سقطَتْ
أمانينا بهاويةٍ
ولمْ نلحق لها جرًا
ولا ضمًا لننقذها من الغرقان !
سقطت ولم تجدْ المكان مناسبًا
يومًا لتزرع فِي رُبوعِ الأرضِ
جنَّة حالمان !
ومضَى الزَّمان
وحزنتُ منْ قلبِي على ما كان
منْ أيَّام

أنَا
ما بكيتُ
على سنين النَّأي
دمعِي إذ ينادي الرِّيحُ
أيْن العاشقان ؟
أنا ما لهوتُ
عنْ الأحبِّةِ يومَ نام
الوصل فِي كفيهم
وجفا اللسان !
ولكم من الأوقاتِ
أوقفنِي الزَّمان .

كمْ
جئْتُ حِين
غيابهم سرًا أُفتشُ
عنْ بقايا العطرِ في روحِ المكان ؟
كم جِئْتُ أحملُ فِي يمينِي الزَّهرَ أنثرهُ ليذكر
أنَّنِي إنْسَانُ أرهقَ كاهليه البعدُ والدَّوران
ومضيتُ مثْل أتيتُ سرا
وسمعته بالذّكرِ يهجونِي
وينعتُ كل أيامٍ قضيناها معا
ويزيدُ أنّي ظلمته, وهجرته, وخذلته
فصممتُ سمعِي وشَرعتُ أكتبُ فوق عرشِ الرُّوحِ
ذا شيءٌ من الهذيان !
وعلى جفونِ العين
أحزانٌ تزاحم رؤيتي والدَّمعُ أفواجٌ تحج بمقلتي
والشَّارعُ الصدغين محفورٌ بها آهات تحرقنِي / حكاية غرَّنِي
والماضِي المجنونُ يسكنني بلا استئذان .

تأوِي طيورُ الحب
في قلبِي تفتِّشُ عن بقايا الحُلم
عن عمرٍ قضيناه على الشطآن
ونوارس البحر
تراقصنِي, تسائِلُ عنْك
عن حنايا مهجتِي
والمزنُ
يُسْقِطُ دمعتين !

ما زلتُ أُخفِي
فِي رحيقِ الأمسِ
أغنيّة تثور على السّنِين
ما زلتُ أذكر حسْنَ أيَّامِي معك
والسَّمع مصغٍ يا حبيبي للأنين !
قد نلتقِي يومًا على نفْسِ الطِّريق, قد نلتقِي
من دون أن نلقِي سلامًا أو أنادِي يا رفيق, قد نلتقِي
كحمامتين غريبتين ! أطلال ذكرانا ستبتسم بمكرٍ أن رأتنا مرَّتيْن
وتعود تحيا فِي عيوني
عصفورة العشقِ الِّتي غنَّت على اللحنِ الحزين
أنتَ حبِيبي ... ! وَيَضِيعُ صوتِي في كهوفِ الصَّمتِ, يهربُ مثل
خوف الطفل منْ غدْرِ المنين .

في القلبِ
أشلاءٌ ترتِّبُ بعضها
والرُّوح حيْرى هل تقاوم شُحَّ
أوقاتٍ نسينا عدَّها والعابرون
من حولنا يتلفتون
وأنا أغنِّي: كيف الحياةُ ببعدي
يا نور العيون ؟


فِي الرًّكنِ
أشْجارٌ تداعبها الرِّياح
أوراقها الصفراءُ تسْقُط بارتياح
الصيْفُ لاح, والمقعدُ الخشبي من فرطِ البكاء
غنَّى: وعاد الرَّاحلوان !!

العاجِزون
عن الرِّحيل أو البقاء
هذي حكايَّة حبنا, لساعةٍ أو ساعتين
عدنا التقينا يا حبيبي أو مضينا صامتين, سجِّل حكاية حبنا
في أخرِ السطر: نهايةُ عاشقين,
والمزنُ تُسْقِطُ دمعتين !