المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ((المناظرة في السنّة))


الخيال التغلبي
10-18-15, 07:25 AM
قال ابن قيّم الجوزيّة في فوائده :
(فصول عظيمة النفع جداً)
((المناظرة في السنّة))
ٌفي إرشاد القرآن والسنّة إلى طريق المناظرة وتصحيحها ، وبيان العلل المؤثرة والفروق المؤثرة ، وإشاراتها إلى إبطال الدور التسلسلس بأوجز لفظ وأبينه ، وذكر ما تضمناه من التسوية بين المتماثلين والتفريق بين المختلفين ، والأجوبة عن المعارضات ، وإلغاء ما يجب إلغاؤه من المعاني التي لا تأثير لها ، واعتبارما ينبغي اعتباره ، وإبداء تناقض المبطلين في دعاويهم وحججهم . وأمثال ذلك وهذا من كنوز ((القرآن التي ضلّ عنها أكثر المتأخرين فوضعوا لهم شريعة جدلية فيها حق وباطل . ولو أعطو القرآن حقه لرأوه وافياً بهذا المقصود كافياً فيه ، مغنياً عن غيره .
والنبي صلى الله عليه وسلم ، أول من بيّن العلل الشرعية ، والمآخذ والجمع والفرق والأوصاف المعتبرة والاوصاف الملغاة وبين الدور والتسلسل ةقطعهما .
فانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن البعير يجرب فتجرب لأجله الإبل ، فقال : ((من أعدى الاول)) ، كيف اشتملت هذه الكلمة الوجيزة المختصرة البيّنة على إبطال الدور والتسلسل . ((وطالما تفيهق الفيلسوف وتشدّق المتكلم وقرّب ذلك باللتي واللتيا في عدة ورقات فقال : ((من أعدى الأول)) ففهم السامع من هذا أن إعداء الأول إن كان من إعداء غيره له ، فإنه لم ينته إلى غاية فهو التسلسل في المؤثرات ، وهو باطل بصريح العقل ، وإن انتهى إلى غاية ، وقد استفادت الجرب من إعداء من جرب به له فهو الدور الممتنع .

وتأمل قوله في قصة ابن اللتبيّة ((أفلا جلس في بيت أبيه وامه ، وقال : هذا أهدي لي)) كيف يجد تحت هذه الكلمة الشريفة أن الدوران يفيد العلية . والاصولي ربما كدّ خاطره حتى قرر ذلك بعد الجهد فدلت هذه الكلمة النبوية على أن االهدية لما دارت مع العمل وجوداً وعدماً كان العمل هو سببها وعلتها ، لأنه لو جلس في بيت أبيه وأمّه لانتفت الهدية . وانما وجدت بالعمل فهو علتها .
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لعمر وقد سأله عن القبلة للصائم فقال : ((أرأيت لو تمضمضت)) الحديث فتحت هذا إالغء الاوصاف التي لا تأثير لها في الأحكام ، وتحته تشبيه الشيء بنظيره وبإلحاقه به . وكما أن الممنوع منه الصائم إنما هو الشرب لا مقدمته وهو وضع الماء في الفم ، فكذلك الذي منع إنما هو الجماع لا مقدمته وهي القبلة . فتضمن الحديث قاعدتين عظيمتين .
فهذه من أصح المناظرات والإرشاد إلى اعتبار ما يجب اعباره من الأوصاف وإلغاء ما يجب إلغاؤه منها . وإن حكم الشيء نظيره وإن العلل والمعاني حق شرعاً وقدراً . انتهى


من بدائع الفوائد بتصرف بسيط .

حروف العز
10-20-15, 10:56 PM
جميل

جزاك الله خير:81:

الخيال التغلبي
10-21-15, 01:43 AM
وانت اجمل حروف العز ـ تحياتي وشاكر مرورك الكريم .


SEO by vBSEO 3.6.1