انتهى يوم وبدت ليلة وأنا هذا مكاني
‏مرتحل فالشعر مابين القراءة والكتابة

‏صرت أشك إني مجرد لحن وأفكار ومعاني
‏من كثر مَـ احرص على مبناه وأقدّر جنابه

‏يانديم العمر لك خالص شعوري وامتناني
‏يوم زوجتك بنات أفكاري أنجبت النجابة

‏ الشعر دولة خلافة يوم أنا هارون ثاني
‏في حديثي دهشة السامع وفي صمتي مهابة

‏بصمتي على جبينه ماهي ببصمة بناني
‏بصمة يوقف لها التاريخ وينوخ ركابة

‏فاح طيب بيوتي العظمى على عظمة لساني
‏ماهي بحاجة فكر ناقد ولا هيئة رقابة

‏ مْتنبي عصري الغابر وعصري ماعطاني
‏غير دمعة حايرة بين الكتابة والكآبة

‏الزمان الي تولا خاطري ماهو زماني
‏لو زماني كان قابلني بترحيب ورحابة

‏أبني أمالي من اللهفة وتهدم في ثواني
‏كل حلم أطق بابه مايفك الحظ بابه

‏ ماتنزلني خطوب الدهر عن صهوة حصاني
‏لو ثبات الهم في صدري ثباتي فالحرابة

‏ودي أوقف ثم أنادي واقول الموت جاني
‏بس [ودي] دونه عروق الجلافة والصلابة

‏كيف ابستنجد وأنا نجدة عريبين المجاني
‏كيف أدك القاع وانا جرتي على سحابة

‏أتصبر بس قدام الغواني والاغاني
‏راحت عزومي مثل ماراحت علومي نهابة

‏لي شعور ولي ومشاعر ماني بهرشٍ عماني
‏الهوى سلطان والسلطان عفوه في عقابه

‏انشدو شاعر بني مخزوم عن سحر الغواني
‏وانشدو خليفة الاسلام عن فتنة حبابة

‏عفري الوادي قبل لارميه، فشباكه رماني
‏لين طلعني عن الروتين وأجواء الرتابة

‏دهشتي دهشة سماع قريش للسبع المثاني
‏وحالتي حالة شجاع مايهوش من الأصابة

‏عينك الي تطلق أشواقي ولاتطلق لساني
‏نفسها الي نحصد الاشعار منها والخطابة

‏سلهمتها تكسر عنادي ولاتحشم كياني
‏ انهزامي عندها نصرٍ مايدركه المجابه

‏بين خمرك والجمر والثلج عقلي مالقاني
‏رحت مع قلبي ولا ودي تعجل في إيابة

‏ من رشف من خمرة شفاهك يموت ولايعاني
‏من ضما، وإن شاف مرقاب السهارى مارقا به

‏جمرك الي راحمٍ ثلجك مذوب عنفواني
‏عنده الولهان يستسلم ويستلطف عذابه

‏انثري ليلك على شمسك لتحقيق الأماني
‏ودي أشوف الظلام يعانق الشمس بغرابة

‏ ابتديت العشق من حيث انتهيته وابتداني
‏والله إني من صبا عمري وأنا كلي صبابة

‏تضحياتي ماتنساها الزمان ولا نساني
‏كيف ينسى من قطف للمترفة زهرة شبابة
- متعب البقيلي