ثم تحامل الغلام على نفسه وقال:ياعم صدقت الرؤيا رب الكعبة والله اني لارى المرضية الان عند رأسي وأشم ريحها ثم انتفض وشهق شهقتين ثم مات قال أبو قدامة:فلما دفناه لم يكن عندي هم أعظم من ان ارجع الى الرقة و أبلغ رسالته لامه قدمت هذه المرأة الصالحة كل ذلك في سبيل ان تدخل الدار التي اشتد شوقها اليها وقدم ولدها نفسه رخيصة لله وتناس لذاته وشبابه فليت شعري ماذا قدم للجنة المفرطون امثالنا ؟رحم الله متى هذب الدين شبابه ومضى يزجي الى العلماء في عزم ركابه مختبا لله صير للزاد كتابه واراد منهل الهادي ومن الصحابة ان طلبت الجود منه فهو دوما كالسحابة أو نشدت العزم فيه ضرغام بغابة جاذبته النفس للشر فلم يبد استجابة متق لله تعلو من يلاقيه المهابة رق منه القلب لكن زاد في الدين صلابة بلسم للأرض يمحو عن محياها الكأبة ثابت الخطو تطف الاعاصير شهابة جربته صولة الدهر فألفت ذا نجابة ان يقم يوما خطيبا يسمع الصم خطابه أو يسر في الدرب يوما ابصر الاعمى جنابه مسلم يكفيه فخرا ان للدين انتسابه المشتاقون الى الجنة ارتفع قدرها عندهم حتى لم يرضوا لها ثمنا الا أرواحهم التي بين جنوبهم ولماذا لا يبذلون للجنة ذلك أكثر وأكثر .