منتديات مسك الغلا | al2la.com

منتديات مسك الغلا | al2la.com (/vb/)
-   ملتقى تواصل الأعضاء - فعاليات - تهاني ومناسبات . . ◦● (https://www.al2la.com/vb/f41.html)
-   -   على عتبات الصَباح .. تجديد .. (https://www.al2la.com/vb/t112454.html)

أعيشك 01-20-21 02:12 PM

في صَباح هذا اليوم الهادئ،
جلستُ على مقعدي الخشبي،
في تلك الزاوية شاهقةِ الإرتفاع،
أُراقب الشمس تشرق بإستحياء
بينما تُحاول الغيوم حجب نورها،
لكنها عبثًا تفعل.
نسمات الصباح الباردة تُلاطف بشرتي
لتسري قشعريرةٌ فيَّ،
ألتقط كوب قهوتي من على الطاولةِ المُستديرة
أمامي لآخذ رشفةً صغيرة منه،
قبل أن أحتويه بكلتا يدايَّ علهُ يبثُ بعض
الدفء في أطراف أناملي.
يبدو بأنه سيكون رفيقي الوحيد
والمُؤَنِسَ في هذا الشتاء بارد المعالم،
فهاهيَّ ذي الطيور تُحلق في الأُفق متجهةً نحو الشمس.
هبط أحد الطيور واقفًا على سور شُرفتي،
يُحَدِق للحظات فيَّ ثم في عينيَّ بِشَفقة،
استطعتُ أن أستكشفها من عينيه،
حتى وإن كان محضُ طائر،
ذاك البريق الذي يخترق الصدور كسهمٍ
عندما نُلاحظه في عيون من حولنا،
قد اخترقني الآن نحو قلبي،
ولا أنكر أنه قد تسبب لي بِبعض من الألم،
بينما غصّة قد تكورت في حلقي،
ليُصبح التنفس صعبًا عندها.
إنها الغُربة..
غربة النفس تجعلني هشةً وقابلة للكسر،
حتى من نظرات شفقةٍ وجِهَت لهُ من طائرٍ صغير.
صوب عينيه نحو الكوب القابع وسط كفيّ،
لِيَصدُرَ صوتًا خافتًا منه،
وكأنه كان يُحَدِثُ كوب القهوة،
وكأنه كان يُخبره أن يعتني بي
خلال الليالي القارسة المُقبلة ،
فقد أدركَ من طريقة تشبثي تلك به،
ويقول إنها الوحيدة الُمتبقية.
قبل أن يفرد جناحيه ليُحلق بعيدًا
مع رفاقه في رحلة البحث عن الدفء.
لم يكُن لي إلا أن آخذ تنهيدةً طويلةً علها
تُخَفِفُ قليلاً من وطأةِ الحمل الذي يعتلي صدري،
بينما أُراقبه ينأى ويختفي خلف الشمس.
حولتُ ناظري بعدها نحو كوبي الرفيق لأُحدق فيه بِفتور،
قبل أن أرتشف منه مرةً أُخرى،
وأنهض لتجرني قدماي للداخل،
يبدو بأن كوب القهوة لن يُقيني من النسمات الباردة
مع ثيابي الخفيفةِ تلك.
لذا فضلتُ استكماله في الداخل.

أعيشك 01-21-21 07:59 AM

لم يكُن صباح اليوم مُختلفًا عن سابقاته من الصباحيات الرتيبة،
لكني اليوم قررت عمل اليوغا قليلاً لتحريك مفاصلي المُهترئة.
لا أعلم ما الذي احتفظت به لشيخوختي التعيسة،
عدا تساقط أسناني رُبما،
فها أنا ذا قد حصدتُ عددًا لا يُستهانُ بِهِ من
مظاهر الكبر قبل أن أُناهز حتى الثلاثين من عمري!.
هاهيَّ ذي مفاصلي قد باتت تُعاني من الإلتهابات،
والتي أسمع طقطقاتها بين تحركاتي البطيئة،
وخصلات شعري قد تخللتها خيوطٌ من رمادٍ،
لأبدو كامرأة وقورة في نهاية عقدهِا الثالث،
إلى جانب العديد من العِلل،
والتي تشعرني بأني قد أصبحت عجوزةً بالفعل.
جلست على ذاك المقعد الخشبي أمامَ باب المنزل،
حيث فُرِشَ المكان بأوراق الأشجار اليابسةِ والمنهوبةِ من عليها،
لِتُضفي على المكان لمسةً ساحرةً وخلابةً رُغم مُصابِها.
من يرى حياتي عقيمة السكون الآن،
لن يشك ولو للحظةٍ بمُعاناتي المُزمنة من الصخب
الذي يلتف حولي كالظلال لا ينفك يفارقني ليصم أُذُنايّ.
لقد أدركت أن المعنى الحقيقي ل " لا شيء " هو " كل شيء "،
وفي جعبةِ الجوابين " الحمدلله وبخير "
عشرات الشكاوى التي لا تُروى ولا تُقال،
وخلف تلك الإبتسامة الرائعة المشدوهةِ آلاف الدموع والأحزان،
أما المرح والجنون فما هو إلا انعكاسٌ لِقَلبٍ بائسٍ كسير،
كُلما حاول النجاة من الغرق،
وجد نفسه يُسحَبُ للعمق بشدةٍ أكبر،
وهناك غيرهم الكثير.
وعن الحروف التي تنقش على سطوح الورق،
هي بحرٌ عميق يغوص الكاتب فيه
ليستخرج لنا لؤلؤًا فنُدهَشُ بجمالها،
بينما لا ندرك حقيقة ما قاساه وجابهه.
وليس لكل هذا أن يكون صحيحًا طوال الوقت،
فأحيانًا الكلمات تُقالُ لا لتعكس خبايا حروفها،
بل لِتُعري نفسها من كل أدوات الزينةِ والتَجَمُل.
أما الآن سأنهض بتثاقلٍ عائدةً أدراجي نحو غُرفتي الرتيبة.

تيه ..! 01-21-21 08:42 AM

يشتعل فتيل النبض والشوق معاً ..!

أعيشك 01-29-21 05:21 AM

مشاعِري سر من أسرار الله.

سلمان الخالدي 02-01-21 06:40 AM

ألّا بذكر الله تطمئن القلوب،
كثرة ذكر الله تكسب القلوب صلاحاً ونوراً فما أسعد قلوب الذاكرين والذاكرات. وراء كل سبحان الله وبحمده، نخلة في الجنة فاكثروا منها. بالصبر تفتح أبواب السعادة وبالشكر تدوم النعم، وبذكر الله تطمئن القلوب، جعلنا الله وإياكم من الذاكرين الشاكرين

جودي 02-01-21 07:51 AM

ادعو ربي ان يمنح قلبي السكينه


الساعة الآن 04:35 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا