قال الله تعالى في محكم التنزيل : (كنتم خير أمّة أخرجت للناس ، إلى آخر الآية .. ) آل عمران ـ 110 .
ما من شكّ بإن تلك الأمّة هي أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ـ ورضي الله عن أصحابه وأرضاهم ـ تلك هم الأمّة التي اختارها الله عزّ جلّ ، عندما لم يكن أمّةٌ غيرهم على وجه الأرض ، من هؤلاء المقصودين بالأمة ؟ هم من تخرجوا من مدرسة محمد بن عبد الله الهاشمي القرشي صلى الله عليه وسلم ، والذين أصطفاهم الله عزّ وجل لصحبة رسوله الكريم ، كما اصطفى رسوله الكريم من خيار الشر ، واختاره لحمل رسالته الخاتمة ، واختار له تلك الثّلة والذين شرّفهم جلّ جلالة بصحبة أشرف الأنبياء عنده وخاتمهم ، وخاتم الرسالات الإلهية .
فتلك الثلّة التي ربّاهم محمد على الايمان والولاء لله وحده لا شريك له ، والبراءة ممن يجعل له نداً ، وأرباباً متعددون من دون الله عزّ وجل ، ولقد صدقوا الله ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . ونحن لا يقربنا منهم أو يبعدنا ، الا كم نسبة ارتباطنا بهم من خلال محبتنا لهم والاقتداء بهم والتمسّك بسنتهم التي أوصانا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ حينا قال : (عليكم بسنتي وسنّة الخلافاء الراشدين المهديين من بعدي) وفي حديث آخر : ((عليكم بالذين من بعدي ، أبي بكر وعمر) ، وفي رواية أخرى ، اقتدوا بالذي من بعدي أبو بكر وعمر .
فمحبة رسول الله ومحبة أصحابه تكون ، في الاقتداء به وبسنّته ، وبآثار أصحابه المرضيين المهديين ـ نسأل الله تعالى أن يجمعنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبأصحابه يوم القيامة في مسّتقرّ رحمته انه سمع مجيب .
أشكر الاخت الفاضلة رويدا محمد على تذكيرنا في سيرة الرسول الكريم وصحابته الاخيار الابرار ، وجعل الله ذلك في موازين أعمالها ، يوم لا ينفع مال ولا بنون الا من أتى الله بقلب سليم ، وصلى الله تعالى وسلّم على سيّدنا محمد .

علي افضل الصلاه والسلام

ربنا يجعله في ميزان حسناتك

جزاك الله خيرا وبارك فيك وحفظك