منتديات مسك الغلا | al2la.com - احبك ثم احبك ثم احبك........(مناجاه) حصري للمسك

ولنمعن النظر في الاستخدام القرآني لهذين اللفظين لبيان اكتمال الصورة :

(( يا الله )) :

في سورة البقرة :

قال تعالى : " ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم "
نلاحظ هنا لا توجد نعمة بل جزاء وعقوبة ،،،

نشوف مواضع أخرى
في سورة البقرة :
قال تعالى : " وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة "
نرى هنا ورد الأمر مثلا ،،،

في سورة طه :
قال تعالى : " إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري "
نرى هنا ورد أمر مقترة بفرض وعبادة ،،،

نذهب لأمثلة :
(( يا رب )) :

لنرى مثلا في سورة الفاتحة:

قال تعالى: " الحمد لله رب العالمين " هنا بيان أنه خالق العالمين كلهم لا توجد عبادة مخصصة مأمور بها المخلوق،،،

سورة نوح :

قال تعالى : " ربِ أغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا " هنا صفة المغفرة لا توجد عبادة مأمور بها ،،،

سورة البقرة :

قال تعالى : " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه و رسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك البصير "

هنا أيضا كدعاء بأن الله ترجع له كل الأمور ولا توجد عبادة مخصصة ،،،

سورة طه :

قال تعالى مخاطبا النبي موسى :
" إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالوادِ المقدس طوى "

هنا الله لم يلزم موسى " عليه السلام بعبادة ،، بل ذكره بنعمة أنعمها عليه ،،،

بين نعمة ودعاء ،،،
هناك فرق جدا جوهري

رب إذا أضيفت لكلمة بعدها تعني بشرا مثلا ،،،

الله لا يضاف بعدها الله لا نقصد بهذه الكلمة إلا الله فقط ،،،

طيب نرجع للرب كيف إذا أضيفت لها كلمة ؟؟؟

مثلا لما نقول : رب العمل : نقصد بها المدير في العمل ،،،

بدون إضافة نقصد بها الرب = الله

لا نضيف بعدها شيء ،،،

فقط سأوضح هنا بمثال واحد من سورة يوسف :

قال تعالى : " يا صاحبي السجن أما أحدكما فيسقي ربه خمرا "

ربه : هنا أضيفت لضمير متصل : الهاء في محل جر بالإضافة ،،،

أما الرب عندما نعني بها الله لا نضيف لها أي مضاف إليه ،،،

ومن هذا السياق كثير ،،، لهذا عند قراءة ألفاظ القرآن الكريم بتمعن ندرك جماليات كثيرة ،،، يرجع الفضل بعد الله هنا إليك بفتح هذا الأفق الجميل في التحليل ،،، روعة ،،،

،،،

نعود للبيت الأول الرائع بشدة ،،، تدعو الله مبتهلا بأداة النداء للقريب ،،، بالله ورب العباد فهو خالقهم الذي أسبغ نعمة الخلق عليهم ،،، ثم تأتي لتؤكد تلك الصفة المرتبة بالربوبية : الخالق،،، تناديه بالخالق وهو حق فهو الخالق لكل ما نبصره وما لا نبصره ،،، بتدبير دقيق منه ،،، هنا الرجاء والتوسل : من الأدب في الدعاء التوجه لله بأسمائه و صفاته ،،، وهو من آداب الدعاء ومن التحبب والتقرب لله ،،،

لكن هنا تخص خلق معين ،،، ما الذي خصصته :

" السموات السبع " لنتوقف هنا في جمالية روعة روعة روعة ،،،

قال الله تعالى : " و بنينا فوقكم سبعا شداد " وقال تعالى : " الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها "

لنتأمل في روعة صنع الخالق ،،، هذه السماوات السبع ،،، بهندسة بنائية محترفة كاملة متقنة لا نجد فيها ولا خطأ ،،، السموات بروعتها تضم الكواكب والنجوم والمجرات والتنظيم الدقيق ،،،

اليوم نحن نرى منزل أو قصر في الأرض تم بناءه بشكل رائع نقول : الله ،،، ما هذا الاتقان وهذا صنع بشر ،،، فكيف بصنع الكامل وهو الله ،،، الأروع يأتي ،،، هذه السموات السبع كسقف ،،، 7 أسقف ،،، نأتي اليوم لمهندس معماري ونطلب منه إضافة أدوار فوق القصر مثلا ،،، يرد ويقول : لا أستطيع بناء سبعة أدوار لأن الأساس لا يتحمل ،،، سيقع البيت أو القصر ،،،

طيب لو طلبنا منذ البداية يبني سبعة أدوار سيبنيها لكن سيضع أعمدة في كل دور تسند الدور الذي يليه لدرجة لو قلت للمهندس لا أريد هذا العمود هنا ،،، لا ينال اعجابي سيرد فورا : اجباري تضعه هنا لأن الهندسة البنائية لتكتمل لتحمل الثقل يجب أن توضع هنا ،،،
ولو بعد فترة غيرت رايك بجدار ما ،،، وتقول للمهندس أهدم هذا الجدار ،،، لو كان هذا الجدار يحوي عمود خرساني يحمل ثقل الدور اللي بعده راح يرفض على طول لأنك بمجرد أصلا تحاول تقترب من هذا العمود سيتعرض المنزل لقابلية السقوط ،،، فما بالك لو أزلته نهائيا سيقع ،،،

لكن
هنا الله الصانع المبدع السموات السبع بنيت بجمال ،،، ومن غير أعمدة سقف لا يسنده عمود ،،، نعم لأنه صنع الكامل المكمل ،،، لذا من رحمة الله الواسعة علينا أنه ممسك السماء ،،، لو وقعت لفنى الكون بأسره ،،،

فالقسم بالسبع سموات هنا حق ،،، واللهي هذا البيت ما تتصور كمية المتعة اللي رافقتي بها ،،، روعة ،،، أجدت وأبدعت ،،

الأساليب والمحسنات والصور :

يا الله : أسلوب إنشائي طلبي ،،، نوعه : نداء للقريب " يا " ،،، الغرض منه : التعظيم والتبجيل ،،،

يا رب العبادي : أسلوب إنشائي طلبي ،،، نوعه : نداء للقريب " يا " ،،، الغرض منه : بيان النعم من الخالق على مخلوقاته وتفضله عليهم ،،،

يا خالق السبع الشدادي : أسلوب إنشائي طلبي ،،، نوعه : نداء للقريب " يا " ،،، الغرض منه : بيان الأنبهار بالهندسة الربانية الدقيقة بشدة ،،،

كثرت الأساليب الإنشائية في القصيدة ؛ حيث الأساليب الخبرية تحتمل التصديق أو التكذيب بينما الأساليب الإنشائية تستدعي الصدق ،،،

" الأمل "

" 2 "

فلا لناس عز الا بعزك
فانت القادر الفرد الجوادي

" 3 "

إله الكون اني بك مؤمل
فيا ربي تبلغني مرادي

لا زالت الأبيات تؤكد أسماء الله الحسنى وصفاته،،، حيث " العزيز " من العزة ،،، و " القادر " من عظم قدرته ،،، و " الجواد " وهي الصفة التي تفوق الكرم في العطاء ،،، والفرد : من كونه الوحيد المنفرد الذي لا يشبهه شيء

في البيت الأول من هذين البيتين نجد أن من ابتغى العزة ولم يكتبها الله له ،،، لن يعيش بعزة أبدا ،،، فالمعروف إن الله يعز من يشاء ،،، ويذل من يشاء طبعا من باب الاستحقاق حيث الله ليس بظلام للعبيد ،،، الإنسان في طريقه مسير و مخير ،،، مسير في أمور عادية ومتعارف عليها كالنوم الجوع العطش وغيرها ،،، لكنه مخير يعلم الصح ويعلم الخطأ وهو يختار طرقه ،،، لذا من ابتغى العزة سلك الدرب الذي يؤدي إليه ،،،

هذا الشطر لندقق به ،،، اليوم يحتج البعض أن هناك أمم لا تؤمن بالله مع ذلك هم أهل العزة والتقدم ،،، هل هذا يتنافى مع عدل الله ؟؟؟ طبعا لأ ،،، بل قمة العدل ناس تجتهد لتحصل في الأخير وتجني ثمرة جهدها ،،، حيث تطور نفسها فمن الظلم أن لا تحصل على تطورها ،،،

هناك من يحتج بحجة الكثير مظلومين ،،، فلماذا لا يتدخل الله ويعاقب من ظلمهم ؟؟؟ الله يستمع لدعوة المظلوم وينتصر له ،،، لكن له الحق والحجة على الله يوم الحساب الأعظم ،،، بينما في الدنيا نعم نجد حالات يتدخل بها الله ويرفع الظلم بعقاب ما ،،، لكن هناك ناس تقول طال بنا الظلم ولم ينصفنا الله ،،، فتلحد ،،، لنتساءل هنا ،،، من المفروض يرفع الظلم عنك في هذه الحياة الدنيا ؟؟؟

الإنسان نفسه ،،، قاضي الأرض الذي يفصل ،،، لذا جاء التوعد الشديد بالإخلال بالعدل الدنيوي " فويل لقاضي الأرض من قاضي السماء " ،،، الشؤون الدنيوية وضعت كدار امتحان هل المرء قادر أن يجتازه ،،، أما يوم القيامة لا ولن يضيع أي حق لماذا ؟؟؟ لأن القاضي عادل لا يظلم عنده أحد ،،، لا يتحكم به هوى ولا ميل ،،،

فعلا العزة لله جميعا ،،، ولكن طول ما الإنسان ملتزم بسنن الكون فالإنسان خلق ليكون خليفة في الأرض فطالما كان ملتزم بقوانين الخلافة في الأرض من تعمير و تطور والذي يعتبر العامل الفعال لذلك كله هو " الإيمان " طالما توافرت هذه الشروط ستجد المسلمين أصحاب السيادة ،،، أما على المستوى الفردي طالما الفرد يعمل ويجد ويجتهد سينال العزة مثلا هنا المادية ،،، وطالما كان مع الحق والصواب سينال الاحترام ،،،

قد يقول أحدهم واللهي أعرف فلان إنسان حقاني و و و ،،، لكن الناس مثلا البعض منه يجحد حقه ،،، صحيح لكن ذلك لنقص الناس وصفة الظلم عندهم لا لعيب في فلان ،،، بدليل لو أحتاج احدهم العدالة و وضع في موقف سيختار هذا الإنسان ،،، لو مر بضائقة سيلجأ لهذا الفلان ،،، هناك أشخاص لهم احترام وتقدير حتى من اعدائهم ،،، لأنهم فرضوا مبادئهو القويمة فنالوا التقدير ،،، وتلك الرفعة والعزة ،،،

طيب لنقف هنا أيضا وقفة هناك أسماء الله ،،، عادة لما أحدهم يدعى دام نحن هنا مع العزة والقدرة ،،، لنأخذهما يُقال له عبد العزيز ،،، أو عبد القادر ،،، فنناديه عزيز ،،، قادر ،،، نجد أحدهم يقولك : لا حرام ،،، هذا اسم الله ،،، هل هذا الكلام صحيح ؟؟؟ طبعا لأ ،،، لأن الله كريم مطلق لا يوجد مثلا فوق كرمه كرم ،،، عزيز مطلق لا يوجد فوق عزته عزة ،،، قادر مطلق لا يوجد فوق قدرته قدرة ،،، لكن هي صفة بشرية غير مطلقة متفاوتة ،،، فلما أقول فلان كريم ،،، نعم هو كريم لكن لن يصل لكرم الله مهما فعل ،،، فرق بين الناقص والمطلق ،،، حتى صفة الكرم والعزة والقدرة تختلف بين البشر ففلان كريم ،،، وأبو فلان أكرم منه ،،، وهكذا
رائع ،،،

الناس عزها كما قلنا أنه بيد الخالق ،،، لكن بأعمالهم و سعيهم وتوكلهم لا تواكلهم ،،، ثم تخصه بأنه القادر نعم ليس فوق قدرة الله شيء أمره كن فيكن ،،، وهو الفرد لا يشبهه شيء ،،، هو واحد ليس له شريك ولا صاحبة ولا ولد ،،، وهي ميزة يتميز بها الخالق ،،، ويعلو ويسمو بها عن مخلوقاته التي تحتاج للتجمع والتواصل ،،،