|
:: تنويه :: |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12-20-20, 11:23 AM | #1 | |||||||||
|
" ما بين وبين "
السلام عليكم سادتي الأكارم / في هذا الصباح ، وفي موقع عملي ، وكما هي عادتي ، أذهب للسلام على أحد الأصدقاء وهو " دكتور عراقي أخصائي في أحد العلوم _ أتحفظ عن ذكر التخصص _ ودار بيننا حوار ، حينها دخل علينا " دكتور آخر عراقي أيضاً _ وكان عميداً لجامعة من جامعات العراق في عهد الراحل " صدام حسين " ، وهو مُختص كذلك في أحد العلوم ، فكنت أرحب به بالطريقة العمانية _ أناشده عن العلوم _ وهو يرد كرد العمانيين ! فقال لي : " هلا عيني " ، قلت : عادتكم أنتم أهل العراق تُسبب مشكلة لنا ! ومنكم العذر ! قال كيف ذلك ؟! قلت : أنتم تعودتم في ترحابكم قول : "أهلاً عيني ، أهلاً قلبي " ! أكان للذكر أو للأنثى ! ضحك وقال : هذه ثقافتنا ، وكم عجبت من ثقافتكم ، فقد رأيت تلك الحواجز بين الذكر والأنثى ، وليس من طبعي أًصرح بفكري ، غير أني أجد أن في ذلك مبالغة وكبت ! ذكر لنا حادثة لطيفة وقعت له : يقول : في يوم من الأيام اتصلت ببنتي في السودان وهي طبيبة ، أُخبرها بأني في المكتب أرى الدنيا سواد في سواد بسبب عيني ، أخذت تسألني هل بك حرارة ؟ قلت : لا أستطيع حتى لمس جبيني من شدة ما بي ! قالت : أخبر فلانة – كانت بجوار مكتبه - تلمس جبهتك لتعرف هل بك حرارة ؟ " علماً أنه كبير السن " فضحك وقال : إذا كانت تناولني مفتاح المكتب من طرف أصابعها كي لا ألمس يدها ! فهل أطلب منها لمس جبهتي بيدها ؟! غضبت الدكتورة – لم تتصور الموقف وذاك الغلو - ! حينها قلت له : يا دكتور وهل ترى في فعل تلكم المرأة به شيء من الخطأ ؟ قال : لا قلت : يا دكتور لعل في اختلاف الثقافات والعادات جوانب ايجابية وسلبية وفي هذا الموضع أرى الحيطة والحذر والتلفع بالحياء صمام أمان ، وأرى أن الترفع عن الرذيلة مصدرهما : إما دين وإيمان وإما أخلاق _ إذا كان بعيداً عن الإيمان ذلك الإنسان – . في هذا الزمان لا يمكن فتح الباب على مصراعيه لما يموج به من فتن وأزمات يُحار من هولها عقل الحليم من بني الإنسان ! " حينها دخلت علينا أحد الأخوات سلمت علينا وأنا مُطرق رأسي في الأرض " ، وعند ذهابها قلت : لعل هذا من افرازات الطبع أن نغض الطرف عن النساء ، ولا ينافي ذلك أن نُسّلم عليهن ، فمن طبعي عند مروري على النساء أن أسلم عليهن ، حينها ذكرت لهما موقف من جملة المواقف التي تعرضتُ لها ومنها : في أحد المنتديات جاءتني رسائل على الخاص في بدايتها كلام اعجاب ، ثم تطور الأمر ليدخل في الجد ، ليكون بها كلمات حب وهيام ! حينها أخبرت المرسلة بأني لست من ذلك الصنف الذين يُزينون وينمقون الكلام ويخدعون بذلك الفتيات بمعسول الكلام ! حينها عقب الدكتور علي قائلاً: لو أنك قلت لها : و" أنا أحبك أيضا " ! ولكن هو حب في الله الذي لا يجاوز حدوده ، ونقع به في المحرمات ، " بذلك تسلك بها الطريق نحو الهداية والصواب " ، قلت : أحياناً أفكر بذاك المنطق ، ولكن ينازعني الخوف من أن أقع في الغرام ! فهذا القلب لا آمن عليه من التقلبات ، ومن اختراق الأهواء . " لأبقى بين الهمّ لفعل الخير، وبين ما قد ينالني من ضيم " ! يقول : رأيت في العمانيات أن العباءة التي يلبسنها هي نابعة عن قناعة ، رأيت في بعض المواقف من النساء الآتي معنا في العمل عندما يكون هناك اجتماع أمر على الزميلات " لكونه المسؤول " ، وأذكّرهن بموعد الاجتماع ، حينها يقلن انتظر لحظة ، فإذا بهن يُصلحن العباءة واللحاف كي لا تخرج شعرة منهن وهن مع الرجال ، وهذا ما رأيته عندما نتحدث تجدهن في كل وقت يتلمسن وجوههن كي لا تخرج شعرة منهن ! وفي المقابل : رأيت بعضهن عندما أمر عليهن يقلن لحظة ويذهبن كي يتعطرن ، ويضعن المساحيق " ويتهندمن" ! قلت : وما الفرق بين هذا وذاك ؟ أليست العادات يتقاسمنها بالتساوي لتكون لهن ثقافة حياة ؟! قال : في حال المحتشمات : مرد ذلك هي القناعة العميقة بأن التبرج يساوي الوقوع في الخطأ والحرام . أما في حال المتساهلات : تبقى تلكم العادات مجرد شكليات ليس لها عمق في القلب أو الفكر ! " في هذا الموضوع لا أريد حصر الحوار في تصرفات بعض النساء ، وإنما قصدت أن يكون عاماً من حيث تداخل المواقف التي يتشارك فيها الرجل والمرأة جنباُ بجنب من حيث " التعامل الدائم " في شتى المحافل والمواقع والمجالات " . وبعد هذا السرد الطويل والممل لي تساؤل : ما هو المعيار الذي يقوم ويسير عليه الناس من كلا الجنسين ؟ حيث نجد في غالب الأحوال : أما أن يكون البعض في أقصى الشمال ! وأما أن يكونوا في أقصى اليمين ! أما مغالٍ ! و أما متساهل ! وبين هذا وذاك لا تجد أثر من آثار ما جاء به الدين الحنيف ! بمعنى آخر : " يتصرفون بتصرف مُرتجل لا يصل سنده لهذا الدين " ! . " السؤال يشمل الجنسين " . | |||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||