متسق مع ذاتي
متصالح مع تناقضاتي

شيئان احبهما في كينونتي
السوداوية.. الغموض.. العزلة

اقتات الحزن.. اعتاش على مآسي الاخرين
أطير الى مراسم العزاء والمنكوبين
رؤية المفجوعين وآهات المكلومين
سوداوية تغشاني بنشوة الحزن

على أني اكره حين يكشف احدهم ادعائي
او يعرف كنه مشاعري الحقيقية
اكره حين يلحظ احدهم اني حزينٌ حقاً او فرحٌ حقاً
اللعنة .. اكره حتى حين يشعر احدهم اني مصابٌ بالملل
مشاعري الخاصة.. ملل، ضجر، حزن، فرح.. لي وحدي
اكره ان اشاطرها احداً .. اقتاتوا بعيداً عني وعن مشاعري..
دونكم مشاعر الاخرين .. تكفينا جميعاً لنولم عليها بقية نهارنا


لذلك اعزل نفسي
اختار اللحظة التي يجب ان اظهر فيها
صحيحٌ اني اعشق الفجع والانكسار
لكن هذا لايعني اني لا أستطيب مشاعر الفرح احياناً
لها مذاقها الخاص.. ككأس شايٍ عنابي اللون
أختلط فيهِ مذاقٌ بين حلاوةٍ ومرارة

بينما اهندم ثيابي، واضع شماغي بترسيمة تناسب الحدث الذي سأحضره
أفكر بجهدٍ لا يقل عن اناقتي في الوجه الذي يجب ان ارتديه لهذه المناسبة
مناسبة الليلة ستكون حفل تخرج ابنهم المغترب
فرحين بعودته .. منتشين بشهاداته

ماهو الوجه المناسب ياترى ؟
لست محتاراً حقيقة الأمر
هناك الكثير من الخيارات امامي لوجوه تخدمني هذه الامسية
لكني ازعم بنفسي اني سيد الاقتيات على مشاعر الاخرين
المتطفل الأعظم ..
لذلك يجب ان تناسب اختياراتي كنهَ الظلامي الأسمى الذي أمثله


أعدل شماغي على رأسي
وتسقط اطرافه خلف ظهري معلنةً نهاية استعداداتي
اضع العقال إيذاناً بالمغادرة ..
اغلق الباب خلفي ..واخلع على ناصيتي وجه الناصح المحب
يتساقط أمام وجهي .. راسماً ابتسامةً فرحة ملؤها كذب

سيدة الحضور الزاهي
الذي لايشبهها شيء الا زخات المطر الخريفية
بعد لهيب صيفٍ قائظ ..


كنتي لهذه الحروف بكلماتك كالحياة
فشكراً تترا

الله الله عليك وعلى



احساسك الراقي


نثرت فأبدعت




وتميزت


واطربت


بطرحك


الممتع




يسلم



قلبك


وتحيه



بحجم


السماء


لشخصك