الحب لا يتكلم كثيراً

ان ارقى مقياس للعاطفة الصادقة هو "ضبط النفس".. حتى لا ينساق الانسان مع اوهامه، ومشاعره الاولى التي ينقصها النضج والتجربة، حتى ولو كانت هذه المشاعر الاولى عنيفة، فمن الافضل ان يكون لهذه المشاعر "لجام" يحد منها حتى تسير بقوة نحو هدف، ولا تكون جامحة عديمة الاتجاه تجري في أي طريق.

فالاستسلام للعاطفة الزائفة كما يقول احد علماء النفس "يحدث فينا انطباعات مزورة عن الاشياء الخارجية".. كما ان الاستسلام هو نوع من "الخداع الذاتي"، وهو احد درجات "الضعف العاطفي".. فصاحب العاطفة القوية الثابتة التي لا يصيبه اي تبدل وتغير سريعان لا يلجأ ابدا الى المبالغات او يهتم بها انما يفعل ذلك صاحب العاطفة الضعيفة، انه يلجأ الى الزخارف والمبالغات والطقوس الكثيرة التي تخلو من البساطة والوداعة، والبساطة والوداعة هما في اخر الامر علامتان للعاطفة الصادقة الناضجة.

ان العاطفة الناضجة بالنسبة للفرد والمجتمع هي التي تتركز في قول الكاتب الامريكي "ثورو": " اختصر..اختصر.. فالانسان يجب ان يعيش حياة بسيطة وعالية الهدف في الوقت نفسه".. فاصحاب العاطفة الكبيرة هم في الوقت نفسه اصحاب العاطفة البسيطة..هم الذين يراقبون مشاعرهم فلا يقولون كل ما يحسون به، بل يقولون اجمل ما يحسون به في ابسط صورة.. كلماتهم قليلة ولكنها غنية سهلة وعميقة.

فالسلوك الانساني، والعلاقات بين الناس كالحب والصداقة وكذلك الفن باعتباره تعبيرا عن العاطفة.. كل هذه الاشياء تخضع لقاعدة واحدة حتى تكون راقية، هي قاعدة "ضبط النفس" ويجب ان تتلخص كلها من المبالغة والزخارف وتنتقل من الصوت المرتفع وكثرة الكلام والثرثرة، الى الهمس والعزف النقي الذي يختار الموسيقار نغماته بأناقة ورقة وعمق.

"اروع ماقرات "

ذات مرة كتبت " اجمل ما قرات "
مع اعادة قرائتي الان تطور فكري " لاروع ماقرات "