قالت يا هذا ..
أن كنت صدقت فقد قتلتني
وإن كنت كذبت فقد فضحتني
...........
هذا ما قالتهُ بُثينة صاحبة جميل عندما
بلغها موتهِ وهي تمسكُ بزمام ناقة الناعي
وقد خرجت على غير عادة الفتاة العربية
من خدرها مكشوفة الشعر لهول الخبر
ذكرها الأصمعي وعند ابن كثير في البداية والنهاية
وعلّق عليها الشيخ المغامسي بقولة ( أي وفاءٍ هذا ؟ )
نعم هي مسألة وفاء وصدق مشاعر تستقر في أعماق الروح
فلا تخرُج إلا بِها وقيل إنها لمّا تيقّنت الخبر شهقت شهقة
وسقطت مغشياً عليها فما لبثت بد ذاك حتى ماتت .
الأمر ليس بالسهل كما يتصور البعض وليس ثمة عاقل
يتمنى أن يقع في شراك العشق المُميت بهذه الصورة
والموت هنا ليس حتماً الذي تفارق فيه الروح الجسد
بل هُناك موت بطيء في أوصال النفس لا ينقضي
ربما أقول هذا من واقع تجربة أو ربما أكون شاهد
على أُخرى ومن ثم فلا أنصح بأن يُجر أحداً قلبه
الى مثل هذه المسائل تعمُداً فمتى وقع ( شكى علّتهُ )
والأمر سيان فلا قلب رجل ولا قلب امرأة
بل هي قوى تخور وتسقت
صحيح هناك حالات ليست بالخيار أو بمقدور القرار
ولكن البعض يخلُط في المفاهيم دونما يدرك أين يتجه
وكثيراً منّا قد ينساق وراء بعض المُغريات لعجبٍ
أو ما سواه وهو غير مدرك لحدود ما يقف
كلّنا تستفزهُ مواطن الحُسن والجمال وبديع المشهد
وهذا ما صنع الخيال بكلّ جمالهِ عند كبار شعراء
الغزل وأصحاب الرسائل العاطفية بشتى صورها
ويبقى شعور الأعجاب مُتبادل عبر الزمن بزخرف
القول وجمال اللغة وحسن المنطق حتى يبقى للجمال
حياة رائعة مٌبهجة في هذا الجانب وقد يتفق معي من يتفق
ويختلف أخر وتبقى ليّ قناعة ووجهة نظر
الفنانة عزيزة جلال لها أغنية مشهورة
تقول : ( هو الحب لعبة ؟! ) والكاتب للكلمات
قدّ يكون كتبها متأثراً بمشهد من هذه المشاهد
وهناك من يترنم طرباً ولا يعي مأ لا يؤول .
وأنا اترنم أيضاً مع بعض الأدراك
هو الحب لعبة .
..............
ولكم تحياتي ..
سالم العامري