المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : گلْ فَاتنَة فِيْ الجَمآلْ بيضــآء الأصِلْ ♥ !


الصفحات : 1 2 [3] 4 5

أعيشك
01-09-19, 12:18 PM
*




صُدفتك كانت خير لقلبّي وما زالت❤.

أعيشك
01-09-19, 05:18 PM
*




‏لله در عيّنان أيقضت قلبْي عشقاً ❤.

أعيشك
01-10-19, 05:16 AM
*




إنهُ في نفسي أكثر مني❤.

أعيشك
01-10-19, 10:05 AM
*




أنتِ انتمائي والجُزء المُكمل لي❤.

أعيشك
01-11-19, 05:44 AM
*




فيكَ أكتفي عن كُل ملذات الحياة❤.

أعيشك
01-12-19, 05:36 AM
*




أيُها المقصود بكل حديث حُب،
أحبك جداً❤.

أعيشك
01-12-19, 07:44 AM
*




‏سلاماً على روحٍ ملأت روحي حباً دون لقاء❤.

أعيشك
01-13-19, 05:48 AM
*




لأنكَ الحياة، ولأنني على قيدكَ أنت❤.

أعيشك
01-13-19, 12:09 PM
*




أحببتُك جداً❤.

أعيشك
01-18-19, 10:11 AM
*




انا مٌشردة بين صفحّات الكتب ورسائلك❤.

أعيشك
03-26-19, 03:33 PM
*







صورتي وأنا بيبي :) ..
لا تدققون ع الستايل الواو
والشعر اللي يقتل :9: ،
بس حقيقي كنت كيوتت :نبض: ..
http://www.up-00.net/uploads/155360326063621.jpeg

أعيشك
03-28-19, 10:42 AM
*








أنتَ ربيع العٌمر في كُل الفصول❤.

أعيشك
04-06-19, 06:28 PM
*







حاولت أحط الإيموجي مثل صورتي
اللي فوق، ماعرف لو ضبطت ولا :) ..!
..
عُموماً هذي أعيشك وهي كانت صغيرة،
وأعيشك لما كبرت :نبض: ..
..
إحتمال تشوفوا لون شعري غير بالصورتين،
الثانية اختي ضبطتها لي، ف الإختلاف بسيط..


http://www.up-00.net/uploads/155456420752161.jpeg

أعيشك
11-11-19, 06:43 PM
رجعت.

أعيشك
11-11-19, 06:48 PM
لا أحيَا إلاّ لأنّ في وسعي الموت متى شئت،
لولا فكرة الانتحار لقتلتُ نفسي منذ البداية.

أعيشك
11-11-19, 07:25 PM
الإكتئاب يتوغل إليَّ بكل هدوء،
في البداية أُعاني مع الأشياء الصغيرة،
لكنيّ أختار أن أتجاهلها انهُ مثل الصداع
أقول لنفسي بأنهُ مؤقت وسوف يزول،
انه مجرد يوم آخر سيئ ولكنه ليس كذلك ...
أنا عالقة في هذه الحالة النفسية وأعتادُ على ارتداء
قناع اجتماعي أختبئ خلفه لكي أُواصل العيش
ضمن الآخرين لأن هذا ما يجب عليَّ فعله ...
هذا ما يفعله الآخرين،
لكن المشكله لا تزول ...
أشعُر بالمُعاناة عندما أرتدي وجهًا مُزيف كل يوم
ويبدأ في إستهلاكي أكثر فأكثر،
هذا ما يجعلني أهوى عمق أكبر مما يجعلني
أبدا في الإبتعاد عن الاصدقاء والعائلة
وأحيانًا أعزلهم تمامًا عن حياتي ...
الشعور بالراحة مُنعدم،
الأشياء الصغيرة التي كانت تجلب
لي السعادة لم تعُد لها قيمة،
حتى أبسط المُهمات أصبحت ثقيلة،
لهذا السبب ليس لديَّ محفز في حياتي،
أيًا كان ... .
كل هذه الأفكار تجعلني أشعر بالأسى الشنيع
فأُصبح عالقة في دائرة مفرغة.
فجأة أجد حياتي أصبحت بطيئة الحركة،
والأيام أصبحت متشابهة ..
مُجرد ضوضاء بيضاء وأشعر بالثقل يملأ
عقلي ويجثم فوق جسدي،
وأشعر إنني لن أكون سعيدة ابدًا ...
وأستمر في الإنطواء وتدمير علاقاتي،
وأشعر بالذنب على كل ما ارتكبته أو لم أرتكبه.
ولكن جزء بداخلي يُريد أن يُصحح الأوضاع،
فيض من المشاعر الإيجابية المفاجئة يجعلني
أُريد الخروج ومقابلة الناس،
ولكنه شعور قصير الأجل،
لأن بِداخلي أعلم انهُ لن يجدي نفعًا ...
الأشياء التي تجعل اصدقائي سُعداء لا أكترث بها،
فأصبح مُدركة لحجم الفجوة بيني وبينهم،
فشل آخر ليس بإختياري ...
فأختار في النهاية أن أُصبح وحيدة في خلوتي،
حيثُ لا يسألني أحد أي سؤال،
إحتقار الذات وإنعدام الطموح،
شعوران يصبحان غير محتملين،
وفي النهاية أُدرك بِأنني لن أستطيع الإستمرار
بهذه الطريقة فأُصبح أمام خيارين ...
إما أن أُقرر طلب المساعدة،
أو رُبما أُحاول الانتحار.
- أعيشك.

أعيشك
11-11-19, 07:44 PM
https://1.top4top.net/p_1410n1nmg0.jpeg

أعيشك
11-12-19, 03:53 AM
إنني أرتعش فحسب تحت وطأة الهجوم،
أعذب نفسي إلى درجة الجنون في الحقيقة.
حياتي، وجودي، إنما يتألف من هذا التهديد السفلي،
فلو توقف هذا التهديد لتوقف أيضًا وجودي.
إنه طريقتي في المشاركة في الحياة.
فلو توقف هذا التهديد،
سأهجر الحياة بمثل سهولة وطبيعية إغلاق المرء لعينيه.

أعيشك
11-12-19, 04:18 AM
12-Nov
5:18

أستيقظتُ اليوم منهكة علي الرغم من
أنني أويت إلي فراشي مُبكرًا ولكن ... .
مُطاردة الكوابيس كانت أعنف من الليالي السابقة ..
اعتياد الكوابيس ليس بالأمر السهل بالطبع،
يمكننا تطوير المهارات المختلفة كلما أمضينا وقتًا أطول نمارسها
ولكن مع وضعي الذي يوالي بالشفقة وعلى رغم زيارة الكوابيس
كل ليلة تقريبًا منذ تلك الحادثة إلا أنني لم أتمكن من أعتيادها ..
لازلت أستيقظ من نومي خائفة حتى مع تكرار نفس الكابوس ..
كل مرة أستيقظ بخوف المرة الأولى لم ينقص ولو بقدر حبة رمل
ونوبة صداع تكادُ تفجر احد جوانب رأسي ...
أستيقظتُ ولا زلت أتحرك في الفراش غير قادرة
على النهوض ومواجهة العالم،
هل أغمض عينايَّ الآن لعل الموت يأتي ولكن
لا يمكن التأخر عن العمل الذي لن يختفي إذا ما إختفيت ..
أتطلعُ إلى وجهي الذي تقلص إلي نصف حجمه بعد خسارة
الوزن التي مررت بها،
هل كانت خسارة الوزن هي أكثر ما
ألمني أم خسارة من أحببت ..؟
هل أقسم الوجه أن يتغير بعد الفراق..؟
أتحسس حلقة سوداء ظهرت حديثًا حول عيناي اللتان لم تعرفان
الحزن قبلًا وفي النهاية علي أن أعود
طبيعية أغمر وجهي بالقليل من الماء البارد
واتحرك إلي حجرتي مُسرعة فالعمل لا يتأخر ...
تبدو خزانتي كشيخ عجوز جاوز السبعين لونها البُني بسيط،
ترتفع حتى تلتصق بسقف الغرفة،
بابها يزحف علي طريق معدني،
اتفحص ذوقي في الملابس أو ما تبقي منها،
كلاسيكي إلي أبعد حد،
أختار قميصي الازرق وبينما أبحث عن وشاحي لا أجده،
أُقرر أرتداء ملابسي وأعود باحثة عنه متى أنتهي،
فالبرودة في الخارج لا تحتمل ومرضي الأخير جعلني
أتمسكُ دائمًا بالدفء المصاحب للملابس الثقيلة،
أنهي أرتداء ملابسي علي عجلة وأُنسق شكلها النهائي،
أبدو كعالمة فيزيائية أو طاقة نووية،
ينقصها فقط نظارة مربعة ليكتمل حضورها،
أعود باحثة عن وشاحي فلا أجدُه لذا أُقرر تحمل البرودة اليوم
بدلًا من تحمل وشاح لا يناسب ذوق اليوم ...

بِداية يوم غير مُطمئِنة.

أعيشك
11-12-19, 07:01 AM
باب حديدي قديم،
ونوافد يظهر خلفها بضعة كتب،
رُبما مر عليها زمن في مكانها مُنتظرة ...
هكذا يبدو أحد عوالمي المُفضلة
حين يتعلق الأمر بشراء الكتب،
مكتبة لا تُنادي المارة عكس ما حولها من باعة
يفترشون الأرصفة بنسخ مقلدة علي الأغلب،
لكنهم يجيدون جذب الأنظار إليهم وعلى نقيضهم
لا تصرخ في دعوة للمارة في الدخول،
رُبما تعلم أن مُريدين كتبها وأسعارها التي
لا تنافس يأتون من تلقاء نفسهم ...
تبدأ رحلتي هُناك بسُلم قديم
لا يتجاوز عدد درجاته الثلاث،
وسحر الرفوف التي تلامس سقف المكان،
كُتب مُغرية وأسماء لا يمكن مقاومتها،
ومهما قرأت أظن أن شعوري بالضألة
سيتعاظم ما أن أتجاوز هذا الباب ...

https://6.top4top.net/p_141165yqa0.jpeg

أعيشك
11-12-19, 08:55 AM
9:55


https://6.top4top.net/p_1411o9rsj0.jpeg

https://1.top4top.net/p_1411zwbat1.jpeg

أعيشك
11-12-19, 11:01 AM
مرتّ الأعوام سريعة منذُ
رأيت آخر إبتسامة مشرقة لي،
لم أكُن بهذا الحزن والصمت دومًا،
ولكن كانت لي إبتسامة واسعة قادرة
على أيقاف الزمن حولي،
تصبح هي مركز الأحداث والمكان،
ما أن تظهر صف أسناني العلوي
القادر علي أصابة من حولي
بضربة مباشرة في القلب ...
ضربة قد تصيبهم بعدوى السعادة والبهجة
وربما تصيبهم لعنة الحب ...
مرتّ الأعوام.

أعيشك
11-12-19, 11:44 AM
يحلوا لي من حين لآخر أن أكتب
في هذه المُدونة اللعينة التي
أعتقد أنها بلغت من العمر 4 سنوات ...
أعترف أنني أهملتُها ولم أعُد أكتب فيها
حتى في أمسّ الحاجة لها ...
لكن أُحبها رغم ذلك ...
لا أعلم مرة أخرى ما الذي سوف أكتبه،
لكنني حين أشعر بشيء من القنوط فإني أكتب ...
في بعض الأحيان أشعر بأنني غريبة في هذا العالم،
أشعر بالقنوط، بالسويداء ...
لم يعُد لأي شيء في هذا العالم معنى ...
حتى نفسي أشعر أنني غدوتُ شخصًا
تافهًا يفتقد لعمقه الوجودي ...
آه لو لم أكن لما تحملت،
تقِل هذا الوجود ...
تقِل نفسي،
تقِل الآخرين،
تقِل الزمن الذكريات ...
المكان، الأشياء، الأفكار ...
لكل شي تقِل في هذا الكون،
وأسواء ما يمكن أن يقِل نفس الإنسان
هو ذاته حينما لا تحبها وتكرهها ...
يحدُث أن أنفلت من نفسي،
أن أقول لها أُنظري إلى هناك
وأمعني النظر في الأُفق البعيد ...
وما إن تمعن النظر بصدق حتى أخونها وأذهب مُسرعه،
وأتوارى خلف جدار سميّك وأُراقبها في صمت
وحذر خوف من أن تراني فأعود إلى نفسي ...
فأراها خلف الجدار قد لحظت أني قد إختفيت ...
فأفرح لذلك وأدير ظهري لكي أذهب في حالي سبيلي ...
لكنني ما إن ألتف إلى الإتجاه الأخر حتى أرى نفسي
واقفة أمامي تُراقبني بإستغراب وتقول ما الذي كُنت
تنظر إليه خلف الجدار ..؟
لو عاد الزمن إلى الوراء وقدرَ لي الإختيار
بين أن أكون أو لا أكون ...
لإخترت ألا أكون ...
وفي حين آخر أود لو أني أُسامح نفسي
وأذهب أنا وهي إلى نهاية العالم،
وأعيش لوحدي وسط غابات باردة دافئة ...
وسط حقول تطلُ على نهاية هذا العالم،
آه لو أني أعيش لوحدي لأتصالح معها
لأكتب عنها ولأعانقها إلى أن يأتي الفراق ونفترق ...
ما هذه الحياة..؟
من أنا..؟
ما الحياة..؟
وإلى أين المصير..؟
هذه هي الأسئلة الخالدة فعلًا ...
وداعًا ...
سلام ...
محبة ...

أعيشك
11-12-19, 05:50 PM
الأيام مُلونة،
الأيام لها هالات سوداوية،
الرسومات مُبكية،
أحتضن الصور وأمسح عليها
فعل ذلك بشكل مستمر
يشعرني بالحياة الحياة من حولي،
حياة الجمادات الألوان والحرارة،
دائمًا أرى كل شي حولي حي مليئ بالمشاعر،
أحب سرد المقالات بأصوات مُتعددة،
يشعرني ذلك بأني سوف أشعر بها بأكثر من طريقة ...
بكل فيلم أُشاهدة أجلس فترة وأفكر بالجارة العجوز
التي خرجت لشاشة لمُدة لا تزيد عن 21 ثانية،
لماذا ملامحها جامدة..؟
لماذا جسدها هزيل..؟
هل تشعر بالوحدة..؟
هي أيضا تستحق فيلم عنها،
كل جُزء من الصورة يستحق أن يكون المركز،
أن يكون المحور ...
أعتقد أني أرى المشاعر المتجسدة،
أرى الخيوط الحالمة بين الاشجار
وكأنها معزوفة حفيف متناسقة لا
يربطها سوى خيط فضي نحيل،
أعتقد أن طلاء الجدران يخفي وجوة باكية
وأخرى حزينة وأخرى ساخرة،
أخاف أن أتأملها وحدي،
أشعُر أنها ستتحدث لي،
ذلك يملئني رهبة حقًا،
أشعر بالخوف من هذه الوجوه ...
كانت معلمتي لمادة التربية الفنية لا يناسبها عطرها،
فعندما أشم رائحته أرى سيدة غنية وحيدة
في قصر كبير ولا تتمتع بأي حس بالفن،
حقًا كنت أتمنى أن أخبر معلمتي عطرها لا يناسبها أبدًا.

أعيشك
11-12-19, 06:51 PM
أجوب المساءات ومرافئ النجوم،
وأروقة الغياب لأرى إن كان هناك يقبع ظلي ...
أُريد ظلي،
أُريد العبث بوجعي
ومراقبتي حين أصرخ،
حين أبتسم،
حين أغفو سهوًا،
وأنا غارقة في بحر دمعي ...
أنا خرقاء مبعثرة الهوية والهوى ...
أريد نوماً بلا استيقاظ فأنا منذ زمن فاليقظة نائمة ..
ماذا لو تحققت أمنيتي..؟
ماذا لو تواطئ على تحقيقها الكون..؟

أعيشك
11-12-19, 06:57 PM
https://6.top4top.net/p_1411r9syg0.jpeg

أعيشك
11-13-19, 07:14 AM
13-Nov
8:14

لم يخطر في بالي أنا إبنه العشرون عامًا،
والمزهوّة كثيرًا بشبابي وبِكثرة أصحابي،
لا ولم أتوقع أبدًا بأنه سيكون قريباً ذلك اليوم
الذي سأعيش فيه حالتها عندما جلستُ أُراقبها،
وبدأت لي أشبه بورقة خريف،
لم يخذلها لونها والأيام فحسب،
بل خذلتها الريح أيضًا بأن أبقتها مُعلقة
بين من يشبهها من أوراق خُضر،
وهي تعلم جيدًا أنه لا مكان لأنصاف الأموات بين الأحياء،
أوجعني كثيرًا ذلك الوجع البادي في عينيها،
والآن فقط شعرتُ تمامًا بما كانت وقتها قد شعرت،
أنا المحظوظة في مقياس حاسد لأنني أفلتتُ من قبضة
الموت في حين غيّب كل من حولي من رفاق،
الآن أتاملُها تبتسم في صورة وكأنها كانت تعلم
بأنها ستنال قريباً لقب "شهيدة بمرض القلب"،
ذلك اللقب الذي لطالما توفيت من أجله،
فتحرق قلبي تلك الإبتسامه حين أتأملها،
هي تبتسم لأنها فازت بما أرادت في حين يعتصر
قلبي ألمًا لأنني خسرت كل ما أردت ...
فلقد خسرتها والخسارات عليّ تتوالى،
ليتَّ المرض مات ولم يُمتها ..
أتألم كثيرًا لأن صوري التذكارية تكادُ تخلو إلا مني،
أنا الحي في منظور أحدهم ...
لا يوجعني الموت أبدًا،
بل مايوجعني كثيرًا هو وحدتي،
وحدتي التي تبدو جليًا بأنها أصبحت مُزمنة.

أعيشك
11-13-19, 07:41 AM
منذُ فترة لم أكتب شيئاً ذا قيمة،
الكلمات لم تعد تعني ولم تعد تُجدي،
الأفكار متهتكة أكلت بعضها البعض ...
مُذكرتي الشخصية إمتلأت
بالتراهات والحروف التقليدية،
فقمت بتمزيقها وتفتيتها
لأجزاء صغيرة ولم أقدر على لملمتها،
لذا تركتها في مهب ريح الشتاء لينثرها،
لم أعد أكترث لها ...
الكتابة أصبحت حِملٌ ثقيل،
لمن أكتب..؟
لنفسي..!
ضاقت بي،
طفقتها هي الأُخرى.

أعيشك
11-13-19, 08:59 AM
بداخلي غضبٌ يناديني كُل يوم،
يناديني بخطوتي، بظلالي،
بأشياء كثيرة تتساقط مني
أو قررت هي السقوط ...
‏غضبٌ من النوع الممزوج بالخيالات النابية ...
‏غضبٌ ينفث المزاميرَ،
حزنَ الناي،
نواحَ الثكلى،
ويطالبني بالكتابة عنه،
‏يطالبني بالاغتراب عني ...
‏غضبٌ بطعم الغموض،
بلون التلاشي،
برائحة الوداع،
وكأعلام المهزومين يُنادي،
يناديني لأمتثل،
لأقاوم، لأكتب،
‏وكالقبور لا يتوقف عن الظهور
بكل أرض ألجأ إليها ..
‏فبماذا أتخلص منه وقد
قاومته بكل قصيدةٍ نزفتها،
وكل تفسيرٍ نقشته بلوح الوجود ..؟
‏أطعته فإزداد،
وعصيته فتعالى ...
‏غضبٌ لا يفقه العهد،
ولا يفهم الرحمة.

أعيشك
11-13-19, 09:57 AM
المدينةُ في ساقي منذُ البارحة،
تجوبني الشوارع والأنفاق،
وتسوقني الأحياء والمساكن،
وإلى هذه اللحظات التي يتركّز
فيها الفيروزآبادي بإبهامي
لم أجد ما يثير غريزة الشعر ...
حياةٌ بطعم البلاستيك لا تُنبِتُ الطرب،
حتى لذة العيش بها شيءٌ من الرماد.

أعيشك
11-13-19, 10:40 AM
رأسي مُثقل بالكثير من الأفكار والأحلام،
والحنين وبواقي الذكريات،
رأسي يؤلمني كثيرًا حتى أنني أصبحت
استيقظ من نومي بسبب هذا الألم،
وما عدتُ أجد له علاج أو سبب،
ما عاد بإمكاني اعتياد الأمر...
فقد نفذت قواي ووهنت،
ما عدتُ أقوى على الألم والحزن،
وكل هذا الضيق الذي ملئ أيامي رغمًا عني ...
أحيانًا أُفكر مليًا ...
أتعلمون شيئًا عن برد وخوف الشتاء..؟
عن الشوارع المُظلمة الخالية من كل شيء
سوى الخوف والبرد والوحشة..؟
فأنا أشبه تلك الشوارع كثيرًا،
وحيدة لا تجد من يؤنس وحشتها،
ومُظلمة وحزينة بوسعك أن تلمس حزنها
بمُجرد مرورك بها، أو يكفيك النظر إليها ...
لكن بوسعي أيضًا أن أُصبح مأوى دافئ
وآمن لبعض الرفقة الشاردين مثلي،
يمكنني أيضًا أن أمنح العاشقين سبب
للإحتضان الشوارع في ليالي الشتاء،
إما أن تصيبكَ بالشجن أو تصيبكَ بالأنين..
لا أدرى ماذا سأفعل الآن،
فالشتاء قادم وسيتضاعف كل ما أشعر به.

أعيشك
11-13-19, 12:53 PM
كل ما أشعر به أني مُظلمة
من الداخل ولا أعي لذلك سبب ...
نوبات البُكاء التي تعتريني فى إزدياد مُستمر،
والأيام تمر هكذا دون جدوى من شيء،
فقط تزيدني وهن على وهن،
وشتاتُ على شتات،
الأفكار والأحلام والأشخاص،
جميعهم يعصفون بي
كما ورقة شجر فى مهب الريح ...
الحزن الذي لم أستطع أن أفرغ منه يومًا،
لم أعُد عبِئه بوجوده فقد اعتدته،
الآن أصبح هناك ما هو أسوأ،
ذاك الشيء الكامن هناك بصدري وعقلي،
شيء يشبه البركان كثيرًا فى سكونه وثورته المفاجئة،
شيء يفرغني من كل شيء،
شيء يجعلني أوهن،
شيء كُلما كدتُ من ترميمه عاد يفرغني تمامًا ...
أُحاول ترويضه بكُل ما فيَّ من إضطربات وخوف
وقلق وكل ما أرجوه هو فقط أن أقوى على تحمله،
أن لا أخرج من تلك المعركة مهزومة،
أن لا يبتلعني ذلك الشيء،
أن لا أسقط حيثُ اللاعودة،
فقط لو أنه يفرغني ليخفف من وطأة ما أمر به،
لكان الأمر هين،
لكنه يثقل روحي كثيرًا ...
تمنيت كثيرًا لو أن هُناك يدًا امتدت
وساعدتني على التخلص من كُل هذا،
لكن لا أحد يعبأ بي ولا بأحد،
الجميع يسيرون إلى الهاوية معمى على أعينهم،
لا أحد يملك الخلاص،
فى ذلك الوقت تحديدًا ..
لا أحد يملك رفاهية الاختيار من الأساس،
أما السير أو اللاشيء،
لربما السير أفضل من اللاشيء
"ستضيع وحدك في اللاشيء"،
حتى وإن كان المصير إلى الهاوية
"فستهوى مع الجميع ولن تكون وحدك"،
العالم لا يكترث بوجودي أنا أيضًا،
لا أكترث لما يدور به
"العالم لا يكترث بأحد من الأساس"،
من أنت وسط هذا الحشد الهائل من البشر..؟
"لا شيء".

أعيشك
11-13-19, 01:01 PM
https://6.top4top.net/p_14128qrmw3.jpeg

أعيشك
11-13-19, 06:20 PM
في حياتي مررت بالعديد من القصص،
إلا أن بعضها بقى مخلداً في ذاكرتي
لم يمح أثرها الزمن..
حديث صديقتي الأخير ووداعها..
كان سريعًا خافتًا جارحًا،
ذو كلمات ثقيلة رنانة،
لم أستطع خلالها نزع فرصة
لحماية أي شيء بداخلي،
لم أرغب يومًا في تلك الردود السريعة،
ولا الكلمات المختصرة الباردة
التي تهتك مشاعر الإنسانية بداخلنا
لتلقيها صريعة وسط صراخ وعويل
كل ما ممرنا به سوياً من ذكريات جميلة..
ظللت أُعيد الحديث برأسي مراراً في
محاولة لرفضها وعدم النُطق به،
تمنيتُ كثيرًا ألا يكون الأمر قد حدث فعلًا
وأن تعود الأمور لمسارها الطبيعي..
في الحقيقة لم تعُد ولم أعد أنا،
ما حدث كان تمامًا معناه أنها
توصيني بنفسي وأن لا أنساها،
حينها العملية قد فشلت ...
وأن حبال الأمل لا وصل لها ...
لقاء الإعتذار المُخَيِب للآمال،
لم تأتِ كما توقعته،
كما أردته، الجمل التي أعددتُ
نفسي لسماعها وتقبلها،
لم تنطقها، ولم تُلمح بمثلها،
لكن من جهتي كان كل شيء جاهزًا..
الجواب، الاعتراف، التشبيهات،
ونبرة الصوت، ومواضع السكوت..
وإيماءات اليدّ، واختلاق التفكير..
الأماني الفانية، والنظرات الخاطفة،
والكلمات التي صدأت في فمي..
كل شيء كان جاهزًا،
شيء ما فقط كان يجب أن يحدث،
شيء ما سيغير مجرى الحدث،
في الحقيقة أنا لم أكن الصديق الأوحد لأي شخص،
لم أكن الخيار الأول لشخص يحبني،
ولم أشعر أنني الأهم،
الفارق في حياة أحد ولو لمرة،
كنت دائمًا شخصًا عابرًا في حياة الجميع،
لا مكان لي في سمائهم..
الذي طرقوا قلبي يومًا دون استئذان،
لم أكن أحتاج منهم سوى أن أرى نفسي ليس
مقصراً في شيء ليس واجباً علي من الأساس..
أن يضموني في علاقة أتساءل فيها كيف
يروني بهذا الكمال وأنا تكسوني العيوب.

أعيشك
11-14-19, 03:12 AM
14-Nov
4:12
أنها الرابعة صباحًا،
وأنا فقدتُ القدرة على النوم،
حزينة غاضبة ولكن لن أبكي،
ليس اليوم فاليوم هو يومي المُنتظر،
لقد كبرتُ سنة ...
مرحبًا للحياة.

أعيشك
11-14-19, 06:52 AM
14- نوفمبر.
24 سنة.
في يوم ميلادي ...
أسألكَ يا الله فرحة وسعادة
تغمُرني دائمًا وأبدًا،
ربي أُكتب لي بداية جَديدة،
و مُدّ بعُمري في طاعَتك،
وحقق لي مُرادي،
ولا تحُرمني فرحتي وعافَيتي،
وإني أستودعتكَ عامًا مضى من عُمري،
فإغفر لي ما كان فيه،
وبارك لي فيما تبقى من عُمري :31: .

أعيشك
11-14-19, 10:03 AM
إذا أصابني صمت ولحروفي هذيان..
فاعلموا أنني في حالة كتابة..
بدأت بالبوح للسطور، للأوراق،
بدأت بالتحليق والطيران،
أُناشد الحرية وأُحاول فكّ القيود،
بدأتُ بشن معركة لذيذة،
ليست إلا مشاعر وأفكار بأعماقي بين حبري وورقي..
ليست إلا محاولة لفكّ قيود السطو على المنطق والحقيقة..
أكتب لي ولكم ولضمائرنا المثقلة بالكتمان والصمت،
أكتب اعترافًا بإنسانيتنا وضعفنا..
أكتب عن الظلم وغطرسة الأوغاد،
أكتب لأتحدث عنكم ولأتحرر منكم
ومني ومن الوقت المهدور حمقًا،
وبأنكم بكل اللُغات لم تفهموا،
لأرمي العتب على ظهر السطور..
أكتب لأنني سئمتُ الكلام الذي يتبخر،
فالعُقلاء يملون عقولهم ويشتهون جنون حروفهم
واختراق أسوار المستحيل على نفس الصفحات
البيضاء التي لم يطالُها الليل..
أكتب لأنني أُحب أن أكتب وأشتاق لعناق
قلمي وبعثرة حروفي في تجليها وجنونها
وخرقها لقوانين العقل والمعقول..
كُلنا نكتب لنصارح أنفسنا بمشاعر ونبوح بحيثيات
روحية لها علاقة بالنفس التي تحملها التاريخ
وأخضعها للمساءلة حيث عجزت الروح عن تحملها،
نكتب لنتحرر من مهمة البوح للإنسان،
ليس عني فقط بل لمن لا قلم لهم ولا صوت لهم
ولا جرأة ولا نفس ولا حتى خيمة لجوء..
أو صدر لجوء.
أكتب لأعلن العصيان والتمرُد على جبروت واقع
لا يستحيّ ولا يليّن حيثُ يواصل التآمر بكل قبح،
وأكتب لأرفض كل ممنوع وهو حقنا المشروع.
أكتب عن السلام..
سلام القلوب وروح الحقيقة..
أكتب عن فاقد عزيز لم يظفر
بحُزن ويعتقل وتهمته الإكتئاب..
أكتب عن مرتزقة الحب وحقوق الإنسان
وصناع المواثيق المزعومة والنفاق المدعوم.

أعيشك
11-14-19, 01:47 PM
أنا مُشتتة وضائعة،
من التفكير والتطلُع والكسل،
من الخوف والقلق والدفاع عن نفسي
أمامَ نفسي ومن نظرات الآخرين
وآرائهم بي وأحيانًا من اللاشيء..
دعوني أُخبركم أن اللاشيء مُتعب أكثر من الشيء،
من تلك الفوضى العارمة بداخلي ومن إحساسي
بالعجز أمام نفسي ولا أستطيع أن أفعل شيء
حيال ذلك يضيقُ صدري كثيرًا..
لم يرحل أحد كما تظنون،
لكن الجميع فجأة أصبحوا يخشون التعمُق بالآخرين،
لم يعُد أحد يهتم لأمر أحد وإن كان هناك من يسأل
عنكم بعد فهو غالبًا لا يسأل كي يطمئِن عليكم،
بل على حاله،
يطمئِن إن مازال حاله أفضل من حالكم
أو على الأقل أنك ما زلتم على حالكم.
يخشون جانبكَم المُظلم،
لا عليكم ... .
هم أيضًا يخشون من أرواحهم،
يخشون من جوانبهم المُظلمة المُعتمة ...
لعلنا لا نملك سوى الدُعاء لأنفسنا،
"اللَهم يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه،
اجمع بيني وبين ضالتي".

أعيشك
11-14-19, 02:50 PM
https://3.top4top.net/p_1413cbp710.jpeg

أعيشك
11-15-19, 07:02 AM
صَباح الخيّر ..

أعيشك
11-15-19, 07:07 AM
15-Nov
8:07
اليوم يوم عظيّم جدًا جدًا جدًا...
صحيت من النوم على هدايا بكمية هائلة
جنب راسي، مع باقتين ورد وغير الكيك..
وأحس بشعور ..... .
ومُناسبة يوم ميلادي :نبض: .
حرفيًا السعادة اللي حاليًا أعيشها،
تجاوزت حدود السحاب،
تجاوزت المعقول ...
هذي جُزء بسيط جدًا من الهدايا،
وان شاء الله اسعدهم مثل مَ اسعدوني ..

https://3.top4top.net/p_1414n765t0.jpeg

أعيشك
11-15-19, 07:15 AM
https://1.top4top.net/p_1414vsaxe0.gif

أعيشك
11-15-19, 06:13 PM
هي لحظة، جزءٌ من الثانية..
انقلبَ ذلك الشيء الثقيل (في داخلي)
رأساً على عقب..
لا ... .
لم أحملهُ لأُدرك حقيقةَ ثُقلهُ حتى،
ولم أره،
لكنهُ ثقيلٌ،
قاسٍ وكفى..
موجودٌ دائمًا..
يُخمد لفترات قد تطول،
ولكنه في جُزء من الثانية يشتعل بقوةٍ ..
أسمعهُ يُنادي بصوتٍ يطغى على كل شيء،
صوتٌ لا يُسمع إلّا في لحظات الهدوء التامّ،
عند إظلام المكان تمامًا (أتناول مُجمل كلاميّ)،
مُحفزات التوتر والقَلق،
وبسرعةٍ يَصل كل شيء للذروة،
وعند الذروة أجدُ نفسيّ كالذي وَقف عند حافةِ
جُرفٍ ساحق ووراءه قوةٌ لا تُغالب تحثّهُ على الإقدام،
ومواجهة الهاوية بالارتماء والهبوط نحو الموت الحتميّ ..
منذُ لحظات عُدت إليَّ وعيي،
صَحيت تمامًا لكننيّ واهنٌة،
لا أَقوى على أن أبعُد غطائِي وأقوم..
انعكسَ ثُقل نفسيّ على كل شيء حولي،
فصارَ اللحاف كصفيحةٍ اسمنتية،
والنوافذ التي تخترق ظلام الغرفة
بلونها الأبيض تحولّت لكرهٍ لا يُغالب،
بَزغ هذا الكُره من أعماق نفسي،
هاجمتني الأفكار،
المشاهد والصور،
الأحداث وحتى الأصوات..،
حاصرتني تلك التي ظَهرت
بهيئاتٍ وأشكالٍ فظيعةٍ ..
قُمت بإندفاعيّ الشرسة،
وكانت نفسيّ لم تزل تحت وطأةِ
الشعور بالوَهن الشديد،
تذكرت (لا أدري لمَ) شخصاً لا أعرفهُ
إلّا شكلاً لم أراه سوى مراتٍ قليلة،
هو رجلٌ قد تجاوز سن الشباب،
لكنهُ "طيب" بل ساذج،
وجههُ يُنبئ بهذا قبل كل شيء،
في صبيحةٍ ديسمبريةٍ شديدة البرودة
وَجدتُ هاربًا مرعوبًا من خطر حقيقي،
لكنني أيقنتُ أنهُ لا يخاف إلّا من الحياة،
وليسَ من أخطارها، لأنه يحيا "الرُعب" ..
وقفتُ أمام المرآة،
وجهي "مُتجهمة" جرّاء نومي..
لكنني أشعر بتبدلٍ خارق،
بعد أن غسلتُ وجهي بالماء الذي تدفق من الصنبور،
كان لصوت الماء المُنهمر أثرًا في إخماد
بعضًا من اشتعال ذاك الثُقل،
رفعت رأسي المُنحني ونظرت للمرآة مُجددًا،
ومسحت قطرات الماء وبدأ وجهي جميلًا،
يبعثُ في نفسي إحساسًا جديدًا ..
ولأن الصباح ولادةٌ جديدة،
راحَة الوجود ينبعث في الأرجاء..
الإظلام قد تبدد،
وبدت الغرفةُ التي كانت قبل قليل "مُتجهمة"..
بَدت وكأنها جديدة غير التي كانت ..!
والنوافذ تلّونت بما وراءها،
ليس البياض الذي يزيدُ وحشة الظلام،
إنما زرقة السماء وأشجارٌ خضراء نضرة،
وضوء الشمس يجعل كل شيء (خيّرٌ) في النفس..
خَرجت للحياة بعد دقائق الإستعداد
التي يشوبها الإندفاع والتردُد والإستعجال ..
خَرجت وجَمدتُ أمام الباب وأنا أمسك بيد المِقبض..
عاد الصوت، عادَ صارخًا، نافذًا..
كأن كل الأصوات اختفت،
حتى صوتُ حركة سير السيارات الدائمة..
وبقيّ هو الصوت الوحيد،
في البدايةِ لفحهُ الهواء البارد..
ومن ثم انبعث ذلك الصوت،
يُردد بوضوح ما هو "مُبهمة"،
لكنهُ فظيعٌ لا يُحتمل..
يُذكرنيّ بأن "لا تنسي مأساةُ وجودك،
كيف لكِ أن تنسي تلك المشاهد والصور؟
لم تنتهي بعدُ من كل الشيء!
عليكَ أن تتذكري، أن تهتمي،
خصوصًا أن لا تنسي..! "..
لكنني الآن أشعُر وكأنني قادرة على إخماد ذلك
الصوت حتى وإن بقيّ صداهُ يدويّ في أعماقي الخاويةُ،
كبيتٍ مهجور نوافذه مُشرعه،
وبابه مفتوحٌ على مصراعية،
وهو "البيت" متروكٌ على تلك الحال في ذروةِ عاصفةٍ هوجاء،
جعلت من النهار مُظلماً، داكنًا،
وكأن لإندفاع الهواء من تلك النوافذ
صوتًا يُشبه صفيرَ أُذنيه الآن،
و "خشخشةً" مُستفزة تخترق رأسي،
وفي ناصيةِ رأسيّ فراغٌ وحرارةٌُ تشبه ماقد يعتري
من بَذل جُهداً ذهنيًا لفترةٍ ليست قصيرة،
وكأن "سلكاً" حديديًا قد شُدّ حول رأسيّ بإحكام ..
استدرت، ونزلت نحو الرصيف..
أشعُر وكأنني مربوطة بحبلٍ يُشدُ من قوةٍ
لا يملك إزاءها إلّا الإستسلام والإنقياد..
ومن رأى وجهي في تلك اللحظة لشاهد ابتسامةً مُشعة..
لرأى إنساناً "طبيعياً" يمشي ككُل الماشين نحو غاياتهم،
بل ويبدو هادئًا بشكل لافت،
ثقيلةً تلك الابتسامة على نفسي،
لكنها تجعل صاحبها مُتماسكًا..
تُخفي ما قد هُدّم وما زال إلى أن يشاء الله.

أعيشك
11-16-19, 05:41 AM
16-Nov
6:41
يُقال بأن الزمن يُنسي،
وأن النسيان يشفي العليل،
لكن الأمر كان مختلفًا معي،
مع كل ثانية تمر علي إلا
وتزيدوني ألمًا وجروحي تزداد،
وإذا أردتُ أن أنسى لا أجدُ لذلك سبيلا ..
أُقلب قلبي في البحث عن البديل فلا أستطيع ..

أعيشك
11-16-19, 06:11 AM
جئتُ إلى هذا الوعي من اللاشيء،
كمشهد ضئيل يرى من بعيد،
أو كوشم في ذاكرة الوهم،
جئت حافية العقل واليدين،
أدوس على ملامح الوقت،
أتنفسُ بتاريخ محموم،
وأرسم العمر مُدنًا تتهاوى ..
سقطتُ من رحم التجارب
بذاكرة منسوجة من دم الخطيئة،
رمتنيّ الحياة في دهاليزها
كعصارة دم ملطخة بالماضي،
أسيرُ في طريقي المتخمة بالطوائف
التي تتقاسم خزائِن الله ووصايا َ أنبيائه ..
كُل الطرق التي مشيتها حاولت تلويثي وعبادتي،
كُنت ألفظها كبقايا سجارة
بغيضة حتى أبقى نقيًا وطاهرًا،
أرمي كُل الأشياء في سقيفة الذاكرة،
حتى أستخرجها في ما بعد كألعاب
صبي يخبئها بحُب وحنان ..
الله الذي خلق كل شيء،
وخلق آدم كمعدن نفيس يتناسل على درب الأيام،
ووضع فيه الحب والألم والحنان
كجرس تنبيه يذكره أصله.
هو الذي خلق هذه الحياة بكل ألوانها وعذاباتها ..
لا أستطيع أن أنام وأنا أحمل هذه الأفكار،
وأنظر إليها بهذه الطريقة الضبابية،
أُفضّل أن أنام وأنا أنظر في ماهية رحمة
الرسالات التي تتساقط بها الملائكة على الأرض
في بهجة ومسرات فتتحول الحياة إلى مفاهيم
وشرائع جديدة تطرد كل لعنة تشوه البشر ..
يتملكني الكلام وحيًا يتنزل على نبي بعد طول عناء،
كلامًا يخلق معنى داخلي ويحتم
على النور العيش في عالمي،
فيهز بيده الحانية الطفل داخلي ويربو على كتفيه
قائلاً : "لا تخف كل شيء جائز" ،
فيبتسم الرضا بصوت منخفض وهو يْكلمُ
طيف سعادتي بنبرة رخيمة ..
إنه معزوفة جن رائعة،
يُتقن العزف على أحاسيسي،
فأرسم الناي على شكل إله إغريقي مُهيب،
وأفتح يداي لأُعانق بهما كل تفاصيله ..
هو غيم يتشكل لي في كل شيء،
تارة يقف لي على حافة الطريق،
وتارة أخرى يتحول إلى كل الأشياء من حولي ..
هو حب مؤذِ وصارخ مسكون بروح غامضة،
لهذا يتابع اغتصاب روحي المُنهكة ..

أعيشك
11-16-19, 07:36 AM
أنا إنسان مغلق وصموت،
وغير إجتماعي ومتبرّم ..
وهذا لا يرجع إلى ظروفي الخارجيّة
بقدر ما يعود إلى جوهري الفعلي ..
إنّني أعيش بين عائلتي مع أفضل الناس،
وأكثرهم وداعة غريبًا أكثر من الغرباء أنفسهم ..
فأنا لم أتحدّث مع أمي في السنوات الأخيرة
ما يزيد معدّله على عشرين كلمة في اليوم ..
أما مع أبي فلا نكاد نتبادل سوى التحية ..
إنني أفتقر إلى أي لون من الإدراك في الحياة العائليّة ..
غير كوني مراقَبًا ..
فليس لديّ مشاعر رابطة القرابة ..
وفي أثناء الزيارات أشعر أنني أكاد أهاجَم بخبث ..
إنّ الزواج لا يستطيع أن يغيّرني،
كما لم تستطع وظيفتي أن تغيّرن.

- فرانس كافكا.

أعيشك
11-16-19, 08:15 AM
https://2.top4top.net/p_14156i2j40.jpeg

أعيشك
11-16-19, 08:40 AM
استيقظت من نومي كهائمٍ بصحراء،
أضاعه الشرق والغرب والشمال والجنوب ،
ولم يعُد يهمه سوى أن يسير
على كثبان الرمال حتى الموت ..
تهاوت قدماي وجسدي
يقول للموت : هيتَ لك ..
أيُها الموت أنتَ أجمل مما قاله،
جميل في بثينته،
وقيس في ليلاه،
وكثير في عزته ..
أنت أجمل ..
إذا جئِت فمُد ذراعيك وإحتضني احتضانًا،
وعانقني مُعانقة الأبطال للأبطال،
والثوار للثوار والعشاق للعشاق ..
إن كل قصة جعلوك بها مطية لأغراضهم وأطماعهم
وجشعهم وظلمهم، قصة خرافية لم أُصدقها يومًا،
قصة كأساطير الأولين ..
شاطئي ليسَ عليه إلا قوافل من السفن
المُعبئة بالهموم ولم يعُد يحتمل ..
الله يعلم أنني أسوأ شاطيء على خريطة رسمها
القراصنة وكان عليه جبرًا أن يكون مرسى لهم ،
لم يُسجل التاريخ كلمة لشاطيء على كوكبنا المظلوم هذا ..
خطوتان للأمام وكُلي شوقٌ لك أيُها الصادق النبيل،
وخلفي ألف ذكرى لا تهمني ولا أهمها،
فلتأتِ يا آخر الأدلة على ما بهم من أكاذيب ..
إن كل شهيق يتبعه زفير وزفيرك بعث ونشور،
وفي اللحظة التي نلتقي بها تنهار كل اللحظات
والحركات والأماكن وكل الأوهام ..
هل هُنالك ماهو أجمل من أن ينهار ذلك العالم بكل مافيه ..؟
ما فائدة الإبتسامة وهي حمالة أوجه ..؟
ما فائدة الكلمة وهي حمالة أوجه ..؟
ما فائدة القرارات وهي حمالة أوجه ..؟
ما فائدة القوانين وهي حمالة أوجه ..؟
ما فائدة الحياة وهي حمالة أوجه ..؟
وما يُحدد معناها ووجهتها ومشرقها ومغربها،
اولئك الذين لا يُسألوا عن أمرٍ ولا يرحمون ..
ذواتا جُدران ،
إحداهن للمُتسلطين والأُخرى للجيران،
إثنتان يا ترى أم ثلاث أم أربع ..؟
كل حياة منهن مُنفصلة عن الأخرى،
نحنُ عشاق التعدد بالهروب فقط ..
أجمل ما بك أيُها الموت أنك لست حمال أوجه،
ولم تفرق يومًا بين صغير وكبير،
وغني وفقير وأمير وغفير وتابع ومتبوع،
أجمل ما بِك أنكَ صادق واضح وصريح ونبيل ..
يُحاول سدنة الأوهام أن يخيفونا منك،
ليستثمروا خوفنا بمزيدٍ من قساوتهم وتعاليهم وتجبرهم
فأحببتُك من أول قصة زورٍ قالوها عنك ..
فأنتَ صديقي الذي إذا جاء ليجعلني أول شاطيء
بالتاريخ يرحل ويترك سفن القراصنة بلا مرسى،
ليكون مآلها بطن البحر الذي لا يشبع ..
واهمون حقًا إذا أعتقدَ اولئك أن الموت مازال يُخدمهم.

أعيشك
11-16-19, 05:29 PM
:30:



Oh, I hope some day I'll make it out of here
Even if it takes all night or a hundred years
Need a place to hide, but I can't find one near
.Wanna feel alive, outside I can fight my fear


https://2.top4top.net/p_1415yuxnh0.jpeg

أعيشك
11-16-19, 06:57 PM
كم كُنت أعشق إسمي ..
(أعيشك) ..
إسم جميل ..
له جرْس موسيقي حلو ..
ينسابُ فوق الآذان كنسيم عليل ..
يحمل الدفء والحنان إلى القلوب ..
ويبعث الأمل في النفوس ..
(الألف) و (العين) فيه تتدحرُج على مسامعك،
كما يتدحرج غدير في سكون الطبيعة ..
و(الياء) تنضم إلى (الشين) لتسبح بك في سماء حالمة ..
بينما تضمك (الكاف) إلى صدرها وتهدهد لك كي تنام قريرًا ..
لم يخطر ببالي يوماً أن أسأل والديَّ
لماذا أختارا هذا الإسم بالذات (إسمي الحقيقي) ..
لكني كنت أشعر بفرحة مبطنة،
لأن إسمي كان إسمًا جديدًا في العائلة،
ولم يكن تيمنًا بأحد أقربائنا ..
لا أستطيع تفسير هذه البهجة ..
ربما لأن هذا الإسم جعلني أشعر بأن لي
شخصية فريدة تختلف عن الآخرين ..
لمَ هذا الإحساس ..؟
رُبما لأنه لم يكن أمامي خيارات أخرى
لأثبت خصوصيتي وتفردي ..
أو كنت أعتقد ذلك ..

أعيشك
11-17-19, 05:52 AM
17-Nov
6:52
أقبلَ الصبحُ،
وأخذت السماء تنشر
ثيابها على حبال الشمس ...
هأنذا الآن،
في منزلٍ ملاصقٍ لذاكرتي،
كل شيء قابل للتكرار،
إلا الإبتسامةً ... .
أخذتها رياحُ الزمان
وفصول الحب الذي كان ...
أعلم أنني مُختلفة عمّا مضى،
فصدري محيطٌ متجمدٌ الآن،
لا مكان به لنبتةٍ واحدة،
وساقي تشتكي من اليأس البارد.

أعيشك
11-17-19, 05:10 PM
اولئك القادمين إلى هُنا،
إدخلوا بلا إستئذان..
أرجوكم أدلفوا بخطاكم إلى الداخل،
تربعوا على المقاعد والمفارش،
وخذوا ماطاب لكم ..
يكفيني شرفًا وزهوًا أن أقتطعتم من وقتكم
الثمين كي تعطروا بطيبكم المكان ..
أولئك الذين يعرفوني إسمًا أو شكلًا
أو روحًا أو حتى لم يحدُث أن مررت بهم،
مرحبًا بكم في بقعة أود أن أقطع بها شيئًا
من العُمر إن جاد به الله عزوجل ..
لأكتب فيه عما أُفكر به ويجول بخاطري،
أُعبر فيه عن آمال وأحلام ورغبات ومخاوف،
أُسكب فيه من مداد الروح،
وأتمدد كي أشغل حيزًا أكبر من مُحيطي المادي،
أتواصل فيه مع إخوة فرقَ بيننا الزمان،
فما عاد من عزاء إلا تواصل الكلمة ..
إن كُنت مُرحبًا أو ناقدًا أو حتى لا مُباليًا،
فـ شكرًا لك على المرور.

أعيشك
11-17-19, 05:20 PM
https://3.top4top.net/p_1416dozu73.jpeg

أعيشك
11-17-19, 06:03 PM
:30:




أنا دائمًا علي غبار،
وفي كفي جمر،
لديَّ قسم،
وعهد شرف،
دم في يدي،
وفي عيني دموع،
أنا تعبت،
تعال وحل الأمر ..



https://4.top4top.net/p_14160x4g62.jpeg

أعيشك
11-18-19, 05:32 AM
18-Nov
6:32
إني أذوي،
بِبُطءٍ شديد،
تتآكلُ روحي،
وأتعفنُ مِن الداخل،
وصدأ الحُزن ينخر وجودي الضئيل،
مِن العظمِ النحيلِ إلى كبريائي اللعين ..
وأنا لا أفعلُ شيئًا يُذكر،
أو فلنقُل،
ليس في وسعي فِعل أي شيء آخر،
عدا الإكتفاء بِالصمت الجبان،
وإتخاذ دور المُتفرج ..
هه يا للمسرحية البائسة..!

أعيشك
11-18-19, 02:41 PM
في داخِلي دائمًا،
هُناك إنسان مُنطوٍ على نفسه
إزاء كُل تِلك الهزائم الواقعية الصارخة ..
إنسان مُنشقٌ عني،
يُشكِّلُ كاريكاتير الوِحدة،
والتضاؤل، ووهم الوجود الحسي ..
إنسانٌ منفي، منبوذ، حزين،
ويتحلل في صمتهِ كجُثة،
رغم أنه -ويا للبؤس- ما زال حيًا،
ويئِنُ مِن جُرحٍ عميق،
عميق للغاية.

أعيشك
12-03-19, 05:02 AM
لكُل عابر أو مُتجسس،
هُنا ربما تجد ما يُعجبك،
وربما لن ينال على إعجابك شيء ..
في كِلا الحالتين لا يهمني أمرك،
هُنا مساحتي الشخصية،
إن لم يُعجبك شيء،
فلستَ مُجبر على البقاء.

أعيشك
12-21-19, 06:08 PM
لقد رحلت ولن تعود ..
ضحكاتها، شهقات بكائها تدوي،
فتتركُ الصدى في الارجاء ..
لأستدير بِأمل وملامح مُتطلعة
لرؤية تلك الشقراء ..
التي ظهرت خصلات شعرها الذهبية
في توافق مع أشعة الشمس الحادة ..
فمددتُ يدي في محاولة خائِبة،
أظهرتُها لي تلك الكرة الذهبية
التي كانت تكسي زرقاوتا العينين ..
شيئًا فشيًا بخيوطها الدافئة،
مؤكدة لي إن كُل ما اراه
سراب في سراب ..
حينها فقط أدركتُ أن حياتي
كقاعة حفلات يدخل الناس ويخرجون ..
تاركين موضع قدم في قلبي،
هي أيضًا وعدتني بأن لا تتخلى عني ..
وها هي الآن تأمرني
بإتمام المسير لوحدي ..
ليتني فقط رحلتُ بجانبك
تاركة أثر رحيلي لوحدتي هذه ..
بدل المسير في المجهول،
نحو مصيري المجهول ..

رحمكِ الله يا صديقتي :30: .

أعيشك
12-21-19, 06:35 PM
لم أعُد أتحمل الآن حتى نظرات البشر،
ليس عداءً للبشر،
ولكن نظرات البشر،
حضورهُم،
جلوسهُم،
تطلعهُم،
كُل هذا هو أكثر من اللازم.

أعيشك
12-21-19, 06:40 PM
وحدي لا يُمكنني أن أمضي في
الطريق الذي أُريد المضي فيه،
وفي الحقيقة لا أستطيع
حتى أن أُريد أن أمضي فيه ..
بإستطاعتي فقط أن أهدأ،
لا أستطيع أن أرغب في أي شيء آخر،
كما أنني لا أُريد أي شيء آخر.

أعيشك
12-28-19, 06:08 AM
https://2.top4top.net/p_14576b2h10.gif

أعيشك
02-13-20, 07:17 AM
13 - Feb
8:17
لقد أفنيتُ حياتي في ملاحقة
الأشياء لتكون على ما يرام،
لم يمُر يوم بلا خوف،
كُنت متأهب للأسوء،
كان كل شيء يحدث بطريقة غير متوقعة،
الأيام كانت سريعة جدًا ومليئة بالأحداث الصعبة،
ثمة قوة خفية كانت تحرك أشدها وأكثرها ضراوة،
الأيام التي كنت أتوقع أنها ستمر بلا مشكلات
كانت تخالف توقعي كل شيء كان يحدث رغمًا عني،
لكني كنت أجاري،
أجاري ولا أتوقف عن المجاراة فالحياة تتطلب ذلك.
الصمت أنقذني كثيرًا،
كان يخيب خوفي الدائم،
يقتل كل كلمة قاسية وكل وجه غاضب،
لقد ربحت الكثير من الحظ بهذا الصمت،
لكنه كان مكلف جدًا ورغم كل ذلك لم أكن أكترث،
لأني كنت أعرف أن كل شيء سيمر.

أعيشك
02-13-20, 07:34 AM
الأيام تدور وحدود الوجوه تظل ثابتة لا تتغير،
نقوش مطاط عجلة الأيام ترسم التجاعيد،
ونصل فرشة الكلمات تضيف ألوان الحمرة الداكنة تحت العيون.
وجريجوي يرى هذه التجاعيد قشور
خنفساء بائسة القشف يغطيها.

الصومعة ما هي إلا جحر من جحور
الخنافس التي تتمايل في وله،
وتيه على نغمات مترددة يميناً ويسارًا.
الخطوات للأمام أو الخلف صعبة الحدوث بسبب التثاقل
والكسل التي يسببه قلب الحقيقة.
الخطوط السوداء والبيضاء رفيعة تقترب من الفناء.
ليتبقى بعد صياح السماء،
وهطول الأمطار قوس قزح رمادي الألوان،
يماثل رماد لفافة التبغ التي فرغت من تقبيل أحد بؤساء هوجو.

نترنح من الصومعة في صفوف طويلة،
تتخبط قرون استشعارنا في بعضها البعض،
" أين قطعة السكر التي ستحملها ظهورنا ؟"
والجلاد يضرب فئران المتاهة بالسياط.

كفى أفكار سلبية! أنا لستُ متشائِمة،
الحقيقة في الصفحة الثالثة عشر من كتاب لغز الحياة.

أعيشك
02-13-20, 07:51 AM
أنظُر إليه، أتفحص ملامحه،
أُعجَبتُ بكلماته وأُعجب بِغموضي،
أتمعن أكثر وأكثر في تصرفاته.
يرتدي ذلك المعطف الجلدي اللامع،
يفرك يديه ليدفأهما.
هل هناك أصل في الحقيقة ..؟
الجميع صور مشبوهه من الآخرين.
أرتدى المعطف ذاته الذي يعرضه ذاك المشهور،
وأشترى لزوجته نفس الفستان الذي رأته عند
تلك المشهورة تتبختر فيه.
ننظر ولا نرى إلا مظاهر.
مظاهر عن مظاهر عن مظاهر والموضة ما هي إلا مظهر.
لا توجد هنالك فكرة جديدة يمكن لنا أن نناقشها،
كُل شيء أصبح مُستهلك،
حتى الأفكار الغير مستهلكة ما هي إلا بقايا
أفكار قديمة استهلكت في زمن آخر.
مقيدون داخل حلقة دائِرة لا مخرج منها.
وحلَّ الصمت.

أعيشك
02-13-20, 08:18 AM
https://k.top4top.io/p_1504s6eue9.gif

أعيشك
02-13-20, 08:32 AM
أحمل حاسوبي الخاص،
أحتضنه، أخاف أن يقربه أحد..
ذلك الخوف الذي يسيطر علينا
الخوف على ممتلكاتنا الخاصة.
أحمل أجندتي ذات اللون الرماديّ، أحتضنها..
أضمها بقوة إلى صدري.
هي كُل ما كتبت، وعرفت وعايشت.
كلمات التى أصوغها وأخاف أن يقتطعها الغير.
يُقال أن المعرفة والإلهام مصدرهما السماء،
وهي تعبر خلالنا، فنلتقطها ونصوغه.
المعرفة ليست صلبة أو لها شكلٌ مُحدد،
المعرفة كائِن هلامي كالوقت نحس بها ولا نفقهها.
..
أحمل حقيبة ظهري وأشدها لأكتافي بقوة خيفة من السقوط.
وأخاف على محتوياتها وكأنه جزء من جسدي..
وما هي إلا قماش مخلوط بجلد صناعي وبلاستيك.

أخاف على مشاعري ومشاعر الغير،
وما هي إلا خلل في الطبيعة البشرية وبرمجة خاطئة.
الحق نِسبي كحقوق الفكر .
ماذا لو تركت كُل شيء خلفي وسرت للأمام..
المعرفة، أفكاري، النقود ،ممتلكاتي ..!
هل سيضرني شيئًا ..؟
الهروب هو ما أبحث عنه.
ممن وإلى أين ..؟!
لا أعلم.
أنتَ لستَ ذاك الشخص الذي رغبت دومًا في مصادقته،
أنتَ لا تهمني البتة، ولا أكترث لأمرك.
الخوف ..
كم أود أن أترك الحبل الذي أتشبث به دومًا،
فالحياة وهم.

أعيشك
02-14-20, 12:17 PM
14- Feb
1:17
سلامًا كثيرًا على روحكِ وبعد،
قبل ثلاث سنوات تحديدًا ومثل هذا
اليوم صباحًا كانت نهاية لما بدأناهُ معًا..
وأكملتهُ لوحدي.
كان زي التخرُج ذا اللون الذهبي الذي يرمُز
للتخصص الذي اخترناه معًا (علم النفس).
ثقيل جدًا،
لم يكُن هو على وجه التحديد.
أرتديتُ روحكِ البعيدة على كتفي،
ضممتُ أطرافها بيدي،
أرحتُ الأُخرى لأستلم الشهادة،
بحثتُ عنكِ بين الوجوه،
إبتسمتُ حُزنًا،
ألتقطتُ بعض الصورة الخالية منكِ.
بالمُناسبة،
تلقيتُ الكثير من الأسئلة عن سبب
إختياري لهذا التخصُص،
وكانت الإجابة أنتِ.
وتتفرعُ الأسئلة عن سبب غيابك،
وتكون الإجابة بأنك مُرغمة.
أرغمكِ القدر وأجبركِ وأخذكِ وأبعدكِ
وبطش روحكِ ونهبها ورحل بكِ،
وغَدر بي.
وبقيتٌ لوحدي أتسائل،
كم زهرة نبتت على تُرابها؟.
وكم زهرة ماتت في صَدري؟.
أكتب لنا لِقاء في جنتك يا الله!.
رحمكِ الله يا صَديقتي.

أعيشك
03-01-20, 11:41 AM
1 - Mar
12:41
أستيقظتُ من النوم،
لا رغبة لديَّ بالنهوض،
ولكنني أنهض،
أتناول الطعام بدون شهية،
فقط علي أن أتناوله،
أُحاول دراسة بعض قواعد اللغة اليابانية،
أنجح مرة وأفشل مرات،
أضعُ الكتاب جانبًا وأستلقي،
أُغمض عيناي،
وأشعُر بهذا الإنطِفاء التام الذي يغرو كُل شيء،
أُحاول أن أعيش يومي،
لكنني لا أُملك إلا هذا الذبول الذي يُشبه الموت،
أموت،
ولا رغبة لديّ،
ولكنني أموت.

أعيشك
03-01-20, 12:02 PM
أقول للجميع أنني بخير،
لا أُريد لأحد أن يقلق بشأني وأن يُلام،
أقول لأصدقائِي أن كُل شيء على ما يُرام،
وأن التخلّي عني لم يُكسرني،
أقول لعائِلتي أن المشاكل طبيعية،
وأن وقوفهم في طريقي لم يُدمرني،
أقول للشخص المُفضل لديّ أن إختفاءه غدرًا،
متوقّع ولم يُفزعني،
أقول لدموعي أن بعينيَّ حساسيةً ما،
أقول لقلبي بأن المشقّة في الطُرقات وأنني سعيدة،
أقول لوجودي بأن التعب في الفراغ وأنهُ ذو جدوى،
أقول حتى لطبيبي النفسيّ بأنني بخير،
وأنني جئت فقط لُحادثه،
أقول لهُ أن الأصدقاء البعيدين مشغولون،
وسيتصلون يومًا ليسألوا عني،
وأن العائِلة الحبيبة ستجد ألّا طريق لها لتقف فيه،
أقول لطبيبي بأني بخير،
وأن الدواء فعّال،
وأنني،
بالمرةً الأخيرة،
جئتُ لأُحادثه،
أقول والدموع في عينيّ :
سأكون بخير أيُها الطبيب،
سيأتي الكثير من المُتعبين،
أمّا أنا،
فحتمًا قد إنتهيت.

أعيشك
03-01-20, 06:18 PM
لازلت أتذكّر مارس 2018،
حين رأيتك فيه لأول مرّة،
شعرتُ بأنّي في حلم،
حلم لطيف ودافئ،
عُدت إلى المنزل في وقت الظهيّرة،
ثُم إستلقيتُ على سريري،
ولم أتوقّف عن التحديق في سقف غُرفتي،
وأنا أُفكر في كلمة أكتبها،
لازلت أذكّر أنه كان أدفئ لقاء في العالم،
لازلت أذكّر تفاصيله كاملًا،
وكيف جعلني أضحك من قلبي،
وأشعر بموجه دفئ تجتاح روحي.
بالمُناسبة هل قرأتم رواية صاحب الظل الطويل ..؟
توجد فقرة أُحبها كثيرًا، تقول :
" فكرتُ فيك كثيرًا هذا الصيف،
إذ جعلني إهتمام أحد ما بي بعد كُل هذه السنوات،
أشعُر وكأنني عثرتُ على عائِلة،
بدأ لي الأمر كأني أنتمي لشخصٍ ما الآن،
وهذا إحساس مُريح جدًا ".
هذا ما أشعُر به تمامًا حين أكون معك،
أشعُر بالراحة والدفئ،
أنتَ لا تعرف بأن حياتي تكون مُشرقة،
ومليئة بالحياة وبالضحك حين أكون معك،
فلا أحد يسمعني بإهتمام عندما أتحدث عن
أكثر المواضيع سخافة في الحياة مثلما تفعل،
وكيف تمتصّ مزاجيتي التي تتحكم بي في
مُعظم الأوقات بسهولة.
قبل سنتان بالضبط،
في أحدى صباحات مارس،
جئت وجلبت معك كُل مشاعر الدفئ والحُب،
أما الآن،
لا شيء.

أعيشك
03-01-20, 08:19 PM
https://l.top4top.io/p_1521edlxi6.gif

أعيشك
03-02-20, 06:26 AM
2 - Mar
7:26
إجتاحني الإنكسار من الداخل،
الإكتئاب الذي كان يأكُلني ببطء،
أخيرًا أبتلعني،
لم أكُن قادرة على تخطيّه.
كرهتُ نفسي مهما تمسكت بذكرياتي التي تموت،
وصرخت لإسترجاعها لحواسي،
لم يكُن هُناك رد أو مُجيب،
إذ كان من الصعب تحرير هذا النفس المُختنق،
فمن الأفضل أن أتوقف عن التنفُس ..
سألت من الذي من المُمكن أن يكون مسؤولًا عني ..!
فقط أنا، لقد كُنت وحيدة تمامًا.
إنهائي كان سهل قوله،
إنهائي كان صعب فعله.
تلك الصعوبة كانت السبب في كوني باقية إلى الآن.
يقولون إنني أُريد الهروب فقط، أنا مُحقة.
أُريد الهروب مني ومنهم.
سألت من الذي كان هُناك ..!
لقد كان أنا،
إنها أنا من جديد،
وكانت أنا مرة أُخرى.
سألت لماذا أستمر بفُقدان ذكرياتي،
قالوا لي إنها بسبب طبيعتك،
تيقنت،
في النهاية إنه خطأي،
تمنيتُ أن يلاحظ أحدهم ولكن لم يُدرك أحد،
بالتأكيد لم يعلموا لإنهم لم يلتقوا بي من قبل.
سألت لِما الحياة ..!
فقط ..
فقط ..
لأن الجميع يعيش.
وعندما سألت لِما الموت ..!
فسيكون ردهم لأنهم متعبون.
عانيتُ من الإكتئاب،
لم أتعلم أبدًا كيف أُغير الألم المُتعب إلى سعادة،
الألم كان مُجرد ألم.
تجادلتُ مع نفسي حتى لا أكون هكذا،
لماذا ..!
لماذا لا أستطيع إنهائه بحسب رغبتي ..!
حاولت إكتشاف لماذا أنا أتألم،
أعلمُ جيدًا بأنني في ألم بسببي.
كُل هذا خطأي،
ولأنني حمقاء.
دكتور،
هل أردتَ سماع هذه الكلمات ..!
كلا لم أقُم بأي شيء خاطئ،
عندما قامَ بلوم طبيعتي وشخصيتي بنبرة هادئة،
ظننتُ أنه من السهل أن يُصبح الشخص طبيبًا.
من المُدهش رؤية مدى الألم الذي أواجهه.
الناس الذين يواجهون مصاعب أكثر مني يعيشون جيدًا،
الناس الذين هُم أضعف مني يعيشون جيدًا أيضًا،
رُبما ليسَ كذلك،
من بين أُناس أحياء،
لا يوجد أحد يواجه مصاعب أكثر مني أو أضعف مني.
بالرُغم من كُل هذا،
يخبروني أن أعيش.
سألت لماذا مِئات المرات،
ولكن يقولون إنها لأجلي، لمصلحتي،
وليسَ لي أنا رأي لمصلحتهم.
أردته أن يكون لأجلي.
رجاءًا لا تقولوا أشياء لا تعلموها.
إكتشفت لماذا هو شاق.
لقد قُلت لكم عدة مرات لماذا هو شاقُ عليّ،
هل غير مسموحٍ لي أن يكون ذلك السبب
هو وراء مشتقي ..!
هل هُنالك إحتياج لبعض التفاصيل الدرامية .!
هل تُريدون قصص أكثر ..!
لقد قُلت لكم مُسبقًا،
ألم تستمعوا إليَّ قط ..!
ما الذي أتخطاه لا يترك أثرًا ..!
أعتقد أن تعارضي، ومواجهتي للعالم لم يكُن
قدري، على تجاوز قُدراتي.
أعتقد أن كوني معروفة للعالم لم تكُن حياتي.
هذا هو السبب لماذا كُل شيء كان شاقًا.
تعارضي وكوني معروفة كان شاقًا،
لماذا إخترت هذا الطريق ..!
إنهُ لأمر مُضحك.
صمودي لهذه الفترة كان أمرًا جدير بالثناء.
ما الذي يُمكنني أن أقوله أكثر.
فقط قولوا لي أنني عملتُ بجد،
وبذلتُ قصارى جُهدي.
بأني قُمت بعمل جيد،
بأني عانيتُ ومررتُ بالكثير.
حتى لو لم تستطيعوا الإبتسامة،
رجاءًا لا تقوموا بإرسالي وأنتم تلقون علي اللوم.
لقد عملتُ بجد،
لقد مررتُ بالكثير،
وداعًا.

أعيشك
03-02-20, 11:29 AM
مرحبًا.
أُريد الإعتذار لك،
نيابةً عن الخط الطويل والمسافة التي بيننا،
أنا نُقطة بعيدة وأنت في أعماق البُعد،
أعتذر لك عن أيام ثقيلة ذهبت منذُ زمن،
دونَ أن نتعانق وقت الفرح والبُكاء.
أو نذهب إلى حُجرة المنفى أو شجرة الحي المُزهرة
دون أن آتي إليك بِباقة ورد المُفضلة بالنسبة لك.
ودون أن نتشارك نفس القِلادة ونفس الأغنية،
وكوب القهوة.
ودون أن نُضحك على جارنا المُسن حين يلحق بالأطفال
حين يسرقون الورد لعاشِقهم.
ودون أن أتأمل عينيّكَ وضحكتك الجميلة،
ودون أن أضع كفيك في كفي وقت الشِتاء.
ودون أن أُقبّل مبسمك.
ودون أن نُصنع صورة تذكارية لِضحكاتنا.
وأشياء أُخرى كثيرة لم نفعلها.
بسبب خطأ جُغرافي.
أنا كومة عِملاقة من الأسف.
فقط أُريد وقتًا كافيًا،
أصحح فيها كُل الأخطاء،
ثم ألتقيك.
وأجيئُك بقُبل الإعتذار.
أعتذر إليك،
حتى وإن كان الإعتذار لا يشطب حاجزًا.

أعيشك
03-04-20, 05:41 AM
4 - Mar
6:41
استشارتني إحداهن عن شخصٍ ما،
وكثرة مبادرتها لأجله،
فأخبرتها أن تتوقّف،
فإنتهت علاقتهما.

‏وفضفض لي أحدهم عن سوء
صديقه الذي يتعاطى المُخدرات،
أخبرتهُ أن يكون بجانبه،
فأصبح مُتعاطيًا مثله.

‏وشكتّ زميلة لي في الجامعة،
صعوبة الامتحان القادم،
فأشرتُ عليها أن لا تحضر،
ففعلتها ورسبت.

ثمّ سألتني فتاة كيف تجذب
الشاب الذي تحبه؟
أخبرتُها أن تقبّلهُ في أول مكان تراه،
ففعلت، فظنّها سافرة، وتركها.

‏أنا كارثية جدًا في إسداء النصائِح،
وكنتُ مسرفة في ذلك،
حتّى قال لي أحدهم يومًا أنه أوشكَ
أن يقعَ في حُب شخصية غريبة الأطوار،
لا تُحدثه كثيرًا، ولا يُشعرها بأنه يغار عليها.
وحين يكون بجانبها يصمتُ كثيرًا،
وهي تكادُ لا تنطق بشيء البتّة.
‏قلتُ له بأنه مريض ويجب عليه تركها على الفور،
قلت له ذلك بغباء،
ولم أكُن أعلم أن الشخصية المقصودة أنا "أعيشك"
إلا بعد أن أدركتُ حجم الكارثة.
‏ومن حينها إعتزلتُ النُصح وإعطاء الإستشارات.

أعيشك
03-04-20, 12:28 PM
أستيقظ وحدي صباحًا،
تسمح نافِذتي لخيوط الشمس بالعبور نحو وجهي،
أغمضُ عيناي،
وأقول في نفسي :
كم كُنت سأكون محظوظة لو أنني لم أستيقظ.
تلدغني عقارب الساعة بِصوتها،
وكم أتمنى لو أن بِمقدوري تحطيمها.
الوقتُ يمضي،
أتثائب،
وأشعرُ أن هذا الجسد لا يُمكنه النهوض.
أشتم العمل الذي يُذكرني دائمًا بِعبوديتي.
أقولُ لنفسي :
إن كُل مُعاناتي بسيطة،
تصوري،
طلقة واحدة،
فقط في رأسي،
تنهي كُل شي.
آه،
لكنني لا أملك سلاحًا،
وأخاف الإنتحار شنقًا،
أو لوحدي في حوض الإستحمام.
أُفكر الآن فيما لو أحببتُ رجل مُكتئب،
وبادلني الحُب،
كيف ستكون حياتي ..!
أتخيله رجل يُشبه الورد عندما يذبل،
جسده هزيل مثل قلب مُراهق،
وملامحه هادئة مثل شخصٍ نائم،
وأسفل عينيه سنوات طويلة من البُكاء والأرق.
رجل عندما أستيقظ أجده مُستيقظ مثلي،
ويُحدق في الفراغ،
ذلك الفراغ المُثير،
الذي يُشبه العدم.
أتخيلنا نجلس على طاولة واحدة،
وننظر طويلًا في الطعام حتى يبرد،
ونحسده لأنه مُجرد طعام،
نأكُل بِبطء شديد،
ونشعُر بالملل.
أتخيله وهو يتكور في حُضني،
يبكي بِشدة،
ولا أسأله ما السبب،
لأنني أُشاركه البُكاء.
إنهُ مُتعب مثلي،
ولهذا نشعُر بالراحة عندما نتعانق،
يُقبّلني، أُقبله، وننام معًا.
نستيقظ بعد ساعتين،
لأننا رأينا نفس الكابوس،
يقول لي إنه سئِم من الكوابيس،
وأقول له إن الحياة هي الكابوس الوحيد
الذي أتمنى الإستيقاظ منه.
نُحاول النوم،
لكن النوم يهرُب منّا،
وكم نودُ لو إننا نستطيع الهروب مثله.
نقفُز من السرير،
ونذهب بسرعة إلى الحمام،
أمدُ له موس الحِلاقة،
وهو يملأ حوض الإستحمام بالماء الدافئ،
ننغمس فيه،
نضحك معًا،
وبخوفٍ شديد،
أحكُ يديَّ بالموس،
فتفور دمي في الحوض،
وتختلطُ مع الماء ببعضها،
عندها ..
أنتبهتُ أن ما أخافه،
قد تحقق،
الموت وحيدًا في حوض الإستحمام.

أعيشك
03-09-20, 05:41 AM
9 - Mar
6:41
لم أُولد لأعيش،
هكذا عرفت الطريق الذي سأسلكهُ جيدًا،
منذُ أن أدركت بأني أكبر عن أبي
في غُرفة ضيقة بدون أُم،
وإن عليّ التسلُل إلى نوافذ المدرسة،
كُل صباح لأرى أصدقائي،
وأسمع مايقوله لهم المُعلمون من خلف الجدران.
كبرت وأنا أُشاهدهم رفقة آبائهم بكرّاساتهم،
وألعابهم والبعض منهم بهواتفهم،
وأنا التي لم أستطع إقتناء هاتفًا إلّا بعد
أن تجاوزت ثلاثة وعشرين سنة،
ودفعت آخر قسط منه بعد أن أتممت الرابعة والعشرين.
في الوقت الذي كانوا يستظلّون فيه تحت أسقف مدارسهم،
كنت أقف في مُنتصف شارع ما من أجل بيع المياه،
أنظر للسيارات بأنواعها،
وأُحدق بوجوه من فيها،
أبتسم كثيرًا حين أقف هُناك،
وأعود باكية في المساء دون أن أذرف دمعة واحدة.
حتى هذه اللحظة لم أتجرأ يومًا بمُشاركة أي شيء مع الآخرين،
ولا التفكير بالإنخلاط معهم،
كبرت وحدي بعيدًا عنهم،
مُكتفية بمُراقبة أؤلئك الذين يُبادلون الأحضان
والقُبل والتلويح والشتائِم.
لطالما أردتُ أن أكسر هذا الحاجز،
فكّرت بكُل شيء،
حتى بإن أخوض شجارًا مع أحد المّارة،
وأعتذر له بعد ذلك.
ولكن مع السنوات ماتت تلك الرغبة تمامًا.
الآن لا أستطيع التخيّل ولو لمرة واحدة،
بأنني سوف أعترف بمشاعري لرجُل،
أو سأخوض علاقة مع آخر،
رُغم كوني أُحب مشاهدة العشّاق يسيرون،
أستمتع بالنظر دائمًا لإيماءاتهم وخجلهم،
وإرتباكهم وجُرأتهم،
وأرى رغباتهم جليّة بينهم في نظراتهم
الخاطفة لبعضهم البعض.
الأمر ليسَ تقصيرًا على الواقع فحسب،
حتّى هُنا حين جئت إلى "المُنتدى"
لم أجرؤ على وضع قلبًا أو يد كصورة عرض،
أنا لستُ عرضة للحُب،
ولا أستطيع الإمساك بأحد،
وليست لديّ صورة لوجهي،
لأن لا أحد يراني،
وضعت صورة مُشوشة لأني لم أُولد لأعيش،
بل ولدتُ لأُراقب فقط.

أعيشك
03-09-20, 10:09 AM
جاءني بوجهٍ مكسور،
كمن إنتهى للتو من عِراك سُحق فيه.
قال لي بأن الطبيبة أخبرته بأن امرأته لن تلد إلا بعملية قيصرية.
ثُم أردف قائلًا : أصبحت النساء في بلدنا لا تلد إلا بعمليات،
لا يشبهن أُمهاتنا بشيء.
ليسَ بشأن النِساء،
قُلت له قبل أن يغلق فمه : أي طفل سيرغب بالخروج من
تلقاء نفسه إلى هذا المكان ..؟
أي طفل سيلقي نفسه في بلدٍ كهذا ..؟
أي كائِن يود العيش في وطن يذهب فيه الرجال حاملًا بندقيته
ليتخطّى الألغام واضعًا حياته على المحك ليقتل رجُلًا آخر فقط،
من أجل لُقمة العيش ..؟
ليسَ بشأن النِساء،
الأطفال هُم لا يُريدون الخروج،
هُم من يُريدون البقاء في الداخل إلى الأبد.
سيأتي طفلك،
ماذا سيكون ..؟
إن لم تُقتله الأمراض وسوء التغذية،
سيكبُر وسيلعن اليوم الذي ولد فيه
كما تفعل أنتَ أمامي بإستمرار.
سيُصبح مثلك،
أناني وعبء وفقير وبِلا وظيفة.
سيذهب للجبهات وقد يعود بقدمٍ مبتورة،
إذا ماكُتب له عمرًا طويلًا.
سيأتي العيد دونَ أن تكسوه، ولن تدخل "لحمة" بِفمه،
وسيُدرك ماذا يعني الفقر بعد الفِطام حيث لا طفولة هُنا.
أمسك بِفمي وهو يقول : كُفِ بربك يا "أعيشك"
هذا ليسَ وقته،
لم آتي إليكِ لأسمع كُل هذا،
أنتِ تعلمين لأي سببٍ جئت.
نعم أعلم،
أخبرتُك في المّرة السابقة حين جئت تُريد عِلاجًا لزوجتك
بأنني لا أملك سوى هاتفي هذا،
إن أردت سأبيعه.
قال : لا، جئتُ لتُخبريني مِمن أقترض منه،
حياة زوجتي على المحك.
أخبرته بزميلي الجامعي العائد مُصابًا من إحدى الجبهات،
إذهب سيُقرضك وسأُخبره بِرسالة قبل أن تصل.
ولكن إياك أن تنسى أن تُخبر أبنك حين يكبر بإن يُسدد
مصاريف تسجيل دخوله لهذه الحياة.
نظرَ لي ومشى.
مرّ يومُ كامل قبل أن تُضيء شاشة هاتفي بعد خمودها لساعات،
تحمل رِسالة : الحمدلله نجحت العملية،
ورُزقتُ بمولودةٍ أسميتُها "أعيشك".
تهانينا،
وصلت ضحية أُخرى تحمل ذات الإسم.

أعيشك
03-09-20, 03:21 PM
بدأت أتلاشى كالدُخان،
شيئًا فشيئًا.
أُحاول أن أمسَك ماقد تبقَى مني،
ولكنني لم أنجح في ذلك.
أصبحتُ كما لو أنني أختفي من هُنا وهُناك،
ومن نفسي أيضًا.
أصرخُ بأعلى صوتي لينتبِه الآخرين لي
ويُسارعونَ لإنقاذي،
ولكنّ لا أحد يسمعُ ندائي،
لا أحد يراني.
ظنّوا بأن لا أحد هُنا سوا مُجرد دُخانًا،
لا يعلمون من أين أتى،
ولكن لم يظنّوا أبدًا إنني هُناك،
أنا أحترِق.

أعيشك
03-09-20, 09:41 PM
لطالما كان الهروب إلى النوم هو الحل لكُل مشاكلي،
لكن بِشكل مؤقت.
هو هروب من عالم مليء بالضجيج،
إلى عالم يعُم به الهدوء.
بإستثناء ذلك اليوم الذي أرهقتُ فيه كثيرًا،
ثُم نمت بعد بُكاءٍ طويل.
تلك النومة،
نومة الفزعة.
أُصبح على عرق يتَصبب مني كالنهر،
ودقات قلبي خائِفة تهرُب من شيء ما يلحقُ بها.
ثُم موجة بُكاء عارمة.
أشفقٌ على نفسي،
تلك النفس التي لا أستطيع مواجهة مخاوفها بكُل جرأة.
لِمَ الهرب ..؟
لِمَ لا أستطيع المواجهة ..؟
إلى متى وأين سأقف ..؟
قُمٍ بالله عليكِ أُنقذِ نفسك وصارحها.
قفِ بوجه مخاوفك،
قفِ بوجه آلامك،
بددِ الحُزن فرحًا وقوة.
ليلة هانِئة مُدونتي، ليلة هادِئة.

أعيشك
03-10-20, 04:41 AM
https://l.top4top.io/p_1529g0cnc4.gif

أعيشك
03-10-20, 05:20 AM
https://h.top4top.io/p_1530rto0z5.gif

أعيشك
03-10-20, 09:43 AM
https://k.top4top.io/p_1530kczzi4.gif

أعيشك
03-11-20, 03:37 AM
11 - Mar
4:37
أفتقدكَ كثيرًا يا حبيبي،
أُقسم لك.
مُتعبة أنا من الحياة،
ومن اللَيالي،
ومن الأيام التي تخلوا منك،
أُقسم لك.
وفي كُل مرة أجلسُ وحيدة،
أراكَ كثيرًا.
ولكن ظهورك أمامي لم يكُن فقط
عندما كُنت وحيدة فحسب،
بل إنكَ ماهر في الظهور أمامي
حتى وأنا أجلس مع من أودُّهم كثيرًا.
في تلك الليلة التي كُنت أجلس فيها مع أبي،
رأيتُك أمامي تجلس وتُحدق فيّ بعُمق،
رأيتُك وإرتبكت،
سقطَ مني كأسًا مُمتلئ بالماء.
سألني أبي ما بك،
وكانت إجابتي وبِصوت مُنكسر وخافت :
لا شيء يا أبي.
نعم لا شيء،
ولكن ما بداخلي شيئًا عظيمًا،
لا يُمكنني التعبير عنه بكلمات بسيطة،
شعُور مُرهق،
شعُور مُتعب.
يُمزقني إشتياقي إليك،
وتقتلني كثيرًا فكرة إننا إبتعدنا
عن بعضنا البعض للأبد،
دونَ لقاء أخير،
دونَ قُبلة أُخرى،
دونَ حضن أخير،
ويُعذبني حنيني إليك.
لن أخفي عليك،
ولن أظهر أمامك بِمظهر امرأة قوية،
ولا أعلم كيف أظهر قوية وأنا التي
خسرتُ جيشي الوحيد وهو أنت.
سأُخبرك،
بكيت بالأمس عليك،
بكيت بحُزن وبألم،
بكيت حتى شعرتُ أن الصُداع
بدأ يأكُل جُزءًا من رأسي ويُمزقه،
شعرتُ بإنتفاخ في رأسي من شدّة البُكاء.
إشتقت إليك،
ولا زلت أفتقد صوتك الحنون ووجهك البديع،
الطمأنينة افتقدها كثيرًا،
أن تشعُر بالطمأنينة مع أحدهم
فهذه نعمة قد ساقها الله إليك،
ولكنك اليوم رحلت،
ولم تكتفي بالرحيل فقط،
بل إنكَ أخذت معك الطمأنينة،
وتركتَ لي الذكريات،
وتركتَ لي الحنين،
الهدايا،
تركتهُم معي ليُمارسوا معي أنواع التعذيب،
ويُبادلون الأدوار،
مثل جيشٍ مُدرب على أقوى الحروب والصراعات،
ولا يُمكنني التصدي لهم،
فقلبي معطوب،
ونفسي مشروخة،
وروحي هشّة،
هشّة للحد الذي قد يمُر يومًا كاملًا وأنا لم أشعُر به،
لأنني جالسة وحيدة في غُرفتي،
مثل طفلة صغيرة تفتقد أُمها،
وتبكي بكُل حرقة.
ولا أعلم ماهو الذنب الذي فعلته بحياتي،
وكان سببًا حقيقيًا لرحيلك،
ولكنني أؤمن بأن هذه الأقدار،
وهكذا الحياة أرادت.
وأُدرك حقيقة حُبك لي،
لا زلت أُحبك حتى وإن رحلت.

أعيشك
03-11-20, 09:35 AM
https://i.top4top.io/p_1531nrmve0.gif

أعيشك
03-11-20, 06:28 PM
أجلسُ وحدي،
مُتشابكة الأصابع،
أُفكر في حل لأزمة هذا العالم.
كيف يُمكن إيقاف الحرب ..!
كيف يُمكن تصدي كورونا ..!
كيف أنقُذ نسرًا قبل إرتطامه بجناح طائرة ..!
كيف أُدافع عن تمساح بعينٍ واحدة في أنهار افريقيا ..!
وكيف أُوزع سُنبلة واحدة بين قبيلة نمل بشكل مُتساوٍ ..!
أُحاول تكرار الفرح الذي عقدت معه صفقة بالأمس،
كما تُكرر مصانع الورق الكراتين المُستعملة.
أُفكر لأجلكم،
وأنتم تُفكرون لأنفسكم.
الآن وبعد هذا العُمر،
أعيدوا لي أيامي التي لطختموها،
وأنا سأُعيد لكم مجدكم وشرفكم.
أعيدوا كُتبي الممنوعة،
وأنا سأُعيد أناشيدكم وشعاراتكم.
من منكم رمى هذا اللَيل في وجهي ..!
أخرجوني من بطن الظلام،
أنزعوا حِبال ألسنتكم الطويلة،
كخيوط أشرطة الكاسيت.
أعيدوا كلماتي التي كتبتها،
وأخرجوني من هذه الزنزانة الواسعة،
كعلب السجائِر.
قبل أن أخلع ملابسي في وجه العالم.

أعيشك
03-12-20, 03:37 AM
12 - Mar
4:37
إليكَ جنيني الذي غير قابل للحياة،
إليكَ ياطفلي الذي لم يُخلق ويُزهد بعد،
سامحني وكُن كالطير الوديع في جِنان الله الخالدة.
كُن شافعًا لي ولأخطائِي عند الخالق البارئ،
وكُن وسيطًا بيننا وليعفوا عنّي.
قُل له بأن والدتي لم تكُن لإهمالي قاصِدة،
ولكن الإكتِئاب كان كالعاصية.
وأن والدتي لم تكُن تقوى على تربيتي.
وأبي قد يسبقني وإليك قد عاد،
وتركَ ذكراة باقٍ في الذاكرة.
ولكن ياطفلي،
إعلم بأنني لم أكُن أُمًا نافعة،
ولن تكُن حياتك بِقُربي كاملة.
سيتلبسُك النقص كما تلبسني،
وسيُرهقك الحِزن كما أرهقني.
ستبكي وتحمرُ عيناك ألمًا،
كُلما رأيت الدمعَ بعيناي غازية.
سيتقلصُك صقيع البرد العاتية،
ولن تلقى سوى جسدي لك دافِئة.
سيحتوي قلبُك تعبٌ كما إحتوى أباك حتى أماته.
وستُفقد لذة الحياة ولن تعيش بها بِرفاهية.
فالله أعدُك ياطفلي،
والله أودعتُك،
والله بِك خيرٌ،
والآخرة لكَ باقية.

أعيشك
03-13-20, 09:43 AM
13 - Mar
10:43
وحيّدة رُغم كُل هذه الإتصالات التي لم أرد عليها،
والرسائِل التي أتجاهلها،
والدعوات التي أنشغل عنها.
لا أعلم ما المرض الذي أصابَ روحي،
وما إسم الفيروس الذي دخل لي من ثقب الكآبة
حتى أصبحتُ أُحدق في مرآة الحمام لدقائِق
طويلة دون أن أنبس بكلمة واحدة،
غير أنني أقبُض على رأسي بكفيّ وأُمرر أصابعي
بين مسامات شعري ككُل الجماهير الخاسِرة.
الساعة العاشِرة صباحًا،
والصباح قاتم وأسود بداخلي،
والمُستقبل غير معروف،
والنهايات مُغطاة بزجاجات ثلجية،
أرى الأشياء ولا أعلم تفاصيلها الحتمية،
لا أعلم بالضبط أي لباس ألبس.
وهل هُناك مسافة كافية لتحقيق أحلامي وأُمنياتي ..؟
لا أعلم شيئًا من كُل ذلك.
أقفُ الآن أمام النهار وجهًا لوجه،
بِصدور عارية،
وأصابع نهشت نصفها الليّل،
وجماجم عشعشت عليها الغربان.
أقف أمام الأيام كما يقف الجزّار أمام قطيع من الخرفان،
مذهولين، شاردين.
كيف سأُعلق كُل هذه القرابين في ساعات الصباح الأولى ..؟
أقف في هذا الصباح وحدي،
أمام مساحة شاسعة من الرمل والأرض الغير مؤهلة بالسُكان،
أبحث عن غصن شجرة كانت قد نخرتها الرياح
قبل عامين وحفرت بداخلها فراغًا يُشبه الناي،
كانت كُلما هبَّ الهواء سمعتها تبكي وتقول للصحراء :
ليسَ هُناك أكثر ألمًا من أن تكون وحيدًا في الداخل.

أعيشك
03-13-20, 10:03 AM
https://h.top4top.io/p_1533v6tei7.gif

أعيشك
03-13-20, 05:27 PM
سئِمتُ من هذا الرأس،
لم يعُد جسدي يحتمل ثقله،
ولم أعُد قادرة على احتمال أي ورطة أُخرى منه.
القلب ليسَ ثغرة،
والعاطِفة ليست نُقطة الضعف الأُولى،
الرأس هو من يتسرّب منه كُل أذى،
هو من يرى، ويلتفت، ويسمع، ويتحدث،
ويصمُت، ويرتفع، ويُنكّس، ويلد كُل فكرة.
أرغب بالتخلي عنه،
بإكمال حياتي دونه،
بتركه وفقًا للشفاة الحائِرة،
والأعناق الذابِلة،
والأعيُن الثملة،
والأحضان الضّالة،
والأيادي الراغِبة بمسح رؤوس سلبها منها الزمن.
أُريد أن أمشي ماتبقّى من عُمري مبتورة الرأس.
أحلم بأن أركض وحيدة بِخفّة في شاطئ فسيح،
بينما هو مُعلّق في الهواء
بين عاشقين يتمازحان برميهِ على بعضهما،
أو يكون مدفونًا لوحده بعيدًا،
هُناك في حضن امرأة منسيّة.

أعيشك
03-14-20, 03:55 AM
14 - Mar
4:55
ما أنا إلا غثيان،
ما أنا إلا انشقاق،
قلقٌ أنا في قلق،
أشعُر بأنني مضيت لمسافات بعيدة،
وأمضي فحسب،
لأن كينونتي قَذرة، لزِقة،
أشبهُ بِبصقة تعلقُ بواحدة من عجلات العالم.

أعيشك
03-14-20, 04:45 PM
هذا الرأس،
المنصوبة على كتفي،
المحشوّة بالمُنبهات،
والمُتكدسة بالتعبِ والضجيج،
كيف يُمكنني الفكاك منها دون
الحاجة لرصاصةٍ مسومةٍ،
أو محضرٍ إنتحار ..!
ليست رأسًا،
إنها صخرة تدحرجت من جبل،
وإستقرت كفِكرة بشكلها الدائري.
ليست رأسًا التي تُخطئ كُل مرة،
بل صلصالاً وكراتين محشوّة.
ليست رأسًا لا تتعلم،
بل غُرفة مهجورة تتوالد فيها الكِلاب.
ليست رأسي التي أعرفها،
الأكثر حذقًا، وحكمة، ودلالة.
فمن سرقَ رأسي التي أودعتها
بِبطن حِذائي عند باب المنزل ..؟

أعيشك
03-14-20, 09:27 PM
الليل يبتلعني كما تبتلع السيول الأشجار.
يهشم رأسي بمعول الذكريات،
بل بمطرقة السأم والقلق.
أنا قلقة يا الله،
أقولها بحنجرة جافة محشوّة بالملح،
أقولها مُرتجفة خائِفة من دوار البحر
وهو يُطاردني حتى عرض اليابس.
خائِفة من كُل شيء يحدُث أو سيحدُث،
وحدثَ وما أن يحدُث مرة أُخرى.
أنا قلقة يا الله،
قلقة قلق الامرأة العربية المُعتقة،
الممزوجة بالأسى والقتلى ونشيد الأُمهات
ونائِحتهن أمام الجنائِز.
قلقة يا الله باللُغة العربية التي
تعلمتها لأبكي بِطريقة مُغايرة،
بِطريقة الكلمات التي أرسمُ بها
العصفور فوق الشجرة،
وما أن يحط على غصن إلا
وأسقطه صيادًا بِبُندقيته.
قلقة قلق الشاعر وهو يُصفف الأبيات
ويُنظفها من كلمات الحُرية.
قلقة قلق الأُمهات على بناتهن وهن
في غُرف الولادة يمتخضن.
قلقة قلق الحارس على البيت.
قلقة قلق نفسي على مُستقبلي.
قلقة قلق العابر على حِذاءه.
قلقة قلق الباب من أن يعود شجرة،
من المطر أن يعود غيمة،
من الغيمة أن تعود ألى البحر،
من البحر أن يعود إلى مالا أعرف.
بهذا الشكل الحقير تجرُني أفكاري نحو الهاوية،
نحو عقبة كبيرة من الأوهام والإضطرابات الذهانية البحتة،
نحو غياهيب لم أجد في طريقها قفرا لبشر أو دابة،
غير هياكل أشجار دونَ ورق، دونَ ماء،
دون حتى عصافير تشُق السماء،
ما الرحلة التي صعدتٌ إليها
دونَ أن أعرف وجهتي يا الله ..!

أعيشك
03-15-20, 04:00 AM
15 - Mar
5:00


https://j.top4top.io/p_1534hnpo25.jpeg

أعيشك
03-15-20, 08:40 AM
لستُ مُعتادة على أن يفهمني أحد،
لستُ مُعتادة على هذا،
لدرجة أنني أعتقدت في الدقائِق الأولى
من لِقائنا أن الأمر أشبه بِمزحة.
ثُم هُنالك أشياء يصعب الحديث عنها،
لكنك تستطيع التخلُص من كُل طبقات
الغُبار فوقها بِكلمة واحدة.
أنتَ لطيف.
نعم.
أحتاجُك.
يا قصّتي الخيالية.
لأنك الشخص الوحيد الذي أستطيع
التحدث معه عن ظِل غيمة.
عن أُغنية، عن فكرة،
عن الوقت الذي ذهبت فيه للعمل
ونظرتٌ إلى زهرة عبّاد شمس،
ونظرت إليّ،
وابتسمت كُل بذرة فيها.
أراكَ قريبًا يا مُتعتي الغريبة.
يا نهاري الهادئ.
كيف بإمكاني أن أُفسر لك سعادتي،
سعادتي الرائِعة الذهبية ..!
وكيف أنني ملكٌ لك،
بكُل ذاكرتي،
بكُل قصائِدي،
بكُل ثوراتي،
وزوابعي الداخلية ..!
كيف بإمكاني أن أشرح لكَ أنني لا أستطيع
كتابة كلمة واحدة دونَ أن أتخيل طريقة نُطقكَ لها ..!
ولا أستطيع تذكُر لحظة واحدة تافِهة عشتها دون
ندم لأننا لم نعشها معًا ..!
سواءً كانت أكثر اللحظات خصوصيّة،
أو كانت لحظة لغروب الشمس،
أو لحظة يلتوي فيها الطريق.
هل تفهم ما أقصد ..؟
أعلم أنني لا أستطيع إخبارك بكُل ما أُريده في كلمات،
وعندما أُحاول فعل ذلك على الهاتف،
تخرج الكلمات بِشكل خاطئ تمامًا،
وعلى من يتحدث معك يجب أن يكون بارعًا في حديثه.
وأهم من كُل هذا،
أردتُ لك أن تكون سعيدًا.
وبدا لي أن بإستطاعتي منحِك هذه السعادة.
سعادة مُشرقة، بسيطة، وليست سعادة كُليّة، أبديّة.
إنني على إستعداد لإعطائِك كُل دِمائي.
إن اضطررتُ لذلك.
يبدو حديثي سطحيًا.
ولكن هذا ما أشعرُ به.
كنت أستطيع بحُبي أن أشعل عشرة قرون،
بالأغاني والشجاعة.
عشرة قرون كاملة.
مجنّحة وعظيمة.
مليئة بالفُرسان الذين يصعدون التِلال المُلتهبة.
وأساطير عن العمالقة.
وطروادة.
وأشرعة بُرتقاليّة.
وقراصِنة.
وشُعراء.
وهذا ليسَ وصفًا أدبيًا،
لأنكَ إن عُدتَ لقراءته مرةً أُخرى،
ستكتشف أن الفُرسان يُعانون من زيادة في الوزن.
أُحبك.
أُريدك.
أحتاجُك بِشكل لا يُطاق.
عيناكَ اللتان تشرُقان عندما تسند رأسك للخلف.
وتحكي قصة مُضحكة.
عيناكَ، صوتك، إبتسامتك، كتفك.
خفيفان، مُشرقان.
لقد دخلتَ حياتي،
ليسَ كما يدخُل الزائِر.
بل كما يدخُل الملوك إلى أوطانهم.
وجميع الأنهار تنتظر انعكاسك.
كُل الطرق تنتظر خطواتك.
أُحبك كثيرًا.
أُحبك بطريقة سيئة.
لا تغضب يا سعادتي.
أُحبك بطريقة جيدة.
أُحب أسنانك.
أُحبك يا شمسي.
أُحب عينيّك المُغمضتين.
أُحب أفكارك.
أُحب نطقك لحروف العلّة.
أُحب روحك بأكملها،
من رأسك حتى قدميك.

أعيشك
03-15-20, 04:26 PM
أنا مريضةٌ بالوجود،
آنست سقمي هذا،
في اللحظة التي أدركتُ فيها
بأني موجودة فعلاً.
كان الأمر مُريعًا.
أن تُعاين العالم من حولك،
وتسأل نفسك :
ما الذي يحدُث هُنا ..؟
ما كُل هذه الفوضى ..؟
ما أنتابني ساعتها ليس كآبة، أو صدمة،
بل لحظة وعي فائِقة.
إدراكًا تامًا لوجود المرء البائِس.
عندما يفّطنُ بأن الوجود بِحد ذاته،
جرحٌ مُستعصِ،
وبِأن هذا العالم ليسَ مكانًا آمنًا.
وأجدني الآن تائهة.
أتوقُ لذلك الوطن الذي جئت منه.
ولكنّ المكان قصيّ، والطريق عُضال.
في الحقيقة،
يصعبُ عليّ فهم الفلاسِفة.
واستعسارهم المبذول لإثبات وجودنا.
ما الجدوى من تأكيد هذا المرض،
في حين أننا نشعُر بوجعه يفتك بنا
على الدوام، بِلا هوادة ..؟
إن مُمارسة الوجود وأنا جالسة،
لأصعب من مُمارسة رياضة القفز على الحواجز.
إنني أقفزُ كُل يوم،
كُل ساعة، كُل لحظة،
ولا أرض ثابتة هُناك لأقف عليها.
أنا لا أتنفس،
بل ألهثُ من التعب.
أنا لا أصحو،
إلا لأن النوم قد ملني.
تتملكني في الأعماق شهوة الإنسلاخ من كوني شيئًا.
أُريد أن أنسى رُعب كوني إنسانًا.
يُبجَّل المعنى والهدف والسعادة.
يقتضي على أن أتملص من كُل هذه الأشياء،
التي تُدعى أشياء.
أبحثُ عن منفذ،
ألتفت،
أتأمل العالم من حولي،
أمعِن النظر،
وأبصر من حولي فضاءً جاثمًا، شاحبًا.
ولا مخرج هُناك.
تكمنُ المعضلة في أنني لا أستطيع أن أُقدم على الإنتحار.
فقد أقترفتُ العيش،
ووقعتُ في مأزق التشبُّث بالأشياء.
لقد فات الأوان على الرحيل،
ولم أعُد ساذِجة بما يكفي لأن أحلم،
أحبّ، أو أطمح مرة أُخرى.
فقد كان لي عار المحاولة مُسبقًا.
وانتهى الأمر.

أعيشك
03-16-20, 05:40 AM
16 - Mar
6:40
عندما أفشل في النسيان السنة الأولى،
‏والثانية والثالثة والرابعة والخامسة.
سأستسلم.
لن أُفكّر بالنسيان.
سأُفكّر كيف يمكنني مُقاومة بقية
الأيام دون اقتلاع الأشواك من صدري،
لن أقترب من الآخرين فيؤذوني،
ولن أُحاول طلب المساعدة في اقتلاعها.
الألم الذي أشعُر به سيُرافقني.
وهذه الأشواك لن تزول،
سأشعُر بها تخترق صدري وأنا نائِمة،
وأنا قائِمة، وأنا مُستلقية، وأنا أعمل،
وأنا سعيدة، وأنا حزينة، وأنا ناجحة، وأنا فاشِلة،
بمُجرد ملامستها سأشعر بالأذى،
كل ماعليّ فعله أن أعتاد على العيش برفقتها.
سأنهي نفسي إن كانت السنة السابعة.
التعود صعب،
صعب للغاية،
كيف سأقوم كُل تلك الأشياء ..؟
مهما حاولت،
مهما سأقوم،
يكفي دقيقة واحدة،
لتعيدني لنُقطة الصِفر.

أعيشك
03-16-20, 03:08 PM
https://k.top4top.io/p_1536ny86n4.gif

أعيشك
03-17-20, 07:36 AM
17 - Mar
8:36
انتشر خبرًا في المدينة عن "فيلم"
سيتم عرضه أول مره في السينما،
كان إعلان الفيلم مُشوقًا جدًا،
مِما جعلني مع الكثيرين أحرص على مُشاهدته.
بعد أن نجحت في التسلل إلى القاعة،
لم أجد مقعدًا شاغرًا في الداخل،
بقيتُ واقفة خلفهم أُشاهد "الفيلم" حتى مللت الوقوف.
فجلستُ في إحدى الممرات،
دون أن يُلاحظني أحد.
كان الجميع مُستمتعًا بالمُشاهدة عداي،
آلمني ظهري من الجلوس على الأرض الصلبة،
وشعرتُ بالغيض من سماع أنّات بالقُرب مني،
لم تتوقف كُلما عرضت لقطة تحمل قُبلة في الفيلم.
في تلك اللحظة قامت إحداهن من مقعدها،
فقمت على الفور لأجلس مكانها الذي كان بين رجُلين،
استقبلني أحدهم بِحفاوة،
حيثُ أمسك بيدي وهو يقول : "عُدتي بسرعة".
لم أفهم شيئًا واكتفيت بهز رأسي دونَ أن أجب.
بدأت إثارة الفيلم من تلك الدقائِق،
لكنها لم تتضح ملامح البطلة بعد،
بحيث كان هُناك عدة نساء تتنافسن على رجلٌ واحد.
والجميع يترقّب من تحظى به،
وهذا ماجعل الجميع يحدّقون بشغف.
أما أنا فكنت في عالمٍ آخر،
لم أستطع أن أجمع بين حماسة الفيلم والهلع
الذي شعرتُ به كُلما أمسك ذلك الرجل بيدي.
حين بدأت بتخمين أحد النساء في الفيلم بطلة
بعد أن كانت في حِوار حميمي مع البطل،
قامت بتقبيله،
لم أتأكد تمامًا من كونها هي،
لأنني لم أرى تلك المشاعر من الطرف الآخر،
لم يُغمض البطل عينيه أثناء القُبلة،
لم يكُن مثل الرجُل الذي بجانبي،
والذي لم يتوانى في إغماض عينيه وتقبيلي
في تلك اللحظة الساخِنة.
تسمّرتُ في مكاني وأنا أُشاهد امرأة
طويلة واقفة أمامنا تُشاهد الحدث.
تذكرتّ وجهها تمامًا،
لقد كانت ذات المرأة التي قامت من
مقعدها قبل أن أجلس أنا.
بدأت وكأنها كانت تحترق وهو مُنهمك في تقبيلي.
قُمت بإبعاده عني وأظنني إن لم أفعل ذلك
لواصل تقبيّلي حتى ينتهي الفيلم.
لكنه شعرَ بالصدمة وتسمّر هو الآخر وهو
يُشاهد تلك المرأة واقفة أمامنا.
عاد بوجهه ينظر إليّ ثُم وضع يده على رأسه،
ليفرُك رأسه.
وقفت أنا قبل أن يتحوّل المكان إلى حلبة.
طلبتُ من المرأة الهدوء لشرح الأمر لها.
لكنها لما تكُن ترى أو تسمع شيئًا تلك اللحظة،
مما جعلتني أصرخ بأعلى صوتي "الله وأكبر"
ليهرع الجميع نحو البوابة تاركين الفيلم خلفهم
قبل أن يعرفوا حتى من منهن فازت به.
نظرت المرأة خلفها لتُشاهد القاعة فارغة،
وحينَ عادت لتلتفت لم تجدني.
تدخلت القوات الأمنية بعد ذلك.
وأُلغي الفيلم.
وذهب الجميع.
ووحدها تلك المرأة الطويلة كانت تعرف من يكون البطل.

أعيشك
03-17-20, 11:47 AM
قال سائِق الحافلة :
الحافلة مليئة بالرُكاب،
لا مكان لكِ،
هيا انصرفي.
صرخ السائق في وجهي،
أخبرته بأني لا أجد مُشكلة،
حتى في الوقوف بمُحاذاة الباب، المُهم أن يقلني.
الوقت قد تأخر.
ولا أستطيع البقاء.
فالمكان شبه مقطوع،
بالكاد تمُر حافلة أو حافلتان في اليوم.
وفي الأماكن المقطوعة يُصبح
الخطر ضربًا من ضروب النجاة.
بعد جُهد جهيد،
وبعد أن دفعت له تذكرة راكبين،
وافق.
أغلق الباب.
وذهب يُشاجر الرُكاب، قائِلاً :
اللعنة عليكم، ألتزموا الهدوء وإلا قتلتكم.
وبين الفينة والأُخرى يُدخن ويشتمهم، قائِلاً :
إلى متى وأنا أحمل في حافظتي قطيع من الماعز،
رائِحتكم مُقززة.
أوقف المُحرك.
ثُم ألتفت نحوهم.
بصق عليهم، قائِلاً :
في المرة المُقبلة سأحضر معي مُبيد حشرات
لمُكافحة رائِحتكم النتنة، يا لكم من بهائِم تسير على الأرض.
وبسرعة جنونية واصل القيادة.
مادت الحافلة بنا يمينًا وشمالًا،
شعرتُ بإنقباض في أمعائي.
كُنت على وشك أن أتقيأ.
الخوف ممزوجًا بفراغ معدتي.
فمنذُ أن نزلت بذلك المكان،
لم أتذوق لُقمة واحدة.
تمالكتُ نفسي.
تنفست الصُعداء.
وابتلعت ما تيسر لي من الجُمل المُسكنة
التي تفاعل معها عقلي الباطني بكُل جديّة.
حركت مُخيلتي قليلًا.
مُستحضرة مكانًا جميلًا.
وموسيقى هادئِة تنشر الطمأنينة بين خلاياي الثائِرة.
أثثتُ عالمًا صحيًا بداخلي.
أستطيع عزلي به وفصلي عن الواقع المُربك حتى تنتهي الرحلة.
نَظر إليّ سائِق الحافلة نظرة مكر.
وبسرعة تداركت الأمر.
أشحت ببصري عنه، كي لا تلتقي أعيننا.
لكنه أفسد علي ما بذلته في ترميم روحي.
حذفني بكُل شيء استطاعت يده أن تُطاله.
بدءًا من العُلب المعدنية، وأوراق لف الساندويشات.
مُغلفات الشوكولاتة الفارغة، مناديل مُتسخة.
وعندما لم أُحرك ساكنًا، ولم أبدِ أي أعتراض
سحب كيس القُمامة المُعلق حول يد ناقل الحركة وحذفني به.
إشتاط غيضًا حتى انتهى به الأمر
إلى حذائه الذي أصاب وجهي.
كان الرب قد بعث فيَّ سكينة هائِلة.
قوة مُضاعفة لم أستخدمها من قبل،
ولم أعرفها حتى في كُل حياتي.
فردة فعلي كانت راسِخة،
كجبل فعل ذلك لأن أمرًا إلهيا أراد ذلك.
وعلى الرُغم من ثباتي، شعرتُ بأنني
أبكي بداخلي واستصرخ النجدة.
ولأنني مؤمنة منذُ زمن بأن المظهر الذي يبدو عليه
الإنسان أمام الآخرين ما هو إلا ستار لما يحدُث بداخله.
كان يبدو علي طيلة حياتي ما أُريد أن أبدو،
وأخفي ما أُريد أن أخفيه.
كانت لديَّ مهارة عالية في التكيُف لذلك،
كان الجميع يضرب بِبلادتي الأمثال.
حرست طيلة الرحلة صفاء مزاجه،
فأي دخيل عليه سيُفقد صوابه.
دعوتُ الله سرًا أن يتنازل هذا اليوم عن هبوب الرياح.
أن يأمُر أشعة الشمس بالتوقف عن ضربه.
أن نُكمل الطريق دون الحاجة إلى محطات.
لكن خزان الوقود خذلني.
توقفنا في مُنتصف الطريق، عند المحطة ليملأه.
وقبل ترجُله، وجه الرُكاب عبارة تحذيرية، قائلًا :
من يخرُج من الحافلة لن يصعد مُجددًا، مفهوم؟.
وحين خرج سحبتُ نفسًا عميقًا.
راقبته من النافذة.
كان قد إبتعد مسافة لا بأس بها.
زادت ضربات قلبي.
وبِخطوات قليلة مُرتجفة،
أصبحتُ مكانه.
أقفلتُ الأبواب.
والعرق يتصبب من جبيني.
ضغطت بقدمي على دواسة الفرامل.
حررت المكبح اليدوي.
ثُم أنطلقت.
لقد كُنت الراكبة الوحيدة التي صعدت الحافلة.

أعيشك
03-17-20, 05:05 PM
https://h.top4top.io/p_15377avtq3.gif


SEO by vBSEO 3.6.1