المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن


الصفحات : 1 [2]

محمد نعناع
12-14-18, 09:33 PM
الكاتب المبدع ,,, والآخ الفاضل محمد نعناع

عنجد بدي هنيك ع هالموهبه الكبيره في سرد الآحداث ونقل الوقائع لآلنا
بهالصوره القويه الحيه والآهم تدوين هالذكريات بهالشكل القصصي المميز ,,,

حتا الآحاسيس المشاعر ,,, الآلم الآسى وصلتن لالنا بكل صدق وآمانه .
سلمت آناملك آخي ع هالآبداع وربي يعطيك كل العافيه والسعاده .

وبدي ضيف تعليقي مستلهمتآ من آحد آبيات شاعرنا الكبير (معروف الرصافي)
... يلي بيوصف هالواقع بآسدق العبارات .

قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته ... واليوم لا وطنٌ عندي ولا سكنُ
ولا أرى في بلادٍ كنت أسكنها... إلا حُثالة ناس قاءها الزمنُ !!

سيدتي :
كم أتمنى أن أكون كما ذكرت
وكم سعدت بهذا الوصف
ولن أذيع سرا إذا قلت :
أنا لاأحمل أي شهادة دراسية
إنما أحمل الصدق والإنسانية
أينما وليت وجهي
"هكذا أدعي"

إحترامي وتقديري
كوني بخير وسعادة

محمد نعناع
12-14-18, 09:43 PM
الحلقة 19

في هذه الاثناء صعد شخص فضولي "ضابط فلسطيني" بلباسه المدني الى العربة وكان مهذبا جدا ، كان قد رأى بأن العشرون سجينا "مطئطئ الرؤوس" فشده الفضول بأن يسأل احد رفاقي الجالسين بأول العربة قائلا له : "رفاع راسك ، شو تهمتك انتا ..؟"
رفع رفيقي رأسه وكان "فلسطينيا" وقال له بإنفعال ، وتحدي :
إنني مجرم ..
فرد عليه الضابط قائلا : وماهي جريمتك ..؟
فأجابه رفيقي :
لقد قتلت وجرحت بعض الاسرائيليين خلال الحرب في لبنان ، وهذه هي جريمتي
فصرخ الضابط قائلا : تكلم ماذا فعلت ..؟
إن ذلك الضابط كان يظن أن رفيقي يستهزء ويسخر منه
فقال رفيقي ، للضابط :
"أنا ع بحكي معك جد"
فأنا حاربت الاسرائيليين في جنوب لبنان ، وقد اسروني سبعة عشر شهرا ، وأطلقوا سراحي ظهر الامس ، عن طريق الصليب الاحمر الدولي ، وقد استلمتني الحكومة السورية بالأمس ، وها أنا ورفاقي العشرة بين يديك ..

صرخ الضابط بصوت قوي ، كأن عقربا قد لسعه ، موجها كلامه للعشرون شخص ، الذين امامه قائلا :
ارفعوا رؤوسكم ..
انتم يجب أن ترفعوا رؤوسكم امام العالم أجمع "مو توطوها" ونحن نزداد شرفا وكرامة بكم وانتم .. وانتم .. وذهب الى ترديد تلك الشعارات البراقة التي تزدان بها شوارعنا العربية .

هذه الكلمات التي سمعناها من ذلك الضابط ، كانت بردا وسلاما على نفوسنا ، وقد أزاحت بعض الغم والكرب ، الذي نحن فيه ، واستعدنا فيها بعض المعنويات النفسية لبعض الوقت .
كان الاستغراب بادياً على وجه ذلك الضابط لهذه المعاملة السيئة ، فودعنا وانصرف الى حال سبيله .

كانت الفرحة عارمة عند سماعنا كلام ذلك الضابط ، فأشرقت وجوهنا وتفائلنا بالخير ، ولكن ، نعرف أن اللحظات السعيدة هي قصيرة وقليلة .

ذهب الخير وجاء الشر
ذهبت الملائكة وجاءت الشياطين
ذهب الضابط وجاء السائق

صعد السائق الى وراء مقوده ، ولم يكد يرانا رافعي الرؤوس ، حتى صرخ شاتما وهو يقول :
"يااخوات الشرموطة ، ويااخوات القحبة ، انتوا ما بتفهموا ولاك حمير ، مو قلتلكن نزلوا روسكن"
فنفذنا أوامر ذلك السائق بأسرع مما كنا ننفذ أوامر الاسرائيليين .

وهنا ، صعد شخصين يلبسان الثياب المدنية ، كمرافقين للرحلة المجهولة ، التي سوف نقوم بها إلى محطة جديدة من القهر ، ودارت عجلات العربة "ميكروباص" وبدأت بالتحرك الى ام المحطات .

يتبع ..

مرجانة
12-15-18, 03:34 AM
كان يوماً طويلاً شاقاً ، يحمل الكثير من الخيبة
تبددت به الكثيرَ من الأمنيات و الآمال

أنا على يقين أن هذه الساعات ، جعلتكَ تتمنى لو أنكَ لم تعد إلى أرضِ الوطن ..
كان كل شيءٍ صادماً .. محبطاً و مهشماً للسعادة ..

و هنا عرفنا ، ما معنى أن تكونَ غريباً في وطنك ..

هيَ تبقى فترة مؤقته ربما ما بعدها يمحو كل الألم
كمعانقةِ الأم
و العودة للديار
و النوم قرير العينِ على فراشك

اللحظات الاولى المحبطة لم تكن كما تتمنى
لكن لعل و عسى أن تكون التالية تروي ظمأ شعوركَ للسعادة


أخي محمد ..
إني متابعة و قد أحببتُ ذكركَ كل التفاصيل
و مشاركتنا مشاعركَ بصدق
و أرجو أن تكونَ الجراح قد برُأت ..

دمتَ بسعادة ..

الصولجان
12-15-18, 04:12 AM
...


لصمت احياناً نظره تقول :
الغد كان أجمل أكمل رغم ان عيني لم تغفى
منذُ قراتي لمذكراتك ..

وربما اشعر بالعجز في الرد ...! وما عساني أن اقول
حسبنا الله وكفى!


...

أُكمل ..اعوذ بالله من قهر الرجال !

محمد نعناع
12-16-18, 02:01 AM
كان يوماً طويلاً شاقاً ، يحمل الكثير من الخيبة
تبددت به الكثيرَ من الأمنيات و الآمال

أنا على يقين أن هذه الساعات ، جعلتكَ تتمنى لو أنكَ لم تعد إلى أرضِ الوطن ..
كان كل شيءٍ صادماً .. محبطاً و مهشماً للسعادة ..

و هنا عرفنا ، ما معنى أن تكونَ غريباً في وطنك ..

هيَ تبقى فترة مؤقته ربما ما بعدها يمحو كل الألم
كمعانقةِ الأم
و العودة للديار
و النوم قرير العينِ على فراشك

اللحظات الاولى المحبطة لم تكن كما تتمنى
لكن لعل و عسى أن تكون التالية تروي ظمأ شعوركَ للسعادة


أخي محمد ..
إني متابعة و قد أحببتُ ذكركَ كل التفاصيل
و مشاركتنا مشاعركَ بصدق
و أرجو أن تكونَ الجراح قد برُأت ..

دمتَ بسعادة ..


ينبوع الحزن
لم يجف ولم ينضب
بل فاض على العباد
بشكل أصعب

كل قصة لها
ألف غصة
ومر الكاسات
مازلنا نشرب

مرجانة :
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-16-18, 02:23 AM
...


لصمت احياناً نظره تقول :
الغد كان أجمل أكمل رغم ان عيني لم تغفى
منذُ قراتي لمذكراتك ..

وربما اشعر بالعجز في الرد ...! وما عساني أن اقول
حسبنا الله وكفى!


...

أُكمل ..اعوذ بالله من قهر الرجال !



حينما كنا هناك
عشنا كما الأبطال

حينما أتينا هنا
عشنا قهر الرجال

ويبقى السؤال
شاغل البال :
لما هذه الأفعال ..!؟


الصولجان :
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-16-18, 02:43 AM
الحلقة 20


فرع فلسطين :
كانت العربة ( الميكروباص ) تسير في شوارع عاصمتنا الغالية على قلوبنا ، ونحن ممنوعا علينا أن نرفع رؤوسنا عاليا ..

فياللسخرية الموقف ، نحن في دمشق مطئطئي الرؤوس
نحن في مدينة يقال عنها "عرين العرب"
فبئس تلك التسمية
وبئس تلك الشعارات المرفوعة ، التي في ظلها ، يهان الانسان ، ويجرد من كرامته وانسانيته ..
وآه .. دمشق .

أخيرا ، انتهت الرحلة الى ساحة من ساحات أحد أفرع الامن في دمشق ، ترجل العشرون سجينا من العربة ، وكان بانتظارنا بجانب العربة بعض عناصر الفرع ، يهينون هذا ويدغدغون ذاك ، وبعد الوجبة الغذائية من الركل والاهانات ، جاء أحد عناصر الفرع ، وبيده ورقة ، فيها أسمائنا نحن الاسرى العشرة ، وطلب منا أن نلحق به ، فمشينا وراءه ، حتى دخلنا الى مبنى ، يدل من هيئته على أنه مبنى الكبار من الضباط والمسؤولين .

وصلنا الى الطبقة الاولى من المبنى ، وكان هناك ممرا طويلا وعريضا ، وأبواب متباعدة على الجانبين ، وكانت أرضية الممر نظيفة جدا ، أنظف من ثيابنا ، التي اتسخت بعد دخولنا الى قلب الوطن ، وكان هناك بجانب كل باب "حاوية للمهملات" ..

كان الهدوء مخيما في هذه الطبقة ، وقلما تسمع الاصوات هنا أو هناك ، وقلما ترى شخصا يمر في هذا الممر ..

وصلنا الى أحد هذه الابواب ، بمرافقة أحد العناصر ، الذي طلب منا ، أن ننتظر في الممر ، حتى ينادي على اسم كل اسير بمفرده ..

دخل الاسير الاول والثاني والثالث ، ودخلت أنا الى الغرفة كما دخلها رفاقي ..

كانت الغرفة عبارة عن مستودع للآمانات ، وكان هناك شخصا واحدا في الغرفة ، يسألنا عن الاسم والعنوان ، ويطلب منا أن نفرغ جيوبنا من أي شيئ تحويه من مال وأوراق ، ويضعها في أحد الأكياس الموجودة أمامه ، لقد أخذوا كل شيئ ، حتى أربطة الأحذية ، عندها عرفت من خلال أخذهم لحاجياتنا ، ووضعها في مستودع الأمانات ، بأن اقامتنا عندهم ستطول ، الى أن يشاء الله ..

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا ، ويتبادر الى ذهن كل انسان :
لماذا نسجن ..!؟
ولا جواب يشفي غليلي ، أو يشفي غليل من يتساءل .

يتبع ..

أعد النجوم
12-16-18, 02:55 AM
ياحول الله

لقد انتظرت بشغف ان تقول قد سرحونا وذهبنا الى اهالينا


ولكن ماذا عساني اقول

مستمرين معاك


الى النهاية

تحيه اجلال واكبار لك ايه الاخ المناظل

شَغَف
12-16-18, 12:38 PM
ترددت كثيراً قبل قراءتك ،
إذ أنني بعد رواية "يسمعون حسيسها" كنتُ قد قررت أن لا أقرأ شيئاً يخص السجون وما يجري بداخلها من وحشية وانعدام للانسانية ،
كان لتلك الرواية وَقع مدمي عليَّ ،
خاصة وأنني قرأتها بوقت لم يكن مناسباً على الاطلاق ،
بالوقت الذي كان والدي فيه بقبضةِ المعتقل الذي أُخذَ إليه دون أي تهمة تذكر سوى تلك التي تُشاع على كل من يَرفُض حكم ابن الجبال لدينا .

تعجَّبت كثيراً مما حدث معك ،
إذ أنني تساءلت عن المبرر الذي جعلهم يعيدون اعتقالكم دون أي جريمةٍ تُذكَر ،
حقاً..
سماء أوطاننا مقصلة تهوي على عنق من يُحاول مد ناظريه للنور ،
طأطئ رأسك أو نهوي به أرضاً .

متابعة لك أستاذ محمد ،
ننتظرك .

حنين النوارس
12-16-18, 10:38 PM
من الصدمة ضحكت ياسيدي
بفففففف ماذا اقول وماذا اترك
هذا حال يد تسبح ويد تذبح
لااتمنى ان يكون القادم الاسوأ

محمد نعناع
12-17-18, 02:56 AM
ترددت كثيراً قبل قراءتك ،
إذ أنني بعد رواية "يسمعون حسيسها" كنتُ قد قررت أن لا أقرأ شيئاً يخص السجون وما يجري بداخلها من وحشية وانعدام للانسانية ،
كان لتلك الرواية وَقع مدمي عليَّ ،
خاصة وأنني قرأتها بوقت لم يكن مناسباً على الاطلاق ،
بالوقت الذي كان والدي فيه بقبضةِ المعتقل الذي أُخذَ إليه دون أي تهمة تذكر سوى تلك التي تُشاع على كل من يَرفُض حكم ابن الجبال لدينا .

تعجَّبت كثيراً مما حدث معك ،
إذ أنني تساءلت عن المبرر الذي جعلهم يعيدون اعتقالكم دون أي جريمةٍ تُذكَر ،
حقاً..
سماء أوطاننا مقصلة تهوي على عنق من يُحاول مد ناظريه للنور ،
طأطئ رأسك أو نهوي به أرضاً .

متابعة لك أستاذ محمد ،
ننتظرك .


في بلاد الشرق

نظريا :
هناك مواطن .. وأوطان
وبلابل ..
تغرد فوق الأغصان

عمليا :
البلاد مزارع
وسجن .. وسجان
الناس فيها
عبيد .. وخصيان

من يشعل شمعة
أو يمسح دمعة
يقتل بأمر السلطان


عبق :
كوني بخير وسعادة

محمد نعناع
12-17-18, 03:15 AM
من الصدمة ضحكت ياسيدي
بفففففف ماذا اقول وماذا اترك
هذا حال يد تسبح ويد تذبح
لااتمنى ان يكون القادم الاسوأ


ماأصعب أن نعيش في بلاد
يحكمها قانون القوة
وليس قوة القانون

حنين النوارس
كوني بخير وسعادة
تحياتي لك
*

محمد نعناع
12-17-18, 03:29 AM
ياحول الله

لقد انتظرت بشغف ان تقول قد سرحونا وذهبنا الى اهالينا


ولكن ماذا عساني اقول

مستمرين معاك


الى النهاية

تحيه اجلال واكبار لك ايه الاخ المناظل


كم وددت يا صديقي أن يطلق سراحنا
إلا أن السجان آبى إلا أن يغتال كرامتنا

أعد النجوم :
دم بخير وسعادة
لك تحياتي

محمد نعناع
12-17-18, 04:31 AM
الحلقة 21

إن عملية دخول الاسرى العشرة ، الى غرفة الأمانات ، أخذت وقتا طويلا ، وأما خارج الغرفة ، في ذلك الممر الطويل ، كنا قد تعبنا من طيلة الوقوف ، فجلسنا على بلاط الممر ننتظر قدرنا .

كان يمر في بعض الاحيان ، أحد عناصر الفرع ، ونحن جالسون في الممر ، على الارض ، فيزجرنا ، ويأمرنا بالوقوف ، ويتمتم ببعض الشتائم ، التي باتت معروفة لدينا ، ويذهب في حال سبيله ، فنعود للجلوس مرة اخرى ، وقد تكررت العملية أكثر من مرة ، في هذه المحطة .

في هذا الممر ، حصلت أشياء كثيرة ، تناقض بعضها البعض ، أشياء تضحك الانسان وتبكيه في آن واحد ، انها ساعة التناقضات ، فهناك المشاهد الكوميدية والتراجيدية في نفس الوقت ..
هناك موقف تحس فيه بأنك انسان
وموقف أخر ، تحس فيه بأنك أقل من الحيوان

يأتي عنصر ..
يحفر الارض تحت قدميك ، كي يسقطك فيها ، من خلال الشتائم والزجر ، بكلمات نابيه ،
وبعد ذلك يردم الحفرة ويرفعك الى السماء ، عندما يعرف أنك لست مجرما ، إنما اسير حرب لدى اسرائيل .

كما أسلفت بالذكر أننا عشرة آسرى ، وإن اللباس الذي كنا نلبسه كان موحدا :
وهو عبارة عن بذلات عسكرية إسرائيلية جديدة بنية اللون مطبوع على صدرها بعض الكلمات العبرية ، كنا قد أستلمناها وأرتديناها قبيل خروجنا من المعتقل وبعد أن تحممنا بالماء الساخن ..
ولكن :
من كثرة الجلوس والنوم على الارض في السجون السورية قد أصبحت ملابسنا متسخة ومبقعة ..
فهذه بقعة سوداء تحكي عن سواد قلبهم
وهذه بقعة مختلفة الألوان تحكي عن مآساتنا التي نمر بها ..
وإن الناظر لثيابنا ، لن يعرف لونها الأساسي
وأما الوجه واليدين ، كانت تخطهم علامات سوداء من الاوساخ

هكذا كان منظرنا في ذلك اليوم
لقد كان التاريخ يشهد بؤسنا
ويشهد على بربريتهم
وكان ذلك اليوم ، هو يوم الجمعة
من آواخر شهر كانون الاول
من عام 1983 .

يتبع ..

عطر النَّدَى
12-17-18, 06:37 PM
ذلك السؤال تبادر الى ذهني ايضاا
الا توجد له اجابة في الاجزاء القادمة ؟!
يقال اذا عرف سبب بطل العجب
الا الحكام العرب لا تعرف اسبابهم
لانهم اصل العجب بدون سبب

تحياتي لك اخي محمد

محمد نعناع
12-18-18, 01:38 AM
ذلك السؤال تبادر الى ذهني ايضاا
الا توجد له اجابة في الاجزاء القادمة ؟!
يقال اذا عرف سبب بطل العجب
الا الحكام العرب لا تعرف اسبابهم
لانهم اصل العجب بدون سبب

تحياتي لك اخي محمد

الحلقات القادمة
ربما تجيب على سؤالك
و
ربما يلد سؤالك .. أسئلة أخرى

الندى :
دمت بخير وسعادة
تحياتي لك

محمد نعناع
12-18-18, 02:12 AM
.الحلقة 22


فرع فلسطين

بينما كنا نعيش في هذا الحال من التناقضات ، جاءنا بطل من الأبطال ، و ذكي من الأذكياء ، جاء مخبر المخبرين ، جاء حامي الوطن ومفديه ..

إن كل هذا الوصف لعنصر من عناصر الفرع الذي جاء يعلمنا نحن الاسرى حب الوطن ، وكيفية حماية الوطن ، وكأنه لايعرف بأن حب الوطن وحمايته ، ليست بالأقوال ، انما بالأفعال .

جاء ذلك المغوار ، مثله ، مثل غيره من رفاقه ، لكنه :
كان فضوليا أكثر منهم ، فشتمنا كسابقيه وهو يمر مسرعا ، إلا أن نظراته الثاقبة الى لباسنا الموحد جعله يتوقف ، ويسأل عن جريمتنا الكبرى التي اقترفناها ..
فهل نقول له ، أم لا ..؟
لقد مللنا هذا السؤال ، ومللنا من الجواب فهناك العشرات من الذين سألوننا ، وبعد أن يعرفوا حقيقتنا ..
يسألوننا عن المعتقل :
كيف كان اليهود يعاملوكم ..؟
هل معاملتهم قاسية ..؟
هل عذبوكم .. ؟
هل ضربوكم ..؟
ويقول آخر :
( احكولي اش جرى معكم في معتقل انصار ) ..؟

نعم ، لقد مللنا من تلك الاسئلة والاجوبة ،
ولكن مالعمل ..؟
فنحن مضطرون لأن نقول لهم بأننا كنا اسرى كي لانهان ، فلقد أصبحت كلمة ( اسير حرب ) سلاحا ندافع به عن أنفسنا .

إن بطل الابطال ، وذكي الاذكياء ، عنصر الامن الفضولي هذا ، مازال ينتظر الجواب ، وهو يشير ويستغرب لوجود عشرة أشخاص أمامه بلباس موحد ..
فقلت له : بأننا لسنا مجرمون بنظر أنفسنا على الاقل
قال : ماهي التهمة ..؟
قلت : لايوجد أي تهمة
قال : لماذا أنتم موجودون هنا ..؟
قلت : لاأعرف
قال : افصح عن مكنون صدرك ، ودعك من التحدث بالالغاز
"فأنا رجل أمن"
وأضاف :
على كل حال ، لايوجد شخص يأتي الى هنا دون أي تهمه
قلت له : اذا قلت لك ماذا جنينا ، فهل تفسر وتشرح لنا سبب وجودنا لديكم ..؟
قال : نعم
قلت له : اننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، وألتزمت الصمت برهة وأنا أنظر إلى الدهشة التي أرتسمت على وجه ..
وتابعت قائلا :
وبالأمس اسرائيل قد أطلقت سراحنا ، وقصصت عليه مقتطفات من حكايتنا وبعد ذلك قلت له :
اعطني سببا واحدا اقتنع به لسبب وجودنا لديكم ..؟
قال :
لاأعرف .


يتبع ..

شطرنج
12-18-18, 06:53 AM
لا غرابة يا رفيق
في ما حصل
فعندما يتم تصوير فلم
قراصنة كاربي
ويجسد الممثل جون ديب
دور جاك سبارو
الذي تم تزيف اسمه من جاك وارد
الى جاك سبارو
واصل الشخصيه مسلمة وتم تصويره
انه دموي وسفاح ويقدح بنبيذ الاسباني
في بدايه سقوط الاندلس
مع ان شخصيته الحقيقه غير الذي ماجت به هوليود
وحقيقته
انه صد حملات التنصير بعد سقوط الاندلس
وشارك في الحرب ضد المستعمرين
فلا غرابه يا رفيق
عندما يحكم الوطن العربي
قانون ساكسونيا
الذي ينص اقامه العقوبه على ما دون
الطبقة الحاكمة
والكارثة الأكبر إن كل المجتمعات العربية
والإسلامية بلا استثناء الى الآن يطبقون
هذا القانون المنقرض منذ العصور الوسطى
الذي تغير هو الإسم فقط أعطوه صبغة اخرى
عقوبات بالالوان
فلا غرابة
من ينتحل عرش الحكم لسرقة ولنهب
ولتجاره المخدرات لتهريب الاثار ولقمع الانسانيه
ويأتي بكل وداعه عنزة هايدي
ليستشرف امام (الاعلام)
والكاميرات الرقمية تصور بكل عذرية
خلاعه عاهه بشريه
وكيف يصفط الكلام ويتعثر بمعانيها
وكأنه حرر المجرة
لا غرابة يا رفيق
اذا كانت على الشتم فأن جريرته لن يتحملها
في يوم الحساب سيحمل اثقال الارض والسماء
فلا غرابة يا رفيق
سيدنا عمر ابن الخطاب
كان يخشى الله
في سؤاله
اذا تعثرت بغله
لما لم تعبد لها الطريق يا عمر
وهو العادل المهيب لا يخاف جبروت كسرى ولا الروم ولا طغاه التاريخ
فلا غرابة
فكل على عرش الحكم في الوطن العربي اتى اليه ظالما
وكل التاريخ من 100 سنة مزيف حد السخرية

متابع لك

ورده بريـــــه
12-18-18, 11:11 AM
اعتذر ان جئت متأخرة على مذكراتك الزخمة بالاحداث

ولكن ليطمئن صدرك فقد قراتها بحذافيرها

لا ادري هل اقول ليتك بقيت هنا ام ليتك وافقت على السفر لبلد اخر

ربما كنت يافعا ولا تعلم خبايا السياسة

او ما ينتظرك خلف مسمى حدود الوطن

اعلم بقلب مكسور انك تقارن بين وطنك واليهود بقلب يملؤه الحسرة على واقع تأبى ان تصدقه

ولكنه للاسف حقيقي

ساتابعك حتى النهاية ان شاء الله ""واتمنى ان تكون هناك نهاية فعلا ""

دمت بسلام

الصولجان
12-18-18, 12:56 PM
.


.

.

مازالت الأمنية معلقة بين ابهامي وفكري اود احدهم
منصفًا لما يحدث ..؟!

أكمل ارجوكَ .. ؟! حب الفضول ليس بي
وإنما القصة اشبهُ بفلم عالي الدقة بهوليود من يد مخرج
يهودي فاسق !

كُن يا الله رحيم بكل المعتقلين العرب في اَي مكان كانوا
وحسبنا الله ونعم الوكيل وكفى! ..

محمد نعناع
12-18-18, 11:55 PM
لا غرابة يا رفيق
في ما حصل
فعندما يتم تصوير فلم
قراصنة كاربي
ويجسد الممثل جون ديب
دور جاك سبارو
الذي تم تزيف اسمه من جاك وارد
الى جاك سبارو
واصل الشخصيه مسلمة وتم تصويره
انه دموي وسفاح ويقدح بنبيذ الاسباني
في بدايه سقوط الاندلس
مع ان شخصيته الحقيقه غير الذي ماجت به هوليود
وحقيقته
انه صد حملات التنصير بعد سقوط الاندلس
وشارك في الحرب ضد المستعمرين
فلا غرابه يا رفيق
عندما يحكم الوطن العربي
قانون ساكسونيا
الذي ينص اقامه العقوبه على ما دون
الطبقة الحاكمة
والكارثة الأكبر إن كل المجتمعات العربية
والإسلامية بلا استثناء الى الآن يطبقون
هذا القانون المنقرض منذ العصور الوسطى
الذي تغير هو الإسم فقط أعطوه صبغة اخرى
عقوبات بالالوان
فلا غرابة
من ينتحل عرش الحكم لسرقة ولنهب
ولتجاره المخدرات لتهريب الاثار ولقمع الانسانيه
ويأتي بكل وداعه عنزة هايدي
ليستشرف امام (الاعلام)
والكاميرات الرقمية تصور بكل عذرية
خلاعه عاهه بشريه
وكيف يصفط الكلام ويتعثر بمعانيها
وكأنه حرر المجرة
لا غرابة يا رفيق
اذا كانت على الشتم فأن جريرته لن يتحملها
في يوم الحساب سيحمل اثقال الارض والسماء
فلا غرابة يا رفيق
سيدنا عمر ابن الخطاب
كان يخشى الله
في سؤاله
اذا تعثرت بغله
لما لم تعبد لها الطريق يا عمر
وهو العادل المهيب لا يخاف جبروت كسرى ولا الروم ولا طغاه التاريخ
فلا غرابة
فكل على عرش الحكم في الوطن العربي اتى اليه ظالما
وكل التاريخ من 100 سنة مزيف حد السخرية

متابع لك

نعم ..
لا غرابة يا رفيق
ولا عجب
إن سلبت فلسطين
وضاع العرب
أو ذبحت سورية وليبيا
بسيف من هو أقرب
أو عراق ويمن
يشكو من ضياع النسب
فنحن ، لازلنا :
نشحذ أسلحة الخطب
بالرقص وأغاني الطرب

لا غرابة .. يا رفيق
إن ضاق بنا .. الطريق
واتسع .. نطاق الحريق
وزاد صوت الضفادع .. بالنقيق
فهذا عصر .. الفاسد والزنديق


شطرنج :
لا غرابة يا رفيق
إن زيف التارخ
ولا عجب
لك باقات محبة وود

محمد نعناع
12-19-18, 01:19 AM
اعتذر ان جئت متأخرة على مذكراتك الزخمة بالاحداث

ولكن ليطمئن صدرك فقد قراتها بحذافيرها

لا ادري هل اقول ليتك بقيت هنا ام ليتك وافقت على السفر لبلد اخر

ربما كنت يافعا ولا تعلم خبايا السياسة

او ما ينتظرك خلف مسمى حدود الوطن

اعلم بقلب مكسور انك تقارن بين وطنك واليهود بقلب يملؤه الحسرة على واقع تأبى ان تصدقه

ولكنه للاسف حقيقي

ساتابعك حتى النهاية ان شاء الله ""واتمنى ان تكون هناك نهاية فعلا ""

دمت بسلام


مازلت أعلك ألم المقارنة
وأجتر ثواني الصبر
منتظرا إشراقة فجر الحرية
والإنعتاق من الرق

وأما الحقيقة ..
قد ترسخت منذ سنين الإعتقال


وردة برية :
جسدي .. في سوريا
و
روحي .. في فلسطين

لك باقات فل وياسمين
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-19-18, 01:41 AM
.


.

.

مازالت الأمنية معلقة بين ابهامي وفكري اود احدهم
منصفًا لما يحدث ..؟!

أكمل ارجوكَ .. ؟! حب الفضول ليس بي
وإنما القصة اشبهُ بفلم عالي الدقة بهوليود من يد مخرج
يهودي فاسق !

كُن يا الله رحيم بكل المعتقلين العرب في اَي مكان كانوا
وحسبنا الله ونعم الوكيل وكفى! ..


أظن ، أن :
عمر بن الخطاب قد مات منذ زمن بعيد
و
متمنيا لك تحقيق كل أمانيك وأحلامك
و
ربما إدراجك قد أصاب كبد الحقيقة ، أن :
المخرج ، يهودي فاسق
إنما :
الممثلون ، عرب
و
اللهم آمين

الصولجان :
لك باقات ورد
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-19-18, 02:09 AM
.
الحلقة 23

هنا ، كان قد سمح لنا "اخينا بالله" بالجلوس على الارض حين رأى أن التعب باديا على وجوهنا ، وجلس هو القرفصاء بجانبي ، وفششت غلي بلفافة التبغ ، التي اشعلتها بعود الثقاب "المصنع اسرائيليا"
فانتبه ذكي الاذكياء للتبغ الذي ادخنه ، فقال :
مانوع التبغ الذي تدخنه ..؟
قلت : إنه "سيلون" من صنع "اسرائيل"
قال : آرني اياه ، فأخذ العلبة وأنشغل بتفحصها
وبعد تمعن دقيق في علبة التبغ ، قال :
هل يملك الجميع مثل هذا التبغ ..؟
قلت : نعم ، فاليهود عندما اطلقوا سراحنا صباح الأمس ، أعطوا كل اسير اربعة علب من التبغ "هديه" منهم ، وأنا لم يتبقى معي سوى هذه "النصف علبة" ، فمنذ صباح الامس ، الى ظهر هذا اليوم ، كنت قد دخنت ثلاثة علب ونصف ، فقال موجها كلامه لجميع الاسرى :
"كل واحد عندو دخان يطالعوا"
فجمع علب التبغ وخطى الى حاوية المهملات ، وبدأ "يدهس ويعفس" علب التبغ ويرميهم في الحاوية ، ونحن ننظر اليه باستغراب ، متسائلين : لما يفعل ذلك ..؟ فعاد الينا وقال :
"بتعرفوا ليش كسرت الدخان ..؟"
ونظرنا الى بعضنا البعض ، فأضاف قائلا : "شغلة طبيعية هلأ بدنا نترككم تروحوا على بيوتكن ، وعلب الدخان اللي معكن بدا تفضا ، وقشرة الدخان بدكم ترموها في الشارع ، ولما بيعدي واحد من رجال الامن ويشوف هالقشرة الغريبة ، بدو يشيلها ويقراها ، حينها ، بيعرف انوا هالقشرة اسرائيلية"
عندها سينشغل جميع أفرع الامن بهذه القشرة ، كي يعرفوا من أين أتت هذه القشرة ، وانهم سوف يقولون بأن هناك في هذه المنطقة جاسوسا اسرائيليا ، وأنا باعتباري رجل أمن ، وحريص على أمن بلادي ، قمت بهذا الواجب ، لكي لا تشغلنا هذه القشرة ، واضاف قائلا : على كل حال ان التبغ الاسرائيلي ليس صحيا ، وسوف نجلب لكم الدخان الوطني .

يتبع ..

ورده بريـــــه
12-20-18, 09:33 AM
هههههههههههههههههههه اي ما شاء الله عليه

اتمنى تكون امه جابته وكسرت القالب وراه عشان ما نشوف تكاثر هالنمر

شر البلية ما يضحك

الله المستعان

محمد نعناع
12-20-18, 01:09 PM
هههههههههههههههههههه اي ما شاء الله عليه

اتمنى تكون امه جابته وكسرت القالب وراه عشان ما نشوف تكاثر هالنمر

شر البلية ما يضحك

الله المستعان

هههههه
شر البلية ما يضحك

.................
لا تـَلمْنِي!

ضِحْكتي ليْستْ سِوى..

همُّ القـَضِيَّــــــــهْ..

ضِحْكتِي حُزنٌ عَظيمٌ وبَلِيَّــــــهْ

تنويه :
"هذه الأبيات لشاعر غير معروف لدي"


وردية برية :
تصبحين على وطن
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-20-18, 02:06 PM
الحلقة 24

الله .. الله .. ماهذا التقدم السريع في مخابراتنا ، حتى قشرة الدخان باتت تشغلهم ..!

قدحت ذهني قليلا عن هذا البطل الغيور على وطنه من اجل قشرة دخان ..
كيف جاءنا مزمجرا مهددا في بداية الامر ، وهو لايعرف بأننا اسرى ، وهو رجل مخابرات ،
وكيف قال لنا بأنهم سوف يتركوننا نذهب الى بيوتنا ، وهو لايعرف سبب وجودنا عندهم ، وكيف لهذا الجاسوس المفترض أن يعلن عن وجوده بقشرة دخان ..
فما هذا الذكاء الخارق لدى مخابراتنا ، وماأغبى جواسيس العدو ..
إن رجال مخابراتنا مستوردون من كوكبا آخر ، لايوجد مثلهم على وجه الارض ، فهم من الاذكياء ، ويفقهون كل شيئ ، حتى انهم يعرفون سبب وجودنا في الحياة ، ونحن من الاغبياء لانفقه أي شيئ .

لقد أثبت لنا هذا الرجل المخابرتي أنه يحب وطنه كثيرا بفعلته ، وقد أنار لنا طريقنا "المظلم" بقشرة الدخان هذه ..

وبما أني أحب وطني ، أريد أن أبلغ رجال المخابرات ، عن بعض الجواسيس في بلادي ، فيا رجال المخابرات : اقبضوا على اغلبية الموظفين ، فانهم جواسيس ، ويخربون البلاد بفسادهم ورشاويهم ، وينهبون خيراتها ، فلا يوجد فرق بين جاسوسا اسرائيليا جاء ليخرب بلادي ، وبين هذا المرتشي والفاسد الذي يخرب بلادي .

أخيرا.. انتهت وقفتنا في محطة الانتظار بتسليم جميع الأمانات ، وطلب منا أن نلحق أحد عناصر الامن ، ليدلنا على المحطة القادمة .

نزلنا الى ما تحت أحد المباني ، فلم أعرف لأي طبقة من طبقات تحت الارض قد وصلنا ،

"لقد أصبحنا من سكان تحت الارض ، لانعرف الليل من النهار"

ادخلونا الى غرفة فارغة واغلقوا الباب علينا ، فجلسنا على بلاط الغرفة ، ملتصقين بجانب بعضنا البعض ، لكي ندفئ أنفسنا من برد الشتاء ، وبعد ساعة من الزمن تقريبا ، فتح الباب وأطل شخص بيده أوراق وأقلام ، وزعهم على الجميع ، وطلب منا أن نملي هذه الاوراق ، بنشرة معلومات عن سيرتنا الشخصية ، ففعلنا ذلك ، وأمرنا بالخروج من هذه الغرفة الى ممر طويل ، حيث وقفنا أمام عدسة تصوير ، لتكون الصور ذكرى لهم ، يتذكروننا بها ، وبعد ذلك واصلنا المسير ، في ذلك الممر الطويل ، الذي كنا نسمع فيه بعض الصراخ والعويل بسبب التعذيب الذي يمارس ضد السجناء ، الى أن وصلنا الى محطة المحطات

فتح احد العناصر باب احد المهاجع أمامنا ،
وقال لنا : ادخلوا ..
فدخلنا .


يتبع ..

محمد نعناع
12-23-18, 02:55 AM
.
الحلقة 25

مدخل :
خلال الحرب التي كانت قائمة بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في جنوب لبنان ، قامت بعض المنظمات الفدائية بأسر بعض الجنود الاسرائيليين ، ومن بين تلك المنظمات : منظمة فتح الممثلة بياسر عرفات "أبوعمار" ومنظمة القيادة العامة - الجبهة الشعبية الممثلة بأحمد جبريل ، وكان الاسرائيليون يفاوضون منظمة فتح ، لتبادل الاسرى ، وكان يقوم بالوساطة حينها ، المندوب الاميركي فيليب حبيب اللبناني الاصل ، وقد تم الاتفاق بعد الوساطة بين اسرائيل وياسر عرفات ، أن تتم عملية تبادل الاسرى كالتالي:
آ - منظمة فتح - ياسر عرفات : يقوم باطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين أولا
ب- الطرف الاسرائيلي - بيغن : يقوم باطلاق سراح جميع الاسرى الموجودين في معتقل انصار ، وارجاع مركز البحوث الفلسطيني الذي سرقته اسرائيل من لبنان ، وذلك بعد اطلاق سراح الاسرى الاسرئيليين .

قام ياسر عرفات بتسليم الاسرى الاسرائيليين المتفق عليهم للمندوب الاميركي فيليب حبيب ، الذي تكفل بأن يقوم الاسرائيليين باطلاق سراح الاسرى ..
وبعد وصول الاسرى الاسرائيليين الى "اسرائيل" ، لم يتم اطلاق سراح أي اسير من قبل اسرائيل

لقد خدع الاسرائيليين اليهود ، ياسر عرفات ، وكنا قد سمعنا عن عملية الخداع هذه ، من اذاعات العالم ، ونحن داخل السجن الاسرائيلي . وبعد فترة من عملية الخداع هذه ، حاول الاسرائيليين الضغط على منظمة القيادة العامة - الجبهة الشعبية الممثلة بأحمد جبريل للتفاوض معه على مبادلة الاسرى ، باعتبارهم كانوا قد أسروا ابن شقيقته ،فرفض ذلك ، وكان على مايبدوا ، يخاف من عملية خداع جديدة .

لكي يثبت الاسرائيليين حسن نواياهم ، لتبادل الاسرى ، كانوا قد بدؤوا باطلاق سراح بعض الاسرى بين الحين والحين ، وقد أطلقوا مئات الاسرى ، على دفعات متتالية لاثبات حسن النوايا ، ونحن كنا من ضمن هؤلاء الاسرى .

إن معتقل انصار كان فيه أكثر من عشرة آلاف اسير من جنسيات مختلفة ، ولكن الاكثرية من الفلسطينين ، ويأتي اللبنانيين في الدرجة الثانية ، والسوريين في الدرجة الثالثة ، وكان قد وصل عددهم الى مايقرب الف اسير ، وفي الدرجة الرابعة جنسيات عربية وغير عربية وهم الاقلية .

إن عملية اطلاق سراح الاسرى لاثبات حسن النوايا من قبل "اسرائيل" كانت قد خصصت لكل يوم جنسية عربية ، تطلق فيه بعض الاسرى ، وكان اليوم المخصص للسوريين هو يوم "الاربعاء" .

يتبع ..

محمد نعناع
12-23-18, 02:56 AM
الحلقة 26

لقاء الأسرى في فرع فلسطين :

توالت الايام ، وتوالى اطلاق سراح بعض الاسرى ، ففي كل يوم اربعاء ، كانت تتم عملية اطلاق سراح بعض الاسرى السوريين ، على دفعات أعدادها مابين ثلاثة الى عشرة اسرى ، الا ان الدفعة الاولى ، كانت هي الدفعة الاكبر من حيث العدد ، اذ تم اطلاق سراح أكثر من 200 اسير سوري .

عندما جاء الفرج من عند الله ، واطلق سراحي مع رفاقي التسعة ، كان هناك أكثر من ثلاثمائة اسير سوري أفرج عنهم سابقا ، وعلى دفعات متتالية ، وقد ذهبوا الى سورية
و
هنا أعود الى سيرتي ..
فعندما دخلت الى "أم المحطات" كان هناك اناس كثيرون في الداخل ، فاأبحرت النظر في السجناء الموجودين حتى وقع نظري على وجوه أعرفها جيدا ..
صعقتني المفاجأة ..
ياالله .. ماذا أرى ..
رأيت امامي أكثر من عشرون اسيرا ، كانت اسرائيل قد افرجت عنهم قبلنا ..
ياالله ..
لماذا هم في السجن ايضا ..!؟
فسلم الاسرى العشرة على الاسرى الاخرون ، وقبلنا بعضنا البعض .

يتبع ..

شطرنج
12-24-18, 01:02 AM
اللوب الصهويني يختلف عن اليهود
وانت تعلم هذه اللعبه القديمة
اللوب الصهويني (مافيا دموية بكل استقراطيه)
اليهود (يؤمنون بمعتقداتهم التي يتهيئ لهم انها لم
يصيبها التنظير والتعديل والتشذيب وصقلها بأمتزاج
لاهوتيات مختلفه لتصدر كتلوج يناسب فكر القرن الواحد والعشرين)
اهنئ المواطن المخابراتي على كمية الرومانسية في غيرته
على الوطن ولكن
لا يعلم أن المشهد المسرحي لا يصفق له
الممعنين في تفاصيل جسد العالم
واقول كمله حق سوريا استطاعت ان تتملص من
سيطرة اللوب الصهويني بطريقه عدم المساس بكيانها
ولكن بمقابل لازالت الدول العظمى
تحاول السيطرة عليها بطريقه صديق صديقي عدوي
وعدو صديقي صديقي الذي يسكن في آخر في الحارة
الأخرى وبينهما تحيه فقط
وهذه تجعل سوريا تتنفس الصعداء
والنفس الطويل لأهداف بعيده
وبمناسبه
سيطرت مافيا صهيون على الوطن العربي
منذ الازل حين يدسو السم القاتل في العسل الضاحك
ومن اراد ان يعرف احد طرق اللعبة
لينظر الى كميات المنتجات الغذائيه في الوطن العربي
التي ترمز بأنها صنعت في امريكا ودول التحالف لها
سنجد حقيقه ان المواد الغذائية
تصدر لنا بطريقة مميزه من كميه الاهتمام بنا
ويمارسون معنا اللعبه النفسيه
والموت البطيئ الممتع ....ولازلنا نضحك

راقي في السرد
وانا اقرأ
متابع لك

محمد نعناع
12-31-18, 06:53 AM
اللوب الصهويني يختلف عن اليهود
وانت تعلم هذه اللعبه القديمة
اللوب الصهويني (مافيا دموية بكل استقراطيه)
اليهود (يؤمنون بمعتقداتهم التي يتهيئ لهم انها لم
يصيبها التنظير والتعديل والتشذيب وصقلها بأمتزاج
لاهوتيات مختلفه لتصدر كتلوج يناسب فكر القرن الواحد والعشرين)
اهنئ المواطن المخابراتي على كمية الرومانسية في غيرته
على الوطن ولكن
لا يعلم أن المشهد المسرحي لا يصفق له
الممعنين في تفاصيل جسد العالم
واقول كمله حق سوريا استطاعت ان تتملص من
سيطرة اللوب الصهويني بطريقه عدم المساس بكيانها
ولكن بمقابل لازالت الدول العظمى
تحاول السيطرة عليها بطريقه صديق صديقي عدوي
وعدو صديقي صديقي الذي يسكن في آخر في الحارة
الأخرى وبينهما تحيه فقط
وهذه تجعل سوريا تتنفس الصعداء
والنفس الطويل لأهداف بعيده
وبمناسبه
سيطرت مافيا صهيون على الوطن العربي
منذ الازل حين يدسو السم القاتل في العسل الضاحك
ومن اراد ان يعرف احد طرق اللعبة
لينظر الى كميات المنتجات الغذائيه في الوطن العربي
التي ترمز بأنها صنعت في امريكا ودول التحالف لها
سنجد حقيقه ان المواد الغذائية
تصدر لنا بطريقة مميزه من كميه الاهتمام بنا
ويمارسون معنا اللعبه النفسيه
والموت البطيئ الممتع ....ولازلنا نضحك

راقي في السرد
وانا اقرأ
متابع لك


حينما احتل "بوش الابن" العراق في عام 2003 ، صرح وهو منتشيا بنصره قائلا : لقد حان دور إسقاط الأسد ، فردت اسرائيل على بوش قائلة : لن نسمح لك بإسقاط الأسد .
!!!
"إن البعرة تدل على البعير"

يا صديقي:
إن الفلاح لايدبح بقرته ، إلا بعد أن يعتصر كل حليبها .
وإن كل الأبقار العربية سوف تذبح حينما تتوقف عن إنتاج الحليب .
و
من يبحث عن الحقيقة .. سوف يجدها .


شطرنج :
إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-31-18, 07:06 AM
الحلقة 27

إن مجموع الاسرى قد أصبح الآن ثلاثون اسيرا في هذا المهجع ، ولم يكن الاسرى وحدهم في هذا المهجع ، بل كان هناك أكثر من سبعون سجينا في ذلك اليوم ، وكل سجين له تهمة ما ، وأصبح العدد الكلي للموجودين في هذا المهجع مئة سجين تقريبا وقد كان يتناقص باطلاق سراح بعض السجناء ويتكاثر عند دخول بعض السجناء .

كان أحد الاسرى قد أمضى في هذا المهجع أكثر من خمسة وأربعون يوما حينما دخلت الى المهجع ، وأنا أمضيت في هذا المهجع ثمانية وعشرون يوما وخرجت وهو لم يخرج ، لاأعرف لماذا ..!؟ وهو أيضا لايعرف

لقد تمنيت أن أعود الى الاسر مرة أخرى عند الاسرائيليين وأن أسجن سبعة عشر شهرا ولاأسجن هنا في بلادي في هذا المهجع يوما واحدا ، هكذا قلت للمحقق الذي حقق معي وهناك مقولة تقول ( احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة ) فتعال معي لمقارنة نكيلها في ميزان العدل :
- "إسرائيل" : سجنتني لأنني حاربتها ولم تعذبني قط ، ولم تشتم والدي ووالدتي او أخواتي وسمحت لي ان أتواصل مع اهلي من خلال الرسائل عن طريق الصليب الأحمر الدولي رغم أني عدوها
- "الاخ العربي" : سجنني تحت الارض وعذبني وشتم والدي ووالدتي وأخواتي بأقذر الألفاظ ولم يعلن عن وجودي في سجنه حين تم السؤال عني رغم أنه ابن جلدتي
لماذا ، وألف لماذا ، بل مليون لماذا ..!؟

فبأي عذاب تتألم أكثر ..؟
العدو أم الصديق ..؟


لقد كنت كطير مذبوح من الوريد الى الوريد بيد أبناء جلدتي بدون أي ذنب .

إن الوطن بريء منهم إذ أنهم لايمثلون الوطن رغم أنهم "حكامه" ولن يؤثروا على محبتنا للوطن .

كان هذا المهجع كبيرا نوعاً ما ، وقد وصل عدد السجناء الى مئة وخمسة وثلاثون سجينا حتى أصبحنا نتناوب على النوم ..
وأما ارضية المهجع فكانت مفروشة "بالحرامات" العسكرية ، وكان القمل والبراغيث يسرحا ويمرحا عليها ، بأرتال كنا نراها بأم العين ، وكان عملي الدؤوب والمسلي ، هو تفلية ثيابي طوال اليوم من هذه الحشرات .

يتبع ..

محمد نعناع
12-31-18, 07:15 AM
الحلقة 28

فرع فلسطين
التحقيق الاول
زارنا مدير السجن ثلاثة مرات ، كي يطمئن على راحتنا نحن الاسرى ، وفي كل زيارة كان يسألنا اذا كنا بحاجة لأي شيئ ، أو اذا كان هناك من يعتدي علينا ، فكنا نقول له بأننا نريد أدوية ومبيدات لهذه الحشرات ، ولم تأتي هذه الأدوية الا بعد مضي خمس وعشرون يوما ، كنا خلالها لانرى فيها ضوء الشمس ، وبحجة رش المبيدات في المهجع ، أخرجونا الى الشمس .

فما أجملك ياشمس الحرية ،وماأقبحك يابلادنا العربية .

كان هناك حمام واحد ومرحاض واحد ، لأكثر من مئة سجين ، وبدون أبواب ، واذا أردنا أن ندخل الى الحمام ، فطريقه يمر عبر المرحاض الذي يشغله بعض السجناء ، وكنا نغتسل ونتحمم بالمياه الباردة ، وأما بالنسبة للتدخين فقد كنا نتسول لفافات التبغ من السجناء الذين كانوا يشترون علبة الدخان ( حمراء طويلة ) ب - 25 - ل.س وكان ثمنها حينها - 175 - ق.س ، أما صاحبنا الذي خاف على بلاده من قشرة دخان نرميها على الارض كان قد ذهب ولم يعد ، وأما بالنسبة لمعرفتنا الليل من النهار فقد كنا نعرفه من خلال تقديم وجبات الطعام .

خلال فترة اقامتي في هذا المهجع خرجت مرتين للتحقيق .
في غرفة التحقيق ، في المرة الاولى ، أجلسني المحقق وطلب لي فنجانا من القهوة ، وأضافني لفافة تبغ من نوع "مارلبورو" وقال لي : لن أسئلك أي سؤال ، ولكن أريد منك أن تحكي لي من يوم ولادتك الى الساعة التي دخلت فيها الى سورية ، كان المحقق مهذبا ، ويتحدث معي بهدوء وبوجه بشوش ، وكان اصلع الرأس ، طيب القلب ، وقسمات وجه تدل على أن عمره قد تجاوز الخامسة والاربعون .

يتبع ..

محمد نعناع
12-31-18, 07:22 AM
الحلقة 29

أبتدأت في الحديث عن نفسي ، بأن قلت له : أنا من عائلة متوسطة الدخل ، وتتألف من والدي ووالدتي وتسعة اخوة واخوات ، اربع ذكور ، وخمسة اناث ،وأنا الولد الثاني من اخوتي ، ووصلت بتعليمي الى المرحلة الاعدادية ، واشتغلت في ( النجارة العربية ) الى عام 1982 بعد أن تركت الدراسة في عام 1979 وكنت أحب القراءة والمطالعة كثيرا ، حتى أن أهلي كانوا يطفئون النور في أول الليل خوفا منهم على (عيوني ) لكي لاأقرأ ، ولكني كنت أقرأ على ضوء ( النواسة ) من محبتي بالقراءة ، فتخيل ياسيادة المحقق ، ان رواية البؤساء لفيكتور هيجو قد قرأتها اربع مرات وأنا لم أتجاوز الرابعة عشرة من عمري وكنت أتأثر بها في كل مرة أقرأها ، وكنت أهرب من المدرسة في بعض الاحيان ، لأشاهد أفلاما تعرض في دور السينما ، فرأيت أفلاما خاصة بفلسطين مثل فيلم ( ثلاث عمليات في فلسطين ) وفيلم ( ثورة حتى النصر ) ومؤخرا فيلم ( 21 ساعة في ميونيخ ) ان هذه الافلام وبعض الكتب التاريخية التي تخص فلسطين التي كنت أقرأها ، تأثرت بها كثيرا، لدرجة انني قررت فيها الذهاب الى لبنان كي اتطوع مع الفدائيين ، وخاصة ان طبول الحرب كانت تقرع في اسرائيل ، ووسائل الاعلام كانت تتحدث عن اقتراب موعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان ، فأخبرت أهلي بهذا القرار الذي اتخذته منفردا ، ولكنهم رفضوا أن أذهب الى لبنان وأتركهم ، فلم أبالي برفضهم هذا ، فقد كنت اتخذت قراري ومصمماً على السفر الى لبنان ، وكان عمري في ذلك الوقت ثمانية عشر ربيعا وثلاثة أشهر ، فأنا من مواليد 14 - 1 - 1964 م .
سافرت الى لبنان بتاريخ 4- 4 -1982 وتطوعت مع الفدائية منتظرا الاجتياح الإسرائيلي ، وهنا توقفت عن الحديث ، لأرشف قليلا من القهوة ، وأكملت حديثي للمحقق ، بأن ذكرت له كيف تطوعت مع الفدائية ، وكيف خضت الحرب مع اسرائيل ، وكيف اسرت ، وكيف اطلق سراحي ، الى أن وصلت الى سورية ، ذكرت له جميع التفاصيل الكبيرة والصغيرة ، ولن أسردها هنا .
انتهى فنجان القهوة ، وانتهى الحديث مع المحقق ، فصافحني وشكرني ، وقال لي : اذهب الى المهجع ، فغادرت الغرفة الى مقصورتي الجميلة .

يتبع ..

محمد نعناع
12-31-18, 07:50 AM
الحلقة 30

فرع فلسطين
التحقيق الثاني

جاءت لحظة التحقيق في المرة الثانية بعد عدة ايام ، فعصبوا عيناي ، وساقوني الى محقق آخر في غرفة اخرى ،حين أذكر هذا ، لابد لي أذكر كيف كان الاسرائيليين يعصبون عيناي في كل رحلة تحقيق .
ان تعصيب الاعين للسجناء هي طريقة من بعض الطرق التي يتبعها جميع مخابرات العالم ليرهبون بها مساجينهم ويخوفونهم .
ادخلني عنصر الامن معصب العينين الى غرفة التحقيق ، وتركني في وسط الغرفة وخرج بعد أن أغلق الباب وراءه ، مرت بضع دقائق وأنا أسمع تقليب أوراق دون أن يتكلم هذا المحقق ، أعرف هذا الاسلوب من التجاهل من قبل المحقق ، فقد مر علي هكذا أسلوب خلال فترات التحقيق من قبل الاسرائيليين ، وكنت قد قرأت كثيرا عن أساليب المخابرات ..
وإن هذا الاسلوب أستطيع أن أشبهه بممثل يقف على خشبة المسرح أول مرة في حياته فيرتعش من الخوف وينتابه القلق ، وأما أنا فقد كنت أعتبر نفسي ممثلا قديرا ولدت على خشبة المسرح ، ولذلك لم أكن أشعر بأي خوف ، بالعكس تماما ، فقد كنت أحس بأني أنا المحقق ، وهو المحقق معه ، كنت أشعر بالاهانة فقط ، وأنا معصوب العينين .
بعد ربع ساعة تقريبا من التجاهل وأنا واقف في وسط غرفة التحقيق ، قرع الباب ، ودخل أحد الاشخاص ، وقال : "سيدي هادا ما هوى اللي ع مندور عليه" قال هذا وانصرف .
الله .. الله .. ماذا أسمع ..!؟ أعرف أن هذا الكلام الذي أرادوا أن يسمعونه لي بأنه تمثيليه يمثلونها علي ، وقلت لنفسي لهم "على هامان يافرعون" صحيح أن لي أحد الأقارب في ضيعتي متهم بأنه من حزب "الاخوان المسلمين" واسمه مثل اسمي ولكن اسم والدته ومواليده يختلف عن اسم والدتي ومواليدي ، وكانوا قد القوا القبض عليه في منزله في القرية وأخذوه ولم يعرف أحد مكانه بعد ذلك ، فما معنى تمثيليتهم هذه ..!؟
ألكي يلقون الخوف في نفسي ..!؟
فإذا كان هذا مقصدهم ، فهم ساذجون ، فأنا لا أخافهم أبدا ، لاني قد دفنت الجهل والخوف داخل اسرائيل من خلال المكتبة التي نهلت منها الكتب الكثيرة في أغلبية المجالات ومن خلال المشاركة في الندوات الثقافية والسياسية التي كانت تقام في السجن
وأصبحت أنا هو الخوف من خلال العلم الذي ترسخ في ذهني ، والخوف لايخاف من نفسه .

يتبع ..

حنين النوارس
01-02-19, 04:54 PM
فاتتني الكثيير من الحلقات بسبب انشغالاتي
انشاء الله عما قريب استأنف المتابعه
تحياتي وننتظر باقي الحلقات

ورده بريـــــه
01-02-19, 05:01 PM
لماذا ، وألف لماذا ، بل مليون لماذا ..!؟

فبأي عذاب تتألم أكثر ..؟
العدو أم الصديق ..؟
.............................
دفنت الجهل والخوف داخل اسرائيل من خلال المكتبة التي نهلت منها الكتب الكثيرة في أغلبية المجالات ومن خلال المشاركة في الندوات الثقافية والسياسية التي كانت تقام في السجن
....................

هنا ايضا يسقط الكلام وتتساقط المفردات المصدومة عقليا ونفسيا

قد حضرتني هنا قصة لاحد الصالحين

قد كان يعيش في قرية وفي احد السنين امحلت ولم ينزل المطر , فذهب اهل القرية للرجل الصالح يسألوه ان لماذا لا ينزل علينا المطر ونحن نصلي ونعبد الله ,! فلم لا ينزل المطر ؟

قال الرجل الصالح انتم تستبطؤون المطر ينزل من السماء ! وانا استبطئ الحجارة لانها لم تنزل علينا من السماء بعد .....!!!!!!!!!

الله المستعان وحسبي الله ونعم الوكيل

أعد النجوم
01-04-19, 02:11 AM
متاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااابعين لك اخي

الصولجان
01-04-19, 02:18 AM
...

أكمل حسبنا الله وكفى وصباحك ذكر الله أخي الكريم

عطر النَّدَى
01-04-19, 03:54 AM
ما قراته يدل على خوفهم وليس خوفك
وعلى ضعفهم وليس ضعفك
خوفهم احد اسباب اعادة سجنكم داخل وطنكم
عندما يلتقي الجبن مع الخبث ينتج هذه الكائنات
التي تخاف وتطيع حاكمها اكثر من خالقهاا

في انتظار باقي الاجزاء اخي محمد

محمد نعناع
01-07-19, 03:29 PM
فاتتني الكثيير من الحلقات بسبب انشغالاتي
انشاء الله عما قريب استأنف المتابعه
تحياتي وننتظر باقي الحلقات


أمر عادي
وها أنا
قد فاتني متابعة النشر لأسباب خارجة عن إرادتي ..

إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
01-07-19, 03:31 PM
لماذا ، وألف لماذا ، بل مليون لماذا ..!؟

فبأي عذاب تتألم أكثر ..؟
العدو أم الصديق ..؟
.............................
دفنت الجهل والخوف داخل اسرائيل من خلال المكتبة التي نهلت منها الكتب الكثيرة في أغلبية المجالات ومن خلال المشاركة في الندوات الثقافية والسياسية التي كانت تقام في السجن
....................

هنا ايضا يسقط الكلام وتتساقط المفردات المصدومة عقليا ونفسيا

قد حضرتني هنا قصة لاحد الصالحين

قد كان يعيش في قرية وفي احد السنين امحلت ولم ينزل المطر , فذهب اهل القرية للرجل الصالح يسألوه ان لماذا لا ينزل علينا المطر ونحن نصلي ونعبد الله ,! فلم لا ينزل المطر ؟

قال الرجل الصالح انتم تستبطؤون المطر ينزل من السماء ! وانا استبطئ الحجارة لانها لم تنزل علينا من السماء بعد .....!!!!!!!!!

الله المستعان وحسبي الله ونعم الوكيل


يقال :
ان ظلام الجهل ، يؤدي إلى ولادة الخوف
و
أن نور العلم ، يؤدي إلى موت الخوف


إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
01-07-19, 03:33 PM
متاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااابعين لك اخي

إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
01-07-19, 03:35 PM
...

أكمل حسبنا الله وكفى وصباحك ذكر الله أخي الكريم

سوف أتابع النشر ان شاء الله

إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
01-07-19, 03:37 PM
ما قراته يدل على خوفهم وليس خوفك
وعلى ضعفهم وليس ضعفك
خوفهم احد اسباب اعادة سجنكم داخل وطنكم
عندما يلتقي الجبن مع الخبث ينتج هذه الكائنات
التي تخاف وتطيع حاكمها اكثر من خالقهاا

في انتظار باقي الاجزاء اخي محمد


يقال :
أن الجاهل يخاف العالم
وقد كنت أعتبر نفسي عالما رغم صغر سني
و
قد كنت ، قد كبرت قبل أواني

إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
01-07-19, 03:44 PM
الحلقة 31

ها أنا أشعر بالمحقق يتململ في مقعده ويسألني باقتضاب عن اسمي ، فرددت عليه بنفس اسلوبه المقتضب ، وبدأت الاسئلة من المحقق ، وأنا أجيب على أسئلته ، ولكن :
كان هناك سؤالا واحدا يزعجني كثيرا ، وقد سئلت هذا السؤال مئات المرات ، وان هذا السؤال كانوا يعرفون جوابه ، فلماذا يسئلونني اياه ؟ والسؤال هو :
"هات احكي لنا شو جرى معك في معتقل انصار"
وهنا خطر على بالي أن أرد على هذا السؤال بكلمات فيها بعضاً من الشعر العامي فيما بعد ، فقلت :
لاتسألوني ع اللي جرى بانصار
لك انتو بتعرفوا كل اللي صار
اسرائيل بشبح هتلر تزيت وقامت
على القتل والدبح والدمار
وبتسألوني ع اللي صار
انتو بتعرفوا .. بس بتحرفوا
بتعرفوا مين اللي قتلنا .. وبتخبوه
وبطعموه كل لقمة بلقمة .. لتغذوه
وبتسألوني ع اللي صار
غدار يا زمن غدار
ع بيموت منا كل يوم كبار وصغار
وانتوا قاعدين ع بتفكروا
وبتجمعوا الافكار
وبتقولوا : نحنا , ولسه , وسوف
واستقبلنا الحمار ابن الحمار
وبتسألوني ع اللي صار
غدار يا زمن غدار

ان هذا المحقق كان يصرخ في وجهي مزمجرا في بعض الاحيان حينما لايعجبه جوابي على أحد أسئلته ، وما أكثر الاجوبة التي لم تعجبه وكان يقول لي بعد كل جواب مني : ( حاج تتفلسف ) وأنا أجيبه قائلا : لقد درست الفلسفة وهي صنعتي ، وكنت أقصد بأن معتقل انصار ، هي الجامعة التي تخرجت منها .

قرع المحقق جرسا ، ففتح الباب احدهم ، وقال :
نعم سيدي
فقال المحقق له : خذه الى المهجع و"ربيه" في الطريق ..

الله .. الله ..
إذن ، أنا "قليل تربية"
يعرف هذا المحقق بأنني ( متربي ) ولكنه كان يقصد بأنني غير خائف ولاأخاف من أحد مهما أراد أن يخوفني ، فأنا لا أخاف من قول كلمة الحق , وضد المثل الذي يقول: "اذا كان الكلام من فضة ، فالسكوت من ذهب"

قادني مرافقي في الممر الطويل المؤدي الى المهجع ، وفي الممر رأيت شابا مصلوبا على "سلم" وآثار الاسواط على جسده قد حفرت اخاديد من ينابيع الدم ، وكنت أسمع اصواتا تصرخ هنا وهناك من آثار التعذيب ..
فهل هؤلاء المعذبون مذنبون أم لا ..!؟
وحتى لو كانوا مذنبون ، لماذا التعذيب ..!؟
وأين القانون ..!؟
خطرت على بالي هذه الاسئلة وأنا أدخل الى المهجع .

يتبع ..

محمد نعناع
01-09-19, 01:17 AM
الحلقة 32

ضوء الحرية يشع

في اليوم الثامن والعشرون من اقامتي في هذا المهجع الذي لايرى الشمس ، نودي على بعض اسماء الاسرى واسماء بعض المساجين ، ومن ضمن هذه الاسماء كان اسمي ايضا ، طلب منا أن نذهب كي نستلم الأمانات التي وضعناها قبل دخولنا الى محطة المحطات ، ففعلنا ذلك ونحن متجمعون أمام أحد الابواب ننتظر بفارغ الصبر "اطلاق سراحنا"

نودي على اسمي وعلى اسمين آخريين من أسماء رفاقي الاسرى ونودي أيضا على اسمين من المساجين ، ووضعوا الاصفاد في أيدينا ، كنا خمسة أشخاص ، ثلاثة من الاسرى واثنين من المساجين العسكريين .

ادخلوني الى غرفة فيها محقق ، فابتدرني قائلا : أنت مع ياسر عرفات أم مع أبو موسى ، وكان الاخير ضابط برتبة عقيد ، قد انشق عن منظمة فتح بمساعدة القوات السورية خلال عام 1983 وكنا قد سمعنا بهذه الاخبار ونحن في المعتقل ، وانا لاأعرف من هو "العقيد ابو موسى" ، كرر المحقق نفس السؤال : أنت من أنصار عرفات أم من أنصار أبو موسى ، فقلت له : أنا لاأعرف ياسر عرفات ولاأعرف أبو موسى ، وعندما أنتسبت لمنظمة التحرير الفلسطينية كان هدفي قتال اسرائيل وتحرير فلسطين ، وأنا لايهمني الاشخاص ولا الأسماء ، فقال المحقق : ان جوابك هذا هو "حنكة" منك ، فمن أين تعلمت هذا الكلام ، فقلت له : اذا أردت أن تتعلم فاذهب الى معتقل انصار ، فقال : لماذا لا تتطوع في الجيش العربي السوري ، فقلت له : انكم لا تحاربون ، وأضفت بما معناها "انكم تقولون أكثر مما تفعلون كرعد بدون مطر" ، فنهرني ، فلم أكترث ، فقال : اذا أطلقنا سراحك ، هل ستتطوع مرة اخرى مع الفدائية ، فقلت له : نعم ، فقال : واذا منعناك عن السفر خارج البلاد ، فقلت له : سأهرب من الحدود ، هز رأسه مبتسما ومتعجبا ومعجبا لصراحتي هذه ، وقال : اذهب "الله معك وليحفظك الله ذخرا للوطن"

يتبع ..

أعد النجوم
01-09-19, 02:28 AM
اهلا من جديد اخ محمد

يا اخي كل ماقريت حلقه

اتشوق للاخرى

علقتنا معاك ههههههه

حاولي تروينا وتنزل حلقتين في اليوم على الاقل



شاكر ومقدر

ورده بريـــــه
01-09-19, 09:06 AM
يا الله

مالي خائفة من انفراج اشعة الشمس قليللا

لتنير الظلام بشعاع صغير

اهو الخوف

ام ان الامل لم يعد له مكان؟

سلمت يداك على مشاركتنا مشاعرك ومذكراتك

محمد نعناع
01-09-19, 05:13 PM
اهلا من جديد اخ محمد

يا اخي كل ماقريت حلقه

اتشوق للاخرى

علقتنا معاك ههههههه

حاولي تروينا وتنزل حلقتين في اليوم على الاقل



شاكر ومقدر


اهلا بك عزيزي /أعد النجوم/ :
كم أحلم بيوم ..
أرى فيه نجوم في سماء بلادي
كي أعدها
وقمرا يضيئ قلوب العاشقين
وشمسا تدفئ حياتهم

إحترامي وتقديري
دمت بسلام وحب

لك /أعد النجوم/ :

الحلقة 33

لم أتحرك من مكاني فقد كنت أنظر اليه ونفسي حائرة بأسئلة تبحث عن أجوبة
فقال لي : مابك ..؟
قلت له : أريد أن أسئلك سؤالا ..؟
فقال : اسأل
قلت : لماذا هذا القيد في يدي ..!؟
قال : سنسلمك للشرطة العسكرية
قلت : لماذا ..!؟
قال : انك متخلف عن استلام دفتر خدمة العلم ، وبنفس الوقت متخلف عن الخدمة العسكرية نفسها
قلت : ماهذه النكتة الساخرة ، هل تمزح معي .. !!؟
قال : "لاوالله"
قلت ساخرا : "الحق معكم والله - لازم الاسرائيلية لما صار وقت تسليم دفتر خدمة العلم لازم كانوا يتركوني اجي استلم الدفتر وأرجع لعندون ، ولازم كمان لما صار وقت خدمتي في الجيش لازم كمان يعطوني اجازة من الاسر مشان اجي اخدم في الجيش واتسرح ، وبعدين ارجع اروح اكمل بقية الاسر - كلامك مذبوط - الحق مو عليكون - الحق ع الاسرائيلية اللي ما تركوني"
فقال المحقق : أنا أتفهم قولك هذا ، ولكني أنفذ الأوامر وهذا هو الروتين ، فكل مواطن متخلف عن الجيش يسلم للشرطة العسكرية وأنا لاأستطيع أن أساعدك بهذا الامر
فقلت له : ان الله هو الذي يساعد الجميع ، وودعته وانصرفت الى رفاقي المنتظرين خارج غرفة التحقيق .

يتبع ..

محمد نعناع
01-09-19, 05:32 PM
يا الله

مالي خائفة من انفراج اشعة الشمس قليللا

لتنير الظلام بشعاع صغير

اهو الخوف

ام ان الامل لم يعد له مكان؟

سلمت يداك على مشاركتنا مشاعرك ومذكراتك


و
كأننا قد أعتدنا الظلام
وحياة العبودية
و
بتنا نكره نور الشمس
وحياة الحرية
و
بدلنا الورود الاصطناعية
بالورود البرية


وردة برية :
إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
01-09-19, 05:38 PM
الحلقة 34

سجن القابون :

لقد كنا نحن المقيدون الثلاثة من الاسرى متخلفون عن خدمة العلم ، وكان هناك اثنان آخران مقيدان ايضا من المساجين الفارين من خدمة العلم سوف يشاروكوننا رحلتنا بالذهاب الى مقر الشرطة العسكرية في القابون ، وكانوا يعرفون بأننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل .

وصلنا نحن المتخلفون عن خدمة العلم الى مقر الشرطة العسكرية في القابون ، وادخلونا الى غرفة المسؤول عن المساجين الذي يتم فيها التوقيع والتسليم ..
وقع المساعد على ورقة كان قد قدمها له أحد عناصر الامن بأنه استلم منه خمسة افراد متخلفون وهاربون من خدمة العلم .

أنفرد بنا مساعد الشرطة العسكرية نحن الخمسة بعد أن ذهب عناصر الامن ، فقال صارخا : "يالله ولاك - انت واياه - اشلحوا تيابكن مشان نفتشكن" ، سمع السجينان الاثنان المرافقان لنا كلام المساعد وبدأوا بقلع ثيابهم ، فقد كانوا يعرفون ما معنى "الشلح والتفتيش" في مقرات الشرطة العسكرية ، فقد كانوا من زواره الدائمين بسبب هروبهم المتكرر من خدمتهم في قطعاتهم العسكرية ، ففي ثوان قليلة كانوا "كطرزانيين" في غابة من غابات افريقيا ، وأما نحن الاسرى الثلاثة لم نحرك ساكنا ، وكنت قد رفعت يدي "لأفك" زر من أزرار القميص الذي ارتديه ، فانزعج المساعد مني ، وقال : "اشو ولاك ما بتعرف اصول العسكرية - يالله شلاح" .

يتبع ..

أعد النجوم
01-10-19, 01:14 AM
حسبنا الله عليهم

من لحمك ودمك وشوف الي سووه فيك


اشكرك على اهدائي الحلقه


ننتظر البقيه

تحية طيبة لك عزيزي

محمد نعناع
01-11-19, 12:55 AM
حسبنا الله عليهم

من لحمك ودمك وشوف الي سووه فيك


اشكرك على اهدائي الحلقه


ننتظر البقيه

تحية طيبة لك عزيزي


يوم بعد يوم ..
تثبت الأيام أن من فعل تلك الأفعال
ليس منا .

إحترامي وتقديري
كن بخير وسعادة

محمد نعناع
01-11-19, 12:58 AM
الحلقة 35

جمدت في مكاني وأردت أن أبكي فخانتني الدموع ، وكنا "نحن الاسرى" قد أخذنا على أنفسنا عهدا بأن لانقول لأحد بأننا اسرى ، مددت يدي ببطئ شديد لاحل الازرار من على قميصي ، عندها قال أحد السجينين موجها كلامه للمساعد : "سيدي هدول ما هن عساكر - هدول اسرى حرب كانوا عند الاسرائيلية" ، اندهش ذلك المساعد عندما سمع هذا الكلام ، كما اندهش غيره كثيرين ، فااعتذر مباشرة على "قلة أدبه" معنا ، وقال : وقال الكثير .. الكثير .. ومن جملة ماقاله : ان مكانكم ليس هنا .. !!!
ان "السلاح" الذي كنا نحمله كان يحمينا
ان سلاحنا كان لايقاوم من قبل الذين يسمعون به ، فكلمة "اسير حرب" عندما تقال في السجون السورية كانت تثير لديهم الشعور بالوطنية بأعلى مستوياتها ، وتثير الشعور بالاعجاب والاستعجاب أيضا ، ففي هذه الكلمة "السلاح" كان المساجين يفتحون لنا خزائن مأكولاتهم وتبغهم وقبلها قلوبهم ويجلسونا الى جانب زعماء مهاجعهم ، وأي شيئ تطلبه في هذه السجون تجده ، حتى أذا أردت أن "تحشش" فاالحشيش موجود .

كان لدي عشرة ليرات لبنانية فقط وبعض الحاجيات الأخرى كنت قد سلمتهم للضابط الإسرائيلي بموجب "وصل امانة" وأسترددتهم حينما أطلق سراحي ..

كنا لا نمتلك الا كرامتنا عندما اطلقت اسرائيل سراحنا ، وعندما دخلنا الى الوطن ، لم يجدوا شيئ يسرقوه .. الا كرامتنا .. !!!

نعم ، إن السجون السورية معدة خصيصا لإهانة الانسان وسرقة كرامته .

لم يعد هناك شيئ نملكه كي نبكي عليه
فلا مال .. ولا كرامة .. ولا "وطن"

هاهم بعض السجناء التعساء أمثالنا يعطفون علينا ويعوضون بعض ما سلب منا من خلال بعض كلمات التعاطف التي تهون على معاناتنا

أمضينا نحن الاسرى الثلاثة ليلة واحدة في مهجع من مهاجع الشرطة العسكرية في القابون ، كنا نضحك في بعض الاحيان على دعابة يرويها لنا احد المساجين ، ونبكي تارة اخرى عندما نتذكر ما نحن فيه .

أصبح الله علينا بالصباح وكان علينا أن نستعد لرحلة ثانية .
جاءت سيارة الشرطة العسكرية الكبيرة ، فصعدنا اليها نحن الاسرى الثلاثة وبعض المساجين الآخرين .
وابتدأت الرحلة الى حمص .

يتبع ..

عطر النَّدَى
01-11-19, 05:21 PM
يخرجونك من نفق ليدخلوك في اخر
مازالوا على حالهم لم يتغير شيء
رغم تغير الزمن بل ازدادو سوءا..!
شكرا لك اخي محمد
في انتظار باقي الاجزاء

محمد نعناع
01-12-19, 07:02 PM
يخرجونك من نفق ليدخلوك في اخر
مازالوا على حالهم لم يتغير شيء
رغم تغير الزمن بل ازدادو سوءا..!
شكرا لك اخي محمد
في انتظار باقي الاجزاء


لم تكن تلك الأنفاق ظاهرة على العلن
بالنسبة للمواطن العربي إلاماندر
إلى أن ظهرت بشكل واضح خلال "الربيع العربي"
الذي أصبح خريفا على الأوطان وبأيدي الحكام .

إحترامي وتقديري
دمت بأمان وسلام

محمد نعناع
01-12-19, 07:05 PM
الحلقة 36

سجن البولوني
وابتدأت الرحلة الى حمص بعربة الشرطة العسكرية ونحن نتحدث فيما بيننا كي نضيع الوقت ، فقال أحد المساجين الفارين من خدمة العلم : "اشبكن ياه - ليش خايفين - اذا سجن اسرائيل ما خفتوا منو" ولكنه لم يكن يعلم بأننا لسنا خائفين ، انما كنا مجروحين ومذبوحين ، اننا كنا نشعر بمرارة ليس من بعدها مرارة .
وصلنا الى مقر الشرطة العسكرية في حمص ، وبالتحديد "سجن البولوني" ، قال لي أحدهم : ان هذا السجن قد بناه الفرنسيين ابان احتلالهم لبلادنا وكانوا يستخدمونه كا "اسطبل " للخيول ، ولم أصدق أو أكذب هذا الخبر الذي سمعته ، وقلت لنفسي متسائلا : هل خرج الفرنسيين المحتلين لبلادنا أم لا ..!؟

هنا أيضا .. في هذا الاسطبل اهينت كرامتنا وسلبت ، هذا اذا كان قد بقي منها شيئ من المحطات السابقة .
هنا .. في هذا الاسطبل ، لم نقل لحراس السجن بأننا اسرى ، وطلبنا من المساجين أن لا يقولوا لأحد أيضا .
هنا .. في هذا الاسطبل ، تعرينا كما تتعرى أوراق الشجر في فصل الخريف ، ففي احدى مقصورات "حصان" من أحصنة الفرنسيين المحتلين السابقين ، المليئة بالمساجين من بني البشر ، كنت أسند رأسي على مخدتي "المخدة هنا هي البوط الاسرائيلي" بدون فراش أو غطاء ، وأتفكر بما حصل ويحصل لي في هذه الحياة ، وكيف سألتقي بأهلي وأنا على هذه الحال من ثياب ممزقة ومتسخة ، "وهنا دخلت حيوانات جديدة الى الاسطبل "عفوا" .. ودخل مساجين جدد وسمعت صوتا" يقول لأحدهم "هون في واحد من ضيعتك - روح لعندو" وصرخ نفس الصوت وقال : "يا حريتاني في واحد من ضيعتك - تعا شوفوا"
كان الكلام موجها" لي ، فأنا من قرية من شمال حلب واسمها "حريتان" وتبعد عشرة كيلومترات عن حلب ، وانا قد ولدت في حلب وأعيش فيها ، ولاأعرف أحدا" في "ضيعتي" الا ماندر ، وكنت أزورها في المناسبات فقط .

وقفت مرحبا "ومضيفا" لأبن الضيعة الذي لاأعرفه ، وبعد أن تعارفنا على بعضنا البعض ، سألته عن جريمته ، فتبسم ، وقال : "قصتي بتضحك وبتبكي بنفس الوقت".

يتبع ..

محمد نعناع
01-12-19, 07:08 PM
الحلقة 37

وأضاف قائلا" : أنا عسكري وأخدم في الجيش العربي السوري برتبة صف ضابط في الخدمة الالزامية ، وكنت قد أخذت اجازة من قطعتي العسكرية التي أخدم فيها وذهبت وأمضيت الاجازة مع أهلي ، وفي مساء اليوم الاخير من الاجازة ودعت أهلي لكي أسافر والتحق بالقطعة العسكرية التي أخدم فيها ، وبعد أن ركبت في الباص وأبتدأت رحلة السفر ، وعند ابواب حلب "التمثال" توقف الباص لوجود دورية من الشرطة العسكرية ، فصعد أحد أفراد الدورية وطلب مني الاجازة ، فأعطيته اياها ، وعندما قرأها ، قال لي : ان اجازتك منتهية وأنت متخلف عن قطعتك العسكرية ، فقلت له : كيف ذلك ؟ ، فقال : ان الوقت الآن هو الثانية بعد منتصف الليل واجازتك تنتهي الساعة الثانية عشرة ليلا ، فقلت له : اني الآن ذاهب الى قطعتي العسكرية ، فلم يرضى بهذا الكلام وأمرني بالنزول من الباص ، فنزلت ، وارجعوني الى حلب ووضعوني في سجن الجميلية التابع للشرطة العسكرية يومين ، وها أنا اليوم في سجن البولوني معك .. !!
قلت له : الى أين سيأخذونك الآن ؟
قال : الى قطعتي العسكرية ، اندهشت من هذا الكلام الذي أسمعه للحظة وعدت وقلت لنفسي : لماذا تندهش ؟ فها أنت تعاني أكثر منه ..
غمزني ابن ضيعتي ، وقال لي : وأنت ماهي جريمتك ؟
فقلت له : جريمتي كبيرة جدا" "ومن كبرها ما ع بحسن اشيلها" وقصصت عليه حكايتي العجيبة التي أعاني منها ، هذه الحكاية التي سوف أرويها للأحفاد عند نومهم واستيقاظهم ، وأرويها للتاريخ ، وعندما سمع ابن ضيعتي هذه الحكاية ، استغرب ذلك وهانت عليه مصيبته أمام مصيبتي ، وكان قد عرف من خلال سردي لقصتي بأني لاأملك في جيبي قرشا" واحدا ، فأخرج محفظته وأعطاني بضع مئات سورية من النقود فشكرته على ذلك وقلت له : سوف أرد لك هذا المال ان شاء الله في يوم ما اذا بقيت حيا ..
وسهرنا باقي الليل نتسامر وندردش ونخفف عن بعضنا البعض هذه الاحداث التي مرت علينا حتى أتانا الله بالصباح ، وبنوره لاح ، فجاؤوا بالافطار "ففطرنا" وحمدنا الله ، وبعد ذلك نودي على اسمائنا نحن الاسرى الثلاثة ونودي أيضا" على بعض اسماء المساجين العسكريين ، فقد كانوا ينوون ترحيلنا الى محطة اخرى .
جاؤوا "بميكروباص" مدني وأخذوا اجرته من جميع المساجين وقد كنا نحن من ضمن المساجين ، فدفعت الاجرة عني وعن رفاقي الاثنين ، وابتدأت الرحلة الى مدينة طفولتي وأحلامي .. الى مدينة حلب .

يتبع ..

ترآنيمـ الفرح
01-12-19, 07:26 PM
متااااااابعة
ربي يكتب لكم اجر العذاب اللي تعرضتوا له
في انتظار ماتبقى ....!!!

ورده بريـــــه
01-14-19, 09:02 AM
ايام وساعات تمر كانها سنين عجاف
لكم ولنا الله
كنت اعتقد ان الافلام كاذبة وغير واقعية, وعندما كبرت تأكدت انها فعلا كاذبة
لان الواقع اصعب ملايين المرات!

محمد نعناع
01-16-19, 06:58 PM
متااااااابعة
ربي يكتب لكم اجر العذاب اللي تعرضتوا له
في انتظار ماتبقى ....!!!


شكرا لمتابعتك
دمت بأمان وسلام

محمد نعناع
01-16-19, 07:00 PM
ايام وساعات تمر كانها سنين عجاف
لكم ولنا الله
كنت اعتقد ان الافلام كاذبة وغير واقعية, وعندما كبرت تأكدت انها فعلا كاذبة
لان الواقع اصعب ملايين المرات!

إنه التزوير والتزييف ..
بكل شيئ

دمت بأمان وسلام

محمد نعناع
01-16-19, 07:02 PM
الحلقة 38

الصنم :
وفي الطريق الى حلب والعربة تنهب الارض نهبا ، عرف المرافقون من الشرطة العسكرية بقصتنا وتعرفوا على بعض مآساتنا من خلال القطع التي كنا صنعناها في المعتقل وهذه القطع كانت ترمز بشكل ما لحياتنا داخل المعتقل ، وكنت قد صنعت "مشطا"من قطعة خشب "من سحارة خضرة" وهذا المشط كان بشكل رجل يجلس متربعا" ويضع يديه على رأسه ورأسه الى الأسفل وكنت قد صنعت أيضا" "مسبحة" من خشب وكانت جيدة الصنع وأراد الشرطي أن "يلطشها" فمنعته عن ذلك وكان هناك أيضا" بعض الاحجار القاسية "من الصوان" قد نحتها باشكال مختلفة تعبر عن المآسي التي كنا نعيشها وكان هناك أيضا" بعض النحاسيات التي حفرت عليها بعض الأسماء والرسومات للذكرى ،
ان كل هذه الاعمال كانت يدوية وكنت قد وضعتها في حقيبة مصنعة يدويا" من بعض مناشف الحمام ، وفيما الشرطيين "يبحبشان" ويتفرجان على هذه القطع التي أعتبرها تاريخية بالنسبة لي ، وجد أحدهم عشرة ليرات لبنانية داخل الحقيبة فأخذها وقال لي : بأنه سوف يأخذها كتذكار مني ..
ياالله .. أين نحن ..؟ وأين هو .. ؟
حتى في هذا الموقف لم ينسى نفسه بأنه "شرطي"
ومتى كان المال يأخذ كتذكار ..!؟

وصلنا الى بوابة حلب الشهباء ، وصلنا الى رمز حلب "الصنم" ، اني لاأحب التماثيل لأني أعتبرها كالاصنام في الجاهلية ، ولكن كانت هناك نشوة عارمة بمجرد رؤيتي لهذا التمثال الذي يرمز لوصولنا الى حلب ، وهاهي الساحة التي نقول عنها "الكرة الارضية" ترحب بزوارها الغائبين .. كأنها تعرفنا ..
ياالله .. لقد وصلنا إلى حلب ..
يالله .. ماأجمل ذلك ..
لقد أصبحنا في قلب حلب ..
فأين قلبك ياأماه ..؟

يتبع ..

محمد نعناع
01-16-19, 07:08 PM
الحلقة 39
انطلق "الميكروباص" الى مقر قيادة الشرطة العسكرية في الجميلية وكانت الساعة تقريبا" في ذلك الوقت الثانية عشرة والنصف ظهرا" ، ودخلنا الى هذا الفرع الذي يشبه القلعة المحصنه ببوابته الكبيرة .

سجن آخر
تم التوقيع والتسليم بين شرطة حمص وشرطة حلب ، ادخلونا الى مهجعا" كبيرا" جدا" يستوعب المئات من السجناء وكان علينا أن ننام في هذا السجن الى ثاني يوم حتى يقوموا بتسليمنا الى شعبة التجنيد العسكري .
في هذا السجن الكبير كان هناك الكثير من السجناء الذين عرفوا بأننا "اسرى" وأما بالنسبة لعناصر السجن فلم يعرفوا بذلك ولم يقم احد باخبارهم
في تلك الليلة كنت انام واستيقظ ..
انام واحلم ..
استيقظ واحلم ..
فأين أنت ياأماه .. لتشاهدي ابنك ..
فهذا الليل كم هو طويل جدا" ياأماه ..
هذا الليل ياأماه .. ذئب جائع سفاح ..
أردت الهروب منه الى النهار ..
وكم عانيت ياأماه ..
فهذا الليل كان من أطول الليالي ..

اخيرا" هربت من ذلك الليل "الوحش" الى النهار ، فقد بدأت الاضواء تتسرب من خلال نوافذ بعض الشبابيك والابواب وجلست أدخن لعل التدخين يقرب المسافات ويقتل الوقت ، ولم تكد تنتهي لفافة التبغ حتى ألقمها بأخرى ، وأزف الوقت اخيرا" ، وطلع النهار .

يتبع ..

محمد نعناع
01-23-19, 03:35 PM
الحلقة 40

كانت الساعة التاسعة صباحا" من يوم 23 - 11 - 1983 .. فتح الباب وسمعت صوتا" يقول: "تفقد - يالله ع التفقد" ، لم أفقه واعرف معنى هذه الكلمات ، ولكن رأيت جميع السجناء يقفون ويصطفون وراء بعضهم البعض ، ونادوا علي لكي أقف ، واصطف معهم ..
ابتدأت الاسماء تتلى من قبل عنصر من الشرطة العسكرية برتبة "مساعد" والسجناء كانت ترد وتقول : نعم , حاضر , موجود ..
لقد كان التفقد الصباحي وتحية العلم وهذه الشعائر تقام كل صباح ، حين أذكر هذا ، أتذكر "العد" الصباحي الاسرائيلي فانهم كانوا يقومون بهذا الامر "بالعد" بشكل يومي في الصباح ، كنت واقفا في الصف وفي يدي لفافة التبغ ، فصرخ المساعد وقال : "كب السيكارة ولاك" ولكني كنت كمن لست موجودا" ، كنت بعيدا" عن هذا المكان السيئ ، وكرر كلامه وانا لست هنا ، فقد كانت روحي تسبح في اللاشيئ ، وصرخ لكي أذهب اليه وانا لست هنا ولست معه ، أيقظني احد رفاقي التعساء من احلامي ومنامي بهزة من يده وهو يقول : المساعد ينادي عليك ، فذهبت اليه ولفافة التبغ مازالت في يدي ولم أكن أفطن لوجودها ولم أكن اعرف لماذا يناديني ذلك المساعد ، فقد كنت كالأبله والمجنون الذي لايعي مايدور حواليه ، وكان المساعد يصرخ ويتهددني ويتوعدني ،وأنا كالمجذوب ، فقال لي : "مابتعرف اصول العسكرية ولاك , ليش ما ع بترد , كبه من ايدك" ، وانا لا أفقه شيئ من كلامه ، فلماذا يتهددني .. ماذا فعلت ..!؟ وما معنى كلامه ب "كبها من ايدك"، ماذا هناك في يدي ، واخيرا" ضرب يدي التي تحمل "السيكارة" فوقعت على الارض وأنا تائه في عالم آخر .. كانت نفسي هائمة في كل الاتجاهات وبدون اهداف ..فعرفت حينها .. لماذا كان يصرخ علي .. فأردت أن أفتح فمي لكي أرد عليه فلم يساعدني لساني على الكلام .. لقد أصبحت أبكما "أخرس" لقد خانتني لساني على النطق .. أردت أن أبكي ولكن عيناي خانتني ولم تساعدني على البكاء .. فنحرني بيده على صدري نحرة خفيفة وقال لي : اذهب الى الصف .. فذهبت ووقفت في هذا الصف اللعين حتى انتهى التفقد .. وأغلق باب السجن مرة أخرى .

يتبع ..

محمد نعناع
01-23-19, 03:51 PM
الحلقة 41
انني لن ألوم ذلك الشخص "المساعد" الذي نعتني وضربني لأنه لايعرفني ، لايعرف بأنني "ذبحت وتعذبت مرتين" ، فمرة عند اعدائي الصهاينة ومرة اخرى في بلدي عند اخواني واصدقائي ، لايعرف بأنني كنت اسيرا" عند اسرائيل "الله يسامحه" ولكني لن أسامح أبدا" الذين تسببوا في مآساتي هذه .
فتح الباب مرة اخرى وكانت الساعة الحادية عشرة ظهرا" تقريبا" ونودي على اسمي واسم احد رفاقي الاسرى المولود في حلب وأما رفيقنا الاسير الثالث فقد بقي في السجن لأنه من محافظة دير الزور وينوون ترحيله الى هناك ونودي ايضا" على ثلاثة من السجناء العسكريين الذين يعرفون بأننا "اسرى" ، فأصبح عددنا خمسة من المساجين ، اثنان من الاسرى وثلاثة من العسكريين .
جاء الحراس بجنزير طويل قيدوا ايدينا فيه بشكل جماعي وانتظروا بعض الوقت ليأخذوا الاذن بالانطلاق بنا الى شعبة التجنيد
وفي خلال هذه الفترة انتبه احد حراسنا للسترة التي كنت ارتديها بدون ازرار ومن دون ثياب داخلية وبصدر مفتوح ، يعني "ع طاق اللحم" ونحن في فصل الشتاء ، فقال لي : "زر الازرار وسكر صدرك" ، فقلت له وببرود شديد وبعدم اكتراث : "مافي ازرار" فقال : "خرطها في البنطلون" , "شنو ما بتعرف اصول العسكرية ولاك" ، هنا تدخل أحد السجناء موجها" كلامه لهذا الحارس قائلا : "هادا ما هوى عسكري .. هادا كان اسير ) فرد الحارس بدون أن يهتم بكلمة "اسير" وكانت لهجته تدل على أنه من المنطقة الشرقية قائلا : "ايه شنو يعني .. آني شنت يسير كمان في تدمر" ، هنا جائتني البسمة لأول مرة في سورية من كلام هذا السجان البسيط وعفويته ، فأوضح السجين العسكري للسجان بأن قال له : إن هذا الواقف امامك كان اسيرا" لدى اسرائيل .. حينها اندهش السجان من هذا الكلام وبدأ يسألني عن بعض الاسماء المفقودين في الحرب بعد أن فك قيودنا من ذلك الجنزير الذي في ايدينا .
ركبنا سيارة الشرطة العسكرية المغلقة وعرف مرافقونا بأننا اسرى فعاملونا معاملة جيدة خلال انطلاقنا الى محطتنا الجديدة .

يتبع ..

عطر النَّدَى
01-23-19, 05:14 PM
كم هذه الاسطر موجعة خاصة الحلقة 40
الذاكرة لا تنسى ادق تفاصيل الالم
لكنها تدرك جيدا واجبها في تعايش معه
اراح الله روحك وذاكرتك

في انتظار التتمة اخي محمد

أعد النجوم
01-24-19, 07:27 AM
الله عليك

في الانتظار عزيزي....

ورده بريـــــه
01-24-19, 09:30 AM
قد تتوق للنسيان ....

ولكن هيهات كل خلية في جسدك وتضاريس عقلك تنبهك

اياك ان تنسى...لا تحاول ...

الله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل

محمد نعناع
01-25-19, 01:49 PM
كم هذه الاسطر موجعة خاصة الحلقة 40
الذاكرة لا تنسى ادق تفاصيل الالم
لكنها تدرك جيدا واجبها في تعايش معه
اراح الله روحك وذاكرتك

في انتظار التتمة اخي محمد

لابد للإنسان أن يعيش الحزن
حين تمطر السماء الألم
و
لابد للذاكرة أن تتمرد وتنتفض
رغم نعمة النسيان

إحترامي وتقديري
دمت بسلام وأمان

محمد نعناع
01-25-19, 01:51 PM
الله عليك

في الانتظار عزيزي....

سلمك الله وحفظك

إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
01-25-19, 01:56 PM
قد تتوق للنسيان ....

ولكن هيهات كل خلية في جسدك وتضاريس عقلك تنبهك

اياك ان تنسى...لا تحاول ...

الله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل

من يعيش ألم الطغيان
لا يستطيع النسيان

إحترامي وتقديري
دمت بسلام وأمان

محمد نعناع
01-25-19, 02:03 PM
بطاقة إعتذار للأصدقاء :

لأسباب خارجة عن إرادتي
أغيب عن المنتدى ..
فأرجوا أن تتقبلوا إعتذاري

دمتم بخير وسعادة

محمد نعناع
01-25-19, 02:09 PM
الحلقة 42

توقفت العربة عند قيادة موقع حلب في الجميلية لتوقيع بعض الاوراق والعربة قد كان لها بابا خلفيا ومكانا يجلس فيه الحرس لحراسة المساجين وكان هذا الباب قد فتحه الحرس لكي يحدثنا نحن الاسرى ، فكان يسأل ونحن نجيبه ، وفي هذا الوقت بالذات كان هناك اطفالا يغادرون مدارسهم وكانوا قد تجمعوا حول العربة يستهزؤن بنا ويضحكون علينا ، ورمى احد الاطفال بقطعة من "العلكة" وقال : "خدوها تسلوا فيها في السجن" وقال طفل آخر وهو يضحك : "هيه .. هيه .. هلأ بدون ياخدوكن ويقتلوكن"
إن هؤلاء الملائكة الاطفال لايعرفون من نحن
كم قاسيت في هذه اللحظة ، وفي هذا الموقف بالذات ضحكت وشعرت بالدموع تنساب على خدي وتتساقط كمطر الربيع لايمنعها شيئ عن التوقف
لقد كنت أبكي وأضحك في نفس الوقت
ياالله .. ماهذا ..؟
اخيرا" ولأول مرة في سورية أستطيع أن أكحل عيناي بالدموع
لقد كانوا قد خذلوني في أكثر من مكان
لقد كنت محروما" حتى من البكاء
اخيرا" رأيت الناس تمشي في الشوارع وهؤلاء الاطفال ماأجملهم وماأجمل ابتساماتهم وماأقدس برائتهم
انني كنت محروما" من أبسط حقوق الانسان الحياتية
لقد كنت محروما من البكاء
لقد كنت محروما" من أن أرى الناس
لقد كنت محروما" من رؤية الشوارع
وحتى في بعض الاحيان كنت محروما" من أن "أبول"
ياالله .. ماهذا .. ؟
هاهي حقوقي الانسانية قد عادت الي
فها انا أبكي بكل حرية وبدون قيود من أي سلطة تمنعني عن ذلك
إن حقوق الانسان الحياتية مثلها مثل الارض المحتلة لاتؤخذ الا بالقوة ، وليس بالدعاء او التمني
انما بالعمل ..؟
انتهوا من التوقيع والامضاء في قيادة ذلك الموقع وانطلقت بنا العربة مرة اخرى الى شعبة التجنيد .

يتبع ..

محمد نعناع
01-25-19, 02:21 PM
الحلقة 43

جب القبة :
دخلت الى شعبة التجنيد برفقة "مساعد الشرطة العسكرية" وكانت مزدحمة بالمراجعين , فقال "المساعد" للموظف المسؤول وهو يشير الي : هذا كان اسير حرب لدى اسرائيل فأرجوا منك أن لاتأخره باجراء تسليمه "دفتر خدمة العلم" ، فوقف الموظف مرحبا" ومؤهلا" وأجلسني على مقعد بجانبه وقال لي : انتظر لحظات قليلة وانهي عملك ،
هنا صافحني المساعد مودعا" وقال : "هون انتهت مهمتي , يالله السلام وعليكم" وذهب في حال سبيله ، وأما الموظف فقد أحضر لي كوبا" من الشاي وأضافني "سيكارة" وهو يتساءل ويسأل ، ويتعجب عندما كنت أجيبه على أسئلته
اخيرا" ، سلمني دفتر خدمة العلم وقال لي : خلصت شغلتك , بس استنى هلأ أنا بوصلك بسيارتي لعند أهلك بس يخلص الدوام" ، فقلت له : لا , أريد أن أذهب الآن , وشكرته وودعته وانصرفت الى حال سبيلي حرا" طليقا" لأول مرة في سورية ، ومن يملك ارادة الحرية يحرر العالم

يادامي العينين والكفين ان الليل زائل
لاغرفة التوقيف باقية ولا زرد السلاسل
نيرون مات , ولم تمت روما بعينها تقاتل
وحبوب سنبلة تجف ستملأ الوادي سنابل

يتبع ..

أعد النجوم
01-26-19, 11:47 AM
الله اكبر
قرب الفرج

في انتظار البقيه

محمد نعناع
01-27-19, 02:31 PM
الله اكبر
قرب الفرج

في انتظار البقيه


نعم ..
لقد اقترب الفرج

إحترامي وتقديري
دمت بود وسلام وأمان

محمد نعناع
01-27-19, 02:35 PM
الحلقة 44

كنت قد نمت ثلاثة ليالي في مقرات الشرطة العسكرية من اجل استلام هذا الدفتر اللعين ، ألا أستطيع أن أستلم هذا الدفتر بدون هذا السجن ..!؟
ان الشعبة التي دخلتها برفقة أحد حراس الشرطة العسكرية هي شعبة جبل سمعان في مدينة حلب "جب القبة" وهذه المنطقة كنت لاأعرفها سابقا" مع العلم أنني قد ولدت وأعيش في حلب .

خرجت من شعبة التجنيد حرا طليقا" ، هائما" على وجهي ، لاأعرف أين أنا ، ولا إلى أي جهة أذهب ، فقد كان منظري مروعا" , فثيابي مهلهلة ومتسخة وممزقة من الركبتين والمؤخرة من الطرفين ، وكان رأسي محلوق الشعر وأما ذقني فهي طويلة بعض الشيئ وأما وجهي ويداي فهم سوداوان من الأوساخ
فهذا هو حالي عندما خرجت من شعبة التجنيد في "جب القبة" في حلب ، في سورية ، حرا" طليقا" .
وأما حالي عندما خرجت من "معتقل اسرائيل" فكان العكس من ذلك , فقد جاء الاسرائيليين بألبسة جديدة , لبسناها بعد أن تحممنا يالمياه الساخنة ، وخرجنا طلقاء وأحرارا" .

جلست على أحد الارصفة في أحد الشوارع الرئيسية في "جب القبة" متفكرا" بحالي وهيئتي تدل على مدى تعاستي وكل من يراني على هذا الحال يحسبني متسولا" ، جلست طويلا" أقارن بين معتقل اسرائيل وبين معتقل بلادي ،وكم كنت أتعذب من ذلك التفكير ومن تلك المقارنه .. وأحسست بأن الناس يتغامزون علي وأنا أجلس على ذلك الرصيف , فقررت أن أتحرك من مكاني .

يتبع ..

محمد نعناع
01-27-19, 02:41 PM
الحلقة 45

وبكى .. السائق :

أوقفت "سيارة اجرة" وصعدت اليها وعندما نظر السائق الى هيئتي حسبني متسولا" فأراد أن ينزلني من السيارة , فقلت له : أنا لست متسولا" وقصتي طويلة ورجوته أن ينطلق وأفهمته بأنني أمتلك المال ، عندها انطلق السائق متمتما" واضعا" يده على انفه ليمنع تلك الروائح العفنة التي تنطلق مني أن تصل اليه فقال : الى أين تريد الذهاب , فقلت له : الى البلد ، فقد كنت أريد أن أشتري ألبسة لكي ألبسها عوض الثياب المتسخة والممزقة ، فليس من المنطق أن أذهب الى اهلي بتلك الثياب العفنة .. تجاذبنا اطراف الحديث أنا والسائق , فسألني : من أين أنت ، فاني أرى لهجتك غريبة ..!؟ فقلت له : أنا من حلب ولكن كنت اسيرا" لدى اسرائيل واليوم قد اطلقوا سراحي وها أنا بين يديك وأنت أول انسان في حلب يعرف ذلك ، وكنت أقصد بأنه اول انسان يعرف بأني "اسير" وأنا حرا" طليقا" ، فقال لي : "اهلك بيعرفوا انوا انتا هلأ في حلب" فقلت له : لا , فان أهلي لم آراهم منذ عامين واليوم سوف أذهب اليهم ، فبكى ذلك السائق وأبكاني معه .
يارباه .. ان هذا السائق قد بكى على هذا المتسول الحقير الذي أمامه .. فمسح دموعه وقال : أأنت مشتاق لأهلك , فتأوهت والدموع قد اغرورقت في عيناي قائلا" : "حتى أحجار حلب قد أشتقت اليها" , فرد علي قائلا" : سوف أريك بعض الاماكن التي تغيرت في حلب خلال العامين الماضيين ، فأخذني الى جانب الحديقة العامة وآراني مجرى نهر قويق المسقوف والمجمل بالورود وبعد ذلك طلبت منه أن "يوصلني إلى البلد" وأقصد هنا بالبلد ، مركز المدينة ، فعندما وصلنا الى المكان الذي أريده أخرجت بعض النقود لأعطيه فلم يقبل أن يأخذ مني , وكررت المحاولة ولكنه كان قد أقسم بأن لا يأخذ مني أي قرش , فشكرته وترجلت من السيارة ، وذهب في حال سبيله ، وأما انا فتوجهت الى احدى "المحلات الرياضية" فاشتريت ألبسة رياضية , وقلعت جميع ملابسي الممزقة التي البسها ووضعتها في حقيبة كانت معي ولبست الالبسة التي اشتريتها ، ونظرت الى المرآة التي أمامي وقلت لنفسي : قبل قليل كنت شابا" متسولا" وأما الان أصبحت شابا" رياضيا" ، وآه من هذه الالبسة فكم تغير من شكل الانسان ، ونحن العرب كم نحترم المظاهر ولا نحترم الانسان .. !!!

يتبع ..

همس المشاعر
01-27-19, 06:36 PM
إسرائيل عبارة عن وهم ويجب علينا الخلاص منه

محمد نعناع
02-01-19, 05:19 PM
إسرائيل عبارة عن وهم ويجب علينا الخلاص منه

اسرائيل ليست وهما ، إنما هي حقيقة
ولن تستطيع الخلاص من تلك الحقيقة ، إلا
إلا إذا تخلصت من "النظام العربي الحاكم"


إحترامي وتقديري
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
02-01-19, 05:21 PM
الحلقة "46"

خرجت من ذلك المحل شابا" رياضيا" وتوجهت الى الحديقة العامة والتقطت صورة تذكارية أتذكر بها أول يوم أدخل فيها الى حلب وبعد ذلك ذهبت الى موقف السيارات الخاص بالسفر الى "ضيعتي" وركبت احداها , فقد كنت قد وعدت وعاهدت نفسي وأنا في الاسر عندما جائني خبر وفاة "خالتي" أن أذهب وأزور قبرها قبل أن أذهب الى أهلي ،

وصلت الى الضيعة ولاأعرف أحدا" ، ولا أحدا" يعرفني ، وهاهي المقابر جاثمة امامي ولكن أين هو قبر "خالتي" ..؟ لاأعرف ..

كان لي اختا" أصغر مني متزوجة من ابن عم ابي في الضيعة , فذهبت اليها , وكم كان اللقاء مؤثرا" عندما رأتني وأخبرتها بأني لم أرى اهلي لأني نذرت على نفسي أن أزور "قبر خالتي" قبل أن أذهب الى أهلي ، فقالت لي : أذهب الى "أبو جلال" فهو يعرف قبور الضيعة كلها ، وان ابو جلال هو احد الاقرباء لنا من نفس العائلة وكان يعمل في "معمل نسيج" مع والدي في نفس المكان ..
عندما دخلت الى بيت "ابو جلال" وتعرفوا علي "قاموا وسلموا علي" وقال لي ابو جلال : "هلأ كنت مع ابوك في الشغل بس ماقلي انوا انتا جيت" ، فقلت له : لم اذهب الى "بيت اهلي" ، ولا يعرفوا أهلي بأني في سورية وقد أفهمت ابو جلال السبب بذلك .. فقال لي : "اذا هيك الشغلة , بسيطة , أنا بعرف قبر خالتك" ولكنه أقسم أن لاأخرج من داره الا اذا شربت الشاي ، فلبيت طلبه وشربت الشاي ، وبعد ذلك ذهبنا الى المقابر وقرأت "الفاتحة" لخالتي ولجميع المسلمين ، وعندما انتهينا من زيارة القبور قال لي ابو جلال : سأذهب معك الى حلب و "أبشر أهلك وآخذ البشارة" فقلت له : هيا بنا .

يتبع ..

محمد نعناع
02-01-19, 05:22 PM
الحلقة 47

وصلنا الى الاشرفية وهو حي من أحياء حلب الشعبية مستقلين سيارة اجرة أوقفتها على "رأس الشارع" الذي يسكن أهلي فيه .. وعندما نزلت من السيارة شاهدني شاب صغير من جيراننا فركض ذلك الشاب من أول "الحارة" الى منتصفها حيث يسكن اهلي وهو يصيح مكررا بأعلى صوته قائلا" : "يا بيت ابو أحمد اجا ابنكن محمد" حتى وصل الى باب بيت أهلي فأمسك "السقاطة" وبدأ يطرقها بقوة وهو يصيح : "يا بيت أبو أحمد اجا ابنكن محمد" .. كان "ابو أحمد " هو والدي وكان لي أخ أكبر مني أسمه "احمد"

إن البيوت في حارتنا كلها كانت بيوتا" عربية وساكينيها يعرفون بعضهم البعض , وعندما سمع الجيران هذا الصياح .. فتحت الابواب .. وفتحت الشبابيك .. وأطلت منها الرؤوس تستطلع الخبر من هذا الصياح في الشارع .. كانت أقدامي تسرع الخطى بدون أمر مني .. فها هو باب بيتنا مازال على حاله , انه مصنوع من الخشب وعلى درفتين وكان قد صنعه "خالي" في عام 1968 .. وكم اشتقت لهذا الباب الذي فارقته منذ عشرين شهرا" تقريبا" .. فقد كنت فارفته في يوم 4- 4- 1982 في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وكان عمري انذاك ثمانية عشر ربيعا" وثلاثة أشهر وها أنا أعود اليه في يوم 23- 11 - 1983 وعمري عشرين ربيعا" تقريبا" .. وبلمح البصر دخلت من هذا الباب
وكان اللقاء ..
وما أصعب هذا اللقاء
وماأجمل ذلك اللقاء .

يتبع ..

عطر النَّدَى
02-01-19, 08:49 PM
تستحق ان يقول لك الانسان وان مر الزمان
الحمد لله على سلامتك
احداث مؤثرة جدا واعتقد لقاء الاهل سيكون اكثر تاثير
في انتظار تتمة اللقاء بشوق
تحيتي لك اخي محمد

أعد النجوم
02-05-19, 12:42 AM
أين انت اخي محمد

ننتظر بفارغ الصبر ....

لا تتركنا معلقين

بوركت وبورك قلمك

محمد نعناع
02-05-19, 01:26 PM
تستحق ان يقول لك الانسان وان مر الزمان
الحمد لله على سلامتك
احداث مؤثرة جدا واعتقد لقاء الاهل سيكون اكثر تاثير
في انتظار تتمة اللقاء بشوق
تحيتي لك اخي محمد

سلمك الله وحفظك
إحترامي وتقديري
دمت بخير وسلام وامان

محمد نعناع
02-05-19, 01:36 PM
أين انت اخي محمد

ننتظر بفارغ الصبر ....

لا تتركنا معلقين

بوركت وبورك قلمك

أخي ، أعد النجوم :
لإسباب خارجة عن إرادتي أتأخر بمتابعة النشر
ولن أذيع سرا ، إن قلت :
أنا أقيم في سوريا متنقلا ونازحا من مكان إلى آخر
بسبب القصف الممنهج من قبل :
"العميل الوكيل"

إحترامي وتقديري
دمت بخير وسلام وأمان

محمد نعناع
02-05-19, 01:37 PM
الحلقة 48

كانت اختي الصغيرة "ميساء" أول من رأيته ورآني من أهلي .. وكنت أحبها كثيرا" .. وهي كانت تحبني .. وكنت اشتري لها "العلكة" كل يوم .. وعندما كنت في الاسر ومن خلال الرسائل المتبادلة بيني وبين اهلي عن طريق الصليب الاحمر الدولي عرفت بأنها كانت تسأل عني كثيرا" وتقول : "امتى بدو يجي اخي محمد" وكانوا اهلي يقولون لها : "بكرا محمد بدو يجي ويجبلك العلكة"
عندما سمع اهلي ذلك الصوت الذي يقول بأن ابنهم محمد قد جاء , قالوا لأختي الصغيرة ميساء: "اجا محمد" , فركضت لتستقبلني .. وركضت اليها وفي يدي علبة "العلكة" ولكنها هربت مني وهي تقول : "هادا ماهوى اخوي"
يالله .. ماهذا ..
إن اختي لم تعد تعرفني ..
فتساقطت الدموع حينها من عيناي ..
فما أقساك يازمننا ..
يازمن التعساء من أمثالنا ..
وعندها ، رأيت والدي ووالدتي يهرولون نحوي .. فرميت نفسي أدفنها في احضانهم كأني كنت هاربا" من وحشا" مفترسا" يريد أن يبتلعني .. وكان اللقاء حارا" جدا" .. والدموع تتساقط بغزارة كأنها أمطار الربيع .. وجاء دور اخوتي فاحتضنتهم وأنا أقبلهم وهم يقبلونني وكنا نبكي بكاء الفرح وكان هناك بعض الناس من الجيران يبكون معنا .. وكان يوما" مابعده من يوم .. لقد كان بالنسبة لي يوما" تاريخيا" سجلته في ذاكرتي ولن تستطيع أن تمحوه الايام والسنون ..
لاأستطيع أن أوصف ذلك اليوم بما اعتراني من مشاعر واحاسيس .. فالقلم يعجز عن كتابته على الورق .. فقد كان خليطا بين الحزن والفرح ..
عمت البسمة وحضر الفرح الى بيتنا اياما" ونحن نستقبل الاقرباء والاصدقاء بمناسبة اطلاق سراحي من الاسر ..
وتوالت الايام وأقول كما قال الشاعر "ابو البقاء الرندي في رثاء قرطبة" :
لمثل هذا يذوب القلب من كمد .. ان كان في القلب اسلام وايمان

يتبع ..

محمد نعناع
02-05-19, 01:39 PM
الحلقة 49

الخاتمة

مات الفرح في قلبي ..
وانتهى شهر العسل
"ذهبت السكرة وجاءت الفكرة"
وبدأت الاسئلة تتراكم وتطرح نفسها على نفسها ، ولا جواب
وليس هناك من يستطيع أن يجيب على أي سؤال
وقصتي لم تنتهي بعد
والمعركة مازالت قائمة
والسيف مازال في يدي
ولا يغركم بعض السيوف المزيفة والمرفوعة هنا وهناك
فإن الابطال الحقيقيين لأي معركة ، إما انهم مدفونون في قلب المعركة او مدفونون في قلب الحياة
فنحن في زمن الفضائح
نحن في زمن يكرم فيه السفهاء الجبناء ،ويذل الأبطال الكرماء
نحن في زمن تعددت فيه الاتجاهات وضاعت فيه معالم الدروب

فتعري ياشجر ..
فليس هناك من مطر
تعري ياشجر
أقبل أيها الخريف
أسقط أيها الورق
على الرصيف , على الحجر
تعري ياشجر
وان الظلم لا يقتله الا العدل
وان القساوة لا يقتلها الا الحنان
فمتى تشرق الشمس العربية وتمحو آثار الظلام

واخيرا" وليس آخرا" أقول كما قال أحدهم :

كلمات حق وصيحة في واد ..
ان ذهبت اليوم مع الريح
قد تذهب غدا" بالأوتاد .

هذا هو الفصل الثاني من مآساتي , كتبته للتاريخ ليحكم بيني وبين ظالمي
كتبت هذا ، والله يشهد على ماكتبت
والحمد لله رب العالمين .
كتبت المذكرات في عام 1999
ونشرتها في عام 2005


تصبحون على وطن
محمد نعناع
اسير سابق لدى اسرائيل الأصيل
سجين سابق لدى العميل الوكيل

أعد النجوم
02-05-19, 05:16 PM
يالله كم كنت اتمنى ان لا تنتهي القصه وليس المعاناه

كنت انتظر بفارغ الصبر كل يوم لكي ارى واقراء قصتك اخي محمد

اعانكم الله ووفقكم ونصركم على من ظلمكم

الكلمات تعجز عن التعبير

اخي محمد لقد كانت قصتك حزينه ومتعبه والالم ظاهر فيها

لكن لعل السنين التي مرت ان تخفف عليك ماحصل


الى اللقاء اخي

ميراج
03-16-19, 09:21 AM
ابدعت في السرد والبوح
لاتحرمنا جديدك .

حسناء الفارس
03-22-19, 03:29 PM
موضوع جميل.. دمت بخير

ورده بريـــــه
03-26-19, 09:20 AM
هيهات ان تنتهي القصة

هي نهاية فصل وابتداء فصل اخر

لا اوقعك الله في ضيقة ابدا

ضمير الحب
04-05-19, 04:39 AM
ولاتزال القصص مستمرة

ابدا لن تنتهي والفصول قادمة

مودتي

الشيخ حكيم
09-12-20, 01:09 AM
:رحيق:

عاشقة الطبيعة
03-30-21, 12:01 AM
القصة لها عبرة ، روعة والحمد الله على الفرج ما دمت سالما

عطاء دائم
05-13-23, 06:47 AM
إلغاء التثبيت مؤقتاً لحين انتهاء المسابقة


SEO by vBSEO 3.6.1