دخلت شارِعك،
ولن أخرُج.

في الواقِع لا أستطيع أن
أتحدث عنك بِصورة سيئة،
فقد كنتُ أراكَ يومًا عالمًا،
وملجأً يحوي أحزاني أجمع.
لن أنسى ضحكاتنا، تضحياتنا، بُكائنا،
أُغنيتنا، وعلبة الماء التي شربناها سويًا.
ألا إنك قد وجدتَ ذلك الثقب الذي أخبرتُك عنه
كثيرًا ثُم ظللتَ تحفُر فيه حتى أصبح فارغًا تمامًا.
نعم، هذا الفراغ والبرود الذي يُغلفني، أنتَ من سببته،
أنت الذي كنتُ أظن أنه سيقف معي دومًا،
في حروبي الخاصة، ومعاركي وتناقُضي.
أنت من ظننت أنه سيُربت على كتفي ويقف بِجانبي
لنُحارب كُل ما سيقف في طريقنا من عثرات.
ألا أنك أنت من وقفت بِوجهي،
وتركتني أغرق في القاع،
لكنني في الواقع لا أكنُّ لك أي حقد.
بل إنني مُمتنة لك.
لقد أخبرتني بِطريقتك الخاصة
أن لا شيء سيدوم،
لن يمسَّ أحد مساحتي الخاصة مُجددًا.

عيناك تعادلُ فنجان قهوة.