07-07-22, 06:31 AM
|
#672 |
| | | | | | | | | | | | | | |
الصحابية الجليلة تماضر بنت عمرو الملقبة بالخنساء
عاشت الخنساء بما يتلاءم مع عقيدتها الإسلامية القوية، وقبيل نشوب معركة القادسية بين المسلمين والفرس، جمعت الخنساء أولادها الأربعة وقالت لهم: يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون . فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا الى قتال عدوكم متبصرين بالله على أعدائه منتصرين، فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها، وجعلت ناراً على أوراقها، فتيمموا وطيسها، وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها، تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة، فلما أشرق الصبح واصطفت الكتائب وتلاقى الفريقان باشر أولادها الأربعة القتال حتى استشهدوا جميعاً .
وفي نهاية المعركة تقدم نفر من رجال الجيش، ينعون الى الخنساء أولادها الأربعة، بعد بلائهم في الحرب بلاء حسناً، فتلقت الخبر بكل هدوء واتزان وحزم وقالت كلمة لا تزال تتردد على مر الأيام والدهور: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته، فأطلق عليها لقب أم الشهداء .
وبعدها رجعت الى المدينة، وعلم بها عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، فعزّاها في أبنائها وكان يعطيها أرزاق أولادها الأربعة حتى قُبض، ثم انصرفت الى مضارب قومها بني سليم بالبادية، وفارقت الحياة مع مطلع خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه .
|
| |