مساء الخير ياشمعتي العزيزة، لقد مرت الأيام بسرعة، متى آخر مره تسامرنا سويًا ؟ كم مضى من الزمان وأنت منطفئة تحت ركام أوراقي ؟ أشعر بالذنب الآن تجاهك فقد كنت مقصرًا بحقك، ولكنني أحتجت لذلك، أحتجت ان أطفئ رأسي واغيب عني لأطول فترةٍ ممكنة.
سنة! لقد تركت الكتابة وغادرت هذا العالم لسنةٍ واحدة، ياللعجب ! هل يمكن للأنسان أن يتغير هكذا في سنةٍ واحدة، لم أعد اعرفني بل لم أعد أعرف هذا العالم الموجود في ركن غرفتي، أجلس على كرسي غريب بمكتبٍ عتيق، مضت ساعتين وانا أقلب الأوراق بجمود، هل انا من كتبتها؟ هل حقًا هذه نصوصي؟ أتفاجأ بعد كل ورقة اقرائها وكأنني أقرأها للمرة الأولى، بمجرد ان أشعلتك يا شمعتي الباهرة وقد بدأت أشعر بالألفة والحنين، فقررت أن أكتب لك، لإنني أشتقت لك، ولليالي التي أجبرتك فيها على السهر معي، ولتعليقاتك اللاذعة على كتاباتي، لدي كمٌ هائل من القصص لأرويها لك، والعديد من الأمور التي ارغب بقولها، لا أعرف من أين أبدأ او كيف، انا أشعر بالعطش الشديد ولا شيء يروي ضمائي سوى الكتابة .