هذا الصدر الذي يؤوي قلبك، ليس مساحةً للعنف والإعنات، قد آذه وثقل عليه تلك الأطنان المتراكمة من الظنون، والصراعات التي لا تكف عن الصراخ المُقْفَلِ الذي يحطم ميراث السكينة فيك، والهواجس التي تغدو وتروح فتزاحم أنفاسك وتضيق عليك منافذ الحياة..


تخفَّفي من معارككِ التي لا تسكن إلا في صدرك، ومن مراقبة كلام الناس عنك، أو عليك، ومواقفك المبتورة، ومشاريعك المحترقة التي صبغتك بألسنة اللهب والدخان، حتى صارت كل حياتك شكا وضيقا، ويكسو بالشكوى كلماتك عن الدنيا والناس وألوانهم وطقوسهم المقدسة في اصطناع الأذى وابتكار الضغائن!


كيف يخلُصُ لك بعد كل هذا حب، وكيف يستقيم لك وقوف في محراب؟! وماذا تفعل تلك السكينة المنتظرة على سجادة الصلاة وهي لا تجد السبيل إلى صدرك
وسط كل هذا الزحام؟!

لا تنشغلي كثيرا بضجيج الألسنة من حوالك، وكوني رحيمة بنفسك؛ فإنه لا يحسن رحمة العالم من لا يرحم نفسه، وإن تعثرت بأذى أو كلمة شاردة فلا تستبقها -رضي الله عنكِ- في أشرف ما خلق الله فيك( قلبك)!

وأحسِني الترك ولا تُطلين الوقوف على المشاعر والأشخاص والمواقف الذين يملأون حياتك أذى

لا تُبالي؛ فمن عرف الخلق استراح!
فاستريحي وعلِّقي قلبكِ سراجا علويا يرجو رحمة من لا مثل لرحمته، ولا أيسر من معاملته، سبحانه وبحمده..