أيام عرجاء و قلب يحاول الثبات ،،

مساء بنكهة تفاصيل الشتاء !

من المواقف التي ذكرها لي أخي اثناء تادية الاختبار الجامعي ،
وبما انه يُسمح لهم بادخال الهواتف المحمولة فالمراقبة شديدة من قبل اللجان ..
يُخبرني فجأة اخترق نظام الهدوء فوضى وازعاج من قبل احد المراقبين في تلك القاعة ،،
السبب انه راى احد الطلاب يُخرج هاتفه محاولاً الغش ..
انقض عليه وسحب جميع مابيده من الاجهزة حتى جهاز الحاسوب الخاص به والمستخدم في الاختبار ،
وطرده خارج قاعة الاختبار دون اعطاءه ادنى فرصة ..
حقيقة تعاطفت واثر بي الامر وكانه حدث لاخي ،
ماذا سيخسر هذا المراقب لو تعامل بانسانية مع هذا الموقف وحل الامر بشكل هادئ بحيث لايسبب
ضرر لهذا الطالب و فوضى وتشويش لعقول الآخرين ؛
كان هناك خيارات اخرى مثلا لو ذهب اليه ويتم تنبيهه او اخذ الهاتف المحمول،
ويجعله يكمل اختباره ،
خاصة ان الاختبار لم يمضى عليه خمس دقائق ولم يُتاح له الغش ، فالاسئلة مازالت فارغة
ماكان الرفق في شيء الا زانه ، وظروف البشر واحوالهم لايعلم بها الا خالقها ،
لماذا نبيت النية السيئة ونسيء الظن ؟
لماذا لا نلتمس الاعذار ؟
لماذا الانسانية لدي البعض معدومة ؟
لا اعلم سر تعنت وسوء تعامل البعض وافتقادهم العاطفة والمرونه في مثل هذه مواقف ..
انا لا اؤيد تصرف هذا الطالب لانه عمل مذموم ولكن هناك طرق عديدة للتعامل دون الاضرار به وبـ الآخرين ..

يقول ابن القيم عن المطر :
‏"يرسله قطرات منفصلة لا تختلط قطرة منها بأخرى،
ولا يتقدم متأخرها ولا يتأخر متقدمها،
ولا تدرك القطرة صاحبتَها فتمتزج بها،
ولو نزلت دفعة واحدة لتضرر الناس ولأفسدت الزروع والثمار"

‏فإن كان هذا حُسن تدبيره في قطراتِ المطر، فكيف بحسن تدبيره في أمورنا سبحانه وتعالى ..

كُنّـا نصطنع المواقف المُضحكة أو الطّريفة ؛
من أجل أنْ ننحتَ نافذةً ولو صغيرةً في جبال الحُزن الجاثمة على صدورنا،
كانتْ هذه النّافذة الصّغيرة كافيةً لكي نتنفّس، ولسنا نريد أكثر من ذلك !

عميقة لن يفهمها الا من لمس روحها ..