أنا مجرد حبة رمل سافرت بنكهة المسافات الرملية
التي تعرف الأسرار منذ قديم الزمن
شاهدت الفجر يمزّق قميص الليل
ويمضي دون اكتراث
ويمّمَ موليًّا وجهه شطر بيته
ليعزف مقطوعة النور على أوتار الضياء
التي تنهش ظلمة الغرف
وتزيح عن وجه الأرض قطرات مطر
من عيون لم تهدأ ليلا…

كم هي حادة تلك الأوتار
فهي تعيد لهم ماضيا
وتلون مستقبلا..

مجددا..
أنا مجرد حبة رمل،
احتضنت ألم الرحيل
وتلاقفت دمع المحاجر بكل صبر..
وصيّرتُ صياحي حرفًا دون وطن يُذكر..

لا أمتلك وقتا لأنساه
فهو الإنسان الذي بحثت عنه لحظة نشوئي..
لم أكن سوى حبة رمل ملقاة على كتف الأرض
في ميناء الفقد..
صماء لا ملامح لي
أبحث عن أهدافي
وأسباب بقائي..

صرتُ لا أجد مفرا من الجنون به..
وما أن اشتممت عطره..
حتى رافقته منذ لحظته الأولى
أجلس وحدي بين يديه
وهو يشعل الظلام
وأُمَرِّغُ ذاتي في كلماته
وهو يُضرم الأرض هيبة!
ويبلل جسدي بالدموع..

عند الفراق
تشعر كأن روحك
قد سُلبت منك
وليس بيدك
غير الاستسلام لقوانين الفراق..