|
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
05-25-22, 05:59 PM | #1 | ||||||||||||||
|
سطيح .... أشهر كاهن عرفته العرب طوال تاريخها ؟ قصة حقيقية السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصة حقيقية : هل سمعتم عن ( سطيح ) أشهر كاهن عرفته العرب طوال تاريخها ؟ الكاهن الذي تكهن بخروج النبي صلى الله عليه وسلم ؟! ولد ( سطيح الغساني ) لحماً على وضم (والوضم جرائد النخيل) ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والعنق والكتفين ، ولم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه ! قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم كان العرب يضعون مكانة خاصة للكُهّان ويحترمونهم جداً ويقدرونهم ، وكان للكاهن تقدير خاص دونًا عن بقية الناس ، لدرجة أنهم كانوا يذهبون إليه لحل قضاياهم ونزاعاتهم اليومية . وكان وضع الكهنة قبل بعثة النبي ﷺ مختلف تماماً عن وضعهم بعد بعثته ، لأن الله منع عن الجِنّ أخبار السماء بعد بعثة المصطفى ، وإذا مُنع الجِنّ عن أخبار السماء فإن الكاهن سيُمنع أيضاً ، لأن الكاهن يعتمد على الجان حتى يتكهن للناس ! والكهنة العرب تحديداً إشتُهروا ، وكان ملوك الفرس دائماً ما يستعينوا بكهنة العرب .. ولكن الكاهن الذي سوف تقرأ عنه الآن ليس بكاهن عادي ، كاهن كان مرعب وغريب الشكل والتصرفات ، وحتى كلامه لم يكن عادياً أبداً ، وسوف نتعرف الآن عنه وقصته من البداية إلى النهاية . كان هناك كاهنة كبيرة في قومها تُدعى ( طريفة الحميرية ) وكان العرب يعتبرونها أمَّ الكُهّان ، حتى توفيت ، وفي نفس عام وفاتها ولد شخص فاقها شرَّاً ورعباً ، إسمه : ربيع بن ربيعة بن مسعود بن عدي بن ذئب الغساني ، واشتُهر بإسم : ( سطيح ). فمن هو سطيح ؟ جاء عن إبن عباس أن رجلاً أتاه فقال : بلغنا أنك تذكر سطيحاً ، وتزعم أن الله لم يخلق مثله من ولد آدم ؟ فقال : نعم ، إن الله تعالى خلق سطيح الغساني لحماً على وضم (والوضم جرائد النخيل) ولم يكن فيه عظم ولا عصب إلا الجمجمة والعنق والكتفين ، ولم يكن فيه شيء يتحرك إلا لسانه . بمعنى : أن سطيح وُلد مشلولاً بالكامل ولا يوجد به عظم إلا في جمجمته ، ويقال أن عظام أنفه ضعيفة جداً ، وبالطبع لا يستطيع تحريك أي جزء في جسمه ، ولذلك سُميَّ : ( سطيح ) كان الكهان العرب قديما يشتهرون بالسجع في كلامهم ، و السجع هو توافق العبارات أو الجمل في نهايات الفواصل . قال تعالى : (وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ) وكان سطيح من أمهر الكهنة في السجع وكان كلامه فيه قبول عجيب عند المستمع ، لكن حياة سطيح تغيرت تماماً عندما قابل ربيعة بن نصر ، وهو أحد ملوك اليمن .. فبعد أن كان أشهر الكهنة في قومه انتقل وصار أشهر كاهن عرفته العرب بعد لقاءه بملك اليمن !! فماذا دار بينهم ؟ رأى ربيعة بن نصر ملك اليمن رؤية أفزعته وأرعبته ، فطلب جميع الحكماء والعرافين ، ومن لهم خبرة في تفسير الأحلام ؟ ولكن لم يستطيعوا لها جواباً !! وكان ملك اليمن لا يطمئن لهؤلاء المفسرين ، فكان لا يقول لهم الرؤية ، بل يطلب منهم هم أن يعرفوا ماهو الحلم ويفسرونه !! فإذا قال لهم الحلم يخشى أن يخدعوه ويقولون أي تفسير كاذب ، لذلك كان يطلب منهم الحلم وتفسيره حتى يضمن أن تفسيرهم سيكون صحيح . في نفس الوقت الذي كان العرافين والكهنة يفشلون الواحد تلو الاخر في معرفه حلم الملك وتفسيره ، كان سطيح يأتوه الناس من جميع القبائل العربية للفصل بين مشاكلهم وتفسير أحلامهم ولكي يتكهن بمستقبلهم ، وكانت شهرته لا توصف عند العرب ذاك الوقت !! فدعى ملك اليمن سطيح ليفسر له الحلم ، وقال له مثل ما قال لغيره : ( لن أقول لك الحلم ، ولكن أريدك أن تقول لي ما كان الحلم الذي حلمت به وماهو تفسيره ) ؟ فوافق سطيح وقال له : سوف أجيبك وبالفعل أجابه ، وحدثت واحدة من أشهر حوارات العرب عبر التاريخ . قال سطيح للملك : رأيت أيها الملك حمحمة ( أي فحمة فيها نار ) خرجت من ظُلمة فوقعت بأرض تهمة ( الأرض المتصوبة نحو البحر) فأكلت منها كل ذات جمجمة . فقال الملك : ما أخطأت منها شيئاً يا سطيح، فما عندك في تأويلها ؟ فقال سطيح : أحلف بما بين الحرتين من حنش لتهبطنَّ أرضكم الحبش فلتملكنَّ ما بين أبين وجرش (وهي مدن كانت في اليمن) بمعنى أن الحبش سوف يحتلون اليمن وسوف يتملكون أراضيها . فقال الملك : وأبيك يا سطيح ، إن هذا لنا لغائظ موجع ، فمتى هو كائن ؟ أفي زماني أم بعده ؟ قال سطيح : لا ، بل بعده بحين ،أكثر من ستين أو سبعين يمضين من السنين . قال الملك : هل يدوم ذلك من ملكهم أم ينقطع ؟ قال سطيح : لا ، بل ينقطع لبضع وسبعين من السنين ثم يقتلون ويخرجون هاربين . قال الملك : ومن يلي ذلك من قتلهم وإخراجهم ؟ ( أي من الذي سوف يقتلهم ويطردهم ) ؟ قال سطيح : يليه إرم بن ذي يزن ( ويقصد بذلك سيف بن ذي يزن ) يخرج عليهم من عدن ، فلا يترك أحداً منهم باليمن ، ويحكم اليمن بعدهم . قال الملك : أفيدوم ذلك من سلطانه أم ينقطع ؟ قال سطيح : لا ، بل ينقطع . قال الملك : ومن يقطعه ؟ قال سطيح : (( نبي زكي ، يأتيه الوحي من قِبَلِ العليّ )) قال الملك : ومن هذا النبي ؟ قال سطيح : رجل من ولد غالب بن فهر بن مالك بن النضر ، يكون المُلك في قومه إلى آخر الدهر. قال الملك : وهل للدهر من آخر ؟ قال سطيح : نعم ، يوم يجمع فيه الأولون والآخرون ، يسعد فيه المحسنون ، ويشقى فيه المسيؤون . قال الملك : أحقٌ ما تخبرني يا سطيح ؟ قال سطيح : نعم والشفق و الغسق ، إن ما أنبأتك به لحق. وكل ما أخبره سطيح للملك حدث كاملاً !! فاحتلَّ الأحباش اليمن لمدة تتجاوز الـ 70 عام ثم جاء ( سيف بن ذي يزن ) وطردهم ، وحكم حتى بُعث النبي صلى الله عليه وسلم . وهو الذي كان يقصده سطيح عندما قال : (( نبي زكي ، يأتيه الوحي من قِبَل العليّ )) . بعض الكتب ذكرت أن سطيح عاش 140 سنة وأكثر وأيضاً ذكر في بعض الأقوال : أنه تجاوز ال 150 عام ولكن جميعها ليست مؤكدة !! قال الحافظ إبن حجر العسقلاني في فتح الباري : "كانت إصابة الكُهّان قبل الإسلام كثيرة جداً ، فلما جاء الإسلام ونزل القرآن ، حُرست السماء من الشياطين ، وأُرسلت الشهب ، فبقي من إستراقهم ما يخطفه الأعلى فيلقيه إلى الأسفل قبل أن يصيبه الشهاب " وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى : (إِلَّا مَنْ خَطِفَ ٱلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُۥ شِهَابٌ ثَاقِبٌ) وعن أمنا عائشة رضوان الله عليها قالت : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكُهّان ؟ فقال : ليسوا في شيء قالوا : يا رسول الله ، إنهم يحدثونا أحياناً بالشيء فيكون حقاً !! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تلك الكلمة من الحق ، يخطفها الجني فيقذفها في أذن وليه ، فيخلطون معها مائة كذبة. ( متفق عليه ) مصادر : البداية والنهاية لإبن كثير كتاب سيرة إبن هشام المسمى ( بالسيرة النبوية ) إبن منظور في كتاب ( لسان العرب ) | ||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||