هذا المساء
للإنصات..للغائب من الكلمات
والمهملِ من النبضات
مساءٌ مختلف
له نشوة المحاولة
وغرابة التغيير
مساء ضاع من سرب الصمت
المحلق في سمائي

تحدث
هناك رغبة لـ تطرق
نبرتكَ المرتبكة أبواب روحي
أُريدُ أن أسمعك
قد كان ساكناً ذاك اللقاء
بعيد المنال
على شرفات أحلامي
المستحيلة
تحدث لـ يتوقفَ تدفق الظنون
في دوامة عقلي
المتعب
لتخرج الأمنيات
وينقشعَ السواد
عن بياض الأمل
المتواري
في قاع الكأس
البارد على منضدةِ إنتظاري
تحدث لـ ينصتَ شتاتِ
الشاردُ من قبضة إدراكِ الصاخب
تعال ..
لنجلس قُربَ تلك النافذة
التي شابت على شرفاتها
صغار أمنياتِ
ألم نتفق أنها الفرصة الأخيرة
للبقاء على حافة هذا الليل
المغادرُ ...
لـ النسيان
أخبرنِ
كيف ننسى ونحن نروي بذور الذكريات
من عطش أرواحنا..
كيف نغادر ونحن أبناء الطين
وجذورنا عميقة كـ حنين قابع
خلفَ صدر راحلٍ لن يعود
كيف نجيب تساؤلات العابرين!!
عن حروفنا..
عندما نلوح للعدم
وكيف يغادر الظل من خلفنا
للخيال
وشمس اللقاء لم ينقشع
كسوفها
كيف أجيب قلبي إذا صمت لساني
والصمتُ يشعلُ
فتات أوراقي..
هاتِ يدك لـ نلوح ولو بدمع
غارق..!
في نظراتنا الشاردة
لحين شروقٍ أخر
لاتنظرو لما سبق..!
ولاتأخذوه على محمل
الجد
نزوة الكتابة
تكشفُ عورة الورق
ولكن
سَنخفيها بضحكة حبرٍ زائفة
إلى حين..