هـــــــــــــــــــويتي
هناك عند أسوار المدينة القديمة
أوقفني مرتزق حبشي
نحيف الخلقة
يكاد سلاحه يلامس الأرض
يلوك علكا
سألني هويتي
وضعت يدي في جيبي
ثم أخرجتها فارغة
وقلت في عفويتي
هي هناك...
في أزقة الحارات القديمة
في رائحة خبز أمي
في نكهة القهوة العربية
في جذور الزيتونة التي
غرستها من ألاف السنين
قبل طوفان نوح
حين رست على هاته الشواطئ
سفينتي .
هي هناك...
في الخليل ، في الجليل
في حيفا ، في عكا
في الشجر ، في الحجر المسوم
في حمرة الورد
في زرقة السماء
في كوفيتي .
هي هناك...
في أنامل الملثمين
في قبضة اليد الممسكة بالسكين
في الأجساد المضرجة بدماء الوعد
في مقالعهم التي صنعوها
من ضفائر الأمهات
خط سيرها يرسم
منحنى سقوط
صنم الإذلال
صنم الهمجية .
هي هناك...
في تجاعيد جبهة عجوز
لم تنحني لغير خالقها
وكل الهوى الذي عاشته
هوى الحرية .
هي هناك ...
في دمي المسفوح
في الطرقات
على الجدران
يكتب على الحجارة المصقولة
جنسيتي عنواني
هويتي .
هي هناك
على هاته الأرض التي
عمدها الأنبياء
وكانت بوابة إلى السماء
لأشرف الشرفاء
فبوركت وبورك ما حولها
أنا هنا
فلسطيني عربي
من قبل البدء
من قبل الخليقة
كانت هذه قبلتي .
هذا أنا
فمن تكون أنت ؟
أنت غريب وشكلك غريب
أنت غريب اللكنة
فأرحل ما عاد لك بيننا مكان
إنها هفوة الزمان
سترحلون
وحينها ....
سأرفع أعلام الإنعتاق
فوق المآذن ..
على الشرفات ...
على قبة الصخرة .
سينبلج الفجر الجديد
يمسح كفه من على وجه الوطن...
أثار الظلمة .
حينها وفقط حينها ...
ستذوب عيناك في تفاصيل هويتي .

ن. شريطي