منتديات مسك الغلا | al2la.com
 


موضوع مُغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-03-15, 09:37 PM   #85
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



81 - سُنَّة العمل

لا يعرف الإسلام ما يُسَمَّى بالبطالة، ولا يعرف أن يعتمد الرجل في رزقه على عطايا الناس ومِنحهم؛ بل يعرف الجد والعمل، ويعرف بذل الجهد والطاقة؛ لهذا كان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعمل، وأن يأمر الناس بالعمل؛ فقد روى البخاري عَنِ المِقْدَامِ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ".

فأفضل الطعام -بناءً على كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم- هو الطعام الذي اشتراه المرء من كسب يده، مع أن جودة الطعام المـُهْدَى أو المـُتَصَدَّق به قد تكون أعلى من ناحية النوع والطعم، ولكن خيرية الطعام من كسب اليد تعود إلى سعادة التعفُّف عن الناس التي تجعل الطعام أطيب، وذَكَرَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده؛ وسبب تخصيصه لداود عليه السلام أنه كان مَلِكًا، ومصادر رزقه كثيرة، ومع ذلك كان يحبُّ أن يأكل من كسب يده؛ بل جاء في رواية أخرى للبخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "أَنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ عَلَيْهِ السَّلاَمُ كَانَ لاَ يَأْكُلُ إِلاَّ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ". وهذه الرواية تُفيد الحصر؛ بمعنى أنه حتى مع توفُّر مصادر الطعام الأخرى فإن النبي الملك داود عليه السلام كان لا يأكل إلا من عمل يده دلالة على خيريته وأفضليته.

وكان من سُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يأمر الرجال بالعمل مهما كان العمل بسيطًا، وليس بالضرورة أن يكون في مجال التخصُّص، أو في الوضع الذي يروق للإنسان، ولكن المهم فقط أن يكون حلالاً، وقد روى البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ".

بل عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم في رعي الأغنام! فقد روى البخاري عَنْ أبو هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلاَّ رَعَى الغَنَمَ". فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ: "نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ".

فهذا يفتح الباب أمام الجميع للعمل، ولا يتعلَّل أحدٌ بأنه ينتظر عملاً مناسبًا؛ فأسوأ الأمور أن يبقى المرء بلا عمل، ولا أفضل من اتباع سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم.


 


قديم 01-03-15, 09:41 PM   #86
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



82 - سُنَّة عدم لعن العصاة

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنَّ كلَّ البشر يُذنبون، وأنَّ القضية التي ينبغي أن ننشغل بها هي قضية التوبة عندما يحدث الذنب؛ لهذا قال -فيما رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن، عَنْ أنس رضي الله عنه-: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".

لهذا لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع المذنبين كأشرار يحتاجون المقاومة؛ إنما كمرضى يحتاجون العلاج؛ لهذا كان ينهى عن لعنهم أو إبعادهم عن دائرة المؤمنين؛ فقد روى البخاري عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّ رَجُلاً عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ اسْمُهُ عَبْدَ اللَّهِ، وَكَانَ يُلَقَّبُ حِمَارًا، وَكَانَ يُضْحِكُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَدْ جَلَدَهُ فِي الشَّرَابِ، فَأُتِيَ بِهِ يَوْمًا فَأَمَرَ بِهِ فَجُلِدَ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ: اللَّهُمَّ العَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يُؤْتَى بِهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَلْعَنُوهُ، فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ إِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ". وفي رواية لأبي يعلى الموصلي -بسند صحيح- قَالَ: "لاَ تَلْعَنُوهُ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ". فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لعنه، وأخبر أن الرجل يحبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، وليس شربه للخمر مانعًا له من هذا الحبِّ؛ وهذا أمر يستغربه كثير من الناس؛ لأن شرب الخمر كبيرة خطيرة، وقد روى النسائي -وقال الألباني: صحيح- عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لاَ يَشْرَبُ الْخَمْرَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّتِي فَيَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَلاَةً أَرْبَعِينَ يَوْمًا".

ومع ذلك ينهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن لعن الرجل، ويُثْبِت له حبَّ اللهِ ورسوله، والواقع أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يُريد أن يُعِين الشيطانَ على المسلم ولو كان عاصيًا؛ وقد روى البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَكْرَانَ، فَأَمَرَ بِضَرْبِهِ. فَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُهُ بِيَدِهِ وَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُهُ بِنَعْلِهِ وَمِنَّا مَنْ يَضْرِبُهُ بِثَوْبِهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ رَجُلٌ: مَا لَهُ أَخْزَاهُ اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَ تَكُونُوا عَوْنَ الشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ".

فالرسول صلى الله عليه وسلم وإن كان لا يُفَرِّط في إقامة الحدِّ على المخطئ؛ فإنه لا يُريد أن يُبْعِده عن دائرة المؤمنين؛ لأن لعنه وطرده سيبعث به إلى صحبة الأشقياء والمجرمين؛ أمَّا استيعابه في الصفِّ المسلم فسيكون سببًا في توبته وإنابته.

فلْنَكُفَّ ألسنتنا عن أعراض المذنبين؛ فلعلَّ قلوبهم تحبُّ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولْنحرص على دعوتهم إلى الخير.


 


قديم 01-03-15, 09:42 PM   #87
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



83 - سُنَّة مسح اللقمة


الحرب بين الشيطان والإنسان مستمرَّة، وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الطرق التي يتقوَّى بها الشيطان في حربه مع الإنسان، وعلينا أن نعرف هذه الطرق كي نتجنَّب إعطاء الفرص للشيطان، ومن هذه الطرق أن الشيطان يحاول أن يأكل من طعامنا؛ ليتقوَّى بذلك، ويمكن منعه بوسائل نبوية متعدِّدة، منها هذه السُّنَّة التي قد يستغربها كثير من الناس، وهي سُنَّة مسح الأذى عن اللقمة التي وقعت على الأرض ثم أكلها! لأننا لو تركناها فإن الشيطان يأكلها، ويتقوَّى بها؛ فقد روى مسلم عَنْ جابر رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِنْدَ طَعَامِهِ، فَإِذَا سَقَطَتْ مِنْ أَحَدِكُمُ اللُّقْمَةُ، فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أَذًى، ثُمَّ لِيَأْكُلْهَا، وَلاَ يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ، فَإِذَا فَرَغَ فَلْيَلْعَقْ أَصَابِعَهُ، فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي فِي أَيِّ طَعَامِهِ تَكُونُ الْبَرَكَةُ".

وروى مسلم كذلك عَنْ أنس رضي الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أَصَابِعَهُ الثَّلاَثَ، قَالَ: وَقَالَ: "إِذَا سَقَطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ فَلْيُمِطْ عَنْهَا الأَذَى وَلْيَأْكُلْهَا، وَلاَ يَدَعْهَا لِلشَّيْطَانِ".

فالأحاديث السابقة تُبَيِّن لنا هدفين من التقاط اللقمة التي وقعت على الأرض، فالأول هو عدم تركها للشيطان، والثاني هو احتمال وجود البركة فيها، واتباع هذه السُّنَّة تحديدًا دليلٌ على عمق الإيمان؛ لأننا لا نرى الشيطان، ولا نرى كذلك البركة، وقد تعاف نفوسنا أكل ما سقط على الأرض، ومع ذلك فنحن نفعل ذلك لإيماننا بالغيب الذي ذكره لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.


 


قديم 01-03-15, 09:44 PM   #88
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



84 - سُنَّة إهداء الطعام للجيران


يحضُّ الإسلام أتباعه على التلاحم والترابط والشعور بالآخرين؛ لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُوصي دومًا بالجيران، فهم أقرب الناس إلينا، ولو فقدنا الاهتمام بهم فهذه مُقَدِّمة لفقد الاهتمام بكلِّ المسلمين، وقد أكثر جبريل عليه السلام من وصاية رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجيران؛ فقد روى البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ".

ونتيجة هذه الوصاية شرع لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عددًا من السنن نُعَبِّر بها عن اهتمامنا بجيراننا، فكان منها إهداء الطعام لهم، وليس المقصد في هذه السُّنَّة صناعة طعام خاصٍّ للجيران، ولكن فقط إهداؤهم من الطعام الذي تأكله الأسرة، ولا مانع من زيادة الكمية قليلاً حتى يمكن إهداء الجيران ولو شيئًا بسيطًا، ولقد وَجَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيحة خاصَّة بهذا الشأن للمرأة المسلمة؛ فقد روى البخاري عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "يَا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ، لاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا، وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ". وفرسن الشاة هو ما دون الرسغ من يدها، وقيل هو عظم قليل اللحم؛ والمقصود المبالغة في الحثِّ على الإهداء، ثم وجَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم نصيحة أخرى للرجال؛ ففي رواية مسلم عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه، قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم أَوْصَانِي: "إِذَا طَبَخْتَ مَرَقًا فَأَكْثِرْ مَاءَهُ، ثُمَّ انْظُرْ أَهْلَ بَيْتٍ مِنْ جِيرَانِكَ، فَأَصِبْهُمْ مِنْهَا بِمَعْرُوفٍ".

فهكذا صارت النصيحة للأسرة كلها؛ فهذه سُنَّة جليلة تنشر المحبَّة والودَّ في أركان المجتمع، مع الحرص على عدم التكلُّف في الطعام بإرسال كمية كبيرة قد يعجز الجار عن المبادلة بمثلها فيحزن لذلك.


 

التعديل الأخير تم بواسطة شموخ المجد ; 01-03-15 الساعة 09:51 PM

قديم 01-03-15, 09:45 PM   #89
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



85 - سُنَّة عدم قول لو

كثيرًا ما يشعر الإنسان بالندم لفوات فرصة من فرص الحياة، أو يتمنَّى أن لو كان قد اختار اختيارًا آخر، وفي معظم الأحوال تكون فرصة تغيير الحال صعبة أو مستحيلة، فعجلة الزمان لا تعود إلى الوراء، وهذا قد يُورِث المرء همًّا وكمدًا؛ بل يمكن أن يُقْعِده عن العمل يأسًا وإحباطًا، والواقع أن هذه حالة سلبية لا يحبُّها رسول الله صلى الله عليه وسلم للمؤمنين؛ ومن ثَمَّ كان من سُنَّته صلى الله عليه وسلم ألا يتحسَّر على الماضي، وكان يأمر المسلم بألا ينظر إلى الوراء نادمًا؛ فهذه صورة من صور الضعف غير المقبول؛ فقد روى مسلم عَنْ أبي هريرة رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ، فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا. وَلَكِنْ قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ".

فهذا نهيٌ مباشر عن قول: "لو"، فهي لا تُعِيد الماضي أبدًا؛ بل إنها تصرف الذهن عن "الممكن"؛ إنما الواجب على المسلم القوي أن يتعامل مع الحدث بواقعية، ولْيَقُمْ بما أَمَرَه به رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:

فقد أمره أولاً بالأخذ بالأسباب العمليَّة النافعة: "احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ".

وأمره ثانيًا بأن يلجأ إلى الله ويستعين به: "وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجَزْ".

ثم أمره ثالثًا أن يُعْلِن إيمانه بقَدَرِ الله ومشيئته: "قُلْ: قَدَرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ".

ثم أمره رابعًا وأخيرًا ألا يقول: لو. أو يفترض افتراضات غير واقعية: "فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا".

فهذه هي سُنَّته صلى الله عليه وسلم عندما تحدث أمورٌ ليست على هوانا، وهي سُنَّة المؤمن القوي.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].


 


قديم 01-03-15, 09:48 PM   #90
شموخ المجد

آخر زيارة »  04-22-24 (02:14 PM)

 الأوسمة و جوائز

افتراضي



86 - سُنَّة السماحة في البيع والشراء

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنَّ كلَّ البشر يُذنبون، وأنَّ القضية التي ينبغي أن ننشغل بها هي قضية التوبة عندما يحدث الذنب؛ لهذا قال -فيما رواه الترمذي، وقال الألباني: حسن، عَنْ أنس رضي الله عنه-: "كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ، وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ".

كثيرًا ما يخسر الناس بعضهم البعض بسبب البيع والشراء؛ وذلك لأن كل طرف يُريد أن يحقِّق أكبر قدر من الربح؛ وحيث إن الكثير من البضائع ليس لها سعر محدَّد معروف يُصبح التفاوض حول الثمن أمرًا حتميًّا قد يقود إلى أزمات بين البائع والمشتري؛ ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسعى دومًا إلى سلامة العلاقات الإنسانية في مجتمعه فإنه وَجَّه الجميع إلى التعامل بروح السماحة في العمليات التجارية المختلفة؛ فقد روى البخاري عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى".

وهذه السماحة تقتضي أن يتنازل كلُّ طرف عمَّا يراه مناسبًا، ولو بدرجة نسبية؛ بحيث يلتقي البائع والمشتري في منتصف الطريق؛ وذلك دون أن تضيع روح المودَّة والأدب بين الطرفين.

والكلام نفسه يُقال عندما يجتمع خصمان للتقاضي في قضية ما، فإن روح السماحة ستدفع كل طرف إلى قبول التنازل عن شيء ما في سبيل الوصول إلى حلٍّ يُرضي الجميع، وهكذا -إذا اتَّبع الناس سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التجارة والتقاضي- فإن المجتمع سيَسلم من كثير من المشكلات التي يمكن أن تُقَوِّض أركانه.

ولا تنسوا شعارنا: {وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} [النور: 54].

.


 

التعديل الأخير تم بواسطة شموخ المجد ; 01-11-15 الساعة 07:37 AM

موضوع مُغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are معطلة
Pingbacks are معطلة
Refbacks are معطلة


المواضيع المتشابهه للموضوع : موسوعة السنن النبوية
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لاتترك السنن !! اهــہات السنـہـين مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 8 03-06-14 11:05 PM
السنن الرواتب وفضلها صياد واحب اصطاد مواضيع إسلاميه - فقه - أقوال ( نفحات ايمانيه ) •• 6 01-16-13 05:04 PM


| أصدقاء منتدى مسك الغلا |


الساعة الآن 10:18 AM.

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.6.1 al2la.com
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
new notificatio by 9adq_ala7sas
بدعم من : المرحبي . كوم | Developed by : Marhabi SeoV2
جميع الحقوق محفوظه لـ منتديات مسك الغلا