مَـسّـني الحُلْمُ فارتديـتُ خــيالي
واقتفى الخطـوُ لهفـتي لارتحالي

وتَبعـتُ الحنـينَ في زحمةِ الرّمــ
ـلِ فألـفـيـتُ في الحنـين ِ ضـلالي

المـرايـا تخـونُ ضــوءَ عــيـوني
وظـلامٌ يـزهـو بـأسـر ِ هِـلالـي

لم تَعُـدْ صــورتي تُـعـانـق ظِـلّـي
هدَّني الصّمتُ .. أنكرتني ظلالي

أعـبرُ الـوقـتَ لا ظــلال تقـيـني
فتنةَ الوقـتِ حين يمـشي خِلالي

أنـا عـرَّيـتُ أحـرفي كـي أراهـــا
حين يكـتـظُّ بالســؤال ِ ســؤالي:

مَن أضلَّ المـسـاءَ عن سـهر العـشـ
ـق ِ وألقـى غـبـارَ مـوتي حـيالي ؟!

مَن أعانَ الخرابَ كي يسـكنَ المـعـ
ــنى وأغوى بـيـادري باشــتـعال ِ ؟!

مـن يَـدسُّ الـسَّـرابَ في رئـة المــا
ء ِلـيـغـتالَ في الطـريـق ابـتـهالي؟

منْ لظى الوقتِ لا ظلال تقيني
فتنة الوقتِ حين يمشي خلالي

أنهَـكَ الحُـزنُ كـاهـلي مُـسـتَـبـدٍّا
كيف يقوى على الثباتِ احتمالي !

أوهـنَ الـروحَ فاسـتكانتْ خُضـوعًا
وتـداعــتْ عـلـى سـريـر ِاعتلالي

كـغُـرابٍ في الأرض ينبِشُ حُـزنًا
ويُـــواري ظـــلالَــه في الــرِّمـــال ِ

كـيـف أرتـــدُّ والمــكـانُ مُــشــيحٌ
وجهَـهُ المعرض الذي لا يُــبـالي ؟!

صــارَ عـَنِّي بـمـا يُـكِـنُّ غـريـبـًا
نســيَ الأمــسَ .. لا يَرقُّ لحالي

وأنا بـِتُّ في المــتـاهــة ِ حـيـرى
عَـقَّـني الصَّـبـرُ بعد طـول ِ جِـدال ِ

مسّـني الخوف بين موتين أمـشي
والمـسـافـات غـابــةٌ مـن نِــصـال ِ

لـوَّثَ الـشـكُّ سلسـبـيـلَ يـقـيـني
وحـريــقٌ يـقـتـاتُ كُـلَّ غِـلالـي

قلت للخوف : كيف صرتَ دليلاً
مُـوديـًا بي إلـى جحـيـم ِ مــآل ِ ؟!

بالسـَّراب اهـتـدى وأوثـقَ دربي
ثـم أوحــى لـظـلِّـه ِ باغـتـيـالي