قال المسعودي في المروج : قدم الحجاج الكوفة وبلغته مقالة عن الغضبان القبعثري الشيباني ، فأمر به فحبس ، فأقام في حبسه ثلاث سنين ، حتى ورد على الحجاج كتاب من عند عبد الملك يأمرة أن يبعث إليه بثلاثين جارية : عشر من النجاءب ، وعشرا من قعد النكاح ، وعشرا من ذوات الأحلام ، فلما نظر الى الكتاب لم يدر ما وصفه له من الجواري ، فعرضه على اصحابه فلم يعرفوه ، فقال له بعضهم : أصلح الله الأمير ! ينبغي أن يعرف هذا من كان في أوليته بدويا فله معرفة أهل البدو ، ثم غزا فله معرفة اهل الغزو ، ثم شرب فله بذاء اهل الشراب ، قال : وأين هذا ؟ قيل : في حبسك ، قال : ومن هو ؟ قيل : الغضبان الشيباني ، فأحضر ، فلما مثل بين يديه قال : أنت القاءل لأهل الكوفة يتغدون بي قبل ان أتعشى بهم ؟ قال : أصلح الله الأمير ! ما نفعت من قالها ، ولا ضرت من قيلت فيه ، قال ان أمير المؤمنين كتب إلي كتابا لم ادر ما فيه ، فهل عندك شيء منه ؟ قال : يقرأ علي ، فقريء عليه ، فقال : هذا بين ، قال : وما هو ؟ قال : فأما النجيبة من النساء فالتي عظمت هامتها ، وطال عنقها ، وبعد ما بين منكبيها ، وثدييها ، واتسعت راحتها ، وثخنت ركبتها ، فهذه إذا جاءت بالولد جاءت به كالليث (العادي) وأما قعد النكاح فهن ذوات الأعجاز ، منكسرات الثدي ، كثيرات اللحم ، يقرب بعضهن من بعض ، فأولاءك يشفين القرم ، ويروين الظمآن ، وأما ذوات الأحلام فبنات خمس وثلاثين الى الاربعين ، فتلك التي تبسه كما يبس الحالب الناقة ، فتستخرجه من من كل شعر وظفر وعرق ؟ قال الحجاج : أخبرني بشر النساء ؟ قال : أصلح الله الأمير ! شرهن الصغيرة الرقبة ، الحديدة الركبة ، السريعة الوثبة ، الواسطة في نساء الحي ، التي اذا غضبت غضب لها ماءة ، واذا سمعت كلمة قالت : لا والله لا أنتهي حتى أقرها قرارها ، التي في بطنها جارية ، وتتبعها جارية ، وفي حجرها جارية ، قال الحجاج : على هذه لعنة الله ! ثم قال ويحك ! فأخبرني بخير النساء ؟ قال : خيرهن القريبة القامة من السماء ، الكثيرة الاخذ من الأرض ، الودود الولود ، التي في بطنها غلام ، وفي حجرها غلام ، ويتبعها غلام ، قال : ويحك ! فأخبرني بشر الرجال ؟ قال : شرهم السبوط الربوط ، المحمود في حرم النساء ، اذا سقط لإحداهن دلو في بءر انحط عليه حتى يخرجه ، فهن يجزينه الخير أو يقلن : عافى الله فلانا ، قال : على هذا لعنة الله ! فأخبرني بخير الرجال ؟ قال : خيرهم الذي يقول فيه الشماخ التغلبي :
فتى ليس بالراضي بأدنى معيشة ..... ولا في بيوت الحي بالمتولج
فتى يملأ الشيزى ويروي سنانه .. ويضرب في رأس الكمي المدجج
صدق والله جدي الغضبان القبعثري الشيباني وصدق الحجاج . هكذا هم رجال الامة عندما كانت أمة يشار اليها بالبنان والتاريخ فالحمد لله الذي عوضني بأم الليث العادي بنت عم الشهيد بإذن الله بالحد الجنوبي النقيب عبد الرزاق بن متعب الملحم العنزي .
02-24-17, 09:36 AM
((شر النساء وشر الرجال)) 
