هناك بين ربوتين يقبع المتناقضين :
هذا يعيش في ظل تشاؤمه ،
وذاك يحيا تحت ظل تفاؤله
فطال انتظار الأول !
والآخر :
" يطوي أيام وجوده بذاك الأمل الذي يواسي الزمان صدوده "
المتشائم دوما يبوح بالضجر ويتأوه الكدر ،
ويرسم الواقع بأبشع الصور !
أما الآخر :
فينسج للواقع حرير جميل يترقب الصبح القريب ،
لُيلبس المستقبل السعيد ثوب العيد الجديد .
قد يُشارك ذلك المتشائم من هو قائم على أمر الدين من هول ما يسمعه ويراه من خبر يقين ،
ومع هذا يترك فُسحة صغيرة منها يتنفس الأمل ويستشرق النصر المبين .
فليس من السهل أن نسير الخطوات في درب الحياة ونحن نرى صرعى العالمين ،
ومن بني الاسلام لا سواهم وكأنهم في معابد الحاقدين جُعلوا قرابين !!!
هي الجاهلة الثانية :
عندما نرى من يُحيا رفاتها من مقابر الهالكين ، ليعيدوها حضارة ولكن بثوب التكنلوجيا
والتحضر بذاك يُبرزونها ويلمعوا ليستسيغها المُغفلين الجاهلين .
الذين تشرئِب أعناقهم لكل ما يأتيهم من أولئك المُخادعين !!
وللأسف الشديد :
فالبعض ممن يملكون تلك " الكارزما " من المصلحين غيبتهم الأحداث
عندما تعاظم الفساد مخافة على دينه وفرارا من العتاب !
_ ذاك تصورهم _
وإن كان كل ذاك لم يفلتهم من لسان العتاب عن ذلك التقصير والانكفاء على الذات ،
إذ توجد هناك من الطرق التي بها تُمتص تلكم الضربات وتُضمد بها العاهات ،
فتركوا بذلك البعد عن الساحة فارغاً ليأتي من يملأها بالشبه وما يُفسد عقول الأنام !
فبات من ذاك " الغبش في عين الباحث عن الحقيقة بعدما طال وتفحل ليل الضلال " .