وسائط الحب

اهتزت من أثر حركة يد أحدهما وردةٌ حمراء جزَّها تاجر مقهى من زرع تتوسط منضدته تستخدم أحيانا كمدفوعة للإصلاح بين مارِقَيْن في علاقة حب بين زوجين أو بيضاء بين صديقين حسب لون الورود وعدد الكراسي حولها تسمى في لغة العلاقات وسائط إنعاش تتودد وتتقرب لها أيدٍ متوترة ونظرات حائرة جُعلت أمامها هذه الوسائط لتتسع الصدور وتقترب الألحاظ وُدًّا ويندر أن تهتز وردة ولا تهتز معها المشاعر ويبدو نثَّهَا أطرافَ الطَّلع من الاهتزاز هو نَثُّ الرحيق وهي علامة من علامات الاصطلاح فهوت نحلة كطير مهاجر أغراها فوحُها حطَّت على جالها تمتصّ من متاعها وليس بمستغرب الإمعان في ناتج هذا الامتصاص فقد آكد على لذته قول الله تعالى (يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ ) سيان أكانت السالبية الكهربية فيه عالية أم منخفضة سائل اكتشف علماء الكيمياء أنواعا منه من التأيين واتحاد الذرات وخلاف ذلك وهذا مستنكر عند دعاة الدين فهم يتفقون على الثوابت ولا يناقشوها مع غير المسلمين حتى بينهم لأنها ما دامت آية فهي داخلة في حكم ثابت لا نقاش حول وضوحها ولا تبرم منه ولا شك فيه عدا أني أرغب من مفتٍ الحديثَ عن عسل الهلوسة من نتاج النحل نفسه جرت تسميته بين أوساط سكان الهملايا حيث اتخذ نحلهم بيوته أعالي الجبال ومن يطعمه يطعم معه حالة سُكْرٍ ترى شاربه أو متذوقه مترنحا حتى شبّهوه بشيء من المخدرات وما كان يجدر بالورد أن يُطعم النحل ميسما منسلخا من حيائه وليس من المكرّم في القرآن أن يخرج من بطنه المحرم وبعد أن امتصت النحلة من الوردة رحيقها جلست على بتلة من بتلاتها كأنها ذئبٌ مُقْعٍ على ذَنَبِهِ افترت لأخرى قادمة ترف بأجنحها ذاهبة عنها واصفة حالتها كحالة الجالِسَيْن على المنضدة تقول ما قيل في الحب :

هجرتُـكِ لا قِلى مني ولـكــنْ
رأيت بقاءَ ودَّكِ في الصدودِ


كـهجر الحـائماتِ الـورْدَ لما
رأتْ أنّ المنيّةَ فـي الــورودِ



محمد الشعلان