المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مذكرات اسير سوري لدى اسرائيل في سجن الوطن


الصفحات : [1] 2

محمد نعناع
11-24-18, 05:08 AM
الحلقة الاولى

فصول العذاب :
في صباح يوم ، من أوائل أيام الشتاء ، وتحديدا في 20 - 10 - 1983 كنت ورفاقي التسعة ، نخرج من زنزانة ضيقة ، مساحتها أربعة أمتار مربعة ، كنا قد أمضينا فيها ، ليلتنا الآخيرة من الاسر ، لدى الاسرائيليين .

بدأ جنود العدو ، بتفتيش ثيابنا وأمتعتنا ، التي كنا نحملها من أعمالا يدوية ، كنا نقوم بصنعها داخل المعتقل .

لم نكن نشعر بالخوف من الصهاينه ، بعد ان أخذنا قليلا من حريتنا داخل المعتقل ، وبعد أن قدمنا بعض التضحيات من قتلى وجرحى ، ونعرف ان الحرية لا تمنح بدون ثمن ، وثمن الحرية هو الدم :

وللحرية الحمراء باب ، بكل يد مضرجة يدق

كنا قد توصلنا مع العدو الاسرائيلي على مفردات وصيغ ، تصون بعضا من كرامتنا بعد أن قدمنا تلك التضحيات .

كنت لا أصدق بأن الاسرائيليين سوف يطلقون سراحنا ، فقد كذبوا علينا كثيرا ، فقد كنت أعتقد بأنهم سوف ينقولونا الى سجن آخر .

جاء الصليب الاحمر الدولي ، وكان أكثرهم من النساء ، جاؤوا كي يرافقونا ، في طريق العودة ، الى ارض الوطن .
يتبع ..

محمد نعناع
اسير سابق لدى اسرائيل
من مذكراتي الشخصية

حنين النوارس
11-24-18, 02:04 PM
بففففففففففففففف اهلا الحمد لله انه كتب لك عمر جديد
هناك اشياء تجرك جر قبل ان تجذبك لانه منذ سنوات اول ماتعلمت تذوقت الحرف كان هناك عمود باحد الجرائد الوطنيه بهذا العنوان
مذكرات ................ وكنت امرر الجريده فقط وصولا لاخر صفحة ل قراءة عمودين
اتمنى ان تتابع وتكون الاجزاء اكثر طولا لانه يظهر ان مايحمله الماضي ذو ثقل ويستحق الكتابه
دمت سالما وانا بالجوار متابعه :61::61: لاني لااحب السرد الخيالي الجميل بقدر مااحب الحقائق المكتوبه

أعد النجوم
11-24-18, 02:07 PM
الحمد لله على نجاتك اخي

والله يفك اسر كل مسلم من كل سجن


ننتظر باقي القصة

تحيه لك

جميلة الشرق
11-24-18, 03:55 PM
يبدو أن هذا المتصفح سيكون نافذة على التضحية والشجاعة
في أبهي صورة بكبرياء رجال سوريا البواسل.. حفظهم الله
أخي محمد .. متابعة لقلمك .. لك باقات من الياسمين والاوركيدا

أورانوس
11-24-18, 07:48 PM
بداية موجعة أخي فرج الله عنكم ونصركم على أعداءكم

محمد نعناع
11-25-18, 01:18 AM
الاخوة والاخوات أعضاء المنتدى :
كلمة لابد منها بعد أن لمست أن اليوم شبيه بالأمس..

بالأمس : وفي أواسط عام 2005 كنت قد بدأت بنشر أولى الحلقات من المذكرات لأول مرة في احد المنتديات السورية الذي أحتضن جميع كتاباتي وذلك من خلال تفاعل جميع اعضاء المنتدى مع طاقمه الإداري ..

إن ذلك التفاعل قد أعادني للطفولة بكل براءتها وأدخل السرور والسعادة إلى قلبي وأزاح بعض الغم الذي أحمله أينما ذهبت ..

لن أذهب بعيدا .. بالأمس
ها أنا اليوم أشعر بسعادة الأمس الذي أعاد الفرحة للطفل الذي يعيش داخلي ..
فكلماتي عاجزة عن شكركم

دمتم بخير وسعادة
حنين النوارس
أعد النجوم
جميلة الشرق
أورانوس
إحترامي وتقديري


تنويه : هذه المذكرات تروي حقائق غائبة ومغيبة عن الكثير عن مجتمعنا السوري بشكل خاص وعن المجتمع العربي بشكل عام ..
وقد كانت المذكرات مشروع ولادة رواية ، لولا الحرب المدمرة في سوريا .


محمد نعناع

محمد نعناع
11-25-18, 01:22 AM
الحلقة الثانية

قدم لنا اليهود وجبة الافطار الصباحية ، وأعطوا كل اسير ، أربعة علب من التبغ المصنع اسرائيليا .

دقت ساعة الصفر ، وبدأت مرحلة العودة الى الوطن ، فصعدنا الى الحافلة التي سوف تقلنا .

بدأ الباص بالتحرك برفقة مندوبين الصليب الاحمر الدولي ، ونحن نرقص ونغني ، مبتهجين باطلاق سراحنا .

كنا نحمل أشواقا حارة ، لكل شيئ في بلادنا ، ومن كثرة الشوق والحنين الذي كان يشتعل داخل صدري ، كنت قد اشتقت للحجر والشجر ، قبل البشر ، وكنت قد نذرت على نفسي ، أن أقبل تراب الوطن ، قبل أن تطأ قدمي عليه ، وكنت أفكر كثيرا باللقاء الذي يجمعنا ، مع أحبتنا ، عند الحدود السورية الاسرائيلية ، وآتساءل بيني وبين نفسي ، عن نوعية ذلك اللقاء ..
هل سيكون حارا ..؟
يالله .. يالله ..
ماأجمل ذلك اللقاء ، وماأجمل الناس الذين سوف يستقبلونا ..
وماأجمل تلك اللحظات ..
وينقطع حبل تفكيري وشرودي ، بلمسة من رفيقي ، أو هزة من هزات الباص ، الذي يسير باتجاه فلسطين ( اسرائيل ) .

يتبع ..

شطرنج
11-25-18, 06:21 AM
الرفيق محمد
اهنئك على اعتناق الحرية
التي تكون بمثابة ميلاد جديد
بعد ظلمة المعتقل الى باحات الامل
لتشهد خطوط يدك وجوه الأشياء بأشتياق عميق
ان الصقور بأطباعها المغايرة
اوطانها الرحاب العالي المتكئ على الافق
ولا ترضى بغيره ميدان لحياتها
وان لعبة الدول قمارها
بأوراق القص
لتغيب اللون الاحمر من حسابتها
فأن الانتصار له لون واحد فقط هو الحرية
الذي يجعل القوانين التي تسنها
الدول المعادية للعروبه بشكل عام
لها نهاية محتوما في سعيهم لها
ويظنونه انتصارا
فليشربو مياه البحر وكذلك انهار الاناضول
لأن الايدي التي تتولى حق غيرها
يتولاهم حق الله
انا ابن معارض سياسي
حين غيب ابي مدة 32 سنه
عن وطنه
أيام تصادم اهداف الحزب السوري والعراقي
ابان حرب ايران والعراق
كانت ام والدي وهي جدتي ممنوع سياسيا
ان تخرج خارج البلاد
وممنوع على أبي ان تطأ خطوته ارض البلاد
كنت ارى دموع أبي على أمه الذي لم يرها خلال 20 سنة
يفتت الجبال من جشو صدره
ان حكم الاستبداد في الوطن العربي لهو اكبر
كبائر الذنوب
يستبيد ويتجذر سلطته من الاخطبوط مردخاي
بداية ظهور مافيا الهغنه
ليتم عقد صفقات بيع الشعوب العربية بلا مقابل
اعتذر يا رفيق على الإطالة
ولكن قصتك اعادت فتح ملفات في ذاكرتي
لدي كثير من الفضول الممزوج بمعرفة
عن حياتك التي قضيتها في سجون قاتلين الانبياء
واني ملاصق جدران الصفحة بشغف
ومتابع لذاكره راحة يديك
التي شهدت فصولا قاسية من الحياة
سأكون بجوار دوما يا محمد

محمد نعناع
11-25-18, 07:07 PM
الرفيق محمد
اهنئك على اعتناق الحرية
التي تكون بمثابة ميلاد جديد
بعد ظلمة المعتقل الى باحات الامل
لتشهد خطوط يدك وجوه الأشياء بأشتياق عميق
ان الصقور بأطباعها المغايرة
اوطانها الرحاب العالي المتكئ على الافق
ولا ترضى بغيره ميدان لحياتها
وان لعبة الدول قمارها
بأوراق القص
لتغيب اللون الاحمر من حسابتها
فأن الانتصار له لون واحد فقط هو الحرية
الذي يجعل القوانين التي تسنها
الدول المعادية للعروبه بشكل عام
لها نهاية محتوما في سعيهم لها
ويظنونه انتصارا
فليشربو مياه البحر وكذلك انهار الاناضول
لأن الايدي التي تتولى حق غيرها
يتولاهم حق الله
انا ابن معارض سياسي
حين غيب ابي مدة 32 سنه
عن وطنه
أيام تصادم اهداف الحزب السوري والعراقي
ابان حرب ايران والعراق
كانت ام والدي وهي جدتي ممنوع سياسيا
ان تخرج خارج البلاد
وممنوع على أبي ان تطأ خطوته ارض البلاد
كنت ارى دموع أبي على أمه الذي لم يرها خلال 20 سنة
يفتت الجبال من جشو صدره
ان حكم الاستبداد في الوطن العربي لهو اكبر
كبائر الذنوب
يستبيد ويتجذر سلطته من الاخطبوط مردخاي
بداية ظهور مافيا الهغنه
ليتم عقد صفقات بيع الشعوب العربية بلا مقابل
اعتذر يا رفيق على الإطالة
ولكن قصتك اعادت فتح ملفات في ذاكرتي
لدي كثير من الفضول الممزوج بمعرفة
عن حياتك التي قضيتها في سجون قاتلين الانبياء
واني ملاصق جدران الصفحة بشغف
ومتابع لذاكره راحة يديك
التي شهدت فصولا قاسية من الحياة
سأكون بجوار دوما يا محمد


إن الشعوب العربية تعرف بعضها
من خلال التأفف والآنين
وأحاديث العيون المغشى عليها
من الخوف
إذ لامكان للصدق والصراحة
في زمن الإستبداد
و
رغم الحزن الذي أتنفس ..
تنفست الصعداء
أحسستك قريبا جدا
حرا في سماء
و
من يتقن الشطرنج
يمتلك الإبداع .

لا تذهب بعيدا يا رفيق المعاناة
دعني أتلمسك .

دمت بود
لك باقة ورد
إحترامي وتقديري
*

محمد نعناع
11-25-18, 07:12 PM
الحلقة الثالثة

معتقل انصار :
نحن كنا في جنوبي لبنان ، في منطقة اسمها ( انصار ) كان قد بنى الاسرائيليين عليها هذا المعتقل ، وسمي بمعتقل انصار ، وكنت قد أمضيت سبعة عشر شهرا في ذلك المعتقل ، وخلالها ، كنت ورفاقي في الاسر منعزلين عن العالم أجمع ، ولانرى أحدا من البشر .
كنا كمن يعيش حياة ، همجية وبربرية ، ونحن في القرن العشرين .
كنا نعيش كطرزانا ، في غابة من غابات افريفيا ، وخرجنا الى المدنية والحضارة ، فبهرتنا هذه الحضارة .
كنا كاأطفال ، نعيش في بطون أمهاتنا ، وخرجنا الى الحياة ، فبهرتنا هذه الحياة .
كنا كبشر ، نعيش في كوكب ، واكتشفنا بأن هناك حياة بشرية أخرى ، في كوكب آخر .
لا أستطيع أن أوصف هذه المشاعر بالقلم ، ولا يستطيع أي قلم في العالم ، أن يوصف مشاعري في تلك اللحظات الرائعة ، التي خرجنا فيها من المعتقل ، لقد خرجنا من الظلمة الى النور .
كان هناك بعض النسوة والاطفال اللبنانيين يهتفون ويلوحون لنا بالمناديل ونحن خارجون من المعتقل ، وكانوا ينثرون الارز بأياديهم ، يالله .. ما أجمل هذا ، انهم يحيونا كأننا أبطال .
فهل نحن أبطال ..؟!
الله أعلم ..
فكل اسير منا ، له قصته ومعاناته الشخصية
هاهي المسافات تقطع
هاهي فلسطين الحبيبة تنادينا ، فلبينا النداء ودخلناها ، ولكن ، دخلناها مأسورين .
فهل سيأتي يوم علينا ندخلها فاتحين ..؟
لا أظن ذلك في الوقت القريب
فنحن الآن في زمن الفضائح والخيانات العربية نحن في زمن بيع الأوطان ، وبأبخس الأثمان
نحن نعيش في زمن المتاهة والضياع
نعيش خارج التاريخ والزمان والمكان
نعيش في زمن الأنظمة الفاسدة
اخيرا ، وصلنا الى الحدود السورية الاسرائيلية ، وبدأنا بالنزول من الباص .
كان هناك أحد الضباط الاسرائيليين ، الكبار بالعمر والرتبة ، يلبس بذة عسكرية ، مقلدة بالأوسمة الكثيرة ، يصافح باليد كل اسير ، ينزل من الباص .
جاء دوري ، فصافحني ، متحدثا باللهجة العربية السورية ، ومعتذرا ، عما بدر منهم ، من معاملة سيئة ، خلال وجودنا في المعتقل ، بطريقة دعابية ، مع ابتسامة خبيثة مرسومة بين شفتيه ، قائلا : ( ستروا ما شفتوا منا ، ولا تعيدوها ، ومع السلامة ، وسلموا ) .

يتبع ..

أعد النجوم
11-25-18, 07:50 PM
يالله اخي محمد شديتني ان اسمع بقية القصة

في انتظاار البقية اخي العزيز

تحيه لك

عطر النَّدَى
11-25-18, 09:19 PM
متابعة بصمت

تحياتي لك اخي محمد

حنين النوارس
11-25-18, 09:35 PM
متابعة في الكواليس :MonTaseR_11::MonTaseR_158:

قيثارة
11-25-18, 09:54 PM
ربنا يفك اسر المأسورين
ويرفع عنهم الظلم
متابعة اخوي محمد

شطرنج
11-26-18, 05:33 AM
إن الشعوب العربية تعرف بعضها
من خلال التأفف والآنين
وأحاديث العيون المغشى عليها
من الخوف
إذ لامكان للصدق والصراحة
في زمن الإستبداد
و
رغم الحزن الذي أتنفس ..
تنفست الصعداء
أحسستك قريبا جدا
حرا في سماء
و
من يتقن الشطرنج
يمتلك الإبداع .

لا تذهب بعيدا يا رفيق المعاناة
دعني أتلمسك .

دمت بود
لك باقة ورد
إحترامي وتقديري
*

ايها العصامي النحيل
من على جبينك صاغ البياض سموه
من تاريخ ملامحك كتب النضال وجوده
وعينان تشد العالم في مآسره
بنظر له مداد فكر أديب
في صفوتك الموسيقيه
وعلى عرش تقاسيمك الاربعينيه
تظفر النظاره بمقامها
اعزك الله يا رفيق فوق عزتك

حين كنا نقرأ بدائيات الحياة (التعليم الابتدائي)
قصة قارون ونشوته في ان يكون اغنى رجل جشع في العالم
ظننا ان حكايته تنتهي بنقطة مقذوفه في آخر سطر
ولكن بعدما اتخذ الوعي مكانه كطالب يحب حقائق الحياة
لتكون الدروب مبتسمه امامنا
وجدنا ان جين قارون مازال يقيم اعياد ميلاده
ويشعل الشموع بقصوره الفخمه
برفاهيه رقص الفالس
وينعمون بتزيف انسابهم
بتصفيق حار جدا في آخر الامسيات
وهم سعداء ببطشهم
حين يبدأ كدهم من جيوب المجهدين
ويسرقون أحلامهم البسيطة التي لا تتعدى قوتهم اليومي
ورغم استعلائهم الرجيم
والضائعون في ملهى الحياة
كغبار في وجه لعبة الزمن
لا شي يحركه الا الهواء
من هضبه الى منحدر ليختلط لا اراديا
في مستنقع مبهم الهوية

ايها الاديب المتميز محمد
قد لمسة اقلامنا اكتاف بعضها
كما يتوحد صفوف المصلين بتوادها
واني اشعر ما تشعر به
وفاق كثيرا شعوري
لا اعاد الله لك ذكرى حزينه
وامد الله بعمرك بالفرح والسعادة
اما عن للعبة الشطرنج
فأنا اعتبرها تخصص علمي وثقافي بحت
يجب ان تتوسم الجامعات بأدراجه
كتخصص عالي المستويات في اجندت العلم
وسعيد جدا انك هنا بين اخوانك
متابع لك بأبتهاج

محمد نعناع
11-27-18, 01:17 AM
يالله اخي محمد شديتني ان اسمع بقية القصة

في انتظاار البقية اخي العزيز

تحيه لك


لن أدعك تنتظر كثيرا ..
إحترامي وتقديري

محمد نعناع
11-27-18, 01:19 AM
متابعة بصمت

تحياتي لك اخي محمد



أحترم صمتك
دمت بخير

محمد نعناع
11-27-18, 01:21 AM
متابعة في الكواليس :MonTaseR_11::MonTaseR_158:





دمت بخير

محمد نعناع
11-27-18, 01:22 AM
ربنا يفك اسر المأسورين
ويرفع عنهم الظلم
متابعة اخوي محمد



اللهم آمين
دمت بخير

جميلة الشرق
11-27-18, 06:38 PM
المتابعة هنا أصبحت بند هام في يومي
شطرنج تضيف هنا كفاح والدك وجدتك
تجعل البطولات أكثر ثراء
متابعة ...

محمد نعناع
11-28-18, 01:20 AM
ايها العصامي النحيل
من على جبينك صاغ البياض سموه
من تاريخ ملامحك كتب النضال وجوده
وعينان تشد العالم في مآسره
بنظر له مداد فكر أديب
في صفوتك الموسيقيه
وعلى عرش تقاسيمك الاربعينيه
تظفر النظاره بمقامها
اعزك الله يا رفيق فوق عزتك

حين كنا نقرأ بدائيات الحياة (التعليم الابتدائي)
قصة قارون ونشوته في ان يكون اغنى رجل جشع في العالم
ظننا ان حكايته تنتهي بنقطة مقذوفه في آخر سطر
ولكن بعدما اتخذ الوعي مكانه كطالب يحب حقائق الحياة
لتكون الدروب مبتسمه امامنا
وجدنا ان جين قارون مازال يقيم اعياد ميلاده
ويشعل الشموع بقصوره الفخمه
برفاهيه رقص الفالس
وينعمون بتزيف انسابهم
بتصفيق حار جدا في آخر الامسيات
وهم سعداء ببطشهم
حين يبدأ كدهم من جيوب المجهدين
ويسرقون أحلامهم البسيطة التي لا تتعدى قوتهم اليومي
ورغم استعلائهم الرجيم
والضائعون في ملهى الحياة
كغبار في وجه لعبة الزمن
لا شي يحركه الا الهواء
من هضبه الى منحدر ليختلط لا اراديا
في مستنقع مبهم الهوية

ايها الاديب المتميز محمد
قد لمسة اقلامنا اكتاف بعضها
كما يتوحد صفوف المصلين بتوادها
واني اشعر ما تشعر به
وفاق كثيرا شعوري
لا اعاد الله لك ذكرى حزينه
وامد الله بعمرك بالفرح والسعادة
اما عن للعبة الشطرنج
فأنا اعتبرها تخصص علمي وثقافي بحت
يجب ان تتوسم الجامعات بأدراجه
كتخصص عالي المستويات في اجندت العلم
وسعيد جدا انك هنا بين اخوانك
متابع لك بأبتهاج


كتبت ومحوت .. محوت وكتبت
رغم ، أن أعماق البحار قد خضت

لقد أتعبتني .. يا رفيق الألم
بطوفان مطرك
ولا مظلة
لدي تقيني سحرك
ولاريشة
تتقن رسم الكلمات

هي رقعة شطرنج أحاول أن أداعبها
علها
تطرح ربيعا مزهرا وفراشات

دم بخير وسعادة

محمد نعناع
11-28-18, 01:33 AM
المتابعة هنا أصبحت بند هام في يومي
شطرنج تضيف هنا كفاح والدك وجدتك
تجعل البطولات أكثر ثراء
متابعة ...

لكل منا قصة ..
تروي ألف غصة .. وغصة
وسيوف حكام الشرق
بدماء الشعوب .. مرتصة


دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
11-28-18, 01:41 AM
الحلقة الرابعة

في الطريق الى الوطن :
لم يعد يفصلنا عن تراب الوطن ، الا أمتارا قليلة ، يشغلها موظفون عسكريون ، من قوات الامم المتحدة ، مصطفون على جانبي الطريق ، واقفون باستعداد ، رافعين اياديهم بالتحية العسكرية احتراما لنا .

كانت الامنيات كثيرة ، وكانت الاحلام ، تزين لي الاستقبال الكبير ، من قبل أبناء الوطن .

لقد كان رفاق الاسر ، في المعتقل ، قد قالوا لنا : حينما تدخلون الى سورية سوف يستقبلونكم استقبالا كبيرا ، ويدخلوكم الى المشفى ( الحجر الصحي ) ثلاثة أيام ، كي يفحصونكم فحصا عاما ، لانهم يخافون عليكم من الامراض السارية ، التي قد يصدرها الاسرائيليين الى سورية ، وخلال هذه الايام الثلاثة ، يحققون معكم تحقيقا سريعا ، ويبعثون بكم الى اهاليكم .

أبحرت عيوني ، على بعد مائتي متر تقريبا ، وهي المسافة ، التي تفصلنا عن المستقبلين السوريين ، الذين كانوا بانتظارنا .

كانت اللهفة كبيرة ، والاشواق كثيرة ، وها هو قلبي يدق بسرعة من الفرح ..
هاهي بلادي ..
هاهي سورية ..
يالله .. هل أنا أحلم ..؟

لم أكن أصدق ، أني سوف أرى بلادي ثانية ، ولذلك ، كنت قد نذرت على نفسي ، أن أقبل ترابك يا وطني ، قبل أن تطئك قدماي .

أنتهت رحلتنا مع الاسرائيليين ..
انتهت رحلتنا مع المآسي والعذاب ..
هكذا كنت أظن .

يتبع ..

الجنرال خالد
11-28-18, 01:56 AM
اهلا بك اخي الكريم ومرحبا بك
بين اخوانك واخواتك بهذا الصرح الشامخ
الحمد على سلامتك رغم تأخرها كثيراً
المهم انك بخير واللهم يحفظكم اجمعين من كيد
الصهاينه والنصارى
يبدو لي من الوهله الاولى انك كاتب متمكن
وان ما في جعبتك كثير وكثير ما ستقوله
واكيد سوف نستمتع بكل سطر وكلمه حرف منك
رغم الآلام التي سوف تصاحب هذه السطور
سوف اكون بالقرب ونرى ابداع قلمك

تحياتي القلبية لكل حر ومسلم في البلدان العربيه

شطرنج
11-28-18, 04:22 AM
الحلقة الرابعة

في الطريق الى الوطن :
لم يعد يفصلنا عن تراب الوطن ، الا أمتارا قليلة ، يشغلها موظفون عسكريون ، من قوات الامم المتحدة ، مصطفون على جانبي الطريق ، واقفون باستعداد ، رافعين اياديهم بالتحية العسكرية احتراما لنا .

كانت الامنيات كثيرة ، وكانت الاحلام ، تزين لي الاستقبال الكبير ، من قبل أبناء الوطن .

لقد كان رفاق الاسر ، في المعتقل ، قد قالوا لنا : حينما تدخلون الى سورية سوف يستقبلونكم استقبالا كبيرا ، ويدخلوكم الى المشفى ( الحجر الصحي ) ثلاثة أيام ، كي يفحصونكم فحصا عاما ، لانهم يخافون عليكم من الامراض السارية ، التي قد يصدرها الاسرائيليين الى سورية ، وخلال هذه الايام الثلاثة ، يحققون معكم تحقيقا سريعا ، ويبعثون بكم الى اهاليكم .

أبحرت عيوني ، على بعد مائتي متر تقريبا ، وهي المسافة ، التي تفصلنا عن المستقبلين السوريين ، الذين كانوا بانتظارنا .

كانت اللهفة كبيرة ، والاشواق كثيرة ، وها هو قلبي يدق بسرعة من الفرح ..
هاهي بلادي ..
هاهي سورية ..
يالله .. هل أنا أحلم ..؟

لم أكن أصدق ، أني سوف أرى بلادي ثانية ، ولذلك ، كنت قد نذرت على نفسي ، أن أقبل ترابك يا وطني ، قبل أن تطئك قدماي .

أنتهت رحلتنا مع الاسرائيليين ..
انتهت رحلتنا مع المآسي والعذاب ..
هكذا كنت أظن .

يتبع ..

نثر الشعور صهيل المتجه
يواكب ضياء مكانك
اذ لفا نديما قد غدا
في مصافحة كتابك

واني اشعر بكل نقطه تدور في
محيط يدك قبل ان تتخذ من سطرك وطن
الحلقة الرابعة
كانت رقصة ريشة فان كوخ
بلوحته الشهيرة عتبة الخلود
تشبه خطوتك على ارض البلاد

على هدير قلمك اترقب نظيمك العذب

محمد نعناع
11-28-18, 06:56 PM
اهلا بك اخي الكريم ومرحبا بك
بين اخوانك واخواتك بهذا الصرح الشامخ
الحمد على سلامتك رغم تأخرها كثيراً
المهم انك بخير واللهم يحفظكم اجمعين من كيد
الصهاينه والنصارى
يبدو لي من الوهله الاولى انك كاتب متمكن
وان ما في جعبتك كثير وكثير ما ستقوله
واكيد سوف نستمتع بكل سطر وكلمه حرف منك
رغم الآلام التي سوف تصاحب هذه السطور
سوف اكون بالقرب ونرى ابداع قلمك

تحياتي القلبية لكل حر ومسلم في البلدان العربيه


أهلا بك أيها الجنرال خالد
آمل أن أكون عند حسن ظنك
دم بخير وسعادة
إحترامي وتقديري


*

محمد نعناع
11-28-18, 07:23 PM
نثر الشعور صهيل المتجه
يواكب ضياء مكانك
اذ لفا نديما قد غدا
في مصافحة كتابك

واني اشعر بكل نقطه تدور في
محيط يدك قبل ان تتخذ من سطرك وطن
الحلقة الرابعة
كانت رقصة ريشة فان كوخ
بلوحته الشهيرة عتبة الخلود
تشبه خطوتك على ارض البلاد

على هدير قلمك اترقب نظيمك العذب


من مخاض الألم .. ولد القلم
رسم بعض كلمات .. لهدم الصنم

زخات مطرك .. تنبت الزرع
وينير قمرك .. ظلام الليل
لك باقة ورد

محمد نعناع
11-28-18, 07:29 PM
الحلقة الخامسة

يااماه ، ياوطناه :
هاهن مندوبات الصليب الاحمر الدولي يهنئن بالسلامة ، انهن يبدين كأنهن من الملائكة ، فهن حسناوات وشقراوات ، نعم انهن ملائكة ، بالمقارنة مع الصهاينة ، فقد كنت أشعر معهن بالأمان ، كانوا يرافقوننا من بداية الرحلة ، وكانوا يبتسمون لنا ، ويداعبون هذا وذاك ، كن يتكلمن ، بلغة عربية ركيكة ، وعندما تصعب عليهن ، أي كلمة عربية ، كن يتلفظهن بالانكليزية ، وكنت أفهم عليهن ، بعد أن تعلمت بعض الانكليزية ، خلال فترة الاسر .

عندما كان الاسرائيليين ، يقررون الافراج عن بعض الاسرى ، يأتي مندوبون ومندوبات الصليب الاحمر الدولي ، فيجتمعون مع كل اسير ، ويسألونه عن البلد الذي يود الذهاب اليه .

ياوطناه :
جائتني مندوبة الصليب الاحمر الدولي ، أكثر من عشر مرات ، لتسئلني عن البلد ، الذي أود ، أن أذهب اليه ، وأنا أقول لها : أريد الذهاب ، الى بلدي سورية ، فكانت تقول : ألا تخاف على نفسك من أن يذبحوك ، فأقول لها : ولماذا يذبحوني وأنا (صفحتي بيضاء ) في بلدي ، ولم أقم بأي عمل يخالف القانون ، فتجيب قائلة : ان الناس الذين ذبحوا ، ويذبحوا في بلدك ، هل قاموا بشيئ ضد القانون ..؟ وتضيف : كلا ، لم يفعلوا أي شيئ ، ولكن لانهم لا يحبون رئيسكم ، فرفضت هذا الكلام ، وأبلغتها قراري ، بأني أود الذهاب الى بلادي ، فبدأت تزين لي ، الحياة الكريمة ، التي يعيشها الناس ، في البلاد الاوربية ، وبأن حياتي ، كلاجئ سياسي ، لن ينقصها شيئ ، وانهم ، سوف يأمنون لي ، المسكن والمعيشة ، واخيرا ، الجنسية التي تخولني الذهاب الى أي بلد عربي .

ياوطناه :
بدأت أفكر في هذا الكلام ، ونفسي تراودني على ذلك ، فهل أسمع كلامها ..؟
ان الكثير ، من أبناء وطننا العربي ، يحلمون بالسفر أو الهجرة ، الى البلاد الاوربية ، لما فيها ، من مزايا حسنة ، وهاهي الفرصة تقدم لي ، وعلى ( صحن من ذهب ) بدون تعب أو شقاء ، فهل أستغلها ، وأوافقها ، وأعيش حياتي ، بعيدا عن وطني ، كلاجئ سياسي في بلاد الغربة ..؟ قيل لي ، أن هناك الكثيرين من الاسرى ، قد ذهبوا ، كلاجئين سياسيين الى ( المانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا )
فهل أوافقها على ذلك ..؟
فانها تنتظر الجواب النهائي .

يتبع ..

أعد النجوم
11-28-18, 08:17 PM
جميل جدا اخي


في انتظار البقية

تحيه لك

شطرنج
11-29-18, 05:29 AM
الحلقة الخامسة

يااماه ، ياوطناه :
هاهن مندوبات الصليب الاحمر الدولي يهنئن بالسلامة ، انهن يبدين كأنهن من الملائكة ، فهن حسناوات وشقراوات ، نعم انهن ملائكة ، بالمقارنة مع الصهاينة ، فقد كنت أشعر معهن بالأمان ، كانوا يرافقوننا من بداية الرحلة ، وكانوا يبتسمون لنا ، ويداعبون هذا وذاك ، كن يتكلمن ، بلغة عربية ركيكة ، وعندما تصعب عليهن ، أي كلمة عربية ، كن يتلفظهن بالانكليزية ، وكنت أفهم عليهن ، بعد أن تعلمت بعض الانكليزية ، خلال فترة الاسر .

عندما كان الاسرائيليين ، يقررون الافراج عن بعض الاسرى ، يأتي مندوبون ومندوبات الصليب الاحمر الدولي ، فيجتمعون مع كل اسير ، ويسألونه عن البلد الذي يود الذهاب اليه .

ياوطناه :
جائتني مندوبة الصليب الاحمر الدولي ، أكثر من عشر مرات ، لتسئلني عن البلد ، الذي أود ، أن أذهب اليه ، وأنا أقول لها : أريد الذهاب ، الى بلدي سورية ، فكانت تقول : ألا تخاف على نفسك من أن يذبحوك ، فأقول لها : ولماذا يذبحوني وأنا (صفحتي بيضاء ) في بلدي ، ولم أقم بأي عمل يخالف القانون ، فتجيب قائلة : ان الناس الذين ذبحوا ، ويذبحوا في بلدك ، هل قاموا بشيئ ضد القانون ..؟ وتضيف : كلا ، لم يفعلوا أي شيئ ، ولكن لانهم لا يحبون رئيسكم ، فرفضت هذا الكلام ، وأبلغتها قراري ، بأني أود الذهاب الى بلادي ، فبدأت تزين لي ، الحياة الكريمة ، التي يعيشها الناس ، في البلاد الاوربية ، وبأن حياتي ، كلاجئ سياسي ، لن ينقصها شيئ ، وانهم ، سوف يأمنون لي ، المسكن والمعيشة ، واخيرا ، الجنسية التي تخولني الذهاب الى أي بلد عربي .

ياوطناه :
بدأت أفكر في هذا الكلام ، ونفسي تراودني على ذلك ، فهل أسمع كلامها ..؟
ان الكثير ، من أبناء وطننا العربي ، يحلمون بالسفر أو الهجرة ، الى البلاد الاوربية ، لما فيها ، من مزايا حسنة ، وهاهي الفرصة تقدم لي ، وعلى ( صحن من ذهب ) بدون تعب أو شقاء ، فهل أستغلها ، وأوافقها ، وأعيش حياتي ، بعيدا عن وطني ، كلاجئ سياسي في بلاد الغربة ..؟ قيل لي ، أن هناك الكثيرين من الاسرى ، قد ذهبوا ، كلاجئين سياسيين الى ( المانيا وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا )
فهل أوافقها على ذلك ..؟
فانها تنتظر الجواب النهائي .

يتبع ..


الحلقة الخامسة مكتنزه بمجريات الحدث
ووجه في مآمل ذاكرتك
فوق وصوف الحياه المتحركة في مرمى عيناك
انت صاحب حكمة
حينما نرى ارث الانثى اين يكمن
في جمال روحها
والماسه مطلعها
بدفئها مسكن حينما ترتب فوضوية مشاعرنا
ان النساء تبقي الحياه ارتواء وسقيه بيارق عذبها مراد الهنى
ان الله خلقنا مهاجرين في الحياه
فتوفيق الله في كل مكان
انا اؤيد هجرتك في دروب ترغبها
وتستطيع ان تأسس ارتباط اعمالك في البلاد
فأن روح الطين لها ذكرى ميلادك الاول


متابع لموسيقى اصابعك

محمد نعناع
11-30-18, 06:01 PM
جميل جدا اخي


في انتظار البقية

تحيه لك



أعد النجوم :
هذه الحلقة لك ..
كن بخير


الحلقة 6

ياآماه :
هاهي جميلة الجميلات تغريني ، هاهي مندوبة المندوبات تنصحني ، فأي بلد تختاره للذهاب اليه .. ؟ أبريطانيا تعجبك ، أم تريد ألمانيا .. ؟ أو ربما تعجبك بلجيكا أكثر أو ربما فرنسا .. ؟
ترددت واحترت قليلا ، ولكن ، سمعت حينها صوت امي يناديني من داخل أعماقي ويقول لي : تعال يابني لقد اشتقت اليك ، حتى ان صوت أمي الخافت والحنون بدأ يعلو ، وان الدم في شراييني بدأ يتدفق بسرعة ، الى وجهي ، وأحسست بأنه سيتفجر ، ان هذا الصوت القادم من أعماقي غلب جميع الاصوات ، ان هذا الصوت أصبح يناديني بقوة ، فتغرغرت الدموع في عيوني
وقلت : لبيك يااماه ..
ها أنا قادم اليك فانتظريني ، فأنا في الطريق اليك
فلم يعد أمامي غير المراسم الرسمية التي يقومون بها قوات الامم المتحدة احتفاءا بنا
لم يعد يفصلنا عنك الا خمسين متر
فأعدي للقاء ياآماه .

يتبع ..

أعد النجوم
11-30-18, 06:06 PM
اشكرك اخي العزيز محمد على هذه اللفته الطيبه منك

يلا في انتظار الباقي

تحيه لك اخي

محمد نعناع
11-30-18, 06:20 PM
الحلقة الخامسة مكتنزه بمجريات الحدث
ووجه في مآمل ذاكرتك
فوق وصوف الحياه المتحركة في مرمى عيناك
انت صاحب حكمة
حينما نرى ارث الانثى اين يكمن
في جمال روحها
والماسه مطلعها
بدفئها مسكن حينما ترتب فوضوية مشاعرنا
ان النساء تبقي الحياه ارتواء وسقيه بيارق عذبها مراد الهنى
ان الله خلقنا مهاجرين في الحياه
فتوفيق الله في كل مكان
انا اؤيد هجرتك في دروب ترغبها
وتستطيع ان تأسس ارتباط اعمالك في البلاد
فأن روح الطين لها ذكرى ميلادك الاول


متابع لموسيقى اصابعك

أخي شطرنج :
لقد أصبح قلبي قيثارة
يعزف ألما وحزن
فماأصعب على الإنسان أن
يعيش دون وطن .

كن بخير وسعادة

شطرنج
12-01-18, 06:35 AM
أعد النجوم :
هذه الحلقة لك ..
كن بخير


الحلقة 6

ياآماه :
هاهي جميلة الجميلات تغريني ، هاهي مندوبة المندوبات تنصحني ، فأي بلد تختاره للذهاب اليه .. ؟ أبريطانيا تعجبك ، أم تريد ألمانيا .. ؟ أو ربما تعجبك بلجيكا أكثر أو ربما فرنسا .. ؟
ترددت واحترت قليلا ، ولكن ، سمعت حينها صوت امي يناديني من داخل أعماقي ويقول لي : تعال يابني لقد اشتقت اليك ، حتى ان صوت أمي الخافت والحنون بدأ يعلو ، وان الدم في شراييني بدأ يتدفق بسرعة ، الى وجهي ، وأحسست بأنه سيتفجر ، ان هذا الصوت القادم من أعماقي غلب جميع الاصوات ، ان هذا الصوت أصبح يناديني بقوة ، فتغرغرت الدموع في عيوني
وقلت : لبيك يااماه ..
ها أنا قادم اليك فانتظريني ، فأنا في الطريق اليك
فلم يعد أمامي غير المراسم الرسمية التي يقومون بها قوات الامم المتحدة احتفاءا بنا
لم يعد يفصلنا عنك الا خمسين متر
فأعدي للقاء ياآماه .

يتبع ..








ياالله يا خليل الحرف
ما احن هذا النص
قد بحرت في رمادياتي
بلا مراسي وامواج الشعور تخفق بحلاوه اللقاء
حين التقى ابي بأمه بعد 20 سنة من الفراق المظني
في عام 2002
في تلك اللحظات دخلت الجنة من قمة السعادة
التي راقصنا فيه النسيم الطروب
وهل هناك احلى وابهى
من ملامسه طرف عماد نور الام
ليشع شموس من حلاوه مبسمها
وتهب للحياه قداستها
ويأب الليل غنوة يباهي ضيائها
وما منحته من عطاء الا انها مجد الخضوع
لقدميها
ونتمنى العمر يرفضنا
ونهديها طوعا وتبجيل في جسدها
الام اسمى جمال قد خلقنا لأجله
ونبقى في حضور عطرها
اطفال نبحر في عذوبتها
عروسة الفؤاد وزاهيه النغمة
والوضوء من ريقها
لهو والله ايمان مبتغى رضاها
حين نقبل اصابعها الورديه
في كل زاويه في البيت
حين تتورد بحرت البيت
وتسقينا من قهوتها
فأن أنفاسها تختبئ في روح القهوه
في بيت المونه في اخضرار الزرع
في ازقت الحارة تنادينا
ونقبل اليد والجبين
ونطلب صفحها اذا ما اخطأنا
كم هذه الوردة اليانعه لها شعور فوق
تواصيف ما بين الضلوع

ايها المتكئ على الربيع
ساطع نورك لا يأفل
متابع لك يا رفيق

حنين النوارس
12-01-18, 10:01 AM
أعد النجوم :
هذه الحلقة لك ..
كن بخير


الحلقة 6

ياآماه :
هاهي جميلة الجميلات تغريني ، هاهي مندوبة المندوبات تنصحني ، فأي بلد تختاره للذهاب اليه .. ؟ أبريطانيا تعجبك ، أم تريد ألمانيا .. ؟ أو ربما تعجبك بلجيكا أكثر أو ربما فرنسا .. ؟
ترددت واحترت قليلا ، ولكن ، سمعت حينها صوت امي يناديني من داخل أعماقي ويقول لي : تعال يابني لقد اشتقت اليك ، حتى ان صوت أمي الخافت والحنون بدأ يعلو ، وان الدم في شراييني بدأ يتدفق بسرعة ، الى وجهي ، وأحسست بأنه سيتفجر ، ان هذا الصوت القادم من أعماقي غلب جميع الاصوات ، ان هذا الصوت أصبح يناديني بقوة ، فتغرغرت الدموع في عيوني
وقلت : لبيك يااماه ..
ها أنا قادم اليك فانتظريني ، فأنا في الطريق اليك
فلم يعد أمامي غير المراسم الرسمية التي يقومون بها قوات الامم المتحدة احتفاءا بنا
لم يعد يفصلنا عنك الا خمسين متر
فأعدي للقاء ياآماه .

يتبع ..








صباح الخيرات متابعه كالعاده خلف الكواليس واتمنى ان يثبث الموضوع لكونه يستحق

الحمد لله ان صوت الام ناداك
اتعلم ياسيدي اغلبنا ينادينا صوت الام والاب والتربه وبائع القهوة ........
باوروبا ارى الكثييير ممن اجبرته الحياة على الاختيار وممن لم يجبر ولكنه من اجل المزايا اختار ولكن في كلتا الحالتين صوت الام حين ينادي لا يجد مجيبا
الحمد لله
ننتظر البقيه :61::61:

الجنرال خالد
12-01-18, 10:17 AM
منتظر الحلقة 7 مع أني أحسها انها آليمة

نمارق
12-01-18, 10:26 AM
ننتظر بقية الحلقات بكل شوق

محمد نعناع
12-02-18, 06:31 PM
ياالله يا خليل الحرف
ما احن هذا النص
قد بحرت في رمادياتي
بلا مراسي وامواج الشعور تخفق بحلاوه اللقاء
حين التقى ابي بأمه بعد 20 سنة من الفراق المظني
في عام 2002
في تلك اللحظات دخلت الجنة من قمة السعادة
التي راقصنا فيه النسيم الطروب
وهل هناك احلى وابهى
من ملامسه طرف عماد نور الام
ليشع شموس من حلاوه مبسمها
وتهب للحياه قداستها
ويأب الليل غنوة يباهي ضيائها
وما منحته من عطاء الا انها مجد الخضوع
لقدميها
ونتمنى العمر يرفضنا
ونهديها طوعا وتبجيل في جسدها
الام اسمى جمال قد خلقنا لأجله
ونبقى في حضور عطرها
اطفال نبحر في عذوبتها
عروسة الفؤاد وزاهيه النغمة
والوضوء من ريقها
لهو والله ايمان مبتغى رضاها
حين نقبل اصابعها الورديه
في كل زاويه في البيت
حين تتورد بحرت البيت
وتسقينا من قهوتها
فأن أنفاسها تختبئ في روح القهوه
في بيت المونه في اخضرار الزرع
في ازقت الحارة تنادينا
ونقبل اليد والجبين
ونطلب صفحها اذا ما اخطأنا
كم هذه الوردة اليانعه لها شعور فوق
تواصيف ما بين الضلوع

ايها المتكئ على الربيع
ساطع نورك لا يأفل
متابع لك يا رفيق



يا رفيق الألم والأحزان ..
لم يعد هناك عصافير تغرد على الأغصان
لم يعد هناك ماء يطفئ ظمأ العطشان
لقد قتلوا العصافير وردموا مياه الشطآن
وباتت الآمهات ثكالى بحكم ظالم جبان
وآه .. وثم آه ..
ومن ثم آهات .

هي رقعة حزن .. ياشطرنج
لكل الأمهات .
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-02-18, 06:38 PM
الحلقة السابعة

في قلب الوطن
كنا أبطالا يااماه ، في نظر قوات الامم المتحدة ، عاملونا واستقبلونا ، استقبال الملوك والرؤوساء ، بمراسم حراس الشرف ، لم يكن هناك سجادا أحمرا يااماه ، ولكن يكفيني المثل الذي يقول ( لاقيني ولاتطعميني ) .

هاهي الرايات مرتفعة ، والوقفة العسكرية للجنود بعدها لم تنتهي ، فنحن الآن يااماه ، في وسط الجنود ، وهم مصطفين على الجانبين ، وبالتحية العسكرية لأياديهم لنا رافعين .

بدأت الخطوات تتسارع لهفة للقاء ، ووصلت الى آخر جندي أممي ، وقد كان عمره من عمري تقريبا ، انه أشقر ووسيم ، وله عينان زرقاوان ، فقلت لنفسي : هل له أم مثلي تنتظره بفارغ الصبر .. ؟ وهل يستطيع أن يراها ..؟ وهل يشده الحنين الى وطنه كما يشدني أنا .. ؟ .

تركت آخر الجنود ورائي ، فأمرهم قائدهم بالانصراف الى شئونهم ، وابتعدنا عنهم ، ونحن نسير على الاقدام ، متجهين الى الذين ينتظروننا في الطرف الآخر من أحبتنا السوريين .

أنتظريني يااماه ..
فلم يتبقى الا أمتار قليلة ونلتقي ، لنطفئ شوق سنين الغياب .

فقد بدأت تتوضح ملامح وجوه السوريين الذين كانوا ينتظروننا ، فقد كان عدد المستقبلين عشرة تقريبا ، والاسرى عددهم عشرة ، فهرولت الخطوات عفويا وتلقائيا ، بدون ارادة منا ، حتى وصلنا اليهم وتعاركنا بالعناق والمصافحة والقبلات ، ومشينا باتجاه السيارات التي سوف نستقلها ، فقد كان هناك مسافة بيننا وبين وسائط النقل ، فتأبط بزراعي شاب من المستقبلين ، كان يرتدي بدلة عسكرية ، عليها بعض النجوم على كتفيه فسألته أين نحن الآن ..؟ فأجاب : أنت في قلب الوطن "فنبض قلبي" ، واضاف ، هذه الجولان ، وهذا هو جبل الشيخ ، وهذا المرصد لنا ، وذلك المرصد للعدو الاسرائيلي ، وسنسترجع هذه الاراضي في يوم ما ، ان شاء الله ، قال ذلك ونحن كنا قد وصلنا الى السيارات .

يتبع ..

محمد نعناع
12-02-18, 07:02 PM
صباح الخيرات متابعه كالعاده خلف الكواليس واتمنى ان يثبث الموضوع لكونه يستحق

الحمد لله ان صوت الام ناداك
اتعلم ياسيدي اغلبنا ينادينا صوت الام والاب والتربه وبائع القهوة ........
باوروبا ارى الكثييير ممن اجبرته الحياة على الاختيار وممن لم يجبر ولكنه من اجل المزايا اختار ولكن في كلتا الحالتين صوت الام حين ينادي لا يجد مجيبا
الحمد لله
ننتظر البقيه :61::61:



و
ماأشقانا ..
حين نصم الآذان
لدمعة أم او نصرة إنسان


نعم ، الحمد لله ، في السراء والضراء
كوني بخير وسعادة

محمد نعناع
12-02-18, 07:13 PM
منتظر الحلقة 7 مع أني أحسها انها آليمة


أيها الجنرال خالد :
هل لديك شك ، أن الألم في بلاد الشرق ، يولد
حينما نولد ..؟

كن بخير وسعادة

محمد نعناع
12-02-18, 07:23 PM
ننتظر بقية الحلقات بكل شوق


ها هي الحلقة السابعة قد نشرتها
وأعرف أنها لن تطفئ شوقك
إنما ، ربما تزيد الشوق
و
عليك بالصبر

كن بخير وسعادة

حنين النوارس
12-03-18, 05:35 PM
كلما قرأت حرفا تدمع عيني
استنشق رائحة الانسانيه داخلها ل حد الساعه
متابعه

أعد النجوم
12-03-18, 10:04 PM
الله يعطيك العافية اخي محمد

قصتك هذي سوف يخلدها الزمان

في انتظار البقية

تحيه لك

محمد نعناع
12-04-18, 04:11 AM
كلما قرأت حرفا تدمع عيني
استنشق رائحة الانسانيه داخلها ل حد الساعه
متابعه



لقد قيل لي :
أن كل من قرأ المذكرات
اغرورقت عيناه بالدمعات
فمعذرة من كل عين
ذرفت دمعة
وسالت على الوجنات


دمت بخير

محمد نعناع
12-04-18, 04:46 AM
الله يعطيك العافية اخي محمد

قصتك هذي سوف يخلدها الزمان

في انتظار البقية

تحيه لك

أكتب أيها القلم
سجل يا زمان
صرخة في وجه الظلم
والطغيان

دمت بخير

محمد نعناع
12-04-18, 05:08 AM
الحلقة 8

المصير المجهول
نادى علينا احد المستقبلين العشرة ، وقال :
اصعدوا الى ( اللاندروفر ) من الخلف ، وفتح الباب الخلفي ، وأضاف : تفضلوا بالصعود .. فنظرنا نحن الاسرى الى بعضنا البعض ، ومن خلال نظرات العيون ، كنا كمن يسأل ..!؟
هل يتسع لنا ذلك الصندوق الخلفي .. !؟
وقلت لنفسي ، ربما لا يوجد وسائط نقل ، أو ربما ممنوعا في هذه المنطقة الحساسة على الشريط الحدودي تواجد السيارات ، فصعدنا ، ولاأعرف كيف أستطاع هذا المكان الضيق أن يستوعبنا ، كنا قد جلسنا بأحضان بعضنا البعض ، وقلت لنفسي ، كما يقول المثل :
"بيت الضيق بيتسع لألف صديق"

حين أذكر هذا ، لابد لي ان أذكر أن الاسرائليين كانوا قد جلبوا لنا ( باصا ) كبيرا يتسع لأكثر من خمسين راكبا ، ونحن كنا عشرة اسرى فقط ..!؟

وأبتدأت رحلتنا إلى المصير المجهول ..!؟

لاأعرف كم من الوقت قد مضى ، ولاأعرف الى أين يجدون بالمسير ، كل هذا لايهمني ، المهم أني في بلدي ، وأنا في غاية الفرح والسعادة والحنين للقاء أمي
فلا تحزني يااماه ..
فقريبا سوف تكتحل عيناكي برؤياي
فهي ساعات معدودة
ونلتقي .

يتبع ..

شطرنج
12-04-18, 05:32 PM
الحلقة السابعة

في قلب الوطن
كنا أبطالا يااماه ، في نظر قوات الامم المتحدة ، عاملونا واستقبلونا ، استقبال الملوك والرؤوساء ، بمراسم حراس الشرف ، لم يكن هناك سجادا أحمرا يااماه ، ولكن يكفيني المثل الذي يقول ( لاقيني ولاتطعميني ) .

هاهي الرايات مرتفعة ، والوقفة العسكرية للجنود بعدها لم تنتهي ، فنحن الآن يااماه ، في وسط الجنود ، وهم مصطفين على الجانبين ، وبالتحية العسكرية لأياديهم لنا رافعين .

بدأت الخطوات تتسارع لهفة للقاء ، ووصلت الى آخر جندي أممي ، وقد كان عمره من عمري تقريبا ، انه أشقر ووسيم ، وله عينان زرقاوان ، فقلت لنفسي : هل له أم مثلي تنتظره بفارغ الصبر .. ؟ وهل يستطيع أن يراها ..؟ وهل يشده الحنين الى وطنه كما يشدني أنا .. ؟ .

تركت آخر الجنود ورائي ، فأمرهم قائدهم بالانصراف الى شئونهم ، وابتعدنا عنهم ، ونحن نسير على الاقدام ، متجهين الى الذين ينتظروننا في الطرف الآخر من أحبتنا السوريين .

أنتظريني يااماه ..
فلم يتبقى الا أمتار قليلة ونلتقي ، لنطفئ شوق سنين الغياب .

فقد بدأت تتوضح ملامح وجوه السوريين الذين كانوا ينتظروننا ، فقد كان عدد المستقبلين عشرة تقريبا ، والاسرى عددهم عشرة ، فهرولت الخطوات عفويا وتلقائيا ، بدون ارادة منا ، حتى وصلنا اليهم وتعاركنا بالعناق والمصافحة والقبلات ، ومشينا باتجاه السيارات التي سوف نستقلها ، فقد كان هناك مسافة بيننا وبين وسائط النقل ، فتأبط بزراعي شاب من المستقبلين ، كان يرتدي بدلة عسكرية ، عليها بعض النجوم على كتفيه فسألته أين نحن الآن ..؟ فأجاب : أنت في قلب الوطن "فنبض قلبي" ، واضاف ، هذه الجولان ، وهذا هو جبل الشيخ ، وهذا المرصد لنا ، وذلك المرصد للعدو الاسرائيلي ، وسنسترجع هذه الاراضي في يوم ما ، ان شاء الله ، قال ذلك ونحن كنا قد وصلنا الى السيارات .

يتبع ..


ينحني الظلام عند اول مسبر ضوء
ويشرق الشعور حين اقسم عن ظهر قلب
ما جاء في تبيان اللهفة
على ارض ما زالت تحمل عبق الأولين
وعرق الكادحين
وصبوه الظافرين بها

شطرنج
12-04-18, 05:53 PM
الحلقة 8

المصير المجهول
نادى علينا احد المستقبلين العشرة ، وقال :
اصعدوا الى ( اللاندروفر ) من الخلف ، وفتح الباب الخلفي ، وأضاف : تفضلوا بالصعود .. فنظرنا نحن الاسرى الى بعضنا البعض ، ومن خلال نظرات العيون ، كنا كمن يسأل ..!؟
هل يتسع لنا ذلك الصندوق الخلفي .. !؟
وقلت لنفسي ، ربما لا يوجد وسائط نقل ، أو ربما ممنوعا في هذه المنطقة الحساسة على الشريط الحدودي تواجد السيارات ، فصعدنا ، ولاأعرف كيف أستطاع هذا المكان الضيق أن يستوعبنا ، كنا قد جلسنا بأحضان بعضنا البعض ، وقلت لنفسي ، كما يقول المثل :
"بيت الضيق بيتسع لألف صديق"

حين أذكر هذا ، لابد لي ان أذكر أن الاسرائليين كانوا قد جلبوا لنا ( باصا ) كبيرا يتسع لأكثر من خمسين راكبا ، ونحن كنا عشرة اسرى فقط ..!؟

وأبتدأت رحلتنا إلى المصير المجهول ..!؟

لاأعرف كم من الوقت قد مضى ، ولاأعرف الى أين يجدون بالمسير ، كل هذا لايهمني ، المهم أني في بلدي ، وأنا في غاية الفرح والسعادة والحنين للقاء أمي
فلا تحزني يااماه ..
فقريبا سوف تكتحل عيناكي برؤياي
فهي ساعات معدودة
ونلتقي .

يتبع ..

على ارض الجولان
تكمن اسرار ارض امتدادها تراث العلم
وجبالها الشاهقه بأنفاس اهاليها
انثالت منهم مسك نقائهم
على ارض الجولان
انولد الف حاتم الطائي
وايدهم تنثر مد البركات
قد حطمو ايوان كسرى
في عهود الضيافه
اصحاب القلوب الطيبه
والامجاد الخضراء
تعشب من بين اصابع اقدامهم
ابتسامة عذراء

اصافح بحرارة حضارة قلمك يا رفيق
متابع لتدفق محبرتك

حنين النوارس
12-04-18, 07:30 PM
بانتظار الوصول الى تربة المنبت

محمد نعناع
12-05-18, 02:00 PM
على ارض الجولان
تكمن اسرار ارض امتدادها تراث العلم
وجبالها الشاهقه بأنفاس اهاليها
انثالت منهم مسك نقائهم
على ارض الجولان
انولد الف حاتم الطائي
وايدهم تنثر مد البركات
قد حطمو ايوان كسرى
في عهود الضيافه
اصحاب القلوب الطيبه
والامجاد الخضراء
تعشب من بين اصابع اقدامهم
ابتسامة عذراء

اصافح بحرارة حضارة قلمك يا رفيق
متابع لتدفق محبرتك


على أرض الجولان
ولدت معركة
مات فيها الأبطال والشجعان
وعاش الخونة .

محمد نعناع
12-05-18, 02:05 PM
بانتظار الوصول الى تربة المنبت

وآه .. من تربة المنبت
....
...
..
.

محمد نعناع
12-05-18, 02:07 PM
الحلقة 9

فرع سعسع :
وصلنا اخيرا ، الى محطتنا الاولى ، وهي عبارة عن مبنى ، فيه ساحة كبيرة توقف فيه موكبنا ، فقالوا لنا : انتظرونا في السيارة ، وتركونا وذهبوا ليدخلوا ذلك المبنى .

بدأ الوقت يمضي ونحن جالسون ..
وبدأت خيوط العتمة ، تطرد خيوط النور ، ونحن منتظرون وقابعون في ذلك الصندوق الخلفي من السيارة .

كنا في وسط ساحة المبنى الذي عرفنا فيما بعد ، أنه ( فرع سعسع ) وهو أحد الافرع الامنية في بلادنا .

كان بعض عناصر ذلك الفرع "الفضوليين" عندما يشاهدوننا ، يتجهون نحونا ويسألونا عن الجرم الذي ارتكبناه ، فنقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، فيتعجبون سبب وجودنا عندهم وينصرفوا .

مضى وقت طويل ونحن في ذلك القبر الجماعي ، احسسنا فيه بالجوع والعطش ، فقال احد رفاقي : انظروا هناك ، وكان يشير الى حنفية ماء ، وكان قد ترجل من السيارة ، وخطا خطوتين باتجاه الماء ، فلم نسمع والا صوتا عاليا ، يؤنب رفيقنا لنزوله من السيارة ، فقال له رفيقنا : انني عطشان وأريد أن أشرب ، فرد عليه صاحب الصوت : اصعد الى السيارة وكل طلباتكم ستأتي اليكم .

مضى الوقت ، وأحسسنا فيه دهرا ، ولم يأتي فيه الماء .

رأينا أحد عناصر ذلك الفرع ، يخرج من احدى الغرف ، وبيده عنقودا من العنب ، يتجه الى الماء ليغسله ، وبعد أن غسله ، أدار نظره الينا فشاهدنا ، فشده الفضول الينا ، فجاء الينا كما جاء غيره من الفضوليين ، فسألنا نفس الاسئلة ، ورددنا عليه بنفس الاجوبة ، وقلنا له : أننا جوعى وعطشى ، فمد يده بعنقود العنب ، وقال : لاأملك غيره من الطعام فخذوه ، فأخذناه ، وعددنا حباته ، وقسمناه على عشرة ، فكان نصيب الفرد منا ، اربعة حبات من العنب ، وهنا ضحكنا ، وهذا الضحك كان يحمل في طياته الما ..!؟
وهنا شردت بأفكاري ، كان الاسرائليين ، يجلبون لنا في بعض الاحيان ، القليل من العنب ، وعندما كنا نقسمه ، كان نصيب الفرد منا ، مابين ستة حبات وعشرة حبات من العنب ..
فهل مازلت اسيرا لدى اسرائيل ..!؟

أين أبناء وطني ..!؟
فإني لا أراهم ..!!
أين تراب وطني ، فقد نذرت على نفسي أن أقبله .. !؟
إني لاأرى ذلك التراب كي احتضنه وأقبله ..!! أين وطني ..!؟
فاني لاأراك ياوطني ..!!
فهل أخطئت العنوان ..!؟
هل دخلت الى بلد آخر غير بلدي ..!؟
إنني لاأعرف ..
فأين انت ياوطني ..!؟
فإني ضائع وتائه ..
فاالهمني الصبر ياإلهي .

يتبع ..

عطر النَّدَى
12-05-18, 10:22 PM
توقعت ان يحصل هذا بعد الاستقبال الباهت
واتمنى ان لايكون حصل الاسوء

في انتظار باقي الاجزاء وبكل شوق
تحياتي لك اخي محمد نعناع

محمد نعناع
12-06-18, 04:22 AM
توقعت ان يحصل هذا بعد الاستقبال الباهت
واتمنى ان لايكون حصل الاسوء

في انتظار باقي الاجزاء وبكل شوق
تحياتي لك اخي محمد نعناع

ليس كل ما يتمناه المرء يدركه
تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

ولن أدع شوقك يطول
دمت بخير وسعادة

حنين النوارس
12-06-18, 01:58 PM
فأخذناه ، وعددنا حباته ، وقسمناه على عشرة ، فكان نصيب الفرد منا ، اربعة حبات من العنب ، وهنا ضحكنا ، وهذا الضحك كان يحمل في طياته الما ..!؟
بففففففففففففففف لن يحس بهذه الحروف سواك ومن تجرع مثلها

أين أبناء وطني ..!؟
فإني لا أراهم ..!!
أين تراب وطني ، فقد نذرت على نفسي أن أقبله .. !؟
إني لاأرى ذلك التراب كي احتضنه وأقبله ..!! أين وطني ..!؟
فاني لاأراك ياوطني ..!!
فهل أخطئت العنوان ..!؟
هل دخلت الى بلد آخر غير بلدي ..!؟
إنني لاأعرف ..
فأين انت ياوطني ..!؟
فإني ضائع وتائه ..
فاالهمني الصبر ياإلهي .
من اجمل التعابير التي مرت علي
اسلوبك رائع ياسيدي
افضل من الاف الكتاب الذين يبدعون من الخيال
انتظر البقيه :بكى::بكى:

محمد نعناع
12-06-18, 05:35 PM
توقعت ان يحصل هذا بعد الاستقبال الباهت
واتمنى ان لايكون حصل الاسوء

في انتظار باقي الاجزاء وبكل شوق
تحياتي لك اخي محمد نعناع


كنت قد نويت أن أنشر الحلقة العاشرة منذ لحظة ردي على تعليقك ، إلا أن بطاقة النت قد انتهت فجر هذا اليوم
وها هي الحلقة العاشرة التي تخيب تمنياتك :


الحلقة 10

في تلك المحطة ، التي توقف عندها الزمن ، جرى التحقيق معنا ، بتقديم نشرة معلومات تفصيلية ، عن اسمائنا واسماء اقربائنا ، وتم ذلك ، بأن دخل كل اسير الى ذلك المبنى ، والوقت يمضي .

ففي ذلك اليوم ، وفي تلك الساحة ، التي أمضينا فيها الساعات ، احسست فيها بالاهانة الكبرى للإنسانية ، وجرحت في صميم قلبي ..!!
فهؤلاء الفضوليين ، قبل أن يتعرفوا علينا ، كانوا يكيلون لنا الشتائم والسباب ، بكلمات كان الاسرائيليين ينعتونا بها ، لا بل كانت كلماتهم أقسى وأقذر من كلمات الاسرائيليين ، وعندما نعرفهم بأنفسنا ، ونقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى الاسرائيليين ، عندها يعتذرون عما بدر منهم من شتائم ونعوت .
اذن .. كان علينا أن نشهر "سلاح الاسر" بوجوههم وندافع عن كرامتنا ، عندما يأتينا الفضوليين ، بأن نعرفهم على أنفسنا
يالله ماهذا ..!؟
وماالذي يحصل ..!؟
وما هذه الاخطاء التي ترتكب بحقنا ..!؟
لماذا لم يقم المسؤولين بتعرفيهم علينا كي لا يشتمونا ..!؟
ماذا فعلنا حتى نعامل هذه المعاملة السيئة..!؟
ماذا فعلنا حتى نبقى بذلك القبر الجماعي ..!؟
ماذا فعلنا حتى نبقى جوعى ..!؟
ماذا فعلنا حتى نمنع عن الماء ..!؟
ماذا فعلنا حتى نمنع ، حتى من التبول ..!؟
وهل هذه الأفعال هي عملية مقصودة ..!!!؟؟؟
وتتراكم الأسئلة ، باحثة عن الأجوبة ، وليس هناك من يستطيع الإجابة


واخيرا ..
ها قد جاء الفرج ، جاء من يقول لنا :
ترجلوا من السيارة ، فترجلنا
قالوا : اركبوا بهاتين السيارتين ، فتوزعنا نحن العشرة اسرى على السيارتين
وبدأت رحلة جديدة الى محطة جديدة .

كان الظلام قد لف كل شيئ ..
كان الليل ولازال ، ليل للحالمين
وبدأت أحلم ..
سبحت باحلامي ، فتارة اغوص الى الاعماق ، وتارة اطفوا ، لقد توقف الزمن ، لقد توقفت الحياة ، لقد اختلطت الاوراق ، لقد أصبحت تائها ، لم اعد اعرف الوقت ،
لم اعد اعرف نفسي ..
هل أنا نائم ؟
هل أنا أحلم بكل ما مر بي من أسر لدى اسرائيل ولدى هذا الفرع الامني ..!؟
هل ستوقظني أمي بعد قليل ، كي أذهب الى العمل ، أم أنا مستيقظ وهذا ما يجري فعلا ..!؟

وصلنا الى محطتنا الجديدة وكانت على ما أعتقد ( قيادة موقع دمشق ) ونزلنا من السيارات ، وأشار احدهم أن ندخل من الباب الذي أمامنا ، فدخلنا خلف بعضنا البعض ، وكان هناك ممرا ضيقا مررنا فيه ، وبعد ذلك أصبحنا أمام باب زنزانة ، كان بداخلها عشرة مساجين تقريبا ، ففتحوا لنا الباب ، وقيل لنا :
أدخلوا الى هنا ، فدخلنا الى تلك الزنزانة ،
واغلقوا الباب .

يتبع ..

حنين النوارس
12-06-18, 05:53 PM
الحلقه انزلت دموعي ونبشت جوفه اسئلتي
على يد من تربى بعض العسكر عندنا؟
عدت بي ياسيدي لاناس سموا بمعتقلي تازمامرت

والله يقف الحرف امام الحرف ياسيدي

محمد نعناع
12-06-18, 06:11 PM
فأخذناه ، وعددنا حباته ، وقسمناه على عشرة ، فكان نصيب الفرد منا ، اربعة حبات من العنب ، وهنا ضحكنا ، وهذا الضحك كان يحمل في طياته الما ..!؟
بففففففففففففففف لن يحس بهذه الحروف سواك ومن تجرع مثلها

أين أبناء وطني ..!؟
فإني لا أراهم ..!!
أين تراب وطني ، فقد نذرت على نفسي أن أقبله .. !؟
إني لاأرى ذلك التراب كي احتضنه وأقبله ..!! أين وطني ..!؟
فاني لاأراك ياوطني ..!!
فهل أخطئت العنوان ..!؟
هل دخلت الى بلد آخر غير بلدي ..!؟
إنني لاأعرف ..
فأين انت ياوطني ..!؟
فإني ضائع وتائه ..
فاالهمني الصبر ياإلهي .
من اجمل التعابير التي مرت علي
اسلوبك رائع ياسيدي
افضل من الاف الكتاب الذين يبدعون من الخيال
انتظر البقيه :بكى::بكى:

ليس من سمع عن الألم ، كمن شاهده
ليس من يعد ضربات العصي ، كمن يضرب بها
دمت بخير وسعادة
وها هي الحلقة الحادية عشرة :

الحلقة 11

الزنزانة السورية :
في داخل هذه الزنزانة ، التي تشبه الى حد ما ، الزنزانة الاسرائيلية ، بدأنا ننظر الى بعضنا البعض ، كأن لسان حالنا يقول :
لماذا نسجن ..!؟
وماذا فعلنا حتى نسجن ..!؟
فنحن كنا عشرة اسرى ، وهناك عشرة مساجين آخرين تقريبا ، كانوا قبلنا في هذه الزنزانة ، فأصبح العدد عشرين شخصا ، في زنزانة
( طولها ثلاثة أمتار وعرضها مترا واربعون سنتيمتر تقريبا )
فهل يتسع لنا هذا المكان الضيق ..!؟
ياالله..
ماذا فعلنا حتى نحشر كقطيع من الغنم داخل هذه الزريبة ..!؟
ماذا فعلنا حتى نكون بين مساجين كل واحدا منهم له تهمة ما ..!؟ فهذا مهرب مخدرات ، وذاك تهمته الشذوذ الجنسي ، وآخر غادر البلاد بطريقة غير شرعية ، ولكن ، لحظة يامحمد ، لماذا تتهم هؤلاء المساجين ..!؟ ألا يعقل أن يكونوا مظلومين مثلنا ، فقد قال احد المساجين بأنه متهما بأشياء لاعلاقة له بها ، وهنا انبرى احد المساجين وسألني عن تهمتي ، فقلت : لاأعرف ماهي تهمتي ، فقال : وهل هناك احد يدخل الى السجن ولايعرف ماهي تهمته ..!؟ قلت له : نعم أنا ، فابتسم ، وأضفت : كل ماأعرفه ، هو اني كنت اسير حرب عند الاسرائيليين ، واليوم قد اطلقوا سراحي وأتيت الى سورية ، وشرحت له ذلك ، فتعجب كثيرا ، وقال : ان مكانكم ليس هنا في هذا السجن ، وانما في مكان آخر ، فقلت له : وهل هناك احد يسمعك ، فنحن في بلاد الصم والبكم ..
خفف المساجين ببعض الكلمات عن معاناتنا التي أنستنا بعض الوقت ما نحن فيه .

يتبع ..

شطرنج
12-06-18, 06:45 PM
الحلقة 9

فرع سعسع :
وصلنا اخيرا ، الى محطتنا الاولى ، وهي عبارة عن مبنى ، فيه ساحة كبيرة توقف فيه موكبنا ، فقالوا لنا : انتظرونا في السيارة ، وتركونا وذهبوا ليدخلوا ذلك المبنى .

بدأ الوقت يمضي ونحن جالسون ..
وبدأت خيوط العتمة ، تطرد خيوط النور ، ونحن منتظرون وقابعون في ذلك الصندوق الخلفي من السيارة .

كنا في وسط ساحة المبنى الذي عرفنا فيما بعد ، أنه ( فرع سعسع ) وهو أحد الافرع الامنية في بلادنا .

كان بعض عناصر ذلك الفرع "الفضوليين" عندما يشاهدوننا ، يتجهون نحونا ويسألونا عن الجرم الذي ارتكبناه ، فنقول لهم : أننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، فيتعجبون سبب وجودنا عندهم وينصرفوا .

مضى وقت طويل ونحن في ذلك القبر الجماعي ، احسسنا فيه بالجوع والعطش ، فقال احد رفاقي : انظروا هناك ، وكان يشير الى حنفية ماء ، وكان قد ترجل من السيارة ، وخطا خطوتين باتجاه الماء ، فلم نسمع والا صوتا عاليا ، يؤنب رفيقنا لنزوله من السيارة ، فقال له رفيقنا : انني عطشان وأريد أن أشرب ، فرد عليه صاحب الصوت : اصعد الى السيارة وكل طلباتكم ستأتي اليكم .

مضى الوقت ، وأحسسنا فيه دهرا ، ولم يأتي فيه الماء .

رأينا أحد عناصر ذلك الفرع ، يخرج من احدى الغرف ، وبيده عنقودا من العنب ، يتجه الى الماء ليغسله ، وبعد أن غسله ، أدار نظره الينا فشاهدنا ، فشده الفضول الينا ، فجاء الينا كما جاء غيره من الفضوليين ، فسألنا نفس الاسئلة ، ورددنا عليه بنفس الاجوبة ، وقلنا له : أننا جوعى وعطشى ، فمد يده بعنقود العنب ، وقال : لاأملك غيره من الطعام فخذوه ، فأخذناه ، وعددنا حباته ، وقسمناه على عشرة ، فكان نصيب الفرد منا ، اربعة حبات من العنب ، وهنا ضحكنا ، وهذا الضحك كان يحمل في طياته الما ..!؟
وهنا شردت بأفكاري ، كان الاسرائليين ، يجلبون لنا في بعض الاحيان ، القليل من العنب ، وعندما كنا نقسمه ، كان نصيب الفرد منا ، مابين ستة حبات وعشرة حبات من العنب ..
فهل مازلت اسيرا لدى اسرائيل ..!؟

أين أبناء وطني ..!؟
فإني لا أراهم ..!!
أين تراب وطني ، فقد نذرت على نفسي أن أقبله .. !؟
إني لاأرى ذلك التراب كي احتضنه وأقبله ..!! أين وطني ..!؟
فاني لاأراك ياوطني ..!!
فهل أخطئت العنوان ..!؟
هل دخلت الى بلد آخر غير بلدي ..!؟
إنني لاأعرف ..
فأين انت ياوطني ..!؟
فإني ضائع وتائه ..
فاالهمني الصبر ياإلهي .

يتبع ..

النواطير كثر يا رفيق
لموطن العنب
لابد من حواجز في درب الحياة
وان استضام الالم شخص النبل
ومضغنا الوجع عن حين درايه
تبقى الحياه كروم من الجمال

متابع لروائع سردك

محمد نعناع
12-07-18, 06:38 PM
الحلقه انزلت دموعي ونبشت جوفه اسئلتي
على يد من تربى بعض العسكر عندنا؟
عدت بي ياسيدي لاناس سموا بمعتقلي تازمامرت

والله يقف الحرف امام الحرف ياسيدي

هل تعلمين ، سيدتي :
كم كنت أود البكاء
إلا أن دموع العين قد خانتني
وأبت أن تمطر
في مشاهد كثيرة في تلك المواقف
فالدموع نعمة ، تطفئ نيران القلب

لك طوق ياسمين

رناااحمد
12-07-18, 06:45 PM
الحمد لله على نجاتك اخي

محمد نعناع
12-07-18, 06:55 PM
النواطير كثر يا رفيق
لموطن العنب
لابد من حواجز في درب الحياة
وان استضام الالم شخص النبل
ومضغنا الوجع عن حين درايه
تبقى الحياه كروم من الجمال

متابع لروائع سردك

ما أجمل ألحانك
على رقعة شطرنجك
أهي نسائم عطرك
أم هي طلاسم سحرك

لك شجي .. من ناي
تسحر من يسمعه

تحياتي لك

محمد نعناع
12-07-18, 06:58 PM
الحلقة 12

تلك الزنزانة الموجودة في مكان ما ، في مدينة دمشق ، كيف أنساها ..
ففيها أحسست بأن الانسانية جمعاء كانت تهان ،
هذه الزنزانة لاتستطيع أن تستوعب عشرون شخصا ينامون فيها ، لهذا تقاسمنا الليل مع رفاقنا السجناء بالتناوب على النوم كما تقاسمنا حبات العنب ، فعشرة ينامون وعشرة يقفون .

جاء دوري لكي انام على الارض بدون غطاء أو فراش ، ولكن من أين ، سيأتيني النوم ؟ وانا في قلب بلادي أحس بالبرد والجوع ، فنحن لم نذق الطعام منذ الصباح ، ونحن الآن في منتصف الليل تقريبا .

كان اعدائنا الصهاينة قبل ان يطلقوا سراحنا في صباح ذلك اليوم ، كانوا قد قدموا لنا وجبة الافطار ( وفطرنا ) قبل ان تنطلق رحلة العودة
وعندما جاء وقت الغذاء عند الظهر ونحن في الطريق ، جاؤوا لنا بوجبة الغذاء ، فرفضنا أن نأكل الا في بلادنا ..
فكيف انام وافكاري تتيه هنا وهناك ..؟
كان الضياع والتشتت في كل شيئ ، وليس هناك أي جواب لأي سؤال ..

لاأعرف اذا نمت في تلك اللحظات العصيبة ، هل سرقت بعض لحظات من النوم أم لا ..؟ كل ماأتذكره أن رفيقي قد نبهني لأعطيه مكاني لكي ينام ، كان كجبل واقف ايام الحرب وايام الاسر لايركعه شيئ ، ، والآن ان هذا الجبل لم يعد يتحمل أكثر من ذلك ، فسقط وخارت قواه وغاب عن الوجود ، كان الارهاق باديا على وجهه ، فأعطيته مكاني ووقفت مكانه ..
وقفت انظر اليه بعين ام تراقب وليدها و( طبطبت ) عليه لاجعله يحس بأني موجودا بجانبه ، وضع رأسه بين أقدامي وأراد أن يفرد رجليه فلم يستطع ، لأن جدار الزنزانة وقف حائلا بينه وبين ذلك ، فكيف يستطيع أن يفرد رجليه في هذا المكان الضيق ، ان الجداران المتقابلان متقاربان والمسافة التي تبعد بينهما هي مئة واربعون سنتيمتر تقريبا ،

إننا نحن الاسرى كنا جبالا لا يركعنا شيئ ، كنا نتحمل جميع انواع العذاب النفسي والجسدي في سجن اسرائيل ، ولم يأتي علينا يوم يأسنا فيه عند الاسرائيليين كاليوم الذي نحن فيه في زنزانة من زنزانات دمشق .
يتبع ..

أعد النجوم
12-08-18, 01:12 AM
متابعينك اخي محمد

ننتظر البقية

تحية لك

محمد نعناع
12-08-18, 04:31 PM
الحمد لله على نجاتك اخي

سلمك الله
كوني بخير وسعادة

محمد نعناع
12-08-18, 04:53 PM
متابعينك اخي محمد

ننتظر البقية

تحية لك

إحترامي وتقديري
دم بخير وسعادة

محمد نعناع
12-08-18, 05:06 PM
الحلقة 13

كان جسدي في تلك الزنزانة ، وأما روحي كانت سابحة في اللاشيئ ، وكان هناك كوة في اعلى جدار الزنزانة ، من خلالها كنت ارى النجوم وهي تسبح في السماء ، وكنت اتعلق بها لاذهب بعيدا عن مآساتي ..

يالله .. ماأجمل تلك النجوم في السماء ، فهي حرة طليقة ..

ماأجملك .. ياأيها الليل ، أريد أن أختبئ فيك أيها الظلام ..

من قال أن الظلام ليس جميل ، انه في بعض الاحيان أفضل من النور ..

إن الليل والظلام معناه الذهاب إلى النوم والذهاب الى المجهول وبعدم تحمل المسؤوليات ، وأنا الآن أريد أن أهرب من كل شيئ ، أريد أن أهرب الى اللاشيئ ..

في بعض الاحيان يفضل الانسان أن يكون مجذوبا على أن يكون عاقلا ..
فيارب .. لماذا لم تخلقني مجنونا بدون عقل ..؟

كنت واقفا على قدماي الاثنتين ، انتظر دوري مرة اخرى لكي انام ، فأحسست باحدى قدماي بأنها لم تعد تساعدني على الوقوف ، كانت قد تخدرت ( لبدت ونملت ) فرفعتها بيداي الاثنتين لاريحها قليلا ، عندها شعر رفيقي النائم بين اقدامي ببعض فراغ عند رأسه ، فمد رأسه ووضعه مكان موضع قدمي ، فلم أعد أستطيع أن أنزل قدمي ..
إن رأس رفيقي أصبح يحتل موضع قدمي ، فأمسكست رجلي بكلتا يداي لكي لا تسقط على رأس رفيقي وبقيت واقفا على رجل واحدة ( مثل اللقلق ) .

يتبع ..

عطر النَّدَى
12-08-18, 05:59 PM
لا لم تاتي كما اتمنى
والا كانت عيناي دمعت فرحا
وانا اقرأ تساءلت لو كانت سوريا من افرجت
عن اسرى اسرائيلين كيف كانت استقبلتهم ؟
ما قراته يطرح العديد من تساؤلات
ربما اجد الاجابات في باقي الاجزاء
ساعود للمتابعة بصمت

اخي محمد نعناع انت نعم الصديق
تحياتي لك

محمد نعناع
12-09-18, 01:55 PM
لا لم تاتي كما اتمنى
والا كانت عيناي دمعت فرحا
وانا اقرأ تساءلت لو كانت سوريا من افرجت
عن اسرى اسرائيلين كيف كانت استقبلتهم ؟
ما قراته يطرح العديد من تساؤلات
ربما اجد الاجابات في باقي الاجزاء
ساعود للمتابعة بصمت

اخي محمد نعناع انت نعم الصديق
تحياتي لك

لن تجدين أجوبة على تساؤلاتك
خلال الحلقات القادمة ، إنما
ستجدين المزيد من إشارات الإستفهام
والمزيد من جرعات الألم .

كوني بخير وسعادة

محمد نعناع
12-09-18, 02:06 PM
.
الحلقة 14

فقدان الذاكرة ، في الوطن :

كانت تباشير الفجر تهل وتعلن ولادة يوم جديد ، وآذان المؤذن للصلاة ينادي الناس ، كانت هذه أول مرة منذ سبعة عشر شهرا وعشرون يوما أمضيتها في المعتقل اسمع فيها صوت الآذان من المآذن ، اعترف بأني في ذلك الوقت كنت لاأصلي ، والله يهدي من يشاء ، فنحن ولدنا على الفطرة مسلمين ، وإن التكبير وذكر الله يعطينا قوة فائقة للتحمل والصبر ،

فالله اكبر الله أكبر ، واشهد ان لااله الالله ، واشهد ان محمد رسول الله .

في السادسة صباحا تقريبا ، استيقظ رفيقي ورآني اقف على رجل واحدة وعرف بأنه قد أخذ مكان موضع قدمي برأسه ، فبكى وحزن على وقفتي هذه ، وضممنا بعضنا البعض وتعانقنا كأننا كنا بعيدين عن بعض البعض ، والتقينا .

هذه الصورة كيف انساها ..!؟
ففي وطني لم يكن هناك لي موضع رجل لأضعها فيه
فأين أنت ياوطني ..!؟

كنا نداوي جراح بعضنا البعض أنا ورفاقي
كنا جياعا ، فلم نأكل منذ صباح الامس ، فذهبنا الى التدخين عوضا عن الطعام .

لم يكن في الزنزانة السورية ( دورة مياه ) لنغتسل أو نقضي حاجتنا فيه ، بينما الزنزانة الاسرائيلية كان فيها شبه ( مرحاض افرنجي ) وهو عبارة عن سطل بلاستيك كبير .

لم يكن في الزنزانة السورية أي شيئ ننام عليه أو نغطي أجسادنا به ، بينما الزنزانة الاسرائيلية كان فيها أغطية ( حرامات ) تحتنا وفوقنا .

في الزنزانة السورية نمنا جوعى ، بينما في الزنزانة الإسرائيلية نمنا شبعى .

في الزنزانة السورية كنا عشرون شخصا ، بينما في الزنزانة الإسرائيلية كنا عشرة .
ولكن ،
لأتوقف قليلا عن هذا السرد وعن هذه المقارنات بين الزنزانة السورية والزنزانة الإسرائيلية ، ربما لاتجوز المقارنة .

يتبع ..

حنين النوارس
12-09-18, 07:25 PM
.................................................. ...
.................................................. ...
.................................................. ...
وبعد
لذلك الانسان الحر بدأ يبحث عن الوطن في الشجر والحجر ومن القطب الى القطب
يقف الحرف عند الحرف حسره
بارك الله حرفك

محمد نعناع
12-10-18, 07:33 PM
.................................................. ...
.................................................. ...
.................................................. ...
وبعد
لذلك الانسان الحر بدأ يبحث عن الوطن في الشجر والحجر ومن القطب الى القطب
يقف الحرف عند الحرف حسره
بارك الله حرفك


ماأشقى الإنسان
الذي يبحث عن وطن
داخل بلاده

كوني بخير وسعادة

محمد نعناع
12-10-18, 07:50 PM
الحلقة 15

لقد اصبحت الآن الساعة العاشرة تقريبا ..
فتح باب الزنزانة ، ونادى احدهم وهو يقول :
( يالله طلعوا فطروا )
فخرجنا جميعا ، العشرون سجينا ..
أما العشرة الاولى فهم الاسرى ، وكنا نلبس لباسا موحدا ..
واما العشرة الثانية فهم المساجين الآخرين ، وكانت لهم مشاكلهم وصراخهم ، وعندما كان يعلو الصراخ ، يأتي عناصر ذلك الموقع ويهينوا الجميع بدون استثناء ..

إذن ، فالعشرون مهانون ، ونحن الاسرى من ضمن العشرون ..

إن عناصر هذا الموقع لايعرفون بأننا كنا اسرى حرب لدى اسرائيل ، وعندما كانوا يعرفون ذلك ، كانوا يعتذرون لنا ويستغربون عن سبب وجودنا لديهم ، والمشكلة الكبرى انهم يأتون فرادى ، وكل منهم يشتمنا "وكم هم مبدعين بالشتائم" ، فنوضح له وضعنا نحن الاسرى العشرة ، فيعتذر ويتعجب ويذهب الى حال سبيله ..

هكذا مرت الساعات علينا في ذلك الموقع ، يأتي عنصر ، يهيننا ، نوضح له ، فيعتذر ويذهب ، وتواليك .. وهلم جرا ..

لقد كرهنا أنفسنا لاننا كنا اسرى ..
لقد كرهنا العالم اجمع ..
فمن المسؤول عن تلك الاهانات ..!؟
هل هو العنصر ، ام المسؤول عن العنصر ..!؟

لم نعد نقول بأننا اسرى ..
لم نعد نتكلم عندما نهان ( كأننا من البكم )
وقد كان قلبي يبكي دما لهذه الأفعال المشينة ..
تحجرت الدموع في عيناي ..
يالله .. أريد أن أبكي ..
فلما لاأستطع البكاء ..!؟
أين تلك الدموع الخائنة ..!؟

يتبع ..

أعد النجوم
12-11-18, 08:07 PM
عزيزي محمد

يقال الشر يعم والخير يخص

فلذلك تجدهم لا يفرقون بيننا السجناء


ننتظر البقية

تحية لك

محمد نعناع
12-12-18, 01:43 AM
عزيزي محمد

يقال الشر يعم والخير يخص

فلذلك تجدهم لا يفرقون بيننا السجناء


ننتظر البقية

تحية لك


صدقت بذلك ..
فهذا ما يجري في في الشرق .

دمت بخير

محمد نعناع
12-12-18, 01:50 AM
الحلقة "16"

هاهي مناسف الحلاوة على الارض تناديني قائلة :
( ألست جوعان ،تعال وكلني )
نعم ، كنت أتضور جوعا ، ولكن مابال نفسي قد شبعت وصامت ، فلم استطع أن ( آكل ) ، لقد شبعت نفسي من الاهانات ..
مد رفيقي يده وقال :
( بسم الله الرحمن الرحيم ) وأجبرني على أن آخذ لقمة وآكلها ، ، فحمدت الله على هذه النعمة ورجعت الى الوراء وأنا أمد يدي على علبة التبغ الاسرائيلية الصنع ، وأشعلت لفافة القمتها في فمي ، فقدم لي احد رفاقي كوب من الشاي وهو ينظر الي ويقول :
( اشبك ماخربت الدنيا ... معلش ... معلش )
كان رفيقي يعرف بأني كنت حساسا وشفافا جدا ، يعرف بأن الكلام والقول يؤثر بنفسي أكثر من ألف مدفع ، ولقد ماتت نفسي في نفسي ، لقد قتلوني في داخلي ،
لقد نحروني بدون سبب ..
فمن المسؤول عن ذلك ..؟!

انتهت وجبة الافطار العربية ودخلنا الى مقصورتنا الجميلة الرحبة ننتظر اللاشيئ ، ننتظر المجهول ، ننتظر الانتظار ، وبعد فترة وجيزة من الوقت لاأعرف تحديدها بالضبط ، فتح باب الزنزانة ، وطلب منا الخروج حالما نسمع اسمائنا ، فبدأت الاسماء تتلى واصحابها يخرجون ، حتى خرجنا جميعا ، جميع العشرون ..
تجمعنا في ساحة ذلك المبنى ، وكان هناك غرفة صغيرة مسبقة الصنع بجانب ذلك المبنى ، وكنا نزور هذه الغرفة
( البراكة ) كل شخص بمفرده ، وعندما تنتهي هذه الزيارة نصعد الى ( ميكرو باص ) كان بانتظارنا .

يتبع ..

شطرنج
12-12-18, 04:10 AM
رغم انشغالي
الا اني اتابعك من خلف الحاجز
الاسلام ليس بكثره المساجد
ولا بالاعتكاف فيه
والمساكين ينتظرون عند بوابته
ليمد اليه بضع نقود
ولا يقزم الاسلام بشهر رمضان
وباقي السنة الحرام مباح
ولا هو زياره بيت الله الحرام
الاسلام توحيد
فأين التوحيد جامع القلوب
ركزنا على اعمده الاسلام
ونسينا سقفها
من اين يأتي التوحيد
وتاريخ الوطن العربي مزيف
من اين يأتي التوحيد
ورموز الشر
على عروشهم
من اين يأتي الخير
والجهل استاذ ممجد
ولازال الخير موجود
في كل انسان
عرف رحمة الله

متابع لسطور التي حملت ذكرى أليمة
لهذا الوجه السمح
سأكون بجوار دوما

محمد نعناع
12-12-18, 03:58 PM
رغم انشغالي
الا اني اتابعك من خلف الحاجز
الاسلام ليس بكثره المساجد
ولا بالاعتكاف فيه
والمساكين ينتظرون عند بوابته
ليمد اليه بضع نقود
ولا يقزم الاسلام بشهر رمضان
وباقي السنة الحرام مباح
ولا هو زياره بيت الله الحرام
الاسلام توحيد
فأين التوحيد جامع القلوب
ركزنا على اعمده الاسلام
ونسينا سقفها
من اين يأتي التوحيد
وتاريخ الوطن العربي مزيف
من اين يأتي التوحيد
ورموز الشر
على عروشهم
من اين يأتي الخير
والجهل استاذ ممجد
ولازال الخير موجود
في كل انسان
عرف رحمة الله

متابع لسطور التي حملت ذكرى أليمة
لهذا الوجه السمح
سأكون بجوار دوما




شمس العرب ..
في الأفق غاربة
وجذور الفساد
في الأرض ضاربة
نطفئ الشموع
ونستنير الظلام
وإدمان الجهل
بات للناس قاطبة
يسكن في البلاد
دين الإسلام
أما المسلمين
عن الديار غائبة


يا صديق الألم ..
قال أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس :
لمثل هذا ..
يذوب القلب من كمد
إن كان في القلب
إسلام وإيمان

محبتي لك

محمد نعناع
12-12-18, 04:20 PM
الحلقة 17

فقدان الذاكرة :
جاء دوري فدخلت تلك ( البراكة ) وكان هناك ضابطا وعلى كتفيه بعض النجوم ، فسألني عن اسمي وعنواني ..
وهنا ، في هذا المكان ، كانت قد توقفت الحياة عندي للحظات قصيرة ، كنت اتذكر بها اسمي ، فلم أعد أتذكر من أنا وما هو اسمي ،
فصرخ الضابط وقال :
( ما بتعرف شو هو اسمك ولاك )
وأنا لاأجيبه على سؤاله ، لاني كنت قد نسيت اسمي ..!!
فزجرني بكلمات قاسية وأضاف قائلا :
( شو انتا ما بتسمع ولاك )
آه ..
لو يعرف ذلك الضابط ما كان في داخلي تلك اللحظات
كنت ، كغريقا في بحر ولا أعرف العوم فيه
كنت ضائعا وتائها
كنت كمن يحاول ان يهرب ويفر من جلده
بكل بساطة اقول :
نعم ، لقد نسيت اسمي ، كما ينسى الطالب المجتهد في المرحلة الابتدائية الاجابة على بعض أسئلة استاذه
أردت أن أصرخ فخانتني حنجرتي
أردت أن أبكي فلم أستطع
وما أكثر المواقف التي أردت فيها أن أبكي ، ولكن الدمع كان يخونني ويعاندني
إن الدمع قد تحجر في عيوني
إن البياض الذي في عيناي قد أصبح احمرا بلون الدم من السهر والتعب والارهاق

كنت قد أمضيت ليلة في المعتقل لم أنم فيها من فرحتي بأنه سوف يطلق سراحي وأمضيت ليلة ثانية في زنزانة الصهاينة لم أنم فيها مع رفاقي كنا نغني ونرقص مبتهجين لاطلاق سراحنا ، وأمضيت ليلة ثالثة في زنزانة بلادي لم أنم فيها من القهر والحزن والجوع والبرد ، ولأنه لم يكن هناك مكان للنوم بالاصل
ثلاثة ليالي لم أنم فيها ، فكيف تصبح لون عيوني

لقد جرى كل هذا ، وأنا أقف امام ذلك الضابط الذي يريد مني ان أقول له ( ماهو اسمي )
هو لايعرف بأنني كنت اسير حرب لدى الاسرائيليين
وصرخ مرة اخرى وقال : ( بعدين معك ولاك )

حينها كنت قد رجعت من هروبي الكبير ، حينها رجعت لي ذاكرتي
فذكرت له اسمي وعنواني ، فطلب مني أن أبصم على أوراق كانت أمامه ، فمددت له يدي اليمين ، فقال لي :
( مكسورتك التانية ولاك حمار )
فأعطيته مكسورتي اليسرى ليصبغها بتلك الاصباغ ، وعندما انتهى من ذلك قال لي :
( انقلع ورا رفئاتك )
فانقلعت وراء رفاقي الى الميكرو باص ، وأخذت مكاني على مقعد في تللك العربة ، وكان كل رفاقي جالسون ، رفاقي العشرون ، العشرة الاسرى ، والعشرة المساجين .
يتبع ..

عطر النَّدَى
12-13-18, 03:58 AM
" لم أنم فيها مع رفاقي كنا نغني ونرقص مبتهجين لاطلاق سراحنا"
هذه الجملة تفسر فقدانك لذاكرة
العقل يتخيل شيء ليصدم بغيره

لن اعلق على بقية النص لاني توقفت عند اكثر من نقطة ذكرت فيه
بل استوقفني كل ما ذكرت انتظر تتمة بشوق

تحياتي لك اخي محمد

جميلة الشرق
12-13-18, 04:08 AM
انت تتقاسم معانا مشاعرك فتتراسل حواسنا عبر الكلمات فأشعر حقا
ان فقدان الذاكرة أقل شعور قد يصاب به الإنسان في وسط هذه الأحداث
مازالت متابعة كل الحلقات بشغف .. أستاذي الرائع محمد نعناع باقة من الاعجاب لك

محمد نعناع
12-13-18, 06:20 PM
" لم أنم فيها مع رفاقي كنا نغني ونرقص مبتهجين لاطلاق سراحنا"
هذه الجملة تفسر فقدانك لذاكرة
العقل يتخيل شيء ليصدم بغيره

لن اعلق على بقية النص لاني توقفت عند اكثر من نقطة ذكرت فيه
بل استوقفني كل ما ذكرت انتظر تتمة بشوق

تحياتي لك اخي محمد

أعتقد أن فقدان الذاكرة ..
بسبب كثرة الصدمات
والضغوطات الغير متوقعة

دمت بخير

محمد نعناع
12-13-18, 06:38 PM
انت تتقاسم معانا مشاعرك فتتراسل حواسنا عبر الكلمات فأشعر حقا
ان فقدان الذاكرة أقل شعور قد يصاب به الإنسان في وسط هذه الأحداث
مازالت متابعة كل الحلقات بشغف .. أستاذي الرائع محمد نعناع باقة من الاعجاب لك

يزول الألم ، أو تخف وطئته ..
حين يتقاسم الإنسان مع أخيه الإنسان
الآلام والمعاناه
أما فقدان الذاكرة :
ربما في كثير من الأحيان
يكون فيها النسيان نعمة


جميلة الشرق :
كم تجيدين الغوص في قاموس الكلمات
لك وردة

حنين النوارس
12-13-18, 10:45 PM
ارهقتني هذه الحلقه
........

رؤى
12-14-18, 12:22 AM
هنا موضوع فعلاً يستحق القراءه مثل مايقول الاشعار
فوق
فاتني الكثير بعد القراءه راح اعلق
يعطيك العافيه

YOUNES22
12-14-18, 01:00 AM
بداية موجعة أخي فرج الله عنكم ونصركم

محمد نعناع
12-14-18, 01:15 AM
ارهقتني هذه الحلقه
........

و
ربما القادم
يزداد فيها
الألم والحرقة

كوني بخير

محمد نعناع
12-14-18, 01:24 AM
هنا موضوع فعلاً يستحق القراءه مثل مايقول الاشعار
فوق
فاتني الكثير بعد القراءه راح اعلق
يعطيك العافيه

لك ..
باقات ورد .. ضجيج
من بلاد الشام
لأهل الخليج

دم بخير وسعادة

محمد نعناع
12-14-18, 01:28 AM
بداية موجعة أخي فرج الله عنكم ونصركم

اللهم آمين
سلمك الله وحفظك

كن بخير وسعادة

محمد نعناع
12-14-18, 01:42 AM
الحلقة 18


ثقافة الشتائم في بلاد التيه العربية :

صعد السائق وادار المحرك ونظر الينا نحن العشرون نظرة تتطاير شررا ، وقال :
( ايدك على راسك وراسك لتحت ولاك منايك)

يالله ..
يالله .. هل نحن مازلنا في المعتقل ..!؟
فهذة الشتيمة لم انساها بعد ، فقد سمعتها من الاسرائيليين كثيرا ، ولكن :
"بدون كلمة : منايك ، أو عرصات"

فقد كنا نجلس هذه الجلسة ساعات طوال "جلسة التربيع" لدى اسرائيل وذلك حسب طلبهم ، وإن هذه الاهانة التي كان الاسرائيليين يوجهونها لنا ، كنا قد حاربناهم عليها وسقط منا قتلى وجرحى ، حتى أننا لم نعد نلبي أوامر الاسرائيليين ..

وها أنا في بلادي ، اسمع هذا السائق يصرخ علينا مرة اخرى ، ويكرر نفس الكلمات
( ايدك على راسك ، وراسك لتحت ولاك عرصات)

يالله ..
ماهذا التشابه بين اسرائيل وهذا السائق ..!!
لا ، بل إن شتائم ذلك السائق لهي أقسى وأمر
"إن اسرائيل لم تشتم والدي ووالدتي وأخواتي ، إنما ذلك السائق قد فعلها"

هل يعرفنا ذلك السائق ام أنه يلفظ تلك الشتائم التي تمس شرف الإنسان وكرامته لكل مساجينه ..!!؟؟

هل يعرف بأننا كنا اسرى لدى اسرائيل وأنه لا علاقة لنا بالمساجين الآخرين ..!؟
أم أنه لا يعرف ذلك ..!!

فما أقسى تلك الشتائم التي يتقنها ويبدع فيها منتسبي الأجهزة الأمنية ..

لقد نفذنا أوامر ذلك السائق على مضض :
( ايدنا على راسنا ، وراسنا لتحت ) .

يارباه ..
ماأتعس الاوطان التي تأمر أبناءها بطئطئة رؤوسهم بدل أن يرفعوها ، وما أضعف الاوطان التي تهين ابناءها ، وماأنذل وأخس فاعليها ..

إن الامم الاخرى يزداد ارتفاعها في السماء ،
والامم العربية يزداد هبوطها الى ماتحت القاع

إن الانسان المهان في وطنه ، ليس وطنه ، ولن يستطيع أن يدافع عنه

فهل يعلم الحكام بما يجري لمواطنيهم ..!؟
ام انهم لايعلمون ..
واذا كانوا يعلمون ذلك ، فتلك مصيبة
واذا كانوا لا يعلمون ، فالمصيبة اعظم
وفي كلتا الحالتين لا تأهلهم بأن يكونوا حكاما ..

زجرنا ذلك السائق ، بكلمات يعجز اللسان عن لفظها ، بما فيها من شتائم وسباب ، وبعد أن تأكد بأننا نفذنا أوامره ، ترجل من العربة وذهب لبعض شؤونه ، وكان محرك العربة دائرا ، ولم يبقى فيها الا : نحن المساجين ..

مرت علينا لحظات كأنها دهور
إن الثواني كانت تمر ببطئ شديد ونحن مطئطئي الرؤوس
فإلى أين سنذهب هذه المرة ..؟
وكيف ستكون الرحلة الجديدة ..؟
لانعرف ..
لانعرف .

يتبع ..

أعد النجوم
12-14-18, 01:55 AM
استــــــــــــــــــــــــــــــمر


معك حتى النهاية

عطر النَّدَى
12-14-18, 05:37 AM
مؤلم جدا ما قراته ذكرني بشهادات من عاشوا في سجون
سنوات الرصاص عندنا نفس ثقافة الشتم كان مدرسهم واحد
تباا لهم لثقافتهم

كنت اتمنى تثبيت الموضوع لانه يسحق
فشكرا لمن قام بدلك

في انتظار التتمة اخي محمد

الصولجان
12-14-18, 05:25 PM
...


لاحول ولا قوة الا بالله .. العلي العظيم ..


وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ


مؤلم ما قراتهٌ مؤلم ما تتبعتهُ العيون !
أُكمل وعسى ان يكون خيراً ..

الله المستعان !


...

محمد نعناع
12-14-18, 07:49 PM
استــــــــــــــــــــــــــــــمر


معك حتى النهاية




لك تحياتي
دم بخير وسعادة

حنين النوارس
12-14-18, 07:58 PM
اتمنى ان تجد دار نشر وتنشر مذكراتك ليس للمتعة ياسيدي فليس هناك متعه وانت ترقص على حافة جراح الاخرين لكن للعبره
اتعلم ياسيدي مذكراتك تعود ل الثمانين ولكن كل هذا مازال يمارس
اتمنى ان ياتوا بهؤولاء ويستجوبوههم لنعلم فقط لما
لن تبرد الجراح ولكن السؤال لما ؟؟؟
آآآآآآآآآآآآه وآآآآآآآخ على قولتكم

محمد نعناع
12-14-18, 08:15 PM
مؤلم جدا ما قراته ذكرني بشهادات من عاشوا في سجون
سنوات الرصاص عندنا نفس ثقافة الشتم كان مدرسهم واحد
تباا لهم لثقافتهم

كنت اتمنى تثبيت الموضوع لانه يسحق
فشكرا لمن قام بدلك

في انتظار التتمة اخي محمد


لو خيروني :
ما بين السجن الإسرائيلي والسجن العربي
لأخترت :
السجن الإسرائيلي ، لإنه أرحم من السجن العربي
بكل صدق أقول :
لقد تذوقت الحرية وشعرت بوجود كرامتي
لأول مرة في حياتي
وانا داخل السجن الإسرائيلي
وهذه هي الحقيقة الغائبة المغيبة
عن الشعوب العربية

الندى :
ها هي أمنيتك ودعوتك لتثبيت الموضوع قد تحققت
فشكرا لك ، وشكرا لمن قام بتثبيت الموضوع

لك تحياتي
دمت بخير وسعادة

محمد نعناع
12-14-18, 08:24 PM
...


لاحول ولا قوة الا بالله .. العلي العظيم ..


وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ


مؤلم ما قراتهٌ مؤلم ما تتبعتهُ العيون !
أُكمل وعسى ان يكون خيراً ..

الله المستعان !


...

المؤلم أكثر ..
حين يأتي الألم .. من القريب
وبدون ذنب .

دمت بخير وسعادة

ŢαŢμαŊα
12-14-18, 09:11 PM
الكاتب المبدع ,,, والآخ الفاضل محمد نعناع

عنجد بدي هنيك ع هالموهبه الكبيره في سرد الآحداث ونقل الوقائع لآلنا
بهالصوره القويه الحيه والآهم تدوين هالذكريات بهالشكل القصصي المميز ,,,

حتا الآحاسيس المشاعر ,,, الآلم الآسى وصلتن لالنا بكل صدق وآمانه .
سلمت آناملك آخي ع هالآبداع وربي يعطيك كل العافيه والسعاده .

وبدي ضيف تعليقي مستلهمتآ من آحد آبيات شاعرنا الكبير (معروف الرصافي)
... يلي بيوصف هالواقع بآسدق العبارات .

قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته ... واليوم لا وطنٌ عندي ولا سكنُ
ولا أرى في بلادٍ كنت أسكنها... إلا حُثالة ناس قاءها الزمنُ !!

محمد نعناع
12-14-18, 09:13 PM
اتمنى ان تجد دار نشر وتنشر مذكراتك ليس للمتعة ياسيدي فليس هناك متعه وانت ترقص على حافة جراح الاخرين لكن للعبره
اتعلم ياسيدي مذكراتك تعود ل الثمانين ولكن كل هذا مازال يمارس
اتمنى ان ياتوا بهؤولاء ويستجوبوههم لنعلم فقط لما
لن تبرد الجراح ولكن السؤال لما ؟؟؟
آآآآآآآآآآآآه وآآآآآآآخ على قولتكم

ما قبل "الربيع العربي" :
إن جميع المحاولات لنشر المذكرات قد باءت بالفشل ، وذلك لأسباب متعددة :

لقد حاولت أن أنشر المذكرات لدى دور النشر في سوريا ، لكن الأجهزة الأمنية قد منعت ذلك
و
لقد كانت المذكرات مشروع "رواية" في عام 2007 "خارج سوريا" ، لكن "الحاضن والداعم" قد دخل السجن السوري ولم يخرج إلا خلال "الربيع العربي"
و
لقد تواصل معي أحد العاملين لدى إحدى دور النشر في مصر في عام 2008 بهذا الشأن ، إلا أنه لم يتم الأمر
و
جرت محاولات أخرى ، ولكن الفشل كان رفيقي

مابعد "الربيع العربي" :
كان هناك محاولة واحدة قد باءت بالفشل
ومازلت أنتظر تحقيق هذه الأمنية
ولم أقطع الأمل

حنين النوارس :
آه ..
مازالت الجراح ساخنة
ومازالت الأسئلة تبحث عن الأجوبة
ولكن :
لاجواب ، يطفئ ظمأ السائل
وآه

كوني بخير وسعادة


SEO by vBSEO 3.6.1