مرحباا ها أنا ذا مرة أخرى و من غيري
من أنا ؟



أنا الذي لا يبدأ عملا أدبيا و ينتقل إلى آخر قبل أن يكتمل الأول حتى ليترك الاثنين معا و هو يحاول اللحاق بعمل ثالث الذي بدوره لن يرى النور بسبب عمل رابع هههه ..
حسنا هنا تخاريف حرة .. أشياء كتبتها في مرحلة من حياتي كنت أعاني فيها من ضغط شديد لم أدققها جيدا لكن أتمنى إن كان فيها أي خلل أن تعلموني

الاسم : في دروب الآلهة

استمتعوا


بلدة جوهايسن ،

جبل كبير يحد الأفق ، و مياه نهر زرقاء صافية تميل إلى الاخضرار تقف ساكنة و عاتية في مقابله ، يكاد الإثنان يلتقيان لولا تلك الحقول الخضراء الباسقة التي حالت بينهما ، و بعض المساكن الصغيرة التي لم يكن فيها من سمات المنازل إلا باب صغير و منافذ للإضاءة . هي في حقيقتها أشبه بأكواخ مغطاة بكتل من التبن ، لكنها عند من يسكنها مفخرة أمام الفلاحين القادمين من القرى المجاورة و الذين يقصدون بلدة جوهايسن لبيع بضائعهم في أسواقها ، أو الاتيان بقرابين للآلهة و طلب العون و الحماية منها .. كل هذا الرخاء يعزى إلى شخص واحد : “هايدلار كوبي” حاكم البلدة ، و هو رجل في الحمسين من عمره ، ملامحه و نظراته تنم عن صلابته و شدته ،رجل شديد المراس ، حاد المزاج ،مهيب في قومه . استطاع الوصول إلى الحكم عقب اغتياله للحاكم السابق “آرلود” و الذي كانت تربطه به صداقة قوية لمدة طويلة ، فقد كان “هايدلار خاذمه و تابعه الوفي ، و يده اليمنى حتى أنه وضعه على رأس المحاربين . لكن بعد ليلة هوجاء مثلجة من ليالي الشتاء ، استيقظ الناس على رائحة الدم و الدخان التي تملأ المكان و على مشهد اكتسى فيه بياض الثلج ثوبا أحمر قاتما .

حلت الفوضى في أرجاء البلدة ، و انتشر الهلع و الروع بين الناس الذين يجرون في جميع الاتجاهات لمعرفة ما حدث . سرعان ما وُجدَ الحاكم مقتولا ، و رأسه معلق برمح أمام مقر حكمه ، و لم ينجوا أحد من أفراد أسرته و لا من حرسه من تلك المذبحة . من بعدها مباشرة ، و بينما الناس يترقبون بقلوب واجلة يملؤها الخوف من أن تكون الآلهة قد سلطت عليهم من يسومهم سوء العذاب خرج “هايدلار” على الناس و في يده سيف الحاكم يتقطر دما ، و معه ما تبقى من جنود البلدة بعد أن تم الإجهاز على كل من رفض الانضمام إليه من المحاربين في الليلة ذاتها . سرعان ما انتشر خبر مقتل الحاكم آرلود في أرجاء العالم المحدود آنذاك ، فاضطر الناس إلى الاعتراف بسلطة الحاكم الجديد و أحقيته في الحكم خوفا من بطشه و وعيده ، لاسيما بعد أن تهافت عليه حكام القرى المجاورة الذين كانت علاقاتهم متوترة مع الحاكم السابق ، فرفعوا هايدلار فوق العرش و عاهدوه بالمعونة و الاتحاد معه ، بعد رحيل من سموه ب”الطاغية” ، و كي يعبروا عن حسن نيتهم ، كانت الهدايا تأتي من كل حدب و صوب ، ليس من الحكام فقط ، بل حتى من التجار الذين صاروا يتهافتون على جوهايسن بصورة منقطعة النظير ، و أصبح همهم الوحيد إرضاء الحاكم الجديد ، و الظفر بمكانة عنده . لقد تهيأت لهايديلار كل أسباب الحكم و العظمة و لم يكن ليفلتها من يده ، فقد أصبح اسمه يتردد على الألسن في الأسواق و تحت الأسقاف ، و صار له شأن كبير في مجالس الحكام التي اعتادوا على تنظيمها كل سنة في قصر الملك ” هايون “، فقد سطع نجمه منذ أول مجلس ، عندما أتى إلى الملك بسفينيتين محملتين بالهدايا من أجود بضائع و منسوجات جوهايسن ، و أبدى ولائه المطلق للملك أمام كل الحكام ، وقد أمر به الملك ليجلس بأقرب مكان إليه على طاولة الطعام ، و أكثر من الثناء عليه ليلتها ، بل ودعا الجميع للاحتفال بما وصلت إليه بلدة جوهايسن من تقدم و رخاء ظهرت ثمراته طيبة على المملكة .

هكذا صار عصر هذا الحاكم عصرا ذهبيا ، كثرت فيه التجارة و حل فيه الآمان على البلدة و صارت هذه الأخيرة مسكنا لكل من لم يجد غير السماء سقفا ، و منهلا لكل عطشان ، و محطة للقوافل المحملة بالفضة و الذهب . لكن هذا التدفق الهائل في زمن قصير جعل من مسألة استيعاب البلدة لهذه الأعداد الهائلة أمرا مستحيلا ، و صارت بعض الصراعات تفتعل بين الأجانب و المقيمين بالبلدة ، و صار الناس يحتكمون و يشتكون إلى الحاكم عسى أن لا تتفاقم الأوضاع و يتحول كل ذلك الرخاء إلى سراب .

أرسل الحاكم في طلب عائلته إلى مائدة العشاء داخل القاعة الكبرى في مجلسه ، ليأخذ برأيهم فيما يقع حوله .

جلس “هايدلار” على كرسيه في انتظار البقية ، و الهموم تتثاقل على كتفيه ، استل سيفه يتأمله للحظة و يتبسم إليه متناسيا همومه ، و غارقا في دوامة من التفكير لم يخرجه منها سوى ضجيج أهله الذين التحقوا بالمكان .

يعيد السيف إلى غمده و ينادي على طفليه الوحيدين :”تعاليا أيها البطلين” …

رائعه جدا هذه الروايه ..
شكرا لك

شكرا مرجانة ..
ايوه كان في تتمة بس في لحظة يأس و غضب مزقتها
رح عيد اكتبها من الأول و نشوف

ربنااااا يحفظك امتنآآن

تحياتي لك