عندما كنت صغيره….كنت أعتقد أن الحياه بسيطه
كان قمه الألم هو الذهاب للمدرسه بأيام الشتاء البارده
وأكبر الأوجاع هي وخزه الابره الطبيه كان أقصي مايمكنني
فقدانه هو أحد أسناني وأن البيت الذى أرسمه بالألوان علي أوراقي
ثمنه رخيص،وأن القلب ذو السهم الأحمر هو المعني الحقيقي للحب….

كنت أظن أن جميع الأصدقاء أوفياء،وأسوأ انتظار هو انتظار فيلمي المفضل
وأن الميانه هي سرقه أحد ألعابي،والخوف الأكبر هو إختبائى وراء ظهر أمي خوفاً من عقاب أبي
وإن الثروه هي ثمن شراء قطعه الحلوى المفضله لديّ،وأن كل قصص الحب تنتهي بالزواج،ولايوجد نهايات حزينه،كنت أظن أنني كلما كبرت ستكبر سعادتي وستدوم فرحتي،وستشرق كالشمس
ابتسامتي،وكبرت……لأستوعب أن كلما زاد عمرى نقصت سعادتي
وأن ألم الخذلان موجع أكثر من الذهاب للمدرسه شتاءاً
وأن الثروه التي اشترى بها الحلوى ليست كافيه لشراء أبسط احتياجاتي

وليس كل قصه حب تُكلل بالزواج،ومعظم النهايات حزينه وأكتشفت أيضا
ان ليس كل الاصدقاء اوفياء،وأن الفقد ليس ان افقد احد اسناني بل الفقد قطعه من روحي
تنسلخ وتتركني وحيده أعاني،وأسوأ انتظار ليس فيلمي المفضل بل انتظارسنوات أجمل

وأن البيت الذى رسمته ورخيص ظننته باهظ الثمن
والكثير من اللاجئين والمشردين لايملكون حتي الحلم ببيت كالذى رسمت
وان الخوف هو أن لا أجد أمي كى أختبيء وراء ظهرها من مخاوف القدر
وأن السهم الذى يصيب القلب بعيد كل البعد عن الحب
لم تكن تلك التناقضات التي واجهتني عندما كبرت بالشيء السهل تّقبُله ….لقد إحتاج مني الأمر

تلقي الكثير من الضربات والأزمات لكى أفهم أن الحياه مُعقده وأن حل تلك العُقد يحتاج عقلاً أكبر ووعياً أكثر ……..إحتاج ذلك الأمر وعياً ووقتاً وصبراً مستمر كي أتعلم كيف أنسج من خيوط الأمس
ثوباً من الأمل والسعاده أرتديه كى أواجه برد الغد بعد ان عشت أمساً دافئاً هادئاً
وها أنا اليوم أتذكر طفولتي البريئه وأستشعر لذه تلك الأيام

وأهمس بيني وبيني ليتني ما كبرت ولا أستوعبت كل ماذكرت

ولا زلت أحاول صنع السعاده كي أستعيد كل ما افتقدت

اكيد عطاء
شتان مابين المرحلتين
ربي يسعدك في الدارين