للوهلة الأولى
خلت قصيدة "تعب" ربيعا قبل عنونتها عندما رأيتُ ذاك الشادي فوق غصنه

ومن ثم وجدت ألم الفراق فأدركت أنها شتاء
فالرمز للبعد والفراق لا يليق له إلا لون الشتاء
البرد رمز للشتاء اللي يناسب مشاعر الفراق والبعد بلا شك
،،،

جيتك تعب كلي من البعد منهد
جيتك قصيدة عشق وانتي حروفي

هكذا يبرز العنوان من أول الأبيات العنوان رائع لأنه يناسب لون الفصل ويناسب كل أبيات القصيدة ،،


البعد والفراق والهجر كلها تتعب من يهوى ويعشق ،، خارت قواه بعد أن أنهكه البعد يأخذ البعد من الحياة أجملها ويورثها داء الشوق والحنين واللهفة وإذا لم ينل الوصل كانت النتيجة هده الحيل ،، فما كان الضعف إلا جزاء البعد ،، كم من القرب دواء للعاشفين وما أصعب بعد من يحبه القلب ويهواه ،، كسرة ظهر ،،

لتبرز أجمل المعاني من استعارة " من البعد منهد": أن تشبه البعد كمكان يحضر الإنسان منه ،، وكأنك قد قطعت مسافات طوال أرهقت بدنك ،، وأخذت من طاقتك وقوتك وحيويتك ،،
"منهد": كناية تلك تشير إلى أقصى حالات التعب ،،،

حتى إذا بحثنا عن أصل تلك الاستعارة وجدناها أُرسلت من منطقة التعب ،، تعب الجفوة والفراق
،،

مع ذلك في حضورها رغم تعبك وحيلك المنهد ،،
كانت أجمل المعاني من خلال قصيدة شعر كتبتها بها فنظم القصيدة من قبلك ومن كتبت بها " محبوبتك " لذا كنت القصيدة وكانت حروفها ،، ولم تكن أي نوع من القصائد بل كانت قصيدة عشق العشق والحب لها

،،،

ولأنها من تسكن القلب الأمر الطبيعي أن تنسج الحروف من كل ما يمت لها بصلة ،،

جيتك وانا مال للوله داخلي حد
والحال نحيل زي ماانتي تشوفي

كانت الحالة المزرية التي يُرثى لها ،، فمن العشق عفت الزاد وأخذ منك السهد والسهر طاقة القوة ،، وأخذ منك حزن فراقها انتعاش وحيوية الحياة فمُلئت كلك شوقا وحنينا لها ،،

هزل البدن عافت نفسك الزاد فما تزود الجسم بما يحمله ،،بان على حالك على نواحي بدنك ،، وهذا مهب زيف فالماثل أمام عينيها هو أنت وحالتك سقيمة والأثر بادي عليك فالأثر تعدى من كونه نفسي حتى أنعكس على البدن والجسد ،،


وهي حقيقة واقعية فمن يبعد عن من يهوى يكره كل ملذات الحياة حتى الضرورية الأساسية منها ،،
" للوله داخلي حد": كناية عن وصولك لأعلى درجات الحنين والشوق واللهفة لها ،،

" والحال نحيل": كناية عن التعب النفسي الذي عكس بآثاره على الحال المادي الملموس المتمثل أنك غديت نحيلا ،،

يابنت كان الحب في داخلك جد
لايلحقك من كل هالكون خوفي

انا البحر والموج والجزر والمد
وانت السفينة في كنفي وكفوفي

ثم الأسلوب الإنشائي الطلبي بالنداء"يا بنت" تبثها الطمأنينة بقربك بل تشجيعها على الاستمرار بحبها فإن كانت تحبك بصدق فلا تخشى ولا تخاف حتى لو كل من في هذا الكون علم بحبها ،، ووقف ضدها ،،
فإنك تهواها كما تهواك وستصونها وستحميها وستداريها فإن كانت هي سفينة فأنت كل جهاتها ،، من موج ومد وجزر ،،
وكأنها وسط قلبك ستكون كما تلك السفينة وسط بحرها
،،،

هي في حمايتك ولن يضرها شيء كناية عن مشروعية الوصل ،،


لذا هي في أمان فلماذا الخوف؟؟؟
طالما الحب والعشق بين الطرفين،، إنما الخشية والخوف لو كان الحب مقتصر على الذات ،، وهنا ملمح لطمئنة نفس الشاعر فالاستنطاق وبث الأمان لطمئنة ناظم الأبيات حتى يرتاح بنزع اعتراف مبادلة الهوى بمثله من قبلها ،،
هنا ستهدأ النفس وتستقر وترتاح ،،،

شوفي على الهفوات جيتك من البعد
تكرم! ولجلك لو الاقي حتوفي

من قبل اعرفك كنت في الوقت ماألد
صحيح وقت راح دونك حسوفي

وتختم الأبيات ببيتين أضافين " أهنئك على أضافتهما" لأنه قد درج أن القصيدة لنحكم عليها أنها قصيدة يجب أن لا تقل عن "ستة أبيات" أصبت وتستحق الثناء هنا

وتعود للفت نظرها من جديد ،،
فتبثها أمر الطمأنينة وأن تثق بك ،، فمن أجلها رغم بعد المسافة لم تجد المشقة ولا التعب بل من أجلها تخاض الأهوال وتستحب ،،
ونحن نقول بعاميتنا "من أجل عين تكرم مدينة" وهنا كانت الكرامة وتحمل كل تعب ممكن ،،


بل أكثر من ذلك تقول لها: حتى وإن كان خوض المسافات من أجل الوصول لها بها سبب الهلاك والموت لن تتوانى عن خوض تلك الأهوال من أجلها وكأنك تخبرها عن حال العشاق ما الحياة من غير من تهوى النفس إلا تعب فالحياة لا تعد حياة دون من تهواه النفس
،،،
وهنا يبدو أمر قد يكون خفيا أن هناك من الظروف ما يحول دون لقياكما لكنك مع ذلك تتحدى الظروف وتكسر قاعدة الخوف بخوض المغامرة والأهوال من أجلها
،،،
فالعاشق إن لم ينل هواه صيرت حياته كإنسان فقد الحياة بأسرها

هنا تحضرني أبيات من كانت ينظر للحياة نظرة سوداوية "أبو العلاء المعري" الذي شاع أنه عندما فقد من تهواه القلب حيث لم يظفر بحبها أنقلب لحال رؤية الحياة بمنظار سوداوي فمن أشهر أبياته:
تعبٌ كُلّها الحياةُ فما أعجبُ
إلا من راغبٍ في ازدياد
إنّ حزناً في ساعة الموت
أضعاف سرورٍ في ساعة الميلاد

وتختم أبياتك
بحسافة وأسف وندم على وقت لم تكن هي به //لبيان أن عمرك بدأ من يوم عشقها قلبك فكأن عمر من غيرها ما يستحق يطلق عليه عمر من الأساس


أبداع وأمتاع
هكذا أنت دائما
شاعرنا
حطاب الغدري
صح لسانك ،، سلمت يمناك

موفق يا رب

مررت من هنا
الجادل
2018
،،،

ماشاء الله

صح لسانك وأعتلى شانك
كنت بسوي تقييم بس رفض لن عطيت تقييم كثير
سماآآء أمطرت هنا