اعلم جيداً متى يداعب الحرف اصابعي .. كي تتحرك بكل انسيابيه ..
و اعلم ان ذاك الشعور .. توقف عند ذاك الحد منذ سنين طوال ..
لكنه لازال ينمو بصمت و هدوء قاتل .. إلا انه لم يُقتل ..
بعيداً عن كل الاشياء المؤذية ..
نحن لازلنا كما كنا .. لكن لا نريد ان نعيش كما كنا ..


اعترف لك .. ان تلك السنين .. اخذت مني تلك الطفلة .. التي كانت تتشبث ب اطراف ثوب الحنين .. كي لا يفلت .. كي لا يتوه ..
لانها كانت تعلم انك احد مرادفات هذا الحنين ...

تلك السنين .. اعطتني من ايامها اضعافها .. و كأنها تقول لي " ولى زمن الطفولة .. و حان الوقت لتصبحي اكثر نضجاً"
نظراتي الحائرة كانت كفيلة .. بأن تجعل كل شي يتراجع .. لكن جبروت الغياب ابى ان يتراجع


تلك السنين .. جعلت البركان داخلي يثور و يفرغ ما بداخله من حمم ..
و بعدها امطرت عيناي ليزهر كل شي حولي و ينبت الربيع داخلي ..


تلك السنين .. تشكرك .. و تقبل رأس الحنين .. اللذي يعيدني كل لحظة وجع ..
لأرتشف طهرك .. و يعود قلبي للحياة


بعد تلك السنين .. اشكرك
لانك كنت لي الفرج من كل ضيق ..

و هذا اللذي لم اعترف به من قبل .. و لن اعترف به
لأنني بكل بساطة .. اغلقت عينا طفلتي عنك ..

تكرار الصور امامي .. و رتابة الحياة ..
تفقدني بعض من اصراري و شغفي ..
احتاج لهدوء ليغير كل مابي من برود .. و لا مبالاة
احتاج لشيء يثير دهشتي .. لأبدع من جديد

مثيرة للشفقه تلك الاحاسيس المهترئه ..
بعد ان فقدت بريقها .. و تشابهت امامها الاشكال .. و اصبحت تعاني من عمى الالوان ..
بعيدة كل البعد .. عن ما يجب ان يكون .. و اصبحت هي و الجنون في صراع ..
مريضه تلك الاحاسيس .. اللتي لم تجد من يعالجها .. و كيف تنجو من مرض مزمن ..

اعلن برائتي منها ..

تلك الليلة فقدت فيها شيئاً مني و لازلت احاول ان استرجعه لولا امتعاض الذاكره و رفضها النسيان
نعم وددت لو انسى التفاصيل ، انسى كل شي لكني املك ذاكره تهوى الاحزان و الاحداث التعيسة

فكرت في لحظة جنون ان اعقد هدنه معها ، ان تنسى مقابل ان اعطيها جرعه من الاحزان ،،
وافقت علي مضض ، و كانت تنتظر مني ذاك الخبر الحزين ، حتى تنسى

مرت الايام و انا انتظر خبري الحزين اللذي يشبعها و تجعلني انسى
و لم اجد ، لان قطعة من القلب كانت تتغذى على الامل ، على ضحكات الصغار ، احلامهم
حاولت ان اتظاهر بالحزن في ابسط موقف مر ،، لكني تجاوزته بسهوله ،، مما جعلها تغضب و تأتي بكل التفاصيل مصورة
ما داعني الى التحايل عليها و اوهامها ، بأن كل شي كان مجرد فقاعة و لم يؤثر بي ،
و لازلت اوهمها بالرغم من العكس ،،

رسالة : لمن ساعد الذاكرة في كسري في احدى لحظات الحزن ..
انا كما انا ، لازلت احلم ، لازلت احب الالوان و اكره العتمه ، كانت هديتك من السماء ،،

* كل شي يحدث رغماً عنا هي هدايا من السماء ،

صباحكم فرح ..

شكراً لمنح و سام التألق لحكايتي القصيرة ..
ممتنه لجمالكم

وقفت بين احلامي .. اناجي حلمٌ توارى و انتهى ..
و حلم ضل ينازع .. الى ان لفظ انفاسه الاخيرة ..
و حلم نسى كيف ان يكون معك او من دونك ..
و حلم جفى و لم يبقى له نوراً إلا انجلى ..

و انا اتوسطهم .. بعينين حائرتين .. و كفوف متعرقه .. كل شي سقط منها لحظة ارتجاف ..
و لسانٌ يناجي : هل لي بحلم يصمد معي الى النهاية