكس" في داخلي .

عتيم
10-10-15, 08:27 AM
:61::61::61::61::61:


مـقـدمــا ولــي عــودة ... يــا بــاذخــه

ســـارا
10-10-15, 09:24 AM
صراحة ماالومها أماندا ع تصرفها مع ريكس
القلب وما يهوى يعني موب ايديها !

بارت طويل وجميل وغير ممل مرجانة

انتظار القادم
:MonTaseR_222:

:ساندي:
10-10-15, 12:02 PM
:MonTaseR_148: ريكس هو المعجب ولا حدا يقول غير هيك..

كل شي يؤكد ان هو المعجب...

رووووعه وحماسيه
بإنتظار الجزء التالي

صمتي حكاية
10-10-15, 04:57 PM
رووووووووعه تسلم الايادي
ويعطيك العافيه على الروايه الجميله
لك خالص تحياتي

مطر الفجر
10-10-15, 05:15 PM
في كل جزء يزداد كرهي لاماندا
اكره شخصيات الفتيات امثالها من كل النواحي ^_^
فظة عنيده خيالية لا عقلانية انانية متقلبة
تريد ما تريد فقط غير ابهة بمشاعر من حولها
المسكينة اليزا ههههه تسال اماندا عن حالها
واماندا تجيبها بانها فضوليه ولا يجب ان تتدخل
بدات اكرهك اماندا :14:
لعلها تتغير وتكون اكثر رقه وعقلانيه :MonTaseR_85:
متابعه للجزء القادم
ننتظر بشوق عزيزتي مرجانة :دانه:

آسيرة حرف
10-10-15, 07:43 PM
:MonTaseR_115: يااااااربي كل يوم يمر تعصبني هذه الاماندا
يحولها وحش ياكلها

مرجانه كتبتيي البارت الاخير ولا باقي
وش رايك نزوج ريكس ب اليزا
ونطلع وحش في النهايه ل اماندا ونقول هذا علامة الاستفهام :MonTaseR_149:

ونقهرها شوي
من بدت الروايه وهي قاهرتنا نبي نقهرها :dddas:

اصلا تستاهل اماندا نهايه حزينه يا اني راح ابكي اذا حصلت نهايه سعيده
:MonTaseR_115:تستاهل لانها قاهرتني

اباااااو لو اعرف بنت مثلها انتحر :MonTaseR_82: بروحي عن نفسي

غشتني هذه الصبيه


ننتظر الجزء اللي بعده

غياهيب
10-10-15, 09:12 PM
أنآ خآلف تعرف>
بالعكس شتحس فيه لو مو طلع نفس الشخص ..!
اهي حبت المجهول .. تروح لثآني انا عآجبتني أماندا :23:
حلو لو النهآيه يطّلع نفس الشخص بس كان يتأكد من مدى صدق مشآعرهآ..
كذا اشوف< :57:
:رحيق:

العربي
10-10-15, 10:30 PM
روايه جميله ..
ارفع القبعه للجهد الذى بذلتيه وتنسيق تلك الاجزاء ..


تحياتى

اسومة
10-11-15, 02:12 AM
ممتاز حبيبتي من متابعيك استمري شكرا على مجهوداتك تحياتي ♥:61:

مرجانة
10-11-15, 06:39 AM
:61::61::61::61::61:


مـقـدمــا ولــي عــودة ... يــا بــاذخــه




اهلاً بكَ اخي ، يسعدني عبورك و ستسرني أكثر عودتك

صراحة ماالومها أماندا ع تصرفها مع ريكس
القلب وما يهوى يعني موب ايديها !

بارت طويل وجميل وغير ممل مرجانة

انتظار القادم
:MonTaseR_222:

جيد ، شكراً لحسن المتابعة سارا

:MonTaseR_148: ريكس هو المعجب ولا حدا يقول غير هيك..

كل شي يؤكد ان هو المعجب...

رووووعه وحماسيه
بإنتظار الجزء التالي

تواجدكِ اروع ، شكراً لمتابعتك غاليتي

رووووووووعه تسلم الايادي
ويعطيك العافيه على الروايه الجميله
لك خالص تحياتي

انتِ الاروع يا صمتي
شاكرة حسن المتابعة

في كل جزء يزداد كرهي لاماندا
اكره شخصيات الفتيات امثالها من كل النواحي ^_^
فظة عنيده خيالية لا عقلانية انانية متقلبة
تريد ما تريد فقط غير ابهة بمشاعر من حولها
المسكينة اليزا ههههه تسال اماندا عن حالها
واماندا تجيبها بانها فضوليه ولا يجب ان تتدخل
بدات اكرهك اماندا :14:
لعلها تتغير وتكون اكثر رقه وعقلانيه :MonTaseR_85:
متابعه للجزء القادم
ننتظر بشوق عزيزتي مرجانة :دانه:

هههههههههه سعيدة بتفاعلك يا مطر ، شكراً لحسن المتابعة

:MonTaseR_115: يااااااربي كل يوم يمر تعصبني هذه الاماندا
يحولها وحش ياكلها

مرجانه كتبتيي البارت الاخير ولا باقي
وش رايك نزوج ريكس ب اليزا
ونطلع وحش في النهايه ل اماندا ونقول هذا علامة الاستفهام :MonTaseR_149:

ونقهرها شوي
من بدت الروايه وهي قاهرتنا نبي نقهرها :dddas:

اصلا تستاهل اماندا نهايه حزينه يا اني راح ابكي اذا حصلت نهايه سعيده
:MonTaseR_115:تستاهل لانها قاهرتني

اباااااو لو اعرف بنت مثلها انتحر :MonTaseR_82: بروحي عن نفسي

غشتني هذه الصبيه


ننتظر الجزء اللي بعده

ههههههه أسيرة العزيزة
يسعدني هذا التفاعل
شاكرة جداً لكِ

أنآ خآلف تعرف>
بالعكس شتحس فيه لو مو طلع نفس الشخص ..!
اهي حبت المجهول .. تروح لثآني انا عآجبتني أماندا :23:
حلو لو النهآيه يطّلع نفس الشخص بس كان يتأكد من مدى صدق مشآعرهآ..
كذا اشوف< :57:
:رحيق:

انرتِ غياهيب
شكراً لحسن المتابعة

روايه جميله ..
ارفع القبعه للجهد الذى بذلتيه وتنسيق تلك الاجزاء ..


تحياتى

الجميل تواجدك اخي العربي

ممتاز حبيبتي من متابعيك استمري شكرا على مجهوداتك تحياتي ♥:61:

شكراً لتشجيعك و دعمك اختي اسومة

وشكراً لكل من مر و قيمَ و شجع


بعد قليل الجزء العاشر:MonTaseR_11:

مرجانة
10-11-15, 06:51 AM
،،،، الجزء العاشر ،،،،



في اليوم التالي .. و عند الصباح ، استيقظت بكسلٍ شديد على غير عادتي .. كما أني كنتُ أشعر بصداعٍ في رأسي .. نهضتُ من فراشي و حاولت الإسراع للإستعداد للمعهد ، عندما انتهيت .. ذهبت في الصالة و جلست على طاولة الطعام قائلة

- صباح الخير "ألفريد" .

نظر إليَّ و هو يضع الأطباق على الطاولة

- صباح الخير عزيزتي ، كيف حالكِ؟

قلتُ و أنا أضعُ يدي على رأسي متألمة

- أشعر بصداعٍ شديدٍ في رأسي .

جلسَ في كرسيه قبالتي و قال باهتمام

- إن كان شديداً يا "آماندا" فلا تذهبي للمعهد اليوم .. إبقي و ارتاحي .
- يبدو أني سأفعل ذلك .

و لكني تذكرتُ فجأة الرسالة! ، بما أن رسالتي وصلت للمعجب بالأمس .. فلا شك في أني سأتلقى جواباً منه اليوم!
فقلت بسرعة

- آه تذكرت! .. لا يمكنني التغيب اليوم ، لدينا تطبيق في المختبر .. سأكون بخير بعد أن أتناول فطوري .
- حسناً إذاً ، هيا كلي جيداً .

فأكلتُ طعامي على عجلٍ و غادرتُ المنزل بسرعة .. و بعد دقائق قليلة و صلت إلى المعهد .
دخلتُ مسرعةً إلى الداخل .. و بينما كنتُ أحثُ الخطى .. استوقفني "ريكس" ممسكاً بذراعي .

- "آماندا"؟

التفتُ إليه

- خيراً "ريكس"؟!
- ما بكِ مستعجلة ؟!

قلتُ بنفاذِ صبر

- هل هناكَ ما تود قوله ؟
- أريدُ مرافقتكِ و حسب!

تنهدتُ و استدرتُ قائلة

- سأذهبُ إلى القاعة .

تبعني قائلاً

- سآتي معكِ .

رمقته بنظرةِ لا مبالة و تابعتُ سيري ، و تبعني هو الآخر .
حينما وصلنا إلى القاعة ، دخلنا و القينا التحية على الزملاء .. بعدها اتجهنا حيث مقعدي و مقعد "سارة"
، جلستُ على مقعدي بينما جلسَ "ريكس" على مقعدِ "سارة" .

كان التوترُ بادٍ علي على ما يبدو ، حيثُ أن "ريكس" سألني

- ما بالكِ اليوم؟! .. لا تبدين بخيرٍ يا "آماندا" ، هل هناك شيء ؟

نظرتُ إليه و قلت و أنا أهز رأسي

- أبداً !

و بعد تردد ، مددت يدي داخل الدرج أتحسسُ وجود الرسالة ، و بعد نفاذ صبر ، أخرجتُ يدي و انحنيت انظر إلى داخله .. لكن خاب ظني! ، فلم تكن هنا رسالة .

تأففتُ بضيقٍ و أنا أتكيء بمرفقي على الطاولة و أمسح على رأسي بيدي ، فاقتربَ مني "ريكس" قلقاً و قال

- عزيزتي ما بكِ؟ .. لقد قلقتُ عليكِ فعلاً ماذا دهاكِ؟!

نظرتُ إليه و أنا أقطبُ جبيني و قلت بهدوء

- رأسي يؤلمني يا "ريكس" ، هذا كلُ ما في الأمر .

و ضعَ يده على كتفي و قال باهتمام

- سلامةَ رأسك! ، يؤلمكِ كثيراً ؟

نظرتُ إلى عينيه ، في الواقع تلكَ الخيبة أنستني ألم رأسي ، فلقد كان الأحساس بالخيبةِ أشد ألماً و تأثيراً علي .
أخرجتُ زفرةً من صدري المحترق ، و قلت

- يؤلمني كثيراً .
- يا إلهي! ، لنذهب إلى الصيدلية لأخذِ علاجٍ لكِ إذاً .

اعتدلتُ في جلستي و قلت

- لا داعي ، سأكون بخير .
- متأكدة؟!

هززتُ رأسي بالإيجاب ، ثم قلت بعدَ تردد و أنا ألتفتُ لـ "ريكس"

- "ريكس" .. أنتَ حقاً أعطيتَ الرسالةَ للمعجب كما طلبتُ منك؟
- نعم ، فعلت .
- أنتَ لا تخدعني ، أ ليسَ كذلك؟ .. أرجوكَ لو لم توصلها أخبرني ، لن أغضبَ منك!

عقد حاجبيه وقال

- لما لا تصدقيني؟! ، لقد وصلت الرسالةُ إليه!

همستُ أخاطبُ نفسي

- لما لم يجبني إذاً ؟!
- لم يجبكِ ؟!

ضممتُ ذراعي إلى صدري و صددتُ عن "ريكس" متضايقة ، فقال

- منزعجة لهذا السبب؟

نظرتُ إليه و قلتُ بانفعال

- ماذا تريد؟! ، هيا انصرف و اتركني ، لستُ بمزاجٍ جيد .. فرأسي يؤلمني كثيراً .
- قلقٌ عليك يا "آماندا" !
- لا تقلق ، اذهب الآن .

وقف وقد بدا عليه الإنزعاج ، ثم قال

- كما تريدين .

و ذهب مغادراً .. فارتميتُ على طاولتي أضعُ رأسي عليها بقهرٍ شديد .. لماذا أيها المعجب؟! ، لما لا تجيب على رسالتي؟ ، هل حقاً تخليتَ عني كما تقول "سارة"! ، لما تفعلُ ذلكَ بي .. لماذا؟!

===========

كان ألم رأسي قد اشتد كثيراً مع المحاضرة الأولى ، و في الفترة الثانية انصرفنا إلى المختبر .. و شعرت أن الصداع يكاد يفجر رأسي .. و ما ساء من حالي أكثر ، هو التفكير المستمر في ذاك المعجب!

كنتُ أقف عند عيناتٍ من الدم لأتفحصها ، ومع الألم الشديد ، ضغطت على رأسي بيدي و أنا أغمض عيني بقوة ، لم أكن أستطيع التركيز كثيراً في عملي .

لاحظتني "سارة" و اقتربت مني قائلة

- عزيزتي هل أنتِ بخير؟ .. يبدو أن ألم رأسكِ قد ازداد! ، هل أستأذن لكِ الدكتور للإنصراف؟

نظرتُ إليها و أنا أقطبُ جبيني من شدة الألم

- ليتكِ تفعلين ، فما عدتُ استطيع المتابعة و لا قدرة لي على التركيز .
- حسناً عزيزتي .

استأذنت لي "سارة" الإنصراف ، فغادرتُ المختبر .. كنتُ أسير ببطءٍ أثناء عودتي للقاعة ، و بينما كنتُ كذلك .. صادفتُ "ريكس" ، كان يحملُ بعض العقاقير .. عندما وقع بصره علي ، اقترب مني قائلاً

- كيفَ أصبحتِ يا "آماندا"؟ ، وجهكِ لا يبشر بخير!

حملقتُ في وجهه بصمتٍ للحظة ، ثم قلت

- نعم أشعر و كأن رأسي سينفجر ، لم أستطع التركيز في الدرس ، فاستأذنت وغادرت المختبر .
- أين تذهبين؟
- سأعود للقاعة .
- اهتمي بنفسكِ رجاءً حتى آتي إليكِ .

نظرتُ في عينه متفاجأة ، ثم قلت

- لا تزعج نفسك "ريكس"! .. ثم لما تتبعني و لديكَ ما تقوم به؟

ابتسم و قال بلطفٍ بالغ

- حتى اهتم بكِ بنفسي ، هيا اذهبي و ارتاحي الآن ، لن أتأخر عليكِ .

بادلته الإبتسامة رغماً عني ، مسكين "ريكس" .. يتفانى كثيراً في اهتمامه بي لأجل كسب قلبي ، كم هو لطيف!
أصدرتُ ضحكةً خفيفة و قلت

- أعجز عن شكركَ يا "ريكس" ، لستَ مجبراً على ذلك ، و أنا سأكون بخير .
- لا تكثري الكلام و اذهبي الآن .. كوني بخير .
- حسناً .

و تابعتُ طريقي إلى القاعة ، حتى دخلتها و جلستُ على مقعدي .. نظرتُ حينها إلى درجِ طاولتي ، لا أعرفُ ما الذي أصابني .. يخيلُ إلي أني سأعثرُ على رسالةٍ منه في أية لحظة!
و لكن كما كنتُ مدركة في قرارة نفسي ، لم أجد رداً على رسالتي ، اعترتني الخيبة و اجتاحني الضيق .. فوضعتُ رأسي على الطاولةِ بيأس ، تذكرتُ حينها بعضاً من كلامه الذي كتبه في رسائله لي .. كيف يصف حبه لي ، كيف يصف اعجابه بي و بمظهري .. كان كلامه دافئاً و جميلاً ، لما فضل حرماني منه الآن و أنا في أمس الحاجةِ إليه؟!

أغمضت عيناي بحرقة شديدة ، ذرفت عيناي دمعتين اقتحمتا صمتي ، أحسستُ بأنفاسي ملتهبة .. و صدري مثقل ، و صداع .. يا إلهي مالذي حل بي؟

بعد دقائق احسستُ بخطواتٍ تقترب مني ، فتحتُ عيناي .. فإذا به "ريكس" يقف بالقرب مني قائلاً

- ها أنا ذا ، كيف صرتي؟

رفعتُ رأسي عن الطاولة و اعتدلت في جلوسي قائلة

- أسوء حالاً مما كنتُ عليه .

جلسَ على كرسي "سارة" و أعطاني كأس الماء الذي كان بيده و قال

- تفضلي إذاً ، جئت بالدواء لعله يخفف من الصداع الذي فتكَ برأسكِ دون رحمة .

أخذتُ منه الكأس قائلة

- شكراً "ريكس" ، لقد أتعبتكَ معي .
- لا تقولي ذلك ، خذي الدواء .

و أخذت الدواء منه وابتلعته مع الماء ، فأخذ الكأس من يدي و وضعه على الطاولة ، أقترب مني أكثر و قال وهو يمسح على رأسي

- سيزول الألم ، سيزول .

تنهدتُ بحزنٍ شديد .. و نظرتُ إليه قائلة بقهر

- "ريكس" ، لمَ لم يكتب إليَّ برأيك؟

أبعدَ يده عن رأسي ، و ظل ينظر في عيني بصمت .. فأدرتُ و جهي عنه حينما أحسستُ بالدموع تغتال عيني .
تكلم "ريكس" بهدوء

- لا تفكري في الأمر ، سيزيد ذلك من ألم رأسك .

نزلت الدموع من عيني بحرقة شديدة ، فأغمضت عيني و أصدرتُ زفرةً ساخنة ، فحجبت عيني عن "ريكس" بيدي .. كنتُ أرغب في أن أجهش بالبكاء .. و لكن وجود "ريكس" يمنعني .. فكنتُ أتمالك نفسي ، أبكي بصمتٍ يخنقني .. يزيد من حرقتي و ألمي .

أقتربَ "ريكس" أكثر مني و أخذني في حضنه ، فرميت رأسي على صدره و بكيت ، أخرجت كل ما في صدري من زفرات الألم و القهر .. تعالى صوت بكائي .. فسمعته يقول وهو يمسح على كتفي بحزن

- هوني عليكِ أرجوكِ ، لا تقسي على قبلكِ الرقيق يا "آماندا" .

قلتُ و الألم يعتصر قلبي

- أنا مخذولة .. محطمة و محبطة .. لقد خذلني يا "ريكس" ، لعله تخلى عني!

أنكس رأسه على رأسي وضمني بذراعيه و همس قائلاً

- فاليتخلى عنكِ ، هو الخاسر الأكبر يا عزيزتي .. أنا سأكون بجانبكِ دائماً و لن أتخلى عنكِ يا "آماندا" .

كلام "ريكس" ، هون عليَّ قليلاً .. في همسه الهادئ الحنون .. ما يريحني و يواسي حزني .. فخفتَ شهيقي و بكائي .. لزمتُ الصمت أفكر ، و لكن صوت نبضه بدد أفكاري ، حينما اخترقت ضربات قلبه مسامعي ، كان يضرب بقوة .. أصغيت لها ، و تذكرتُ فجأةً كلماته الواضحة و الصريحة .. حينما كان يشدني من ذراعي معترفاً

(( أحبكِ يا "آماندا" .. أحبكِ )) .

خفقَ قلبي حينها ، خفقان دبَّ في داخلي الخوف!
أحسستُ فجأة بالتوتر و الإرتباك .. حاولت الإبتعاد عن صدر "ريكس" ، لكنه أطبق بذراعيه علي بقوة .. و همس قائلاً

- إبقي .. أرجوكِ .

اعتراني خجلٌ شديد .. لم أعرف ماذا أفعل!
فما كان مني إلا أن أنصاع لأمره .. و تركتُ رأسي على صدره .. أصغي لدقاتِ قلبي و قلبه .

==============

في فترة الإستراحة ، كنتُ و "سارة" نتحدثُ عما فاتني في المختبر .. و بعد أن انتهت "سارة" من حديثها ، سألتني

- لا تبدين بخير ، هل لا زال رأسكِ يؤلمكِ ؟

نظرتُ إليها بعينينٍ واسعتين و قد اربكني سؤالها ، نعم لم أكن على طبيعتي حقاً ! .. منذ أن تركني "ريكس" ، و عقلي مشوش و قلبي مضطرب ! ، حتى أني شردتُ قليلاً أثناء المحاضرة منذ قليل .

قلتُ بارتباك

- أنا على ما يرام ، و ألم رأسي قد زال فعلاً .. لقد أحضر لي "ريكس" دواءً و ابتلعته .

رفعت "سارة" حاجبيها و لقد أثار اسم "ريكس" اهتمامها في الأمر

- قلتِ "ريكس" احضرَ لكِ دواءً! ، متى كان ذلك ؟
- عندما غادرتُ المختبر ، التقيت به .. ولقد لاحظ سوء حالي .. عندما عدتُ إلى القاعة لحق بي و معه الدواء .

ابتسمت و قالت

- كم هو لطيفٌ هذا الفتى .. يهتمُ بكِ كثيراً .

انكستُ رأسي و لم أعقب .. كان التوتر ينتابني كثيراً .. سحقاً "ريكس" ، ما الذي فعلته بي !؟

وقفت "سارة" قائلة

- هيا لنتناول شيئاً ، أتضور جوعاً فأنا لم أتناول الإفطار هذا الصباح .
- لا رغبةَ لي في الخروج يا "سارة" ، اذهبي أنتِ .
- لا لن أتناول الطعام وحدي ، هيا انهضي .

في هذه اللحظة سمعنا صوت "ريكس" قائلاً و هو يقترب منا

- مرحباً يا فتيات .

أجابت "سارة"

- أهلاً "ريكس" من الجيد أنكَ جئت .

نظر إليها متسائلاً

- خيراً ماذا هناك ؟
- ساعدني على إخراج "آماندا" من حزنها ، يبدو أنها تشعر بخيبة كبيرة اليوم .. و لا تريد أن تغادر القاعة .

نظرَ إلي "ريكس" ، فأبعدتُ عيناي عنه ، فلقد كنتُ أشعر بالخجل منه بعدما بكيتُ على صدره .. و بعد أن أغرقني باهتمامه و حنانه .

قال يسألني باهتمام

- هل زال الصداع ؟

نظرتُ إليه

- نعم ، أشعر براحةٍ كبيرة .
- و ماذا عن الحرارة ؟

نظرتُ إليه في صمتٍ متفاجئة .. و قلت دون استيعاب

- حرارة ؟! ، لم تكن بي حرارة !

اقتربت مني "سارة" و وضعت يدها على جبيني للحظة ، ثم قالت و هي تنظر لـ "ريكس"

- حرارتها جيدة !

ابتسم ابتسامةً واسعة و قال وهو ينظر إلي

- ذلكَ جيد ، لقد نفعَ الدواء و انخفضت حرارتكِ إذاً .

عقدتُ حاجباي و قلت مستنكرة

- كنتُ أعاني من صداعٍ و حسب ، لم تكن حرارتي مرتفعة!
- بل كانت ، أحسستُ بها عندما ارتميتي على صدري .

حملقتُ فيه بدهشة شديدة و الإحمرار قد على وجهي ، بينما نظرت إليَّ "سارة" فاغرة الفاه متفاجئة ، أما هو فظل محافظاً على ابتسامته ينظر إليّ بكل استمتاع!

صرختُ فيه قائلة بانفعال بعد أن تغلبتُ على خجلي بصعوبة

- بما تهذي أيها المعتوه ؟!

ثم نظرتُ إلى "سارة" التي لا تزال تنظر إليَّ بعينيها الواسعتين دهشةً و قلت لها بتلعثم

- لا تسيئي الفهم ! .. كنتُ أبكي وحسب ! .. لا عليكِ من هذا المعتوه .

ضحكَ "ريكس" و قال وقد بدت عليه نشوة الإنتصار

- كنتِ على صدري على كل حال .

اشتعلتُ غضباً و نهضتُ من مقعدي لأقف قبالته قائلةً بانزعاجٍ و غضب

- لا تكرر قول ذلكَ أيها الوقح !

ثم أمسكتُ بيد "سارة" و قلت لها و أنا أشدها

- دعينا نذهب عن هذا المجنون ، قبل أن أرتكبَ حماقةً معه .

نهضت و سرنا مبتعدتين عنه ، فلحق بنا قائلاً

- انتظراني ، فأنا لم أتناول طعامي بعد .

قلتُ لـ "سارة" استحثُ خطاها

- أسرعي لما أنتِ تبطئين في مشيك؟
- لستُ كذلك ، ثم دعي "ريكس" يرافقنا .

قلت قطعاً

- مستحيل !

و لكن "ريكس" أوقفني و هو يشدني من ساعدي قائلاً

- "آماندا" لا تغضبي مني أرجوكِ .

نظرتُ إليه قائلة بغضب

- أنتَ تزعجني كثيراً يا "ريكس"! ، كفَّ عن الوقاحة .
- صدقيني ، قلتُ ذلك فقط لتعودي إلى طبيعتك .

ثم أضاف قائلاً و هو ينظر لـ "سارة"

- و لقد نجحتُ في ذلك ، أ لستُ محقاً ؟

ضحكت "سارة" و قالت و هي تغمز له

- محق .

تنهدتُ بغضبٍ و أنا أرمقه بحقدٍ شديد ، فقال بمسكنة

- دعيني أرافقكما .

استدرتُ عنه و قلت

- لا اكترثُ لمجنونٍ مثلك .
- لم أفهمكِ ، لستِ غاضبةً مني ؟

ضحكتُ مع نفسي و أنا أسير وبيدي كف "سارة" أجذبها معي
نعم هو مجنون ، و لكن جنونه مثير .. مثيرٌ جداً .

=============

في السادسة مساءً ، بعد أن تناولت العشاء مع أخي "ألفريد" .. جلستُ معه نشاهد التلفاز ، كان الصداع قد عاودني من جديد منذ فترة ، و كان أشد ألماً من الصباح! ، فلم أكن أقوى على فتح عيني جيداً بسببه .

نظرتُ إلى "ريكس" و أنا مقطبة الجبين و قلت

- سأخلدُ إلى النوم ، عاودني الصداع لعله بعد نومي يزول .

نظر إليَّ "ألفريد" و قال وقد اتسعت عينيه

- وجهكِ محمرٌ جداً يا "آماندا"! ، هل حرارتكِ مرتفعه؟
- أشعر بحرارةٍ في وجهي ، لكن لا أعرف!

نهض من مكانه و اقتربَ مني ، وضعَ يده على جبيني لثانيتين ثم قال فزعاً

- حرارتكِ مرتفعة كثيراً !

لزمتُ الصمت و أنا أحدقُ فيه بحيرة ، فقال

- هيا انهضي لنذهب إلى المستشفى ، لا تبدين بخيرٍ أبداً !
- حسناً .

فذهبنا إلى المستشفى و دخلتُ العيادةَ على الطبيب ، كنتُ أعاني من حرارةٍ داخليه .. قام الطبيب باللازم معي و كتب العلاجات .. و كتبَ تقريراً لي عن حالتي لأتغيبَ غداً عن المعهد .
بعد ساعةٍ عدنا إلى منزلنا ، أخذتُ الدواء و ذهبتُ فوراً إلى فراشي .. كنتُ أشعرُ بإرهاقٍ شديد و الصداع ما زال مستبداً برأسي .

حينما غطيتُ نفسي فوق الفراش ، سرحتُ قليلاً .. لقد خطفتني أفكاري حيثُ "ريكس" ، ذلكَ المعتوه!
ابتسمتُ لنفسي حينما عدتُ بذاكرتي إليه ، كم هو لطيفٌ هذا الشاب كما تقول "سارة" دائماً .
أخذتُ نفساً عميقاً حينها ، و تلاشت ابتسامتي حينما تذكرتُ المعجب .. لماذا لم يرسل إلي يا ترى؟! ، لما تجاهل رسالتي؟! ، كم أحزنني تجاهله لي كثيراً .

نهضتُ من فراشي و ذهبتُ إلى هاتفي الذي كان موضوعاً على طاولتي ، و طلبتُ رقم "سارة" .. التي أجابتني بعد برهة

- مرحباً "آماندا" ، كيفَ حالكِ يا عزيزتي؟
- لستُ بخيرٍ يا "سارة" ، سأتغيبُ غداً عن المعهد وفقاً لأمرِ الطبيب .
- عزيزتي هل حالكِ سيءٌ جداً ؟!
- حرارةٌ داخلية ، أعتقدُ أن حالي سيء ، نعم .
- أرجو لكِ السلامة يا عزيزتي .

فقلتُ قبلَ أن أنسى

- "سارة" ، لو سمحتِ تفقدي غداً درج طاولتي ، ربما يجيبني غداً ذلك المعجب .

جاءني صوتها متضايقاً

- آهٍ منكِ ! ، أ لم تيأسي بعد!؟
- لا يا "سارة" ، لن أيأس الآن .. و إن لم تجديها ، تأكدي من "ريكس" .
- أتأكدُ منه من ماذا؟!
- ربما كذبَ علي و لم يوصل رسالتي للمعجب! ، أرجوكِ حاولي أن تتأكدي .
- لا أعتقدُ ذلك ، لكن سأفعلُ لأجلك .

ابتسمت بسرورٍ و قلتُ بامتنان

- ممتنة جداً يا عزيزتي ، شكراً لكِ .. و الآن إلى اللقاء سأخلد إلى النوم .
- تصبحين على خير .
- تصبحين على خير .

و أغلقت الخط و أعدتُ هاتفي في مكانه ، ثم استلقيت على فراشي باطمئنان .. لا أعرف لما ينتابني إحساسٌ من أن غداً سيكون خيراً ، و أنه سيأتي إليّ برسالةٍ من المعجب .. متحمسة لأجل الغد ، كثيراً !

مطر الفجر
10-11-15, 07:34 AM
راائع جدا
لو اني مكان اماندا لاحببت ريكس :blush-anim-cl:
ونسيت امر ذلك المعجب المتخفي
ريكس شخصية اعجبتني كثيرا
رغم جنونه و مشاكسته واحراجه لاماندا
الا انه صريح وواضح وطيب ايضا
ارجو ان تكون النهاية والاستفهامات
لصالح المحب المخلص الصادق ريكس
انتظر القادم بشوق :27:

عتيم
10-11-15, 08:00 AM
لا زلـت أنـا وأحـداقـي وفـصـل الـخـريـف .. نـمـارس الـتـأمـل خـسـلـه

ولـو أنـنـا نـتـكـئ عـلـى عـصـا أنـهـكـهـا ..( الـتـرقـب )

ســـارا
10-11-15, 11:00 AM
حزنت لحال اماندا :(
انتظار البارت القادم

:MonTaseR_11:

آسيرة حرف
10-12-15, 03:16 AM
مرجانه لاتخلين اماندا تروح للوحش هذاك:MonTaseR_196:
حرام ريكس حبها :MonTaseR_141:
لايكون بنهايه بتخلين ريكس يتعذب لجل عيون اماندا الشريره :23:
ياويلي منها هذه الصبيه
من بدات الروايه وهي حارقه اعصابي وحزينه عليها
وذحين تقهرني انا مشكلتي اني تعاطفة معها بالبدايه :MonTaseR_62:


وريكس انا قلت لك حبيتو لاتكسرين بخاطروو :MonTaseR_196:

هالحين صدقني يعني ماقدرة تسوي شيء هي منصاعه لاوامره
تبيها من الله :23: قال منصاعه قال

اباااااااو استفزازي ريكس
بس هم تستاهل اماندا زين سوا بها :Chulo:

:MonTaseR_96: :MonTaseR_96: :MonTaseR_96:
انتظر اللي بعدو بشوووووووووووووووووووق

مرجانة
10-12-15, 05:14 AM
راائع جدا
لو اني مكان اماندا لاحببت ريكس :blush-anim-cl:
ونسيت امر ذلك المعجب المتخفي
ريكس شخصية اعجبتني كثيرا
رغم جنونه و مشاكسته واحراجه لاماندا
الا انه صريح وواضح وطيب ايضا
ارجو ان تكون النهاية والاستفهامات
لصالح المحب المخلص الصادق ريكس
انتظر القادم بشوق :27:

هههههه يسعدني حماسكِ غاليتي مطر
شكراً لكِ



لا زلـت أنـا وأحـداقـي وفـصـل الـخـريـف .. نـمـارس الـتـأمـل خـسـلـه

ولـو أنـنـا نـتـكـئ عـلـى عـصـا أنـهـكـهـا ..( الـتـرقـب )




شكراً لترقبك و منابعتك ، ذلكَ يسعدني

حزنت لحال اماندا :(
انتظار البارت القادم

:montaser_11:

شكراً يا سارا
تسرني المتابعة

مرجانه لاتخلين اماندا تروح للوحش هذاك:montaser_196:
حرام ريكس حبها :montaser_141:
لايكون بنهايه بتخلين ريكس يتعذب لجل عيون اماندا الشريره :23:
ياويلي منها هذه الصبيه
من بدات الروايه وهي حارقه اعصابي وحزينه عليها
وذحين تقهرني انا مشكلتي اني تعاطفة معها بالبدايه :montaser_62:


وريكس انا قلت لك حبيتو لاتكسرين بخاطروو :montaser_196:

هالحين صدقني يعني ماقدرة تسوي شيء هي منصاعه لاوامره
تبيها من الله :23: قال منصاعه قال

اباااااااو استفزازي ريكس
بس هم تستاهل اماندا زين سوا بها :chulo:

:montaser_96: :montaser_96: :montaser_96:
انتظر اللي بعدو بشوووووووووووووووووووق

هههههههه انا لم اكتب النهاية بعد
لكن ان شاء الله ستكون خيراً هههههه
شكراً لحسن المتابعة


وشكراً جميعاً
من مر و شجع و قيم

بعد قليل الجزء الحادي عشر:ورده:

آسيرة حرف
10-12-15, 05:27 AM
بما انك باقي ماكتبتيها تكفين لا تعذبين ريكس ولقلبك :MonTaseR_11:

مرجانة
10-12-15, 05:27 AM
،،،، الجزء الحادي عشر ،،،،



في اليوم التالي و عند العصر بالتحديد ، كنتُ في فراشي أغمضُ عيني .. لم أكن نائمة إنما فقط ارتاح قليلاً ، فالحرارة ما زالت و الصداع لم يغادر رأسي تماماً .

في هذه اللحظة طرق باب المنزل ، لم يكن أخي "ألفريد" موجوداً لينظرَ من خلف الباب ، فاضررتُ للنهوض من الفراش و الذهاب لرؤية الطارق .

فتحتُ الباب ، فإذا بي أرى "سارة" و "ريكس"!
تفاجأتُ عند رؤية "ريكس" .. كان يحمل في يديه علبة حلوى و باقةً لطيفة من الزهور الزهرية و البيضاء .
نظرتُ إليه بخجل .. و لم انطق بكلمة ، فقالت "سارة"

- "آماندا" عزيزتي ، كيف أنتِ الآن؟!

نظرتُ إليها قائلة

- خفَّ الصداع ، و لكن الحرارة ما زالت .

تكلم "ريكس" و قد كان الحزن بادٍ على وجهه

- عزيزتي "آماندا" ، حزنتُ كثيراً لأجلك .. أرجو أن تتعافي سريعاً ، تفضلي .

أخذتُ منه باقة الزهور و الحلوى ، و قلتُ شاكرة

- شكراً "ريكس" ، لم يكن هناكَ داعٍ لذلك ، تفضلا .

دخلا إلى الداخل ، فأعطيتُ الحلوى لـ"سارة" حتى تضعها في طبقٍ و تعد الشاي للضيافة ، فانصرفت "سارة" إلى المطبخ .
بينما أخذتُ "ريكس" معي إلى غرفتي قائلة

- إعذرني ، لكني أفضل الإستلقاء و التمدد ، رأسي مثقل جداً و لا أستطيع الجلوس لفترة .
- لا عليكِ "آماندا" ، كوني حيثُ تحبين .

استندت على السرير و غطيت نفسي ، فجلس "ريكس" بجانبي على السرير قائلاً باهتمام و هو ينظر في عيني

- أصدقيني القول ، بما تشعرين ؟

اربكتني نظراته و قربه الشديد مني ، فانزلتُ بصري و قلت بصوتٍ منخفض

- كما أخبرتك ، رأسي مثقل ، و الحرارة لا تلبث تنخفض إلا وترتفع من جديد .. لكنني أفضلُ من البارحة ، أتحسن .
- جيد ، تتعافين قريباً .. أتعرفين ؟ ، لو أني أعلم أنكِ ستتغيبين اليومَ عن المعهد لتغيبت ، و جئتكِ للإعتناء بكِ بنفسي .

قلتُ غير مصدقة

- أنتَ كاذب!
- لستُ كاذباً! ، ثم أن المعهدَ دونكِ لا روعةَ فيه و لا فائدةً ترجى منه .

ابتسمتُ رغماً عني ، و قلت ساخرة

- منذ متى ذلك؟ ، أتراكَ انضممتَ للمعهدِ لأجلي؟!

ابتسم هو الآخر و قال بهدوءٍ و هو يحدق في عيني

- لا ، لكن عندما أحببتكِ تغيرت نظرتي .. صباحي لم يعد كأي صباحٍ مضى ، ذهابي للمعهد لم يعد الهدف منه الدراسةَ بالمرتبةِ الأولى ، بل الهدفُ منه رؤيتكِ أنتِ .. أنتِ يا "آماندا" .

أحسستُ بالخجل من قوله و نظراته ، نظراته تنفذ إلى داخلي كالسهم! ، تخترق إلى قلبي ، تربكني .
لزمتُ الصمت و أنكستُ رأسي بخجلٍ واضح .. كان قلبي ينبض بقوةٍ بين أضلعي ، و احترتُ ماذا أقول ، و كيف أكسر الصمت .. أو كيف أغير مجرى الحديث!

لكن مجيء "سارة" قد أنقذني ، حينما سمعنا صوتها قائلة عند الباب

- هل تأخرت؟

أجابها "ريكس" ممازحاً

- لا أبداً ، كان من الممكن أن تتأخري قليلاً بعد .

قال هذا وضحك ، فنظرتُ إليه مبتسمةً قائلة في نفسي

- كم أنتَ شديد الدهاء!

جلست "سارة" على الكرسي بالقرب مني و بدأت توزع الحلوى ثم تسكب الشاي ، فقلتُ لها

- لم تقولي يا "سارة" ، هل عثرتي على رسالةٍ لي هذا اليوم؟

نظرت إلي و قالت وهي تهز رأسها

- لا للأسف .

علتني الخيبة ، فرمقت "ريكس" ألمِّحُ لـ "سارة" إن كانت تأكدت من أن "ريكس" أوصلَ رسالتي أم لا .
فقالت تجيبني بمراوغة حتى لا يفهم "ريكس"

- لقد وصلت إليه رسالتكِ لكنه لا يجيبك! ، ماذا ستفعلين ؟

تنهدتُ بضيق و لم أجبها بكلمة ، فقال "ريكس"

- ماذا ستفعل؟! ، عليها أن تنسى ، أن تتخلى عنه .. أن لا تشغلَ عقلها به لأنه لن يكتبَ إليها من جديد!

نظرتُ إليه بغضبٍ و قد استفزتني كلماته ، فبادلني نظرات الإستياء و الحنق .. فقلت بانفعال

- أتعتقدُ أن الأمر سهل؟! ، أن أتخلى عنه بهذه السهولة؟ .. لا أستطيع! ، لقد قلتَ لي مرةً أنه يجبُ علي أن أمنحهُ فرصة ، لذا سأنتظر .
- قلتُ ذلكَ عندما كان يرتجيكِ ، متمسكاً بكِ! ، لكنه الآن تخلى عنكِ .

قلت بعصبية

- و ما أدراكَ أنت؟!
- مر أسبوعان يا "آماندا" ، لم يكتب فيهما لكِ شيئاً!
- بالنسبةِ لي لا يزال الوقتُ مبكراً لأقطعَ منه الرجاء ، سأنتظر حتى يكتبَ لي .

قال بغضب

- أنتِ غبية ، انتظري عبثاً ، لتزدادي خيبةً و ألماً و قهراً .

قلتُ بقهرٍ و قد على صوتي

- لا شأنَ لكَ بي أ تفهم؟ .. أقرر في أمري كما أشاء ، فلا تتدخل!

قالت "سارة" بنفاذ صبر

- هللا هدأتما! ، ما الذي أصابكما؟ ، لقد أزعجتماني .

صمتتُ و أنا لا أزال أعقد حاجباي أنظر إلى "ريكس" بحقد ، بينما هو احتسى من كأسه و الإنفعال لا زال واضحاً على تقاسيم وجهه .

لا يحق له التدخل في شؤوني و لا في علاقتي مع صاحب الرسائل ، يستحيل أن أتخلى عنه الآن .. لا زال الوقتُ مبكراً .. ليتكَ تكتبُ إلي فقط ، تخبرني لو كان قلبكَ لا يزال يحمل حباً لي ، أو أنه تخلى عن ذلكَ الحب ، فقررت تجاهلي و تركي .

===================

اليوم التالي كان يوم إجازة ، صحوتُ فيه بحالٍ أحسنَ مما كنتُ عليه بالأمس ، إختفى الصداع و لكن الحرارة لم تختفي تماماً ، بل كانت مرتفعةً قليلاً ، أخذتُ حماماً و ارتديتُ ثيابي ، جففتُ شعري و تركته مسدولاً على ظهري .. ثم ذهبت حيث أخي "ألفريد"

كان في المطبخِ يعد طعام الفطور ، اقتربت منه قائلة

- صباح الخير .

نظر إليَّ مبتسماً

- أهلا بأختي العزيزة ، كيف حالُ "آماندا" اليوم يا ترى؟

بادلته الإبتسامة و قلت

- أشعر بتحسن ، شكراً لك .
- هيا انتظري على طاولةِ الطعام ، دقائق و سيكون الطعام جاهزاً .
- حسناً .

و ذهبت عند الطاولة ، وما هي إلا دقائقَ قليلة حتى جهز الفطور ، بدأنا بتناول الطعام ، و بعد عشرِ دقائق تقريباً ، نهضت من على الطاولة قائلة

- سلمت يداكَ "ألفريد"
- لا تنسي أخذَ الدواء .
- حسناً .

و بينما كنتُ ذاهبةً إلى المطبخ ، طرقَ باب المنزل!
توقفتُ و نظرتُ إلى أخي متسائلة ، و هو الآخر بادلني نظرات التساؤل ، فنهض من مكانه قائلا

- سأرى من جاء مبكراً في هذا الوقت .

تابعت سيري إلى المطبخ ، و اخذت الدواء و ابتلعته مع الماء .. و بينما كنتُ مغادرةً المطبخ ، وجدت "ألفريد" يقترب مني قائلاً

- هناكَ صديقٌ ينتظركِ على الباب .

قلتُ متسائلة

- تعني "سارة"؟
- قلتُ صديق! ، شاب .. ليست "سارة" ، و لقد رفضَ الدخول إلى الداخل .

قلتُ بصوتٍ منخفض و قد أصابني الإرتباك

- لعله "ريكس" ، سأذهب لرؤيتهِ إذاً .

و ذهبتُ عند الباب ، فوجدته واقفاً ينكس رأسه .. حينما أحس بي رفع رأسه إليَّ ، و قال متهللاً

- صباح الخير .
- صباح الخير ، أهلاً "ريكس" .. لما لا تتفضل؟
- الجو رائعٌ هذا الصباح ، فكرتُ أن أُخرجكِ لنتنزه قليلاً ، لعلَّكِ تستعيدين نشاطكِ ، إن كنتِ تستطيعين!!
- حسناً ، هيا بنا إذاً .

أغلقتُ الباب و وقفتُ بجانبه قائلة

- هيا .

أمسكَ بيدي بفرحٍ و قال

- هيا يا عزيزتي ، تناولتِ طعام الإفطار؟
- نعم منذ قليل .
- ماذا؟! .. و أنا كنتُ أفكر في أن أتناولهُ معكِ!

ضحكتُ و قلت

- لم تخبرني مسبقاً ، لكنتُ انتظرتك .

غادرنا المنزل ، وسرنا في الشارع ، حتى توقفنا عند مطعمٍ ليأخذَ "ريكس" له فطوراً ، و بينما كان ينتظر طعامه سألني

- كيف حالكِ اليوم؟ ، تبدين أفضلَ مما كنتِ عليه بالأمس .
- نعم معكَ حق .

إقتربَ مني أكثر و قال بهمسٍ و هو يحدقُ في عيني

- لستِ غاضبةً مني؟ ، غادرتكِ بالأمس و أنتِ تقطبين جبينكِ بسبب ما قلته لكِ بشأن ذاك المزعج .

نظرتُ إليه بانزعاجٍ و قلت

- لا تقل عنه مزعج ، كنتُ غاضبة نعم .. لكن حضوركَ باكراً فاجأني ، فنسيتُ غضبي!

ضحكَ بهدوء و قال

- تتضايقين حينما أصفه بالمزعج؟ ، أنا أتضايقُ عندما أجدكِ تهتمينَ به بشكلٍ مفرط ، هو لا يستحق !

تأففتُ و قلت بحدة

- إنسى أمره ، لا نجعله محور حديثنا حتى لا يحتد الكلام .
- يا إلهي! ، يبدو أني أغضبتكِ .
- ليتكَ تخرجُ نفسكَ من أمرنا يا "ريكس" .. حسناً؟

قطع حديثنا صاحب المطعم و هو ينادي "ريكس" ، فرمقني "ريكس" بانزعاج و ذهب ليؤخذَ طعامه .. أيضاً أحضرَ لي كأساً من القهوة الساخنة .. فسرنا في صمت ، أنا أحتسي قهوتي و هو يتناول طعامه ..

بعد أن أنهى طعامه ، سألته قائلة

- "ريكس"؟ .. أدركتُ الآن أني لا أعرفُ عنكَ شيئاً .. هل تصدق؟!

قال متضايقاً

- لأنكِ لا تهتمين بي! ، منذُ أن التقيتُ بكِ و أنتِ لا تتحدثين إلا عن صاحبكِ الخفي .

ضحكتُ و قلت معتذرة

- يبدو أني أزعجتكَ بالحديثِ عنه ، حسناً أخبرني .. كم سنةً بقي على تخرجك؟
- بقي سنتي التطبيق .
- جميل! ، لن تكون بالمعهدِ معنا إذا معظم العام المقبل .

نظر إلي مدعي الحزن

- ذلك صحيح .
- كم هو عمرك ؟
- ثلاثةٌ و عشرون .

ثم أضاف مبتسماً

- هل تشرفتِ بمعرفتي ؟

ضحكت قائلة

- نعم ، تشرفت .. "ريكس"؟
- نعم ؟

عضضت على شفتي بخجلٍ واضح ، و نظرتُ إليه بصمت ، ابتسم قائلاً و هو يرفع حاجباً

- ما بالكِ؟! ، ماذا هناك ؟

قلت بخجلٍ بعد تردد

- هل تستطيع .. أن تصفَ لي شكل المعجب؟

انجلت ابتسامته و سكنت تقاسيم و جهه ، ثم ظهر الضيق عليه و قال ساخراً

- هه ، كان من المفترض أن أعرف ، لا ينتابكِ الخجل إلا عندما يتعلق الأمر به .. خيبتِ ظني كثيراً يا "آماندا" .

تشبثت بذراعه و قلت استعطفه بدلال

- أرجوكَ "ريكس" ، صفهُ لي ، كيف يبدو .. طويلٌ أو قصير؟ ، نحيلٌ أو سمين؟ ، شعره .. لون عينيه! ، أرجوك "ريكس" .

قال دون اكتراث

- ليسَ ذا مظهرٍ ملفت ، إنه يشبهني .

حملقتُ فيه و أنا أميل برأسي على كتفي ، فقال مستنكراً

- لا أعجبكِ على ما يبدو!
- لا لم أقصد ذلك ، لكن مؤكد أنتَ تمزح .. لن يكون شبهك تماماً!
- صحيح ، أنا أوسمُ منه .

رمقته بغضب ، و قلت و أنا أبتعدُ عنه

- أنتَ كريه .. حسناً أريد أن أراه .

نظر إليَّ مندهشاً في صمت ، فقلت برجاء

- أرجوكَ "ريكس" ، أريد أن أتحدثَ إليه حتى يفهمني! ، طالما لا يجيبني .

قال بانزعاج

- لو كان يريدكِ أن تريه لجاء إليكِ ، بدلاً من العناء و كتابة الرسائل ، و الآن انسحب بصمت .. دعكِ منه .
- "ريكس" ..

قاطعني قائلاً بانفعال

- قلتِ أن لا نتحدثَ عنه ، أ ليسَ ذلكَ صحيحاً؟! ، لكنكِ لا تستطيعين الصمتَ عنه! ، لا تقدرين إلا أن تذكريه في حديثنا دائماً ، انسي أمره قليلاً .. رجاءً!

لزمتُ الصمت و قد انتابني الخوف من إنفعاله المفاجئ ، أبعدتُ عيني عنه .. ثم همستُ قائلة

- أعتذرُ إن أزعجتك .

تنهد ثم قال بهدوء

- لا عليكِ ، "آماندا"؟ .

نظرتُ إليه و التوتر مازال بي ، فقال بهدوءٍ شديد

- ليتكِ تفهميني ، أحبكِ يا "آماندا" .. و أنتِ لا تأبهين لمشاعري أبداً! .. تتحدثين دائماً عنه ، تظهرينَ اهتمامكِ الشديد بكل ما يتعلقُ فيه .. تمزقينني كثيراً يا "آماندا" حينما تطلبين مني أن أفعلَ شيئاً لأجلكِ متعلقٌ به .. يؤلمني كثيراً أن تتجاهلي مشاعري نحوكِ بهذه الطريقة ، تؤلميني !

أنكستُ رأسي محرجةً منه ، و بدأت نبضاتُ قلبي تتسارعُ خجلاً .. أحسستُ بالحزنِ اتجاهه ، ربما أؤذيه كثيراً دون أن أشعر .. لكن ماذا عساي أفعل؟
بعد لحظةِ صمت ، قال و هو يضع يده على رأسي

- يجب أن نعود الآن ، حتى لا تتعبي .

رفعتُ رأسي نحوه و همست بخجل

- "ريكس" ، أنا ..

قاطعني قائلاً بهمسٍ دافئ

- لا تقولي شيئاً ، إنسي الأمر .. لستُ غاضباً منكِ .

حدقتُ في عينيه الزرقاوتين ، كانت نظراته دافئة ، تنضح حناناً و حباً .
فابتسم قائلاً

- إلا إن كنتِ ستفصحين عن إعجابكِ بي!

أتسعت عيناي دهشةً ، فأشحتُ وجهي عنه وقد عُقدَ لساني .
أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال و هو يتراجع خطوة للوراء

- أ لن تعترفي؟!

نظرتُ إليه بغضبٍ و قلتُ بانفعال

- لا تكن غبياً ! ، هيا لنذهب حتى لا أجن غضباً عليك .

أمسك بكفي و قال بعد أن أخذ نفساً عميقاً

- حسناً يا عزيزتي ، لكن عديني إن مر إسبوعان آخران و لم تتلقي فيهما رسالةً من ذاك المعجب ، تتخلين عنه ، و تلتفتين إلي دون تفكير ، لأني أولى بقلبكِ يا "آماندا" ، صدقيني .

لزمتُ الصمت ، و تجنبتُ النظر إليه .. نعم معجبةٌ بكَ يا "ريكس" ، و لكني لا أستطيعُ أن أتخلى عن صاحب الرسائلِ لأجلك .. لا أستطيع!

=============

عندما عدت إلى المنزل ، توجهت إلى غرفتي و جلستُ على طاولتي أفكر في كلام "ريكس" بشأن المعجب ، لا أستطيع أن أجزمَ أنه محق!
ربما المعجب يتدلل قليلاً ، يريد مني اعتذاراً ، لكن يتخلى عني!؟ .. هذا ما لا أستطيع تصديقه!

بعدَ تفكيرٍ عميق ، قررتُ أن أكتبَ رسالةً أخرى إليه .. أعتذرُ فيها و أحاول أن أستدر عطفه ، لربما غفر لي و كتبَ إلي .

أمسكتُ بالقلمِ و جذبتُ إلي ورقةً بيضاء ، و شرعتُ في الكتابة عليها .

(( إلى من فضل الإختباء ، و لزم الصمت .. إلى من فضلَ إلام محبوبته بعد أن علقها بقلبه ، إلى من تجاهلها ، و تركها خائبةً بدموعها و حزنها ، لا تعرف كيف تتصرف مع صمتك ، و كيف تصل إليك .. تركتني مخذولة ، حائرة .. كم يقتلني تجاهلكَ !
كتبتُ لكَ رسالةً يفترضُ أنها وصلت إليك .. أعلنتُ لكَ عن استسلامي و انهزامي ، اعترفتُ لكَ عن ضعفي أمامك و حبي ، ماذا يجدرُ بي أن أقول أيضاً؟ .. أتريد مني اعتذاراً؟ ، تذللاً و انكساراً؟! ، حسناً .. أنا أعتذرُ إليك ، أخضع لرغبتكَ لكن .. لا تلزم الصمت أكثر ، عاتبني .. أنزل غضبكَ علي إن كان ذلكَ يريحك .. لكن لا تلزم الصمت! ، فصمتكَ يحرقني ، يعذبني .. أرجوكَ إن كنتَ تحبني كما تدعي ، أنقذني بهمسٍ منك ، انتشلني من ألمي برسالةٍ تثلج صدري المستعر .. سأنتظرُ منكَ رداً هذه المرة ، و لن أرضى إلا بجوابٍ منك .. أحبك

المخلصة "آماندا" ))

قرأتها بهدوءٍ و وضعتها في ظرفٍ بعد أن وجدتها جيدة ، الأحد المقبل سأطلبُ من "ريكس" أن يوصلها إليه .
خفقَ قلبي فجأةً !

- "ريكس" !!..

اعتلاني شعورٌ غريب عندما تذكرتُ "ريكس"! ، و تذكرتُ كلماته المتألمة

(( تمزقينني كثيراً يا "آماندا" حينما تطلبين مني أن أفعلَ شيئاً لأجلكِ متعلقٌ به .. يؤلمني كثيراً أن تتجاهلي مشاعري نحوكِ بهذه الطريقة ، تؤلميني ! ))

فهمست كما لو أني أخاطبه

- لا بأس عزيزي "ريكس" ، تحمل ذلكَ لأجلي ، اسدي لي خدمة .. لعلها تكون خدمةً أخيرة إن أجابني صاحب الرسالة ، لن أنسى تعاونكَ معي .. ما حييت .

==============
أقبل يوم الأحد! ، فذهبتُ مسرعةً إلى المعهد أحث الخطى .. و في رأسي فكرةٌ واحدة ، و بقلبي همٌ واحد
وهو .. تلكَ الرسالة .
لا بد له أن يجيبني ، لا بد له أن يشعرني بقربهِ مني .. أخاف كثيراً من فكرةِ فقده!
صمته لمدةِ إسبوعين كان مربكاً و مقلقاً ، لم أكن بخير .. لا أريدهُ أن يكف الكلام أبداً ! ، لا أستطيعُ تخيلَ ذلك!

أزحتُ الأفكار عن رأسي و دخلتُ المعهد ، و كنتُ أتوقع وجود "ريكس" ينتظرني عند المدخل كالعادة .. و لكنه لم يكن موجداً!

همستُ في داخلي بامتعاض

- أين أنتَ يا "ريكس"؟

سرتُ إلى الفناء أبحثُ عنه .. و بعد دقيقتين عثرتُ عليه ، كان يسير معَ صديقٍ له .

عاودني الإرتباك ، تسارعت دقات قلبي .. سوف يتضايقُ "ريكس" كثيراً من طلبي الآن ، أرجو أن لا يكون عنيداً و يرفض طلبي .

أخذتُ نفساً و تقدمتُ نحوه بهدوء .. عندما أوشكتُ من الإقتراب منه .. ناديته

- "ريكس"؟

ألتفتَ إلي ، عندما رآني ابتسم قائلاً

- "آماندا"!

أقتربتُ منه و أمسكته من ذراعه قائلة لصديقه

- عن إذنك ، إريد الحديثَ مع "ريكس"

و سرتُ به ويدي لا تزال تشدُ على ذراعه .. نظر إليَّ مستغرباً و قال متسائلاً

- مالأمر يا "آماندا"؟ ، ماذا هناك؟!

توقفت به و وقفت قبالته قائلة و أنا أنظر إلى وجهه بارتباك

- "ريكس" ، أريد منكَ خدمة أخيرة لو سمحت .

رفعَ حاجباً وهو يقول

- خدمة أخيرة!؟ .. ماذا تعنين بذلك؟

ازداد توتري و ارتباكي ، فتنهدت و قلت

- رسالة أخيرة ، توصلها إليه .

حدق في عيني بصمت .. أحسستُ به متضايقاً ، فأمسكته من ذراعيه و قلت بحزن

- أعرف أن ذلك يضايقك ، لكن أرجوك .. إفعل ذلكَ لأجلي .
- تحبينهُ كثيراً يا "آماندا"؟
- هذا ليسَ وقتُ السؤال يا "ريكس"! .. أرجوكَ ساعدني ، أو أرشدني إليه فقط و أنا أوصلها إليه!

أشاح بوجهه عني بانزعاج ، فقلتُ برجاء

- "ريكس" أنا أرجوك!

نظر إليّ قائلاً بانفعال

- أ لم تملّي يا "آماندا"!؟ .. أ لم تسأمي؟! ، يتجاهلكِ و أنتِ تتبعينه و تتمسكين به لحد الإزعاج! ، لم يعد يريدكِ ، إفهمي!

راودني الغضب حينما سمعتُ منه ما قاله .. فقلت بانفعال

- لا تشوش رأسي بكلامكَ هذا! ، بالكاد أتمالكُ نفسي .. اسمع ، هذه الرسالة الأخيرة ، لن أطلبَ منكَ شيئاً آخر بعدها ، أيضاً .. عرفني عليه ، أريد أن أراه .

قال بحزم

- لن أعرفكِ عليه ، لكن هاتي الرسالة .

حدقتُ فيه بحنق ، فقال مكرراً

- هاتي الرسالة قبل أن أغير رأيي .
- حسناً .

و أخرجت الرسالة باستعجالٍ من الحقيبة و مددتها إليه ، أمسكها و وضعها في جيبه و قال

- سوفَ أقرؤها .

اتسعت عيناي دهشةً ، وقلت بعصبية

- "ريكس" إياك !

ابتسم و ضحكَ بهدوءٍ و قال

- أُمازِحكِ يا مجنونة .

ابتسمتُ ابتسامةً ساخرة و قلت بانزعاج

- لستَ ظريفاً أبداً .

ضغط على وجنتي بإصبعيه وهمسَ بلطفٍ بالغ

- لكنكِ بغايةِ الظرافة و البراءة .

أبعدتُ يده عني و أشحتُ وجهي خجلاً ، و قلت

- كف عن هذا ! .. أنا ذاهبة الآن ، عن إذنك .

و مضيتُ في طريقي ذاهبةً إلى القاعة بكل اطمئنانٍ و راحة .

================

آسيرة حرف
10-12-15, 05:52 AM
مرجانه تكفيين عاد لاتخليني احزن ع ريكس وانا حبيتو :MonTaseR_11:

هم بعد معصبني الفريد قالبتو طباخ وهي متكيه الشيخه
انا لاني كرهتها ابيها تشتغل
مايمديك تكرفينها مثلا تغسل الاواني الملابس
شيء زي كذا :23:

لا وبعد تجلس وهو يجيب الفطور لها

ههههههههههههههههههههه اهم شيء يشبهني
يعني ممكن يكون هو
كيف ذحين انا حبيت ريكس بس ماحبيت الاستفهام ابداً
لو يطلعون واحد شلووون :MonTaseR_68:

بالله كيف اللحين نعرف انو نظرات الطرف الثاني دافئه يصير كذا تنشاف يعني !!!


خلاص انا وصلت لحل انو ريكس هو الاستفهام :23:

في انتظار الباقي طالت المده وانا انتظر
من هو في الاخر منهم ينتصر
:MonTaseR_68:

مطر الفجر
10-12-15, 06:59 AM
لم يحصل هنا احداث في هذا الجزء
كنت اتوقع ان يحصل شيئ جديد
لقد اعجبت في الفريد
باله طويل ويهتم في اخته ويحضر لها الطعام
ويغسل الاواني ^_^
شاب لطيف :0005:

ننتظر الجزء القادم بشوق

الساحرة
10-12-15, 07:40 AM
مؤلم الحب من طرف واحد( كبدي عليك يا ريكس) ..
فالتحمد اماند رب كان كريما عليها أن لم يجعل ريكس سعوديا لـ
علق رأسها في ساحة الصفاة ههههههههههه...
لو كنت مكان اماندا لن اعشق ريكس لكونه لم يحمي
ولم يحارب من اجل حبه ..
ظل ارجوز يمثل دور العاشق والضحية
و مرسول الحب..
و أهبل لجعل نفسه البديل عن الحبيب دون كرامة رجل ..
من اجلي يا مرجانة أريد للمجهول أن يظهر لتصيب ريكس جلطة لا يفيق منها أو تأتي صاعقة من السماء لتصعق اماندا لتريح الاثنان من أنانيتها وتعجرفها ..
متمكنة حقا كنت ِتلك الكاتبة التي تتلاعب كالقدر
في حياة آماندا وريكس بكل إبداع .. :MonTaseR_11:

رسول المحبة
10-12-15, 08:15 AM
واتسبدي ياللي من الهجران ياريكس

وتسمتر الحياة

ســـارا
10-12-15, 09:21 AM
بليز مرجانة لا تطولين علينا في هوية المجهول
رحمت ريكس
واماندا بدت تقهرني رغم اني ماالومها :detective2:
سارة احس انها طيوبة اكثر منها :/
بانتظار القادم
:MonTaseR_222:

ورده بريـــــه
10-12-15, 10:02 AM
هم بعد معصبني الفريد قالبتو طباخ وهي متكيه الشيخه
انا لاني كرهتها ابيها تشتغل
مايمديك تكرفينها مثلا تغسل الاواني الملابس
شيء زي كذا

لا وبعد تجلس وهو يجيب الفطور لها
.......................

هههههههههههههههههههههههههههههه عجبني تعليقك اسيرة حرف ربي يسعد هالوش والبال الحلو ههههههههههههههه


عم استنى الاحداث ... وصدقا لا تستهويني القصص الطويله ابدا ولكن مرجانه اعترفلك بقوه انك اخدتي انتباهي وفضولي بهالقصه الغامضه والحماس بدون اي تكلف وببساطه وسحر غريب فيها

بجد بهنيكي يا رب النهايه قريبه بس لاعرف السر والغموض

مطر الفجر
10-12-15, 01:18 PM
انا الى الان مازلت لا اثق في ساره ^_^
ومنتظره قدوم فرانك او يمكن خيالي واسع زياده
لكن مرجانه لا تطولين رجاءا بدا الصبر ينفذ ^_^

شذى الورد
10-12-15, 02:12 PM
اماندا غبيه لامباليه بمشاعر الاخر المهم نفسها فيها انانيه واستغلال لحب ريكس لها

يا عمي بتقههررررر وبترفع الضغط

بكره الاشخاص اللي بتستغل مشاعر الاخر //مع اني تعاطفت معها بالاول

بانتظار الاحداث الجايه



بس دخلك من وين لاقيه هالاخ اماندا هههههه

بشتغل وبعمل وبساوي ومدللها ومدلعها وهي ضيف شرف هع هع

مرجانة
10-12-15, 02:26 PM
والله انكم عسل لما تعصبون ههههههههه

مرجانة
10-13-15, 05:41 AM
،،،، الجزء الثاني عشر ،،،،



لم أغادر المعهد إلا بعد تأكدي من أن "ريكس" قد أوصل الرسالةَ إليه ، ذلكَ يشعرني بالطمأنينة و الإرتياح ، يمدني بالأمل .. أمل في إمكانية تلقيي رسالة منه غداً!

فعدتُ إلى منزلي بسعادةٍ و ارتياح ، و أمضيته في التفكير فيه ، و كلي يقين بأنه سيجيبني غداً ، كيف سيكون رده يا ترى؟!

و انقضى يومي سريعاً كما تمنيت ، و حل الغد .. استعجلت في استيقاظي باكراً و استعددتُ للذهاب للمعهد بحماس ، و عند الإفطار ، تناولت القليل من الطعام و أنا واقفةً على استعجال ، مما أغضب أخي "ألفريد" ، لكني لم أغادره قبل أن أتركَ قبلتي على خده .. و رأيتُ ابتسامته و سمعته يقول

- اهتمي بنفسك يا عزيزتي .

تجاوزت الشوارع بسعادة و تفاؤل ، ضربات قلبي تسابقني ، تريد أن تصغي إلى كلماته .. متلهفة ، ظمآنة .. تتوق إليه ، و إلى نشوةٍ تغمرها افتقدتها منذ مدة .

أخذتُ نفساً عميقاً عندما وصلتُ إلى المعهد ، فدخلتُ إلى الداخل .. بحثت عن "ريكس" عند المدخل ولم أراه

استغربت و قلتُ في نفسي

- ما الذي أصاب "ريكس" ؟! ، الأمس و اليوم أيضاً لا أجده ينتظرني؟ .. أتراه متحامل علي؟! ، حسناً هذا ليس وقتَ "ريكس" ، إنه وقت المعجب!

و بإبتسامةٍ عريضة صعدت إلى الطابق الأعلى ، دخلتُ إلى القاعة .. و ضربات قلبي في ازديادٍ أكثر .. جلستُ في مقعدي بارتباك ، و أخذتُ نفساً عميقاً .. ثم و بهدوء
انحنيت لألقي نظرةً في درج طاولتي ، و كانت المفاجأة!

عثرتُ أخيراً على رسالةٍ منه! .. أكاد لا أصدق!
ارتسمت على ثغري ابتسامة عريضة ، التقطتُ الظرف و السعادة تكاد تفضحني ، حدقتُ فيه

إنه نفسه ذاك الظرف المورد العطر ، كم اشتقت إليكَ .. و لمَ تحتويه .

و بشوقٍ و لهفةٍ و شغف لتلكَ الكلمات ، فتحتُ الرسالة بيدين مرتعشتين ، و نبضٍ مضطرب ، و عينينٍ متعطشتين لمعانقة حروفها .

فتحتها و أخرجت الرسالة ، و بدأت أقرأ في صمت

(( إلى العزيزة "آماندا"

كيف حالكِ يا ترى ؟! .. أتمنى أن تكوني بأحسنِ حال ، تلقيت رسالتيكِ يا "آماندا" .. و أنا مندهش لما حدث! ، ما الذي طرأَ عليكِ ، لما فجأةً استسلمتِ و اعلنتي انهزامكِ ؟ .. عزيزتي "آماندا" ، حينما مزقتي رسالتي ذلكَ اليوم ، مزقتي قلبي معها ، أضعتي الحبَ الذي كان قابعٌ فيه .. بددتِ كل العشقَ بإصبعينٍ منكِ ، كنتِ قاسية .. متحجرة ، لم تفكري بما قد يخلفه ذلكَ من ألمٍ في قلبي الممزق .. لذا ، قررتُ التخلي عنكِ ، قررتُ أن انسى أو أتناسى حبكِ ، لم أعد أريد الإستمرار معكِ! ، أرجو أن تقدري ذلك و أن تكفي عن مراسلتي .. لينتهي كل ما بدأناه ، و لعله انتهى منذ ذلك اليوم ، أعتذرُ إليكِ .. و أخبركِ في النهاية ، أني لن أستلم أية رسالة أخرى ، فلا تحاولي أبداً مراسلتي .. وداعاً ))

يا إلهي ! ، ما الذي يحدث؟!
هل هذه الرسالةُ حقاً منه!؟ .. نعم إنه نفس الخط! ، نفس الظرف و الورق! .. لكن لماذا؟! ، لماذا يتخلى عني؟!

لم أعد أبصر الحروف جيداً أمامي ، فلقد شكلت دموعي غشاوةً على عيني تحجب رؤيتي بوضوح ، أغمضتُ عيناي و ذرفت الدموع بحرقةٍ و ألم ، كانت هذه مفاجأة غيرُ متوقعة!
بل كانت صدمة! ، كانت صفعة!

نهضتُ من مقعدي و أنا أمسحُ الدموع التي انحدرت على وجنتي ، أحاول تمالك نفسي و مقاومة شهقات البكاء ، كبحتها في صمتٍ ، حتى غصصتُ بها .

غادرتُ القاعة ، و أنا لا أبصرُ دربي .. أصطدمت بأحد التلاميذ ، عذراً .. لا تلمني ، ذلكَ ليسَ ذنبي!
بل ذنبُ قلبي الذي تخبط من هول الصدمة! ، و ذنبُ مآقي التي تفجرت من شدةِ الضربة!
ما عدتُ أبصرُ شيئاً ، حائرة ، متسائلة! .. لما يخذلني الآن بعد آخرِ كلماتٍ عذبة تلقيتها منه؟

قطعَ عليَّ حبلُ أفكاري المشتتة "ريكس" ، حينما استوقفني و هو يشد على ذراعي قائلاً بقلق

- "آماندا" عزيزتي! ، ما بكِ؟ ، أنتِ تبكين ؟!

رفعتُ عيناي الغارقتين في طوفانها إليه ، و همستُ بضعف

- "ريكس" .

و من دون تردد ، ألقيتُ نفسي في حضنه أجهشُ بالبكاء ، بكيتُ كطفلٍ في حضنِ أبيه .. يشكوه الحرمان من لعبةٍ يفضلها منعَ عنها ، تعلقَ قلبه بها ، هكذا كنت! ، لقد حرمني ذلكَ المعجب و منعني عنه بكل بساطة!

ضمني "ريكس" إليه و سمعته يهمس عند رأسي

- هوني عليكِ يا "آماندا" ، كفي عن البكاء .. ما الذي حل بكِ ؟!

لكني لم أستطع التوقف ، فجرحي كبير ، و قلبي عليل ، و الألم و القهر كلما ترددت كلماته أمامي تأججا و اسعراني من جديد .
فلما لم أتوقف عن البكاء ، سار بي و أنا لازلتُ أخفي وجهي في صدره أشده من ثيابه ، أخذني إلى دورة المياه ، و توقف بي عند حوض الغسيل قائلاً

- يكفي يا "آماندا" ، لقد قطعتي قلبي يا عزيزتي ، هي اغسلي وجهكِ الآن ، إهدئي أرجوكِ .

رفعتُ رأسي عن صدره ، و وضعت أصابعي على فمي أحاول أن أمنع شهقاتي من الخروج ، كانت يدي ترتجف ، و عيني لم تكف عن ذرف الدموع .

تنهد "ريكس" و همس بلطفٍ و حنان

- أخبريني يا "آماندا" ، لما كل هذا البكاء ؟! ، من أسكبَ ماء عينيكِ و تسبب في جرح و جنتيكِ الجميلتين؟

رفعتُ بصري ، أنظر إلى عينيه الزرقاوتين ، ماذا أقول لكَ يا "ريكس" ؟! ، ذلكَ الذي فضلته عليك هو من جرحني؟! ، ذلكَ الذي لزم الصمت لمدةٍ قرر الإنسحاب و تركي! ، بينما أنا أهربُ منكَ إليه! .. ماذا أقول؟!

مسحَ "ريكس" على رأسي بحنانٍ ثم قال

- هيا ، اغسلي وجهكِ ، فلقد عبثت به دموعكِ و الحزن بما يكفي .

و فتح صنبور الماء ، تقدمت نحو الماء و غسلت وجهي بهدوء ، و لقد سكنت نفسي قليلاً .. بعد أن انتهيت ، أغلقتُ صنبور الماء ، و التفت إلى "ريكس" قائلة

- شكراً يا "ريكس" ، دائماً تظهر أمامي في ظروفي الحرجة ، أقدرُ لكَ و قفتكَ هذه .

ابتسم إلي و هو يحدقُ في وجهي ، ثم اقترب و قال وهو يربت على كتفي

- يسرني أن أكون قريباً منكِ دائماً يا "آماندا" ، وقوفي معكِ متعة و سعادة .

ابتسمتُ رغماً عني ، و قلتُ بصوتٍ منخفض

- شكراً "ريكس" .
- هيا تعالي لتذهبي للقاعة ، لقد بدأ الدرس على ما يبدو .
- ليس القاعة ، بل في المعمل .. لكن لا رغبةَ لي في حضور الدرس الآن ، إذهب أنت حتى لا يفتك الدرس .
- أ أترككِ و أنتِ بهذا الحال؟! ، لا يمكن .. تعالي معي لنجلس في القاعة طالما أن درسكم في المعمل .
- حسناً .

و ذهبنا إلى القاعة ، و بعدما جلسنا ، وقعَ بصر "ريكس" على الظرف و الرسالة في درج طاولتي ، لاحظته ، ولكني لزمتُ الصمت .. بينما نظر إليّ سائلاً

- دعيني أحزر ، رسالةٌ المعجبِ أبكتكِ ؟!

تنهدت بألمٍ و حرقة ، ثم قلت و أنا أضم ذراعي إلى صدري

- إقرأها إن أحببت ، لتعرف سببَ سوء حالي .

مد يده إلى الرسالةِ و أخذها ، شرعَ في قرأتها بصمت ، و بعد أن انتهى من قرأتها .. نظر إلي قائلاً

- حسناً فعل .

نظرتُ إليه بحدةٍ و الغضب بدأ يجتاحني ، فأعاد الرسالة في درج الطاولة و قال

- هل يستحقُ يا ترى كل هذا الدمعَ منكِ؟! ، شابٌ تخلى عنكِ لما تبكين كل هذا البكاءَ لأجله؟! ، لا يستحقُ أن تأسفي ولا أن تنهاري عليه !

تنهدتُ بحزن ، و قلتُ بصوتٍ متألمٍ و أنا أنظرُ إليه

- لقد كانت صدمةً لي يا "ريكس" ، مفاجأة لم أتوقع حدوثها أبداً! ، كان ذلك آخر ما أفكر به! ، بل شيءٌ لم يخطر على بالي أبداً! .. لو رأيتَ السعادة في عيني عندما وجدتُ رسالته ، الآمال التي بنيتها ، الأحلام التي عشتها .. تبدد كل شيءٍ يا "ريكس" ، هدمَ كل الأمنيات ، خذلني بقسوة ، تخلى عني ببساطة ، ما كنتُ أتخيلُ حدوثَ ذلكَ أبداً !

قال متعاطفاً و قد أحسّ بمدى ألمي

- هوني عليكِ ، هو لا يستحقكِ أساساً .. وربما لم يكن جاداً! ، بل كان يهوى العبثَ معكِ لا أكثر ، يتسلى على حساب مشاعرك .

هززت رأسي يمنةً و يسرة و قلت نافية

- لا بل كان جاداً ، لكن لا أعرفُ لما تخلى عني بهذه السهولة ، هل يجدرُ بي أن أتوقف عن مراسلته كما طلب؟

ابتسم "ريكس" ابتسامةً ساخرة و قال

- عجيبٌ أمرك!

نظرتُ إليه و قلت

- غبيةٌ أنا أ لستُ كذلك ؟ ، سأتخلى عنه ، سأنساه .. لن يهمني أمره ، كلماته أغاظتني بشدة يا "ريكس" ، كانت واثقة و حازمة ، يجب أن أتخلى عنه .
- نعم ، كوني كذلك .

قال ذلك و ابتسم لي ، و بادلته الإبتسامةَ قائلة

- هل هذا يريحك؟
- بل ينشيني و يطربني يا "آماندا" .. تخلصتُ من غريمي!

أصدرتُ ضحكةً أعادت لي الراحة في قلبي ، أعادت لي حيويتي و ابتسامتي .
في الواقع لم أعد أشعر بالآسى و الحزن .. ربما لأن "ريكس" معي ، ذلكَ يريحني و يبعثُ الإطمئنان في قلبي .

==============

بعد عودتي إلى المنزل ، و في غرفتي .. وقفتُ عندَ طاولتي أمسك بالعلبةِ التي تضم رسائلَ المعجب ، كانت كثيرة .

و ضعتُ مع مجموعة الرسائل .. الرسالة الأخيرة التي وصلتني منه اليوم ، لقد حطمت هذه الرسالة كل جميل ، محت كل أثرٍ لتلكَ الرسائل .. تجاهلت كل تلكَ المشاعر التي تحتويها رسائلنا السابقة .. ما عاد شيءٌ من الماضي موجود

هذا ما يجبُ أن يكون .

قلبت الرسائل ، إلى أن وقعت عيني على ظرفٍ كتب عليه

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من معجب

التقطتها و رفعتها أحدق فيها ، كانت هذه الرسالة الأولى التي تلقيتها منه .
فتحت الظرف و أخرجت الرسالة ، فتحتها .. و نظرت ملياً إلى علامة الإستفهام التي رسمت بالخط العريض في وسط الورقة ، و همست قائلة

- استفهام .. انتهى كل شيء ، و مازلت بالنسبة لي لغزاً لم أستطع كشف جوابه بعد .

رميت الظرف و الرسالة في العلبة ، وجلستُ على الكرسي و جعلتُ علبةَ الرسائلِ على ركبتي ، أخذتُ نفساً و قلتُ في داخلي

- كل ذلك ماضٍ كاذب ، زيفٌ من المشاعر .. لا وجود له اليوم ، تخلصي منه يا "آماندا" .

و انهمكت في تمزيق الرسائل بحرقةِ قلب ، فمع كل رسالةٍ أمزقها تجتاح رأسي ذكرى ، تحمل كلماته و همساته
، نكته و ضحكاته .. سيكون صعبٌ علي نسيانه ، لكن يجب علي أن أنساه طالما تخلى عني .. فمن يتخلى عنكِ يا "آماندا" تخلي عنه ، كما قال "ريكس" .. هو الخاسر الأكبر!

ابتسمتُ لنفسي عندما تذكرتُ "ريكس" ، وجود "ريكس" يخفف عني كثيراً .. أدين له بالكثير .

في هذه اللحظة ، رن هاتفي .. فوضعت العلبة على الطاولة و التقطتُ هاتفي .. فتحته و وضعته عند أذني و قلت متسائلة

- ألو ؟

لم يجبني أحد ، فكررت و أنا أعقدُ حاجباي

- ألو؟ ، من معي؟
- مرحباً .

لم أميز الصوت! .. فقلت متسائلة

- مرحباً ، من معي؟
- أ لم تعريفيني يا "آماندا"؟

ابتسمت لأني عرفتُ صاحب الصوت أخيراً ، و قلت ضاحكة

- "ريكس"! ، هذا أنت؟!

ضحكَ هو الآخر و قال

- نعم أنا "ريكس" ، كيف حالُ جميلتي؟
- بخير ، من أينَ حصلتَ على رقم هاتفي؟!
- تسأليني و أنتِ تعرفين الجواب!

قلت بعد تفكير

- من "سارة" ؟!
- نعم ، أشكرها كثيراً لتعاونها .

قلتُ مازحة

- سأقتلعُ عينيها ، ما كان يجبُ عليها أن تعطيكَ رقمي دون أخذِ الإذن مني!
- أفهم من ذلك أنكِ .. لستِ موافقة على إعطائي رقم هاتفك؟!

ضحكتُ و قلت

- على العكس ، كنتُ أمازحكَ فقط .
- جيد .. كنتُ أريدُ الإطمئنانَ عليكِ ، غادرتي المعهدَ دون أن أراكِ ، كيف أنتِ الآن؟
- بحالٍ جيد ، لا تهتم .

و أردفتُ قائلة و أنا أنظر لعلبة الرسائل

- كنتُ أمزقُ الرسائل التي احتفظتُ بها من الفتى المجهول ، أسفي فقط أني لا أعرفُ من يكون .
- حسنٌ تفعلين ، بل من الجيدِ أنكِ لا تعرفين من يكون .. ربما كان صعباً عليكِ نسيانه بعد تخليه عنكِ!
- لو كنتُ أعرفه لما حدثَ ما حدث ، و ما آلت الأمور لهذه النهاية .
- حزينةٌ على كل ما حدث؟!

بعد لحظةِ صمت ، أجبته

- أنا من جعلت الأمور تؤل لهذه النهاية ، لستُ نادمة على أيةِ حال .
- جيد .
- شكراً لاهتمامكَ "ريكس" ، وجودكَ يخففُ عني كثيراً .
- حقاً ؟!
- نعم .. لن أفيكَ حقكَ أبداً ، أقدرُ تضحياتك ، خدماتك ، وقوفكَ الدائم إلى جانبي .. أنتَ صديقٌ جيد .
- هبيني قلبكِ إذاً ، ذلكَ سيكون وافياً!

ضحكتُ بخجلٍ و قلتُ

- هيا "ريكس" ، كف عن ذلك .. سأنهي عملي و أذهب لتناول العشاء ، أراكَ في المعهد .
- حسناً يا عزيزتي ، إلى اللقاء .

أغلقتُ هاتفي ، و احتفظتُ برقم "ريكس" في هاتفي .. حيث اسميته

(( العزيز "ريكس" ))

ثم وضعت الهاتف ، و عدتُ لتمزيقِ الرسائل من جديد .

==============

مرَّ على ما حدث شهر ، كان من الصعبِ عليّ أن أنسى فيه أمر المجهول .. كنتُ كلما سكنتُ إلى نفسي في المساء في غرفتي ، أسترجعُ شيئاً في ذهني من كلماته!
ليسَ من السهل عليكَ أن تطرد شخصاً من ذهنكَ تعلقَ به قلبكَ يوماً ، و مع ذلك .. ومع مرور الأيام شيئاً فشيئاً ، أحسستُ أني تخلصتُ جزئياً منه!
و كان ذلكَ طبعاً بفضل "ريكس"! .. كان يرافقني و "سارة" دائماً ، يحاول بكل قدرته على أن ينسيني ما حدث ، ولعله نجح بعض الشيء ، و لعله احتلَّ جزءً من تفكيري هو الآخر ، فشغلني عن التفكير في صاحب الرسائل و الصدمة التي تسببَ بها لي .. كان يهتم بي كثيراً ، كما هي عادته .. يضحكني بمزاحه ، يغمرني بلطفه ، يرسم الإبتسامة على وجهي بمرحه .. و يجعل قلبي يخفقُ أحياناً .. بحبه .
أعتدت وجود "ريكس" كثيراً في حياتي ، بات بالنسبة لي أكثر من مجرد صديق .

في يومٍ من أيام الإجازة ، كنتُ أمسكُ بهاتفي في غرفتي مساءً أتحدث مع "ريكس" ، و لقد طال بنا الحديثُ كثيراً .. و لم نكف الحديث حتى قطع الخط .

خرجتُ من غرفتي و توجهتُ حينها إلى الصالة حيثُ "ألفريد" ، و جلست بجانبه قائلة

- هل انتهى الفيلم؟!

نظر إليَّ قائلاً

- انتهى منذ مدة! ، من كنتِ تهاتفين كل هذا الوقت؟!
- كنتُ اتحدثُ مع صديقي "ريكس" ، كم استغرقَ بنا الوقت؟

و نظرتُ إلى الساعة في معصمي ، و تفاجأتُ أن الوقتَ قد تقدمَ كثيراً! ، نظرتُ لـ "ألفريد" بدهشة و قلت

- يا إلهي!

ابتسم "ألفريد" قائلاً

- هل هو ذلك المعجب الذي كان يرسلُ إليكِ الرسائل؟!

احسستُ بالدم قد صعد إلى وجهي ، و قلتُ بارتباك

- لا ليس هوَ ، أخبرتكَ أن الأمر بيني وبين صاحبُ الرسائلِ انتهى!
- إذاً معجبٌ آخر؟

لزمتُ الصمت ، و لا أعرفُ مالذي أصابني ، شعرتُ بالتوتر و بحرارة شديدة اشتعلت بوجهي .
ابتسم "ألفريد" و قال

- بل يبدو حبيباً!

قلتُ بخجلٍ شديدٍ و انفعال

- " ألفريد"! ، الأمرُ ليسَ كذلك!
- ماذا إذاً؟

قلتُ و قد اعتدلتُ في جلستي أحاول طرد ارتباكي و خجلي

- حسناً ، هو صديق .. في الواقع ..
- ايه؟

أصابني الإرتباك ثانيةً ، فقلت

- بيننا إعجابٌ لا أكثر!

عادت الإبتسامة لفم "ألفريد" ، و قال

- هناكَ مقولةٌ تقول يا عزيزتي .. ( الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب ) .

نظرتُ إليه في صمتٍ و خجل ، و وجنتي لا تزالان تحتفظان بلونهما الوردي ، بينما استأنف قائلاً

- أي أن الإعجاب و الحب ، وجهين لعملةٍ واحدة .. و أعتقد أن ما بينكما قد تخطى الإعجاب!

في هذه اللحظة ، أسعفني رنين جرس باب المنزل ، إذ أنه قطع هذا الحديث الذي أربكني كثيراً !
فنهضتُ فوراً قائلة

- سأرى من على الباب .

أخذتُ نفساً عميقاً و أنا في طريقي لباب المنزل ، و بعد أن فتحتُ الباب .. وجدتُ عزيزتي "سارة" ، التي سرعان ما قالت فور رؤيتها لي

- ما به هاتفكِ مشغولٌ دائماً!؟ ، كنتُ أطلبكِ عليه أكثر من ثلاثِ مرات!

قلتُ لها و أنا أشير لها بيدي للدخول

- كنتُ أتحدثُ مع "ريكس" .

قالت بصوتٍ عالٍ و هي تسير أمامي

- ساعةٌ ونصف! ، ساعةٌ و نصف و أنتما تتحدثان عبر الهاتف؟!

شددتها من ذراعها بانزعاج و قلتُ لها بصوتٍ منخفض

- اخفضي صوتكِ يا "سارة"! ، تتحدثين و كأنكِ تتعمدينَ إسماع "ألفريد"!

استدارت إلي بسعادة و قالت و قد اخفضت صوتها

- "ألفريد" هنا؟!
- نعم هنا ، هيا تفضلي .

و دخلنا إلى الصالة ، و ما أن وقعت عينا "ألفريد" على "سارة" ، حتى اعتدل في جلسته و رحب بها بحرارة

- أهلاً "سارة"! ، كيفَ الحال؟ .. منذُ زمنٍ لم تزورينا ، هل يصحُّ ذلك؟

جلست "سارة" بخجلٍ و ارتباك ، و قالت

- ها أنا قد جئت ، كيف حالكَ يا "ألفريد" ؟
- بخيرٍ طالما أنتِ كذلك .

ثم نظر إليّ قائلاً

- "آماندا" طالما أنتِ واقفة ، حضري الشاي و بعض المكسرات و الحلويات لـ "سارة" ، هيا أسرعي .

قلتُ بضجر

- على رسلكَ يا أخي ، ها هيَ "سارة" أمامك ، لن تطير .. فلا تستعجلني .

يبدو أن كلماتي أشعرت "ألفريد" بالخجل ، حيث صمت و قد بدا عليه الإرتباك .. خصوصاً عندما ضحكت "سارة" .

أما أنا فقد انصرفتُ عنهما إلى المطبخ بسرور ، فلقد أحسستُ أني اقتصصتُ منه بإحراجه كما أخجلني منذُ قليل ، و قلت أتحدث مع نفسي ضاحكة

- يبدو أنكَ أنتَ من تمكن منه الحبَ يا "ألفريد" !

=============

مطر الفجر
10-13-15, 07:09 AM
مبدعه عزيزتي مرجانه
واخيرا تخلصت اماندا من المجهول ^_^
واتت الفرصة الى ريكس
ان لم تلتفت اليه اماندا فانها من اغبى اغبيات العالم
هههههههههه مازلت مصره على انتظار فرانك :0005:
بانتظار الجزء القادم

آسيرة حرف
10-13-15, 07:33 AM
آه ي قلبي آماندا تفطر قبلي وانا باقي مافطرة جوعانه
مكروهه ليتك خليتها جوعانه لا تأكلينها تستاهل
ابيها تدووخ وتطيح

وااااااااااااه وش قد عياره
مايكفي ان ريكس يحبها تبيه بعد ينتظرها يمه منها

اباااااااااو يومها مزقت الرساله صدقني يعني قلبه تمزق
عساه لارجع قلبو جعلو :الجوهره:
اهم شيء اللحين يبقى ريكس :DsC00581:
احسني اللحين ارتحت :MonTaseR_2:

اللحين النوم يجيني ع طول خلاص ارتاح قلبي

لها عين تسأل انها غبيه اساسا غبيه من يوم ماولدت كم جزء وهي قاهرتني
والله لو ماريكس ما اسامحها بس خلاص سامحتها من شانو

هناكَ مقولةٌ تقول يا عزيزتي .. ( الإعجاب هو التوأم الوسيم للحب ) .
هههههههههههههههههههههههههههههههههه
مره مقدر اتخيل اخويه يقولها لي هههههههههههههههههههههههه
يمه بطني

:MonTaseR_135:
يوووه وش قد هذا الجزء يجيب سعاده وكذا يعني
اهم شيء يعني انبسطت اللحين

انتظرها ماجاني نوم اقول متا بتنزلها مرجانه
ابطت مدري انا مستعجله عليها

لقلبك :MonTaseR_2:

ســـارا
10-13-15, 09:04 AM
حب وهمي كانت تعيش مع صاحب الرسالة :23:
زين تخلصت منه !

بس اتوقع ماانتهت قصة صاحب الرسالة باقي بعد !

انتظار القادم

:ساندي:
10-13-15, 05:49 PM
رووووعه

اخو اماندا فريد من نوعه ( ههههههههههههههه )) يسألها عن المعجب وش اخر علومه
في وقتنا هاد لاوجود للفريد ههههههههههههههه

عساك ع القوه ...بنتظار الجزء التالي

ورده بريـــــه
10-13-15, 08:51 PM
لا زالت تحتفظ بغموضها وسحر جاذبيتها ولم يكن بها ملل اطلاقا

حماس بلا حدود

روعه ابديه

في انتظار الجزء القادم بقوه

آسيرة حرف
10-14-15, 04:24 AM
:3343: مرجانه يا الله البارات اللي بعدو
:dance9bh: احس ريكس بينبسط فيه :MonTaseR_215:
:l: وهذا الكف مني وصليه لـ اماندا

:MonTaseR_115: وقولي لها قلك آسيروووه وجعوووه لو يزعل ريكس منك اهفك بكل قوتي :l:

مرجانة
10-14-15, 08:25 AM
مبدعه عزيزتي مرجانه
واخيرا تخلصت اماندا من المجهول ^_^
واتت الفرصة الى ريكس
ان لم تلتفت اليه اماندا فانها من اغبى اغبيات العالم
هههههههههه مازلت مصره على انتظار فرانك :0005:
بانتظار الجزء القادم

ههههههههه ، حسناً غاليتي
شكراً لطيب المتابعة

آه ي قلبي آماندا تفطر قبلي وانا باقي مافطرة جوعانه
مكروهه ليتك خليتها جوعانه لا تأكلينها تستاهل
ابيها تدووخ وتطيح

وااااااااااااه وش قد عياره
مايكفي ان ريكس يحبها تبيه بعد ينتظرها يمه منها

اباااااااااو يومها مزقت الرساله صدقني يعني قلبه تمزق
عساه لارجع قلبو جعلو :الجوهره:
اهم شيء اللحين يبقى ريكس :dsc00581:
احسني اللحين ارتحت :montaser_2:

اللحين النوم يجيني ع طول خلاص ارتاح قلبي

لها عين تسأل انها غبيه اساسا غبيه من يوم ماولدت كم جزء وهي قاهرتني
والله لو ماريكس ما اسامحها بس خلاص سامحتها من شانو


هههههههههههههههههههههههههههههههههه
مره مقدر اتخيل اخويه يقولها لي هههههههههههههههههههههههه
يمه بطني

:montaser_135:
يوووه وش قد هذا الجزء يجيب سعاده وكذا يعني
اهم شيء يعني انبسطت اللحين

انتظرها ماجاني نوم اقول متا بتنزلها مرجانه
ابطت مدري انا مستعجله عليها

لقلبك :montaser_2:

ضحكة دائمة لا تغادر شفتيكِ و فرحة عارمة تسكن قلبك
شكراً لحسن المتابعة
حب وهمي كانت تعيش مع صاحب الرسالة :23:
زين تخلصت منه !

بس اتوقع ماانتهت قصة صاحب الرسالة باقي بعد !

انتظار القادم

شكراً سارا لحسن المتابعة
ممتنة يا جميلة

رووووعه

اخو اماندا فريد من نوعه ( ههههههههههههههه )) يسألها عن المعجب وش اخر علومه
في وقتنا هاد لاوجود للفريد ههههههههههههههه

عساك ع القوه ...بنتظار الجزء التالي

ههههههه الغرب لا يجدون اشكالاً في ذلك ، خذي في الحسبان
الرواية بمجتمع غربي

شكراً لحسن المتابعة
لا زالت تحتفظ بغموضها وسحر جاذبيتها ولم يكن بها ملل اطلاقا

حماس بلا حدود

روعه ابديه

في انتظار الجزء القادم بقوه

شكراً وردة
جداً تسعدني متابعتك
شاكرة كثيراً

:3343: مرجانه يا الله البارات اللي بعدو
:dance9bh: احس ريكس بينبسط فيه :montaser_215:
:l: وهذا الكف مني وصليه لـ اماندا

:montaser_115: وقولي لها قلك آسيروووه وجعوووه لو يزعل ريكس منك اهفك بكل قوتي :l:

هههههههه وصلَ يا أسيرة
وعذراً على التأخير


بعد قليل الجزء الثالث عشر

أميرللكلمة
10-14-15, 08:27 AM
يعطيك العافية
يا روائية زمانك
:10:
ههههههههههههههاي

مرجانة
10-14-15, 08:38 AM
،،،، الجزء الثالث عشر ،،،،



لعلّ ما قاله أخي "ألفريد" صحيح ، أعرفُ جيداً أن "ريكس" يحبني ، و هو لا يتردد أبداً في إظهار حبه لي .
لكن ما لم أكن أعرفه ، أنَّ قلبي بدأ بالتعلق به ، و ربما أحبه حقاً!

في أحد الأيام ، و في المعهدِ بالتحديد ، كنتُ و "سارة" و "فرانك" في القاعة ، كالعادة يتحدثُ الإثنان عن الرواياتِ و الكتب الذين تشاركا في قراءتها .. فيتناقشان فيها ، لا يروقني طبعاً حديثهما .. فلا تستهويني تلكَ الروايات و لا الحديث في شيءٍ أجهله .. و قفتُ من مقعدي قائلة

- أنا ذاهبة .

قالت "سارة"

- إن كنتِ ذاهبة للمقصف فانتظرينا ، سنأتي معكِ .
- لا لن أذهبَ إلى المقصف ، سأذهبُ لـ "ريكس" ، جئتُ متأخرةً هذا الصباح و لم أره .
- حسناً أبلغيه سلامي .
- حسناً .

و غادرتُ القاعة إلى حيثُ قاعة "ريكس" .. و عند باب القاعة ، أستوقفني مشهدٌ أمامي .

كان "ريكس" جالساً في مقعده .. يتبادل الحديث و الضحك مع فتاةٍ واقفة قباله ، بدت لي فتاة مستهترة .. مظهرها يعكس ذلك ، كانت تضع الكثير من المساحيق على وجهها ، كانت كثيرة الضحك ، جريئة جداً في طريقة حديثها معه .. تمايلها و خيلائها .

لم أشعر بالراحةِ أبداً لها ، و ضايقني أن "ريكس" متفاعلٌ جداً مع حديثها ، و كأنها تستهويه!
و لكن ما غاظني أكثر ، حينما انحنت إليه و قبلته على وجنته!

اتسعت عينايَ دهشةً ، و احمر وجهي غضباً و حنقاً منهما ، بل من "ريكس"!
لماذا يسمح لها بأن تلتصقَ منه هكذا ، و أيضاً تقبله!؟

انسحبتُ بهدوء و استندتُ على الجدار بجانبِ باب القاعة ، أقطب جبيني بغيظٍ و غضب .. شعرت بدقات قلبي تتسارع ، و ألمٌ و ضيقٌ شديد في صدري .

بعد دقيقة من الإنتظار ، خرجت الفتاة مبتعدة ، و بعدها خرج "ريكس" .. وقعت عيناه علي فتوقف بقربي و قال بسرور

- "آماندا" أنتِ هنا؟! ، كنتُ أخشى تغيبكِ هذا اليوم ، لم تأتي هذا الصباح .

رفعتُ بصري إليه في صمت ، و مازلتُ مقطبة الجبين .. و الغضبُ واضحٌ على وجهي .
لاحظ "ريكس" غضبي ، فعقد حاجبيه و قال متسائلاً

- عزيزتي ما بكِ ، لستِ بخير .. هل حصلَ أمرٌ ما ؟!

لم أتفوه بكلمة ، لم أعرف ماذا أقول بالتحديد .. كنتُ ؤأنبه بعيناي فقط دون التكلم ، و قد أحس بذلك
فقال بقلق .

- " آماندا" ماذا هناك ، لما ترمقيني هكذا؟!

نطقتُ أخيراً و بحدة

- من تلكَ الفتاة التي كانت تضحكُ معكَ منذُ قليل ؟
- تعنين "جيسي"؟

قلتُ بانفعال

- لا يهمني اسمها ! ، كيف تسمحُ لنفسكَ بالضحكِ مع فتاةٍ مستهترةٍ مثلها؟! ، ثم! ... رأيتها تقبلك! ، كيف تجرؤ؟! ، و كيفَ تسمحُ لها بذلك؟!

قال بهدوءٍ موضحاً

- معكِ حق ، "جيسي" فتاة مستهترة و ليست جيدة ، إنما هي زميلة مقربة ، أرادت التحدث معي فشاركتها الحديث ، هذا كلُّ ما في الأمر!

قلتُ و أنا أرفعُ حاجباي

- زميلة مقربة! ، تقبلك!؟
- هي هكذا دائماً ، تقبلُّ الجميع .

قال هذا و ضحك باستخفاف ، بينما ظلت عيناي تحدقان فيه بلوم .. فاقتربَ مني أكثر و همس قائلاً و البسمةُ في شفتيه

- هل تغارين ؟!

وقعت عليّ هذه الكلمة كالماء البارد المسكوب فوق رأسي ، أحسستُ بقلبي ينقبض ، و الإرتباك أصابني و أخذني الذهول و أنا أحدقُ في عينيه .. قلتُ بامتعاضٍ بعد أن استعدتُ زمامي

- هذا ليسَ وقت الإستظراف .

اتسعت ابتسامة "ريكس" و قال بإلحاح

- أجيبيني حقاً ، هل انتابتكِ الغيرة؟!

اشحتُ وجهي عنه بصمتٍ و خجل .. فقال بسعادةٍ واضحة

- طالما أصابكِ الخجل ، و طالما لزمتِ الصمت .. فالإجابة نعم ، يا إلهي .. لا أصدق! ، كم أنا سعيد!

نظرتُ إليه بتعجبٍ و قلتُ بصوتٍ منخفض

- هل جننتَ يا "ريكس"؟!

قال و قد لمعت عيناه الزرقاوتين

- جننت؟! ، لما لا يصيبني الجنون؟! ، طالما تغارين على "ريكس" فأنتِ مولعةٌ به! ، كنتُ أطمح لسماع ذلك منكِ.

أصدرتُ ضحكةً عالية ، لم استطع منع نفسي عن الضحك ، و قلتُ بعدها

- تفسرُ الأمور على هواك !

قال بهمسٍ هاديء و هو يحدقُ في عيني

- لا أبداً ، لستُ كذلك .. لكن عينيكِ تفضحانك فلا تنكري!

خفقَ قلبي بقوة ، فأبعدتُ بصري عن عينيه للحظات ، ثم نظرتُ إليه باستحياءٍ و قلت بصوتٍ منخفض

- أنا لم أقل شيئاً ، فلا تكن واثقاً .
- عيناكِ سبقتكِ ، همستها في أذني ، سمعتها منها قبل أن تنطقَ بها شفتيكِ .. ترى ، هل يحقُ لي أن أطبع قبلةً على و جنتيكِ الآن؟

اتسعت عيناي دهشةً منه ، صعد الدم إلى وجهي خجلاً ، فقلتُ بانفعال

- هللا تعقلتَ "ريكس"! ، كف عن طيشك !

أصدرَ ضحكةً خفيفةً و قال

- أمازحكِ يا عزيزتي ، هيا بنا ، أشعر بجوعٍ شديد لم أشعر به من قبل .

ابتسمتُ إليه و مددتُ يدي نحو كفه أمسك به قائلة

- هيا بنا .

و سرنا ، و سرتُ معه بنبضٍ في قلبي لم يهدء .. لقد تمكن مني "ريكس" أخيراً ، و لقد سلمتُ إليه قلبي هذا اليوم ، فضحتني غيرتي ، و عيناي التي لم تعد تطيق غيابه عنها .
اهتمام "ريكس" الدائم بي جعلني انسى كل ما حدث ، أشعرني بالراحة و الطمأنينة ، أخذني إلى بر الأمان ، على ضفاف قلبه ، حتى هويت فيه !

=============

في المساء ، كنتُ في غرفتي أهاتف "سارة" و أحدثها عما حصل مع "ريكس" في المعهد ، كنتُ قد سردتُ لها ما حدث .. حتى علقت قائلة

- في الواقع ، سعيدة جداً لأجل "ريكس" .
- لماذا؟!
- لأن قلبكِ العنيد أخيراً حطم قيده و تيّم فيه .

قلتُ معترضة

- تيّم فيه ! ، هذهِ الكلمة أكبر حجماً مما في قلبي ناحية "ريكس" .
- ماذا تعنين؟!

قلتُ بعد تفكير

- اهتم به ، أحب الحديثَ معه ، أحبُ لطفه ، كلامه العذب يثير مشاعري أحياناً .. شخصٌ اعتدته و لا يمكنني الإستغناء عنه ، ربما كان إعجاباً .. ربما ولعاً كما قال "ريكس" ، لكن ليسَ لدرجةِ التيم!
- حسناً طالما وصلَ الحال بقلبكِ عند الولع ، فسيصلُ بالتأكيد عند الهيام و التيم .

عضضتُ على شفتي خجلاً ، و بدأ نبضي يضطرب .. و قلت بهدوء

- هل يمكن؟!
- يمكن!؟ ، بل أجزم!

في هذه اللحظة ، جاءني خطٌ ثانٍ على الهاتف ، فنظرتُ إليه .. فإذا به "ريكس"!
قفز قلبي بين أضلعي ، فقلتُ بسرورٍ و ارتباك

- "ريكس" يطلبني على الخط ، سأغلق الآن و اهاتفكِ فيما بعد .

أجابتني بخبث

- مجرد إعجاب إذاً ها؟ .. لقد تعدى قلبكِ الولع و توقفَ عند العشق .

قالت ذلكَ و انفجرت ضاحكة ، ضحكتُ في داخلي و قلت لها بانزعاج

- غبية ، إلى اللقاء .

و أغلقت منها و حادثتُ "ريكس"

- مساء الخير .
- مساءٌ عسلي كعيني "آماندا" الجميلة .

ابتسمت بخجل ، و قلتُ بهدوء

- كيفَ الحال ؟
- بخير ، ماذا عن فاتنتي ؟

بدون تفكير ، أجبته

- فاتنتكَ هائمة!
- هائمة! ، أين و بصحبةِ من يا ترى؟

صمتت ، و ازدادت ضربات قلبي ، لم أجرؤ على إخبارهِ بأني هائمة فيه و معه! ، فقلتُ محاولةً تغيير مجرى الحديث

- مع "سارة" ، كنتُ أتحدثُ معها منذ لحظات .
- يجب على "سارة" أن تتخلى عنكِ منذ اليوم لأجلي ، حتى لا تسرق مني وقتكِ .
- غيرُ ممكن! ، و إن تخلت فأنا لا أستطيعُ التخلي عنها .
- لندع "سارة" جانباً ، و لنتحدث عن " آماندا" العزيزة ..

وتابع الكلام ، و تابعتُ معه الإصغاء و شاركته الكلام .. و كالعادة ، يؤخذنا الحديث من وقتنا ، ننسى معه الزمن ، فيطول بنا الحديث الممتع .

مما لا شك فيه ، أني حقاً تخطيتُ الإعجاب ، مع مرور الأيام .. بات "ريكس" بالنسبة لي هاجساً محبب .
ازددنا قرباً و تودداً و تلاطفاً ، كنا لا نفارق بعضنا في المعهد إلا في ساعات الدرس ، صار يصطحبني في طريق العودةِ إلى المنزل ، و أنا صرت أحبُ مشاكساته ، حتى جنونه و غباءه .. أراه رائعاً في إسلوبهِ و تصرفاته ، نعم .. لم يعد "ريكس" مجرد صديق .. بل كان أكثرَ من ذلكَ بكثير!

==============

بعد شهرٍ تقريباً و في أحد الأيام ، وبينما كنتُ في المعهد صباحاً .. استقبلني "ريكس" كالعادة ، تبادلنا تحية الصباح .. ثم مضينا إلى القاعة و نحن نتبادلُ أطراف الحديث .. دخلنا القاعة ، و كانت "سارة" جالسةً تنتظرني على مقعدها .
اقتربنا منها و ألقينا عليها التحية ، فأجابت على مضضٍ ، مما أثار قلقي و قلق "ريكس"!

جلستُ بجانبها على مقعدي قائلة

- لا تبدين بخير يا عزيزتي ، ماذا هناك؟!

نظرت إلي ثم إلى "ريكس" باضطراب ، و هي لا تزال تلزم الصمت .
قال "ريكس"

- "سارة" ما الأمر؟! ، ما الذي يقلقك؟

تنهدتْ بصعوبة ، ثم رفعت يدها التي كانت تمسك بظرفٍ مورد ، ظرفٌ أميزهُ جيداً و أعرفه!
اتسعت عيناي حينما وقعت عليه ، و هوى قلبي من شدة المفاجأة! ، إنها رسالة من ذلك المجهول!
ادرتُ رأسي نحو "ريكس" ، الذي نظر إلي بارتباك ، ثم أعدتُ النظر نحو "سارة" ، و ازدردتُ ريقي و قلتُ بصعوبة

- من أينَ جئتِ بها؟!
- وجدتها تطلُ من درج طاولتك عند مجيئي .
- هل قرأتها؟
- لا .

و مدت الرسالة إلي ، حدقتُ في الظرف ملياً .. متردده كثيراً من أخذه .
نظرتُ إلى "ريكس" الذي كان يحدق في الظرف بصمتٍ و هدوء ، لم أفهم نظراته تماماً ، لكن بدى في صمته ضيقٌ و انزعاج ، و ذلك كان يزيد من ترددي و ارتباكي .

بعد تردد ، قررتُ أخذ الرسالة .. فمددت يدي ببطءٍ إليها ، و التقطتها من يد "سارة" بارتباكٍ شديد .
نظرت إليه ، كان مكتوباً على الظرف ، كما اعتاد أن يكتبَ دائماً

إلى العزيزة "آماندا"
رسالة من ..........؟

كان هناكَ فراغٌ و استفهام ، لم يكتب من معجبٍ أو من عاشق ، و هذا ما يؤكد تخليه عني ، لما يرسلُ إليَّ إذاً بعد كل هذا الوقت؟! ، ماذا يريد؟
انتابني فضولٌ شديد لمعرفةِ ما كتبه ، و لما تحتويه تلك الورقة المطوية بداخل هذا الظرف .
هممتُ بفتحها ، و لكني توقفتُ بعدَ أن رأيتُ "ريكس" ينصرفُ بخطى سريعة إلى الخارج .

ناديتهُ بسرعةٍ قائلة

- انتظر "ريكس"!

و أسرعتُ باللحاق به ، لا شكَ أنه تضايقَ لأخذي هذه الرسالة و لرغبتي بفتحها ، لكنني رغبتُ بقراءتها لمجرد إشباع فضولي لا أكثر! ، ليسَ لشوقي إليه!
تبعته بسرعةٍ و استوقفته من ذراعه قائلة

- "ريكس" مابك؟! ، لما غادرتَ هكذا!؟

استدار إلي و هو يقطب جبينه و قال بانفعال

- حتى تقرئيها براحةٍ أكبر ، وجودي يربككِ على ما يبدو .

أخذتُ نفساً محاولةً تبديد توتري ، و قلتُ بهدوء

- أبداً "ريكس" ، وجودكَ بقربي دائماً يقويني .
- ما زلتِ تحملينَ مشاعر لذاك المختبيء .
- ليسَ صحيحاً .
- تهتمين لأمره؟!

قلتُ بنفاذ صبر

- "ريكس" مابك؟! ، كل ما في الأمر أنه يثيرني الفضول لمعرفةِ ما تحتويه رسالته!

قال ساخراً

- تعتقدينَ أنه كتبَ ماذا؟! ، يسألُ عن أخباركِ لمجرد السؤال؟! ، أم يسأل عن دراستكِ كيف تسير؟

حملقتُ في عينيه بغضبٍ ، فقال

- تعرفينَ أنه أكثرَ من ذلكَ صحيح ؟ ، إقرئيها .. لعلكِ تسترجعين أيامكِ الماضية .

استفزتني كلماته كثيراً ، فقلتُ بانفعال

- سأقرأها بالتأكيد ، لأني إن لم أعرف ما بها فلن أتوقفَ عن التفكير .. سوف تستحوذُ على عقلي كله!

حدقّ في عيني بعينينٍ غاضبتين ، ثم استدار ذاهباً دون أن ينطقَ بكلمة!
تنهدتُ بحرقة و ألم ، قلبي عاود يعصف بجنونٍ في داخلي .. لماذا "ريكس" ؟! ، لما تغضبُ مني لأجل رسالةٍ صاحبها لم يعد يعنيني ، لما لا تثقُ بي!؟
و نظرتُ إلى الرسالةَ بيدي بحزن ، و قلت في نفسي متسائلة

- ما الذي جعلكَ تكتبُ لي الآن؟! ، ماذا تريد؟

و عدتُ أدراجي إلى القاعة ، دخلتُ بهدوءٍ و جلستُ على مقعدي بصمت ، فسألت "سارة"

- ماذا حدث؟ ، ما به "ريكس"؟

و ضعت الرسالة في درج الطاولة و قلت

- هو غاضبٌ لأني أفكر في قراءةِ الرسالة ، يعتقد أني أهتم لأمره ، و أنه لا زال بقلبي مشاعر اتجاهه .

قالت "سارة" بانفعال

- أريدُ أن أعرفَ فقط ، لما يرسلُ إليكِ الآن؟! ، ألم يطلب منكِ عدمَ مراسلته؟! .. يجبُ أن تمزقي هذه الرسالةَ و لا تعيريها اهتماماً أبداً أبداً!
- أتساءل مثلك ، و هذا ما يثير فضولي لمعرفةِ ما كتبه !
- "ريكس" لا يستحقُ يا "آماندا"!

نظرتُ إليها باستنكارٍ قائلة

- أنا لن أتخلى عن "ريكس" أبداً! ، و ليسَ لأني أريد قراءة رسالته يعني أني أشتاق إليه! ، لا تضخما الأمر رجاءً ، هو لا يهمني .. يجبُ أن تفهما ذلك جيداً .

رمت "سارة" بظهرها على مسند المقعد قائلة

- هذا جيد .

و رميت بظهري أنا الأخرى على المسند متأففه ، أفكر كيف أتصرف لأجل "ريكس" .

==============

في الإستراحة ، أخذت الرسالة بين يدي و صرتُ أنظر فيها بشرود ، قالت لي "سارة"

- ستقرئين الرسالة الآن؟

نظرت إليها مفكرة ، ثم هززت رأسي قائلة

- لا ، بل سأذهب لرؤيةِ "ريكس" .
- سآتي معكِ .
- هيا .

و نهضنا من مقعدينا ، غادرنا القاعة إلى الفناء .. بحثنا عنه و لم نجده ، فتوجهنا إلى المقصف و بحثنا عنه .. و أيضاً لم نجده! ، فقررنا أخيراً الذهاب إلى قاعته لعلنا نجده ، و فعلاً .. عثرنا عليه هناك ، كان جالساً يقلبُ أحد الكتب ، و بدا عليه الملل و الضيق .

دخلنا و اتجهنا نحوه ، نظر إلينا وهو يقطب جبينه ، فوقفنا أمامه
قالت "سارة"

- هذا أنت؟! ، كنا نبحث عنك منذُ ربع ساعة!

أغلقَ الكتاب أمامه و قال

- ماذا عندكِ ؟

تكلمتُ حينها بلطفٍ قائلة

- "ريكس" ، أما زلتَ غاضباً؟

قال ببرودٍ يكمن فيه الغضب

- ذلكَ لا يعنيكِ ، لا يهمكِ كما أخبرتني .
- أنا لم أقل ذلك!

قلتُ هذا و أخرجتُ تنهيدةً قصيرة ، و أردفت

- أنا لم أقرأ الرسالة ، و لن أقرأها .
- لا ، إقرئها .. إن لم تفعلي فستستحوذ الرسالة على عقلكِ ، و ستفكرين فيها طولَ الوقت و لن يريحكِ ذلك .. عن إذنكما .

يا إلهي! ، هذا هو يحاول استفزازي من جديد!
تضايقت من كلامه و انزعاجه المبالغ فيه ، من المفترض أن يتناسى الأمر طالما أني لن أقرأها !

قال هذا و قام من مقعده ، تجاوزنا ذاهباً للخارج ، لكني لحقتُ به و أمسكتُ بذراعه قائلة

- انتظر أرجوك .

سحبَ ذراعه بقوة من يدي و قال بصوتٍ غاضب

- لا تمسكي بي!

فاجأني صراخه و نظراته الغاضبة ! ، لم أرهُ مسبقاً غاضباً هكذا .
توترتُ كثيراً و أحسستُ بالخوف ، صار صدري يعلو و يهبط سريعاً .. بينما قال بنبرةٍ حادة

- عودي إليه إن أحببتِ .. لكن انسي "ريكس"

لم أصدق ما قاله! ، ما الذي دهاه؟! .. أهكذا ببساطة يخيرني بينه و بين ذاك؟! ، ببساطة يحاول الإنسحاب من حياتي ، هل من السهل عليه أن يتخلى عني بهذه السهولة!؟ ، أهذا هو الحب الذي يدعيه؟
تجمعت دموعي حول حدقتي انظر إليه بذهول! .. بينما تابع سيره مغادراً .
قالت "سارة" بقلق

- ما الذي أصابه؟!

لم أتمالك نفسي ، و لم أنتظر أكثر ، لحقتُ به حتى تقدمته و وقفتُ قبالته قائلة بغضب شديد

- اسمعني!

نظر إليّ و هو يعقد حاجبيه ، فرفعت يدي التي تمسك بالرسالة و ضربتُ بها على صدره ضرباتٍ متتالية و أنا أقول بغضب

- لم أقرأ الرسالةَ حتى الآن لإجلك ، و لن أقرأها كما أخبرتك .. صاحب الرسالة لا يعنيني أمره منذ ذاك اليوم! ، أنتَ و حدكَ من يعنيني ، أمركَ فقط ما يهمني! .. متمسكةٌ أنا بكَ يا "ريكس" لمَ لا تفهمني؟! .

قلتُ ذلكَ ثمَ أمسكتُ بالرسالة بكلتا يدي و مزقتها بقهرٍ شديد ، ثم رميتُ بقصاصات الرسالة أرضاً و نظرتُ إليه بعينينٍ اكتسيتا بالدموع ، و قلت بحدة

- هل هذا يرضيك؟!

لزم الصمت و هو ينظر إلي بدهشة ، مرت أوقاتٌ كثيرة غضبت فيها عليه لكن لم يسبق أن كنتُ مندفعةً في غضبي و انفعالي لهذا الحد!
كانت أنفاسي تتلاحق و دموعي تنحدر على و جنتي ، همستُ قائلة

- أحبكَ يا "ريكس" ، و لا اهتم لأحدٍ سواك .

همس باسمي بهدوء

- "آماندا" .

تقدمتُ إليه و عانقتهُ بحرارةٍ ، كنتُ بحاجةٍ لعناقه ، لأشعره بحبي و اهتمامي به .. كنت بحاجةٍ لدفئه ، للشعور بحبه لعل ذلك يخفف عني قليلاً .
همستُ قائلة

- لا تفعل بي ذلكَ يا "ريكس" ، لا تقسو عليّ أرجوك .

بادلني العناق ، أحسستُ بذراعيه تطبقان علي بكل ما ؤتيت من قوة ، و همس في أذني بدفء

- لم أكن أقصد يا عزيزتي ، أعتذر .
- لا تكرر ذلك ، ثق بي رجاءً .
- أثق بكِ يا حبيبتي ، أثق بكِ .

طال بنا العناق ، و طال انسكاب دموعي بالعتاب ، و طال همسه بالإعتذار .
كان ذلكَ أول عناقٍ و أجمله ، كان متقداً ، جياشاً .. أختلطت فيه الكثير من العواطف و المشاعر .
أذكر أن "سارة" عزيزتي قد شاركتني بذرف الدموع ، و البسمة في شفتيها لأجلنا .
و أنا و "ريكس" ، تبادلنا الإبتسامات و الضحكات ، و افترقنا بجسدينا كلٌ إلى درسه ، وترك كلٌ منا جزءً من قلبهِ عند قلبِ الآخر .

مطر الفجر
10-14-15, 09:02 AM
جزء رائع جدا
بدات الاحداث بالتقدم اخيرا
ارجوا ان تكملي الجزء القادم مساءا ^_^
وكانك تعلمين ان نقطة ضعفي هي قلة الصبر هههه
تحيتي لك مبدعتنا مرجانه :MonTaseR_222:

آسيرة حرف
10-14-15, 09:30 AM
ماشاء الله وتغار بعدنا ماحبينا :ai:
عادي هي يوم كان تقهر ريكس
بالاستفهام حقها جداً عادي كان

:MonTaseR_122:حلال لها حرام ع غيرها يعني عياره اماندا
وش قد ما احبها انا

:r:هذه يبيني اوديها عند السيده منشن بدل سالي
تكرفها كم يوم وترجعها لريكس

باقي اللحين نطمن ع ساره والفريد وش بيكون نهايتهم
مع بعض او ضد بعض :MonTaseR_21:

مرجانه اسرعي لنا بالنهايه اخاف يرجع الاستفهام :مبحلق:

لقلبك:MonTaseR_222:

رسول المحبة
10-14-15, 09:33 AM
رائع
ربما قربت نهاية القصة
لأن أحداث الأكشن بدأت من هذا الجزء


الله يعطيكـ العافية ،،،

ســـارا
10-14-15, 09:35 AM
ممادري ماحبيت اريكس
وب مرتاحه لوجوده في حياة أماندا !
:MonTaseR_94:


بانتظارك عزيزتي
:MonTaseR_205:

مرجانة
10-15-15, 03:25 AM
شكراً لتعقيباتكم الجميلة ، و متابعتكم المبهجة لقلبي ،

بعد قليل ، الجزء الرابع عشر

كونوا بالقرب

مرجانة
10-15-15, 03:32 AM
،،،، الجزء الرابع عشر ،،،،


تناسيتُ أمر الرسالة التي شغلتني قليلاً ، كنتُ أريد أن أعرفَ ماذا كان يريد ذاك المجهول ، و لكن لأجل "ريكس" تنازلت عن معرفة المحتوى و مزقتها دون تردد .. لستُ نادمة و لا مهتمه كثيراً .. و سرعان ما نسيتُ أمرها و أمر صاحبها .

مضت عدة أيام و أسابيع ، و في أحدِ أيام العطلة ، كنتُ في الصباح أسير مع "سارة" في الحديقة ، كنا تناولنا طعام الإفطار معاً .. بعدها قررنا السير قليلاً حتى تحين الثامنة و النصف و نعود أدراجنا .
بينما كنا نسير ، استوقفتني "سارة" و هي تشدني من يدي قائلة و هي تنظر بعيداً بدهشة

- انظري انظري يا "آماندا"! ، إنه "ريكس"!

نظرتُ حيث تقصد ، نعم كان ذلك "ريكس"! .. يسير في الجانب الآخر للحديقة ، و بصحبته .... فتاة!!
ادهشني كثيراً ذلك! .. أحسست بقلبي ينقبض ، ظننتها في البداية تلكَ المختالة "جيسي" التي كانت تتحدثُ و تقهقه معه في القاعة ذلك اليوم ، و لكن بعد أن تمعنتُ قليلاً عرفتُ أنها ليست هي ، فالفتاة التي معه كانت أنيقة و لطيفة على ما يبدو .
حدقت بصمتٍ للحظات ، ثم قلت

- من تكون تلكَ الفتاة!؟
- الماكر "ريكس"! ، الفتاة جميلة كثيراً .

نعم كانت الفتاة جميلة جداً ، بعينينٍ زرقاوتين و شعرٌ بني قصير قص بشكلٍ جميل جداً ، و ابتسامتها جذابة كثيراً!
انتابتني الغيرة حينها ، و لن أنكر أن الغيرة انتابتني أشد هذه المرة .. كان "ريكس" يشد بيدها تماماً كما كان يشد بيدي حينما نسير معاً ، يبدو أنه يعرفها منذ مدة و يألفها .

كان ذلكَ على ما يبدو واضحاً علي ، فلقد نظرت إليّ "سارة" بصمت .. ثم قالت محاولة إزاحة تلك الفكرة عن رأسي

- ربما كانت شقيقته!

فكرتُ في هذا الإحتمال ، أخبرني "ريكس" من قبل أن لديه شقيقةً وحيدة تكبره ، و هي متزوجة و تسكنُ في محافظة بعيدة عن محافظتنا ، هذا احتمالٌ ضعيف .

قلتُ و عيناي لم تتنحا عنهما

- لا أعتقد ، لنذهب إليه لنتأكد .
- تتكلمين بجدية!؟

نظرتُ إليها و قلت بانفعال

- بالتأكيد ، يجب أن يعرف أني رأيته! ، و يجب أن أعرفَ من تكون هذه الفتاة التي يعاملها بكل هذا الود .
- حسناً ، هيا بنا .

و تقدمنا نحوهما ، و الإنزعاج ما زال يعتريني و الأفكار تتقلب في عقلي ، من تكون هذه الفتاة التي يسير معها في هذا الصباح! ، يبادلها الإبتسامات و الضحك ، و يشد بيدها بكل حنان!

عندما اقتربنا منهما ، نظر إلينا "ريكس" متفاجئاً .. على ما يبدو لم يكن يتوقع رؤيتنا أبداً .
وقفنا قبالتهما قائلتين

- صباح الخير .

رد الإثنان و المفاجأة واضحة في صوتهما

- صباح الخير !

قال "ريكس"

- انتما هنا؟

قالت "سارة"

- كنا قد تناولنا الإفطار منذ قليل ، و جئنا للسير قليلاً قبل العودة .

نظرتُ إلى الفتاة ، بدت أجمل مما هي عليه من بعيد ، و ذلك قد استثار غيرتي أكثر ، نظرتْ الفتاة لـ "ريكس" نظراتُ تساؤل ، و لكني سبقتها بسؤالي إليه

- من هذه الفتاة يا "ريكس"؟ ، أ لن تعرفنا عليها؟!

نظر إلي "ريكس" ، وقد أحسَ على ما يبدو بتلكَ الغيرة التي ظهرت في نظرتي ، فابتسم ابتسامةً واسعة استفزتني كثيراً! ، و قال

- هذه شقيقتي الوحيدة "صوفيا" ، و لقد أخبرتكِ عنها مسبقاً لو تذكرين .

عندما قال ذلك ، انفرجت اساريري ، فابتسمت بصدقٍ و سعادة واضحة و نظرتُ لـ "صوفيا" الجميلة التي بادلتني الإبتسامة ، و مددت يدي لمصافحتها قائلة

- يسعدني التعرف إليكِ ، أنا "آماندا" .

صافحتني بسعادة قائلة بلطف

- و يسعدني أيضاً ، تشرفنا يا "آماندا" .

قلتُ لـ "ريكس"

- كنتُ اهاتفكَ البارحة و لم تذكر لي أنها هنا !
- لم نتطرق للحديث ، لذلك فاتني يا عزيزتي .

ثم أردف قائلاً

- و هذه "سارة" ، الصديقة المقربة و الوحيدة لـ "آماندا" .

فتبادلت "سارة" التحية و المصافحة مع "صوفيا" ، ثم قالت تنظر لي

- هيا يا "آماندا" لنعود ، فلقد حانت الثامنةَ و النصف .

قال "ريكس"

- لما العجلة ، رافقانا!
- لا أستطيعُ "ريكس"! ، وعدتُ والداي بالعودةِ سريعاً .
- اذهبي دون "آماندا" إذاً .

نظرت إليه بحنق ، فضحكتُ قائلة

- إن كنتِ تصرين فسآتي معكِ .
- لا يا عزيزتي ، إبقي لا مشكلة .. سأذهبُ حتى لا أتأخر ، أراكما في المعهد ، إلى اللقاء جميعاً .

قالت هذا و انصرفت .. فقال " ريكس"

- إذا سأذهب لإحضار القهوة ، انتظراني على المقعد .. لن أتأخر .

ذهبَ "ريكس" و جلستُ أنا و "صوفيا" على المقعد ، فابتدأت "صوفيا" الحديث

- إذاً ، أخيراً أفصحَ لكِ "ريكس" عن مشاعره .

نظرتُ إليها متفاجئة ، ثم ابتسمت و قلت

- هل يحدثكِ عني؟!

اتسعت ابتسامتها و ازداد حماسها بالحديث

- كان لا يكفُ عن الحديثِ عنكِ كلما سنحت له الفرصة! ، كلما التقينا أو تهاتفنا .. أعتقدُ أنه مهووسٌ بكِ .

أصدرتُ ضحكةً خفيفةً خجلة ، و لم أعرف ماذا أقول .. رغم أني استغربتُ حديثها .. فـ "ريكس" لم يتعرف عليّ منذ مدة طويلة! ، أربعة أشهرٍ و لا تزيد!

قالت لي

- إذاً متى اعترفَ لكِ "ريكس" ؟!

صمتت أفكر قليلاً ، أعترف! .. كان اعترافه مفاجئاً لي كما أتذكر ، لم يمضي على معرفتنا حينها إلا أياماً !
نظرتُ إليها و قلت

- منذ أربعةِ اشهرٍ تقريباً ، و لقد فاجأني! ، حيثُ أننا لم نتعرف على بعضنا إلا قبل أيامٍ قليلة!

أصدرت ضحكةً هادئة و قالت

- كان يجبُ أن تعرفيه جيداً من تلكَ الرسائل ، ألم يكن يحدثكِ عن نفسه؟!

سكنت تقاسيم وجهي هذه اللحظة تعجباً و صدمة .. قلتُ دون استيعاب

- رسائل!؟

قالت وقد بدت مستمتعة بالفكرة

- نعم ، تلكَ الرسائل التي تصلكِ دون اسم صاحبها ، علامةُ الإستفهام! .. أعترفُ أن "ريكس" رومانسيٌ بامتياز .

قالت ذلك و ضحكت ، و ما تدري أنها بقولها أوقفت قلبي للثوانٍ عن النبض ، و نفسي تعطل عن الشهيق و الزفير!
أيعقل؟! .. "ريكس" هو ذلكَ المجهول؟! .. "ريكس" هو صاحب الإستفهام! ، أي لعبةٍ خاضها معي؟ .. و إلى متى ينوي تغافلي؟ .. و إلى أين يريد أن يصل و يستمر في اللعب؟ ، لقد أثبت لي اليوم أن "ريكس" بارعٌ في التمثيل أيضاً ، وليس في الحب فقط .. ليس في الإختباء .

قالت وهي تغمز بمكر

- أخبريني صدقاً ، أ لم ترق لكِ تلكَ الرسائل؟ .. عندما أخبرني أنه تجرأ أخيراً و أرسلَ إليكِ لم أصدقه .

أحسستُ بغصةٍ في حنجرتي ، بزحامٍ شديدٍ من المشاعر المتلخبطة داخلي غصصتُ بها ، زحامٌ منعَ الكلامَ و كبتَ الصوت في داخلي .. أحسست بحرارةٍ تنبثق من عيناي ، لا أيتها الدموع لا تخرجي الآن !

تمالكتُ نفسي و نظرتُ إليها ، و تصنعتُ ابتسامةً تكلفتُ كثيراً لإظهارها ، وقلت

- نعم ، كانت تروقني ، و كم كان شقيقكِ لطيفاً و رقيقاً .. أسرني ، و أحببته بكل جوارحي .

قلتُ هذا و نهضتُ قائلة

- بالإذن ، يجب أن أنصرف .

قالت متفاجئة

- ما زال الوقت مبكراً ، ثم "ريكس" سيأتي بالقهوة الآن ، سيشعر بالخيبة إن لم يجدكِ .

خيبة!! ، أنا من اعتلتها الخيبة! .. أنا من ألجمتها الصدمة! ، أنا من اكتشفت أنها مخدوعة كل هذه المدة ، خاب ظني كثيراً بكَ اليوم يا "ريكس"

أجبتها بصعوبة

- لا بأس ، مضطرة للذهاب ، سعدتُ بلقائك .. فرصة سعيدة .
- حسناً ، فرصة سعيدة .

و استدرت مغادرةً بسرعة ، فدموعي لم تستطع أن تختبئ في محاجرها مدةً أطول ، و شهقات بكائي لم تحتمل هذا الكبت المحرق في داخلي ، كل ما في داخلي يستعر ، كلي مذهولٌ و مصدوم ، لا أستطيع التصديق ، "ريكس" الذي كان يغضبُ كلما تحدثتُ عن صاحب الرسائل ، هو نفسه الذي يتغزلُ بي في رسائله! ، "ريكس" الذي كان يمنعني عن مراسلته ، الذي مزقَ رسالتي غيرةً من نفسه! ، ما كل هذا؟! ، كيف يجيد التمثيل؟! .. و ما نفعُ كل هذا!؟

بخطىً حثيثة عدتُ إلى منزلي ، كالسارقة ، تسللتُ إلى غرفتي حتى لا يراني "ألفريد" ، بل حتى لا يرى دمعي الذي اكتسى وجنتي و عبثَ بملامح وجهي .
رميتُ نفسي على فراشي ، و أخرجتُ الحرقةَ التي احرقت داخلي بشهقاتٍ عالية من البكاء ، نفضتُ الكثير من الألم من دموعي .. و لم أكتفي ، دموعي لا تكفي لتطفيء لهيب الصدمة! ، و لا تكفي لغسل مرارة الخيبة ، كان في داخلي الكثير من الألم و القهر ، الكثير من التساؤلات و التعجبات ، لماذا مارستَ علي خدعةً يا "ريكس" ، لماذا؟!

=============

بكيت كثيراً حتى اغتال النوم عيناي ، و لا أعرف كم دقيقةً أستغرق نومي ، و لكنه كان نوماً عميقاً جداً.
فتحتُ عيناي على طرق الباب ، كان "ألفريد"!
فتح الباب بهدوء و عندما وقعت عيناه عليّ ، قال متسائلاً

- متى عدتِ يا "آماندا"؟! ، قلقتُ عليكِ عندما لم تأتي عند التاسعة .

جلستُ قائلة

- كم الساعة الآن؟
- التاسعة و النصف .

رفعت حاجباي دهشة ، ثم قلت

- كنت هنا منذ أكثرِ من نصف ساعة ، اعذرني لأني لم أخبرك .
- لا يهم .. كنتُ أريد الإطمئنان عليكِ و حسب .
- شكراً أخي .

ابتسم ابتسامةً لطيفة ، ثم غادر و أغلق الباب خلفة ، و مع خلوتي .. رحتُ بأفكاري سريعاً إلى "ريكس"! .. ذلكَ المخادع ، المزيف ، المجهول و المعروف! .. حتى الآن أكاد لا أصدق ما حدث!
هل يعقل أن يكون "ريكس" هو صاحب الرسائل؟! ، نعم هذا ما صرحت به شقيقته "صوفيا" !

وضعت يدي على جبيني ، أصبتُ بالصداع الشديد من شدة البكاء و كثرة التفكير .. و لم يمنعني الصداع من الاستمرار بالتفكير فيه .
حتى قطع حبل أفكاري صوت هاتفي .

أخرجته من حقيبتي بسرعة ، و أنا أعرف يقيناً من هو المتصل .. نعم كان هو ، الممثل البارع ، المحترف!
لم أجيب ، بل ظليتُ أحدقُ في اسمه المخزن في هاتفي ، و قد خزنته مؤخراً باسمِ " ريكس الحبيب"
حتى قطع الإتصال ، فظهرت على شاشة الهاتف عدة مكالماتٍ فائتة ، كان عددها سبعاً قبل المكالمة الثامنة ، و أيضاً و جدتُ أربعَ رسائل نصية .

لا شكَ أنه علمَ بأن شقيقته فضحته ، "ريكس" .. كيف تريد مني أن اسمعك بعد أن تحايلتَ علي ، مرتْ علي ليالٍ قاسية بسببِ تلاعبك ، هل كنتَ تخطط في حَبْكِ لعبتكَ بينما كنتُ أبكي عليك؟ ، هل كنتَ تستمتعُ عندما أتلهف إليك و أشتاقك ؟! ، أتراكَ سخرتَ مني؟!

هززتُ رأسي محاولةً طرد هذه الأفكار من رأسي المشوش ، و أخرجت تنهيدة من صدري المحترق .
فتحتُ الرسالة الأولى منه ، كان نصها (( "آماندا" أرجوكِ أجيبي على هاتفك ))
حدقتُ في حروفها للحظات ، أفكرُ بأي حالةٍ كان حينما أرسل إليّ هذه الكلمات؟ .. ثم انتقلتُ لرسالته الثانية ، فتحتها و قرأت (( يجبُ أن تسمعيني يا "آماندا" ، سأخبركِ بكل شيء ، أرجوكِ أجيبي ))

همستُ في داخلي .. بما ستخبرني؟! ، لا شيء يستحق الإصغاء إليه ، فلقد كشفت اللعبة .. و لا مجال أبداً لإظهار المبررات و إقناعي بها! .. ماذا ستقول؟ ، و هل يجب علي تصديقك ، أ حقاً تظن أنه عاد بإمكاني تصديقك؟!

هنا لم تتحمل دموعي الحبس ، فاهرقتها أجفاني باستسلام ، بكيتُ على نفسي و على كل ما حدث ، و على تلكَ اللعبة التي كنتُ فيها مخدوعة ، غافلة ، لا أعرف ما الذي يدور من ورائي و ما يُفعلُ من خلفي .. و ذلك الشخص ، أو الشخصين الذين أحببتهما ، كلاهما زيف ، كلاهما الخديعة التي صيغت لتمزيقِ قلبي بكفاءة ، و تركي حطامٌ منهار لا يعرف كيف يقفُ بعد أن هوى .. كيف يصمد بعد أن خذل .

تلاحقت شهقات بكائي ، و في صدري نارٌ تحرق قلبي ، تقتلني .
تمالكتُ نفسي و أخذتُ شهيقاً عميقاً و أنا أغمض عيناي ، حتى هدأتُ قليلاً .. مسحتُ دموعي بيدي و عدتُ إلى رسالتيه المتبقيتين ..
فتحتُ الرسالة الثالثة التي كُتِبَ فيها (( "آماندا" عزيزتي ، أرجوكِ لا تتجاهلي مكالماتي ، امنحيني فرصة ، استمعي إلي فقط و لا تظلميني ))

أظلمك؟! ، كيف أكون الظالمة و أنا المغدور فيها؟! ، يبدو أن الربكةَ جعلتكَ تنسى أين موقعكَ في تلكَ اللعبة ، و أين موقعي .. ألستَ أنتَ من خططَ لكل شيء؟ ، ألستَ أنتَ من تقربَ مني بالرسائل و جعلني أنجذبُ إليه؟! ، و لم تكتفي .. بل لتستمتعَ أكثر ظهرتَ بشخصيةٍ أخرى ، لتتركني هائمةً بينكما .. هائمة بين الصديق الجميل و الوفي ، المحب الحنون و العطوف ، و بين المحب الخفي ، العاشق المجنون ، صعبتَ الأمر علي ، و ارهقتني كثيراً .. كثيراً يا "ريكس"!

فتحتُ بعدها الرسالة الرابعة و الأخيرة ، و التي كتبَ فيها
(( أحبكِ كثيراً يا "آماندا" ، و لن أكف عن محاولة الإتصال بكِ .. و لن استسلم و أتوقفَ إلا عندما تجيبيني يا عزيزتي ، "آماندا" ثقي بي ، أحبكِ و لم أقصد خداعكِ ، لم أقصد كل ما حدث! ، و لا تتركيني الآن ، أرجوكِ .. أحبكِ يا "آماندا" الجميلة ، صدقيني ))

تركتُ الهاتف من يدي ينحدر على السرير ، و ألقيتُ بنفسي أنا الأخرى على الفراش ، و عيناي لم تتوقفا عن ذرف الدموع ، تحبني يا "ريكس" و تخدعني؟ ، تحبني فتتلاعب بي ، تحركني كيف تشاء .. يوماً تضحكني و يوماً تبكيني .. آسفة على كل وقتٍ أمضيته معك ، آسفة على تمسكي بكَ عندما أرسلتَ لي رسالتكَ و ادعيتَ الغيرة الشديدة من نفسك ، آسفة على غبائي ، و حبي الذي منحتكَ إياه ، و أنتَ لا تستحق .. لا تستحق .

============


انقضى هذا اليوم علي بكآبة شديدة ، لاحظني فيه "ألفريد" ، و سألني عن سبب بكائي الذي ظهر جلياً في ملامح وجهي و عيني ، أخبرته بأني تخاصمتُ مع "ريكس" فقط ، لم أخبره بالحقيقةِ كاملةً ، لا أريد أن يتدخلَ أخي في شيء ، أيضاً بالنسبةِ لي انتهى أمر "ريكس" ، لذا يجب أن أتجاوز هذا الحدثَ سريعاً ، و أن أخرجَ "ريكس" من عقلي كما لفظه قلبي الذي عانى منه الخديعة .

لكن الأمر لن يكون سهلاً علي ، طالما ألتقيه في المعهد!
نعم هكذا فكرتُ في الصباح حينما استعددتُ للذهاب إلى المعهد ، كيفَ سأواجه "ريكس"؟ ، لم أجب على مكالماته و رسائله بالأمس .. و لا شكَ أنه سينتظرني واقفاً عند بوابة المعهد ككل مرة ، حينها لن يكون هناك مجالاً لتتهربَ عيني من النظر إليه .

نفضتُ رأسي من كل هذه الأفكار ، لندع الأمور تسير على طبيعتها و ليحدث ما يحدث ، لا بد أن أضعَ حداً في النهاية ، إن لم يكن اليوم ، سيكون غداً .

و غادرتُ المنزل إلى المعهد ، سرتُ ببطءٍ و هدوء ، لم يعد يثيرني أي شيء!
لا بردُ الصباح ، و لا ضحك الناس ، لا زحام السيارات و لا هزهزةِ الأشجار ، على غير العادة ، كل ما حولي لا يعنيني ، كله حياة فارغة من كل شيء!

و صلتُ إلى المعهد ، فبدأت أطرافي ترتعد .. أخذتُ نفساً و رجوت أن لا يكونَ "ريكس" خلف الباب
تجاوزت الباب ، و سرتُ قليلاً .. حتى لمحته واقفاً ينظر إلي .

أنقبض قلبي و عاودني الألم ، هذا هو ينتظرني كما العادة ، لكن انتظاره هذا اليوم مختلفاً! لم يكن شوقاً و حباً و لهفة .. بل كانت وقفته اليوم لتبرير فعلته ، و ليطلب فرصة للتكفير عن ذنبه .

تحركَ متقدماً نحوي ، و مع كل خطوةٍ يخطوها ينتفض قلبي في داخلي ، يا إلهي إهدأ قليلاً أنتَ تربكني!

أقتربَ مني و توقفَ أمامي ، كان الإرهاق واضحاً في عينيه .. و مسحةٌ من خجلٍ اكتست وجهه الحزين ، كان ينظرُ إلي برجاءٍ شديد .

تكلم قائلاً

- "آماندا" ، اسمحي لي بأن أوضحَ لكِ ما حصل .

تكلمتُ بحدة

- لستُ مهتمة للتوضيح ، في النهاية استغفلتني يا "ريكس" ، مارستَ علي لعبةً فاقت كل التوقعات! ، من كان يظنُ هذا يا "ريكس"!؟ ، من كان يظن أن كل ما حدثَ تخطيطٌ مسبقٌ منك؟ ، و لما كلُّ هذا ؟! .. تحبُ الإثارة؟! ، أم تريد أن تجعلَ من حياتكَ مسرحاً تديرهُ كما تشاء ، ترغمنا على المشاركةِ فيه رغماً عن أنوفنا دون تبليغٍ مسبق!

قال بنفاذ صبر

- "آماندا" لم أكن خططتُ لكل هذا! ، سارت الأمور بشكلٍ مختلف بعكس ما توقعت ، لم يكن ذلك بالحسبان !
- أيضاً لا يهمني! ، تنحى عن طريقي "ريكس" .
- دعيني أشرح يا "آماندا"!

قلت بانفعال بعدما ضاق صدري

- ماذا تشرح! ، ها؟ .. ستشرح لي أن الأمور أفلتت زمامها منك؟ ، أنك لم تقصد أن تخدعني؟ ، لم تقصد التمثيلَ علي؟ ، كنتَ تأتي إلي تنعتُ صاحبَ الرسائل .. تنعتُ نفسك! ، تستفزني و أخاصمكَ لأجلك .. كم أبكيتني عليك .. كم أحرقتني شوقاً إليك و إلى رسالاتك ، عبثتَ بي كثيراً ، أتعبتني يا "ريكس" .. جعلتني أتوسلُ إليكَ لتأخذَ رسالاتي إليك! ، لا شكَ أنكَ كنتَ تضحكُ من ورائي .. تسخرُ من جنون ولعي بك ، تشعر بالنشوة كلما رأيتني أتمزقُ لأجلك أو تأخذني الحيرة من نفسي في دروبك .. أو أبكي قسوتكَ و جفاءك .. تشعر بالإنتصار ، بالزهو و السعادة ، أي شخصٍ أنت؟!

أظهر الألم بعضَ الدمع في حدقتيه ، كان متألماً و خجلاً ، تكلم بصوتٍ مبحوح

- ليسَ كذلكَ يا "آماندا" ، صدقيني .
- لكن النتيجة واحدة يا "ريكس" ، إنها لعبة لعبتها معي منذ البداية ، كيفَ أثقُ بك بعد أن مثلتَ كل تلكَ الأيام و الشهور؟! .. لقد آلمتني للمرةِ الثانية ، المرةُ الأولى برسالتكَ تلك ، و المرة الثانية بالأمس .. خابَ ظني بكَ كثيراً ، و لن أنتظر المزيدَ من الخيبات و الألم ، انتهت اللعبة و انتهى كل جميلٍ كان بيننا .

قلتُ ذلكَ و انحدرت دموعي الساخنة بصمتٍ على وجنتي ، فانصرفتُ بسرعةٍ عنه ..
نعم يا "ريكس" انتهى كل شيءٍ جميل ، عدمتَ الحبَ بعدما منحتني إياه بكل تفانٍ و اهتمام ، قضيتَ على تلكَ المشاعر الجميلة التي تهتز طرباً كلما تصغي لصوتك ، و ضعتَ خاتمة تعيسة لمسرحيةٍ صنعتها ، غادرتكَ بطلتها اليوم هاربة من كل هذا الجحيم ، من الصدمة التي تلقتها منك و الخيبة التي و جدتها فيك .. لننتهي يا "ريكس" ، ليبحثَ كلٌ منا عن حلٍ حتى يواري حطام قلبه ، حتى ينسى ، حتى يكمل طريقه دون الإلتفاتِ إليه .

===========

عندما أخبرتُ صديقتي "سارة" بأمر "ريكس" ، و بالتمثيليةِ التي مارسها علينا نحنُ الإثنتين ، لم تصدق!
شهقت بقوةٍ و قالت

- لا أصدقُ أبداً! ، "ريكس" نفسه المعجب الخفي؟! ، صاحب الرسائل المجهول!؟

أجبتها بهدوء

- أدين بالشكر لشقيقتهِ "صوفيا" ، لولاها لكنتُ ما أزالُ مخدوعةً فيه .
- أريدُ أن أعرفَ فقط! ، لما فعلَ كلَّ هذا!؟
- أما أنا فلا أريد ، كرهتُ "ريكس" ، و كرهتُ كل شيءٍ متعلقٌ فيه .

"ريكس" هذا النهار حاول الحديث معي أكثر من مرتين ، لكني لم أمنحه الفرصة ، و "سارة" في المرةِ الأخيرة وقفت له بشدة ، حتى أخجلته من نفسه و انصرف .

بعدها عدتُ إلى منزلي بسرعة ، وجدتُ أخي "ألفريد" .. كان جالساً يشاهد التلفاز .
أقتربتُ منه و جلستُ بجانبه قائلة

- "ألفريد" أريد التحدثَ معكَ بأمر يهمني .

نظر إلي باهتمام ، و اعتدل في جلسته قائلاً

- تكلمي يا "آماندا" أنا مصغٍ .

أخذتُ نفساً لأتغلبَ على توتري ، و قلت

- أريد أن أنتقل من هذا المعهد إلى معهدٍ آخر .

علت الدهشة وجهه ، و قال مستفهماً

- لماذا؟ ، هل للأمرِ علاقة بخصامكِ مع "ريكس"؟
- نعم يا أخي ، يضايقني كثيراً و لا أستطيعُ تحملَ مضايقاته أكثر .
- برأيي الأمر لا يستحق ، ثمّ لما لا تحلا الخصام؟ ، أنتما أكثر من صديقين لا يجب أن تفرطا ببعضكما بهذه البساطة!
- لأننا كذلك لا أستطيع أن أغفرَ له!
- ما الذي حدثَ بينكما بالضبط؟

لزمتُ الصمت ، شيءٌ ما يمنعني من فضحِ "ريكس" عند أخي ، ربما خوفاً من تأنيبه لي بسبب غبائي ، أو ربما لا أريدُ تشويه صورة "ريكس" ، و ربما خائفة من غضب أخي!

كرر سؤاله

- ما الأمر؟ ، ماذا حدثَ بينكما؟

قلت بعصبية

- حدثَ ما حدث ، لكني مصرة على الإنتقالِ إلى معهدٍ آخر .
- هذا المعهد قريبٌ من منزلنا ، لذلك لا أحبذ فكرةَ نقلكِ .
- مهما كان ، أنا مصرة!

و وقفتُ و غادرته إلى غرفتي ، أخرجتُ تنهيدة ألمٍ و حرقة ، لا استطيع تحمل "ريكس" و لا النظر إليه
لا أطيق ذلك .. كلما التقت عيناي بعينيه تذكرتُ استغفاله لي ، تحايله ، خديعته ، آهٍ "ريكس" .. لقد تركتَ جرحاً غزيراً في قلبي ، سيخلف ندبةً يستحيلُ لها أن تزول .

==============

فتحتُ عيناي بعد نومٍ عميق ، فتحتُهما على "ريكس"!
صورته لا تغادرني ، و كلماته تتردد على مسامعي ، ما زال يستفز قلبي ليجعله ينبض بجنون ، متى تنوي أن تغادرني يا "ريكس"؟!

نهضتُ من فراشي و اتجهتُ نحو الباب لأغادر غرفتي ، فتحتها بهدوء .. فتسربَ إلى مسامعي صوت "سارة"

- لقد كانت صدمةً قويةً بالنسبة لي! ، فكيف كان وقعها على "آماندا" يا ترى؟! .. تعلقتْ تعلقاً شديداً بصاحب الرسائل ، جاءها "ريكس" و ادعى انه شخصٌ آخر أحبها بجنون ، مزق رسالةً كتبتها له ليثبتَ مدى عشقه و غيرتهُ عليها من صاحب الرسائل ، ثم يفاجئنا أنه و صاحب الرسائلِ شخصٌ واحد!

سمعتُ صوتَ "ألفريد"

- لما فعل كل هذا؟! ، لما يعبثُ بقلب أختي "آماندا" لماذا؟!
- لم نستمع إلى تبريراته لأن "آماندا" تريد أن تنهي العلاقة مهما كان ، لقد تلاعبَ كثيراً بمشاعرها .. و الرسالة الأخيرة التي بعثها!! ، لو رأيته كيف أوهمنا بغيرته الشديدة!
- شابٌ وقحٌ و دنيء ، طالما تسببَ بكل هذا لأختي ، فسأنقلها من هذا المعهد كما تريد .

شعرتُ بالراحةِ كثيراً حينما سمعتُ منه ذلك ، لكن "سارة" غضبت قائلة

- لا "ألفريد"! ، ذلكَ ليسَ ضرورياً !
- إنها رغبتها ، أختي جرحت كثيراً بسببه ، و رؤيتها له ستدمي جراحها دائماً و ذلكَ قد يؤثر على دراستها .

قالت بحزن

- لا أريدُ إكمال الدراسةِ دون "آماندا" .

تقدمتُ نحوهما حينها ، و قلت لـ "سارة"

- و لا أنا أحب ذلك ، لكني مرغمة يا عزيزتي ، يجب أن تتفهميني .

ثم نظرتُ إلى شقيقي و قلتُ بامتنان

- أشكركَ أخي على موافقتك .
- لم أكن أعرف بما حدث ، ليتكِ أخبرتيني بدلاً من جعلي استدعي "سارة" لمعرفةِ ما حدث .
- كنتُ خجلة ، ما حدثَ معي محرجٌ للغاية يا "ألفريد" .
- لا تهتمي يا عزيزتي ، انسي كلَّ ما حدث .

ليتهُ من السهل يا "ألفريد" أن أنسى بمجرد أن أقول سأنسى
كل ما حدث يتكرر في عقلي ، كلما جلستُ بصمتٍ عادت بي ذاكرتي حيثُ كلمات "صوفيا"
أشعرُ بضيقٍ و قهرٍ شديدين كلما تذكرتُ تلاعب "ريكس" و تحايلهُ علي ، أشعر بالخيبة ، بالخزي ، بالإنكسار
كلما تذكرتُ أني بتُّ أضحوكةً لـ"ريكس" .. و معَ ذلكَ سأضغطُ بقوةٍ على جرحي ، سأحكم الضمادةَ عليه إلى أن يقفَ نزيفه ، أما مخلفات الذكريات ، فستبقى تعاودني ، تزور عقلي لتنكأ الجراح ، ستعود لتذكرني بسخرية حكايتي .. ستذكرني أني كنتُ يوماً مستغفلة ، أضحوكة ، فتاةٌ مسلوبة ، أهداها سارقها حباً و اختطفهُ منها ليتركها بنصف قلبٍ و نصف عقل ..

مضت الأيام و انتقلتُ لأكملَ دراستي في معهدٍ آخر ، و كذلكَ صديقتي "سارة" انتقلت معي ، كنتُ أبذل قصارى جهدي في دراستي ، أنخرطتُ في البحوثات و الكتب ، كنتُ أحاول أن أملأ النصفَ الآخر من عقلي بأمرٍ يسيطر على اهتمامي كله ، حيثُ لا يعطي مجالاً للذكريات بأن تغتالني ، أو أن تمس جرحاً غائراً في الأعماق ، و مضت الأيام ، و مضت .. و مضت .

مرجانة
10-15-15, 03:32 AM
مكرر .. عذراً

:ساندي:
10-15-15, 03:36 AM
جزء الثالث عشر رووووعه

:31:

عتيم
10-15-15, 03:50 AM
مــرجــانـه

يــا أنـتــي

هـذه الأنـثـى صـاحـبـة نـفـس عـمـيـق جــداً

تـجـبـر الآذان عـلـى الإنـصـات

فـي قـالـبٍ مـن الـسـحـر والـدهـشـه

قـادره عـلى حـيـاكـة الـحـرف مـن ضـفـائـر ( الـشـمـس )

هـي انـثـى لا يـأتـيـهـا الـمـخـاض حـتـى تـهـز بـجـذع الأبـجـديـة

لـيـتـسـاقـط الـفـكـر عـلـى جـيـد الـطـرس

لـتـصـنـع مـن خـلالـه حـلـقـه مـا إن نـنـتـهـي مـنـهـا حـتـى نـبـدأ مـن جـديـد

هـي قـادره عـلـى إثـارة دفـائـن الـعـقـول بـزفـيـرٍ واحـد

شـهـيـقـهـا الـشـهـد .. يـنـسـاب كـلـمـا إتـكـئ قـلـمـهـا بـيـن سـبـابـتـهـا وإبـهـامـهـا

لـنـتـذوقـه حــلاوه

لـتـجـعـل الـمـتـلـقـي فـي حـالـة مـن .. ( الإنـتـظـار هـي أقـرب إلـى ..( الإحـتـضـار )

كلـمـا هـمـمـتُ لـقـراءتـهـا أجـدنــي أحـمـل بـيـدي الـيـمـنـى كـوب قـهـوتـي وبـيـسـاري زيـقـارتـي


هـي انـثـى تـؤدي إلـى كـل الـطـرق

ولـيـسـت كـل الـطـرق تـؤدي إلـيـهـا ..

بـبـسـاطـه ..

هـي انـثـى صـعـبـة الـمـنـال .. تـتـنـفـس الـبـراح بـشـمــوخ


هـي أنـتـي يـا مــرجــانـه



/// ................. انـا والـلـيـل

:ساندي:
10-15-15, 03:54 AM
كما توقعت بالاجزاء السابقه ان المجهول هو ريكس

رووووعه:SnipeR103:

:v: ← ريكس بدو قتله :v: هههه

يعطيك العافيه

آسيرة حرف
10-15-15, 03:57 AM
اباااااااااااااو :MonTaseR_159:

قلتلكم معو خطين ماصدقتوني
يعني هو كان نفسه
انا كنت حاسه كذا :schmoll: وش وشتو ذهني
حتا حبيتووو وبنهايه حبيت الوحش اللي كرهتوا اول :MonTaseR_127:

اللحين وشوله ذا الزعل مهيب في البدايه متشوقه للرساله
خلاص حبين تجمعو في واحد
يعني دبل :لا بالله:

:MonTaseR_212: اه يا مرجانه لعبتي بعقلي :MonTaseR_112: ايش اسوي بك اللحين

:MonTaseR_112: يرضيك احب اللي كرهتووو يرضيك :MonTaseR_145:

ريكس :MonTaseR_66: خلي يصير عليه حادث ويموت
:MonTaseR_127: لجل يبطل يلعب بمشاعرنا كلنا مع اماندا :MonTaseR_210:

:وجة ازرق: وانا للي كنت ابي الانسه منشن تكرفها
ليتها تكرف ريكس بدلها

:MonTaseR_166: ريكس في الجزء اللي بعدو اذا ما اقنعني ليه سوا
كذا :MonTaseR_210: بصير حزينه

:MonTaseR_187:

الساحرة
10-15-15, 05:13 AM
يالا قسوة آمـاندا
اردهـا أن تعشقه مرتين ..
ما اجمل الحب ان يصر عليك شخصا من اجلك أنت لا شيء سواك ..
تنهيدة ..
قليل جدا من يرى عيوب الحبيب حسنات وقليل من يغفر في الحب
فالمحبون بحق لا يتخلون مهما كانت الآسباب ..
واجد آماندا لا تستحق هذا الحب فهي متعجرفة متخبطة في مشاعرها
تتمسك بالمجهول و تبيع الواقع بكل سهولة …
اماندا فيها عرق من القذافي من انتم ههههههههه
الله يكون في عون ريكس
مـــرة آخرى
تنهيده عميقة ..
كبدي عليك يا ريكس.

رواية اجد فيها متعة اقرب للدراما
انتِ خلابه عندما ترسمين لنا الخيال واقع أمامنا

مطر الفجر
10-15-15, 12:59 PM
ليت الرواية اتخذت منحى اخر ^_^
اماندا غبية جدا واغبى مما كنت اظن
ولو كنت مكانها لالتزمت الصمت بعد ان علمت من صوفيا
ومارست عليه التمثيل واللعب ايضا
ولن اشعره بانني عرفت من هو
وسوف اكمل اللعبة معه لارى النهاية وكيفية اعترافه
ثم بعدها ساطلعه بكل شيئ وانني اعلم
وبعد ذلك ساجارية واقنعه بانني راضيه
رغم انه كذب علي بالبداية ساعذبه اكثر
واجعله اكثر تعلقا بي وبعد ذلك سابدا بممارسة لعبتي عليه
واتركه بجمود وبدون اي سبب ولا عذر ولا حتى وداع ^_^
وبعد شهرين سابعث اليه رساله
واقول له انني مارست اللعب معك كما مارسته معي :0005:
لكنها غبيه جدا ولو سامحته وعادت اليه
فانها من اغبى الغبيات :icon17:
لانها هي من تسببت بهذا كله لنفسها من البداية
لا يستحق هذا كله دمعه من دموع عيناها
ان كان يحبها بصدق لن يبكيها ولن يؤذيها
ولن يتلذذ بتعذيبها وينظر اليها تبكي على صدره كل يوم
بئسا لك يا ريكس الخبيث <<< تفاعلت زياده هههه :blush-anim-cl:
شكرا لك مرجانه القصه اصبحت اكثر تشويقا
ننتظر القادم ..... تحيتي لك

شذى الورد
10-15-15, 03:05 PM
ريكس كذب عليها واستغفلها
ما حبيت قصة انه عشان بحبها ففهو حاول يحافظ عليها بالشخصيتين
لانه هيك بكون خداع واستغفال لها ولمشاعرها
ممثل بارع واتقن دوره على اكمل وجه انسان مثل هيك صعب اصلا الثقة فيه تاني

هالاكتشاف شوه صورة ريكس جدااا << ما عدت استسيغ شخصيته بصراحة
كيف كان يجيه قلب يشوفها عم تتعذب قدامه وعوضها عن هاالعذاب بشخصية تانية !!
اللي بحب ما بقدر يخفي حبه ولا يشوف اللي بحبه بتعذب


مرجانة اسلوبك جميل ورائع
يسعدك

ســـارا
10-16-15, 12:17 AM
شكيت في الاول بعد استبعدته
فيه شئ خفي الى الآن !
لحتى يعترف ريكس بنفسه

انتظارك
:MonTaseR_222:

آسيرة حرف
10-16-15, 05:27 AM
:بكى: نعسانه يا مرجانه نعسانه :بكى:
وريكس الى الان :MonTaseR_56: لم يوضح الاسباب
اين البارت يا مرجانه :MonTaseR_210:

مرجانة
10-16-15, 10:20 AM
أعتذر من الجميع و بالأخص منكِ يا أسيرة على تأخري

الجزء السابق خذلكم على ما يبدو
شاكرة جداً لكم جميعاً لحسن متابعتكم

بعد قليل الجزء الخامس عشر

مرجانة
10-16-15, 10:25 AM
،،،، الجزء الخامس عشر ،،،،



مرت الأيام سريعة ، انقضت خمسُ سنواتٍ من الدراسة و المثابرة حتى بلغتُ هدفي ، أنا و صديقتي "سارة" اليوم طبيبتي أطفال ، و على ذكرِ "سارة" ، "سارة" لم تعد زميلةَ عملٍ و صديقة فقط ، بل باتت زوجةَ أخي!
كانت رغبةَ أخي للزواج أمرٌ أسعدني كثيراً ، و لكن ما فاجأني أنه حدثني عن "سارة" و رغبته بالزواج منها ، زواجهما كان قبل سنةٍ من تخرجنا ، و بذلكَ تحققت أمنيةُ "سارة" ، التي طالما أحبت "ألفريد" ، لكن القدرَ كان كريماً جداً معها حيث وهبها "ألفريد" زوجاً تظل معه طول العمر .. أما أنا فلم أمنح نفسي الفرصة للتعرف على صديق ، أو كسبِ حبيب ، بل كرستُ نفسي لدراستي ، لأنهمكَ فيها و احققَ طموحي ، و حتى أملأ نصفَ عقلي المسروق ، و رغم كل هذا الانهماك ، فإن "ريكس" ما زال يغافلني و يتردد إلى عقلي في بعض الأوقات .

"ريكس" حاول الوصول إلي عدةَ مرات في السنوات الثلاث الأولى منذ أن انهيت علاقتي به ، الجيد أنه لم يتجرأ للمجيء إلى منزلي ، كان يطلبني على الهاتف ، و يحاول السؤال عني عن طريق "سارة" ، لكن اليأس قد دخل إلى قلبه بعد تجاهلنا المتكرر له ، في السنتين الأخيريتين لم يعد يزعجنا بمكالماته .
و ما زلتُ أشتاقه أحياناً ، أشعر بالحنين إليه .. لكن سرعان ما أعود لوعيي و أزيح ذاك الشوق بذكرِ فعلته و خديعته .

في صباحٍ جميل ، أستيقظتُ فيه على صوتِ "سارة" و "ألفريد" ، كان صوتهما عالياً ، فزعتُ قليلاً قائلة في نفسي

- يا إلهي ، هل يتشاجران؟!

نهضتُ من فراشي و خرجتُ إليهما ، وجدتهما في المطبخِ يتجادلان ، كان "ألفريد" يريد طهي الفطائر المحلاة ، بينما تريد "سارة" تناول البيض مع اللحم

- "سارة" عزيزتي ، تربكيني كثيراً عندما تدخلين إلى المطبخ ، غادري فوراً و أنا سأصنعُ لكِ البيضَ و اللحم بعدَ أن أنتهي من الفطائر المحلاة .

قالت "سارة" بتذمر

- أنا جائعة جداً ، متى ستنتهي من إعدادها؟ ، سيستغرقُ صنعها نصفُ ساعةٍ على الأقل!
- ذلكَ ليسَ صحيحاً ، غادري و اتركي الأمر لي ، ستعيثين الفوضى هنا يا "سارة"!

قالت بانفعال

- يجبُ أن تكونَ ممتناً لأني أعينكَ يا "ألفريد"! ، أنتَ شخصٌ غريب!

تدخلتُ قائلة

- صباح الخير .

نظرَ إلي الإثنين قائلين

- صباح الخير .
- ما بكما منذُ الصباح الباكرِ تتجادلان؟

أجابني "ألفريد"

- خذي "سارة" يا "آماندا" ، أكاد لا أصدقها ، حتى الآن لا تعرفُ أني لا أحبُ تدخلَ أي أحدٍ معي أثناء الطهي!

نظرت إليه "سارة" بامتعاض ، ضحكتُ قائلة لها

- يا عزيزتي ضعي البيضَ من يديكِ و دعي "ألفريد" يقوم بمهمته ، تعالي معي .

و ضعتْ صحنَ البيض على الطاولة و جاءت إلي ، أخذتها معي إلى الصالة ، جلسنا و تبادلنا بعض الحديث ، بعد ذلكَ قلتُ لها

- اسمعيني ، بما أن اليوم عطلة سنذهب إلى المزرعة لنعملَ حفلةَ شواءٍ الليلة .
- شواء!؟ ، ذلكَ لا يناسبكِ يا حلوتي ، إنسي الأمر .
- اليومَ بالذات يجبُ أن أتدللَ و أحقق كل رغباتي ، و أنتِ و "ألفريد" أطالبكما بكعكة!

اتسعت عيناها دهشةً ، ثم فغرت فمها و قالت بسعادة

- آه "آماندا"! ، اليوم عيدُ ميلادك!

قلت بمرح

- نعم هو كذلك ، لذا لن ترفضا لي طلباً!

قالت بعد تفكير

- بأمر الشواء ، لنأخذ الموافقة من "ألفريد" أولاً .

جاءنا صوتُ "ألفريد" الذي كان يحمل أطباق البيض و اللحم قائلاً

- ما الأمر؟ عما تتحدثان ؟

قالت "سارة"

- اليوم عيد ميلادِ "آماندا" ، يجب أن نعملَ حفلةً لها ، لكنها تريدُ شواءً!

وضعَ الأطباق على الطاولة و نظر إليّ بحزمٍ و قال

- لا طبعاً .

زممتُ شفتي بحزن ، و قلت برجاء

- "ألفريد" لنقيم الحفلةَ في المزرعة ، سيكون المكان مفتوحاً و لن يضرني الدخان أبداً!

كان أخي و "سارة" معترضين للفكرة خوفاً منهما علي! ، قبلَ زواجهما بشهرٍ تقريباً أُصبتُ بضيقِ تنفسٍ شديد أثناء الجري صباحاً مع "سارة" ، لدرجةٍ أصابتني بالدوار و الوقوع أرضاً ، حينها اكتشفتُ أني مصابة بقصورٍ في القلب بسبب اعتلال عضلة القلب ، فمنعتُ عن الجري و صعود السلالم الطويلة و من أمور كثيرة ، منها التعرض للدخان بشكلٍ مباشر .

حينما ألحيتُ في طلبي قائلة بمسكنة

- أرجوكَ "ألفريد" ، لن أقتربَ من الشواءِ أبداً!

تبادلَ النظرات مع "سارة" ، ثم نظرَ إلي قائلاً

- طالما تعديني بذلك ، سأوافق .

قفزتُ من مكاني بسعادةٍ و صفقتُ بيدي قائلة

- رائع ، شكراً "ألفريد"
- هيا اغسلي وجهكِ و تعالي لتتناولي الطعام ، أعددتُ أولاً البيض و اللحم لأجل "سارة" ، سأعد الآن الفطائر المحلاة .

قالت "سارة" بامتنان وهي تنظر لـ"ألفريد"

- آه عزيزي ! ، شاكرة جداً ، سلمتْ يداك .

بينما قلت

- حسناً ، لكن لا تنسيا الكعكة أيضاً لأجلي! ، يجبُ أن يكونَ يوماً مميزاً .. أكملتُ اليوم السبعةَ و العشرينَ ربيعاً.

قال "ألفريد"

- لا تهتمي ، سيكون مميزاً ، هيا أسرعي .

============

منذ الظهر ، بدأنا الإستعدادات لحفلة عيد الميلاد ، تسوقنا لأجل شواء الليلة و لأجل الاحتفال ، و اخترتُ بنفسي الكعكة و الحلويات ، بعدها اتجهنا للمزرعة و قمنا بالترتيبات ، و أثناء ذلك اجريت مكالماتي و دعوت بعض الأصدقاء .
عند الساعة الرابعة عصراً حضر الأصدقاء ، كانوا "إليزا" .. الفتاة المغرورة ، و هي لم تتغير في غرورها و زهوها أبداً ، "إليزا" صارت طبيبةُ أعصاب و هي تعمل في نفس المستشفى الذي نعمل فيه ، تزوجت و أنجبت طفلاً .. بعدها جاء "فرانك" ، "فرانك" صار طبيب أطفال أيضاً ، و حضرَ زميلُ عملٍ آخر يدعى "كريس" وهو زميلي و "سارة" في عيادات الأطفال ، و حضرت زميلةُ عملٍ أخرى في عيادات الأطفال و اسمها "كاثي" .

أربعةٌ من الأصدقاء و أنا و "ألفريد" و "سارة" اجتمعنا و بدأنا الإحتفال بعيد ميلادي ، وضِعَت الشموع على الكعكة ، بدأ الجميع بالغناء و التصفيق ، فتمنيتُ أمنيةً في داخلي و من ثم أطفأت الشموع ، و من ثم قطعتُ قالب الكعكةِ و بدأنا بالأكل ، قضينا وقتاً ممتعاً جداً ، حتى حل المغرب ، فنظفنا المكان واستعددنا للعشاء و الشواء .

تولى "ألفريد" و "كريس" مهمة الشواء ، و "فرانك" و "سارة" يعينانهما عليه ، أما أنا و "كاثي" و "إليزا" كنا نحضر السلطة و العصير و ما إلى ذلك للعشاء .
وبعد ساعتين ، كان العشاء جاهزاً و محضراً على طاولةِ الطعام ، فجلسنا جميعاً لتناول العشاء ، و كان عشاءً لطيفاً لم يخلو من المرح و الضحك ، و بعد العشاء دخلنا إلى الداخل و جلسنا لشرب الشاي و الحديث .
كانت السماء صافية و القمر بدراً هذه الليلة ، مما جعلني أرغب في السير تحت ضوءه في أرجاء المزرعة ، انضمت لي "كاثي" و "إليزا" و سرنا إلى الخارج معاً نتبادلُ الحديث .. و كان بين حديثنا ما يثير الاهتمام ، حيثُ قالت "كاثي" لـ "إليزا"

- هل رأيتي طبيبَ القلب الذي وصلَ اليوم إلى المستشفى؟
- لا لم أره ، كنتُ منشغلة كثيراً لدرجةٍ أصابتني بالصداع ، ما به؟

ابتسمت قائلة

- لا شيء به ، لكنه لطيفٌ و وسيم .. و قد لفتَ انتباه الجميع بحضوره ، التقيتُ به مصادفةً أثناء نزولي للغداء ، تحدثتُ معه قليلاً و رافقته حتى عدنا للعمل ، اسمهُ "ريكس" .

عندما سمعت الاسم ، توقفتُ عن السير و نظرتُ إليها بعينينٍ واسعتين ، و كررتُ قائلة بدهشة

- "ريكس"!؟

نظرتْ إليَّ "كاثي" مستغربة و قالت

- نعم اسمه "ريكس" ، لما أنتِ مندهشة هكذا؟!

نظرت إليّ "إليزا" قائلة

- تعتقدينَ أنه حبيبكِ "ريكس" ؟

نظرتُ إليها بانزعاج و قلت بحدة

- لم يعد كذلك ، فلا داعي لأن تقولي عنه حبيبي .
- لقد تبادرَ إلى ذهنكِ أنه هو!
- نعم لا أنكر .

قالت "كاثي" باهتمام

- حقاً كانَ حبيبكِ؟!
- لعله ليسَ هو!
- و ربما هو!

قلتُ بنفاذ صبر

- حسناً و إن كان هو ، ماذا تنتظران مني أن أفعل!؟

قلتُ ذلكَ و انصرفتُ غاضبةً عنهما عائدةً أدراجي .. و تذكرتُ "ريكس" ، عادت بي ذاكرتي إلى أيام "ريكس" ، و أوقاتِ "ريكس" و جمال "ريكس"!
كانت الأيامُ التي أمضيناها معاً أجملَ الأيام و أكثرها سعادة .. تبدو أيامي تلكَ ملونةً بشكلٍ استثنائي ، ذكرياتي معه تدخلُ السرور في قلبي ، كانت كالحلم .. انقضت سريعاً و غابت ، و ماعادت الآن .. ما هي إلا سراباً لأيامٍ خلت .

توقفتُ عندَ الرماد حيثُ كان هنا الشواء ، حدقتُ فيه بحزن ، هكذا صار قلبي ، بعد أن أججَ "ريكس" فيه جذوة الغرام ، بعد أن كان شعلةً من حب ، تركه رمادً منهار ، غادره بقسوةٍ لم أعهدها منه ، لم يصن هذا القلب .. لم يراعيه ، بل سحقه بقدميه دون رأفةٍ و رحمة ، أذنبَ فيه ذنباً لا يحتمل العفو و الغفران .. خلفه حطام ، مكانٌ مهجور ، يحيى بالعدم .

ركلتُ منقلةَ الشواء بقدمي بغيظ ، و دخلتُ إلى الداخل في إحدى الغرفِ منفردةً بنفسي ، جلستُ بالقربِ من النافذة أحدقُ في القمر البادي في السماء ، و تابعتُ التفكير

- أ يعقلُ أن تظهرَ في حياتي يا "ريكس" من جديد بعدَ خمس سنوات!؟ ، هل سيجمعنا مكان عملٍ بعد كل هذه المدة؟ ، هربتُ عنكَ منذُ خمس سنوات ، و لكن القدر يعيدكَ حيثُ أكون ، هل تأبى إلا أن تكونَ جزءً في حياتي كما كنتَ في ذاكرتي التي لم يعصمكَ النسيان عنها؟! قلبي سقيمٌ يا "ريكس" فما عاد يقوى جنون ذاك النبض !

أخذتُ نفساً محاولةً تبديدَ توتري الذي ضاق به صدري و تزايدت دقات قلبي ، فقلتُ مهونةً على نفسي

- لا ، لا تستعجلي يا "آماندا" لعلهُ ليس هو .. لا داعي لكل هذا الإرتباك!

و بعد دقائق ، انتبهتُ على رائحةٍ كريهة ، عقدتُ حاجباي محاولةً التركيز جيداً من أين تنبعثُ تلكَ الرائحة ، حتى لاح الدخان أمامي من النافذة و انعكس لون النار على الجدار البعيد للمزرعة! ، أيقنتُ حينها .. أن هناكَ حريقٌ اندلعت في المزرعة!
تذكرتُ فجأةً منقلةَ الشواء التي ركلتها على العشب ، لعله لم يكن رماداً تماماً .. بل كان به جمراً ! ، كم كان تصرفي أحمقاً!
ازداد الدخان أمامي ، فأغلقتُ النافذةَ و ذهبتُ بسرعةٍ إلى غرفةَ المعيشة حيثُ كان أخي و "سارة" و "كريس" ، لكنهم لم يكونوا هناك!
انتابني الهلع ، و ذهبتُ بسرعةٍ إلى المطبخِ بحثاً عنهم ، و لم أجدهم أيضاً .. حينها سمعتُ صوتَ صراخ أخي "ألفريد" يناديني ، كان قادماً من الخارج .

هرولتُ إلى الباب المؤدي للخارج .. و لكني توقفتُ مذهولة! ، حيث النار انتشرت سريعاً في المزرعة ، و قريباً جداً من مدخل الكوخ ، كان الدخان يملأ المكان و النار تلتهم كل أخضرٍ أمامها ، توقفتُ حائرة .. لم أعرف ماذا أفعل ، بدأ الدخان يدخل في صدري ، ضاقت أنفاسي و بدأت أسعل ، فكرتُ في المجازفة و الركض عبر الحريق ، لكن الرؤيا تنعدم أمامي و لا أعرف الطريق! و إلى أين تمتد النار ، و حتى أين ؟ .. قطعَ حبل أفكاري صوتُ "سارة" و "ألفريد" الذين ينادياني ، فصرختُ منادية

- "ألفريد"! ، "سارة" أنا هنا بالداخل! ، لا أعرف كيف أتصرف! ، النار منتشرةٌ أمامي!

إزدادت أنفاسي ضيقاً ، فتراجعتُ قليلاً إلى الداخل حين احسستُ بالدوار ، فسمعتُ صوتَ "ألفريد"

- حاولي الخروج من نافذة الغرفة ، أنا ذاهبٌ هناك لمساعدتك على الخروج ، أسرعي .

لم استطع التكلم ، لكني عدتُ أدراجي للغرفة ، و توقفتُ حينما وجدتُ "ألفريد" يفتحُ نافذة الغرفة .. دخلَ الكثير من الدخان بسرعة ، فضاقت أنفاسي بشدة ، و ازداد الدوار ، و فقدتُ و عيي ..

==============

لم أعلم ماذا حصل ، لم أعرف كيف سار الأمر مع أخي و "سارة" و البقية ، كل ما أعرفه أني ارتكبتُ حماقةً تشابهُ حماقةَ الأطفال! ، حتى تسببتُ بحريقٍ كبير ، هذا ما تبادر إلى ذهني حينما استعدتُ وعيي في المستشفى ، لم أفتح عيناي طويلاً ، كنتُ متعبة و منهكة .. و ما زال صوتُ "ألفريد" يتردد في رأسي .. حتى تناهى إلى مسامعي صوتُ "سارة" ، كان قلقاً و هي تقول

- هل هي بخير؟! ، أرجوكَ كن صادقاً معنا يا "ريكس"!

فتحتُ عيناي حينها ، فتحتهما في ذهول و دهشة .. هل قالت "ريكس"!؟ ، قالت "ريكس" فقط! ، إذاً هو صديقنا "ريكس"! ، ذلكَ الطبيب الذي تحدثت عنه "كاثي" هو "ريكس" الذي نعرفه!
تسارعت دقات قلبي بشكلٍ جنوني ، و أخذت أنفاسي تتلاحق .
حينها سمعتُ صوته

- لا تقلقي يا "سارة" ، ستكون بخير بعد ساعاتٍ قليلة أنا واثق ، لكن أخبريني ، منذ متى تعاني من اعتلالٍ في عضلة القلب؟!
- اكتشفنا ذلكَ منذُ سنتين تقريباً .
- أ تؤخذ أدوية؟
- نعم .
- عندما تظهر نتائج الأشعة ، سنرى ما يجبُ علينا أن نفعل .

سمعتُ حينها صوت "ألفريد"

- ستكون بخير أ ليسَ كذلك؟

أجابه "ريكس"

- نعم ستكون بخير .

حينها التفتُ نحوهم ، و رأيته .. رأيت "ريكس"! ، بمعطفه الأبيض و شعره البني ، كان يرتدي نظارةً أيضاً ، و قد ازداد طولاً و جاذبية ، كم هو وسيم ، لقد ازداد وسامةً أكثر مما كان عليه منذ خمس سنوات .

عصفَ بي الحنين حينها ، اشتقتُ إليكَ يا "ريكس" ، اشتقتكَ كثيراً!

نظرَت "سارة" إلي و قالت بسعادة

- "آماندا" استعادت وعيها!

استدار الجميعُ ناحيتي ، فالتقت عيناي بعيني "ريكس" ، فأبعدتهما عنه سريعاً حيث وقفَ "ألفريد" بالقرب مني قائلاً

- حمداً للهِ على سلامتك! ، كنتُ خائفاً جداً عليكِ يا عزيزتي .

ابتسمتُ له و قلت بصوتٍ مبحوح

- أنا بخير ، لا تقلق .. ماذا عنكما ، و "كريس" و "فرانك" و "إليزا" و "كاثي" ؟!
- جميعنا بخير ، كنا في الخارج جميعاً عندما اندلعَ الحريق ، و ظننا أنكِ الأخرى في المزرعة ، بحثنا عنكِ و لم نجدكِ فجن جنوني ، لم أهدأ إلا بعدما سمعتُ جواباً منكِ على ندائي .

قلتُ بأسف

- أعتذرُ لما حدث ، كنتُ السبب في هذا الحريق .. ركلتُ الشوايةَ معتقدةً أن ما بها كلهُ رماد .

ربتت "سارة" على كتفي قائلة

- لا يهم ، المهم أن تستعيدي عافيتكِ فقط .. كان الجميع قلقاً عليكِ ، منذ قليلٍ فقط غادر الأربعة بعد ان ألح عليهم "ألفريد" .
- شاكرة لهم جميعاً ، و لكما يا عزيزاي .

ثم نظرتُ إلى "ريكس" ، الذي خلعَ النظارة من عينيه و أنكسَ رأسه بحزن .
فالتفتت إليه "سارة" قائلة

- هل تستطيعُ "آماندا" الخروج الآن؟!

نظر إليها قائلاً بهدوء

- لا ، ستبقى هنا الليلة و غداً ، يمكنكما الذهاب ، و أنا سأعتني بها بنفسي .

جملته الأخيرة فاجأتنا جميعاً ، حيثُ حل الصمت فجأة ، أما هو ، فنظر إلي نظرةً افتقدتها كثيراً ، نظرة اهتمامٍ و لهفة ، نظرةٌ لطالما اربكتني .

بعد دقيقة ، قال "ألفريد"

- إذاً نحنُ ذاهبان يا "آماندا" ، غداً نراكِ .. كوني بخير .
- حسناً .

و استدارا مغادرين .

حل الصمت في الغرفة ، أنا هنا و "ريكس" فقط ، كنتُ قد أبعدتُ عيناي عنه إلى الجانب الآخر ، قلبي يخفق بشدة ، و أنفاسي تضيق ، كم أنا مرتبكة!
أحسست بخطواته تقترب مما زاد ارتباكي ، التفتُ إليه ، فوجدته واقفاً بالقرب مني ينظر إلي في هدوءٍ شديد ، حدق كلانا في الآخر بصمت ، حتى كسرَ صمتنا صوته الهادئ

- حمداً لله على سلامتك .

أخذتُ نفساً و أجبته بصوتٍ منخفض

- شكراً .
- سآني جداً ما عرفتهُ عنكِ منذ قليل ، كيف تشعرين مؤخراً؟
- أكثر ما يزعجني هو ضيق التنفس خاصةً أثناء النوم ، يصيبني خفقانٌ أحياناً أثناء جلوسي ، أو التفكير ، و عندما أحزن ، و أشعر بالتعب بسرعة ، ينتابني نادراً ألمٌ في صدري .

قال و قد علت نبرة صوته

- لا تحزني و لا تفكري كثيراً يا "آماندا" ، ذلكَ يضر بكِ! .. ابتعدي عن كل ما يثير قلقكِ .

لزمتُ الصمت ، و ابعدت نظري عنه .. فمد يدهُ و أمسكَ بيدي ، نظرتُ إليهِ متفاجأة! ، لمحتُ بريقاً في عينيه ، إنها دموع!
همسَ قائلاً

- أرجوكِ يا "آماندا" كوني بخير ، لا تخيفيني .
- هل الأمر خطيرٌ لهذا الحد؟!

لم يقل شيئاً ، بل رفع يدي نحو شفتيه ليقبلها ، وتساقطت دمعتين من عينيه .
أحسستُ بحرارة قلبه من حرارة أنفاسه التي لفحت يدي ، كانَ مشتاقاً ، متألماً ، خائباً!
كذلكَ أنا ، تسللت دموع الحنين و الشوق في مقلتي .. احرقتني لهفتي إليه ، فبكيتُ في صمت .. ثم همست

- "ريكس" .

انخفضَ جلوساً حتى صار بمستوى مقارباً من وجهي ، و قال و هو لا يزال ممسكاً بقوةٍ بكفي

- قلبكِ الذي احتواني يوماً ، سأفعلُ المستحيل لأجل أن يعيش .

همستُ و عيناي لم تتوقفا عن سكب الدموع

- ما زال هذا القلب يحتويك ، يشتاق إليكَ يا "ريكس"!

طبع قبلةً علي يدي من جديد ، و قالَ بصوتٍ مبحوح حشرجهُ البكاء

- أحبكِ يا "آماندا" .

كانت هذه هي الكلمة الأخيرة ، بعدها عم صمتٌ شديد ، لوقتٍ طويل .. كنا فقط نتبادل النظرات ، نشبع شوقنا ، نروي ظمأ قلبينا ، نعبر عن قسوةِ الحرمان بدمعينا ، و عن سعادةِ اللقاء بابتساماتنا .. كان مساءٌ عنيفٌ بما حدث ، رقيقٌ بالتقائنا معاً .. كان عيدُ ميلادٍ مميز ، حافلاً في ساعاته الأخيرة .

ســـارا
10-16-15, 11:15 AM
حزنت على اماندا كثير :(
وحتى ريكس كأنه كسر خاطري :x30:
ب انتظار القادم ي حلوه !

:ساندي:
10-16-15, 02:31 PM
:بكى: يالله (( اماندا تحزن))

القدر جمعهم مع بعض....

روووووووعه عن جد

يعطيك العافيه

مطر الفجر
10-16-15, 05:29 PM
عزيزتي مرجانه
لو كنت انا مسؤوله عن دور النشر
لتبنيت هذه القصه وجعلتك من اشهر الرواة في هذا العصر
ليست مجاملة بل واقع وحقيقة
نادره هي الاقلام اللتي تكتب بهذا الاتقان
اعجبت كثيرا بهذا الجزء رغم احداثه واحزانه
طريقتك بالسرد و وصف ادق التفاصيل
جعلتني اتخيل كل شيئ امامي وكانه حقيقة فيلم سينمائي
تمتلكين موهبة لا تدركين كم هي حجمها
انتي فعلا موهوبة ماشاء الله

انتظر القادم بشوق
وكم اتمنى ان لاتنتهي الرواية بسرعه
تحيتي وتقييمي لك

عاصوف
10-16-15, 05:47 PM
ياسلام
تحياتي

عاصوف
10-16-15, 05:47 PM
قلم متميز

اتمنى التوفيق لك

آسيرة حرف
10-16-15, 10:36 PM
ونااااااااااااااااااسه :MonTaseR_96: :MonTaseR_96:
ساره تزوجت الفريد :MonTaseR_96:

الله واكبر يا ساره من قدك :62:
لو انه زوجي كذا يهاوشني يبي يسوي فطاير
حرام الا اعوف البيض واللحم واتكي يمدحون الفطاير تسلم لي يده مايكفي يبي يخليني احلي من الصبح
يطعني عنه ..:دانه:
لكن اهل النعم مايقدرونها :MonTaseR_56:

اويلي ويلاه
لا تعرفُ أني لا أحبُ تدخلَ أي أحدٍ معي أثناء الطهي!
يسعدلي جوك الا اجيب كاميرا واصورك ومن بعيد اوثق الذكرى لو قلبت عليه اذكرك
:MonTaseR_57:

ياعمري يا اماندا قصور في القلب ما الومك حبيتي اثنين :MonTaseR_210:
وهم واحد
:MonTaseR_171:
دلوني شسوي احب اثنين واهقه
اذا الاول ذبحني قتلني الثاني عشقه تعلق بي تعلق وانا قلبي معلق
عشقني هو عشقني وانا ي ناس اعشق
انا وقعت نفسي **** يديني ب أحباب حسبت الحب راحه واثاري الحب غربال

الله لايقربني من الحب قولو آمين اويلي ع قلبي لو يتوجع اروح فيها :وجة ازرق:


:MonTaseR_210:صبر ابكي ع حظك ي حبيبتي اماندا خذاه العجاج

عندها قصور في القلب ويوم تشوف ريكس تتسارع دقاتها
انا حزينه اخاف ترهق قلبها من كثر الدق وتموت :MonTaseR_52:

مرجانه قلنا موتي ريكس مو اماندا ..!!:MonTaseR_141:

مرجانه لاتخلي قلبها يخفق بديت اخاف عليها والله
خلي ريكس يعالجها هو السبب لو يعطيها قلبه يستاهل هو السبب :slap:

جيبولي ريكس لو شويه بس :x: ابكسو :eh_s(13): واقتلو واوزع دمه مع فيمتو فيمتو في حفلة عزاء :بكى:


آه يا مرجانه عصفتي بي عصف مع هذه الروايه مانيب عارفه ارسي وين
كرهت الاستفهام :MonTaseR_141:
وحبيت اماندا:MonTaseR_207:
وحبيت ريكس :MonTaseR_85:
وبعدها كرهت اماندا :MonTaseR_115:
وطلع ريكس الاستفهام :schmoll:

ي عمري ي انا :MonTaseR_82: عصفتي بي الارض كلها وشقلبتي احساسي
ونبشتي كل افكاري :MonTaseR_112: وش بقى عاد مني بالله

:MonTaseR_112: انتظر النهايه واشوف
متابعه لـ آخر نفس باذن الله


,.

آسيرة حرف
10-17-15, 03:54 AM
:MonTaseR_134: متى بتنزلي البارت حق اليوم :81:

مرجانة
10-17-15, 06:10 AM
حزنت على اماندا كثير :(
وحتى ريكس كأنه كسر خاطري :x30:
ب انتظار القادم ي حلوه !


ههههههه ، شكراً سارا لحسن المتابعة
أنرتِ

:بكى: يالله (( اماندا تحزن))

القدر جمعهم مع بعض....

روووووووعه عن جد

يعطيك العافيه

شكراً ساندي لحسن المتابعة
سلمتِ

عزيزتي مرجانه
لو كنت انا مسؤوله عن دور النشر
لتبنيت هذه القصه وجعلتك من اشهر الرواة في هذا العصر
ليست مجاملة بل واقع وحقيقة
نادره هي الاقلام اللتي تكتب بهذا الاتقان
اعجبت كثيرا بهذا الجزء رغم احداثه واحزانه
طريقتك بالسرد و وصف ادق التفاصيل
جعلتني اتخيل كل شيئ امامي وكانه حقيقة فيلم سينمائي
تمتلكين موهبة لا تدركين كم هي حجمها
انتي فعلا موهوبة ماشاء الله

انتظر القادم بشوق

وكم اتمنى ان لاتنتهي الرواية بسرعه
تحيتي وتقييمي لك

أختي مطر ، كلامكِ الكبير أخجلني كثيراً!
أعجز عن الرد ، و الشكر يا عزيزة

كنتُ في الواقع قبل طرحها قد فكرت في نشرها بإحدى دور النشر
لكن عدلتُ عن ذلكَ لبعض الأسباب
و لأني وعدتُ البعضَ في طرح روايتي الثانية هنا آثرتُ طرحها

شكراً جزيلاً مطر
كلامكِ مشجع و مبهج غاليتي
ممتنة جداً

ياسلام
تحياتي

قلم متميز

اتمنى التوفيق لك

شكراً لكَ أخي
سرني مرورك ، ممتنة

ونااااااااااااااااااسه :montaser_96: :montaser_96:
ساره تزوجت الفريد :montaser_96:

الله واكبر يا ساره من قدك :62:
لو انه زوجي كذا يهاوشني يبي يسوي فطاير
حرام الا اعوف البيض واللحم واتكي يمدحون الفطاير تسلم لي يده مايكفي يبي يخليني احلي من الصبح
يطعني عنه ..:دانه:
لكن اهل النعم مايقدرونها :montaser_56:

اويلي ويلاه

يسعدلي جوك الا اجيب كاميرا واصورك ومن بعيد اوثق الذكرى لو قلبت عليه اذكرك
:montaser_57:

ياعمري يا اماندا قصور في القلب ما الومك حبيتي اثنين :montaser_210:
وهم واحد
:montaser_171:
دلوني شسوي احب اثنين واهقه
اذا الاول ذبحني قتلني الثاني عشقه تعلق بي تعلق وانا قلبي معلق
عشقني هو عشقني وانا ي ناس اعشق
انا وقعت نفسي **** يديني ب أحباب حسبت الحب راحه واثاري الحب غربال

الله لايقربني من الحب قولو آمين اويلي ع قلبي لو يتوجع اروح فيها :وجة ازرق:


:montaser_210:صبر ابكي ع حظك ي حبيبتي اماندا خذاه العجاج

عندها قصور في القلب ويوم تشوف ريكس تتسارع دقاتها
انا حزينه اخاف ترهق قلبها من كثر الدق وتموت :montaser_52:

مرجانه قلنا موتي ريكس مو اماندا ..!!:montaser_141:

مرجانه لاتخلي قلبها يخفق بديت اخاف عليها والله
خلي ريكس يعالجها هو السبب لو يعطيها قلبه يستاهل هو السبب :slap:

جيبولي ريكس لو شويه بس :x: ابكسو :eh_s(13): واقتلو واوزع دمه مع فيمتو فيمتو في حفلة عزاء :بكى:


آه يا مرجانه عصفتي بي عصف مع هذه الروايه مانيب عارفه ارسي وين
كرهت الاستفهام :montaser_141:
وحبيت اماندا:montaser_207:
وحبيت ريكس :montaser_85:
وبعدها كرهت اماندا :montaser_115:
وطلع ريكس الاستفهام :schmoll:

ي عمري ي انا :montaser_82: عصفتي بي الارض كلها وشقلبتي احساسي
ونبشتي كل افكاري :montaser_112: وش بقى عاد مني بالله

:montaser_112: انتظر النهايه واشوف
متابعه لـ آخر نفس باذن الله


,.

غاليتي اسفه لما فعلته بكِ :(

اسفه على احاسيسك المرهفة ، و افكاركِ المشتتة
هوني عليكِ

شكراً لحماسك و تفاعلك و عذراً إن أحزنتك:(

:montaser_134: متى بتنزلي البارت حق اليوم :81:

سأرى يا أسيرة إن كان بمقدوري أن أنزلَ شيئاً هذا اليوم!
ربما كان الجزء الأخير و حتى الان لم اكتب الخاتمة

لانشغالي هذه الفترة

إن لم أطرح شيئاً اليوم ، فاليعذرني الجميع

مرجانة
10-17-15, 06:33 AM
،،،، الجزء السادس عشر ،،،،


بعد أن غادرني "ريكس" ، ظللتُ وحدي أفكر في الماضي ، ماضٍ تناسيتهُ لمدةٍ طويلة .. منذُ الرسالةِ الأولى ، حتى اكتشافي بالصدفةِ لهويةِ صاحب الرسائل .
ما زال الألم يعتصرني حتى هذه اللحظة ، خمس سنوات لم تستطيعي يا "آماندا" تجاوزَ هذا الألم ، حتى الآن لا تستطيعي أن تغفري لـ "ريكس"!

تذكرتُ ضعفي منذ قليل ، إعترافي لـ "ريكس"! ، نسيتُ الجرحَ الخالد في قلبي العليل ، نسيتُ الألمَ عندما أبصرته ، فقدتُ وعيي و عيناي تحدقانه
"آماندا" هل نسيتي ما فعلهُ بكِ؟! ، كيف تلاعبَ عليكِ؟ ، كيفَ مثلَ و خططَ لتلكَ المسرحية التي كنتِ فيها الضحية في نهايتها؟ ، كيفَ استغفلكِ و كيفَ و كيف!؟

حركتُ رأسي يمنةً و يسرة ، و رددتُ داخلي

- لا تتخاذلي و لا تستسلمي لضعفك ، شخصٌ خبيثٌ مثله لا يستحقُ أن تهبيه قلبكِ يا "آماندا" ، مهما فعل .

أغمضتُ عيناي ، و رحتُ في نومي بهدوءٍ شديد ، إلى أن أيقظني صوتُ الباب .
فتحتُ عيناي و نظرتُ ناحيةَ الباب ، كانَ "ريكس"!
كان بيدهِ ملفٌ يحتوي على عيناتِ الأشعة ، نظرتُ إلى وجهه .. كان خالياً من أي تعبير .
حدقتُ فيه بصمت ، فتنهدَ و قال

- أعتذرُ إن ازعجتك ، لكن ..

و نظر إلى الملف في يده ، فقلت

- كيف هي ؟!

نظر إليَّ بصمت ، ثم اقتربَ مني و وقفَ عندَ رأسي .
نظرتُ إلى عينيه ، وجدتهما حائرتين! ، فاستحثثته قائلة

- تكلم يا "ريكس"!

اشاح بوجههِ عني للحظة ، ثم نظرَ إليِّ قائلاً بصعوبة

- لابد أن نتصرفَ يا "آماندا" ، قلبكِ معتلٌ جداً! ، لا بد من زراعةِ قلب .

أنتفض قلبي خوفاً و فزعاً ، ازدردتُ ريقي بصعوبة ، و قلت بصوتٍ مرتعد

- قلبي ما عاد يقوى على النبض ، يكاد يقف أ ليسَ كذلك؟!

نظرَ إلى عيني اللتين استسلمتا للدموع ، فتنهدَ و انحنى نحو وجهي قائلاً بلطف

- لما هذه الدموع يا جميلتي؟! ، لم أعهدكِ ضعيفةً يا "آماندا"! ، لا تعكري صفوَ عينيكِ العسليتين بالبكاء ، ما زال الوقتُ باكراً على ذرفِ الدموع .

أخرجتُ تنهيدةً من جوفٍ محترق ، و قلت

- تقولُ ذلكَ و القلقُ بادٍ عليك ، أنتَ تدركُ جيداً أن قلبي قد يقفُ في أيةِ لحظة! ، ينتابني الفزع كلما ضاقت أنفاسي أثناء نومي ، صرتُ أخشى النوم مؤخراً لأن الأمر صار يتكررُ كثيراً .

قال بانفعال

- "آماندا" كفي عن قول ذلك! ، لن يصيبكِ مكروه لو عثرنا على متبرع .
- ماذا لو لم نعثر؟!

وضع يدهُ على رأسي و قالَ في همس

- سأهبكِ قلبي حينها يا "آماندا" ، و لن أترددَ في ذلكَ صدقيني .

نظرتُ بخجلٍ في عينيه ، كانتا تحدقان بي بلطفٍ و حنانٍ بالغ ، ابعدتُ عيناي عن وجهه ، و مسحتُ دموعي في صمتٍ بخجلٍ شديد ، فاستأنفَ قائلاً

- سيكون ذلكَ تكفيرٌ عن ذنبي بما فعلتهُ بكِ منذُ خمسِ سنوات ، لقد أذنبتُ بما فعلتُ بقلبكِ الرقيق .. مهما كانَت نواياي .

أصدرتُ شهقاتِ بكاءٍ و عيناي عاودتا سكبَ الدموع ، "ريكس" أيها العزيز ، مازلتَ حنوناً و لطيفاً ، دائماً تهتم بي .

ابتسم بلطفٍ بالغ ، و قال مهوناً

- كفي عن البكاءِ يا عزيزتي ، أرجوكِ .. بالكادِ أتمالكُ نفسي ، مع الصباح ستكون ساعات عملي انتهت ، سأغادر لارتاح قليلاً و أعود إليكِ .

هدأتُ قليلاً ، و نظرتُ إليه قائلة

- هل يمكنني المغادرة صباحاً؟! ، لدي عملي في الصباح و أريد القيام به ، سأكون أحسن حالاً .

اعتدلَ في وقفتهِ وقال

- اعلمتْ "سارة" إدارة المستشفى بما حلَّ بكِ ، لستِ مضطرة للعمل!
- لكني أشعر بأني بخير! ، لا ضرورةَ لبقائي هنا .
- بخير طالما أنتِ مستلقية و مرتاحة ، ستجهدينَ سريعاً أثناء عملك .

قلتُ بحزنٍ شديدٍ و يأس

- أشعرُ بالعجز ، أشعر بالألم و القهر يا "ريكس" ، مرضي يؤثر كثيراً على حياتي!
- لا تفكري بذلكَ يا عزيزتي ، سيكون كل شيءٍ بخير ، ثقي بي .

هززتُ رأسي بالإيجاب ، فابتسم بسرورٍ و قال مازحاً

- ممتاز ، و الآن أخلدي للنوم ، و انظريني في أحلامكِ لو كان ذلكَ يسعدك .

أصدرتُ ضحكةً خفيفة ، و قلت

- لن تتغير يا "ريكس"!
- لن أتغير ، تماماً مثلكِ يا "آماندا" ، كوني بخير .

قال ذلكَ و هم بالذهاب ، لكني أمسكتُ بيده قائلة

- "ريكس"!

نظرَ إليّ بوجهٍ متسائل ، فقلتُ بخجل

- أعجزُ عن شكرك ، ممتنة كثيراً .

ابتسم و قال

- أنا أكثرُ شكراً و امتناناً لكِ ، تصبحين على خير .

قالَ هذا و انصرفْ ، فالتقطتُ أنفاسي و ابتسمت .. دائماً ما يدخل "ريكس" السعادةَ في قلبي ، لطالما كان كذلك ، مهما نقمتُ و غضبت ، تُبَددُ كلَّ غضبي و نقمي في لحظة! ، لا أستطيعُ إلا أن أنسى عندما تكونُ أمامي .. أشتاقك يا "ريكس" ، أشتاقكَ كثيراً .

===============

في الصباح ، وعند الثامنة بالتحديد ، غادرتُ المستشفى على مسؤوليتي ، فلم أجد داعٍ لبقائي طالما أن وضعي مستقر ، ذهبتُ إلى المنزل و أخذتُ حماماً سريعاً ، ثم هممتُ بالخروج ، لكن "سارة" استوقفتني قائلة

- إلى أين؟!

نظرتُ إليها قائلةً بإصرار

- إلى عملي ، و لا تمنعيني!

تأففت "سارة" و اقتربت مني قائلة

- لقد طلبت الإذنَ لكِ يا "آماندا" ، لن تعملي اليوم .
- لكني أريد الذهابَ للعمل! ، أنا بخير .

قالت بقلق

- يا عزيزتي ، أخشى أن تجهدي ، ثم لما غادرتي المستشفى؟! ، ألم يقل "ريكس" أنكِ ستكونين تحتَ الملاحظة؟
- بلى قال ذلك ، لكني رفضت .

قالت بانزعاج

- و كيفَ سمحَ لكِ؟!
- لا يعلم ، انتهت مناوبته فغادرت .
- حسناً و مع هذا لن تذهبي ، "ألفريد" سيغضب لو علم!

نظرت في عينيها الزرقاوتين للحظات ، ثم قلت برجاء

- لا تخبريه .

قالت معاندة

- بل سأخبره! ، أنتِ عنيدة و لا تهتمين بنفسك ، تقلقينا عليكِ كثيراً بتصرفاتك!

صمتت للحظة ، ثم قلتُ مستسلمة

- حسناً ، لن أقلقكما .. سأبقى هنا .

ابتسمت "سارة" برضى و قالت وهي تربت على كتفي

- أحسنتِ .. أنا ذاهبة الآن ، لقد تأخرت .. كوني حذرة و اهتمي بنفسك .. إلى اللقاء .
- حسناً يا عزيزتي ، رافقتكِ السلامة .

غادرت "سارة" ، بينما أنا عدتُ إلى غرفتي .. رميتُ نفسي على السرير و أغمضتُ عيناي ، فاسترجعتُ بذاكرتي كلماتَ "ريكس" (( لابد أن نتصرفَ يا "آماندا" ، قلبكِ معتلٌ جداً! ، لا بد من زراعةِ قلب ))

فتحتُ عيناي .. و أنا أفكر ، هل سيقف قلبي عن النبض قريباً!؟ ، ربما أغادرُ الحياة مبكراً .. لكن من الجيد أن الحياة منحتني ... منحتني فرصةَ اللقاء بـ "ريكس"!

في هذه اللحظة ، سمعتُ صوت رنين جرسِ الباب ، فنهضتُ بسرعةٍ و ذهبتُ نحو الباب لفتحه ، و قد تفاجأتُ حين وجدتُ "ريكس" خلفَ الباب !.. كان واقفاً يعقدُ حاجبيه بغضب .

قلتُ بصوتٍ منخفض

- "ريكس"!

قال منفعلاً

- لما غادرتي المستشفى؟!

أشرتُ له بالدخول قائلة

- تفضل أولاً يا "ريكس".

نظر إلي ملياً قبل أن يدخل ، ثم تنهد و دخل .. قدته إلى الصالة و جلسنا ، فعاد بنظره إلي و قال

- و الآن أخبريني لما غادرتي المستشفى؟! ، و كأنكِ لا تعلمين خطورة وضعك!

قلتُ بانزعاج

- لا تضخم الأمرَ يا "ريكس"! ، أنا بخير ، لو كنتُ عكسَ ذلكَ لما غادرت!
- من أينَ لكِ أن تعرفي؟! ، البارحة استنشقتي دخاناً أضر برئتيكِ! .. قلبكِ لا يتحمل و رئتيكِ لن تعمل بكفاءةٍ لبعض الوقت ، لما تتجاهلين ذلك؟!

اشحتُ بوجهي عنه منزعجة ، بينما استأنفَ كلامه بقلق

- لا تكوني مستهترة و لا تكابري ، ذلكَ قد يكلفكِ الكثير!

ارعدتني كلماته ، نظرتُ إليه و قلتُ بهدوء

- حسناً ، أعدكَ أن لا أجهدَ نفسي ، اطمئن .

قال متصنعاً الحزن

- أنا منزعجٌ حقاً ، كنتِ قريبةً مني في المستشفى ، أنزعجتُ كثيراً عندما أخبرتني الممرضة بمغادرتك ، لقد كلَّفتِنِي عناء المجيء لرؤيتكِ .

نظرتُ إليهِ نظرةً ساخرة ، فأصدرَ ضحكةً خفيفة و همس قائلاً

- اشتقتُ إليكِ كثيراً يا "آماندا" .

اشتقتُ إليكِ! .. كم اخجلتني هذه الكلمة من فمِ "ريكس" و اربكتني ، فصددتُ عنه اتجنبُ النظر إليه .
فسألني بلطف

- ماذا عنكِ ؟

نظرتُ إليه متسائلة

- ماذا؟!
- ألم تشتاقي إليّ ؟!

زاد سؤاله من ارتباكي ، فنظرتُ في وجهه المبتسم للحظة

هل اشتقتِ لـ "ريكس" يا "آماندا"؟! .. لما لستِ سعيدةً إذاً؟! ، و لكن كيفَ تسعدين؟ .. وهو من جعلكِ دميةً يعبثُ بها بيديه!

قلتُ بهدوء

- و أي ذكرى خلدتها في ذاكرتي أعمق من خديعتكَ يا "ريكس" ، كيفَ أشتاقكَ قل لي ؟ ، أي شوقٍ تريدُ أن ينتابني؟! ، و جرحٌ في أعماقي كلما عبرتَ على فكري نزفَ من جديد ، رؤيتكَ يا "ريكس" تسعدني و تدميني في آن ، لأعرف أي شعورٌ هذا! ، لكنه شعورٌ مؤلم ، يخنقني و يقتلني!

بان الضيق على تقاسيم وجهه ، فأشاحهُ عني قائلاً

- تستجدين أسفي و حزني بقولكِ يا "آماندا" ، ما زلتُ أقدم اعتذاري لكِ ، أنا أحببتكِ فقط! ، كلُ ما حدثَ حدثَ عن غير قصد!

قاطعتهُ قائلة

- لا داعي لأن تبررَ لي ، الأمرُ انتهى على كل حال .

نظر إليّ و قال بانفعال

- ليسَ قبلَ أن تسامحيني!

نظرتُ في عينيه بصمتٍ للحظات ، ثم قلتُ بصعوبة

- أحاول ، أحاول أن أنسى لأسامحكَ يا "ريكس" لكني لا أستطيع!

صد بوجهه من جديد ، و تنهد ثم قال بصوتٍ هادئ

- حسناً ، ما يهم الآن أن تهتمي بنفسك ، و عندما نجدُ متبرعاً سأبلغكِ بذلك ، كوني مستعدة حتى ذلكَ الحين ، و كوني بخير .

قال ذلكَ و وقفَ مغادراً دون أن ينظرَ إليّ ، حاولت اللحاق به لمرافقته إلى الباب ، لكنه ذهبَ مسرعاً و غادرَ و أغلقَ الباب خلفه .

تنهدت بألمٍ و حرقة ، حائرة ، ضائعة .. متلخبطةٌ مشاعري ، و قلبي ما بين حبٍ و بغض ، و بين شوقٍ و صد
اعذرني "ريكس" ، فخمسُ سنواتٍ لم تكن كافية لمداواة جرحي ، لم تكن كافية لتنسيني ألمي ، أو تنسيني إياك .

=============

بعد يومين ، ذهبتُ إلى المستشفى لأطمئنَ على صحتي قبل البدءِ في عملي ، صرتُ بحالٍ جيد ، إنما قلبي في مرحلةِ الخطر!
(( لا حل يسعفه الآن غير استبداله بقلبٍ آخر، بقلبٍ كهذا قد لا تعيشي طويلاً يا "آماندا" ، سنةٌ أو سنتين كحدٍ أقصى )).. هذا ما قاله لي الطبيب .

غادرتُ عيادتهُ و اتجهتُ إلى عيادتي ، كانت الساعة الثامنة و النصف ، تبقى نصف ساعةٍ على موعد فتح العيادة ، قررتُ حينها أخذ كوبٍ من الحليب و تناول قطعة من الشوكولا لأبدد قلقي .
فذهبتُ إلى محلِ القهوة ، و بينما كنتُ انتظر طلبي .. أخذتني أفكاري عندَ كلماتِ الطبيب ، تملكني الضيق و القلق من جديد ، و شردتُ بنفسي و بأفكاري ، حتى أفاقني منها صوت "ريكس"!

- صباح الخير "آماندا"

التفتتُ إليه ، ثم اجبته

- صباح الخير .

وقفَ قبالتي قائلاً بمرح

- كيفَ حالكِ اليوم؟! ، يفترض أنكِ زرتي الطبيب!
- نعم فعلت ، أنا بخير ، أما بشأن قصور القلب فأنتَ تعرف أمره .

ابتسم قائلاً

- أعرف يا عزيزتي ، و لهذا جئتُكِ بالبشرى!

علت الدهشةُ وجهي ، و قلتُ بهدوء

- بشرى؟!
- نعم ، وجدنا متبرعاً .

اتسعت عيناي سعادةً و قلت

- حقاً!
- نعم ، و يجب أن نحدد موعداً للعمليةِ في أقربِ وقت .

تسلل الخوفُ إلى داخلي فجأةً ، عملية! .. زراعة قلب!
نظرتُ إلى "ريكس" بقلق ، فانجلت البسمة عن شفتيه ، و قال و هو يعقدُ حاجبيه متسائلاً

- ما بكِ يا "آماندا"؟ ، يفترضُ أن تسعدي لا أن تحزني!
- أشعرُ بالخوفِ يا "ريكس" ، عمليةُ القلبِ ليست يسيرة ، ماذا لو .. دخلتُ إلى غرفةِ العملياتِ .. و بعد نومي لم أفيق! ، أو أصابتني مضاعفاتٌ بعدها ، سأعاني كثيرا!

عبسَ و جهه و قال مؤنباً

- كفي عن التفكيرِ بهذهِ الطريقة الجنونية ، تحبينَ إرعابَ نفسك! ، لا تقلقي ، لن تجري العمليةَ هنا ، بل في المستشفى الذي كنتُ أعملُ فيهِ قبلَ مجيئي إلى هنا ، أعرفُ جراحاً ماهراً لن يخذلنا ، سيجري لكَ العمليةَ بنجاحٍ تام .

تنهدت قلقاً ، ما زال الخوفُ يرعدني .. أحسستُ بالبرودةِ حينها ، فضممتُ ذراعي إلى صدري بصمت ، فقال "ريكس"

- ثقي بي يا "آماندا" .

نظرتُ إليه من جديدٍ و قلت بصوتٍ منخفض

- من الأفضلِ أن اقضي بقية عمري دون عناء ، لا ضمان في غرفة العمليات ، كما أني أخشى أن يسوءَ حالي بعدها .
- بل سيسوء عندما تقفين هكذاً بخوفٍ و عجز! ، ستجرينها رغماً عن أنفك! .. سأكون بجانك فلا تخافي .

لزمتُ الصمت و أنا أنظر إليه ، فابتسم و قال

- تشجعي ، و ثقي بي ، أنا أشدُ حرصاً و خوفاً عليكِ من نفسكِ لو تعلمين! ، لذا اعتمدي علي .. سأدبر الأمور كلها فلا تزعجي نفسكِ .. تذهبين بعدها للطبيب ، ثم يحددُ موعد العملية .

أخذتُ نفساً عميقاً ، ازداد توتري و قلقي ، و ضربات قلبي تعصف بداخلي .. أعرفُ تماماً ما مقدار صعوبة هذه العملية ، و احتمالات فشلها و ما قد تسببهُ من مضاعفات!

وضعَ "ريكس" يده على كتفي قائلاً بلطف

- "آماندا" .

رفعتُ بصري إليه ، فقال

- تناسي الأمر الآن ، لا أريدكِ أن تتوتري يا عزيزتي .
- سأحاول ، شكراً يا "ريكس" ، شكراً لاهتمامك بي .

ابتسمَ بلطفٍ بالغٍ و قال

- يجبُ أن تظل نبضاتكِ سنيناً مديدة ، يجبُ أن تتنفسي أطولَ مدةٍ ممكنة و لا تستسلمي لهذا المرض ، كوني قوية ، و تعلقي بالحياة ، تشبثي بها بيديكِ و قدميكِ أيضاً!

ضحكتُ من جملتهِ الأخيرة و قلت

- حسناً ، سأعشقُ الحياة و أتشبثُ بها بقوة ، و أرجو أن لا يخيبَ أملي!
- لن يخيبَ يا عزيزتي ، لن يخيب .. هيا بنا ستبدأ ساعة العملِ الآن .
- هيا .

حملتُ كوب الحليب و الحلوى التي طلبتها ، و غادرتُ مع "ريكس" الذي احتضن يدي في كفه ، "ريكس" كما هو دائماً لم يتغير ، يبثُ الأملَ في قلبي .. يزرع الفرحَ في صدري ، يرسم الإبتسامةَ على وجهي ، لا أعرفُ بأي حالٍ كنتُ سأكونُ لولاه .

==============

في المساء ، كنتُ جالسةً مع "سارة" في الصالة نشاهدُ التلفاز .. كنتُ أشاهدُ التلفاز دون تركيز ، في الواقع .. غاب ناظري عنه ، شردتُ دون وعيٍ في ما استجد ، غداً يريد "ريكس" أخذي للمستشفى للفحص و تحديد موعدِ العملية ، آه يا إلهي .. كلما تذكرت العمليةَ انتفض قلبي بذعر!

قطع َحبلُ أفكاري صوت "سارة"

- "آماندا"؟

نظرتُ إليها و اعتدلتُ في جلستي

- نعم عزيزتي؟! ، ما الأمر؟
- لم تخبريني ، ماذا فعلتِ مع "ريكس" هذا الصباح؟!
- أخبرني أنه تم العثور على متبرعٍ بقلبه ، يريد مني غداً الذهابَ معه إلى المستشفى لإجراء بعض الفحوصات و تحديد موعدِ العملية .

هزت رأسها بالإيجابِ و هي تفكر ، ثم نظرت إلي قائلة بمكر

- فقط هذا ما حدث؟!

نظرتُ إليها بامتعاضٍ و قلت

- نعم هذا ما حدثَ فقط .

وقفت من مقعدها واقتربت مني لتجلسَ قبالتي قائلة بحماس

- أصدقيني القول ، كيف تشعرينَ ناحيةَ "ريكس"؟!

صمتتُ للحظةٍ أفكر ، ثم نظرتُ إليها بحزنٍ و قلت

- اشتاقُ إليه رغمَ قربه مني ، يهتم بي .. لكني لا أستطيعُ مبادلتهُ هذا الإهتمام! .. لقد عاملني بلطفٍ بالغٍ اليوم ، رغم أني قسيت عليه بالكلام منذ يومين !
- أ لم تسامحيه؟! ، أرى أن الأمر انتهى ، لقد حُرِمَ منكِ لخمسِ سنواتٍ طوال .. أ ليسَ هذا عقاباً كافياً؟!
- في خلدي سامحته ، لكني لا أجرؤ على قولها له ، ما زال هناكَ حاجزٌ كالسدِ المنيع يحجبني عنه ، لا استطيعُ التحدثَ معه بعفويةٍ كالسابق .
- اسمعيني يا عزيزتي ، تحدثي إليه .. اعفي عنه ، سوفَ تشعرينَ بالارتياح حينها ، و هو سيكونُ شاكراً جداً لكِ .. "ريكس" شخصٌ نادرُ الوجود ، يحبكِ كثيراً و لا يتخلى عنكِ بعد كل ما حدث! ، تجاهلناه كثيراً فيما مضى منذ سنوات ، و رغم هذا لم يتردد في تقديمِ المساعدةِ لنا بكل حب .
- افهم ذلك ، سأحاول .

مرجانة
10-17-15, 06:36 AM
سأتوقف لبعض الوقت قبل طرح الجزء الأخير

لانشغالي هذه الفترة و عدم كتابته!

سأحاول إنهاءهُ قريباً جداً

و شكراً لجمال حضوركم و حسن متابعتكم
:81:

ســـارا
10-17-15, 09:49 AM
تذكرتُ ضعفي منذ قليل ، إعترافي لـ "ريكس"! ،
نسيتُ الجرحَ الخالد في قلبي العليل ، نسيتُ الألمَ عندما أبصرته !

هذا طبع النساء رقيقات القلب تصبح طفلة عندما تُحب !

اماندا واريكس :eh_s(10):


انتظار البارت الاخير
لا تتاخري ي مرجانة
:خجول:

مطر الفجر
10-17-15, 01:03 PM
اعذرني "ريكس" ، فخمسُ سنواتٍ لم تكن كافية لمداواة جرحي
، لم تكن كافية لتنسيني ألمي ، أو تنسيني إياك .
________________

هذه الجملة قوية جدا
وحتى لو كان هو المتبرع بقلبه لن يكون كافيا !!!
لانه هو السبب في اعتلال قلبها وقصوره وتبدل حياتها الى الاسوأ
ماهذا يا ريكس !
ليس هكذا تمضي الحياة
اعتقد بان ريكس هو المتبرع
انتظر الجزء الاخير بشوق
تحيتي لك ...

ĢђāŁā
10-17-15, 03:18 PM
..|.روايه رائعه جدا|..
نتظر ابداعك وتميزك "
".بشٍششوق لجديدك ..
م ـــــودتيــــــــ}...

عتيم
10-17-15, 08:39 PM
ســأتـرك حـديـثـي .. حــتـى الـجـزء الأخـيـر

:ساندي:
10-18-15, 01:34 AM
وضع اماندا مره خطير وخصوصا عمليه الالب اللي رح تنعمل لها

واهتمام ريكس لها وخصوصا بعد علمه بالشي اللي تعاني منه اماندا

كل شي يصير يقربهم من بعض اكثر ويزيل الخلافات اللي صارت من قبل

رووووعه كثير بنتظار الجزء التالي

عساك ع القوه :MonTaseR_222:

آسيرة حرف
10-18-15, 02:02 AM
يوه من ريكس مره لا لو احصل دكتور كذا
وجهه مافيه امل لا قابله اموت بغيبوبه بسم الله عليه
اما لازم اعلق ابعث الامل بوجهي
مره ماش اسلوب مع ريكس
شهادته من فين خذاها :MonTaseR_66:

التخويف في المستشفى ممنوع ولكن الصراحه المفروض
ان تكون قائمه :MonTaseR_122:

كان قال لابد من زراعة قلب يا اماندا وهي ناجحه
وقد اجرينا العديد منها ونجحت بفضل الله
لان قلبك معتل

المهم ماعلينا من ريكس خوفلي اماندا :MonTaseR_210:

ابااااااااااااو يا اماندا
انا لو احد بيقولي ابديك قلبي الا ابكي بكاء مايوقف:وجة ازرق:
مقدر اتخيل الناس تموت لجل اعيش انا
عندي اموت ولا افكر في ان غيري يموت بسببي:وجة ازرق:



مرجانه يسعد لي قلبك يارب من اجمل الروايات
الشيقه التي قرائتها وتحمست معها
خذي مهلك وراحتك في كتابت البقيه
انا في شوق لها في اي وقت تريدي طرحها :MonTaseR_11:

شذى الورد
10-18-15, 09:14 PM
اممممم ريكس حلو التضحية عشان اللي بنحبه ونعطيه اغلي شي فينا واغلى ما نملك
لكن انك تحافظ على حياتك عشان يلي بتحبه بكون اجمل واوفى من انه تعطيه قلبك
وبعدها داوي جروحه << يمكن غلط ريكس انه تركها خمس سنوات كاملين بعيد عنها مهما صدته وبعدت عنه

بتمنى يكون المتبرع حد تاني غير ريكس لانه لا تبرع هو بكون ما عم يفرحها او يكفر عن غلطه معها بكون بزيدها هم بس تكتشف هالشي


مرجانة من اجمل الروايات يلي قراتها واندمجت فيها :MonTaseR_91:
يسعدك
بانتظار النهاية
متشوقة تنهي الرواية نهاية حلوة وريكس واماندا مع بعض :MonTaseR_10:

فلسطينية
10-18-15, 10:57 PM
مشكوور جدأأ

ورده بريـــــه
10-20-15, 10:18 PM
هههههههههههههههههههههه لازم العمليات والقلب والموت هادا

لالالا بلاش وحياتك


خلاص بنتابعك على طول لا تخلي حد يموت هههههههههههههههههههههههههههه

ننتظر تفرغ الراس الذهبيه للكتابه

وعطفها على جمهورها ببنات افكارها ^_^


قبلاتي لروحك غاليتي

مرجانة
10-24-15, 01:51 PM
تذكرتُ ضعفي منذ قليل ، إعترافي لـ "ريكس"! ،
نسيتُ الجرحَ الخالد في قلبي العليل ، نسيتُ الألمَ عندما أبصرته !

هذا طبع النساء رقيقات القلب تصبح طفلة عندما تُحب !

اماندا واريكس :eh_s(10):


انتظار البارت الاخير
لا تتاخري ي مرجانة
:خجول:

شكراً سارا ، عدنا أخيراً ههههه

اعذرني "ريكس" ، فخمسُ سنواتٍ لم تكن كافية لمداواة جرحي
، لم تكن كافية لتنسيني ألمي ، أو تنسيني إياك .
________________

هذه الجملة قوية جدا
وحتى لو كان هو المتبرع بقلبه لن يكون كافيا !!!
لانه هو السبب في اعتلال قلبها وقصوره وتبدل حياتها الى الاسوأ
ماهذا يا ريكس !
ليس هكذا تمضي الحياة
اعتقد بان ريكس هو المتبرع
انتظر الجزء الاخير بشوق
تحيتي لك ...



سأخبركِ بسرٍ يا مطر بعد الجزء الأخير :)

..|.روايه رائعه جدا|..
نتظر ابداعك وتميزك "
".بشٍششوق لجديدك ..
م ـــــودتيــــــــ}...

شكراً لكلماتك المشجعة
و لطيب القراءة

ممتنة



ســأتـرك حـديـثـي .. حــتـى الـجـزء الأخـيـر





اتمنى ان تكون بالقرب اخي
سيسعدني ذلك
وضع اماندا مره خطير وخصوصا عمليه الالب اللي رح تنعمل لها

واهتمام ريكس لها وخصوصا بعد علمه بالشي اللي تعاني منه اماندا

كل شي يصير يقربهم من بعض اكثر ويزيل الخلافات اللي صارت من قبل

رووووعه كثير بنتظار الجزء التالي

عساك ع القوه :montaser_222:

شكراً لكِ ساندي ، كم يسعدني تواجدكِ الدائم
ممتنة كثيراً

يوه من ريكس مره لا لو احصل دكتور كذا
وجهه مافيه امل لا قابله اموت بغيبوبه بسم الله عليه
اما لازم اعلق ابعث الامل بوجهي
مره ماش اسلوب مع ريكس
شهادته من فين خذاها :montaser_66:

التخويف في المستشفى ممنوع ولكن الصراحه المفروض
ان تكون قائمه :montaser_122:

كان قال لابد من زراعة قلب يا اماندا وهي ناجحه
وقد اجرينا العديد منها ونجحت بفضل الله
لان قلبك معتل

المهم ماعلينا من ريكس خوفلي اماندا :montaser_210:

ابااااااااااااو يا اماندا
انا لو احد بيقولي ابديك قلبي الا ابكي بكاء مايوقف:وجة ازرق:
مقدر اتخيل الناس تموت لجل اعيش انا
عندي اموت ولا افكر في ان غيري يموت بسببي:وجة ازرق:



مرجانه يسعد لي قلبك يارب من اجمل الروايات
الشيقه التي قرائتها وتحمست معها
خذي مهلك وراحتك في كتابت البقيه
انا في شوق لها في اي وقت تريدي طرحها :montaser_11:

ههههههههه غاليتي أنتِ
شاكرة جداً تفهمك و انتظارك رغم حماسك

سعيدة بتواجدكِ يا غالية

وارجو ان ترضيكِ النهاية هههه

اممممم ريكس حلو التضحية عشان اللي بنحبه ونعطيه اغلي شي فينا واغلى ما نملك
لكن انك تحافظ على حياتك عشان يلي بتحبه بكون اجمل واوفى من انه تعطيه قلبك
وبعدها داوي جروحه << يمكن غلط ريكس انه تركها خمس سنوات كاملين بعيد عنها مهما صدته وبعدت عنه

بتمنى يكون المتبرع حد تاني غير ريكس لانه لا تبرع هو بكون ما عم يفرحها او يكفر عن غلطه معها بكون بزيدها هم بس تكتشف هالشي


مرجانة من اجمل الروايات يلي قراتها واندمجت فيها :montaser_91:
يسعدك
بانتظار النهاية
متشوقة تنهي الرواية نهاية حلوة وريكس واماندا مع بعض :montaser_10:

ههههههه شكراً شذى الورد
تواجدكِ جميل و عذب

ممتنة جداً لطيب المتابعة

مشكوور جدأأ

الشكر لكِ اختي العزيزة
ممتنة لعبورك
هههههههههههههههههههههه لازم العمليات والقلب والموت هادا

لالالا بلاش وحياتك


خلاص بنتابعك على طول لا تخلي حد يموت هههههههههههههههههههههههههههه

ننتظر تفرغ الراس الذهبيه للكتابه

وعطفها على جمهورها ببنات افكارها ^_^


قبلاتي لروحك غاليتي

ههههه يا حبيبتي
ارجو ان ترضيكم النهاية جميعاً

شكراً لحضورك الدائم و الجميل
جداً تسعديني

دمتِ سالمة



بعد قليل الجزء الأخير
متابعة ممتعة:81:

مرجانة
10-24-15, 01:56 PM
،،،، الجزء الأخير ،،،،



حان يوم الغد ، ذهبت و "ريكس" في الصباح إلى المستشفى لأجل الفحوصات .. وبعد الكثير من الإجراءات ، حدد موعد العملية ، ستكون بعدَ غد .

غادرنا المستشفى حينها ، و أثناء طريق العودة .. كان "ريكس" يتحدثُ عن العملية و طريقة زراعة القلب و ما إلى ذلك ، لم أكن مركزة معه في حديثة ، بل كنتُ شاردة بعيداً بعيداً عنه!

يبدو أنه أخيراً لاحظَ سكوني و هدوئي ، فناداني قائلاً

- "آماندا" أنتِ بخير؟

نظرتُ إليه بصمت ، فنظر إلي قائلا

- كنتِ شاردة؟!

تنهدتُ و قلتُ بهدوء

- هل يمكنني أن أسألكَ يا "ريكس"؟
- تفضلي يا عزيزتي .

حدقتُ إليه بارتباكٍ و أنا أتذكرُ حديثي مع "سارة" البارحة ، هل أخبره عما في خلدي الآن؟ .. لكن من أين أبدأ بالحديث؟! ، و كيفَ عساني أبدأ؟! .

عقد حاجبيه و قال متسائلاً

- مابكِ يا "آماندا"!؟
- لا شيء ، إنسى الأمر .

قال ببطء

- أنتِ متأكدة؟! ، تبدين مرتبكة .
- مرتبكة قليلاً .. لكن لا يهم ، كنتُ أهذي مع نفسي فقط .
- في عينيكِ العسليتينِ زحامٌ من الكلام !

ابتسمتُ و أنا أنظرُ في زرقةِ عينيه ، و قلتُ بأسى

- عيناي دائماً تفضحاني أليسَ كذلك؟

ابتسم هو الآخر و قال بلطف

- لأنكِ صادقة يا جميلتي .

أخذتُ نفساً عميقاً ، و قلت بمرح

- شكراً "ريكس" ، بعد غد نلتقي في المستشفى ، لن تتركني أليسَ كذلك؟ .. سترافقني ، لن أذهبَ إلى غرفةِ العملياتِ وحدي .

نظرَ إلى عيني القلقتين و اللتين لم تتمكنا من اخفاء الدموع البادية فيها رغم ادعائي المرح ، اقتربَ مني و وضع يده على كتفي قائلاً بهدوء

- خائفة يا "آماندا"؟

انكستُ رأسي بحزن ، و قلتُ بصوتٍ مبحوح

- أخشى أن أفقدكم! ، أخشى أن أدخلَ إلى غرفةِ العملياتِ و لا أخرجُ منها إلا جثةً هامدة!

قلتُ ذلكَ و ذرفت عيناي دموعها ، رفع يده نحوي يمسح دموعي بحنانٍ و هو يهمس

- كفي عن البكاء يا جميلتي ، و لا تفكري هكذا رجاءً!

رفعتُ وجهي إليه ، أحدقُ في تقاسيم وجهه ، زرقة عينيه ، شعره!
ماذا لو لم يقدر لي رؤيتكَ بعد الغد يا "ريكس"؟!

=========

و جاء الغد ، و في العصر بالتحديد .. جاء "ريكس" إلى المنزل حتى يصحبني إلى المستشفى ، هذا المساء سأبيتُ في المشفى و غداً صباحاً سأجري العملية .

غادرت أخي "ألفريد" و "سارة" و قلبي لا يريد مغادرتهما .. كنتُ متوترة كثيراً و أنفاسي تتخبط مع نبضي بينَ حينٍ و حين .
وصلنا المستشفى ، وبعد الإجراءات تم أخذي إلى غرفةِ التنويم ، و منذ هذه اللحظة .. تلبسني هدوءٌ شديد .

حتى حان المساء و قرر "ريكس" الذهاب ، فأمسك بيدي قائلاً

- يجبُ أن تنامي بهدوءٍ هذه الليلة دون أن تفكري فيما يثير قلقكِ .. و أعتذر يا "آماندا" ، لن أستطيع أن أكونَ هنا غداً صباحاً .

أنتفضَ قلبي و اتسعت عيناي خوفاً حينما سمعتُ منه ذلك ، أخرجتُ صوتي بصعوبة قائلة

- لن تكونَ معي؟!

ابتسم بلطفٍ و قال

- نعم لن أستطيع ، لكن قلبي معكِ يا "آماندا" ، ثقي بذلك و لا تخافي .

أنكست رأسي بحزنٍ و قهر .. لزمتُ الصمت ، فقال

- يجب أن أذهب ، كوني بخيرٍ يا "آماندا" .

نظرتُ إليه قائلة

- و أنتَ كذلك .. كن بخير .

ربت على كفي مبتسماً ، ثم نهض و غادرني .. أحسستُ حينها برغبة شديدة بالبكاء ، بضيقٍ في صدري حد الإختناق ، أخرجتُ تنهيدةً طويلة .. و تنفستُ بعمقٍ محاولةً أن استجلبَ هدوئي ، و تذكرت ما قال "ريكس" ، يجب أن ألزم الهدوء و السكينة ، لتمضي هذه الليلة على خير ، دون قلقٍ و بكاء .

أستلقيتُ على الفراش ، و حاولتُ طرد كل الأفكار التي تشوش رأسي و تهدد راحتي ، حتى نمت ، و لا أعرفُ كم استغرقَ بي النوم ، لكني صحوتُ فجأةً مختنقةً أنفاسي!

جلستُ بسرعةٍ لألتقطَ نفسي .. شعرتُ بالذعر و الخوف ، شعرتُ بالقهر .. كم سئمتُ هذا الحال .
في هذه اللحظة ، سمعتُ صوتاً صدر من هاتفي ، بعد أن هدئت .. ألتقطته ، ففاجأني وجود رسالةٍ من "ريكس"!

احسستُ بدقاتِ قلبي تتسارع ، ترى ماذا يريد أن يخبرني؟
فتحتها بارتباكٍ و لهفة لمعرفةِ ما فيها ، كانت رسالةً طويلة! .. شرعت في قراءتها

(( إلى عزيزتي ، و حبيبتي ، و فاتنتي و جميلتي "آماندا"

إليكِ يا ذات العيون الآسرة ، إليكِ يا محبوبة "ريكس"! ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رسالةً أخيرة يا عزيزتي ، أبوح فيها بكل ما فيني ، لطالما كنتِ تحبين الرسائل ، و أنا على يقينٍ أن الرسالةَ ستستطيعُ إيصال ما أريد قوله إليكِ أفضل من صوتي ، فأنتِ تتجاهلينه كثيراً ، وتلجمينهُ كلما أراد البوح و الإفصاح ، محبوبتي .. هكذا كنتُ أقول عنكِ لأختي "صوفيا" منذُ أكثرِ من خمسِ سنوات .. هكذا كنتِ دون أن تعلمين يا "آماندا" ، عزيزتي .. لم تكوني بخيرٍ بالأمس ، بل ومنذُ لقائنا في المستشفى ، في يوم ميلادكِ بالتحديد ، أنا كذلكَ لم أكن بخير ، فرؤيتكِ أدهشتني و مرضكِ زلزلني .. تلخبطت بي مشاعر السعادةِ و الألمِ في لحظةٍ واحدة ، "آماندا" الجميلة بعد خمسِ سنواتٍ يسوقها القدر إلي!؟ .. ياللعجب! ، لكنه ساقها إليّ عليلة! ، سقيمةَ الفؤاد ، كسيرة القلب ، مهزوزة المشاعر! .. ناقمة و كارهة لـ "ريكس" ! .. دعيني أخبركِ سراً يا "آماندا" .. لقد أعادكِ القدرُ إليّ مرتينٍ في الحقيقة! ، لكن لأسألكِ أولاً ، أتعرفين متى تربعتي في قلبِ "ريكس"؟ ، متى كان هذا الفتى يختلسُ إليكِ النظر ، يتتبعُ أثركِ ، يفتشُ عنكِ شوقاً بين مئات الوجوه دون أن تدرين ، و إن تكرمت الفرص و سمحت لي بالنظر إليكِ ، جلستُ بعيداً و أنا ابتسم ، ابتسم لرؤيتكِ و الإصغاء إليكِ .. كنتِ فاتنتي التي أعشقُ النظرَ إليها دون أن أمل ، الطفلة المشاكسة ، الزهرة الرقيقة ، الأنثى البريئة ، الإبتسامة الساحرة التي تجعلني أتورد كلما تأملتها ، كنتِ اختطفتِ قلبي منذ أيامِ الثانوية ، و مع ذلكَ لم أجرؤ على الإقترابِ منكِ ، لم أكن أمتلكُ الشجاعة لأخطو خطوةً نحوكِ لأكونَ صديقاً .. لم أكن أملك الجرأة حينها .. لكنكِ كلما مررتِ أمامي سلبتني دون أن تدرين ، تسرقين ناظري ، تسلطين سحركِ علي ، فأسرح بكِ و أغرق ! .. و بعدَ أن غادرتُ الثانويةَ إلى المعهد ، حاولت تجاهلك و نسيانك ، كنتِ بالنسبةِ لي طيفاً غاب لن يعود ، و حورية بحرٍ غادرتُ أعماقَ بحارها يستحيل إليها الرجوع ، أقنعتُ نفسي حينها أنكِ لحظة تأملٍ فقط .. سرابٌ تلاشى لم تعد صورته أمام عيني ، لكنني فوجئت يا "آماندا" ، حينما أعادكِ القدرُ إلي .. كنتُ قد رأيتكِ بعد سنتينٍ من دراستي في المعهد مع "سارة" .. انضممتما انتما الإثنتين إلى نفس المعهد ، مما أثار دهشتي و استغرابي .. و بقدر دهشتي سعدت ، كان قلبي يرفرف بين أضلعي ، أدركت حينها أن القدر منحني فرصةً للإقترابِ منكِ يا "آماندا" ، لذلكَ قررتُ أن لا أمنعَ نفسي منكِ هذه المرة ، لكني كلما حاولتُ الإقتراب .. تراجعت ، ففكرتُ بطريقةٍ أستطيعُ بها الوصول إليكِ ، طريقةٌ مثيرة تشدكِ إلي! ، فلم أجد طريقةً أجملَ من كتابةِ رسالةٍ لكِ .. و لأنجحَ حقاً في لفت انتباهك ، تركتُ علامةَ استفهامٍ في ظرفٍ كتبَ عليه رسالة من معجب ، أذكر احمرارك و ارتباككِ ذلكَ اليوم ، كنتِ جميلة و بريئة ، كنتُ في قمةِ النشوة و أنا أتأملكِ ، كانت خطوةً جميلة شجعتني بلهفةٍ لكتابة الرسالةِ التالية ، و كتبتُ لكِ ، و توالت عليكِ رسالاتي حتى كتبتِ لي يوماً بعدَ مرضي و انقطاعي .. و قد أدركتُ حينها أن رسائلي أثمرت ، مما زاد يقيني بتعلقكِ بي ، كنتُ استمتعُ كثيراً برسالاتك ، و راقني الأمرُ كثيراً .. إلى أن وصلتني رسالتكِ الغاضبة ذلكَ اليوم ، تطلبين مني الافصاح عن نفسي و كشف هويتي لكِ! ، فاجأتني رسالتكِ ، في الواقع كنتُ في بداية المتعة ، و أجدُ أن الوقتَ ما زال مبكراً عن الكشف عن نفسي ، فكرتُ أنه عندما تعلمين شيئاً عني .. كأسمي و عمري ، ستبحثينَ عني وسيكون من السهلِ عليكِ الوصول إلي! ، لذلكَ امتنعت ، و استمر امتناعي حتى ذلكَ اليوم الذي انفجرتي فيه غاضبة .. كم كان ذلكَ اليومُ عصيباً علي يا "آماندا" حينما رأيتكِ تبكينَ غضباً و ترمين برسالتي أرضاً ، حينما قلتِ سئمتُ و مللت! ، شعرتُ بمقدار الأذى الذي تسببتهُ لكِ .. فبكيت حينها ، ذهبتُ سريعاً و كتبتُ رسالةً مستعجلةً إليكِ .. و تبعتكِ ، حينها قررتُ أن أوصلَ لكِ رسالتي بنفسي ، لأنه لم تكن هناك فرصة .. فالاستراحة انتهت و الجميع ذهبوا إلى دروسهم ، لم يكن في الفناء سوانا .. فوقفتُ خلفكِ و الربكة تمكنت مني ، كنت ارتعد ، كيف أكلمكِ و جهاً لوجه بعدما أبكيتكِ ، كيف أقفُ أمامكِ مدعياً أني شخصٌ آخر! ، ربما لاحظتي توتري وارتباكي ، فعيناكِ تخرساني يا "آماندا" .. رؤيتكِ تسلبني ، و دموعكِ تحرقني .. لم تكن الدموع على وجنتيكِ حينها ولكن أثرها باقٍ في ملامح وجهكِ اللطيف .. ارتبكتُ كثيراً حينما ناديتكِ و استدرتِ إلي ، و عندما اقتربتِ مني ونظرتي إليّ بارتياب ، احسستُ للحظةٍ أن أمري سيكشف ، لكنني صمدت و اتقنت التمثيل .. ويا ليتني لم أفعل ، نادمٌ على تلك اللحظة يا "آماندا" ، ليتني لم أكتب تلكَ الرسالة ، ليتني جئتُ إليكِ لأحضنكِ و اكفكفَ دموعكِ قائلاً لكِ ، هوني عليكِ هذا أنا العاشق المجهول أقف أمامكِ ، لربما سار الأمر على ما يرام! ، لكن رسالتي تلك وظهوري كشخصٍ آخر عقد الأمر .. تفاجأتُ كثيراً حينما طلبتِ مني قراءة الرسالةَ على مسامعك! ، أذكر حينها أن قلبي توقف للحظة! .. كيفَ أقرأ عليكِ ما كتبته؟ .. كيف أحكي لكِ مشاعري التي طالما كنتُ أخجلُ أن أبوح بها على مسامعك ، خجلتُ كثيراً و ارتبكت ، لكني قرأتها .. قرأتها بعد أن أفصحتُ لكِ عن اسمي حينما طلبتي ، ألم أقل لكِ أن اليوم ذاك كان عصيباً عليّ؟! ، كان معقداً في كل شيء .. عندما رأيتُ إصراركِ على نسيان صاحب الرسائل المجهول متجلياً بتمزيقكِ رسالتي بغضب ، حاولت اغتنام الفرصة ! .. تخلصنا من ذلكَ الذي أزعجَ حبيبتي "آماندا" ، و حان دور "ريكس" أن يبرز نفسه .. أعترفُ أني لاقيتُ بعض الصعوبةَ في البداية ، كنتِ فظة و عنيدة و صعبة .. لكنكِ بدأتي تتقبليني يوماً بعدَ يوم ، لكنكِ فاجأتيني حينما جئتي إلي تريدين معاودة المراسلة للمعجب المجهول .. حيرتني كثيراً يا "آماندا"! .. ليسَ الآن ، ليس بعد أن أحببتُ الظهور ، فأوهمتك أني سؤصل الرسالةَ إليه ، في الواقع بعد أن قرأت رسالتكِ الحزينة و المليئة بالمشاعر أشفقت عليكِ ، فكرت بالرد عليكِ و لكني تراجعت ، "ريكس" هو من يجب أن يحظى بقلب "آماندا" لن أسمحَ أن تتجاهليني و أنا أقفُ قبالتكِ بينما تعيشين الكذبةَ معي في رسائل تجهلين من هو خلفها ، لذا مزقتُ الرسالة و أفصحتُ لكِ عن حبي ، كنتُ أريد لفتَ انتباهكِ لي ، لكنكِ مستعصية جداً .. رغم تفاني في حبك ، و لطفي و تملقي ، لم تأبهي بي ، و رغم تجاهلي لرسالاتك ، لم تستسلمي و لم تيأسي ، رغمَ أنكِ بعد فترةٍ قصيرة انجذبتي نحوي ، و كان ذلكَ واضحاً من خجلكِ مني و ارتباككِ في بعض الأحيان ، أدركتُ حينها أني أسيرُ بالشكل الصحيح ، بات الخلاص من تلكَ الكذبةِ قريباً ، ولكني حتى الآن لم أتمكن من أن أنسيكِ ذلكَ العاشق ، و لم أتمكن من جعلكِ تفصحينَ لي بإعجابك ، حتى فكرتُ بخذلانكِ ذلكَ اليوم ، حينما جئتي ترتجيني إيصالَ الرسالةَ إليه ، قررتُ أن أكتبَ لكِ رداً يجعلكِ تقطعينَ الرجاء منه ، و لعلي نجحت! .. كان صعباً جداً علي أن أكسرَ قلبك ، كلما جئتي تسأليني .. هل أوصلتَ الرسالةَ يا "ريكس"؟! ، كنتُ أحترق في داخلي يا "آماندا" ، و احترقتُ أكثرَ حينما وجدتكِ تتخبطين في الخطى باكية بعدَ أن وصلتكِ تلكَ الرسالة! ، صدقيني "آماندا" ، لم يكن ذلكَ هيناً علي ، ولكني فعلتُ ذلكَ لأخلصَ نفسي من تلكَ الكذبة ، و أنقذكِ لأللا تكوني ضحية الكذبة ، و شعرتُ بالارتياح حينما تخلصنا من تلكَ الشخصيةِ الزائفة ، و خلا فكركِ لي ، و تفرغَ قلبكِ لأجلي حتى تقربتُ منكِ و تقربتِ مني ، حتى بدأتِ تغارين علي من التافهة "جيسي" ، أطمأنيتُ كثيراً ، و سعدت .. و لأشعرَ بالراحةِ أكثر أحببتُ بأن أختبرَ حبكِ ، هل هو من نصيب "ريكس" ، أو ما زال صاحب الرسائل يستحوذ على بعضٍ منه!؟ .. فكتبتُ رسالةً قصيرة تحتوي قليلاً من الشوق ، في الواقع سآءني ارتباككِ و ترددكِ ، و أغضبني أخذكِ للرسالة حيثُ أني أحسستُ بالفشل بعدَ كلِ مافعلت ، لكنكِ بددتِ كل ذلكَ بهمسٍ منكِ و عتابك ، بعناقٍ دافئ منحتيني إياه ، في تلكَ اللحظة فقط شعرت بالأمان يا "آماندا" ، ظننتُ أن الأمر مَرَّ و انتهى ، انتهى تماماً .. لكن أختي أفسدت كلّ شيء ، و تخبطتُ كثيراً حينها يا "آماندا" ، بعدما وقفتِ أمامي تفرغينَ غضبكِ علي ، تمزقتُ أشلاءً ، تحطمت كل الآمال و تبددت كل الأمنيات .. غابت الأحلام بعد أن غبتي عن ناظري ، صرتُ خَوَاء ، قلباً منصهر يصعب تكوينه من جديد ، عيناي لم تكف البكاء .. شعرتُ بخيبة كبيرة لا يحتويها هذا العالم كله ، بداخلي انكسار .. شيءٌ مسلوب أفقدني الحياة ، لخمسِ سنواتٍ لم تغادريني يا "آماندا" ، رؤيتكِ فاقدةً الوعي تلكَ الليلة كانت لي كالحلم ، كانت هبة أخرى من هبات القدر باذخ الكرم! عدتي يا "آماندا" ولكن بأي حال؟! .. أ أصفكِ فيه أنكِ أرق و أضعف و أجمل ، أم حالٌ مخيف يكاد يختطفكِ مني؟! ، يهددني بفقدك .. ذلكَ القدر بقدرِ كرمه معي كان سليطاً و مهيمناً ، إما أن تنقذ "آماندا" أو أعود لأخذها منك ، و ها أنا أقول و أقسم يا " آماندا" ، لن أرضخَ لسخرية القدر ، سأحييكِ من جديد و لو تطلبَ الأمر أن أهبكِ عمري و قلبي ، "آماندا" جميلتي ، فقط ابتسمي .. فقط كوني سعيدة كسابقك ، غداً ستكوني بحالٍ جيد ، ستكونين بقلبٍ قوي .. عزيزتي "آماندا" ، أرجو أن تسامحي "ريكس" ، اغفري له و اصفحي عنه .. قبل أن تخوضي العملية يا جميلتي ، "آماندا" ، اسمكِ جميل .. لطالما أحببته ، و أحببتُ كتابتهُ و ترديده .. كوني بخيرٍ يا "آماندا" العزيزة .. عملية موفقة ، وحياة مليئة بابتساماتِ "آماندا" الجميلة ..

العاشق المخلص دائماً .. "ريكس" ))

دموعي ، و شهقاتي .. و نبضي السقيم صرخوا جميعاً بالنحيب ، لم أتمالك نفسي أبداً، جهشتُ بالبكاء بدموعٍ غزيرة ، رسالة "ريكس" حملت معها أجمل الذكريات و أروع المشاعر .. عادت بالحنين و الشوق و الحب القابع في الأعماق .. أججت جذوة العشق حتى أسعرتني .. آهٍ "ريكس" منذ أيامِ الثانوية تعشقني!؟ منذ أيام الثانوية تعرفني؟! .. كم أنتَ مخلص ، لم يتخلى قلبكَ عني حتى هذا اليوم ، و بعد كل الآلام التي تسببت بها لقلبك الطاهر الحنون ، كيف لا أغفر لقلبك ؟! ، كيف لا أصفح عنك؟! .. أشعرُ بحاجةٍ شديدةٍ لمعانقتكَ يا "ريكس" .

أحكمت القبض على هاتفي من جديد ، و من غير وعيٍ طلبتُ "ريكس"!
كانت أنفاسي تتلاحق و عيناي لم تكف البكاء و ضربات قلبي تضرب بجنونٍ في داخلي مع هذا الرنين ، وطال الرنين وما من مجيب! ، أين أنتَ "ريكس"؟ ، أرجوك أجبني .

قطع الخط ، فعاودتُ الإتصال ، ... ولم يجيب .
عضضت على شفتي بقهرٍ شديد ، و ألقيت بهاتفي على الفراش بغضب ، و بعد برهة لمعت في رأسي فكرة .. بسرعةٍ طلبتُ الممرضات لتأتيني إحداهن ، حينما جاءت الممرضة طلبتُ منها أن تنزعَ أنبوب المحلول عن يدي .. لكنها رفضت قائلة

- لا يمكن آنستي ، غداً صباحاً ستكون عمليتكِ .

قلت بعصبية

- ألا تفهمين؟! ، قلتُ لكِ انزعيه! .. أريدُ الخروج .
- ذلكَ مستحيل لن تخرجي الآن في هذه الساعة ، إنها الساعة الثانية و النصف!

حينما سمعت ذلكَ صمتت ، الوقتُ متأخر كثيراً ، و لعل "ريكس" خلدَ إلى النوم الآن .. لا فائدة إذاً من الذهابِ إليه .
هدئت في مكاني ، و لكن أنفاسي المتلاحقة لم تهدأ ، و دقات قلبي تخفق بسرعةٍ شديدة بين الحين و الآخر ، لا أعرف لما أشعر بالارتباك .. أشعر بحاجةٍ ماسة لرؤية "ريكس" ، أريد الكلام معه ، أريد أن أخبره بأني عفوت عنه .. أني أريده أن يكون بالقرب مني دائماً و أبداً .. سأخبره أني أحبه و أحبه و أحبه ، أحبه بجنون شديد ، و لا أطيقُ صبراً عنه أكثر .

===============

لم يغفو لي جفنٌ طوال ساعات الليل الأخيرة ، كنت مستندةً على الفراش و هاتفي لا يزال مستريحاً براحة يدي ، أسرح تارةً ، و أعود لقراءة رسالةِ "ريكس" تارةً أخرى ، كلماته الأخيرة فيها ما يثير حزني ، لعلها مفعمة بالحب و اللطف .. تجعلني نادمة على كل تلك السنين التي فضلتُ الإبتعاد عنه فيها ! ، تشعرني بطيبتهِ و قسوتي .. عفوه و شدتي ، لم يتحامل علي ، لم يغضب مني .. بل هو يقسم على مساعدتي مهما كان الثمن ...... مهما كان الثمن!!!

انتفض قلبي حينها حتى ضاقت أنفاسي ، أيعقل؟! ، أيعقل أن يكون "ريكس" هو المتبرع؟!

همستُ بقلق

- "ريكس"! ..

و بعد وقتٍ عصيب .. أنقضت أخيراً ساعات الليل المخيفة ، و تسللت خيوط الشمس عبرَ زجاج النافذة من خلف الستائر البيضاء إلى غرفتي ، أحكمت القبض على هاتفي .. كانت الساعة الخامسة و النصف ، لا يزال الوقت مبكراً ، لكن لأجرب و أعاود الإتصال .. أريد أن أسمعَ صوته فقط .

طلبت "ريكس" على الهاتف .. فبدأ هاتفه بالرنين و طالت المدة و لم يجيب ، حتى قطع الخط .
دون شعور انهمرت من عيني الدموع .. "ريكس" لما لا تجيبني!؟

و مضى الوقت بطيءً جداً جداً علي ، ثقيلاً و محرقاً .. حتى انهك قلبي الذي ما عاد يقوى النبض .
عندما حانت الساعة السابعة كنتُ مستلقية و متعبة .. و الهاتف بيدي كلما مرت ربع ساعةٍ عاودتُ الإتصال بـ "ريكس" .. و ما من جدوى ، لا يجيب .
هل يتجاهلني ؟! ، أم ينام كالأطفال بعمقٍ فلا يسمع رنين هاتفه؟ .. أم غاب عني؟!!

أغمضت عيني متألمة كثيراً .. و لكن سرعان ما فتحتهما عندما سمعت صوتَ الباب يفتح!
جلست بعجلٍ لأنظر من القادم ، فخابَ ظني حينما وجدتُ أربعةٍ من الممرضات يقتربن مني ، قالت إحداهن لي

- صباح الخير ، كيفَ أنتِ يا "آماندا" ؟

أجبتها بصوتٍ ضعيف

- بحالٍ سيء ، سيءٍ جداً .
- يا عزيزتي ، يبدو أنكِ لم تنمي البارحةَ بتاتاً! .. الإرهاقُ بادٍ عليكِ!

لزمت الصمت و أنكستُ رأسي بحزن ، فقالت لي

- دقائق و تكونين في غرفةِ العمليات ، و ستنامين كفاية حينها .

ثم التفتت إلى إحدى الممرضات تشير إليها ، فهَمَّتْ الأخرى بإخراج حقنةٍ .. تحتوي المخدر!

صرخت فيها قائلة

- انتظري! .. ليس الآن! ، سأجري مكالمةً أولاً .

و أمسكتُ بهاتفي من جديد بيدٍ مرتعشة .. و طلبتُ "ريكس" و التوتر يرعد أطرافي ، أحسستُ ببرودة شديدة تتسرب إلى عروقي .. و بدأ الهاتف بالرنين .. و أنا ألهث مع كل رنة .. أرجو سماع صوتَ "ريكس" ، حتى قطع الخط .

بكيتُ بحرقة قائلة بغضب

- أين أنت؟!

قالت الممرضة

- هيا يا آنسة لا نستطيع أن نتأخر أكثر ! ، استلقي رجاءً و استرخي يا عزيزتي .

نظرتُ إليها بقهر ، فكرت في النهوض .. فكرت في الهرب! ، أريد أن أتصرفَ بجنونٍ يسوقني لـ "ريكس"! ، لا أريد الدخول إلى العمليات دونه! .. ماذا لو فشلت العملية و ما عاد بمقدوري رؤيته و الحديث معه؟! .. أريد معانقةَ "ريكس" ، فأنا لم أعانقهُ بعدْ خمس سنوات! .. أريد مشاركته الضحك ، أريد أن أغيظه و يغيظني ، أسخرَ منه ويسخر مني ، كان البارحةَ بجانبي ولكني لم أتزود منه ، تباً لي .

- هيا يا آنسة!

رفعت رأسي إليها ، حدقتُ فيها بعيني الغارقتين و همست

- عدلتُ عن رأيي ، لن أجري العملية!

حدقت بي الممرضة بغضب ، ثم التفتت إلى الممرضة قائلة بانفعال

- قومي بعملكِ سريعاً ، لن نضيعَ المزيدَ من الوقت .

أقتربت الممرضة مني و بيدها الحقنة! ، صرخت فيها باكية

- ابتعدي عني لا أريد إجراء العملية!

أقتربت مني ممرضتين أخرتين ، واحدةً منهما تربت على كتفي تحاول تهدأتي ، و الأخرى انضمت لمن تحاول حقني لمساعدتها .. صرختُ فيها

- أتركيني! .. أتركوني للحظة!

و بينما كنتُ أرجوهم الإنتظار .. سار المخدر في عروقي ، أثقلت أجفاني ، و فقدتُ وعي ..

============

كم من الوقت مضى؟ .. كم ساعةٍ مرت؟ .. هل عبرَ "ريكس" عند غرفة العمليات ينتظرني؟
ما حالي؟ .. ما حال "ريكس"؟!

فتحتُ عيناي بتثاقلٍ شديد ، و كل تلك التساؤلات تبادرت في رأسي .. أشعر ببعض التعب أيضاً ، أشعر بأعياءٍ شديد .
حركت رأسي المثقل بصعوبة ، جلت ببصري أبحثُ عن أحدٍ حولي ، حتى وقعت عيناي على أخي و "سارة"! .. فقط!
من أبحثُ عنه ليسَ هنا ..!

أقتربَ الإثنان مني ، قالا

- حمداً لله على سلامتك .

نطقتُ بصعوبة

- شكراً لكما .

قال "ألفريد" الذي بدت عليه سيماء الراحة

- كان الطبيبُ هنا منذُ قليل ، أخبرنا أن العملية نجحت بامتياز .. لكنكِ تحتاجين لبعض الوقت لتمارسي الحياة بشكلٍ طبيعي ، ستكونين بخيرٍ تماماً .
- جيد ، هل .. هل رأيتما "ريكس"؟ .. أحاول مكالمته منذ البارحة حتى الصباح ، لكنه لا يجيب!

تبادل "ألفريد" و "سارة" النظرات ، ثم قالت "سارة" وهي تنظرني

- كنتُ في المستشفى هذا الصباح و لكن لم أكن بالقرب من عيادته ، و لم أراه .
- أعطني هاتفي إذاً .

قال "ألفريد" بصرامة

- يجبُ أن ترتاحي يا عزيزتي ، إنسي أمرَ "ريكس" الآن!

غرورقت عيناي و أنا أنظر إليه بقهر
كيفَ أنسى أمره؟! .. كيفْ؟ ، و هو الذي اهتم بأمري مذ أنْ علمَ بمرضي! .. اهتم بكل شيء كما لو أن الأمر أمرهُ لا أمري! .. لم ينثني عن مساعدتي للحظة ، كان واقفاً بجانبي دائماً ، يحييني كلما قاربتُ على الفناء!

لاحظ "ألفريد" دموعي ، فهمس

- "آماندا"!

أغمضت عيناي لتنحدرَ دموعي على وجنتي ، أشحتُ بوجهي عنه أبكي في صمت .. لا أعرفُ ما الذي أصابني! ، بتُّ كالطفلة عندما تتعلق بمن تحب! .. لن أهدأ و أرضى قبل أن أراهُ أو أسمعَ صوته!

أقتربت "سارة" مني أكثر و قالت و هي تمسحُ على رأسي

- إهدئي يا عزيزتي ، أرجوكِ لا تزعجي نفسك .. سأنظر أين يمكن أن يكون ، سأتصل به لأجلك .
- أرجوكِ "سارة" ، بسرعة .
- حسناً .

قالت ذلك و أخرجت هاتفها .. و أسرعت مغادرة إلى الخارج لتجري المكالمة .
لحقَ بها "ألفريد" ، و بقيت وحدي في الغرفة قلقة .. لما يختفي "ريكس" الآن؟! .. كلماته في رسالته تخيفني! .. "ريكس" كن بخير و اظهر قبالتي أرجوك .

بعد مضي دقائق ، فتحَ باب الغرفة .. وجهتُ نظري نحوه أترقب الداخل .. كانت أنفاسي متلاحقة ، و قلبي يدق بعنفٍ بين أضلعي .. أرجوكَ "ريكس" كن أنتَ خلفَ هذا الباب!

فاضت عيناي بالدموع حينما وجدته ، نعم كان "ريكس"! .. "ريكس" و برفقته الطبيب و أخي و "سارة"!

ابتسمت بسعادةٍ شديدة ، تبددت كل مخاوفي ، ثقلٌ انزاح عن صدري ، راحةٌ سكنت قلبي .. أخيراً أشفقتَ عليَّ و ظهرتَ يا "ريكس"!

أقترب الجميع مني ، لكن عيناي لم تحدقان إلا فيه ، وقفَ عند رأسي و طبعَ قبلةً على جبيني و همسَ قائلاً

- حمداً للهِ على سلامتكِ يا عزيزتي .

رفعت يدي إليه فأمسكَ بها ، شددتُ على كفهِ بقوة و همستُ إليه بارتباك

- قلقتُ عليكَ يا "ريكس" ، أينَ كنت؟!
- كنتُ في عملي هذا الصباح .
- البارحة! ، وحتى السابعة صباحاً كنتُ أطلبكَ على الهاتف و لكنكَ لم تجبني!
- لم أستطع .. لم أستطع أن أجيبَ يا "آماندا" ، كنتُ قلقاً كثيراً بشأن العملية .. و كنتِ حزينةً جداً البارحة قبل أن أغادركِ .. لم أرد أن أجيب حتى لا أظهرَ ضعفي و قلقي و تخافي يا "آماندا".

ثم نظرَ إلى الطبيب و تابع

- مررتُ على الطبيب البارحة ، أردت منه أن يسدي لي خدمة لكنه رفض .

أصدر الطبيب ضحكةً خفيفة و قال

- لن تصدقي جنون هذا الفتى ، كان يريد التبرع بقلبه لكِ و لكني نهرته ، فمن المستحيل أن يكون المتبرعَ شخصٌ سليمٌ على قيدِ الحياة!

نظرتُ إليه بعينينٍ متسعتين و قلت

- "ريكس" هل تظن أني أسمحُ بذلكَ أو أقبلَ بهِ حتى لو لم يرفض الأطباء!

عقد "ريكس" حاجبيه قائلاً

- لا تريدين مسامحتي يا "آماندا" ، نظراتكِ و صمتكِ يحرقاني .. هينٌ علي أن أهبكِ قلبي لعلكِ تغفرين ، و لا أن ترمقيني بقلبٍ متحاملٍ علي طول العمر .

قلتُ بصوتٍ حزينٍ مرتعش

- لكني عفوت عنك .. رسالتكَ البارحة أربكتني ، و صمتكَ أجنني ، ظننتكَ حقاً تصرفتَ بتهور يا "ريكس" ، كم خشيتُ فقدك!

ابتسم و انحنى إليّ ليمسح الدموع عن وجنتي ، و قال بلطفٍ بالغ

- لا تبكي إذاً ، عاشقكِ المجنون "ريكس" .. يعدكِ أن لا يخذلكِ ثانيةً ، أرجو أني لم أثقل عليكِ برسالتي يا "آماندا" .
- على العكس ، كنتُ بحاجةٍ لها .. كنتُ حقاً أنوي الكلام إليكَ عما مضى منذ يومين ، و قد لاحظتَ ذلك .. لكنه كان صعباً علي ، لزمتُ الصمتَ و حبستُ الكلام في جوفٍ محترق ، ندمتُ كثيراً لأني لم أفصح لكَ عما بداخلي بعد قراءة كلماتك .. كنتُ بحاجةٍ ماسةٍ إليكَ في الحقيقة!
- أنا بجانبكِ دائماً و لن أتخلى عنكِ يا "آماندا"

همستُ إليه

- أحبك .

حينها قال "ألفريد" مبتسماً

- نحنُ هنا!

ضحكت "سارة" و قالت تكلم "ريكس" بطريقتها المعتادة

- ماذا تنتظر أيها العاشق ؟! .. اغتنم الفرصة طالما قلبها العنيد رضي عنك ، من يدري لعل قلبها الجديد يتقلب سريعاً .. أكثر عناداً و أكثر مزاجية!

ضحكَ الجميع ، بينما رمقتها بغضبٍ و قلت

- لا شأنَ لكِ بقلبي يا مزعجة .

قال "ريكس" مبتسماً

- ما زالت صديقتكِ "سارة" محافظة على جنونها ، لكنها محقة .. يجب أن أتصرف!

نظرتُ إليه بعينينٍ واسعتين ، و قلت

- لعلكَ صدقتها!؟
- لم أصدقها ، أثقُ بكِ ، تماثلي للشفاءِ سريعاً يا عزيزتي ، ستكون هنالكَ حفلة بانتظار كلينا .. أنا و أنتِ .

انتابني الخجل ، نظرتُ إليهِ باستحياءٍ شديد .
لعلكم فهمتم ما يرمي إليه "ريكس"!

ابتسمتُ إليه ، حدقتُ في عينيه ، تأملته ، تمعنتُ في تقاسيم وجهه ، سعيدةٌ بكَ يا "ريكس" ، سعيدة لأن الحياة منحتني الفرصة لتشاركني حياتي الجديدة ، لتكون فيها معي من جديدٍ و فيكل لحظة .. سعيدة لأنكَ لم تخذلني وعدت ، خمسُ سنواتٍ مضت خلت منكَ لم يعرف فيها قلبي السعادة الحقيقية ، لأن كل المواقفِ الحافلة تذكرني بك ، تصرخ بفقدك ، تتألم من دونك .. بل إن السعادة تنكر ذاتها في قلبي لأنها لم تجدك .

بعد خمسةِ أشهرٍ و بعد تماثلي للشفاء .. أقمتُ أنا و "ريكس" حفلاً صغيراً بمناسبة زواجنا ، كان يوماً مميزاً، يومٌ باركت لي فيه الحياة ، يومٌ ألقمتنا فيه أقدارنا الشهد ، و مساءٌ جميلٌ ضمني .. أنا و "ريكس" .. لتسكنَ حياتنا سعادةً أبدية ، و حباً مضيئاً في قلبينا .. لا ينطفيء .



انتهت :81:

مطر الفجر
10-24-15, 02:50 PM
غاليتي مرجانة رواية رئعه جدا\ولاول مره اقرا رواية
ذات نهاية جميلة وليست مأساوية ....
لوهلة ظننت بان ريكس هو المتبرع بل اخذ تفكيري ابعد من ذلك
واعتقدت بانه ليس هو نفسه صاحب الرساله ^_^
وانه هو ادعى ذلك امام اخته لكي تخبرها ويكون في مكانه
لو كان ريكس هو المتبرع سيكون تعليقي
نعم تستحق اماندا ان تعيش
وحسنا ما فعل ولن اشفق عليه حتى وان كان هو المتبرع ^_^

رواية اقيمها بامتياز
من حيث السرد والتدرج في الاحداث والوصف لادق الاشياء
والتعابير والمواقف
حقا ابدعتي غاليتي مرجانة
ارجو ان لا يتوقف قلمك عن الكتابة ابدا فانتي مبدعه بحق
سلمتي وسلمت لنا اناملك اللتي تعبت وخطت كل هذه القصة
لاجل مشاركتنا اياها
تحياتي القلبية واعجابي الشديد .... :81:

http://www.al2la.com/up/uploads/images/domain-178a3fff32.png

مرجانة
10-24-15, 03:03 PM
شكراً عزيزتي مطر

في الواقع و لن أخفي عليكِ ، لست مقتنعة بالنهاية ، كنت سأكتبها نهايةً مختلفة
و قد بدأت في ذلك ، لكن أختي رفضت ههههه

أيضاً كان صعباً علي فأنا أكره النهايات المأساوية

لكن سأكتبها بالتأكيد كما أريد

شاكرة جداً لكِ و لجمال حضورك طيلة أجزاء الرواية
ممتنة كثيراً

حالياً سأتوقف ، و أعتقد أنها ستكون الرواية الأخيرة ، إلا لو وجدت ما يستحق الكتابة

شكراً بحجم السماء يا مطر
دمتِ بخير:81:

سآلفـَة قـ لمْ
10-24-15, 03:03 PM
بعد خمسةِ أشهرٍ و بعد تماثلي للشفاء .. أقمتُ أنا و "ريكس" حفلاً صغيراً بمناسبة زواجنا ، كان يوماً مميزاً، يومٌ باركت لي فيه الحياة ، يومٌ ألقمتنا فيه أقدارنا الشهد ، و مساءٌ جميلٌ ضمني .. أنا و "ريكس" .. لتسكنَ حياتنا سعادةً أبدية ، و حباً مضيئاً في قلبينا .. لا ينطفيء .

انتهت :81:

من آقصر الرويات اللي قريتها .. لكنها من الآكثر تشويق وآمتاع


الله يعطيك الف عافيه ... الغاليه مرجانه
ولاتحرمينا من قآدمك ومن جديدك يا خياليه


:81:

مرجانة
10-24-15, 05:50 PM
شكراً أخي سالفة قلم
سرني و أسعدني تواجدك

و ممتنة جداً لمتابعتك و تشجيعك الدائم
لا عدمنا تواجدك

دمت بسعادة

مرجانة
10-24-15, 06:00 PM
شكراً أخي سالفة قلم
سرني و أسعدني تواجدك

و ممتنة جداً لمتابعتك و تشجيعك الدائم
لا عدمنا تواجدك

دمت بسعادة

شذى الورد
10-24-15, 07:13 PM
من احلى الروايات يلي قراتها < مع انه لهلا مش عاجبني انه كذب عليها ومثل واتقن التمثيل :x12x:

بس يلا احيانا الحب بغفر كثير اشياء
ولو الانسان ما تجاهل اشياء وغفر للي بحبه ما بكون بحبه اصلا

اسلوبك حلو وجميل وشيق وان شاء الله تظلي تكتبي
ومنيح النهاية حلوة اصله بكره النهايات المأساوية < بكفي الواقع متنيل هه

ونشوفك برواية احلى واطول ونفرح فيكي :16:

غياهيب
10-24-15, 09:24 PM
حسبي الله ع بليس >> ي انو بكيتيني..
قلبي وقف مع كل كلمه بالرسالة ..
مرجآنه .. من جد ابدعتي ..
روآيه اخذتنآ لعآلمهآ ..عشت اللحظه معهآ..
لاتحرمينآ روآئع بنات أفكاركك
:رحيق:

آسيرة حرف
10-25-15, 12:35 AM
كل شيء في الحياه يطاق الا شيء واحد :wallbash:
بقول لك شيء
ولمن اقول ايه تفضلي قولي :th_interview:
وترد ببرود انسي خلاص
يناسك الموت يارب تسرحين في الارض وتمرحين لوحدك
لا انيس ولا ونيس :MonTaseR_93:

ايه والله اجل انسى :MonTaseR_52:


ماشاء الله بارك الله كل هذه الرساله جت في الجوال :MonTaseR_170:
هذا لو معروض اقدمه للمحكمه ماكفتني الورقه
تهقين نصيه ولا واتساب
اكيد حتا لو واتساب بيتجاوز الحد المسموح للحروف اتوقع جتها ع 4 دفعات
ماشاء الله بارك الله
كتب كل مشاعر ريكس لخمس سنوات واكثر تكفيها هذه الكلمات :MonTaseR_66:

ههههههههههههههههههههههههههههههههههه

هالحين وشوله يستفزها هاكا هذا ريكس مهوب متعدل :MonTaseR_210:

قسم بالله انو غثيث اسلوبه يجيب المرض
هذا مايتوب من استفهام :MonTaseR_56:
الى عاشق :bnat30:
الى غائب :MonTaseR_54:

لو اني آماندا كنت صفقتو وطردتو وسويت مناحه يسمعون بها كل العالم :MonTaseR_166:

والله لو يحلفون ما اصدق انه كان مجنون بعد سواته هذه :بكى:


:MonTaseR_2: مرجانه اسلوبك مميز وشيق بـ امانه انتي مبدعه في استحواذ الفكر :MonTaseR_1:
اعجز عن التعبير فيك
لا اقول الا حماك الرحمن من كل الاعيان
ماشاء الله بارك الله عليك
ربي يحفظك ويحميك

نهايه سعيده :نبض:
روايه جميله :ورد:
كاتبه متمكنه بسم الله عليك :81:

استمتعت بالروايه والله ولمن شفت التقييم انبسطت قلت اكيد جت النهايه

يسعدك يارب سعاده لا نهاية لها

تقبلي ردي عبق وردي
آسيرة حرف

عتيم
10-25-15, 02:39 AM
حان يوم الغد ، ذهبت و "ريكس" في الصباح إلى المستشفى لأجل الفحوصات .. وبعد الكثير من الإجراءات ، حدد موعد العملية ، ستكون بعدَ غد .

غادرنا المستشفى حينها ، و أثناء طريق العودة .. كان "ريكس" يتحدثُ عن العملية و طريقة زراعة القلب و ما إلى ذلك ، لم أكن مركزة معه في حديثة ، بل كنتُ شاردة بعيداً بعيداً عنه!

يبدو أنه أخيراً لاحظَ سكوني و هدوئي ، فناداني قائلاً

- "آماندا" أنتِ بخير؟

نظرتُ إليه بصمت ، فنظر إلي قائلا

- كنتِ شاردة؟!

تنهدتُ و قلتُ بهدوء

- هل يمكنني أن أسألكَ يا "ريكس"؟
- تفضلي يا عزيزتي .

حدقتُ إليه بارتباكٍ و أنا أتذكرُ حديثي مع "سارة" البارحة ، هل أخبره عما في خلدي الآن؟ .. لكن من أين أبدأ بالحديث؟! ، و كيفَ عساني أبدأ؟! .

عقد حاجبيه و قال متسائلاً

- مابكِ يا "آماندا"!؟
- لا شيء ، إنسى الأمر .

قال ببطء

- أنتِ متأكدة؟! ، تبدين مرتبكة .
- مرتبكة قليلاً .. لكن لا يهم ، كنتُ أهذي مع نفسي فقط .
- في عينيكِ العسليتينِ زحامٌ من الكلام !

ابتسمتُ و أنا أنظرُ في زرقةِ عينيه ، و قلتُ بأسى

- عيناي دائماً تفضحاني أليسَ كذلك؟

ابتسم هو الآخر و قال بلطف

- لأنكِ صادقة يا جميلتي .

أخذتُ نفساً عميقاً ، و قلت بمرح

- شكراً "ريكس" ، بعد غد نلتقي في المستشفى ، لن تتركني أليسَ كذلك؟ .. سترافقني ، لن أذهبَ إلى غرفةِ العملياتِ وحدي .

نظرَ إلى عيني القلقتين و اللتين لم تتمكنا من اخفاء الدموع البادية فيها رغم ادعائي المرح ، اقتربَ مني و وضع يده على كتفي قائلاً بهدوء

- خائفة يا "آماندا"؟

انكستُ رأسي بحزن ، و قلتُ بصوتٍ مبحوح

- أخشى أن أفقدكم! ، أخشى أن أدخلَ إلى غرفةِ العملياتِ و لا أخرجُ منها إلا جثةً هامدة!

قلتُ ذلكَ و ذرفت عيناي دموعها ، رفع يده نحوي يمسح دموعي بحنانٍ و هو يهمس

- كفي عن البكاء يا جميلتي ، و لا تفكري هكذا رجاءً!

رفعتُ وجهي إليه ، أحدقُ في تقاسيم وجهه ، زرقة عينيه ، شعره!
ماذا لو لم يقدر لي رؤيتكَ بعد الغد يا "ريكس"؟!

=========

و جاء الغد ، و في العصر بالتحديد .. جاء "ريكس" إلى المنزل حتى يصحبني إلى المستشفى ، هذا المساء سأبيتُ في المشفى و غداً صباحاً سأجري العملية .

غادرت أخي "ألفريد" و "سارة" و قلبي لا يريد مغادرتهما .. كنتُ متوترة كثيراً و أنفاسي تتخبط مع نبضي بينَ حينٍ و حين .
وصلنا المستشفى ، وبعد الإجراءات تم أخذي إلى غرفةِ التنويم ، و منذ هذه اللحظة .. تلبسني هدوءٌ شديد .

حتى حان المساء و قرر "ريكس" الذهاب ، فأمسك بيدي قائلاً

- يجبُ أن تنامي بهدوءٍ هذه الليلة دون أن تفكري فيما يثير قلقكِ .. و أعتذر يا "آماندا" ، لن أستطيع أن أكونَ هنا غداً صباحاً .

أنتفضَ قلبي و اتسعت عيناي خوفاً حينما سمعتُ منه ذلك ، أخرجتُ صوتي بصعوبة قائلة

- لن تكونَ معي؟!

ابتسم بلطفٍ و قال

- نعم لن أستطيع ، لكن قلبي معكِ يا "آماندا" ، ثقي بذلك و لا تخافي .

أنكست رأسي بحزنٍ و قهر .. لزمتُ الصمت ، فقال

- يجب أن أذهب ، كوني بخيرٍ يا "آماندا" .

نظرتُ إليه قائلة

- و أنتَ كذلك .. كن بخير .

ربت على كفي مبتسماً ، ثم نهض و غادرني .. أحسستُ حينها برغبة شديدة بالبكاء ، بضيقٍ في صدري حد الإختناق ، أخرجتُ تنهيدةً طويلة .. و تنفستُ بعمقٍ محاولةً أن استجلبَ هدوئي ، و تذكرت ما قال "ريكس" ، يجب أن ألزم الهدوء و السكينة ، لتمضي هذه الليلة على خير ، دون قلقٍ و بكاء .

أستلقيتُ على الفراش ، و حاولتُ طرد كل الأفكار التي تشوش رأسي و تهدد راحتي ، حتى نمت ، و لا أعرفُ كم استغرقَ بي النوم ، لكني صحوتُ فجأةً مختنقةً أنفاسي!

جلستُ بسرعةٍ لألتقطَ نفسي .. شعرتُ بالذعر و الخوف ، شعرتُ بالقهر .. كم سئمتُ هذا الحال .
في هذه اللحظة ، سمعتُ صوتاً صدر من هاتفي ، بعد أن هدئت .. ألتقطته ، ففاجأني وجود رسالةٍ من "ريكس"!








////



مــرجــانــه ...


ورب الـشـمــس .. لــم أتـكـئ يـومـاً لأتـــأمــلَ روايــةً كـمـا اتـكـئـةُ هـنـا أبــدا



نـسـخـت هـذا الـمـطـلـع مـن الـجـزء الأخـيــر


أتـعـلـمـيـنَ لـمـاذا يـا فـاتـنـه ...:


لأنـنـي ورب الـجـمـال ,, إقـشـعـر بـدنـي مـع كــل حــرف

حـتـى أنـنـي أحـسـسـت أنـنـي أخـتـنـقُ تـتـدريـجـيـاً حـتـى خـنـقـتـنـي ..( الـعـبـره )


كـانـت الـكـلـمـات .. كــ سـهـمٍ أصـاب عـمـق قـلـبـي


...

هـنـا يـحـق للـمــتـلـقـي أن يـفـتـخـر فـي أبـجـديـتـه


مــا دام هـنـاك انـثـى قـادره عـلـى حـيـاكـة الـ 28 حـرفـا فـي قـالـبٍ مـن ..( الـسـحـر .. والـدهـشـه )


روايــة ذكـيـه جــدا .. وخــاتـمـه لـم أتـوقـعـهـا


إلا أنـنـا نـريـد هـكـذا خـاتـمـه .. نـتـنـفـس مـن خــلالـهـا ..( الـبـراح )


...

فـتـنـةُ الأبـجـديـة .. يـا أنـتـي بـحــق


///

هـمـسـه

مــرجــانـه .... تــقـبـلـي ردي الـمـتـواضـع .. فـأنـا أتـيـت وأنـا فـي عـجـل

إلا أنـنـي لـم أسـتـطـع أن أقـاوم هـذا الـسـحـر

وأن أذهـب دون أتـرك ردي


دمتــي .. يــا دافـئـه

M.S.Q
10-25-15, 08:16 AM
.. جميلةة روآيتك : تمنيت ب آنني كنت هُنا منذو البدآيه "
: مبدعه آختآه .. آسستمري :

، لآ عدمنآ .. آبدآعك :


SEO by vBSEO 3.6.1