منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree28Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07-19-23, 10:27 PM   #1
نجمة

الصورة الرمزية نجمة

آخر زيارة »  01-20-24 (04:38 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي السُلطانة ... بقلمي



تتأمل حقيبة الأقلام الصغيرة بتعجب ، خروف يختبئ بين أشجار البلوط العملاقة ، صياد يحاول اقتناصه ببندقيته!
حقيبة تافهة ، كيف اعجبتها البارحة واشترتها !

رمتها جانبا بضجر ، قاعة الصف صاخبة ، أصوات تناديها لكنها تتجاهلها فمزاجها معكر ، اليوم سيء من أوله ، تنهدت مجددا حين دخلت المعلمة تجرّ بعدها طالبة غريبة .

وضعت المعلمة اشياءها على المكتب قبل أن تضع يدها على كتفي الفتاة بجانبها :
- رحبوا معي بصديقتكم الجديدة أسماء ، جاءت من الريف منذ فترة بسيطة ، اعتنوا بها جيدا ، كونوا لطفاء معها .
ألقت جملتها الأخيرة وهي تنظر لعيني عبير ، التي تحاشتها لتتفحص أسماء من أسفل قدميها ، فتاة غثة ، بملابس نظيفة عشوائية التنسيق ، تضع حجابها بطريقة الجدات ، ملامحها بريئة كالدمى ، عيناها ترفعهما بخجل يمتزج بفضول ظريف .
ظريف !!
خطرت على بالها فكرة ، ابتسمت للمعلمة بفتور وهي تتجه لأسماء وتجلسها بالمقعد المجاور لها ، همست لرفيقتها أمنية حين أستهجنت تصرفها ضاحكة :
- لنلعب معها
مابين شراء من مقصف المدرسة إلى إحضار كتب من الصفوف الأخرى ، كتابة الواجبات و الاشغال اليدوية في حصة الفنون ، مرت الأيام على أسماء ، التي تتلقى أوامر السلطانة عبير " كما عرفت عن نفسها " لها وعيناها تبرقان، بسرور !
- حمقاء
قالتها عبير مقهقهة لصديقتها وهما تلاحقان بنظرهما أسماء الراكضة لتنفيذ أمر جديد :
-ذهبت ، تظن أني صديقتها ، سذاجتها هذه تغضبني ، لكن سأدعها ، فشكوى واحدة للمديرة ستطردني من المدرسة للأبد ، آه تذكرت شيء مسلي !
أخرجت بطاقة صغيرة ، يظهر منها رقم لهاتف أرضي كتبت على عجل ، صفعتها أمنية على كتفها بغضب :
- ستكونين انتِ الحمقاء إذا اتصلتِ به ، لم نصل لهذه المرحلة بعد يا مجنونة !
- بل هو الأحمق ، انظري إلى الرقم هذا وكأنه يعيش في القرون الوسطى ،
تبسمت باستهتار لتكمل :
- سنقابله في مكان عام ، سيكون لوحده ونحن اثنتان لا عليك ، فقط راقبيني .
رن الهاتف :
- مرحبا .
ليجيبها الطرف الآخر بسرعة وكأنه يتوقع مكالمتها هذه .
- لنتقابل بعد يومين قبل الحصة الرابعة .
وصلتها الموافقة لحظتها ، تأرجح قلبها بخوف لثوانِ ، صاحبه شعور كالهلوسة ،أعاد إشعال ملحمة ازلية بين قلبها وعقلها ، تتقاذفها الأفكار شرقا و غربا، مع ذلك لم تكن يوما ممن يتراجع عن أفعاله بسهولة!
فهي لم تعد تتحمس للمقالب الطفولية تلك ، تريد تجربة افكار جديدة ، مغامرة لم تعشها من قبل.
حين جاء الموعد شعرت بحجم الورطة ، أمنية كادت تتخلى عنها ، لكنها أجبرتها بطريقتها !
كانت سيارة الفتى تنتظرهما خلف مبنى المدرسة ، تسللتا خفية عن أنظار المراقبات ، لو اكتشفن فعلتها سيبلغن والدها و سيذبحها بسكينه كالشاة حرفيا ، ملامحها لا تشي بما يتزلزل به قلبها ، على خلاف أمنية التي يظهر عليها الخوف جليا :
- أسماء ، تلك أسماء !! لقد رأتني !
قالتها أمنية وهي تخفض رأسها ، رجفت عينا عبير لكن ورطتهما لم تكتمل الأ حين رأت الشاب الأكبر سنا في المقعد الأمامي بجانب الفتى ، كم هي حمقاء ؟
كيف لم تلاحظ وجوده إلا الآن؟
وجوده ليس عبثاً ، هما خططا لأمر ما .
قرصت أمنية بحركة تعرفها الأخرى لتصمت وهي تتبادل النظرات معها .
قرعت النافذة لتطل اسماء ، تيبست ملامح عبير ،وأسماء تحثهن على ترجل السيارة ، مع إصرار اسماء لم يكن أمام الفتى خيار سوى أن يتحرك بسرعة ، وقبل أن تنطلق ، كانت على المقعد بجانبهن .
- لماذا جئتي ؟ اطلبي منه التوقف الآن ! ولتنزلي .
تجاهلتها اسماء ونظرها لا يتزحزح عن نافذة السيارة .
- جواد ! هي ليست معنا ، توقف جانبا وانزلها .
كان رد الفتى لمحة من المرآءة لأسماء قبل أن يعود بنظره للطريق .
كان جواد بنفس عمرهم لكن الفتى الأكبر سناً ربما طالب جامعي ، هذا ما استنتجه تفكير عبير بعدما تفحصت حقيبة الحاسوب المحمول التي يحملها .
اخرجت هاتفها من خلف حقيبتها ، ارقام اهلها جميعا بدت مرعبة ، حثتها نفسها على التمهل فربما يمر كل هذا ولا يضطر أي منهم لمعرفة حماقتها الكارثية هذه .
عشر دقائق مرت لكنها شعرت وكأنها في سفر ، شعرت بوكز اسماء لها ، ناولتها بعض الأوراق ، تناولتها لتشعر بمقبض معدني تحتها ، قبضة حديدية ، رمشت بذهول لرؤية السلاح الصغير في يد اسماء الأخرى !
في النصف الساعة الآخر، حدث مالم يكن في الحسبان ، كأنها في مسرح كبير ، فيلم هندي لو شاهدته خلف الشاشات لضحكت من هول الخيال!
اسماء وهي تضع السلاح خلف رأس جواد ، يداها المرتجفة ، ألوان كالنجوم شوشت عليها رؤية الواقع ، صوت اسماء !
- دع صديقك ينزل وواصل السير ، الآن !!!

قفز صديقه حين صاحت به ، هاربا كالنعجة !
محاولته آخذ السلاح منها ، تمايل السيارة يمينا وشمالا ، كأن إعصارا يضربها ، بل هو حقاً :
إعصار " اسماء " الجارف !
ضُرب رأسها حتى أُدمي ، لكنها تشبثت بالسلاح بقوة ، اصطدمت السيارة بالرصيف ليتوقف وهو يجري هاربا بعد صديقه!
امنية الباكية ، قدما عبير الوهنتان ، اسماء التي تلملم أوراقها بعد أن بعثرها اصطدام السيارة ذاك .
صمت تام تلى تلك اللحظات .
في سيارة الأجرة سألت :
- كيف ؟
- والدي تاجر اسلحة ولدى كل افراد اسرتي سلاحهم الخاص ، نحن نستخدمها وكأنها ألعاب نارية !
لأول مرة يستمر ذهول عبير لأيام .
لكن ذهول المدرسة بأكملها في اليوم التالي كأن أكبر :
عبير وهي تحمل حقيبة اسماء وتشتري لها الغداء من المقصف والأشد عجبا كان مناداتها لها ب :
-السلطانة أسماء!

تمت


 


رد مع اقتباس
قديم 07-19-23, 10:36 PM   #2
ورد .

الصورة الرمزية ورد .
أميرة الورد

آخر زيارة »  04-23-24 (10:04 PM)
المكان »  في بحبوحةِ من الأمل ورغد العيش.
الهوايه »  من صُناع السعادة والأمل .

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



انبهرت بطريقتك القصصية في السرد حتى تخيلتها على ارض الواقع
لقلبك نجمتنا السلطانة اكاليل ورد


 

رد مع اقتباس
قديم 07-19-23, 11:42 PM   #3
نجمة

الصورة الرمزية نجمة

آخر زيارة »  01-20-24 (04:38 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ورد . مشاهدة المشاركة
انبهرت بطريقتك القصصية في السرد حتى تخيلتها على ارض الواقع
لقلبك نجمتنا السلطانة اكاليل ورد
سعيدة انها اعجبتك
شكرا للمرور الجميل


 

رد مع اقتباس
قديم 07-20-23, 06:20 AM   #4
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  يوم أمس (09:52 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



طريقة جميلة في السرد
وتتابع الاحداث
يعطيك العافية غاليتي
يختم ل3 ايام مع التقييم


 

رد مع اقتباس
قديم 07-20-23, 10:36 AM   #5
همس الآيام

الصورة الرمزية همس الآيام

آخر زيارة »  09-16-23 (08:30 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



تستاهل اللقلب


قصة جميلة ذات معنى هادف
واسلوب رائع ومتسلسل
شكرا لك غاليتي ~


 

رد مع اقتباس
قديم 07-20-23, 11:14 AM   #6
عااازف الليل

الصورة الرمزية عااازف الليل

آخر زيارة »  اليوم (12:16 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



اهنيك ع الذوق
إبداع في سرد الأحداث
وجهداً تشكري عليه
دمتي بود


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 03:17 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا