المعذرة المعذرة
أتخطى الجميع بعجل

حتى أقف أمام باب مقهى
إعتدت زيارته كل يوم

أزوره بمفردي
لأتناول الدونات والقهوة

في إحدى الزوايا التي أحب
زاوية تطل على جميع أركان المقهى

أرى من خلالها وجوه الناس
المبتسمة والسعيدة او تلك العابسة
التي إعتدت أن أترك لها عبارت لطيفة على أطراف المنديل قبل أن أنصرف

لكن هذه المرة أتيت في موعد قهوة
لأول مره سأتناول قهوتي وأنا أتحدث مع أحدهم

لقد فكرت في كل شئ سأقوله البارحة

دخلت المقهى وحجزت طاولة بمقعدين
أمام نافذة تطل على أجمل منظر للمدينة

إنتظرت وأنا أنقل بصري بين الساعة والنافذة والمدخل

متى تأتي وأين أنت ولماذا إلى الآن؟
ربما أصابه أذى أو أنه لم يكن جاد بل بالتأكيد نسي الموعد

سأتصل به

أخرجت الهاتف من الحقيبة
لكن فجأة تملكني الخوف والإرتباك

ودار في ذهني حديث غريب
ب من سأتصل ؟من ذلك الذي أنتظره؟
هل أنا من دعوته أم هو الذي دعاني؟

نسيت إسمه وربما أن الرقم أيضا ليس في هاتفي .. سأنتظر أنتظر وحسب

اليوم أنا من ألفت الإنتباه
أتحدث إلى نفسي بصوت مرتفع

أضحك لأني صدقت أحدهم
أبكي لأني أخذل كلما صدقت أحدهم

كنت آخر من إنصرف من المقهى
إنتظرت حتى وقت متأخر

لكن لم يأتي أحد
ولم يواسني أحد أيضا

عت للمنزل لأبكي حزني على أوراق مذكرتي
لكني وجدت هذا مكتوبا ٣٦٤ مره

تنوري

يقول - محمود درويش
إذا أخذني الموت ولم نلتقي، فلا تنسى أني تمنيت لقائك كثيراً.”


مبدعة وأكثر