عندما أُفكّر بالموت،
كنتُ أرى نفسي دومًا أموت ميتةً تراجيديّة ..
كأن أموتَ في نهاية عرضٍ تلفزيونيّ،
بعد أن أقتُلَ المُذيع وأتوجّه إلى الكاميرا
التي تلتقطُ الأحداث وأتفوّه ببعض الهُراء ثُم أموت،
ويصفّق الجمهور معتقدين أن ما حدثَ كانَ جُزءًا من العرض.
أو أن أموتَ بعد إنقاذي لعددٍ من أصدقائي،
ثُمّ تقتنصني بُندقيّة القنّاص المُحتلّ بالدول المُجاورة.
أو أن أموتَ على شاطئ بحرٍ خلال فترة الغروب،
أو بينَ ذراعيّ الرجُل التي أُحبّه.
المهمّ أن أموتَ ميتةً تُخلّد في ذِكرى من يُحبّونني،
لا أن أموتَ كرقمٍ داخل إحصائيّة يوميّة بسبب فايروس.
إنه ظلمٌ كبير لحياتي الشائكة،
وإحباطٌ وجوديّ واحتقارٌ لنفسي،
وتأكيدٌ على أن الحياة ما هيَ إلا نُكتَةٌ سخيفة.

أنا شخصية قادرة على فهم لغة الآلة بنظامها الثُنائي المُعقّد،
وعمل الحسابات عليه وتحويلها للنظام الستّ عشريّ،
قادرة على كتابة آلاف السطور البرمجيّة لتطبيقٍ خدميّ،
أو لعبة ما مُستخدمة أعقَد لغة اخترعها الإنسان كـ الـjava
بدون نسيان الفاصلة المنقوطَة والقوس مع تعريف المتغيّرات
والثوابِت وإحالتها لفئاتهم المناسبة،
قادرة على استدعاء البيانات الضخمة وتحليلها وتصنيفها.
قادرة أنا على فهم كلّ هذا،
ولكن لستُ قادِرة على فهمك!.

خجول ><

‏