بحاجة لأغمس رأسي في الثلج
لعلّ الأفكار تتجمّد عن الدوران
و لا تثير زوابع القلق في نفسي

حتى المنافي ضاقت بي
بهدوئي المستبدّ
و قلقي المبطّن


على شفتي تنتحر الكلمات
و لا صوت لها حتى ترتطم بالحواس


لقد استغرقت ليلة كاملة و أنا أمرر المشط على شعري المجنون
في محاولة سخيفة لإسقاطِك من رأسي
لعلّك عالق بخصلة كنت تغازلها بأناملك
و نسيتَ بصماتكَ الحنونة في ذاكرة شعري الأسود !


لا زال المجنون على جنونه
و لا زلت أحاول أن أجمعه بأصابعي
و أسدله على كتفي الأيمن
و على لحن تموجاته
أحكي بقايا قصة
لا يكفيها ليلنا البهيم
قد يداهمنا الصباح
و لا يخرِسنا عن الكلام المباح .

من الصعب جداً
أن أُسكِت حديث عيوني
كلما رأيتك
مهما بلغ بي الصمت مبلغاً
فعينيّ ثرثارتان
تخبران بكل ما لا أريد إفشاءه لك

الأمر مرعب جداً

إن تعرية الجسد

أهون من تعرية الفكر أو القلب

أن تقف و تعتقد أنك مستتراً بطبقات من الملابس

و أنت عاجز عن أن تستر روحك

أو أن تضرب على قلبك خماراً

أو حتى تحجب أفكارك

عيناي

عيناي خائنتان

عيناي فاضحتان


يا لهذه القشعريرة الطويلة

إنها تسري في بدني منذ ساعات

الطقس بارد

و الخوف شعور يتغلغل

ينتفض منه كل عضو في جسدي المتعب

لا معطف النسيان يحميني


و لا الكتابة تبدد صقيع الصمت


أحتاج لإشعال جذوة الإهمال و الصمم في بعضي

ألا أعير لقلق أناملي ارتعاشاً يجعلني أفتش عن مُسكِن

و ربما حبال الحديث تنقذني لو التفّت حولي لتعزلني عن حديث نفسي


إني أرتعد


من كل شيء !

متى تعود كاملاً
أنا أشعر بالنقص
لا بالحرمان بل بالنقص
كامرأة سقط منها الكثير و هي على درب النسيان
و لأنها تحث المسير لتنسى
تتجاهل ما يسقط منها ظناً بأنها أشياؤك التي تخصك
حتى إذا بلغت آخر أنفاسها
أدركت أنها أصبحت مجرد أجزاء بحواف حادة متعرّجة
لا تعرف كيف تعيد وَصل ذاتها بذاتها
و أن الناجي الوحيد من هذه الرحلة
هو ذاكرتها التي لم تفقد أدق تفاصيلها

في الحقيقة
كان بودّي لو أغضب
لكني بلوعة حزينة ، أضحك !
لا أعلم ما الذي يجب أن يحدث !!
في الحقيقة
بودي لو أثرثر
و لا أحد يسمع !

في لحظة ما
يمر بعين ذاكرتك شريط مقتضب لأهم ما مرّ بحياتك
لحظات أشبه بإزميل نَحتَك
جعلتك ما أنت عليه