لقد سئمتُ،
فقد إحتضنتُ كل شيء،
رأسك،
قلبك الفظ،
عيوبِك،
قبلتُ كُل شيء،
إلى أبعد حد،
بِحيث أن قلبي المكدود،
ماعاد بِوسعه الرجوع،
ماعاد بِوسعه النهوض،
من المزراب الذي هو أنت،
ومن الوسخ ومن الزفت،
الذي يتسلى به المرء.

في صغري،
‏كنت أخاف الأشياء كلها،
‏العناكب والثعابين،
وأسماك القرش،
‏والمهرجين والأشباح،
‏والجنيّات والمستذئبين،
‏والغرباء والوحوش،
‏والظلام والموت،
‏والحزن،
أما اليوم،
لو سألتني عمّا أخشاه،
سوف أقول شيئًا واحدًا:
أن أخسرك!.

عزيزي،
‏ها هي الثامنة صباحًا،
وأنا ما زلتُ أكلم نفسي عنك،
ولم ينتهي الحديثُ بعد،
‏وكيف له أن ينتهي،
وأنت دسستَ عسلك في فمٍ جنوني؟
‏لقد أفسدت عليّ عقلي،
وصرتُ أراكَ هُنا وأتحدث معك،
‏وأضُم طيفك بالنيابة عنك،
‏ يا لك من رجُل لم يحدث ولن تحدث،
‏ويا لي من امرأة سفكت عقلها،
‏ونزفت حتى آخر ذرة فيها!.