قرأت ُ المقاطع التي نسجتها َ بكل ِ طلاقة ٍ وعذوبه ، سَجوتُ معك َ وأنت َ مسافرٌ على صهوة ِ الشموس ِ ، الكلماتُ في عمقها الدلالي ِ تتسم ٌ ببعض ِ الغرابة ِ والغموض ِ المكفن ِ بالوضوح ِ ! ، وهذا بحد ِ ذاته ِ ميزة بصيغةِ تَوجيدها َ ، فالإنسياق وراء موجة ِ المشاعر ِ دائما ً ما تولد ٌ نغما ً سرمديا ً، لا يستطيعُ التاريخ ُ تجاهله، تألق َ وحيك َ بهذه ِ الصياغة ِ الفريدة، تاه َ النهى وراء َ أفكار ٍ بعيده ، ولكنه لم يعد بخفي ِ حنين ٍ بل عاد برعيل ٍ من الكلمات ِ الملائكيه ....
رأيتُ في المقاطع ِ نماطية ً متكررة كأنها موحدة في سطر ٍ واحد لم يحدث ِ الإنزياح ُ في لب ِ العمل الإبداعي، بل حدث َ الإستفهام ُ الإستنكاريُ ، والتعليل ُ، وهذا كله في صالحك َ، فلإخلاق نغم خاص إستثنائي توجب َ الخروجُ عن سكة ِ الأشياء ِ المتداولة ..
ياَ أخر أنبياء المطر، أنا أعشق ُ ما تكتبهٌ لنا بكل ِ تواضع ٍ، حرفك َ يستطيعُ أن يجتاح َ عمقنا َ في هنيهة، في عناوينك َ يكمنُ اللغز ٌ الأكيد ٌ، تالله إنك َ شاعرٌ متمكنٌ وفريد ُ .. فلتفعل بالكلام ِ ما تريد ُ .. فرغم َ أن الشعر َ متاهة ومعضم ُ ما نودُ قوله قد قيل إلا أن أبو العلاء المعري تألق حين َ قال :
أنا وإن كنتُ الأخير َ زمانه * لأتي بما لم تأتيه ِ الأوائل ُ ..
لا تغب عنا، والله إننا نشتاقُ لهمسك َ، لصمتك َ
لغرابتك َ وفي الغياب ِ عناوينٌ كثيرة ُ ، ولكنك َ تتركنا نــمضغ خطو َ الدقاق ِ على لحاف ٍ مسعر ْ
نشتاقُ لصداك َ القرمزي ِ وللحنك َ الذهبي ِ والسحريِ لكل شيء ٍ باسمكَ يا أخر أنبياء ِ المطر