توارت شمس المغيب عند الأفق البعيد، فاصطبغ بحمرة قانية لم تكد تظهر حتى بدأت تفر هاربة..
‏استلقي على أرض يكسوها العشب الرطيب وتطلع إلى السماء، لمع فوقه نجم تفصله عنه ملايين السنين الضوئية فتألم في حسرة ، استسلم لنسمة باردة وسافر في الزمن المجهول ..
طوفان الماء يغرق مدينته وسفينة نوح قد ولى زمانه ، أيوب العصر يستند في استسلام إلى جدار متهالك ينتظر في صمت المكروب ولهفته برءًا من أدائه، أيقظه من غفوته حشرة هائمة طواها ظلام الليل الطويل ،تذكر أنه على موعد مع الطبيب ،استجمع أنفاسه اللاهثة وأخذ يتمتم بآيات من القرآن الكريم حفظها عن والده، شعر براحة طارئة فسأل نفسه بصوت مسموع :
لماذا يتدهور كل شيء بسرعة الصاروخ؟!
تبادل مع الطبيب حديثا عابرا عن زمالة قديمة بالمدرسة الثانوية ،انتهى الطبيب من فحصه وأخبره أنه يتمتع بقلب شاب وأن التحاليل لا تنذر بوقوع كارثة ، انتابته فرحة طاغية بعد أن أزيح عن صدره هم ثقيل .
في الطريق ، ترامت إلى سمعه ألحان شعبية تعزفها فرقة للموسيقى النحاسية يعشق عزفها غاص بهمومه في أمواج الفرحة ،استقبلته زوجته بوجه قلق و أسئلة متلاحقة ، توضأ للصلاة تناول عشاءه وصعد إلى فراشه شعر بالدفء واستسلم له ثم راح في سبات عميق .

جميل ان يسافر الانسان عبر الزمن الجميل
تجسدت هذه الرحلة بصورة من هذا الابداع
يعطيك العافية اختي الغالية الياسمين
ربي يحفظك

تصوير جميل جدا للمحيط الذي يلف المشهد ويضفي واقعية ملموسة وينمي عن فكر نير .

مشهد عودة الرجل من الفحوصات ليستقبل بقلق الزوجة وكثرة الأسئلة والنوم الذي يلي زيارة الطبيب مشهد حقيقي جدا جدا جدا .

روايات أختي الياسمين لا يعيبها إلا شيء واحد من وجهة نظري . تغرف لك فصلا فتنهيه في لحظات ثم تتلهف لما بعده بفارق الصبر .

قلم فريد من نوعه رغم الانشغالات وبكل صراحة وأمانة تمنيت مثل هذا العزم المتقد لإنهاء روايتي كاتيوشا متغلبا على كل الظروف كي لا تفقد بريقها فقد باتت بلا وهج ههه.

مبدعة لا تكفي صراحة .

تعاقبت الأحداث بسرعة هنا
لكنها تظهر الواقعية لهذه القصة، مع كل جملة أريد الوصول للفكرة المحددة
لكن لا شيء، إلى أن فهمت أن الفكرة في العنوان ذاته
قصة جميلة الياسمين