موسم الجمال


على غصن عاودته الحياة
من أغصان الشتاء
صدح بلبل يخاطب رفات الأحياء
بنشيد للوجود
يردده الصدى
يتيه مع وسع الفضاء...
ثم يعود
ينساب في كنه كل حي
إنسياب النفس
ويدغدغ طبلته في همس
كهمس الأم لوحيد الأبناء
ملؤه الحب والوعود
يا معشر الكائنات
هذا موسم الجمال قد اظلكم
فهبوا اخلعوا عنكم ثوب الانطواء
وغادروا كهوف الركود
هذا هو الربيع
هذه نسائمه قد تنفس بها
الفجر الوليد
وهذه الأرض التي خدشتها أظافر الصقيع
قد خلع عليها السحر برده
فهي مروج وورود
والقمر قد تأبد في زرقة سماء
غادرته السحب والرعود
والفراش الحالم ، الهائم ، الحائم
بين خرير ساقية وشقيق
يقبل شفاه الزهر
قد ثمل من مدامة الرحيق
في طقوس رقصة التسبيح
للخالق المعبود
وذكي روائح على صهوة نسائم دافئة
تغزوا الحواس عنوة
فتراها سكارى وما هي بسكارى...
ولكنها هامت مع نشوة التوحيد
لخالق يعجز كل مخلوق
أن تكون له في ما يرى من بدائع الخلق...
ردود
أينما جال الناظر هام الخاطر
فأينما يممت وجهك
لوحات للإبداع
يقصر العقل عن وصفها
والعين عن احتوائها
وتنسحب المفردات من على اللسان...
دون تجمع
فلجلال الموقف...قيود
هبوا وفوا الجمال حقه
وأملئوا صدوركم من إكسير الحياة
وأنثروه زفيرا كالموج
يهد جدر الأفق المسدود
واركب صهوة التفاؤل ، فبه وحده
تترك لك بصمة في حياتك
ويكون لك وجود
وعانق الدنيا بمودة
وحين العناق
أهمس في أذنها
أيتها الساحرة
أيتها الفاتنة
أيتها الفانية
إن لي عقل وقلب
فبالقلب أحببتك
وبالعقل رسمت لحبي لك...
معالم الحدود
من لم يغويه جمال في الوجود...
وعميت عيناه ان ترى
بدائع الخلق المعبود
ميت قلبه
فكبر عليه اربعا
فإنه قطعا، من أصحاب اللحود

ن. شريطي

تحياتي لكم على التوقيع الجميل. شكرا.