ياهلا اخي مهند

كل ما يحدث من امور قد تزعجنا أو قد تروق لنا

هي للامانه ظاهرة صحية وسوف تتحسن مع الوقت

فسنوات طويلة والمجتمع لايسمع إلا صوته فقط

وعند الانفتاح دخلت اراء واصوات اخرى مخالفة وربما موافقه

فمن الطبيعي سوف نشاهد ذلك الضجيج او الظاهرة الصوتية

فنحن كعرب لم نتعود على ذلك

ولو رجعت لبداية الاسلام لوجدت أن العرب والمسلمين كانوا من افضل الناس في الحوار

بل هناك مشاهد حدثت على ايام الرسول من بعض المخالفين تعامل معهم الرسول خلال مخالفتهم بالرقي وبالاسلوب الحضاري مما جعلهم يدخلون في الاسلام

تخيل في هذا الزمن لو خرج علينا شخص وقال اريد أن ازني !!

فبالله كيف سوف تكون ردة الفعل !

فقالها الاعرابي بوجه من بوجه نبي الامة

وانظر إلى الاسلوب النبوي الجميل فماذا قال له

قال هل ترضاه في أمك !

فلدينا ولله الحمد نماذج منذ شروق الاسلام علينا التمسك بها

فحتى في القران الكريم تجد الحوار الراقي من رب العالمين مع المخالفين في احسن صوره

عمووما

اشكرك

هوايتنا الأزلية دائما وكأنها مخلوطة ضمن جيناتنا العربية هي: فن صناعة الأعداء

فنحن نعتبر أن كلامنا هو الصحيح ونظرتنا للأمور لا يعتريها أي قصور أو نقص والآخرون هم المكابرون

ولو اقتصر الأمر على مجرد نقاش حاد لكان الامر أهون ولكنه تعدى إلى التخوين والتكفير

وتوجيه جميع سهامنا إلى هذا المخالف وصناعة منه عدو لنا يجب محاربته والقضاء عليه

الأمم المتحضرة تستطيع احتواء الاختلافات والتباينات بين أفرادها ويستطيعوا أن يسيروا ويكملوا طريقهم متعايشين ومتصالحين

حتى لو اختلفت رؤاهم ولم يقتنع احد بالآخر يظل الاحترام هو سيد الموقف فكل ينظر للحياة وفق معطيات وأسس مختلفة وقد يحمل كل أحد منهم جزء من الحقيقة

وهذا الاحتواء يكون على مختلف المستويات والأصعدة الدينية والسياسية والاجتماعية وحتى على مستويات أقل كالطلاب في المدارس أو الأبناء في البيوت

هذا الاحتواء يشيع جو صحي ونفسي جيد على نفسية الشخص بعيد عن الكراهية والعداوة والشعور بالتربص ويجعل الإنسان يتفرغ للإبداع والإنتاج

(قل رأيك ولا تفرضه علي وتجبرني أن أقول ما تقوله أنت)

ولا تنسى أننا على مدى عمرنا نغير قناعاتنا وتنضج رؤانا فتفكيرنا اليوم ليس كما هو قبل عشر سنوات مثلا ولا نظرتنا كما هي فقد نكتشف أننا على خطأ يوماً ما وقد تكتشف أنت أنك كنت تدافع وتحارب على سراب ليس حقيقي



شكرًا لك