هناك أشخاص لا يتواصلون معي إلا عندما يكونون بحاجة لمساعدتي في أمرٍ ما، هذا النوع من الأشخاص ليس بالضرورة سيء، كُلُ ما في الأمرِ أنه لم يجد أحداً غيري يظن به خيراً، السيءُ فعلاً هو أنا -عندما يكونُ بمقدوري تقديم المساعدة له- ولكن لا أُقدمها لمجرد أنه لم يذكرني إلا عند حاجته

ــ سَتنسَى و سَتُنْسى ،
ستُخبِرك في البداية بأنها راضية بك على ما أنت عليه من بؤس وحزن ، راضية تماماً عن إضطراباتك و شخصيّتك الغريبة والمتناقضة ، ستقنعك أنها مهووسة بتفاصيلك و بِعُمقك الذي لا حد له ، إنّ هذا الجّانب من الغموض هو ما يشدها إليك ..هو ما يستفزّها لمعرفتك أكثر ، تُريد تعريتك و اكتشاف ما بداخلك ،
‏إنه فضول من نوع آخر قد يجعل الشخص يضحي بنصف عمره لإشباع فضوله وجوع نفسه.
" أنا لا أتحدث عَنكْ ، لا تقلق "
‏ستتمكن منك بطريقة أو بأخرى ، ستصدقها طبعا ..من ذا الذي يرفض امرأة جميلة مثقفة تُجيد العبث بالمشاعر و استنطاق الشخص الصامت الذي بداخلك ..
ستقع في حُبّها ، و ستجِد نفسك تتحوّل لا إراديًا إلى شخص لطالما كرهت أن تكونه ، في نِهاية الأمر ستَمل منك ، لم تعُد تُغريها البِتّة ، لا حاجة لها بك بعد الآن ..
"أخبرتكَ مُسبقًا أنني لا أتحدث عنك ، لا تقلق"
ستَكتشف مؤخرًا بأن كُل من مرّوا بِك لَم يُحِبُّوك يومًا .. بل أحبّوا الجانب المظلِم فيك و حين أحرقوا فضولهم بداخلك ، اكتشفوا أنك مليء بالفراغ ، و سَتشعُر بأنك خُدِعت مُجدّدًا ، و لكن لا تقلق ستنسى ..
سَتَنْسى مَن كُنتَ تَظُنّ بأنّك لن تنسَاه ، و سَينْساك أيضًا مَن كانَ يُخْبِرُك أنّهُ لَن ينساك ..
في الأيّام الأُولى سَتَشعُر بِفراغ كبير جِدًا ، و لكن هذا الفراغ سيبدأ بالنُقصان تَدريجيّاً إلى أن يَختفِي تمامًا ...
سَتُعجب بأحدهم مُجددًا ، و سَتُحِب أحدهم أيضًا ، و سَتبدأ بعلاقة جديدة ، و سَتكذِب على نفسك و تُوهِمُها بأن هذا الشخص ليس كَبَقِيّتهم .. ولكن سرعان ما يظهر لك العكس .
"أُقسم لك بأنك لست الشخص المقصود بكلامي .. لا تقلق ، جميعُنا بِنفس الغباء"