أحدهم لسعته عقرب ، فجزع واشتد جزُعه ، فانتبه الى ذلك أحدهم فقال : ليس شيءٌ خيراً من أن تُغسل له (خُصيةُ) زنجيّ عرق ففعلوا ، وكان ذاك في ليلة ومدّة ، فلما سقوه قطُب ، فقيل له : طعمُ ماذا تجد؟ قال : أجدُ طعم قربة جديدة . انتهى ـ قلت والقربة هي ما يصنعه البدو من جلد الماعز لتبريد الماء للشرب ـ والجديد منه يكون فيه طعم الدباغ وهو من قشر الرمّان الميبس .

دخل أبو علقمة يوماً على أعين الطبيب فقال له : أمتع الله بك ، إنّي أكلت من لحوم هذه الجوازل (فرخ الحمام) فطئست ، طئساً (تخمت من الطعام) ، فأصابني وجعٌ ما بين الوابلة (طرف العضد في الكتف) إلى دأية العنُق (فقرة العنق) فلم يزل يربو ينمي حتى خالط الخلب والشراسيف (وهو رأس الضلع مما يلي البطن) ، فهل عندك دواء؟ فقال أعين : نعم ، خذ خربقاً وشلفقاً وشبرقاً فزهزهه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه فقال : أبو علقمة : لم أفهم عنك فقال أعين : أفهمتُك كما أفهمتني .
وقال له يوماً : إنّي أجد معمعة في بطني وقرقرة فقال له : أما المعمعة فلا أعرفها ، وأما القرقرةُ فهي (ضُراطٌ لم ينضج .
ومر أبو علقمة ببعض طرق البصرة ، فهاجت به مرّةٌ فسقط ووثب عليه قومٌ ، فاقبلوا يعصرون إبهامه ويؤذنون في أذنه ، فافلت من أيديهم وقال : ما لكم تتكأكأون على ذيّ جنّة! افرنقعوا عني . قال رجلٌ منهم : دعوه فإن شيطانه هنديٌّ ، أما تسمعونه يتكلم الهندية ؟ .

يخليك ربي طفلتي الحسّوسة .