منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


من تاريخ هذا اليوم أي إساءه مهما كان نوعها أو شكلها أو لونها تصدر علناً من عضو بحق عضو أو مراقب أو إداري أو حتى المنتدى سيتم الإيقاف عليها مباشره وبدون تفاهم :: قرار هام ::

Like Tree13Likes
إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 09-18-23, 06:41 PM   #1
هدى الوزير

الصورة الرمزية هدى الوزير
هدوشه

آخر زيارة »  01-19-24 (12:08 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي ~جحود الأبناء... قصة قصيرة بقلمي~



قصة قصيرة ~ ( بقلمي )

في ليلة باردة غاب عنها القمر واختفى بين الغيوم وهناك في مكانا ما وفي ذلك الكوخ المتواضع البناء الذي يتمايل مع الرياح القوية وفي داخل الكوخ ساد الهدوء والظلام ماعدا بقعة في زاوية مقفرة تضيئها شمعة تكاد أن تخبو لقصر قامتها..
وعلى فراش رث بالي امتد رجلا عجوزا وهو يرتعش بردا وجوعا كانت نظراته تجوب المكان بيأس وحزن وكانت عيونه تملاها دموع الحزن والألم لتنحدر على خدود أنحفر عليها تعب السنون….
مد العجوز يده وهو يرتعش ليأخذ كسرة خبز جافة ملقاة على الأرض ويصوبها نحو فمه ويقضم قطعة منها ويبتلعها بصعوبة وهو يبكي حرقة وألما..
شرد بذهنه وعاد إلى ذكرياته منذ سنونا مضت,كانا شابا وسيما قويا بنى نفسه وعمل بكل جهده وجال وصال وكان يسهر الليالي في عمله وقلبه يتوق إلى ابنة عمه التي كان يحبها وكان عليه أن يجمع مهرها لكي يستطيع أن يتزوجها..
مرت الأيام وهو يعاني قسوة العمل ويجاهد ويوفر من راتبه حتى استطاع أن يجمع مهر ابنة عمه وتزوجها وعاشا سعيدان وبعد مرور عدة أشهر كان البيت يملاه صراخ طفلهما الأول تطلع إلى ولده الرضيع وضمه بحنان إلى صدره وهو يهمس: متى ستكبر واراك رجلا له شأنا عظيما..
مرت السنون ورزق بثلاثة صبيان كان يرى الدنيا ومافيها فيهم سقطت من عيني العجوز الدموع عندما تذكر يوم وفاة زوجته التي تركت فراغا كبيرا في حياته..
ومع ذلك قرر أن يربي أولاده أفضل تربية وان يعلمهم في أفضل المدارس..جاهد وجاهد وهو يرى أبناءه يترعرعون أمامه وكان لايحرمهم شيئا بل كان يحرم نفسه ليوفر لهم الحياة الكريمة ويلبي لهم كل طلباتهم ورغباتهم وحاول الكثير من أصحابه أن يقنعوه بان يتزوج فهو مازال شابا قويا ولكنه كان يرفض ويقول: أولادي عندي بالدنيا يكفيني أن أكون معهم وحولهم فهذه سعادتي..
مرت الأيام ومضت الأعوام وأصبح الأولاد رجالا منهم الطبيب والمحامي والضابط, كانت سعادته لا توصف وهو يرى ثمرة جهده وتعبه وأصبح أولاده رموزا في المجتمع وقرر أن يزوجهم لينعم برؤية أحفاده ويعيش بينهم بسعادة..
تزوج الأولاد وأصبح لكل واحدا منهم زوجة وبيت مستقل.. يالسعادته أولاده في أحسن حال وهذا غاية مايتمناه..
ولكن..
تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن في يوم اجتمع الأولاد الثلاثة وكل واحد منهم يقول: لا استطيع أن أتحمل أبي فزوجتي ترفض أن يعيش معنا وتشاجروا وتناقشوا وأخيرا قرروا أن يمكث الأب عند كل واحد منهم عشرة أيام..
لم يبالي أبوهم مع انه أصبح كبيرا في السن والتنقل من بيت إلى آخر شاق عليه وصعب ولكنه كان يقول مادمت بين أولادي فلا يهم سأكون سعيدا..
ومرت الأيام واجتمع الأبناء مرة أخرى والكل يشكو ويتذمر والأب المسكين كان في غرفة بجانبهم وكان يسمع حديثهم..
الكبير: زوجتي ترفض أن يعيش أبي معنا لقد هددتني بأنها ستترك البيت أن لم اخرج أبي من بيتي.
والأوسط: وانا كذلك فأبي اصبح كبيرا عاجزا ولم اعد أتحمل شكواه وعلله.
أما الصغير فقد قال: اما انا فلن ادخل أبي بيتي أبدا ما ذنبي أن أتحمل أمراضه وهرمه.
أجهش العجوز بالبكاء وهو يتذكر ما سمعه من أبنائه لقد افنى عمره في خدمتهم وتربيتهم وهذا جزاءه!!!!!
نكران الجميل والجحود والعقوق!!!!!
ماذا يسمع؟!!!
هل أصبح حملا ثقيلا على أبناءه؟!!!!
لا اصدق ما اسمع أولادي يرفضون أن أعيش معهم؟!!!!
ارتفع بكاء العجوز ونحيبه وهو يرتعش والرياح القوية تهز الكوخ بما فيه والبرد يلفه ويسكن في ضلوعه..
أهذه هي النهاية؟
أهذا هو الجزاء؟
أموت وحيدا جائعا باردا لا أجد أحدا من أبنائي حولي!!!
أين انتم؟
أين الرحمة في قلوبكم؟
انا أبيكم هل نسيتم؟
لا جواب كان صدى صوته يعود اليه ويستقر حزينا في اعماق قلبه..
مد يده النحيلة ليضع كسرة خبز في جوفه لكنها سقطت على الارض تطلع اليها بيأس وارتفعت دقات قلبه الضعيف ليلفظ انفاسه الاخيرة ودموعه لم تجف بعد..
مات وانطوت صحيفة سوداء عنوانها جحود الأبناء.


 


رد مع اقتباس
قديم 09-18-23, 07:53 PM   #2
عبدالله همام

الصورة الرمزية عبدالله همام

آخر زيارة »  اليوم (07:21 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصة تتحدث عن شيء من الواقع
والظلم ظلم الأبناء للاباء
وصدقيني معظم هذا الظلم
نتيجة طبيعية لسوء التربية
وان كان الأب خرج دكتور ومهندس ...
لكن كثير من الآباء بهملوا الجانب الديني في التربية .

قصة جميلة وواقعية تسلمي ويعطيك العافيه


 


رد مع اقتباس
قديم 09-18-23, 11:28 PM   #3
هدى الوزير

الصورة الرمزية هدى الوزير
هدوشه

آخر زيارة »  01-19-24 (12:08 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالله همام مشاهدة المشاركة
قصة تتحدث عن شيء من الواقع
والظلم ظلم الأبناء للاباء
وصدقيني معظم هذا الظلم
نتيجة طبيعية لسوء التربية
وان كان الأب خرج دكتور ومهندس ...
لكن كثير من الآباء بهملوا الجانب الديني في التربية .

قصة جميلة وواقعية تسلمي ويعطيك العافيه

فعلا للأسف اهمال الوالدين للجانب الديني
مشكلة كبيرة قد ينتج عنها مثل هذا الظلم الذي حدث في القصة
اشكر مرورك العطر المميز الذي اسعدني كثيراً

لك تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 09-19-23, 07:06 AM   #4
عطاء دائم

الصورة الرمزية عطاء دائم

آخر زيارة »  اليوم (08:19 PM)
المكان »  في بلدي الجميل
الهوايه »  القراءة بشكل عام وكتابة بعض الخواطر

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصة مؤلمة للأسف
يعطيك العافية غاليتي
ربي يحفظك


 


رد مع اقتباس
قديم 09-19-23, 07:35 AM   #5
هدى الوزير

الصورة الرمزية هدى الوزير
هدوشه

آخر زيارة »  01-19-24 (12:08 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عطاء دائم مشاهدة المشاركة
قصة مؤلمة للأسف
يعطيك العافية غاليتي
ربي يحفظك

اسعدني مرورك الراقي
لك خالص شكري وتقديري~


 


رد مع اقتباس
قديم 09-20-23, 08:14 AM   #6
متـعب

الصورة الرمزية متـعب

آخر زيارة »  10-19-23 (09:29 AM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



قصة تحتاج وقفان كثيرة اثارت الشجون
الف شكر استاذه هدى


 


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة



| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 09:32 PM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا