11-29-18, 08:26 PM | #1 | ||||||||||||||
|
لعنة الفقر
تَقِفُ بقدميها العاريتين ، تجولُ ببصرِها هُنا و هُناك ، كل العيون ترمُقها بنظَرِها ، هي [نَكِرةٌ] في مجتَمَعنا ، مُجرَّد زيادة بعددِ السكان ، ربما كان من الأَحرى على والدتها أن تُجهضها قَبل أن تأتي بها إلى زِحامِ هذه الحياة ، كان من الأَحرى عليها فِعل ذلك . تَحتَضِن خِرقتها الباليَة التي كانت قد اقتَطَعَتها من ثيابِ والدَتَها المُتوفاة ، تنظُرُ إلى سِربِ السيارات المار أَمامَها ، تَقِفُ عندَ إحداها لِتَمسَح زُجاجها فإذا بها تُنهَر ، توبَّخ ، ثم تُترَك وحاجَتَها لِبعضِ المال ، تسأَلُ نَفسَها : أَيُعقَل أن أَلحَق بوالدي إلى المَصَح ؟ . تُنكِس وجهها وتترُك لقدميها السُلطَةَ بأَن تقوداها لحيث لا تَدري ، مُركِّزَةً جُلَّ تركيزَها على الأَرض ، كَمَن هَمَّ بالبحثِ عن حاجَتِه المَفقودة ، كَمَن هَمَّ بالبحثِ عن بقايا ضمير لعلَّها قد سَقَطَت هُنا أو هُناك . لم تبكِ طوال حياتِها أَمام أَحَد ، إلا أَنها في تلك اللحظة أرادَت التخفيف من ذلك الحِمل الذي أَثقَلَها بِحَق ، وما أن انزَلَقت من عينيها العَبرة حتى التقطَتها عدسة أَحَدَهم ليُنزِل منشور يتصدَّر آخر الأخبار على الفيسبوك تحت عنوان [ما ترتَكِبهُ الحُروب في الشعوب] ثُمَّ يَنصَرِف دون أَن يَترُك لها أَجر الصورة ! . [عبق] | ||||||||||||||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
| |
| أصدقاء منتدى مسك الغلا | | |||||