تي...

أمتي...
هل لك في غد الناس
منبر ومكان ؟
وهل لك في صروح المجد...
إسم وعنوان ؟
يا من كنت حادية للمواكب
تراودك النجوم في عليائها والكواكب
أين أنت ؟
أما زلت ؟
أم انك كنت ، فبنت ؟.
أين صهيل خيولك ؟
أين صليل سيوفك ؟
أين تكبيرات الفرسان في كل ميدان ؟
إني لا أراك في زحمة الصاعدين
ولا أسمع صوتك في نوادي الطامحين
ولا أرى صورتك في مهرجانات الفائزين
أصبحت في خبر كان .
إني أرى في عمق عينيك مساحات للأسى
وينابيع لأنهار من الأحزان
وأقرأ على محياك
عبارات العزاء والرثاء والهجاء
ومجاري سيول كما الشطاًن .
ما بك ؟
ما دهاك ؟
أجيبي .
قالت في لغة الصمت الرهيب
أيا سائلي...
إن حالي لسؤالك خير مجيبي
مساحات حزني يا ولدي كبيرة كبيرة
لغة مأسورة
أم مقهورة
طعنات تتلوها الطعنات
من إبن ، من أخ ومن كل قريب
حتى أمسيت كما ترى ...
شبحا من عالم الغيوب
وقد كنت ذات زمن عزة...
دروب المجد ، دروبي .
رموني بالعقم ، بالخبل
بالإرهاب ، بالفشل
وليتهم حين رموا...علموا
أن المتهم ، هموا
وأنهم أنا ..
وأني أنا ، هموا .
أرتقي بما به قد سموا
فإن هم عن يومهم عموا...
فغدهم ، هم وندم
بذا قضت الأيام...
طبعها تنتقم .
فليستنطقوا ذاكرة الزمان .
إنما الأمة سواعد أبنائها
ساعد يعلي صرحها ...
وآخر للذود والأمان .
إنما الأمة الفكر
فإذا تلف اللب ...
فأي ثقل للقشور في الميزان ؟
إنما الأمة الأخلاق
فإن هي غابت ...
فمستوقع التحلل والذوبان .

ن .شريطي

شكرا لك على التوقيع الجميل . تحياتي.