لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ
فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إِنْسَانُ
هِيَ الأُمُورُ كَمَا شَاهَدْتَهَا دُوَلٌ
مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءَتْهُ أَزْمَانُ
وَهَذِهِ الدَّارُ لَا تُبْقِي عَلَى أَحَدٍ
وَلَا يَدُومُ عَلَى حَالٍ لَهَا شَانُ

وقبّلت ُرسم الدار حباًً لأهلها
ومن لم يجد إلا صعيداً تيمّما

وحنت ركابي والهوى يبعث الهوى
فلم أرى في تيماء إلا متيما

فها أنا والظلماءُ والعيسُ صحبة ٌ
ترامى بنا أيدي النَوى كل مرتمى

أُراعي نجوم الليل حباً لبدره ِ
ولستُ كما ظن الخَلّيُ منجما

فلْيَحفَظِ الله وجهاً ما نَظَرتُ لَهُ
إلا وأشرَقَ في وِجدَانيَ الأمَلُ

وما غُربَةُ الإنسانِ في غيرِ دارِهِ
ولكنَّها في قُربِ مَنْ لا يُشَاكِلُهْ !

"ومَضيتُ لا أخشَى الوقوعَ لأنَ لِي
‏خِلًا إذا ما طِحتُ يُمسِكُ مِعصَمي."

"كم ضَمّتِ الجُدرانُ ريحَ أحبّةٍ
رحلوا، وَحاشا حُبُّهُـم أن يرحلا"